رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 21
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية البحث عن هوية
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الواحد والعشرون
جحيم ريناد
نظرت السيدة ياسمين إلى تهاني في شفقة ثم قالت وهي تحمل الهدايا التي احضرتها إلى الأطفال:
_مجيئك إلى هنا هو اجمل هدية
نظر شوكت إلى ياسمين في هدوء ثم أخرج إحدى بطاقات التي تحمل أسمه ومهنته وقال:
_لي رغبة في تبني طفلة فنحن لم نرزق بأطفال، والحياة أصبحت قاسية
خالية من البهجة، نحتاج إلى الشعور بدفء العائلة
فزوجتي أيضاً تريد أن تشعر بدفء وحنان الأبناء
نظرت ياسمين إلى حكمت في تردد، فهمت حكمت نظرة صديقتها مما دفعها أن تقول:
_ هناك عقود لابد أن يتم امضاءها من قبل أسر التبني أن يقوموا على تعليم الطفل المتبنى، أن يتم حسن معاملته، أن يتم رعايته صحياً، أن لا يعاقب عقاب بدني أو نفسي، كذلك لا يجب أن يتم معاملته معاملة سيئة
من أي فرد في المجتمع المحيط بالأسرة المتبناه
هز شوكت رأسه ويده ثم قال و هو يضع يد على كتف زوجته:
_سوف ينال الطفل كافة الرعاية الصحيحة والإنسانية اللازمة له
قالت تهاني وهي تنظر إلى شوكت في نظرة تأييد:
_أنا في أمس الحاجة إلى طفل أقضي أوقات سعيدة معه في آخر أيامه
ابتسمت ياسمين في شفقة وعطف ثم قالت وهي تسير أمامهم:
_كم عمر الطفل المراد تبنيه؟
نظرت تهاني إلى زوجها ثم قالت في سرعة:
_رضيع حتى يشب على رؤيته لي
ألقى شوكت نظرة على تهاني ثم قال وهو يضع يده على يدها في صيغة تحذير:
_سوف يكون الطفل الرضيع في حاجة إلى رعاية خاصة واهتمام يحتاج مجهود بدني
ثم نظر إلى السيدة حكمت وقال:
_ست سنوات أو ثمانية، الأمر سوف يكون جيد لكل من زوجتي وأنا والطفلة
ن
تساءلت حكمت وهي تنظر إلى تهاني:
_هل ترغبين في طفلة؟
أجاب شوكت في صوت حاسم:
_أجل كل منا يرغب في تبني طفلة وليس صبي
وقفت تهاني تستند على عكازها الخشبي إلى جوارها زوجها شوكت في حين وقفت ياسمين وحكمت داخل غرفة البنات الصغيرات قال شوكت وهو ينظر في وجوه الصغيرات:
_وجوهن مثل الملائكة اريد تبني كل الأطفال هنا حقاً
قالت تهاني وهي تشير إلى طفلة تلعب بدمية:
_ما اسمك صغيرتي؟
قالت الطفلة في هدوء:
_غزل
أدار شوكت بصره في الغرفة ثم نظر إلى تهاني في حيرة كان يبحث عن الطفلة التي شاهدها ولكنه لم يبصرها، وحدث ذاته في غضب أن زوجته لا تجيد التصرف لأنها لا تعرف من هي الطفلة التي يريدها زوجها قال شوكت وهو يلمس بيده جبين إحدى الفتيات:
_لديك ألعاب جميلة وأنت طفلة صغيرة، هل تستطيعين عد الأرقام؟
هزت الطفلة رأسها علامة الإيجاب مما دفع شوكت أن يسأل في سرعة:
_إذن دون أن تنظري الى الصغيرات كم عدد البنات هنا؟
قالت الطفلة في سرعة:
_ثلاثون طفلة
قال شوكت وهو يتصنع الدهشة:
_إذن سوف أقوم بالتأكد من إجابتك وإذا تم إثبات صحتها سوف أقوم على اغطاءك شيكولاتة مكافأة لك
ألقى شوكت نظرة إلى زوجته ثم قام بعد الصغيرات وقال:
_يبدو أن الصغيرة غير بارعة في العد أنهم فقط ثماني وعشرين
قالت غزل في سرعة:
_لا ريب أن أمل وإيمان معاً في الخارج
ما كادت غزل تتم عبارتها حتى دخلت ايمان وأمل تركضان قالت ياسمين وهي تمد يدها إلى الطفلتين:
_مرحباً صغيراتي أين كنتم؟
قالت ايمان في سرعة:
_نقوم على ترتيب الغرف والكنس
قالت حكمت وهي تقبل الفتاتان:
_هذا عمل تطوعي جميل
نظر شوكت إلى امل في إهتمام وظهرت على وجه إبتسامة ظفر وسرى في داخله شعور الفائز المنتصر وهو يقول:
_مرحباً بالأميرات
ثم وضع يد على رأس أمل وقال:
_فتاة لطيفة
تصطنعت تهاني إبتسامة خفيفة ثم قالت:
_وقعت في غرامها
نظرت ياسمين إلى حكمت وقالت:
_هل تريدون تلك الطفلة؟
هزت تهاني رأسها علامة الموافقة ثم قالت:
_هي من أريد
قالت ياسمين وهي تنظر إلى إيمان في قلق:
_ربما ترغبان في تبني طفلتين
قالت تهاني وهي تنظر إلى شوكت:
_لا أنا أفضل طفلة واحدة حتى تتلقى تعليم جيد و اهتمام أكبر
قال شوكت وهو ينظر في إهتمام إلى امل :
_المنزل قريب من دار الأيتام، لن تجد أي منهم صعوبة في رؤية الأخرى، سوف أحرص على تلبية كل رغبات الصغيرة، وسوف تأتي إلى هنا ثلاث مرات أسبوعياً
ترددت ياسمين لحظة ونظرت في شفقة إلى إيمان وهي تشعر أن الأمر سوف يكون شاق وصعب على الصغيرة فهي تكاد تكون توأم ملاصق إلى امل مما دفع شوكت أن يتابع:
_سوف أقوم على إلحاق الطفلة المتيناه بمدارس لغات وسوف اكتب لها ما يؤمن مستقبلها
نظرت حكمت إلى ياسمين نظرت تشجيع وقالت:
_الفر صة المهداه إلى الصغيرة ربما لن تعوض إطلاقاً، من الظلم لها أن نعترض، البيت قريب من هنا، وإيمان يمكنها التأقلم مع الفتيات الأخريات
قالت تهاني وهي تنظر إلى أمل:
_سوف يضج منزلي بالسرور فور دخولها به
أعقب شوكت وهو يلمس يد أمل ثم يقبلها:
_سوف اشتري لها ملابس من الخارج ولن أبخل في تقديم كل ما غالي ونفيس لها
أهدى شوكت قطع شيكولاتة على جميع اطفال دار الأيتام، ثم حمل أمل بين ذراعية،
تبادلت كل من إيمان وأمل نظرة حزن و أنحدرت دموع كل منهم
في حين قالت تهاني وهي تنظر لهم:
_سوف نعود مرة ثانية في الصباح حتى يتمكنوا من رؤية بعضهم البعض
❈-❈-❈
داخل منزل شوكت وتهاني قال شوكت وهو يضع العشاء أمام أمل:
_تناولي وجبتك
هتفت أمل في حزن:
_لا شهية لي
قال شوكت وهو يشير إلى زوجته أن تصمت حين حاولت التدخل:
_لماذا؟ هل الطعام لا يروق لك؟ يمكننا أستبداله
قالت أمل في صوت منخفض:
_لي رغبة في العودة إلى البيت
قال شوكت وهو يهمس لها:
_سوف نذهب غداً في رحلة إلى التسوق نشتري ملابس واكسسوارات وهدايا
لم تجب الطفلة في حين تابع شوكت:
_ربما نذهب الى الملاهي أيضاً
قالت أمل في صوت تملئة نبرة حزن:
_أريد العودة والجلوس مع إيمان
هز شوكت رأسه ثم قال:
_إيمان رفيقتك، إذن ما رايك أن تعقد معاً إتفاق
سوف نذهب أنا وأنت وإيمان في رحلة الى الملاهي مقابل شرط واحد
هتفت أمل في حماس:
_هل سوف نذهب حقاً مع إيمان؟
قال شوكت وهو يبتسم في مكر وخبث:
_أريد منك فقط شيء بسيط
ثم نهض مسرعاً أحضر بعض الاوراق قال وهو يشير بإصبع يده إلى توقيع في نهاية الورق:
_هل يمكنك رؤية هذا الإسم ؟ هل يمكنك كتابة مثله؟
هزت أمل رأسها علامة الموافقة ثم قالت:
_أجل يمكنني رسم الأسم مثل هذا
أحضر شوكت بعض الأوراق الآخرى ثم قال:
_أريد أن أشاهد مثل هذا الأسم في نهاية كل تلك الأوراق، لا أريد أحد أن يعرف بالأمر سوى أنا وأنت فقط المنازل لا يجب أن نقص أسرارها في الخارج
التقطت أمل الأوراق ثم شرعت في بدء المهمة التي كلفها بها شوكت في حين قالت تهاني وهي تهمس له:
_ما هذا؟
قال شوكت وهو يبتسم:
_أوراق تحتاج إلى توقيع الوزير، سوف أحصل على أموال طائلة من تمرير الورق
هتفت تهاني في دهشة:
_ولكن الوضع خطير إذا تم اكتشافه
قال شوكت وهو ينظر إلى امل عن بعد:
_لست في أي وضع يضعني تحت طائلة الشك هذا الشأن الأول، والأمر الثاني الهام أن الوزير سوف يرحل عن منصب في خلال شهر واحد فقط هذا هو سن بلوغ المعاش، لن ينبه كثيراً إلى الأوراق التي تمت في عهده، أصحاب الأوراق يحتاجون سرعة التوقيع من أجل تنفيذ المشاريع الخاصة بهم،
أخبرتك أن الطفلة سوف تكون طاقة النقود لي
نظرت له تهاني في هدوء وقالت:
_لا يروق لي اسم الطفلة، لي رغبة بتغييره
لم يجب شوكت كان يراقب أمل التي انتهت من الأوراق ثم وضعهتها في يد شوكت وتابعت
_لقد انتهيت
قال شوكت وهو ينظر في ظفر إلى الأوراق:
_انت طفلة ممتازة طفلة عبقرية سوف نذهب اليوم مساء الى الملاهي
الخاصة بالأطفال وسوف أقوم على اصطحابك انت ورفيقتك
قفزت أمل من مكانها ثم قالت وهي تبتسم في حماس:
_حقاً
قال شوكت وهو ينظر لها في نظرة تحذير:
_سوف أكافئك دائماً عن أي شيء تفعلينه لي، سوف أعطى إلى رفيقتك ما أعطيه لك
شرط واحد أن تحافظي على أسرارنا وأن تكوني طفلة مطيعة
ريناد
هكذا أطلقوا على طفلة التبني أمل، تلك التي قاموا على استغلال موهبتها في أمور الأحتيال والنصب
كانت طفلة صغيرة لا تعي ما تفعل ولا تفقه كم هو أمر خطير وخارج عن القانون، كانت كل ما تهتم به أن تظل إيمان على مقربة منها، دعتها أيام وليالي إلى الجلوس معها
رغم نظرات تهاني العدائية ورفض تهاني إلى الوضع ولكن شوكت كان يهتم فقط بماذا يجني من خلف كل هذا
ولا يهتم كثيراً لكلمات تهاني، حين شبت أمل عن الطوق اختار شوكت منزل بعيدا عن دار الأيتام ورغم صراخ وبكاء وعويل ريناد ولكن شوكت انتقل من المنزل مع وعد إلى أمل أن تعود في زيارات أسبوعية إلى المكان
بدأ الإدراك والوعي ينضج فهمت تماماً ماذا تفعل؟ وشعرت بجرم ما تقوم به؟ حاولت أن تعترض ولكن ضربات وركلات شوكت وتقييده إلى المراهقة والحبس في الغرف المغلقه هو ما يجعلها تعود إلى الأمر مرة ثانية، كانت كل الأمور تتم تحت بصر تهاني التي تكتفى بالنظر إلى آثار التعذيب على
جسد ريناد ثم تقول بصوت بارد خالي من الرحمة:
_من الأفضل أن تستمعي إلى أوامر شوكت هو لن يتورع على قتلك ولن يتردد في دفنك حية
لقد شاهدت منه كل انواع الدلع والدلال
فلا تظنين أن زوجي يعطي دون مقابل
ولا تظني أن شوكت والدك أنت طفلة مشردة لقيطة قمنا على إيوائك
وإطعامك فلا تبخسي
اليد التي اطعمتك وتقومي على عضها
شوكت لن يتردد في
رد الصاع صاعين لك
شوكت لا يمتلك قلب
فقط يمتلك عقل يفكر ويفكر كيف يجمع المال؟
من أي طريق؟ وإذا وقف شخص في طريقه حتى لا يحصل على المال لن يتردد في ق*ت*له
(في الغرفة العلوية في منزل شوكت مرسم ريناد)
انتهت ريناد من رسم اللوحة ثم نظفت أصابع يدها في قطعة قماش قبل أن تقول في ضيق:
_لقد كرهت موهبتي
نظرت لها إيمان في شفقة ثم قالت:
_لماذا لا تهربين من هنا؟
تنهدت ريناد في حزن ثم تابعت:
_إلى أين سوف أذهب؟ وظيفة شوكت سوف تجعل العثور على سهل؟ هل نسيت أن شوكت بك
قد قدمني إلى كل الأوساط الراقية بصفتي إبنته؟
قالت إيمان وهي تخفض عيناها خجلاً:
_أنت تفعلين الكثير من اجلي يا أمل، وأنا أشعر بالذنب
قالت أمل وهي تقترب من إيمان:
_أنا ريناد أصبح أسمي ريناد، ليس عليك الحزن يا رفيقتي ما أفعله هو واجبي تجاهك لقد أبصرت عيني في الحياة وجدت يدك تمسك يدي
هذا يعني أن كل منا ملتزم بالآخر بصورة ما
تنهدت ريناد ثم تابعت:
_تهاني وشوكت اختاروا سكن بعيد عن دار الأيتام حتى يمحو السنوات الأولى في عمري، إذا عاد بي الزمن إلى الخلف كنت أخبرت مشرفة الدار ياسمين أن أفضل أن أظل في الملجأ ولا أنتمي إلى تلك الأسرة الملعونة
إيمان: أعلم جيداً أن كل تطوير يتم في دار الايتام يعود لك وأن كل ما يضخ من مال أو أثاث أنت مصدره أعلم جيداً أنك فاعل الخير الذي لا يعرفه الآخرون
ريناد:
_أريد أن أكفر عن كل تلك الذنوب التي فعلتها وأنا مجبرة يا صديقتي، تزوير أوراق تزوير توقيعات شخصيات هامة ،تقليد لوحات ولا أعلم إلى أين سوف ينتهي بي المطاف
إيمان:
_لهذا أطلب منك الفرار
ريناد:
_الوحش الذي يكبل قدمي لا أستطيع مواجهته والكلب المسعور الذي يقف على باب غرفتي أيضاً
إيمان:
_وحش!!
ريناد:
_الخوف الوحش الذي يكبلني هو الخوف والكلب المسعور هو شوكت أعلم جيداً أن حين أحاول الفرار سوف يركض خلفي ولن يتركني الإ بعد أن يعقر عنقي أنا أعرف هذا
إيمان:
_هذا الأمر يفزع قلبي يا ريناد، أنا لا أنام ليال كثيرة من شدة الخوف عليك، أرجوك كوني بخير دائماً
ريناد:
_ربما يأتي هذا اليوم الذي أخبرك به أني تحررت من جحيم شوكت وتهاني، في هذا التوقيت سوف أكون أنا وأنت بخير يا عزيزتي
الخوف والجبن احيانا يجعلنا نصمت عن أبشع و أفظع الجرائم التي ارتكبها الآخرين، رغم أن أعيننا كانت شاهدة ولكن تقييد اللسان كان أمر أجبارياً ولا مفر عنه ليس هناك بديل بعد التهديد الذي انطلق من فم شوكت أنه سوف يصرح إلى الجميع إذا تحدثت ريناد أن الشريك الأساسي في هذا الأمر هي ريناد وحين يحتل الخوف والفزع جوارح النفس كل القرارات
ليست صائبة، كل القرارات في إتجاه عكسي
التحقت ريناد الجامعة الفنون الجميلة وأبدت تفوقاً ملحوظا بها وكذلك إيمان التحقت بكلية الألسن للغات وتفوقت فيها وكان شرط ريناد الأول بإتمام أمور الأحتيال مع شوكت أن يتم الأنفاق على مصاريف الجامعة الداخلية كاملة من مال شوكت
أو المال الذي يأتي من رجال الأعمال الذين
يجودون بالمال بعد التوقيع المزيف لريناد
وشوكت لم يعترض
أو يناقش الفتاة
كان يبتسم في خبث
فلقد علم منذ البداية أن إيمان هي نقطة ضعف ريناد وأدرك أن هذا هو الطعم الذي سوف يجعل ريناد عالقة في شباكة إلى فترة طويلة، كان يعطي ريناد كل ما تطلبه من مال ويضاعف ما يتقاضية من الآخرين
منزل مزخرف
مركز مرموق
ورجل وقور
ادعي زيفاً
فعله للخير
وهو له جسور
خيوط العنكبوت
لعبته أدارها
في مكر
عقل ذئب
ماكر وجوارح
شيطان قادر
و زوجته
أشد فتكاً
من حية رقطاء
سمها زعاف
يبيد بلد كاملة
ويفوق
وما بين لهيب
وسموم تحيا
فتاة لا تملك من حيلتها
سوى قلتها
لا تعرف كيف تخرج من
الشرنقة؟
كيف تفر من هذا الجحيم؟
كيف تنجو من هذا الظلام؟
كيف تنجو من البئر السحيق الذي تهوى به؟
وتتطلع إلى يوم تجد
من سجنها دليل خروج
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية