رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 21
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الواحد والعشرون
كانت نغم تجلس في غرفتها براحة تشعر بها لأول مرة منذ فترة غير مصدقة أن الموضوع قد انتهى وأخيرا، كانت تشعر برعب كبير يجتاح كل ذرة بداخلها لا تعلم لولا وجود آلاء ماذا كان حدث لها، لأول مرة تشعر بالندم بسبب افعالها الحادة مع ألاء، فهي دائما كانت تعاملها بحدة كانت تتمنى عدم زواجها من عمر شقيقها لكنها الآن اكتشفت بأن ذلك هو القرار الصحيح الذي حدث، وأن عمر كان على حق عندما أصر على زواجه منها.
قررت ان تذهب إلى غرفة آلاء حتى تتحدث معها وتطمئن على صحتها فهي لم تدلف إليها منذُ أن عادت، دقت فوق باب غرفتها بخفوت فسرعان ما أتاها صوت الاء الخافت سامحة لها بالدخول، فدلفت نغم و تمتمت متسألة بتوتر شديد وخجل من آلاء
:- ازيك يا الاء عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي قولتي لـ عمر على الحمل ولا لسة وعمل إيه من بعد ما سيبناكي
شعرت آلاء بتوترها، فابتسمت بهدوء متمتمة بخفوت وتعب
:- الحمد لله كويسة، لسة مقولتلوش هقوله بكرة انتي عارفة ان بكرة عيد ميلاده متقوليش لحد بقا، هو اصلا زعلان مني من امبارح ولسة مش عارفة اقنعه مش مقتنع باللي قولتهوله امبارح.
تمتمت ترد عليها بفرحة وإعجاب
:- ايه الفكرة الحلوة دي انا عارفة ان اكيد عمر هيصالحك بعد كا تعمليله المغاجأة دي جاية غي معادها، معلش يا آلاء انا عارفة اني تعبتك اوي بجد.
أردفت جملتها الأخيرة بخجل وصوت خافت
ولكن آلاء باغتتها بردها المفاجي عندما ردت عليها بطيبة وهدوء
:- تعب ايه يا نغم انا قايلالك اني عاملة الحوار كله عشان خاطر عمر انسي بقى كل اللي حصل خلاص كأنه محصلش.
اخفضت نغم بصرها ارضا بخجل من افعالها مع آلاء التي قابلت كل ذلك بحب، تحدثت بخفوت وقلق
:- ماشي يا الاء عاوزة اقولك متزعليش عشان يـ.. يعني اللي كنت بعمله معاكي،واللي عملته مع عدي، والله يا الاء انا مكنتش اعرفك اوي كنت بس شايفاكي واحدة عاوزة تاخد مني اخويا وخاصة اني عارفة ان عمر بيحبك اوي، الاء انا اسفة بجد مش عاوزاكي تزعلي مني انا بقيت بجد بعتبرك زي اخني يا آلاء وبثق فيكي.
احتضنتها آلاء بحب وربتت فوق ظهرها بحنان، ثم ردت عليها بهدوء وتعقل
:- خلاص يا نغم انا نسيت كل حاجة احنا بينا دلوقتي صفحة جديدة ياريت تحافظي عليها.
ردت عليها بخفوت
:- شكرا يا آلاء هحافظ عليها كويس اوي و...
كادت أن تواصل حديثها لكن قطعه رنين عاتف نغم الذي صدح في الغرفة للتو، فاستاذنت منها نغم وخرجت من الغرفة حتى تستطيع أن ترد على الهاتف.
دلفت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، ثم ردت على هاتفها وهي تبتسم بتوتر، دقات قلبها تسارعت وكانها تتسابق مع بعض، كل ذلك حدث بسبب علمها بأن ياسين هو مَن يهاتفها، اسرعت تفتح عليه وردت عليه بخفوت وخجل
:- الو يا ياسين في حاجة؟
بادر يرد عليها بلهفة شديدة، و قد امتلا الحب جميع صوته، جميع المشاعر الذي كان يدفنها بداخله قد تجدد لم تتجدد فقط بل ازدادت بداخله مع مرور الأيام قلبه قد ازداد من عشقها وترعرع داخل قلبه
:- الو يا نغم اتصلت عشان اتطمن عليكي وكمان أنتي اتغقتي انك هتحكيلي كل حاجة وإيه اللي كان بيحصل امبارح؟!
تنهدت بصوت مسموع متوتر، محاولة الهروب من اجابة سؤاله الذي لا تريد ان تحاوب عليه خوفًا من تشوش صورتها امامه
:- انا الحمدلله كويسة، بعدين هقول ايه مكنش في حاجة دة انا وآلاء كنا في مشوار عادي يا ياسين.
بالطبع لم يقتنع من اجابتها الحمقاء، فتحدث يرد عليها بمكر ودهاء
:- والله يا نغم والمشوار دة مكنتيش قايلة لعمر عليه ليه وليه خفتي اول ما عرفتي انه جاي، شوفي يا نغم مش تطفل ولا حاجة بس انا من حقي اتطمن عليكي انتي بنت عمتي يا نغم فاهمة؟
ابتلعت ريقها الجاف بتوتر شديد، تخشى الا تخبره بما حدث فيخبر عمر وتامر اللذان لا تتمنى ان يعلما اي شي بما حدث، لا تريدهما أن يشعرا انها قد خانت ثقتهما فيها، فتحدثت بتوتر شديد
:- بـ.. بص يا ياسين انا هقولك كل حاجة بس وعد منك أنك متقولش لحد..
بدأت تقص له كل ما حدث بداية من التهديدات التي جاءت إليها بسبب الصور المزيفة ومساعدة آلاء لها اخبرته لكل ما حدث لها من البداية..
كان ياسين يستمع الى حديثها بذهول تام غير مصدق كل ما تخبره به، تمتم يسألها بعدم تصديق ودهشة بادية في صوته والغضب يملؤه
:- وأنتِ لسة بتحبي الواد دة يا نغم؟
أسرعت تحرك راسها نافية وكأنه يراها، وردت تجيبه بصوت متحشرج باكي
:- لـ... لا والله يا ياسين اصلا مكنتش بحبه في الاول كان عادي يعني معايا في الكلية لكن هو اللي عمل كل دة عشان طمعان في فلوس والحمدلله الاء طلعت ذكية ومعملتش اللي هو عاوزه، ياسين عشان خاطري متقولش لعمر ولا تامر ماشي.
تنهد ارتياح كان يخشى أن تحب شخص اخر غيره، لا يعلم ماذا سيكون رد فعله حينها لا يريد ان تضيع من بين يديه، سيتمسك بحبه ولن يتركه قط، رد عليها بهدوء حتى يحعلها تهدأ وتطمئن
:- اكيد يا نغم، انا كنت بسال عشان بس عاوز اتطمن عليكي بعد كدة لو في اي حاجة حاصلة معاكي اتصلي قوليلي وانا وعد مني هحللك كل حاجة وهساعدك دايما.
ابتسمت بخفوت وخجل شديد، ثم همهمت ترد عليه واغلقت الهاتف معه، تشعر بالارتياح لا تعلم ما سر اهتمام ياسين بها وباخبارها لكنها كانت دوما تحب ذلك الاهتمام، لا تعلم ما الذي جعل قلبها يدق مسرعا وكأنها في سباق، وضعت يدها فوق موضع قلبها الذي كان يخفق بمشاعر جديدة عليها تجهل عن تفسيرها وحاولت أن تهدأ من روعة مشاعرها المتوترة..
❈-❈-❈
في الصباح
استيقظت آلاء من نومها على صوت رنين هاتفها الذي رن كعادته، علمت انه عمر فهو مَن يتصل عليها في ذلك الوقت يود أن يطمئن على صحتها ويغلق مرة أخرى، فمنذُ خروجه من المنزل لم يعد حتى الآن يكتفي فقط باطمئنانه عنها عبر الهاتف ومن والدته التي جعلها تشرف على طعامها، لكنها لن تصمت فاليوم هو عيد ميلاده قد اعدت كل شي في من المساء.
قررت ألا ترد عليه مسرعة مثل كل مرة يتصل فيها بل انتظرته حتى يكرر اتصاله عدة مرات متتالية، لكنها في النهاية استجابت وردت عليه بصوت خافت مدعية التعب
:- ا.. الو يا عمر معلش يا حبيبي مردتش عليك بس بجد مش قادرة تعبانة خالص يا عمر.
شعر بالقلق يتسرب إلى قلبه الذي انقبض بخوف شديد عليها خوفًا من أن يكون قد أصيبها شئ، اردف يسألها باهتمام شديد وقلق يعصف جميع خلاياه
:- إيه يا آلاء مالك حاسة بايه تاعبك؟
ابتسمت بسعادة بسبب اهتمامه الشديد ولهفته عليها، اهتمامه الذي تعشقه بل بالأحر هي تعشق كل شئ يفعله لاجلها، لكنها اخفت سعادتها بمهارة قد اكتسبتها منه، وردت بصوت خافت بالكاد يصل الى مسامعه
:- معرفش يا عمر وجع شديد مش عارف احدد سببه، بس متقلقش أنت يا حبيبي اتطمن انا هبقى اشوف اي حد يجي معايا واروح اكشف هشوف عمتو او تامر لو موجود ولو ملقتش هبقى اروح لوحدي ركز انت في شغلك بس.
اسرع يرد عليها بقلق شديد يستعد للنهوض من فوق مقعده ويلملم اشياءه المبعثرة فوق سطح مكتبه وهو يرد عليها بخوف
:- لا خليكي عندك واستنيني البسي بس وانا هاجي بسرعة ونروح نكشف متروحيش لوحدك.
كانت تريد ان تصرخ بانتصار لنجاح خطتها التي كانت متاكدة بالطبع من نجاحها، همهمت تجيبه بخفوت، ثم نهضت مسرعة من فوق الفراش تتاكد من تزيين الغرفة التي قد زينتها امس ثم دلفت المرحاض تتناول حمام دافئ يريح جسدها وخرجت وقفت امام ملابسها في حيرة لا تعلم ماذا سترتدي؟!
واخيرا قد وقع اختيارها فوق فستان من اللون الفضي المزين ببعض الاشياء اللامعة يصل الى منتصف ساقيها اسرعت ترتديه على الفور و بدأت تعد ذاتها بوضع لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل والعطر المخصص لها الذي يعشقه عمر بشدة ثم جلست في انتظاره بلهفة شديدة.
لم يمر عليها سوى القليل من الوقت واستمعت الى صوت مكابح سيارته التي تعلمها جيدا فركت يديها معا بتوتر لا تعلم لماذا تشعر به؟ بل بعد مرور بضع دقائق وجدته قد دلف الغرفة ويبدو عليه القلق الشديد عليها، لكنه ذُهل من منظر الغرفة ومنظرها وقبل أن يتفوه بحرف واحد كانت آلاء قد اقتربت منه، ولفت ذراعيها حول عنقه وتمتمت تتحدث معه بشغف وابتسامتها الجذابة المشرقة التي تجعله ينسى كل شئ حوله
:- كل سنة وأنتَ طيب يا أحلى وأجمل عموري في العالم كله، قعدت افكر ازاي اجيبك عشان تحتفل ظع بعض لقيتك مش هتيجي غير عشان كدة يا عموري.
وقف يطالها بذهول تام لا يصدق ما فعلته، لكنه شعر انه قد نسى كل الحديث الذي كان سيتفوهه، نسى كل شيء وكانه طفل صغير لم يستطع فعل اي شي سوى أنه مسك كفها بحنو وطبع فوقه قبلة رقيقة ولثم عنقها برفق شديد، كل ذرة بداخله تخبره باحتياجها معه دائما قد اشتاق لها في ذلك اليومين بشدة اشتاق لها وكانه لا يريد أن يبتعد عن حضنها كالطفل الصغير الذي يتعلق بوالدته ولا يريد فراقها، رد عليها بصوت أجش حاني
:- وانتي طيبة ومعايا يا قلب وحياة عمر وكل حاجة ليه.
دفنت وجها في عنقه بخجل شديد، لكنه اسرع يتحدث معها بعتاب وكان عقله المغيب قد عاد إليه
:- ينفع اللي عملتيه فيا دة يا آلاء، أنا كنت خايف بجد عليكي هتجنن أحسن يحصلك حاجة.
ردت عليه بخفوت ولازالت تدفن وجهها في عنقه
:- يعني هو ينغع انك تبات يومين برة البيت و مشوفكش وبعدين أنا عملااك مفاجأة حلوة أوي اهو.
تطلع حوله على الغرفة و على هيئتها ثم رد عليها بدهشة
:- مفاجأة ايه هو في مفاجاة احلى من كدة اصلا وفي واحدة جامدة كدة بين ايديا عاوزة تتاكل.
تمتمت ضاحكة بخجل وخفوت
:- بس يا عمر متكسفنيش كدة.
اكملت حديثها هامسة داخل أذنه
:- بعدين آه فيه يا عموري في بيبي جاي ينور حياتنا مع بعض كمان كم شهر.
الصدمة الجمته، وقفت بضع ثوان في ذهول تام لم يتفوه بحرف واحد يستوعب ما ألقته عليه، حاول ان يتجاوز صدمته وتمتم بسعادة بالغة من صميم قلبه وهو يحملها فوق ذراعيه و يدور بها في الهواء عدة مرات
:- بجد يا آلاء، دي احلى مفاجأة سمعتها في حياتي كلها، مش مصدق أن هنبدأ نعمل عيلة انا وانتي دة حلمي من زمان.
ضحكت بصوت صاخب لأول مرة تشعر بتلك السعادة التي تشعر بها الان، انزلها من فوق ذراعيه بهدوء وحذر شديد، واردف متسائلًا
:- هو أنتِ عرفتي واتأكدتي ازاي.
ردت تجيبه بهدوء وسرور
:- عرفت لما تعبت ساعة لما جيتلي في المستشفى وبعدين افتكرت إن عيد ميلادك كمان كم يوم يا حبيبي فقولت ااستنى واعملهالك مفاجأة بالمرة.
جلس فوق الفراش ثم وضعها ساقيه بحنو يضمها بقوة فوق خصرها وتحدث معها بحنان شديد
:- مش قادر اوصفلك سعادتي بالخبر دة قد ايه بعشقك يا احلى واجمل آلاء موجودة في حياتي كلها.
تمتمت ترد عليه بخفوت وخجل على عكس قلبها الذي يتراقص بداخلها فرحًا
:- وانا كمان يا عمر، أنا بحبك أوي بجد.
شدد من احتضانه عليها وكأنها كنز ثمين، ثم تحدث بشغف
:- عاوز البيبي يكون بنت يا لولي عاوز...
قطعت حديثه بغيرة شديدة وهي تطالعه بنظرات مصوبة عليه كالسهام
:- والله يا سي عمر عاوزها بنت ليه انشاء الله بعدين مفيش اصلا بنت هتدخل حياتك غيري.
ضحك بصخب على غيرتها، ثم استرد حديثه مرة أخرى بحب شديد
:- طبعا يا لولي مفيش بنات هتدخل غيرك بس دي هتبقى بنتنا عاوزها تبقى شبهك عشان تبقى نسخة مصغرة منك.
ابتسمت بخفوت وخجل، لكنها سرعان ما ردت عليه بتهكم
:- وعاوز نسخة مصغرة مني ليه مانا موجودة كلي أهو يا سي عمر.
همس داخل اذنيها بنبرة مغزية يملأها العشق الذي يتغلغل بداخل قلبه المتيم بعشقها
:- عشان بحبك مثلا يا روح قلب وحياة سي عمر.
ابتسمت بخفوت ابتسامة مشرقة زينت محياها وتمتمت بعشق جارف يعصف في جميع خلاياها
:- عمر على فكرة وحشتني أوي أوي بجد مش بعرف انام اصلا طول مانت مش موجود.
التقط شفتيها بشغف شديد لا يصدق وجودها الآن بين يديه اشتاق إليها بشدة لا يعلم كيف استطاع أن يمضي يومه من دون أن يراها لكنه فعل ذلك مضطرا حتى ينهي تلك الابواب المفتوحة في حياتهما، الابواب التي تجلب لهم الأذي وتعكر صفو حياتهما..
ظل يطالع ملامحها بتمعن وشغف شديد لكنه حاول أن يسيطر على عاصفة المشاعر التي اجتاحته و أردف يتحدث معها باهتمام
:- آلاء لازم نروح نكشف عشان نعرف برضو ايه نظامنا احنا كمان.
انهى حديثه غامزًا لها باحدي عينيه فضحكت بخجل شديد بعدما علمت مقصد حديثه و ردت عليه بدلال
:- لا عادي يا عموري احنا هنعمل نفسنا لسة مش عارفين حاجة.
ضحك على حديثها ثم وضعها فوق الفراش برفق شديد، لا يصدق وجودها معه في حياته يشعر ان حياتهما معا كالحلم الجميل الذي يريد أن يعيش فيه طوال حياته.
بعد مرور بعض الوقت
كانت آلاء تنام داخل احضان عمر تضع راسها فوق
صـ ـدره بحب شديد، اعتدل عمر في جلسته وهتف متسائلًا بهدوء شديد
:- آلاء بهدوء كدة ومن غير تعب عشان مش عاوز نتخانق زي كل مرة، عرفت إنك كنتي مع نغم فروحتي انتي وهي فين؟
شحبت ملامح وجهها لا تعلم كيف قد علم ذلك الشئ، ردت تجيبه بتلعثم شديد
:- م.. ما هو بص يـ... يا عمر هو انا وعدتها اني مش هقول لحد فمتقلقش والله أنا خلصت الحوار خلاص ومفيش حاجة.
طالعها بحدة شديدة، وكرر سؤاله مرة اخرى بجدية، ابتلعت ريقها بتوتر شديد لا تعلم كيف تفر من سؤاله لم تجد شي تفعله سوى انها تخبره بكل ما حدث معها هي ونغم، اختتمت حديثها بتوتر شديد
:- بس يا عمر والله ما حصل حاجة هي كانت خايفة منك وانا وعدتها اني مش هقولك عشان كدة مقولتلكش..
تطلع امامه بغضب شديد وقبض فوق قبضة يده بغضب شديد حاول أن يكبت غضبه حتى لا ينفجر في آلاء، تمتمت بخوف وتوتر
:- عـ... عمر اهدى عشان خاطري انا اسفة خلاص بس انا ساعدتها وحليت الحوار.
رفع صوته عليها بعصبية
:- المفروض اعرف وترجعولي مش تجري تتصرفي اخرسي خالص يا الاء دلوقتي خليكي في حملك واسكتي..
بالفعل ظلت صامتة كما قال لها شاعرة بالتوتر من غضب عمر العارم الذي بدا عليه قطع الجو المتوتر بينهما صوت دقات فوق الباب والتي كانت احدى العاملات التي اخبرت عمر بان يوجد شخص اسفل في انتظاره.
نهض مسرعا لاعنًا إياها سرا ودلف المرحلض بدأ في اعداد ذاته للنزول إلى أسفل..
❈-❈-❈
نزل عمر إلى اسفل وجد ياسين يجلس في المكتب في انتظاره
اردف مسائلًا بحدة وصرامة ضارية
:- نعم با ياسين عاوز إيه؟! شكل اللي حصل معاك آخر مرة مكنش كفاية وناوي على حاجة تاني.
ابتلع ريقه بتوتر و تحدث يرد عليه بهدوء
:- اهدى بس يا عمر اقعد عاوز اتكلم معاك في حاجة مهمة.
تنهد عمر بنفاذ صبر، وجلس فوق المقعد الخاص به على مضض وتحدث بجدية صارمة
:- نعم يا ياسين قول عاوز إيه، وايه هي الحاجة المهمة اللي عاوز تقولهالي؟
فرك كلتا يديه بتوتر شديد، ثم رد يجيبه بتوتر يشعر انه كالطفل المخطئ الذي يقف أمام من يصحح عليه
:- بص يعني هو بصراحة يا عمر انا بقول نبدا صفحة جديدة وعاوز اتجوز نغم أنا مازلت عند موقفي بعد كل السنين دي وشاريها.
طالعه عمر بعدم تصديق، ثم صمت لبضع ثوان قبل ان يرد عليه بحدة ساخرة
:- والله وانت جاي تقولي كدة على اساس اني هوافق، انت بتطلب طلب زي دة بأي عين اصلا، بعدين اذا كنت انا اصلا بخاف على آلاء اللي هي اختك منك دة لولايا كان زمانك واكل حقها من غير ذرة ندم هوافق عليك انك تتجوز اختي و أأمن ليك، ليه شايفني ساذج للدرجادي ولا ناوي تاخد من نغم الفلوس اللي معرفتش تاخدها من آلاء.
وقف ياسين قي ذهول تام يفكر في كل كلمة يتفوهها خرج من الغرفة كالتائة من دون أن يرد على عمر ، لازال حديث عمر يتردد في اذنيه، ابتلع ريقه بتوتر هل من الممكن ان يكون الحقد ملأ قلبه الى تلك الدرجة بالفعل؟!
أغمض عينيه بضعف شديد ودار بداخله كل ما فعله مع آلاء، قرر أن يذهب الى غرفتها ويصعد يتحدث معها، يريد التحدث معها لكن في وقت آخر.
❈-❈-❈
في الصباح...
كان ياسين طوال ليلته يفكر في حديث عمر، قرر ان يعتذر من الاء عما صدر منه، وصل أمام غرفة آلاء وهو يشعر بالعديد من المشاعر المختلطة لا يعلم اي شعور بالتحديد يسيطر عليه لكنه خائف، يشعر بالتوتر كالذي سيدلف امتحان هام سيغير مجرى حياته، اغمض عينيه يضغط فوقهما يحاول ان يشجع ذاته على ان يتحدث معها، وبالفعل دق الباب سرعان ما اتاه همهمة خفيفة وهي تسمح للطارق ان يدلف.
دلف ياسين الغرفة فهبت آلاء واقفة ما ان راته واردفت تتحدث معه بحدة واقتضاب شديد
:- عاوز إيه يا ياسين مش قولتلك انسى اللي بتطلبه ولا عاوز تضربني تاني عشان شكل اللي عمله فيك عمر مكنش كفاية.
اقترب منها ثم تحدث بخجل مطأطأ رأسه ارضا
:- لأ يا الاء انا جاي اعتذرلك عن كل اللي حصل، انا عارف اني زعلتك وغلطت فيكي كتير، مكنتش الاخ الكويس اللي تفتخري بيه في يوم من الايام بل بالعكس انتي كنتي مكسوفة تحكي لحد عن عمايلي معاكي كنت مصدر اذى ليكي انا مستحقش ان اقول على نفسي إني اخوكي بس عاوزك تسامحيني.
شعرت بصدق حديثه الذي مس قلبها من الداخل فهرولت دموعها تسيل فوق وجنتيها، استرد ياسين حديثه مجددا وهو يقترب منها حتى اصبح يقف قبالتها مباشرة
:- انا اسف يا الاء، بجد ندمان من كل قلبي انا عارف انك اكيد كرهتيني بس والله انا ندمان و هحاول اعوضك عن كل عملتها فيكي عرفت يعني اني اكون أخ و اني لازم اكون مسؤول عنك انا اللي احميكي مش اخلي غيري يحميكي.
حركت رأسها نافية وهي ترى نظرة الحزن و الانكسار الموجودة في عينيه، فاسرعت تتمتم بضعف من بين شهقاتها التي ارتفع صوتها
:- لأ يا ياسين والله عمري ما كرهتك أنت اخويا يا ياسين بحبك والله ايوة زعلانة منك وكان نفسي تكون احسن من كدة بس خلاص طالما هتتغير أنا واثقة فيك وواثقة انك هتكون احسن اخ في العالم كله شخص اقدر افتخر بيه بجد تعوضني غياب بابا.
ابتسم بامتنان وحب لشقيقته واقترب منها ضمها بحب شديد بينما آلاء كانت تحتاج ذلك الحضن اكثر منه هو كثيرا، كانت تحتاج وجوده كما كان يحتاجه هو، كانت تحتاج تشعر بحنانه عليها، حنان الاخ الذي حُرمت منه، ظل ياسين يشدد من احتضانه عليها وهو يوعدها أنه سيتغير للافضل.
لكنها انتفضت تبتعد عن حضنه عندما استمعت الى صوت عمر الذي تحدث بغيرة شديدة و صوت جهوري
:- ياسين أنت بتعمل ايه هنا مش قولتلك ملكش دعوة بالاء نهائى.
كاد ياسين ان يتحدث لكن قطعته آلاء التي تحدثت بهدوء والدموع اجتمعت داخل مقلتيها
:- متقلقش يا عمر ياسين كان جاي يتكلم معايا عادي بقالنا كتير جدا متكلمناش.
وضع عمر يديه في جيب سترته وتحدث معه ببرود
:- طب خلاص خلصت اللي عندك وكلمتها اتفضل برة بقا عشان راجع تعبان عاوز ارتاح مع مراتي والاسلوب دة مش بيجي معايا على فكرة مش هوافق برضو.
رد عليه الاخر بجدية وهو متوجه نحو الخارج
:- انا جاي اتكلم مع آلاء عادي يا عمر مش عشان اللي في دماغك لسة موصلتلش للمرحلة دي آلاء اختي على فكرة لو كنت ناسي مثلا.
رد عليه بسخرية ضاحكًا على حديثه باستهزاء
:- اه فعلا مانا عارف انها اختك لا عارف اوي كمان حتى افعالك معاها بتدل على كدة
خرج ياسين وتركه محاولا ان يتحلى بالصبر فهو يعلم أن عمر من الصعب ان يصدقه لكن ذلك لا يهمه هو فقط يريد ان يحسن علاقته بشقيقته.
عقدت آلاء حاجبيها بدهشة و تمتمت تتسأل بعدم فهم
:- عمر هو في إيه بينك وبين ياسين ايه هي الحاجة اللي مش هتوافق عليها؟
رد يجيبها ببرود كعادته، وهو يدعي اللا مبالاه
:- مفيش حاجة يا آلاء شغل عادي ومتستنيش اني احكيلك على اي حاجة.
تافأفت عدة مرات بصوت مسموع ثم اردفت بغيظ
:- والله والله ماشي يا عمر بترهالي ماشي.
طالعها بنظراته التي اخترقتها من اعلاها الى ادناها ثم سار ببرود كعادته وكانها لم تقف امامه من الأساس..
❈-❈-❈
احتمعوا جميعا كما طلبت آلاء التي كانت تجلس بحانب عمر تشبك ذراعها في ذراعه بسعادة شديدة واخبرت الجميع بخبر حملها بدأ الجميع يهنيها ويبارك لها خاصة سناء التي كانت تنتظر ذلك الخبر بفارغ الصبر، وأطلقت الزغاريد الدالة على السعادة، أسرعت تحضن آلاء بفرحة شديدة، ولكن قطع كل ذلك رنين هاتف الاء، كانت ستتجاهل في البداية لكنها لم تستطع عندما وجدت أن البنت التي تجلس مع فريدة هي من تتصل عليها ابتعدت عنهم وأسرعن ترد لكنها وجدتها تتحدث بتبرة باكية
:- الحقيني يا مدام الاء دخلت الاوضة اتطمن على مدام فريدة لقيتها واقعة والدم حواليها.
صرخت آلاء بفزع و اردفت تحدث عمر مسرعة بخوف غير واعية لما يوجد حولها
:- عمر الحق يا عمر فريدة، فريدة واقعة مغمى عليها و بيقولوا غرقانة دم في البيت بتاع بابا.
قنبلة مدوية القتها وهي غير واعية لما سيحدث بعدها ولا اثرها على الجميع، فالجميع بلا استثناء قد بدت الدهشة على ملامحهم..
يُتبع
إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية