رواية جديدة حمام كليوباترا لسعاد محمد سلامة - الفصل 8
قراءة رواية حمام كليوباترا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حمام كليوباترا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثامن
بخيمة جلال العبيدى
إغتاظ حيدر من رد عوالى عليه ورفضها المباشر لتلك الأعراف التى تحكمهم وأنها لن تمتثل لها وانها خارجه عن تلك الأعراف،إذن هذا رفض مباشر له
لكن لن ييآس لكن هى ستخضع حاتمًا،
كاد أن يتحدث لولا دخل أحد شباب العشيره الى الخيمه يلهث قائلاً:
شيخ جلال،الشيخ عامر راح لعند عشيرة الزيانى وسمعت ضرب نار.
نهض جلال سريعًا حسب قدرته العمُريه،بينما رغم خباثة حيدر لكن نهض هو الآخر يمثل اللهفه قائلاً بإستفسار خبيث:
وعامر إيش وداه حدا عشيرة الزيانى أكيد عقله چن.
تعجبت عوالى قائله ببساطه:
وفيها أيه لما يروح حدا عشيرة الزيانى.
بخباثه رد حيدر وهو يخرج يلحق جلال:
بينا وبينهم عداوة قديمه،وأكيد جسور هيستغل ذهاب عامر لحدا ديارهُ، حقد جسور يتمنى يفتح من تانى نار العداوه.
كادت عوالى أن تذهب خلفهم لكن إنطلق حيدر خلف سيارة جلال سريعًا.
❈-❈-❈
بـ عشيرة الزيانى
كانت الرصاصه التى أطلقها سيزار مثل رصاصه الرحمه التى هدأت تلك الحرب الطاحنه بين عيون أهل العشيره يتهامسون لما آتى هذا العدو الى وسط ديارهم فى وضح النهار،لما هل جاء كى يجُر خلفهُ آنين يُشعل نيران غضب مره أخرى بين العشيرتين.
همس سيزار لـ ماهر الذى آتى يقف لجواره:
بعت مِرسال لـ عشيرة العبيدى،زى ما قولت لك.
رد ماهر بتأكيد:
أيوا،بس اعتقد بكده ممكن تقوم مجزره،مش شايف وشوش أهل العشيره دول فى إنتظار إشاره من جسور وهيقطعوا عامر أشلاء.
نظر سيزار لأهل العشيرة ثم الى جسور ورد بيقين:
معتقدش هتقوم مجزره بس إنت حاذر وخليك مستعد بالكتيبه بأى لحظه أشاور لك تدخل فورًا.
أومأ له ماهر بقبول،بينما سيزار أعطي سلاحه لـ ماهر وتقدم سيرًا نحو مكان وقوف
عامر أمام جسور
الذى نظر نحو صوت إطلاق يرى من الذى إستطاع وتجرأ بإطلاق الرصاص بوسط عشيرته،
نظر نحو سيزار الذى يتقدم بُخطى ثابته حاول كبح لجام غضبهُ
بينما عامر تبسم لـ سيزار وأومأ برأسه بـ إمتنان
حين وقف أمام جسور قائلًا بشجاعه:
اللى أعرفه عن بدو مرسى مطروح إن لو عدوهم جالهم ديارهم مُسالم عمرهم ما يغدروا بيه،وعامر زى ما أنا شايف حاطط روحهُ على كفهُ مُسالم،وأنا كمان مُسالم يا شيخ جسور ومش معايا سلاح... معتقدش إنك ممكن تغدر بيه وهو جاي بيمد إيدهُ بالسلام.
تبسم عامر لـ سيزار الذى رفع يدهُ لمصافحة جسور
نظر جسور ليد عامر الممدودة للحظات قبل أن يتخذ القرار وكاد يمد يدهُ لمصافحة عامر،لكن بنفس اللحظه دوى صوت رصاصه أخرى.
نظر الجميع لمن أطلق الرصاصه حتى سيزار
وجسور ومُنذر الذى نظر له بتحذير قائلًا:
شيخ جسور ما ينفع تحط يديك بيد عامر هدول بينا وبينهم دم الشيخ سالم وزوچته الله يرحمهم اللى أهدره عم عامر...بينا دم والدم بالدم،وهو اللى جاى لحدا ديارنا يجُر آنين.
حَكَم جسور عقله ونظر له قائلاً بهدوء:
نزل سلاحك يا شيخ مُنذر،وما تركبنا العيبه،هضا بديارنا وجاى مُسالم.
تهكم مُنذر بتكذيب قائلاً:
هضا فخ يا شيخ جسور فى البدايه ياجى عامر يرسم السلام وبعده نوقع فى الفخ القديم.
نظر له جسور بتفكير للحظات ثم قال بصوت آمر وحاسم:
قولت نزل سلاحك يا شيخ مُنذر.
بغصب أخفض مُنذر سلاحه بـ حذر
بينما تبسم سيزار حين رأى وقوف تلك السياره التى آتت بالقُرب من الساحه، وترجل منها جلال، لكن سُرعان ما أنزعج من تلك السياره الاخرى وبالاكثر حين ترجل منها حيدر، ذلك الشخص الذى يشعر بالبغض إتجاهه من اول لقاء له معه دون علم للـ السبب... لكن نظر الى ماهر بنظره تحذريه أماء له ماهر بفهم...وذهب يقف أمام تقدُم حيدر قائلاً:
مش مسموح غير بالشيخ جلال بس هو اللى يدخل للساحه،تقدر توقف جنبى هنا نتظر سوا.
شعر حيدر بالغيظ والغضب وقال بسخط:
إنت مين، وما بتعرف أنا مين بكون... أنا...
قاطعه ماهر بثقه:إنت
إنت الشيخ حيدر العبيدى.
نظر له حيدر بغضب قائلاً:
وطالما بتعرف أنا مين ليش بتمنعنى أدخل للساحه؟.
فسر ماهر ببساطه ثم سخريه:
والله الأوامر عندى كده مفيش حد يدخل من قبيلة العبيدى غير الشيخ جلال،أعذرنى إنت عارف إنى لازم أنفذ الأوامر،والأ هتجازى يرضيك أتجازى.
نظر له حيدر يشعر بغيظ، كآنه يسخر منه وكاد يذهب الى سيارته مره أخرى لكن أمسك ماهر مِعصمه قائلاً:
على فين يا شيخ حيدر،قولت لك يرضيك أتجازى،خليك واقف معايا شويه أهو نتعرف ببعض.
نظر له حيدر بكُره قائلاً:
أفهم من هضا إنك مُتحفظ علي؟
ضحك ماهر قائلاً:
لأ أبدًا يا شيخ حيدر،قولت لك أقف معايا بدل ما أقف لوحدى،حتى ممكن نتناقش فى أى موضوع تحبهُ نتسلى شويه إحنا شباب زى بعض.
نظر حيدر له بغيظ دفين ود لو أخرج سلاحه من جيبه وأفرغه فى رأس ذالك اللعين ويدخل الى الساحه على جثته،لكن ثقة ماهر للحظه أرهبتهّ.
...
بينما تقدم جلال بالسير الى أن وصل الى مكان وقوف الثلاثى
جسور،عامر،سيزار،وبالقرب منهم كان مُنذر الذى عيناه تقدح نار.
ألقى جلال عليهم السلام...
رد ثلاثتهم،وكان أولهم جسور،الذى أكمل بترحيب:
أهلاً بيك فى ديارنا يا شيخ جلال.
تبسم له جلال برحابه قائلًا:
فى البدايه قبل ما أعرف سبب وجود عامر هون بشكرك على معروفك السابق كانت شهامه متوقعه منك يا جسور
أماء جسور فى البدايه بدون فهم قائلاً:
أى شهامه يا شيخ جسور.
تبسم جلال قائلاً: شهامتك لما دافعت عن بنتِ فى وسط الصحرا وانقذتها من مصير معتوم مع هدول الأوغاد.
خفق قلب جسور أخيرًا علم من صاحبة الاهداب السوداء الجميله، تبسم لـ جلال سائلاً:
وإيش دراك إنه أنا اللى أنقذتها.
قطع جلال حديثه قائلاً:
الباديه كلها مفيهاش'جسور'بقلب "جسور سالم الزيانى"
ودانه قالت لى إنها سمعت السواق بينادى عليك بـ شيخ جسور،ومافى أجسر منك،خلينا نتحدث بهدوء وأعرف سبب وجود عامر هون.
رن إسم "دانه" بقلب جسور وقام بفتح باب الخيمه لـ جلال بإحترام قائلاً:
إتفضل يا شيخ جلال.
دخل جلال أولًا من خلفه جسور ثم دخل عامر ومُنذر وخلفهم سيزار.
أشار جسور لـ جلال بالجلوس ثم جلس خلفه
بينما جلس مُنذر بتحفُظ وجواره جلس سيزار وعامر.
ضايفهم جسور القهوه أولاً
بترحيب منه، كان أول من تحدث جلال يشعر بغصه وحنين وشوق لتلك الليالى الصافيه التى كانت تجمعه مع صديقه"سالم الزياني"والد جسور تحدث بمجامله:
أنا ما بعرف سبب وجود عامر دالحين هون، بس بعترف وجوده كان السبب فى إنى أرجع أدخل لخيمة المرحوم "سالم الزيانى" اللى كان من أعز أصدقائى لينا مع بعض حكاوى وليالى سَمر كتيره
أتوحشتها بقلبى،كانت ليالى صفو والله....ها الفُرقه كانت قدر ومكتوب.
أجابه عامر:
أنا رايد إتزوچ من سالمه أخت الشيخ جسور يا أبوي.
صُدم جلال لوهله، ثم نظر نحو جسور قائلاً:
أنا أكتر درايه بأعراف البدو وعارف إن ما في بنت بتتزوچ من عشيره تانيه، بنت العشيره لإبن العشيره، بس لو وافقت على طلب عامر هتكون أختك بنتِ يعني مش غريبه.
نظر جسور له وكاد يتحدث لولا قاطعه مُنذر بصرامه وتأكيد على نصف حديثه قائلاً:
كيف ما قولت بنات البدو ما يخرجوا خارج عشيرتهم، يبقى طلبك مــــــــــــ
قاطعه جسور قائلاً:
مقبول.
ذُهل مُنذر وتصنم للحظات قبل أن يقول:
شو اللى مقبول....
نظرة عين جسور الراغبه جعلته يبدل رفضه قائلًا:
مقبول بس بشرط.
نظر له جلال سائلاً:
قول شرطك يا شيخ مُنذر.
تحدث مُنذر بتعجيز وهو ينظر لـ جسور:
الشرط هو المُبادله
زواج عامر من سالمه
زواج جسور بواحده من بناتك.
صدمه ألجمت الجميع حتى سيزار نفسه وشعر بريبه من رد فعل جلال..
لكن جلال رده أكثر حكمه حين قال:
يشرفنى جسور يبقى زوج واحده من بناتى.
تبسم له جسور بتقدير قائلًا:
أنا اللى يشرفني مُصاهرة الشيخ "جلال العبيدي".
تبسم له جلال قائلًا:
بتمني وعندي شعور أن بهضا الزواج بترجع المودة والوفاق بين عشيريتنا.
شعر مُنذر بالغضب لكن رغم ذلك لم يُخالف جسور أمامهم للحديث فى ذاك الامر وقت لاحق بينهم،كذالك عامر شعر بفرحه غامرة
بينما سيزار شعر بهدوء نفسى مر ذالك اللقاء بين شيوخ العشيرتين، بسلام
ذالك اللقاء الذى كان يحمل همهُ،خشية تفاقُم عداء الماضى،لكن لا ينكر حكمة جلال العبيدى،وإحترام وهدوء جسور هو السبب فى مرور ذلك اللقاء بسلام،
لكن لديه يقين أن القادم أصعب.
❈-❈-❈
بعشيرة الزيانى
بمخدعها كانت على مُتكئه الفراش پأحد جانبيها بيدها أحد الكتب عن الطب فهى تهوى قراءة كُتب الطب،مثلما كانت تتمنى أن تُصبح يومًا ما طبيبه لكن تلك الاعراف أنهت ذلك الحلم باكرًا فهى بالكاد حصلت على الثانويه العامه ويكفى بل يزيد عن المآلوف هنا،لكن لم تترك حلمها إستبدلت ذالك بقراءة كُتب الطب كذالك بعض المجلات الطبيه التى تذهب بين الحين والآخر لشرائها من مكتبات شهيره بالأسكندريه،، لكن فجأة أصبحت تشعر بالضجر من قراءة تلك الكتب الطبيه،وإستبدلتها بكتاب آخر حين تذكرت آخر مره ذهبت الى الاسكندريه وما حدث أثناء عودتها بالسياره
جال ذلك الـ جسور على بالها،تبسمت بهيام ليتها عرفت من أى عشيره هو كل ما علمته عنه إسمه فقط "جسور"
وكان جسورًا بحق...
تذكرت حين أخبرت والداها عن ما حدث معها ذاك اليوم بالطريق أثناء عودتها من الأسكندريه
[بالعودة الى بوم الحادث]
دخلت دانه الى خيمة جلال الذى كان يجلس يتناول القهوه مع أحد رجال العشيره.
تلهف جلال ونهض واقفًا بريبه سائلًا:
دانه ميتى رچعتى من إسكندريه ومن أيش هضا الدم اللى على تيابك؟
إبتلعت دانه ريقها ونظرت نحو الرجل الجالس.
نظر جلال له قائلًا بأمؤ:
إنصرف إنت دالحين ولا تقلق راح بت فى شآنك بالغد.
غادر الرجل،إقترب جلال من دانه قائلًا بحنان:
إجلسى وإحكى لى إيش حصل.
جلست دانه ترتعش للحظات وهى تتذكر ما مرت به قبل وقت قليل.
ناول جلال كوبً من الماء لها،أخذته منه بيد مُرتعشه وقربته من فمها حتى أن بعض المياه إنسكبت على ثيابها،مما جعل جلال يضع يده فوق يدها حتى لا تهتز أكثر الى أن إرتوت،وقالت:
الحمد لله.
نظر لها جلال يحسها على الحديث قائلاً:
وين السواق اللى كان معك.
ردت دانه وهى تحاول الهدوء:
السواق إتقتل يا بوي،بس هو كان چبان ويستحق القتل.
نظر لها جلال بخضه قائلاً:
إيش حصل يا دانه؟
بصوت مهزوز سردت دانه ما حدث معها مع هؤلاء الاوغاد وأنهم كادوا أن يأسورها لولا ظهور ذلك البدوي الذى دافع عنها وآتى بها الى هنا مره أخرى.
غضب جلال قائلاً:
رجال الخِسه هادول صار لازمهم إباده ما عندهم شرف ولا عِفه.
ردت دانه بصوت مهزوز:
أنا كنت خلاص هقتل نفسي يا أبوي أرحملى من أسرهم،بس ظهور هضا الشاب هو اللى إتسبب فى نجاتى اليوم...حتى هو إنصاب فى يدهُ جرح كبير.
تنهد جلال قائلًا:
والله اللى ما يهاب هدول الأوغاد شهم وقلبه جسور.
أكدت دانه ذلك قائله
هو فعلًا جسور يا أبوي، كان معاه شخص آخر وسمعته بينادى عليه يا شيخ جسور.
صدح إسم جسور برأس جلال،الباديه بأكملها لا يوجد بها جسور غيرهُ،هو "جسور الزياني"
شاب لكن يملك الشجاعه والعقل الراجح معًا،ورث عقل والدهُ"سالم الزياني"صديقه القديم والذى قُتل غدر على يد "مؤنس العبيدى" شقيقهُ لتنتهى الصداقه، وتسود المقاطعه بين العشيرتين مقابل حفظ الدماء، لكن أما آن الآوان للوصل بعد شجاعة ونخوة جسور، لابد من لم الشمل من أجل مواجهة هؤلاء الأوغاد اللذين يستحلون الشرف والقتل بإسم الدين وهم بالحقيقه مُرتزقه.
[عوده]
عادت دانه تشعر بصفاء نفسى وهيام وأمنيه أن ترى جسور مره أخرى لكن
سُرعان ما فاقت من ذالك الهيام وتلك الامنيه المستحيلة عادت تشعر بمراره فى حلقها تذم نفسها:
هضا وهم بعيد المنال،لا تنسى نفسك بالنهايه سيكون نصيبك مع "فهد" الذى لا تشعرين بشئ إتجاهه سوا أخوه،لكن هديك العادات هون ما بتعترف بأخوة أبناء العمومه...
عندي يقين إن هضا فهد نفسه لا يُريد الزواج منى لكن بالنهايه هيوافق ويمتثل للأعراف.
❈-❈-❈
مساءً
بالثكنه العسكريه
تنهد ماهر وهو يجلس جوار سيزار يتناولان كأسين من العصير البارد قائلاً :
الحمد لله اليوم عدى على خير، أنا كنت متوقع مجزره وفضائيات تصور.
إرتشف سيزار رشفه من العصير قائلاً:
لأ بلاش تتنهد براحه خليك فى حالة الإستنفار مفيش راحه قبل العُرس ده ما يتم،والجماعات الارهابيه دى تنتهى أو ترحل من مصر نهائى بلا رجعه،إحنا لسه فى أول خطوه لازم نجمع شمل العشاير أولاً لأن الإرهابين بيستغلوا الفُرقه بينهم.
نظر له ماهر بفهم قائلًا:
فعلا المجرمين دول لازمهم إباده،بصراحه أنا مش هقول إنى مكنتش خايف يطور موضوع عامر العبيدى،وموافقتك تسانده بعد ما جه لهنا إمبارح وطلب مساندتك معاه،ورسمنا الخطه سوا أنه يروح هو فى الأول وإحنا نراقب من بعيد ونفس الوقت كمان نبعت خبر للشيخ جلال
كانت مخاطره كبيره،لو حصل العكس وأتحكم الغضب من أى جانب.
قاطعه سيزار بيقين:
أنا سبق وقابلت الشيخ جلال أكتر من مره وكمان إتكلمت مره مع عامر ولاحظت إنه مضايق وإن فى بعض الأعراف المفروض تتغير، بصراحه إحترمت عقليته ويمكن ده اللى شجعه،أنه يطلب مساندتى فى أمر خاص زى ده،غير كمان قابلت الشيخ جسور،حسيت إنه شويه شخصيه غامضه وذكى وعقلانى ،فاكر العربيه اللى لقيناها محروقه فى الجبل أنا طلبت من البحث الجنائى أنه يعملوا لها فحص شامل،ومن الرقم المدموغ عالشاشيه بتاع العربيه عرفت أنها مملوكه فى الحكومه بإسم "عامر العبيدى"،ولما واجهته قال إن السواق كان بيها فى مشوار ومرجعش لاهو ولا العربيه، والعربيه التانيه مسروقه بس أرقام الشاسيه بتاعتها مش مصريه،فى الاغلب تكون ليبيه ده شكِ الأكبر، بس
سيبنا من ده الجاي أصعب لآن متأكد إن إنتشار خبر المُصاهرة بين العشيرتين هيعمل صدا بين بقية العشاير،وبالتبعيه ده هيعمل ربكه وهيبقى له تآثير على جبهة الحسره والخسره على رأى الشيخ جلال، لازم يكون فى حالات إستنفار مننا الفتره الجايه... وممكن يتصرفوا بهجمات يحاولوا يبثوا الخوف فى قلوب العشاير.
رد ماهر بتوافق:
فعلًا ده اللى ممكن يحصل، بالذات بعد ما جانا من المخابرات إن فى معاونين للجماعة دى وسط العشاير هنا.
زفر سيزار نفسه قائلًا:
فعلًا... ولازم نعرف من المعاونين دول عشان نقدر نواجهم بإبادة.
❈-❈-❈
بخيمة جلال العبيدى
كان عامر يجلس والده ينظر له بإمتنان بعد ما فعله من أجله وتخطى الأعراف وقبل المُبادله،لكن ذلك الأحمق الأخرق حيدر لابد أن يكون معارض دائمًا حين قال بذم:
لو كان هضا العسكري ما منعني من الدخول خلفك يا شيج جلال ما قدر جسور يتلاعب ووصل لهدفه، إنت
ما كان لازم توافق على مبادلة الصهر بينا وبين عشيرة الزيانى.
قبل رد جلال على حيدر دخل عليهم فهد مُلقيًا السلام ثم جلس سائلًا:
ما فهمت شئ من اللى حدث اليوم غير إن
هيبقى فى صهر بينا وبين جسور الزيانى.
تبسم عامر وسرد له ما أتفقوا عليه، لم يعترض فهد كذالك لم يُبدى قبول لكن شعر بإنزعاج حين قال شعر حيدر بغضب من تجاهل رد جلال عليه وفكر بشيطانيه وقال بخباثه:
هضا الصهر لابد يكون لينا فيه الطرف الأكبر، هما ياخدوا مننا صبيه واحده إحنا ناخد إتنين.
نظر له عامر بتعجب قائلًا:
إيش بتقول!
كانك خرفت؟.
رغم ضيق وغضب حيدر من ذم عامر له الا أنه قال بتفسير:
اللى بعرفه إن جسور عنده أختين بنات، يبقى الصهر أننا ناخد الاتنين.
تهكم عامر قائلًا بإستهزاء:
عندك عريس لأخت جسور التانيه،ولا تكون ناوى تتزوجها إنت.
شعر حيدر بغضب كبته قائلًا ببساطه:
وفيها أيه لما أتزوچ تانى هضا من حقى، أنا بقصد "فهد"، المعروف فى العشيره إن فهد كان نصيبهُ يتزوچ من دانه، وبزواج دانه من جسور أصبح فهد خالى، يبقى هو يتزوج أخت جسور التانيه وبكده يكون لينا الأفضليه، واحده قصاد إتنين.
نظر له فهد بغيظ قائلاً برفض:
إتكلم عن نفسك انا ما بدى إتزوج دالحين.
نظر له حيدر قائلًا بتهجم:
وما بدك تتزوج دالحين ليش،لا تكون إنت كمان لايف على صبيه من عشيره تانيه.
رد فهد بنفى قائلاً:
لا ما لايف على أى صبيه بس ما بدى إتزوج هتغصب علي.
كان جلال يستمع لحديثهم معًا لاحظ إحتداد النظرات والهمهمات الغاضبه، قطع ذلك قائلًا:
أنا موافق على حديث حيدر، مافيها شئ هضا بيزيد بينا الموده والألفه.
نظر له حيدر بغضب مكبوت هو كان يستفز فهد وإشعاله بالرفض،لكن كلمة الشيخ جلال كانت الحاسمه.
بغصب دون إعتراض أومأ فهد مُتقبلًا قرار جلال المُلزم عليه.
❈-❈-❈
بمنزل جسور
إنشرح قلب سالمه بعد أن سمعت ما حدث اليوم بالعشيرة ومجئ عامر وخلفه والدهُ، عامر أثبت أنه يستحق حُبها له، رغم أنها لا تعلم ماذا سيحدث مُستقبلًا، لكن ربما هذا بداية وفاق بين العشيرتين، لكن عاود خفوت ملامحها
بدخل جسور
الى الغرفة تبسم حين وجدها إستيفظت من تلك الغفوه التى كانت بإرداتها، لكن تبدوا ملامح وجهها شاحب قليلاً، وزاد هذا حين تلاعب جسور بالسؤال:
وينها غنوه.
تنهدت رحيمه بقلة حيله قائله:
غنوه إتسحبت من شويه وخرجت من الدار.
زفر جسور نفسه بضجر قائلًا:
ما بتبطل هديك العاده تتسحب كيف اللصوص، عالعموم إتركينى مع سالمه لحالنا يا حني.
نهضت رحيمه ترسم بسمه وخرجت من الغرفه،بينما للحظه تملك سالمه رُهاب...حين جلس جسور بمقعد قريب من الفراش ونظر لها بصمت لدقائق.
ودت العوده للنوم مره أخرى علها ترتاح من تلك النظرات التى تُرهبها.
شفق جسور عليها حين رأى ملامح وجهها عادت للشحوب أكثر مره أخرى،وقال:
طبعًا عرفتى إن عامر كان هون بالعشيره ومش بس هو،كمان الشيخ جلال حضر بعده .
إزدرت سالمه ريقها الجاف أكثر من مره تود أن تختفى قبل أن تبتلع ريقها مره أخرى.
لكن فاجئها جسور قائلاً:
هدول كانوا جايين يطلبوا يدك للزواج،وطبعًا إنتِ خابره أعرافنا زين،و...
صمت جسور للحظه بسبب وإرتعاش شفتاها وتلك الدمعه التى سالت من عيني سالمه ، غص قلبهُ قائلاً بشفقه:
وأنا وافقت على عرضهم.
نظرت سالمه له بتفاجؤ وذهول... مصدومه لم تستطيع التحدث.
نهض جسورًا مُبتسمًا على رد فعل سالمه الواضح على وجهها قائلاً:
يوم الجمعه الجايه الشيخ جلال وعامر هيجوا لهون لقراية الفاتحه.
إنشرح قلبها وهى تكاد تنهض ترقُص من فرط الفرحه، فهذا " كان حلم بعيد صعب أن يتحقق"
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة من رواية حمام كليوباترا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية