-->

رواية جديدة حمام كليوباترا لسعاد محمد سلامة - الفصل 5

   قراءة رواية حمام كليوباترا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية حمام كليوباترا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الخامس

«قصص رسمها خيال جامح» 

❈-❈-❈

دخل جسور الى المنزل تبسم حين إقتربت منه جدتهُ إنحنى يُقبل يدها ثم إستقام.


ربتت على كتفه وتبسمت له بحنان قائله:

ربنا يرضى عنك ويراضيك يا وليدى.


تبسم جسو لها بقبول قال:ربنا يبارك لينا ويطول بعمرك يا "حني"(جدتى). 


تبسمت له بحنان قائله: 

العمر بيد الله يا وليدى، أنا بطلبه من ربنا إنى أشوفك متهنى مع عروسك، وكمان 

سالمه وغنوه يتزوچوا. 


تبسم جسور لها قائلاً: 

بإذن الله هتشوفى عروسى وكمان إنتِ اللى هتلبسيها توب العُرس بيدك هى وسالمه وغنوه. 


تنهدت رحيمه بإشتياق قائله: 

ميتى يا وليدى، راح تنتبه لحالك وتعلم إن لشبابك عليك حق،إنت شيلت هم العشيره وإنت صغار آن الآوان بقى تفكر فى حالك وتتزوچ،بنات القبيله كلهم يتمنوا إشاره من يدك.


لا يعلم لما فى هذه اللحظه آتت صورة تلك الفتاه التى قابلها بين الجبال،لكن سُرعان ما حاول مقاومة ذاك الشعور  ونفض عن راسه قائلاً:

كله بآوان يا حني ولا تعرفى يمكن بلحظة يتم النصيب،بس فين سالمه وغنوه.


تبسمت له بأمنية وأجابته:

سالمه بغرفتها كالعاده هى كمان مثلك كل ما يتقدم لها خاطب تقول ماريداش إتزوچ،ولو مش مساندتك ليها كانت وافقت،بنات العرب ميرفضوش خُطابهم من شباب عشيرتهم .


رد جسور ببسمه:

هضا نصيب ومكتوب يا حنى،بس فينها غنوه،أكيد كيف عادتها إتسحبت وخرجت.


تنهدت رحيمه بقلة حيله:

والله يا وليدى ناقص أربطها فى الفراش مشان ما تتسحب وتخرج من الدار،الباديه بقت واعره أكتر من الأول،شوف كم بنت من القبيله خرجوا يرعوا غنماتهم ومرجعوش لا هما ولا غنماتهم،ولا حتى نعرف عنهم شئ .


تنهد جسور بضيق قائلاً:

فعلًا الباديه بقت واعره، والمفروض غنوه تعقل بقى، أنا معين عليها حارس مخصوص يتبعها كيف ضلها بس ده مش كافى،لما تعود هتحدث إمعاها تبطل العاده دى...ودالحين انا جعان وعاوز أطعم من يدك الحلوين،وشيعيهم لى للخيمه.

❈-❈-❈


بعد قليل بساحة الزيانى

جلس جسور بالخيمه يتناول الطعام الى أن دخل عليه ذاك الكهل، أحد شيوخ القبيله،جلس لجواره 

رحب به جسور وحثه:

مد يدك،الطعام كثير يا " خالى مُنذر".


تبسم له مُنذر شاكرًا:

سبقتك بالهنا.


لفت إنتباة جسور وجه مُنذر الموجوم بوضوح سائلاً:

خير يا خالي تعابير وجهك بدل على شئ مضايقك؟. 


زفر مُنذر نفسه بآسف:

مضايقنى أحوال العشيره...بسبب قلة المطر

محصول القمح كان ضئيل،كمان حال بنات أختِ "سالمه وغنوه"،الإتنين فى سن زواج وكل ما يتقدم لهم خطيب بيرفضوه،طب غنوه هنقول لسه صغار يادوب تمت التمنتاشر،لكن سالمه داخله عالواحد وعشرين وفى عرفنا كبرت،وإنت كمان شيخ العشيره وعازب .


إبتلع جسور اللقمه التى بفمه وتجرع خلفها مياه ثم نظر لـ مُنذر وتبسم قائلاً:

واضح إن حني موصياك. 


أجابه مُنذر بتفسير: 

مش أمى، أنا مش عاچبنى هضا الحال، إنت شيخ العشيره وعازب كيف هضا؟ لو المرحوم سالم الزيانى حي ما قبل بـ هضا، عارف إنك أصبحت شيخ للعشيره بسن صغير والعشيره رغم ذالك على يدك زادت تجارتها وشآنها كبر أكتر وسط قبايل مرسى مطروح بغض النظر عن الخلاف القديم مع عشيرة العبيدى، وأنهم هما اللى بدأوا بالعداوة لما غدر "مؤنس" أخو الشيج جلال سفك الدم وغدر 

بـ الصداقه المتينه ودبر فخ وقتل الشيخ سالم ومعاه أختى وهما راجعين بالسياره، بس ربنا كان منتقم منه قبل ما يعاود لدياره كانت سيارته هو كمان مقلوبه بيه عالطريق، كيف ما غدر بصديقه ودبر ونفذ 

مات بنفس الطريقه بعده بثوانى مفعوص سيارته اللى إدحرجت بيه عالمنحدر.

والله لو كنت تركتنى حينها لكنت أبادت عشيرة العبيدى بس إنت اللى بقيت على خاطر الشيخ جلال. 


شعر جسور بوخزات قويه فى قلبه، قائلاً: 

مالوش لازمه هضا الحكي دالحين، ياخالى، وهخبرك كيف ما خبرت حني، النصيب وقت ما هيحكم مش هيبقى فى معارضه، ودالحين خلينا نتباحث فى شؤون العشيرة. 

❈-❈-❈

بخيمة جلال العبيدى 


توقفت عوالى للحظات أمام سيزار والتى كادت أن تتصادم معه حين دخل الى الخيمه لولا هو تجنب لها، واخفض وجههُ ولم ينظر لها،لو رفع وجهه لتلاقت عيناهم،وربما تعرف علي عيون نداهة الجبل،لكن هو سلط نظرهُ ناحية مكان جلوس جلال.

 

لكن رأى حيدر الذى رحب به بفتور: 

أهلاً بسيادة القائد، سعيد إن إتقابلت معاك مره تانيه. 


نظر له سيزار بفتور أيضًا لكن رد بدبلوماسيه:

هلا وغلا يا شيخ حيدر على ما أفتكر؟


أماء حيدر برأسهُ له بموافقه يشعر بـ غلول إتجاههُ لا يعرف له،أو ربما أمامه السبب ولم يكُن يدرى،حين لاحظ لمعة عين عوالى ونظرتها بإعجاب له من خلف ذاك البرقع.


بالفعل إحتارت عوالى بهذا الشعور الجديد عليها بزيادة الإعجاب كلما ترى ذاك القائد،لأول مره تراه بـ زى مدنى شبابى،أيضًا يصحبه هاله خاصه به...

رن إسمه بقلبها وهو يُعرف نفسه لوالداها، قبل أن تضع قدمها  على عتبة الخيمه قبل كي تخرج منها

كذالك حفظ عقلها إسمه"محمد سليم". 


خرج خلفها حيدر وسار لجوارها بالساحه ود جذب الحديث معها لكن كانت ترد عليه بإقتضاب شارد عقلها بفضول منها تود معرفة لما آتى ذالك القائد لهنا، ولماذا  آتى اليوم  بـ زى مدنى ليس 

بـ زى عسكرى، لا تنكر أن سمار ملامحه الجاده مع بنيته الجسديه يُعطى له هاله خاصه تفرض الإعجاب رغُمً عنها.


سارت لبضع خطوات مع حيدر ثم تركته وتوجهت نحو إحدى النساء وجلست معها تتسامران... 

شعر حيدر بالضيق من تركها له وتوجه الى المنزل.

... 

بينما بداخل الخيمه رحب الشيخ جلال

 بـ سيزار بمجامله منه:

مرحب بيك يا سيادة القائد نورت العشيره. 


شعر سيزار بالاُلفه من  ترحيب جلال قائلًا: 

متشكر يا شيخ جلال واضح إنك كيف ما وصلنى عن حكمتك، و كرم أخلاقك، صراحه ك اللى سمعته، شجعنى إنى أجى لهنا أول مره بصفتِ الشخصيه مش العسكريه ورايد أتعرف على الشيخ جلال كبير شيوخ المنطقه.


عاود جلال الترحيب:

نورتنى يا وليدى وواضح إنك مُحنك و لبق فى الحديث.


تبسم سيزار قائلاً:

انا اللى زادنى النور بمقابلتك يا شيخ جلال،مش هلف كتير فى الحديث،بصراحه أنا كنت حابب اتحدث وياك،عن بعض الامور اللى بتحصل هنا فى المنطقه،زى جماعة الإرهابين اللى بتسمى نفسها جبهة النصره.


زفر جلال نفسه بغضب بتسرع وتهجم بالرد:

دول مش جبهة النُصره،دول جبهة الحسره والخسره،دول مش بس قطاعين طُرق،وقطاعين أرزاق الخلق بقت تخاف تخرج هى او بناتها يرعوا الغنمات فى السهول،هدول المجرمين مش بس بيسرقوا الغنمات كمان بيخطفوا البنات والشباب الصغيرين كمان ،واللى بيروح مش بيعاود تاني.


تسأل سيزار بعمد:

طب وهتفضلوا ساكتين كده دول جماعه إرهابيه ومعدومة الأخلاق وغداره،وعندها إمكانيات وإستعداد تقتل عشيرة بحالها،مش آن الآوان إن عشاير مرسى مطروح تتوحد مع بعضها ضد الاوغاد دول.


تنهد جلال ببؤس قائلاً:

هدول الاوغاد هما المستفيدين من فرقتنا وخطرهم بيزيد وبيستقوى.


رد سيزار بتحريض:

بس الشيخ جلال العبيدى كبير الشيوخ هنا أكيد له كلمه مسموعه عند بقية العشاير هنا.


تنهد جلال بآسف وحسره:

ده كان زمان يا وليدى،دالحين إختلفت الأوضاع وظهرت الأحقاد اللى كانت خفيه وإستغلها الاوغاد،بقت كل عشيره همها نفسها وبس.


عاود سيزار تحريضهُ:

بس اللى عرفته عن الشيخ جلال يحفزنى إنى أحط إيدى فى إيده ونحاول نجمع الشمل من تانى.


قال سيزار هذا ومد يدهُ لـ الشيخ جلال.


نظر جلال لـ يد سيزار الممدوده تنهد بحنين لتلك الايام والليالى الصافيه التى كانت يتجمع بها شيوخ العشائر لتبادل الأعراس وليالى السمر بين العشائر وصفو القلوب...لم يُفكر كثيرًا ووضع يدهُ بيد سيزار 

ثم وضع اليد الآخرى فوق يد سيزار يضم يدهُ بين كفيه... بمعنى أنه يساندهُ 


تبسم سيزار بظفر قائلاً:

كان لازم أخد مباركتك فى البدايه يا شيخ جلال ومتأكد إننا هنقدر نوحد عشاير مرسى مطروح من تانى.


تبسم جلال بتمني:.

طول عمر جيش مصر بيضم الشُجعان أمثالك يا "محمد" سير على بركة الله وأنا معاك يا وليدى. 


نهض سيزار قائلاً:

بصراحه موافقتك إنك تساندنى هتسهل عليا مهمتى هنا وأتمنى نتقابل تانى فى أقرب وقت.


نهض جلال هو الآخر قائلًا بترحيب

ديارنا مفتوحه ليك بأى حين.


تبسم سيزار قائلاً:

قد القول يا شيخ جلال هستأذن أنا.


تمسك جلال بيد سيزار قائلاً:

ما أخدت واجب الضيف.


رد سيزار:

 أنا مش ضيف، يا شيخ جلال

سبق وقولت إن دياركم مفتوحه ليا،وده كرم زايد منك ،سلاموا عليكم.


ترك جلال يد سيزار،ورافقه الى باب الخيمه الى أن غادر منها. 


حين خرج سيزار من الخيمه وضع تلك النظاره حول عينيه تقيها من آشعة الشمس،سار بساحة القبيله مختالًا بشموخ وهيبة ملك فرعونى قديم

هكذا كان بنظر عوالى التى كانت تجلس قريب من الخيمه تُراقب عن كثب الى أن خرج سيزار،زاد إعجابها بهيبتة وثقته فى نفسه الواضحه،شعرت بإنتفاضة خاصه تغزو قلبها.

.... 

بينما كان حيدر رأى ذلك بقلب حقود وهو يقف بشُرفة المنزل التى تكشف الساحه بأكملها أمامه ولاحظ نظر عوالى لـ سيزار أثناء سيره بالساحه قبل أن يصعد لتلك السياره التى كانت تنتظره، حتى إن كانت تُخفي وجهها خلف ذالك البرقع فتحرك رأسها يوضح ذلك، لكن زاد لديه هو الآخر الفضول ومعرفة سبب مجيئه لهنا الآن، لابد أن يعلم سبب ذلك، يشعر بمقت يزداد نحو سيزار... 


قطع نظرهُ نحو الساحه تلك التى دخلت الى الشُرفه ونظرت نحو ما يُسلط حيدر مُقليته عليه، رأت عوالى التى تسير بغنج نحو خيمة جلال، شعرت بالغيره والبُغض 

فى نفس الوقت كان حيدر يستدير بوجهه لكن تفاجئ بوجود سلوى زوجته بوجهه،تحدث متهكمًا:

لساكِ كيف الحيه بتتسحبى بدون ما حدا يحس بخطوات قدمك.


نظرت له سلوى بغضب قائله بنبرة إغاظه وتقليل شآن:

ما آنى اللى كيف الحيه،الحيه  هى عوالى اللى  إتسحبت دالحين ودخلت لخيمة الشيخ جلال اللى عيينك هتفُط من مطرحها عليها، إنت مش بس قلبك اللى ممحون ، كمان لُعابك بيسيل عليها، وهى إنت ولا على خاطرها،....


أكفهر وجه حيدر وأمسك معصم يد سلوى وسحبها خلفه للداخل بقسوه ثم دفعها بقوته مما جعلها تسقُط ممده أرضًا على أحد جانبيها تنظر له بغضب ساحق وهى تراه يجثو على ساقيه ينظر لها بوعيد تستمع لحديثه الحاد:

حذاري يا سلوى تنسي إنى الشيخ حيدر مؤنس العبيدى من أشراف القبيله،مافى ست تقدر ترفضه،بلاش غيرتك تجعلك تخطئى فى الحديث،سبق وحذرتك قبل الحين،فكرى قبل ما تتحدثى بتفاهه تضرك. 


أنهى قوله وجذبها من فكيها بقوه وقام بتقبيلها قُبله قويه كادت تُزهق روحها،تبسم بغرور وهو ينهض من جوارها يتركها أنفاسها تصارع و تلهث من أجل أن تتنفس...غادر المكان وتركها تلعنه وتلعن تلك الملعونه تتمنى لو قتلهما معًا. 

..... 

بداخل الخيمة  جلال دخلت 

عوالى ببسمه رأت جلال هو الآخر يتنهد ببسمه وتحدثت بفضول مرح: 

إيه التنهيده دى كلها يا شيخ  جلال أوعى تكون خلاص لقيت العروس. 


ضحك جلال قائلاً: 

تعالى هون يا شقيه بلا واحده من الحريم تسمعك تغرم بوك فى مهر چديد. 


ضحكت عوالى وهى تجلس جوار جلال، لم تستطيع إخفاء فضولها من أجل معرفة ما سبب زيارة ذالك القائد. 

وسالت: أيه سر زيازه ها القائد ده. 


نظر لها جلال سائلاً: 

من وين عرفتِ إنه قائد. 


إرتبكت عوالى وأجابته: 

سمعته وهو بيعرف نفسه لك، بس ما قولت لى ليش كان هون. 


تنهد جلال قائلًا  بإختصار: 

كيف ما قال زياره  وديه. 


نظرت له عوالى بخبث قائله: 

إنت عم تخفى عنى الحقيقه،بس هفوتها،كنت عاوزه اتحدث وياك بآمر هام؟


نظر لها جلال بإستخبار قائلاً:

وإيش هو الامر الهام ده،أوعى تكونى متل العاده نويتى تقطعى أجازتك وتعاودى روما تانى،لسه مشبعتش منك.


ردت عوالى:

لأ إطمن،مش هقطع الاجازه،بس ده ميمنعش إنى برضوا أتشغل شويه...فى مؤتمر هيتم هنا فى مرسى مطروح على آخر الشهر وهكون مرافقه كـ مترجمه بين الوفدين المؤتمر ليوم واحد بس طبعًا لازم أكون فى إستقبال الوفد الايطالى يعنى مسأله تلات اربع ايام مش أكتر وهبقى هنا برضو.


ضم جلال عوالي تحت كتفه  قائلاً:

كانت غلطتِ زمان لما إستسلمت ورضخت إنك تروحى تعيشى مع "جوانا" فى إيطاليا.


نظرت عوالى لـ جلال بإستفسار قائله:.

إنت ندمان إنك فى يوم إتجوزت من إيطاليه وخلفت منها بنت مشكوك فى نسبها.


رد جلال وهو يزيد فى ضم عوالى بحنان:

عمري ما شكيت فى نسبك ليا يا عوالي وبلاش تسمعى لحديت النسوان الفارغ ده،إنت بنتِ ومن صُلبي،صحيح هرب جوانا من العشيره بيكِ زمان زود الحديت الفارغ،بس چوانا مكنتش خاينه،چوانا كانت عنيدة ومتمردة مثلك تمام.


تبسمت عوالى قائله:

غريب الحب،چوانا كمان لسه بتحبك وتقعد تحكى لى على الغجرى الأسمر اللى وقعت فى عشقه من أول نظره،بس هى متقدرش تتحكم فى قلبها وهى عارفه أنه متجوز من غيرها.


رد جلال بلمعة عين:

العشق مكتوب ومتسطر عالقلوب،چوانا كانت زى نسمة الصيف الرطبه ساعة العصاري،كان قدر، هي موافقتش إنى أتجوز فريحه،وقالتلى أنا بستحمل زوجتك الاولى تشاركنى فيك غصب عنى

عاوز فريحه اللى عمرها بتغل منى تبقى ضرتى واختارت الهرب بيكِ وسافرت إيطاليا،بس كان معايا عنوانها وسافرت عشان أعرف هى ليه هربت بيكِ وتركت آلسنة العشيره تخوض فى شرفها وفى نسب بنتها قالتلى القلب بيتقلب يا جلال خلينا نحافظ على الود بينا وأنا هحكى لـ عوالى عن الراجل الوحيد اللى عشقته فى حياتى،بس الظروف حكمت بالفراق غصب عننا بـ عادات بترسم حياتنا،وكانت كل سنه بتجى أسبوع ضيفه لحد ما أنتِ كبرتى وبقيتى زى الفراشه الجميله،ورثتى جمالها وشخصيتها القويه،بس مكاره وبتضحكِ على عقلى .


ضحكت عوالى قائله بمسكنه مرحه ودلال:

أنا مكاره ياوالدى،ظالمنى،إنت وچوانا دايمًا هى كمان بتقول عنى مكاره...وبضحك على عقلك هو انا فى فى رقتى.


تبسم حيدر الذى دخل الى الخيمه قائلاً:

فعلاً يا عمى الشيخ جلال

عوالى مفيش فى رقتها وجمالها وسط بنات العرب.


تبسمت عوالى رغم أنها تشعر بالنفور من نظرات عين حيدر لها،وكانت تود البقاء مع والداها وقت أكثر،لكن هذا الآفاق بنظرها دائمًا ما يقطع ذالك الوقت الأسرى بينهم.

❈-❈-❈

بسيارة سيزار         

تحدث السائق المرافق له: 

هنرجع الوحده العسكريه. 


نظر سيزار الى الطريق قائلًا:

 لأ أكيد إنت تعرف مكان عشيرة الزيانى 

خلينا نروح نقابل الشيخ جسور 

سمعت عنه وعندى فضول أقابله. 


رد السائق بمدح: 

الشيخ جسور، إسم على مسمى أنا روحت مع القاىد اللى كان قبلك وهو شاب وإستغربت انه تقريبًا فى أول التلاتينات وماسك شياخة العشيره، بس عرفت انه ورثها بعد ما والده مات أو سمعت طراطيش انه مات مقتول على يد صديق  له من عشيرة العبيدى وأصبح بينهم عداء من وقتها.


تنهد سيزار قائلًا بآسف وتصميم:

العداءات دى لازم تنتهى عندنا هدف واحد وآن الآوان الكل يتجمع.


أثناء سيرهم بالطريق  لفت إنتباه سيزار تلك السياره المحترقه 

وهنالك سيارة دفع رُباعى أخرى قريبه منها 

أمر السائق بالتوقف


إمتثل السائق لأمره وأوقف السياره، ترجل سيزار، ذهب مباشرةً نحو إحدى السيارتان كانت  متفحمه مجرد هيكل معدنى ، لم يستطيع حتى تمير ما مكتوب على لوحتها المعدنيه بسبب طلقات الرصاص، توجه نحو السياره الاخرى 

رأى بالمكان بعض أشلاء كآنها جسد بشرى مُتهتكه من بقايا أكل الحيوانات الضاريه كذالك بعض الطلقات الناريه منثوره على الأرض،أيقن أن هذا كان هجومًا من تلك الجماعه الإرهابيه،لكن إستغرب وجود تلك السياره التى عليها شارة هؤلاء المُرتزقه،لما مازالت هنا.... ربما يعلم الشيخ جسور سبب ذلك. 

❈-❈-❈

ليلًا

بغرفة فريحه الزوجه الثانيه لـ جلال

لاحظت فريحة شرود جلال، دخل الى قلبها حِقدًا لابد أن ما يشغل باله هي "جوانا" 

تلك الإيطاليه التى سحبت عقله وجعلته قديمً يخترق الاعراف ويتزوج بها، عودة الملعونه عوالى تُذكره دائمًا بها، بالمرأة المُتمردة التى فرت من أعرافهم ولم تتقبل بزواجه عليها، مثل رابحه زوجته الأولي... 

لكن كانت واهمه أو صور حقدها ذلك ما يُشغل عقله هو أحوال العشائر الذى أصبحت مثل اللُقمه السائغه بين أنياب هؤلاء الخارجين عن كل الديانات والأعراف والأخلاق... 

وضعت يدها على كتفه وضغط بقوة حقد قليلًا... نظر لها جلال لم يُبالي بضغطها القويه على كتفه لديه عِلم بها حين تضغط ذلك لابد ان هنالك ما يُثير حقدها، إن فعل شيئًا سيئًا بحياته فهو إمتثاله للآعراف زواجهُ من آرملة أخيه. 


تفوهت بنبرة غِل: 

شارد الذهن فى إيش يا شيخ جلال...كان فى عندي موضوع هام بدى إتحدث فيه وياك. 


نظر لها قائلًا: 

مش شارد الذهن، آيش هالموضوع لو أمر فاضي آجليه دالحين، ما بدي أشغل راسي بحديث ماله معنى. 


شعرت بالغضب وقالت: 

بلا الموضوع هام ويخص بنات الشيه جلال التنين. 


ضيق عينيه بإستفسار سائلًا: 

وايش ها الامر الهام الللى يخص بناتِ؟. 


ردت بتوضيح: 

التنين فى سِن زواج... دانه بيتقدم لها خُطاب وما بتوافق عليهم وإنت ما بتحكم عليها ما بقت صغيره، هى من عمر سلوى  زوجة حيدر، كمان عوالى متل الرحاله وبقت سيرة بنات البدو كلهن بدن يبقوا متلها ولو ما أمتثلت لاعرافنا ما بنقدر نسيطر على جموح بقية البنات. 


نظر له بسُحق قائلًا: 

هُن أحرار، لا تشغلِ راسك بهن، وبيكفى حديث أنا بدى نام وأستريح مُرهق من شئون القبيله طول اليوم. 


شعرت بغضب قائله: 

وين شباب القبيله لازم يساعدوك، وين عامر ما فى حدا فى القبيله دى قلبه على مصلحتها غير حيدر ولدي، حتى فهد متل عامر مشغول راسهم بالتجارة وناسين أحوال العشيره. 


نظر لها بسخط قائلًا: 

كل واحد له دور بيقوم بيه، والأفضل تتركيني نام، ولا بدك لسه تتحدثِ، لو.... 


قاطعته تقول بغِل وضجر: 

لا ما فى حداي حديث بيكفي، أنا كان  غرضى مصلحة العشيره. 


نظرلها قائلًا: 

لا تخاف انا بعرف زين كيف ووين مصلحة العشيره وأهلها. 


صمتت تشعُر ببُغض. 

❈-❈-❈

بغرفة دانه 

فتحت  ذاك الكتاب الخاص بإحدي قصص الخيال الجامحه، إسنغربت من نفسها لم تكُن تهوا تلك النوعيه من الكُتب، كانت هوايتها قراءة الكتب الخاصه بالطب سواء عن إستخدامات بعض الاعشاب فى الدواء أو كُتب عِلميه تحاول تعويض أمنيتها ان كانت تُصبح طبيبه لكن الاعراف منعت ذلك، كانت تود المُعارضه، لكن لم يكن لها سندًا يدعمها إستسلمت مثل بقية فتيات العشيره فاغلبهن بالكاد يستطعن القراءة، هى أفضل منهن بمراحل طورت عقلها بقراءة الكتب، لكن لاول مره تقرأ إحدي قصص الغرام، فتحت أول صفحات الكتاب كانت لصورة مُبهمة الملامح لبطل الروايه، سرحت بتلك الملامح الغير واضحة المعالم، بدأت بطي صفحه خلف أخرى تقرا عن بطل  الحكايه المُثابر الجسور الذى عارض وخاض عقبات وفى النهايه فاز بالاميرة 

عادت لاول صفحه مره أخري نظرت لصورة البطل، لكن هذه المره وضحت ملامحه أمام عينيها، سُرعان ما نهرت نفسها وهى تتنفس تعلم أن تلك القصه ليست أكثر من قصص رسمها خيال جامح. 

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة من رواية حمام كليوباترا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة