رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 2
قراءة رواية العذاب رجل كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية العذاب رجل
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الثاني
صباح يوم جديد بأملٍ جديد يصحب قلوب تلك الفتيات وها هن ذا أمام باب هذا المطعم الفاخر لبدء يوم عمل جديد كذاك اليوم الذي أتين إلى هنا ينتظرن دورهن بين الحشود المتقدمه لهذه الوظائف وبعض العيون تناظرهن بإحتقار ولم تكتفى عيون أخرى بمجرد النظر بل وجهت لهن إنتقادات لاذعه لهن خاصه حين إقتربن من الدخول
حيث وقفت فتاتين تنظران لهن بإزدراء يتحاورن بصوتٍ مسموع غير عابئات بإحراجهن
-دول أغبيه ولا بيستهبلو إزاي فكروا أصلا يقدموا ف وظيفه هنا
-عندك حق دول ياااي خالص
-أكيد دول مقدمين عمال نضافه
-ولو برضو ميناسبوش مكان زي ده أكيد هيرفضوهم من قبل ما يشفوهم
-عندك حق دى كفايه منظر هدومهم
-أكيد مستر جاسر هيطردهم دا راجل شيك وراقى
فعقبت الأخرى بحالميه : ياااي عليه چان بجد
تنهدت فرح حينها بضيق حين لاحظت حزن صديقتيها مما يسمعن فنهضت تقف أمام هاتان الحمقاوتان
-إسمعى ياشاطره منك ليها اللى عندها كلمه تلمها كلنا زى بعضنا لا هدوكم الجديده هتعملكم بنى آدمين وتعليكم ولا هدومنا القديمه هتكسرنا وإتلمو بدل ما أخلى الكلب الأجرب ميعرفلكوش وش من قفا
تراجعتا بخوف تصحبه صدمتهما لما وجهته لهن فرح من إهانه وتهديد واضح
إقتربت شهد من فرح تربت على كتفها لتهدئتها ثم إستداراتا ليجدا بسمه حزينه على وجه هند فإندفعت شهد نحوها بقلق واضح
-مالك يا هند
إبتلعت ريقها بصعوبه : إسمعونى كويس اللى ربنا يكرمها وتشتغل هنا تتمسك بالشغل واللى لأ ترجع للقديم
أجابتها فرح بغضب مكتوم : إيه العته ده يا نشتغل كلنا يا لأ
أكدت شهد حديثها بمرح لتهدئ من توتر هند : آه يانعيش عيشه فل يا نتزحلق احنا الكل
تمتمت فرح بسخريه : بيقولو نموت
فنهرتها شهد بغضب مصطنع أنهته بدلال مازح : موته تشيلك بتفولى عليا إخص عليكى دا أنا حتى لسه زغننه
رفعت فرح حاجبها لتسخر قائله : زغننه مين يا دبه
تدخلت هند حين ملت من جدالهما وندمت حين أفصحت عما تظنه سيحدث : خلاص إنتى وهيا يمكن ربنا يكرمنا وإحنا أصلا مقدمين عمال نضافه يعنى تهتهتى ف الكلام قودام اللى هيعمل معانا المقابله مش هتفرق
قضبت فرح جبينها متعجبه : وإنتى إيش عرفك إنه راجل مش يمكن تطلع ست
فأوضحت هند : مسمعتيش البت اللى بتتكلم بتقولك مستر كريم ولا كرم ده هيطردنا تقريبا هو اللى هيعمل المقابله
تدخلت شهد لتهدئ من قلق هند : ويمكن صاحب المحل
فتمتمت الأخيره بقلق : ربنا يستر
أرادت شهد تغيير الموضوع لإشغال هند عما تفكر به : ياما كان نفسى أبقى مساعده للشيف وأتعلم الطبخ على أصوله
تنهدت فرح بضيق : للأسف لازملك شهاده
فمدحتها هند : مع إن أكلك وربنا أحلى من أجدع شيف
فتمتمت شهد بحزن : النصيب بقى
-وانتى يافرح
-والله أنا لو معايا شهاده أفضل أشتغل جارسونه مليش طقطان أنا عالمطبخ وصداعه
فهتفت هند بمرح لتخرجهما من ضيقهما : المهم هنبقى سوا أخيرا وهنشتغل بكل عزمنا
فنظرتا إليها ببسمة يومئان لها بتأكيد ولم يكنّ يومها يعلمن أن هناك من يراقب كل هذا بعقل واعٍ ولم يعلمن فيما بعد ولا غيرهن قد علم فقد تابع جاسر ما قيل وما حدث من كمبيوتره المحمول ثم أغلقه وظل يفكر بهذا الحديث الذى سمعه للتو من تلك الفتيات اللائي يبدون جادات بالعمل بالفعل وكم شعر بالمقت من هاتان المتعجرفتان اللتان يظنان أنهما أفضل من غيرهن فقط لأن ثيابهما أفضل وكما يبدو فهما سيكونا كالكثير مما سبقنهما من فتيات بلهاوات أتين للإيقاع به وكأنه كنز ينافسن عليه
تنهد جاسر بضيق فعلى ما يبدو أن ليث كان محق بوضع كاميرات مراقبه خفيه لا يعلم بها سواهما فقد إكتشف فض بها عمن أرادوا العبث هنا ولهذا أصبح يحكم قبضته على المكان والجميع يظنون وننط أن هناك بينهم جاسوس ينقل أخبارهم له لذا يحذرون من بعضهم ويعملون بجد دون إستهتار
وقد كانت معرفته تلك السبب الخفي لإعطاء تلك الفتيات تلك الفرصة الذهبية التي تمسكن بها وها هما تعملن بجد
❈-❈-❈
لقد كانت مكالمة ساذجة تلك التي أجراها جاسرمع تلك المجهولة ولكنها أعطته دفعة حماسية للعمل مجدداً وبعد اكثر من ساعتين عمل متواصين أزاح كمبيوتره المحمول جانبا متكئاً للخلف يغمض عينيه بإرهاق ولسبب لا يعلمه تذكر يوم تقدم الفتيات للعمل حين سمع حديثهما مع هاتين المدللتان وأرسل إلى حسام أقدم نادل بالمطعم ورغم هذا لم يترقى لأنه أبله غبي حقود وهو فقط يتحمله من أجل مدير المطعم ذاك الرجل المُسن زوج خالة ليث الذى كان منذ البدايه يدا بيد معهما لإنجاح المطعم فقد كان والد حسام صديقاً جيداً له وقد توفى منذ عدة سنوات تاركاً زوجته وبناته الصغار بلا معاش يعيلهم وليس لديهم سوى حسام
دخل حسام ليعلمه عن المتقدمين : ناس كتير جايه تقدم بس أربعه بس اللى جايين عشان النضافه منهم تلات بنات
-طب دخل البنات اللى متقدمه للنضافه الأول
خرج حسام وأخطر المتقدمين أن الفتيات المتقدمات إلى وظيفة عمال نظافه هن من سيدخلن أولا وقد أدخل الفتيات الثلاث دفعه واحده وتبعهن إلى الداخل يرمقهن بتقزز ثم نظر إلى جاسر : بلاشهم أحسن شكلهم ميسرش
لم يبالى حسام بإحراجهن ونظر لهم وكأنهم حشرات فعقب جاسر ساخراً : لأ إنت اللى كنت برنس عصرك وأوانك لما جيت تشتغل هنا
-أأ أأ أنا أنا
تلعثم حسام بحرج ممتزج بالضيق مما تعرض له من مهانه لكن جاسر لم يبالى وأشار له نحو الباب : بيتهيألى إن وراك شغل
-والمقابلات
إعترض حسام فإحتدت نظرات جاسر الساخره ترافقها نبرة صوته الجاده : أنا اللى هقابلهم على شغلك
فخرج حسام يصر على أسنانه بغضب بينما نظر جاسر إلى الفتيات الثلاث وأشار إلى ركن بالغرفه شبه خفي عن الأنظار فقط هو من يراهن لكن أي من المتقدمين لن يقع نظره عليهن لأنه خارج نطاق الرؤيه
-هتقعدوا هناك وهتابعوا اللى هيحصل ومش عايز نفس من واحده فيكم وركزوا كويس ف اللى هيتقال والدروس اللى هعلمهالكم عشان بعد كده متلخبطوش
إعترضت فرح بهدوء : بس حضرتك فاهم غلط إحنا مقدمين عمال نظافه
-أنا اللى أحدد ولا إنتو غيرتو رأيكم ومش عاوزين تشتغلوا
فهتفت شهد سريعاً : مش عاوزين إزاى إحنا خدامينك
قضب جبينه بضيق : كلنا خدامين لقمة عيشنا واتفضلو ومش عاوز نفس مفهوم
أومئن بصمت وجلسن ينظرن إلى بعضهن بحيره حتى صدع صوته يسمح بالمتقدم الأول بالدخول وقد كانت إحدى المتعجرفتان اللتان أهانتهن بالخارج وما إن أرادت الجلوس أشار لها جاسر بالنهوض
وسألها بصوت بارد : أنا أذنتك بالجلوس؟
-لأ
أجابته بحرج فلم يُظهر أى إهتمام وتابع سؤالها : قوليلى يا أنسه لو واحد شكل هدومه مش ولابد دخل المطعم هتعملى إيه
قضبت جبينها متسائله : يعنى إيه مش ولابد
-شحات مثلا
أجابته بإستنكار: هطرده فورا
-هتسيبى شغلك والزبون اللى بتتعاملى معاه وتروحى تطرديه؟
-لأ بس هنده للأمن بعد ما أعتذر للزبون وجود شيء زى ده هيسيء لسمعة المطعم
رفع حاجبه مستنكراً : شيء؟!!
ثم تنهد بضيق وأردف سائلاً : طيب لو زبونه تعبت فجأه وإحتاجت مساعدتك هتعملى إيه؟
قضبت جبينها متعجبه : ازاى يعنى؟!
فأوضح بضيق : حامل مثلا وبترجع و
قاطعته سريعا بتقزز : يع ودي هتعوزني ف إيه
-تمسكى دماغها وهيا بترجع مثلا أو تسنديها لحد ما توصل لترابيزتها أو
قاطعته مجدداً والإنزعاج واضح عليها : لأ لأ إيه ده حد من بتوع النضافه يساعدها
-يا آنسه من تواضع لله رفع إحنا شعارنا ف المطعم الأكل للجميع، ثرى، شحات، كلنا ولاد آدم وقبل ما تتعالى على الناس شوفى عيوبك
هتفت بإعتراض : افندم!
فأفرغ كل ما ضايقه منها دفعة واحده بوجهها : إنتى غبيه وبطيئة الفهم وكل سؤال بسأله عاوزاله ترجمه وفاكره نفسك حاجه عشان شويه هدوم نضيفه لبستيها وأنا ميسعدنيش أبداً إنى أشغل واحده زيك عندى إتفضلي
نظرت الفتيات الثلاث إليه بذهول لقد رفضها وهى المتأنقه المتعلمه فماذا سيحدث لهن لكنهن تفاجأن به ينظر لهن بعد أن غادرت
-الدرس الأول، التواضع
أتت أخرى تبدو واثقة جداً وقد أعطته ورقة تعريف فأمسكها بإستهزاء
-إيه دي؟.... توصيه!
أومأت بثقه : أهاه
-ومن مين يا ترى؟
-تقدر تشوف بنفسك
نظر إلى الإسم المدون ثم ضحك بقوة ومزقه أمام نظرها الذاهل وصرختها المستنكره
-إنت إنت إزاى تعمل كده
نظر لها بإستخفاف : ياترى هتكملى المقابله ولا كفايه لحد كده
فإحتدت بنبرة غرور : انت متعرفش دى مين ولا الظاهر مخدتش بالك من الإسم كويس
لكنه لم يبالى بهذيها الأحمق : لأ خدت بالي كويس
-ومتعرفش إنها مرات أخو صاحب المطعم وتقدر ترفدك حالا
-تبقى تورينى هتعمل كده إزاي اتفضلي
تركته وغادرت فنظر إليهن : المساواة
ثم أردف بصوت واثق : اللى بعده
كان كلما دخل أحدهم يسأله وحين يخرج ينظر لهن ويخبرهن مبدأ ما حتى إنتهى وإختار من المتقدمين ثلاثه شباب غيرهن ووقفوا أمامه بعد أن اشار إلى الفتيات أن يقفن بجوارهم
-أنا اللى يهمنى هنا النظام والإلتزام مادمتو بتأدوا شغلكم على أكمل وجه هتفضلو هنا ومن اللحظه اللى هتلبسو فيها زى العمل فإنتو رسمى انضميتو لأسرة المطعم كلنا هنا إخوات محدش أحسن من حد إلا بجديته وحماسه ف الشغل وأى مشكله تواجه أى حد فيكم أنا موجود والمدير موجود تقدروا توصلوا شكواكم ليه وأتمنى إنكم تكونوا على أد التحدى وتشتغلو بذمه
أفاق من شروده بعد دقائق مبتسماً راضياً عن نفسه لما فعله معهن
❈-❈-❈
كانت شهد تشرد قليلاً تتذكر ضحكته بالهاتف فتوبخها فرح لأن هيام شهد سيدمر فرصتهن بالعمل هنا فلقد كانت تلك الوظائف بمثابة الأمنية التي تحققت بعد يأس لم تكن ببال أي من الفتيات الثلاثة لذا تمسكن بهذا العمل يجتهدن بكل ما أوتين من قوة فقد كانت حياتهما قبل هذا أكثر من مرهقة
فقد كانت فرح تعمل بمقهى شعبى تتحمل سخرية الجميع كونها فتاه تعمل وسط الرجال وشهد تعمل بائعه لطعام منزلى أمام الجامعه التى تمنت يوما أن تصبح من روداها لكن يكفيها الآن أن تقف خارج أسوارها أما عن هند فبحالتها تلك لم تجد سوى وظيفه عاملة نظافه بمشفى وكانت رغم هذا أكثر من شاكره لأن من بحالتها يصعب عليها إيجاد عمل فكيف لفتاه تتلعثم حروفها أمام الرجال أن تنطلق باحثه عن عمل يخالطها بهم
❈-❈-❈
حين إنتهى يوم آخر من الشقاء وعدن إلى المنزل ليجدن تلك المشعوذه زوجة والد شهد لتسمعهن سمفونية السخرية اللاذعة التى يسمعنها منها يوميا عن عملهن وعن سكنهن بهذا المنزل وكم هن حمقاوات لإهدار طاقتهن بأعمال لن يربحن منها سوى ملاليم بينما بإمكانهن إستغلال جمالهن لإغواء الرجال وكسب آلاف الجنيهات بلا تعب
كن يستمعن لها بآذان صماء لكي لا تنقض عليها اي منهن وتذهب حياتها سدى لقتلها تلك الشمطاء التى تتمسك بالحياة بقوه وستموت يوما ما لو تركتهن وشأنهن ألا يكفى أنها شحيحة اليد والمشاعر؟! ألا يكفى أنها تستنزف أموالهن لتتركهن يسكن بهذا المنزل؟ كما أنهن مضطرات لسماع سمومها يوميا
تلك المرأه ترغب فقط بالمال أى إن كان المصدر ولو كان الأمر بيدها لباعت أجسادهن كالبغايا ولأن الأمر ليس بيدها فهى تحاول بسخريتها وتعليقاتها المزعجه جعلهن يرضخن لرغبتها الوضيعه
دخلت فرح الغرفة تخلفها الفتاتين
- أستغفر الله العظيم هيا الحيزبونه دى مبتزهش
أجابتها شهد بملل : لأ ياختى مبتزهقش وهتفضل على إسطوانتها المشروخه دى لحد ما تفيص
- وهى دى هتفيص عمرها
تدخلت هند بمرح لتنزع عنهما الضيق : سيبك سيبك شهد الشيف عطف عليهاووافق يسيبها تاخدوجبتها معاها البيت أكل فل هيعشونا تعالى قبل ما تشم ريحته
تناولن الطعام بعد أن أغلقن باب الغرفه بالمفتاح ثم تسللن خلف بعضهن ليغتسلن قبل النوم ثم تدثرن فى الفراش فتذكرت فرح ذاك اليوم الذي علمت بشأن تلك الوظيفة بالمطعم عن طريق الصدفه حين جلس رجلين بالمقهى الشعبى الذي كانت تعمل به فرح وبيد أحدهما جريدة وطلبا مشروبا ساخنا وإنشغلا بحديثهما عن خبر ما نُشِرَ بالجريدة
- قريت الخبر ده
- آه قريته إمبارح عالنت دول منزلين ف كذا مكان
- طب ما نقدم
- وهنشتغل إيه دول طالبين جرسونات و مساعدين للشيف وعمال نظافه بتفهم إنت إيه ف الكلام ده
- هنتعلم دول بيدربوهم كويس مادا الفرع الرئيسى وبيقولك لما بيحتاج أى فرع تانى موظفين بيبعتو شهد ويعلنو تانى ويدربوهم تانى
- أومال ياإبنى مش أكبر سلسة مطاعم ف البلد دا لهم فروع ف كل حته
- خلاص نقدم
- وأشغالنا يابنى آدم
- ياعم دى فرصه
- فرصه متقدملها ناس بالهابولى ونصهم إماكانش كلهم معاه شهادات خبره ف الفندقه خلينا ف شغلنا اللى عارفينه وخليها للى عنده خلفيه ف الشغل ده
- تصدق عنك حق
- الحساب يا أساتذه
نظرا كلاهما إلى صوت فرح التى تقف أمامها بضيق من إنشغالهما بالحديث بدلا من دفع ثمن مشروبهما ومغادرة المكان ليتثنى لها الركض إلى الجهه الأخرى من الشارع لتحصل على فطورها الصباحى فبالكاد تستطيع الإتزان فمنذ الأمس لم تضع لقمه بحلقها
وضع كلاهما ثمن مشروبه مع إكراميه بسيطه ونهضا ليغادرا لكن أحدهما نظر لها قبل أن يغادر يمد بيده لها بالجريده
- بقولك الخبر ده عن وظايف كويسه شوفيه يمكن يرحمك من البهدله هنا
أمسك الآخر بالجريده قبل أن تمد فرح يدها نحوها ثم أشار لها على الخبر
- بتعرفى تقرى
أومأت بصمت فوضع الجريده على الطاوله وغادر مع صديقه فحملت الجريده وقطعت الورقه التى أشار لها بها وطوتها فى جيبها قبل أن يراها صاحب المقهى فلو علم أنها تبحث عن وظيفه أخرى لطردها فلترى أولا أمر هذه الوظيفه ولو وُفِقَت بها ستترك هذا العمل
ستحاول رغم ضئالة فرصتها ف الحصول على هذه الوظيفه فقط تتمنى ألا يطلبو شهادات عُليا فهى لا تحمل غير ثانويتها حالها كحال صديقتيها وبالمساء حين عادت من العمل وتناولن العشاء خلسة من بقايا ما تبيعه شهد حينها أخرجت فرح صفحة الجريدة من جيب معطفها البسيط وجلست تقرأها فتعجبتا لحالها ونهضتا يرينا ما تفعله
- إيه الثقافه اللى حلت عليكى دى
- دى وظيفه لو إتوفقنا فيها هتريحنا
نظرتا كلتهما لبعضهما ثم نظرنا لها بحماس
- بجد والنبي
- وظيفه إيه
- فى مطعم كبير طالب جرسونات و مساعدين للشيف وعمال نظافه
تحول حماسهمن لخيبة أمل فإستنكرت فرح هذا
- جرى إيه مش عاجبكم مش أحسن من المرمطه اللى احنا فيها عالاقل هيبقى اكل ببلاش وهنترحم من المرمطه مع كل من هب ودب
- يابنتى اللى زى دول عاوزين شهادات
- دا للجرسونات ومساعدين الشيف انما احنا هنقدم عمال نضافه
- بس..
ارادت هند الاعتراض فقاطعتها فرح: مبسش مهما كان التنضيف هناك هيبقى أرحم من تنضيفك ف المستشفى ولا قله أدب الزباين اللى بنتبلي بيهم انا ولا شهد ولو على حكايتك احنا معاكى متخافيش
- لو كان كده ماشى وهنسيب أشغالنا إمتى
- لا نسيب إيه إحنا نقدم وأما تبقى الوظيفه مضمونه نسيب اللى احنا فيه اه ميبقاش ابنى ف ايدى واجرى ادور عليه
- صحيح افرضي متوفقناش نبقى لا طولنا بلح الشام ولا عنب اليمن
- عندك حق
تنهدت فرح بإرتياح وهي تستسلم لسلطان النوم وتلك الذكرى عالقة برأسها حتى تذكرها دوماً بما حدث معهن من معجزة غيرت حياتهن للأفضل ولن تنسى يوماً فضل جاسر في هذا
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية