رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - اقتباس
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
اقتباس
في الصباح
استيقظت آلاء من نومها على صوت رنين هاتفها الذي رن كعادته، علمت انه عمر فهو مَن يتصل عليها في ذلك الوقت يود أن يطمئن على صحتها ويغلق مرة أخرى، فمنذُ خروجه من المنزل لم يعد حتى الآن يكتفي فقط باطمئنانه عنها عبر الهاتف ومن والدته التي جعلها تشرف على طعامها، لكنها لن تصمت فاليوم هو عيد ميلاده قد اعدت كل شي في من المساء.
قررت ألا ترد عليه مسرعة مثل كل مرة يتصل فيها بل انتظرته حتى يكرر اتصاله عدة مرات متتالية، لكنها في النهاية استجابت وردت عليه بصوت خافت مدعية التعب
:- ا.. الو يا عمر معلش يا حبيبي مردتش عليك بس بجد مش قادرة تعبانة خالص يا عمر.
شعر بالقلق يتسرب إلى قلبه الذي انقبض بخوف شديد عليها خوفًا من أن يكون قد أصيبها شئ، اردف يسألها باهتمام شديد وقلق يعصف جميع خلاياه
:- إيه يا آلاء مالك حاسة بايه تاعبك؟
ابتسمت بسعادة بسبب اهتمامه الشديد ولهفته عليها، اهتمامه الذي تعشقه بل بالأحر هي تعشق كل شئ يفعله لاجلها، لكنها اخفت سعادتها بمهارة قد اكتسبتها منه، وردت بصوت خافت بالكاد يصل الى مسامعه
:- معرفش يا عمر وجع شديد مش عارف احدد سببه، بس متقلقش أنت يا حبيبي اتطمن انا هبقى اشوف اي حد يجي معايا واروح اكشف هشوف عمتو او تامر لو موجود ولو ملقتش هبقى اروح لوحدي ركز انت في شغلك بس.
اسرع يرد عليها بقلق شديد يستعد للنهوض من فوق مقعده ويلملم اشياءه المبعثرة فوق سطح مكتبه وهو يرد عليها بخوف
:- لا خليكي عندك واستنيني البسي بس وانا هاجي بسرعة ونروح نكشف متروحيش لوحدك.
كانت تريد ان تصرخ بانتصار لنجاح خطتها التي كانت متاكدة بالطبع من نجاحها، همهمت تجيبه بخفوت، ثم نهضت مسرعة من فوق الفراش تتاكد من تزيين الغرفة التي قد زينتها امس ثم دلفت المرحاض تتناول حمام دافئ يريح جسدها وخرجت وقفت امام ملابسها في حيرة لا تعلم ماذا سترتدي؟!
واخيرا قد وقع اختيارها فوق فستان من اللون الفضي المزين ببعض الاشياء اللامعة يصل الى منتصف ساقيها اسرعت ترتديه على الفور و بدأت تعد ذاتها بوضع لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل والعطر المخصص لها الذي يعشقه عمر بشدة ثم جلست في انتظاره بلهفة شديدة.
لم يمر عليها سوى القليل من الوقت واستمعت الى صوت مكابح سيارته التي تعلمها جيدا فركت يديها معا بتوتر لا تعلم لماذا تشعر به؟ بل بعد مرور بضع دقائق وجدته قد دلف الغرفة ويبدو عليه القلق الشديد عليها، لكنه ذُهل من منظر الغرفة ومنظرها وقبل أن يتفوه بحرف واحد كانت آلاء قد اقتربت منه، ولفت ذراعيها حول عنقه وتمتمت تتحدث معه بشغف وابتسامتها الجذابة المشرقة التي تجعله ينسى كل شئ حوله
:- كل سنة وأنتَ طيب يا أحلى وأجمل عموري في العالم كله، قعدت افكر ازاي اجيبك عشان تحتفل ظع بعض لقيتك مش هتيجي غير عشان كدة يا عموري.
وقف يطالها بذهول تام لا يصدق ما فعلته، لكنه شعر انه قد نسى كل الحديث الذي كان سيتفوهه، نسى كل شيء وكانه طفل صغير لم يستطع فعل اي شي سوى أنه مسك كفها بحنو وطبع فوقه قبلة رقيقة ولثم عنقها برفق شديد، كل ذرة بداخله تخبره باحتياجها معه دائما قد اشتاق لها في ذلك اليومين بشدة اشتاق لها وكانه لا يريد أن يبتعد عن حضنها كالطفل الصغير الذي يتعلق بوالدته ولا يريد فراقها، رد عليها بصوت أجش حاني
:- وانتي طيبة ومعايا يا قلب وحياة عمر وكل حاجة ليه.
دفنت وجها في عنقه بخجل شديد، لكنه اسرع يتحدث معها بعتاب وكان عقله المغيب قد عاد إليه
:- ينفع اللي عملتيه فيا دة يا آلاء، أنا كنت خايف بجد عليكي هتجنن أحسن يحصلك حاجة.
ردت عليه بخفوت ولازالت تدفن وجهها في عنقه
:- يعني هو ينغع انك تبات يومين برة البيت و مشوفكش وبعدين أنا عملااك مفاجأة حلوة أوي اهو.
تطلع حوله على الغرفة و على هيئتها ثم رد عليها بدهشة
:- مفاجأة ايه هو في مفاجاة احلى من كدة اصلا وفي واحدة جامدة كدة بين ايديا عاوزة تتاكل.
تمتمت ضاحكة بخجل وخفوت
:- بس يا عمر متكسفنيش كدة.
اكملت حديثها هامسة داخل أذنه
:- بعدين آه فيه يا عموري في بيبي جاي ينور حياتنا مع بعض كمان كم شهر.
الصدمة الجمته، وقفت بضع ثوان في ذهول تام لم يتفوه بحرف واحد يستوعب ما ألقته عليه، حاول ان يتجاوز صدمته وتمتم بسعادة بالغة من صميم قلبه وهو يحملها فوق ذراعيه و يدور بها في الهواء عدة مرات
:- بجد يا آلاء، دي احلى مفاجأة سمعتها في حياتي كلها، مش مصدق أن هنبدأ نعمل عيلة انا وانتي دة حلمي من زمان.
ضحكت بصوت صاخب لأول مرة تشعر بتلك السعادة التي تشعر بها الان، انزلها من فوق ذراعيه بهدوء وحذر شديد، واردف متسائلًا
:- هو أنتِ عرفتي واتأكدتي ازاي.
ردت تجيبه بهدوء وسرور
:- عرفت لما تعبت ساعة لما جيتلي في المستشفى وبعدين افتكرت إن عيد ميلادك كمان كم يوم يا حبيبي فقولت ااستنى واعملهالك مفاجأة بالمرة.
جلس فوق الفراش ثم وضعها ساقيه بحنو يضمها بقوة فوق خصرها وتحدث معها بحنان شديد
:- مش قادر اوصفلك سعادتي بالخبر دة قد ايه بعشقك يا احلى واجمل آلاء موجودة في حياتي كلها.
تمتمت ترد عليه بخفوت وخجل على عكس قلبها الذي يتراقص بداخلها فرحًا
:- وانا كمان يا عمر، أنا بحبك أوي بجد.
شدد من احتضانه عليها وكأنها كنز ثمين، ثم تحدث بشغف
:- عاوز البيبي يكون بنت يا لولي عاوز...
قطعت حديثه بغيرة شديدة وهي تطالعه بنظرات مصوبة عليه كالسهام
:- والله يا سي عمر عاوزها بنت ليه انشاء الله بعدين مفيش اصلا بنت هتدخل حياتك غيري.
ضحك بصخب على غيرتها، ثم استرد حديثه مرة أخرى بحب شديد
:- طبعا يا لولي مفيش بنات هتدخل غيرك بس دي هتبقى بنتنا عاوزها تبقى شبهك عشان تبقى نسخة مصغرة منك.
ابتسمت بخفوت وخجل، لكنها سرعان ما ردت عليه بتهكم
:- وعاوز نسخة مصغرة مني ليه مانا موجودة كلي أهو يا سي عمر.
همس داخل اذنيها بنبرة مغزية يملأها العشق الذي يتغلغل بداخل قلبه المتيم بعشقها
:- عشان بحبك مثلا يا روح قلب وحياة سي عمر.
ابتسمت بخفوت ابتسامة مشرقة زينت محياها وتمتمت بعشق جارف يعصف في جميع خلاياها
:- عمر على فكرة وحشتني أوي أوي بجد مش بعرف انام اصلا طول مانت مش موجود.
التقط شفتيها بشغف شديد لا يصدق وجودها الآن بين يديه اشتاق إليها بشدة لا يعلم كيف استطاع أن يمضي يومه من دون أن يراها لكنه فعل ذلك مضطرا حتى ينهي تلك الابواب المفتوحة في حياتهما، الابواب التي تجلب لهم الأذي وتعكر صفو حياتهما..
ظل يطالع ملامحها بتمعن وشغف شديد لكنه حاول أن يسيطر على عاصفة المشاعر التي اجتاحته و أردف يتحدث معها باهتمام
:- آلاء لازم نروح نكشف عشان نعرف برضو ايه نظامنا احنا كمان.
انهى حديثه غامزًا لها باحدي عينيه فضحكت بخجل شديد بعدما علمت مقصد حديثه و ردت عليه بدلال
:- لا عادي يا عموري احنا هنعمل نفسنا لسة مش عارفين حاجة.
ضحك على حديثها ثم وضعها فوق الفراش برفق شديد، لا يصدق وجودها معه في حياته يشعر ان حياتهما معا كالحلم الجميل الذي يريد أن يعيش فيه طوال حياته.
بعد مرور بعض الوقت
كانت آلاء تنام داخل احضان عمر تضع راسها فوق
صـ ـدره بحب شديد، اعتدل عمر في جلسته وهتف متسائلًا بهدوء شديد
:- آلاء بهدوء كدة ومن غير تعب عشان مش عاوز نتخانق زي كل مرة، عرفت إنك كنتي مع نغم فروحتي انتي وهي فين؟
شحبت ملامح وجهها لا تعلم كيف قد علم ذلك الشئ، ردت تجيبه بتلعثم شديد
:- م.. ما هو بص يـ... يا عمر هو انا وعدتها اني مش هقول لحد فمتقلقش والله أنا خلصت الحوار خلاص ومفيش حاجة.
طالعها بحدة شديدة، وكرر سؤاله مرة اخرى بجدية، ابتلعت ريقها بتوتر شديد لا تعلم كيف تفر من سؤاله لم تجد شي تفعله سوى انها تخبره بكل ما حدث معها هي ونغم، اختتمت حديثها بتوتر شديد
:- بس يا عمر والله ما حصل حاجة هي كانت خايفة منك وانا وعدتها اني مش هقولك عشان كدة مقولتلكش..
طالعها بغضب عارم تملك منه وأحمرت عينيه شاعرة كأنه سيقـ ـتلها لا مفر..
يُتبع
إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية