-->

رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 19

 

قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل التاسع عشر




_ قلوب يظل العشق مفتاحها_


في المساء...

دلف عمر الغرفة الخاصة بـه هو آلاء بعدما عاد من الشركة وجلس مع والدته ونغم، لكنه تفاجأ بهيئة آلاء الغير مألوفة حيث كانت تجلس فوق الفراش بوجه شاحب و كأن الدماء فرت هاربة من ملامح وجهها، قطب ما بين حاجبيه بدهشة ولم يستطع أن يظل مستمر في تجاهله لها بعد رؤيته لحالتها فغمغم متسائلاً باهتمام وقلق


:- في إيه يا آلاء مالك قاعدة كدة ليه؟ هو في حد ضايقك أو قالك حاجة انهاردة؟ 


ابتلعت ريقها الجاف بتوتر، واخفضت بصرها ارضا حتى لا يلاحظ الدموع المجتمعة داخل عينيها، ردت عليه كاذبة بعدما حركت رأسها عدة مرات نافية

:- م.... مفيش حاجة يا عمر. 


اغمضت عينيها بضعف شديد، تشعر بالقهر لم تستوعب أن شقيقها الذي يجب أن يكون مصدر سندها وأمانها هو مَن فعل بها ذلك، تشعر  بالحزن الشديد لاجل حالها كيف ستخبر عمر بما حدث معها من قِبل شقيقها .


أسرع مقتربًا نحوها عالمًا بكذبها في الرد عليه، جلس بحانبها بهدوء شديد وأردف مكررًا لسؤاله مرة أخرى بقلق عليها 


:- اهدي يا آلاء براحة كدة، وفهميني في إيه مالـك ايه اللي تعـ.. 


قطع جملته على الفور و تحولت ملامح وجهه الهادئة إلى أخرى غاضبة مشتعلة عندما رأى اثر الصفعة التي صفعها لها ياسين صباحًا، رأى علامات اصابع توجد فوق وجنتها، فتمتم متسائلاً بغضب شديد يعصف في جميع خلاياه 


:- إيه دة مين اللي عمل فيكي كدة يا آلاء، مين دة اللي مد ايده عليكي. 


القت ذاتها داخل حضنه الذي اشتاقت إليه كثيرًا وانهارت باكية بضعف وصوت عال تخرج كل ما كانت تكتبه بداخلها، ظلت ترتعش بين ذراعيه بينما هو ظل يحاول التحكم في أعصابه حتى يجعلها تهدأ ليعلم منها كل ما حدث،ظل يربت فوق ظهرها بحنان ، شاعرًا أن بداخله غضب كبير سيحرق العالم بأكمله، أردف متسائلاً مرة أخرى بهدوء شديد 


:- ها يا آلاء مين اللي عمل كدة واتجرأ ومد ايده عليكي، مين ال*** دة.


 بدأت تقص عليه ما حدث في الصباح بينها وبين ياسين، مختتمة  حديثها بصوت باكي 


:- ب.... بس يا عمر دة كل اللي حصل، وا.. انا والله عمري ما هعمل اي حاجة من القرف اللي هو بيقوله عمر أنت عارف كويس إني بحبك اوي صح وعمري ما افكر أأذيك والله؟


نهض بعصبية متوعد له فور أن استمع إلى حديثها متحدثًا بغضب ولهجة مشددة 


:- والله ما هسيبه هو اتجنن خلاص، ازاي قدر يعملها ويمد أيده عليكي. 


انهى حديثه وهو يكور قبضة يده بغضب وضرب الحائط بها بقوة شديدة، ثم سار متوجه إلى اسفل مرة أخرى متجاهل هتافها باسمه، ركب سيارته وانطلق نحو الاوتيل الذي يوجد به ياسين شقيقها. 


ترجل من سيارته بغضب كبير حاول أن يخفيه من فوق ملامح وجهه وحل محله البرود، صعد الغرفة الخاصة بياسين الذي تفاجأ عندما راى عمر يقف امامه و الشرر يتطاير من عينيه، قبض فوق أطراف ملابسه بقوة القاه الى الداخل واغلق الباب خلفه، لم يمهله فرصة للتحدث ولو بحرف واحد بدأ يلكمه في وجهه بقوة شديدة لم يبالي لما يتفوه به، تحدث بعدها بحدة غاضبة 

 

:- أنت خلاص شكلك اتجننت ولا إيه ازاي تمد ايدك على آلاء، بعيد عن أنها اختك والمفروض تكون أول واحد تقف جانبها بس أنت اصلا *** لكن ازاي جاتلك الشجاعة تمد ايدك على آلاء السنماري مش هقولك اختك عشان دة ميهمنيش أنت اتهبلت والله يا ياسين لو مرجعتش مكان ما كنت أنت عارف انا اقدر اعمل ايه، بعدين الاء مش زيك اصلا عشان تقنعها بكلامك دة، إياك اشوفك مقرب ناحية آلاء تاني. 


انهى حديثه وهو يرمقه بنظرات محتقرة ثم سار تارك اياه وهو يقع ارضا في حالة يرثى عليها.


 عاد مرة أخرى إلى المنزل وجد آلاء تقف في الشرفة من الواضح أنها تنتظره، كانت تشعر بالقلق الشديد على عمر الذي ذهب وهو في حالة غاضبة بشدة، حاولت ان تطمئن ذاتها عندما وجدته يترجل من سيارته ويسير نحو الداخل بخطوات واثقة كعادته. 


اسرعت تفتح باب غرفتها حتى تستقبله بالفعل لم يمر سوى بضع دقائق ودلف عمر القت ذاتها مسرعا داخل حضنه، ملجأها وموطنها الدائم التي لا تتمنى أن تخرج منه قط، تتمنى أن تظل معه وبين ذراعيه دومًا حتى تشعر بالحب والدفء اللذان تشعر بهما دائما وهي داخل حضنه، المكان المحصن الذي تدلف اليه كل مرة تحتمي به، دائما ترى حبه لها بافعاله وحديثه الدائم عن أنها اهم من في حياته، لكن عندما تكون داخل حضنه تشعر بحبه الصادق الحقيقي.. 


ضمها بقوة وسار بها نحو الفراش وضعها فوقه برفق شديد ثم تحدث معها بهدوء وهو يرفع وجهها الى أعلى؛ حتى يجعلها تنظر الى زرقة عينيه الواقعة بعشقهما 


:- متقلقيش يا آلاء مفيش حاجة انا بس ربيته عشان عمره ما يفكر انه يكرر اللي عمله دة تاني مش عاوزك تزعلي سيبك من ياسين ما أنتِ عارفاه هو على طول كدة الفلوس اهم حاجة عنده. 


ابتسمت آلاء ابتسامتها المشرقة التي زينت وجهها بينما هو شعر و كأن الحياة بأكملها تبتسم امامه قلبه متيم بها وبأقل تفاصيلها، تركها وهو يبادلها ابتسامتها ثم توجه نحو المرحاض غاب بداخله ببضع ثوان وعاد مجددا وهو يحمل مرطب للبشرة، ابتسمت  بسعادة شديدة لاهتمامه الدائم بها، لم تتخيل حياتها لوهلة واحدة من دون وجوده معها وبحانبها، تمتمت بخفوت شديد


:- هات يا عمر هقوم احط منه. 


كادت ان تنهض حتى تقف امام المرآه لتضع المرطب فوق وجهها، لكنه اعترض وبدأ يضعه لها هو برقة شديدة، تشعر انها اصبحت تطير في الهواء حتى وثلت إلى السماء العاليه، تتلامس السحاب بيديها و كأنها ذهبت الى عالم آخر، لكن كل هذا بسببه هو فقط، هو مَن يجعلها تشعر بسعادة تعجز عن وصفها، يجعلها تتمنى وهو عليه ان يحقق امنياتها وكأنه يعيش في الحياة من أجلها. 


كانت تشتاق إليه بشدة مفتقدة إياه واهتمامه بها الدائم الذي توقف عنه في الفترة الماضية


فاقت من دوامة أفكارها السعيدة معه، على صوته متسائلا باهتمام 


:- ها يا الاء في حاجة وجعاكي؟ 


كيف يسألها سؤال مثل هذا وهو معها وبجانبها، فعندما تراه عينيها تغيب فيه وعقلها يتوه معه تماما، بينما قلبها يرفرف بسعادة شديدة وكأنه وجد موطنه الأصلي، قلبها مرتبط بقلبه وكأنه نصفه الآخر، روحها باكملها تتركها وترتبط بروحه و كان كل شئ بداخلها يؤكد عشقها له، اجتمع جميع مشاعرها على حبه.. 

لم يقوى لسانها على الرد عليه او التفزه بحرف واحد كل ما صدر منها ايماءة بسيطة الى الأمام، وهي تضع راسها فوق كتفه بحب شديد، أردف عمر يسالها بلوم وعتاب

 

:- متصلتيش بيا قولتيلي ليه يا الاء كنت روحت بهدلته من ساعتها مش متعودة دايما ان لو حصل اي حاحة بتيحي وتقوليلي و لو مش موحود بتتصلي بيا ولا خلاص خدتي اني معرفش حاجة. 


حركت رأسها امامًا، ثم تمتمت ترد عليه بخجل شديد وصوت منخفض، خافت 

:- ا.. ايوة يا عمر، ب.. بس هقولك ايه، هقولك أن ياسين اخو.. 


تحشرح صوتها و امتلأ وجهها الدموع، كانت تتمنى ان شقيقها يحبها ويخاف عليها مثلما ترى دائما، ترى دائما البعض يعبر عن حزنه بسبب عدم وجود اشقاء، كانت تشعر بالحزن مثلها مثلهم، على الرغم من وجود ياسين لكنه ابتعد عنها فجاة اصبح يعاملها بتلك الطريقة الحادة القاسية.. 


تطلعت داخل عينيه بلوعة واشتياق تحدثت بضعف شديد واحتياج له ولوجوده معها


:- عمر خليك معايا بلاش تبعد عشان خاطري مش هقدر استحمل أنك تبعد عني التي أنا خلاص فهمت كل حاجة ومش هكررها تاني أي حاجة تخصني هاجي اقولهالك والله.


شدد من احتضانه عليها وظل يحاول تهدئتها، حتى نجح  بالفعل طبع قبلة رقيق حانية بشفـ ـتيه فوق خاصتها بلوعة واشتياق وغمغم بتعقل وهدوء 


:- أنا بحبك يا أجمل حاحة موجودة في حياتي انتي الحاجة الوحيدة اللي بجد مخلياني اكمل في كل اللي بيحصل عشان انتي تستحقي انك تعيشي في هدوء، أنا بس ببقى خائف عليكي وعاوز اعرف كل حاجة عشان ميحصلش  حاجة تاني يا الاء اسوأ .


ابتسمت متفهمة كلامه جيدًا متمنية لو أن تخبره بأمر نغم وفريدة لكنها لم تستطع هي وعدتهما بعدم إخبار أحد، لفت ذراعيها حول عنقه مبتسمة وتمتمت بفرحة وشغف


:- ربنا يخليك ليا يا عموري وتفضل معايا على طول مش عاوزاك تبعد عني ابدا.


لم يرد عليها لا وصلها رده من خلال قبلة شغوفة عاشقة يبث بها كل مشاعره نحوها،كرر فعلته مرة اخرى وطبع قبلة فوق حبهتها بحنان وعشق جارف منبعث من اوتاره العاشقة لها.. 


❈-❈-❈


كان تامر يجلس في غرفته بمفرده  تذكر سؤال والدته الدائم عن زوجته متذكر ايضا كيف رد عليها وهو يتحجج بقلق.


ظل يتذكر حياته معها في بداية زواجهما كيف كان قاسٍ معها يجرحها عن عمد من دون أن يبالي أو يعط اي اهتمام لمشاعرها الذي يكسرها  عن عمد، أصبح يحتقر ذاته وأفعاله معها لا يصدق انها صبرت عليه، وتحملت معه كل ذلك، الآن هو يريدها ويريد وجودها بجانبه الذي اعتاد عليه، ندم بشدة على كل ما فعله معها، تمنى أن الزمن يعود به من جديد وسيعوضها عن كل ما فعله معها. 


التقط هاتفه وبدأ يتطلع الى صورتها الوحيدة الموجودة في هاتفه، ظل يطالع الصورة بعشق جارف، أصبح يشعر باشتياق جارف يكاد ينفجر من شوقه إليها، يريد أن يطمئن عليها وعلى طفلته القادمة، تذكر حالتها الضعيفة عندما رآها في المرة الأخيرة. 


حاول الاتصال عليها للمرة التي لا يعلم عددها ولكن فشلت محاولته عندما وجد هاتفها لا زال مغلق فارسل إليها رسالة أخرى عبر تطبيق الواتساب يعبر لها لها عن حبه واشتياقه لها.


لأول مرة يشعر بالضعف الشديد فعندما أُجبر على ترك بسملة لم يصل الى تلك الحالة إطلاقا، شعر بدموعه تخونه وتنزل من عينيه، لأول مرة يبكي بتلك الطريقة بكى لأجلها، ولأجل غباءه الذي ضيعها من بين يديه. 


وضع يده فوق صدعيه بتعب شديد يشعر أن عقله على وشك الانفجار من فرط التفكير الذي فكر به، التقط هاتفه مجددا ومفاتيحه ثم نزل يركب سيارته وظل يقودها بلا وعي منه، يحاول أن يفرغ شحنات طاقته الغاضبة.. 


❈-❈-❈


في الصباح 


تجاهلت آلاء جميع اتصالات ياسين لأنها تعلن نواياه جيدا، تعلم ماذا يريد منها وعن ماذا سيتحدث؟ 


قررت أن تذهب إلى فريدة حتى تطمئن عليها وتخبرها بالحقيقة التي علمتها من تامر وعمر، بالفعل ذهبت إليها فتحت لها العاملة التي رحبت بالاء واشارت لها عن مكان فريدة التي كانت تجلس في الغرفة لم تخرج منها حتى الآن، اعتدلت في جلستها عندما رأت الاء، تفاجأت الاء من وجهها الشاحب وحالتها المتعبة بشدة اقتربت منها واحتضنتها مسرعة،ثم أردفت متسائلة بهدوء


 

:- إيه يا ديدا عاملة إيه يا قلبي؟ 


اجابتها بوهن وصوت خافت يظهر التعب به 


:- الحمدلله يا آلاء شكرا بجد والله مهما لفيت عمري ما هلاقي واحدة زيك ولا تعمل اللي بتعمليه معايا. 


ربتت فوق كتفها بحنان، قبل ان ترد عليها بحب وهدوء 


:- على ايه يا ديدا انتي اختي يا قلبي، على فكرة تامر هيموت من القلق عليكي وبجد حالته وحشة اوي سألني عليكي كذا مرة يا فريدة وبيدور زي المجنون. 


ابتلعت ريقها بحزن واخفضت وجهها ارضا ثم ردت عليها بصوت متحشرج، والدموع تجتمع داخل ملقتيها


:- معلش يا آلاء مش عاوزة اعرف اي حاجة عنه خالص، ومتعرفيش حد مكاني عشان خاطري يا الاء انا واثقة فيكي بجد. 


اومات لها، ثم استردت حديثها مرة اخرى بتعقل 


:- حاضر يا فريدة أنا مقولتش ليهم حاجة رغم ان تامر حقيقي صعبان عليا و انتي فاهمة الموضوع غلط صدقيتي تامر قعد معايا وحكالي اللي حصل.......... 


بدات الاء تخبرها بكل ما أخبرها به تامر متمنية أن تثق في حديثها، اختتمت حديثها بهدوء 


:- بس يا فريدة دة كل اللي حصل، وبحد اللي شايفاه من تامر واهتمامه بيكي بيدل أنه فعلا بيقول الحقيقة تامر بطل يروح الشغل ولا اي حتة طول اليوم برة، مش بيعمل اي حاحة غير انه عاوز يلاقيكي تامر بقى بيحبك بجد يا فريدة، مهتم بيكي اوي وحقيقي عمري ما شوفته كدة، اسمعي كلامي يا ديدا والله انا عاوزة مصلحتك وبقولك اللي شايفاه وعارفاه تامر اخويا وعارفة كويس اوي أن كان بيحبك ولا لا وحقيقي تامر واللي بيعمله دة مش بيدل غير على حاجة واحدو وهو انه بيحبك بجد. 


ابتسنت فريدة بألم وحزن، متمنية أن يكن حديث آلاء صحيحا هي لازالت حتى الآن تحبه، قلبها لازال متعلق به، لكن عقلها غير قادر على المغفرة والنسيان تشعر أن السعادة شئ صعب عليها ليس من حقها أن تعيش في سعادة وابتهاج مع تامر وطفلتها القادمة، أغمضت عينيها لبضع ثوان معدودة قبل أن تعيد فتحهما وردت على آلاء بخفوت ونبرة ضعيفة مهزوزة


:- م.. معلش يا آلاء بس انا المرة دي شايفاه بعيني وسمعاه وهو بيتفق معاها على المعاد ممكن يكون بيكدب ماهو بيكدب عليا كتير انتي متعرفيش حاجة يا الاء، متعرفيش هو كم مرة كدب عليا، مرة شوفتها وهي بتكلمه يا آلاء راح قالي انها كدابة وبتوقع بينا طلع هو اللي كداب حقيقي، انا مش هقدر... مش هقدر اكمل مع تامر تاني بجد، لو كملت هحس إني بخسر اخر حاجة متبقية في كرامتي انا جيت على نفسي كتير عشانه وعشان بحبه وقفت جنبه وقولت هيتغير، لكن اكتشفت أن كل دة كان كلام، كلام انا جايباه من عندي.


نهضت آلاء وقامت باحتضانها عندما وجدت دموعها ازدادت فوق وجنتيها بغزارة، ظلت  تحاول تهدئتها حتى نجحت بالفعل، لكنها طالعتها بخزن لم تصدق أن تلك التي أمامها هي فريدة فقد انطفأت تماما وانطفأ كل شئ بها، ملامحها ابتسامتها نظراتها، كل شي انطفأ، طالعتها بحزن فهي تشعر بها جيدا خاصة أنها كانت تشعر بنفس الشعور الذي تشعر به فريدة، نعم هي شعرت به عندما علمت بخطوبة عمر على نهى، كانت تلك الايام هي أسوأ ايام في حياتها على الاطلاق.. 


استاذنت منها وذهبت حتى تعود مسرعة فهي أخبرت عمر انها ستذهب لشراء بعض الاشياء الخاصة التي تحتاجها.. 


❈-❈-❈


قبل أن تصل آلاء المنزل وجدت نغم تتصل عليها فعقدت حاجبيها بدهشة وردت عليها ولكن قبل ان تتحدث جاءها صوت نغم القلق بشدة


:- الو يا آلاء انتي فين الحقيني، اتصل بيا دلوقتي وبعتلي اللوكيشن آلاء أنا خايفة اوي. 


اسرعت ترد عليها بتعقل وهدوء 


:- اهدي يا نغم بصي أنا خلاص أهو قربت اجي اجهزي انت بس وانا هقف استناكي عند الباب اللي في الحديقة بتاعت الفيلا مبيبقاش حد عليه دلوقتي. 


بالفعل لم يمر وقت كثير الا وكانت نغم ركبت في سيارة آلاء، تحدثت معها بهدوء وهي تربت فوق كتفها 


:- في إيه يا نغم اهدي يا الموضوع مش مستاهل كل دة، دة حتة عيل زبالة هنربيه و نخليه يمسح الصور بالعافية قليل الادب دة، مش عاوزاكي تخافي. 


اومأت لها أمامًا  أن تخفض من القلق الذي يعصف في جميع أنحاء جسدها تمتمت تسأل آلاء باهتمام 


:- ماشي يا آلاء بس هو انتي معاكي دلوقتي الفلوس اللي طلبها. 


حركت راسها نافية وردت تجيبها بدهشة معقدة حاحبيها 


:- لا طبعا يا نغم ومش هنديله فلوس انتي بتهزري لو ادتيله فلوس يبقى مش هنخلص من الواد دة، وكل شوية هيحاول يستغلك أنا عارفة النوع دة كويس احنا هنروح نهدده وبعدين اتفقت مع اتنين من ايام الحراس بتوع بابا، و بعتلهم اللوكيشن اللي بعتيه عشان انتي مش عاوزة تخلي عمر يعرف، مع اني لسة عند رأيي لو عمر عرف كان هيبقى احسن بكتير وهيحله هو أفضل من كل دة. 


شحبت ملامح نغم بخوف شديد، ثم ردت عليها بقلق وتوتر


:- لا يا الاء عشان خاطري حتى لو حلينا الموضوع مش عاوزة عمر يعرف أي حاجة وحياتي عندك، انتي واثقة في الاتنين دول انهم مش هيقولوا حاحة ولا ايه انا خايفة بجد كنا روحتا لوحدنا احسن


تنهدت بصوت مسموع وهي تشعر ان الدنيا تدور حولها لكنها ظلت تقاوم شعورها ذلك، و ردت عليها بجدية 


:- شوفي يا نغم نروح انا وانتي لوحدنا دة مستحيل احنا كدة رايحين نهزر وبعدين هيحكوا ازاي وهما مش عارفين عمر بقولك من بتوع بابا اهدي انتي بس  ومتقلقيش أنا حتسة بيكي وباحساسك دة وانتي عارفة ليه بس حقيقي عمر متفهم اوي مكنش هيعملك حاحة معرفش انتي خايفة منه اوي ليه بس عموما انت احترمت رغبتك ومقولتلوش وبساعدك رغم كل اللي عملتيه عشانه هو بس. 


ترجلت من السيارة بصحبة نغم بعدما وصلوا الى العنوان وجدت بالفعل الرجلين اللذان قد اتفقت معهما طالعوها باحترام وصعدوا جميعهم نحو المنزل المرسل في العنوان. 


فتح لهم الشاب الذي يدعى حسن لكنه تفاحا عندما رآهم فهو كان يتوقع أن نغم ستاتي بمفردها، اسرع  كل رجل يلتف حوله يحاوطوه، بينما اردفت الاء متسائلة بحدة وجدية

 

:- فين الصور اللي بتهددها بيها يا زبالة بدل ما والله هقولهم يقتلوك كدة كدة محدش هيعرف حاجة. 


ابتلع حسن ريقه بتوتر وهو يرى ضخامة كل رجل منهما فاسرع يرد على آلاء بخوف وقلق 


:- اهدي بس انتي، و بعدين ايه يا نغم هو دة اتفاقنا فين الفلوس وأنا هديكم الصور. 


كادت نغم ان ترد عليه لكن سبقتها الاء التي تحدثت بصرامة شديدة

 

:- مفيش فلوس انت اهبل يالا فلوس إيه اللي نديهالك ايه بنكافأك بعدين كلامك كله يبقى معايا أنا ملكش دعوة بنغم هتقول مكان الحاجة ولا اخليهم هما يتصرفوا معاك. 


اسرع يخبرهم بمكان الصور وذهبت نغم حتى تأخذ الصور وجميع الاشياء الخاصة الذي هددها بهم و ساروا متجعين إلى أسفل جميعهم. 


شكرت الاء الرجلين اللذين ردوا عليها باحترام وذهبوا ثم التفتت نحو نغم التي كانت قد مزقت الصور تماما وهي تشعر بالراحة و تحدثت الاء معها بصوت خافت وقد ازداد التعب عليها 


:- يلا يا نغم عشان نلحـ.. 


قطعت جملتها بتعب شديد وسقطت ارضا مغشية عليها بوجه شاحب كالجثة الهامدة، توترت نغم بشدة واسرعت تحاول ان تجعلها تستعيد وعيها لمن جميع محاولاتها قد باءت بالفشل استمعت إلى رنين هاتف الاء فاتتفض قلبها برعب خوفًا من أن يكون عمر، لكنها تفاجأت بياسين هو من يدق على آلاء اسرعت تجيبه متحدثة بصوت باكي

 

:- الو يا ياسين الحقني هبعتلك لوكيشن تعالى بسرعة عشان خاطري بسرعة اوي، متقولش لعمر أي حاجة يا ياسين. 


اغلقت معه وارسلت العنوان إليه من هاتفها بيـ ـدين مرتعشتين وهي لا تعلم عواقب ما فعلته، لتعلمماذا سيفعل ياسين بما علمه منها، فهي قد اتاحت له الفرصة على طبق من ذهب كما يقال..


يُتبع

إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة