رواية جديدة نفوس طاغية لشهد السيد - الفصل 15
قراءة رواية نفوس طاغية كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نفوس طاغية
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة شهد السيد
الفصل الخامس عشر
مد "صفوت" يده لـ "ظافر" بكأس مشروب كحولي وقال:
-"دلوقتي الساحة فضيت ومبقاش فيها غيرنا، عاوز أعرف ليه بلغت عن رياض أنه خاطف شوقي وخليت الراجل اللي حرق بيت زينة يعترف كمان إن رياض قاله يعمل كده".
ظهر الغل واضحًا بأعين ظافر وهو يقول:
-"بجيب حق أبني منكم ".
وبتحذير شديد أردف" صفوت":
-متجمعش بيني وبين رياض مع إني واثق إن مش هو اللي عملها ودي مجرد أوهام في دماغك".
لم يجيب" ظافر" على حديثة وألتزم الصمت لبرهة قبل أن يتسأل بخبث خفي:
-أنا عاوزك بقي تحكيلي كل حاجة انتَ كنت مخبيها عننا، معدش فيه غيري يساعدك ويقف معاك".
توتر "صفوت" بشكل ملحوظ قبل أن يتجرع كأسه دفعة واحدة ويتركه قائلًا بقلة حيلة:
-"هحكيلك".
❈-❈-❈
ولسوء حظها لم تجد "شوقي" موجود فـ رفض كلاهما دعوة "معاذ" بأنتظارهما داخل منزله وفضلو الوقوف لحين أن يأتي فـ أردفت "فجر" بيأس:
-"تفتكري بعد ما نستني ممكن ميجيش.؟
ساعتها هنروح فين زمان عدي قالب عليكِ الدنيا ".
جلست" زينة " على أول درجة من درجات المبني بأنهاك وقالت بجهل وحيرة:
-"مش عارفة، حاسة نفسي غبية عشان سبته ومشيت".
ضحكت "فجر" وجلست لجوارها تستند برأسها للجدار قائلة:
-"متحسيش ياحبيبتي تأكدي".
عم الصمت لدقائق قبل أن تنطق "زينة" بنبرة مُتعبة:
-"أنا بحبه، لا قادرة على بُعده ولا مبسوطة بقربه، عدي يستاهل الأحسن هو ممكن حتي يكون زهق مني ومش هيدور عليا.. تفتكري ممكن ينساني ويتجوز ! ".
توقفت عن الحديث لثوانٍ قبل أن تردف بغيرة وضيق:
-" لأ هو مش واطي.. لو طلع واطي ونسيني هزعل أوي منه ".
لم تجيبها" فجر " وقد بدأت رغمًا عنها في النوم من شدّة أرهاقها غير مُبالية بوضعهما الحالي فـ صمتت "زينة" وظلّت تناجي ربها بحضور "شوقي" في أسرع وقت..
❈-❈-❈
بحث عنها بكل مكان جاء بعقله ولم يرتاح من التفكير فيها والقلق عليها لحظة واحدة، وجهة أصبح عابس يظهر عليه الغضب المكبوت كـ وضوح الشمس، حمقاء يود تحطيمها داخل أحضانه الآن.
عاد للسيارة فـ وجد "مهران" كما تركه منتبة لشاشة حاسوبه فـ تسأل "عدي" بأمل:
-"عرفت توصلهم".
نظر له "مهران" بأسف فـ ظهرت الخيبة على وجه "عدي" وعاد برأسه للخلف يستمع لحديث "مهران":
-"فجر الغبية قفلت تليفونها، بس أخر أشارة جاتلي أنهم هنا في القاهرة، هنلاقيهم متقلقش، ده غير إني عرفت إن ظافر هو اللي ورا حريق البيت وهو اللي خلي الفاعل يعترف على رياض وبرضو هو اللي كان خاطف شوقي محامي أيمان هانم طول الفترة دي عشان كده مكناش عارفين نوصله".
أومأ" عدي " وصمت قبل ينتبة كلاهما لرنين هاتف "عدي" الذي قال بتخمين:
-"ممكن تكون زينة"
أجاب سريعًا وفتح مكبر الصوت فـ ظهر صوت "شوقي" الذي قال:
-"عدي الأنصاري ".
خاب ظنه وقال بهدوء:
-" أيوة مين حضرتك ".
أتاه رد" شوقي" الذي أثلج قلبه:
-"أنا شوقي عابدين محامي المرحومة أيمان ".
همس له" مهران " بشئ فـ قال "عدي":
-" أنا محتاج أشوفك بخصوص القضية وزينة".
رحب "شوقي" بحديثة وقال بثقة:
-"وأنا مكلمك أعرفك إن زينة معايا هبعتلك اللوكيشن في مسچ.. مستنيك ".
أغلق معه فـ ظهرت الراحة على وجه" عدي " وهو يدير محرك السيارة بحماس منطلقين حيث عنوان "شوقي".
❈-❈-❈
فور أن أغلق مع" عدي " أستمع لصوت فتح باب المنزل، خرج شوقي سريعًا فـ وجود المنزل خالي، فزع وهرول للأسفل فـ رأي "زينة" و "فجر" يركضان بعيدًا.
صاح بأسمها وهو يركض خلفهما فـ لم يلحقهما ووقف يلهث بضيق شديد
أما هي فـ فور أن أستمعت لأخر جملة بحديثة ظنت بأنه سيقوم بتسليمها لـ رياض وجذبت "فجر" وهرب كلاهما وقالت "زينة" بخيبة:
-"حتي أستاذ شوقي طلع واطي وهيسلمني أروح فين يارب.. يالهـــوي".
قالت أخر حديثها بصياح مرتفع عندما توقفت أمامهما فجأة سيارة سوداء وهبط رجلين أشداء يسحبونها للداخل ودفع أحدهم "فجر" وصعد للسيارة التي أنطلقت سريعًا ولم يلحقها أحد المتجمعين
نهضت بألم وبكاء ونظرت حولها بضياع قبل أن تعود حيث منزل "شوقي" فـ وجدت كلًا من "عدي" و "مهران" واقفين معه فـ أقتربت تردف ببكاء ونحيب:
-"في ناس خطفوا زينة".
❈-❈-❈
حاولت تحرير يدها من الحبَال المقيدة بها وصرخت بغضب:
-"خرجوني من هنا، انتَ يا حيوان ياللي بره فكني أحسنلك والله لحبسكم".
وبنفسها سخرت من حالها هي ترتعش خوفًا وتظهر شجاعة وهمية ستطير مع أول رياح غاضبة تواجهها، الكثير يدور بعقلها مما سيحدث بها
فتح الباب ودخل أحد الخاطفين يسحبها كالبعير نحو الخارج متجاهل تمامًا محاولات فرارها ودفعها بعنـ ـف فوق الأرض الرملية تحديدًا أمام قدم "صفوت" الذي أردف بأنتشاء:
-"رياض لو كان موجود كان فرح أوي بالمشهد ده ".
حاولت الأعتدال لكن فشلت محاولاتها بسبب تقيّد يدها وقدمها فـ قالت بصراخ وقهر:
-" حرام عليكم أنتوا أي مفيش في قلوبكم رحمة ولا أيمان".
وبسخافة قال "ظافر":
-" أيمان الله يرحمها يا شاطرة".
ضحك كلاهما وبكت هي وأردف "صفوت" بحدة وهو يصدم قدمه بوجهها قاصدًا أهانتها:
-"انتِ فاكرة نفسك مين يابت عشان منعرفش نجيبك، بكل غباء روحتي لبيت شوقي اللي مرقبينه برجلك وبكل مهارة عرفنا نصتادك".
أنحني "ظافر" ورفع رأسها قابضًا على فكها بقوة وقال بأبتسامة صفراء:
-"بس طول عمري أسمع إنك شاطرة وهتشتري حياتك بأنك تسلمينا الواد اللي كان هربان معاكم وتكتبي تنازل عن أملاك أيمان كلها ".
رغم ألمها صمتت تحاول أستيعاب حديثة فـ قال
" صفوت" بتوضيح:
-"أصل أيمان كتبت كل جنية تملكه بأسمك، عملت لواحدة حقيرة زيك سعر".
ظهر الحنين بأعينها فور أن سمعت ما قال وقالت بنفسها:
-"مكنتش محتاجة فلوسك.. كنت محتاجاكِ انتِ".
حركها "ظافر" بعنـ ـف" وقال:
-"هــاه".
لا تعلم من أين أتتها القوة التي جعلتها تبصق على وجهة بنفور وهي تقول:
-"نجوم السما أقربلك من جنية واحد فيهم".
تركها "ظافر" وأعتدل بوقفته يشير للحارس بحركه فهمها جيدًا وقام بسحبها نحو المخزن مجددًا فـ تسأل "صفوت":
-" مش قادر أفهم جبناها ليه وهي تخص رياض متخصناش في حاجة وبعدين متنساش إن الحكومة قافلة على أملاك أيمان لحد ما بنتها تظهر".
نظف "ظافر" وجهة وقال بتروي:
-"أولًا رياض هيخرج من تاني والبت دي هياخدها مقابل شيك حلو منه بـ عشرين مليون جنية وبعد ما يخليها تعترف على نفسها وياخد منها كل حاجة، ثانيًا أنا قصدت أقول قدامها إن أملاك أيمان بأسمها يمكن تعند مع رياض بعد ما ياخدها ومتوافقش تتنازل وساعتها أحبسه بالشيك اللي معايا".
أبتسم "صفوت" وقال بأعجاب:
-"ألماظ.. دماغك ألماظ".
أما "زينة" فـ كانت في حالة تفطر القلوب، أنهال عليها بالضربات الشديدة دون أي رحمة او مراعاة حتي كادت أن تفارق الروح جسدها وبعد خروجه زحفت ببطئ وألم حتي أستطاعت الأمساك بقطعة الحديد الملقاة أرضًا تحركها على الحبَال بحدة حتي أنقطعت وأخرجت من مقدمة عبائتها هاتف "فجر" التي كانت تحمله هي بدلًا عنها وقامت بتشغيلة وأعادته كما كان وتظاهرت بفقدانها للوعي تدعي الله داخلها أن يعثروا عليها في أقرب وقت..
❈-❈-❈
وسط التوتر السائد وبكاء "فجر" الغير منقطع نظر "مهران" لهاتفه وصاح براحة:
-"زينة فتحت تليفون فجر".
ضغط "عدي" على مكابح السيارة وقال بقلق:
-"حدد مكانها بسرعة".
بدأ "مهران" بفعل ذلك وتحدث "شوقي" بعقلانية:
-"يابني حسب اللي عرفته من زينة وفجر إن صفوت ورياض جولكم وحصل بينكم أشتباك لمرتين وانتوا بتقولوا التالتة كانت حرق البيت تفتكروا هنعرف نجيبها بالسهولة دي.! "
ساد الصمت للحظات وأكمل "شوقي ":
-" كل وكر تعبان منهم كله ألغام صعب عليكم تعدوها بطولكم، لازم رجالة في ضهركم، هما أكيد حابسينها في ڤيلا وادي النطرون بتاعة رياض والڤيلا دي متأمنة كويس، أنا كنت هناك وعارف".
عم الصمت فـ قال "مهران":
-" حددت المكان، ساعة ونص بينا وبينهم".
أومأ "عدي" وأخذ نفس عميق قبل أن يقول بغموض:
-"أسمعوني كويس عشان اللي هقوله هيتنفذ بدون نقاش".
❈-❈-❈
حل الليل دون حدوث شئ جديد وهي بأنتظار الفرج وفقط، ألمها جسدها من وضعية نومها الغير مريحة وأعتدلت بألم يفتك بكامل جسدها الذي أنتشرت به الكدمات وانفها النازف واستندت بظهرها للحائط تنظر للنافذة العلوية والصغيرة بصمت.
الماضي يعاد، تتذكر كل لحظة حدثت وقت هروبها من مركز الأصلاح منذ عثور "أيمان" عليها حتي تغير حالها مئة وثمانون درجة
هل من الممكن أن يأتي زكريا ويعاونها على الهرب ويعودوا لكل ما كان قبل البداية حيث عناق بسمة رفيقة دربها.
أرتفع أنين بكائها بعد أن نفذت طاقتها بعد كل ما تعرضت له، فتح الباب فـ قالت بأنهيار دون النظر للفاعل:
-"أقتـ ـلوني بقي أنا تعبت خلاص، خدوا كل حاجة وريحوني من الحياة ".
أنغلق الباب ولم يتحدث أحد فـ نظرت نحو الفاعل وسط الظلام وقالت:
-"انتَ مين فيهم".
وأتاها صوت خشن قال برغبة:
-" أنا اللي هفوز بالحلاوة دي ".
نهضت سريعًا تمسك بقطعة الحديد التي أستخدمتها في فك قيدها وقالت بتهديد وصوت باكي مُتعب:
-" أقسم بالله لو قربتلي لهقطعك بسناني أنا خلاص مبقتش باقية على حاجة في حياتي أرجع".
حاول تهدئتها إلا أنها كانت كـقنبلة موقوتة على وشك الانفجار فـفضل الأنسحاب وتركها، ظلّت واقفة تحاول تنظيم أنفاسها وتشجيع ذاتها على عدم الأستسلام وترك نفسها لقمة صائغة لهم.
جلست بتعب نال منها وأعينها تحارب كي تبقي واعية لما يحدث حولها، أخر ما رأته كانت يد "أيمان" التي أخذت تمسح فوق وجهها برفق وأسي.
الحل الوحيد الذي أداه إليها عقلها بتلك اللحظة كان تمرير القطعة الحديدية الحادة فوق كف يدها فـ تدفقت الد-ماء بغزارة جانبها..
❈-❈-❈
وخارج المنزل بمسافة ليست بالبعيدة كان يتابع الهدوء الظاهري على حالة المنزل، ينتظر الوقت المناسب للهجوم على المنزل من الجهة الخلفية تباعًا لحديث "شوقي" بأن تلك المنطقة غير محمية بشكل جيد.
هبط "مهران" يغلق سحاب سترته لشدة برودة الأجواء وقال:
-"لسه مفيش حد منهم مشي".؟
حرك "عدي" رأسه بالنفي وتسأل:
-"فجر عملت أي مع البلوة التانية".
ضحك "مهران" بخفة وقال بأبتسامة شاردة:
-"فجر دي مسجلة خـ ـطـ ـر، رايحة في أي حتة وعندها أستعداد تعمل أي حاجة واحدة غيرها المفروض تخاف على نفسها من كل اللي حواليها ده وترجع لأهلها ".
ساد الصمت للحظات قبل أن يعقد "عدي" يده أمام صدره ويتسأل بأبتسامة هادئة:
-"حبيتها".؟
أخذ "مهران" نفس عميق ملئ به صدره قبل أن يركل الحجارة بقدمه وهو يقول بلمحة من الحزن ظهرت عليه:
-"للأسف أه.. بس مينفعش ".
أومأ" عدي " بتفهم وربت فوق كتفه بدعم قبل أن ينتبه كلاهما للسيارة التي خرجت للتو تسير بسرعة عالية بشكل أثار ريبتهما، جذب "مهران" الحاسوب وقام بفتح تسجيل صوتي لما يحدث بالداخل من خلال هاتف "صفوت" الذي قال:
-"مكنتش أتوقع أن بنت المجانين دي تنتـ ـحر، أنا ما صدقت عرفت أوصل لرياض جوه الحبس وأبلغه أنها معانا".
نظر"مهران" لـ "عدي" بتوتر فـ ظهر القلق بوضوح على وجه "عدي" وأسرع بالصعود لسيارته يلحق بالسيارة الأخري التي توقفت أمام أقرب مشفي وحملها أحد الحراس يركض بها للداخل..
وقبل أن يهبط "عدي" أمسكه "مهران" وقال بجدية:
-"وارد يعرفك حد من الحرس الموجودين ويضيع علينا فرصتنا، أسمعني كويس".
❈-❈-❈
تركت الوعاء الصغير وأخذت كوب القهوة التي أعدته بكل تركيز وخرجت من المطبخ الصغير تدندن بصوت خافت وجلست تمسك بالهاتف الذي أعطاه إليها "مهران" قبل مغادرته حتي تستطيع التواصل معه لكنه.. لم يجيب.
نهضت تراقب السيارة المُكبلة فوق الفراش من الشق الصغير بزجاج باب الغرفة، حتي الآن لأ تعلم لماذا قام "مهران" بخـ ـطفها كل ما قاله بأن لها علاقة بما يحدث لـ "زينة".. وكان ذلك سبب كافٍ حتي تبقي معها.
لمحتها السيدة فـ همهمت بأستغاثة تحاول التحدث رغم عن اللاصقة الحمقاء الموضوعة على فمها، تنهدت" فجر " ودلفت تسألها بهدوء وتخمين:
-"عطشانة".؟
حركت السيدة رأسها بالرفض ونظرت للاصقة بفمها تطلب منها بنظراتها نزعها، صمتت "فجر" لدقائق قبل أن تقول بحزم:
-"هشيلها عشان أعرف عاوزة أي بس لو عملتي دوشة هحطها تاني واطفي عليكِ النور كمان".
حركت السيدة رأسها بالموافقة فـ نزعت "فجر" اللاصقة برفق، تنفست السيدة بعمق وقالت بخوف:
-"أنا هنا ليه وعاوزين مني أي، ومين الشخص الغريب اللي جابني هنا.. بصي انتِ شكلك طيبة فكيني وهديكِ كل اللي تطلبيه بس ساعديني أخرج".
عقدت "فجر" يدها أمام صدرها وقالت برفض:
-"مستحيل أعمل كده، انتِ هنا لحد ما صاحبتي ترجع وحقها يجي ".
عقدت السيدة حاجبيها بعدم فهم وقالت:
-" صحبتك مين وأنا أي علاقتي بيها أنا معرفش حاجة ".
كل ما أستطاعت" فجر " البوح به كان:
-"بيسان.. او زينة بمعني أصح".
ظهرت الصدمة على وجه السيدة وقالت بعدم تصديق:
-"بنت أيمان ".
أومأت" فجر " فـ قالت السيدة سريعًا:
-"مليش علاقة بأي حاجة بتحصلها صدقيني حتي صفوت ملهوش دعوة.. رياض السبب أخطـ ـفوه هو او أقتـ ـلوه حتي ملناش دعوة ".
حركت" فجر " كتفيها بقلة حيلة وقالت:
-"معرفش.. مليش دعوة ".
أبتلعت" نجلاء " لعابها وقالت في محاولة بائسة لأغراء الأخري:
-"هديكِ 100 ألف جنية بس تمشيني من هنا وأنا مش هقول إنك ساعدتيني".
ضحكت "فجر" وأعادت اللاصقة مجددًا رغم رفض "نجلاء" وقالت بتوضيح:
-"انتِ فاهمة غلط خالص، أنا الفلوس ملهاش قيمة عندي قد قيمة زينة، هي وبراءتها أهم عندي من كنوز الدنيا دي كلها".
أنهت حديثها وغادرت الغرفة متجاهلة همهمات "نجلاء" وأغلقت الباب من خلفها وجلست تحاول الأتصال بهم من جديد لكن النتيجة واحدة..!
❈-❈-❈
أغلقت باب الغرفة خلفها بهدوء وتقدمت من الفراش تربت على وجه النائمة وقالت:
-"فتحي عينك أنا عارفة انك فايقة".
وبالفعل فتحت "زينة" أعينها تنظر للممرضة الواقفة أمامها بأستفهام فـ قالت الأخري بتوضيح:
-"البسي الهدوم دي وهساعدك تروحي لـعدي".
أشرق وجهها فور سمعاها لأسمه وقالت بعدم تصديق:
-"عدي.. بجد عدي هنا".
أومأت الممرضة بإبتسامة وأعطتها الحقيبة وقالت بجدية:
-"هطلع برا أحاول أشغل الراجل اللي برا واول ما أخبط على باب الأوضة تطلعي على طول وتنزلي من السلم اللي هشاورلك عليه، هتلاقيه مستنيكي".
أومأت "زينة" بالموافقة سريعًا ونهضت بلهفة وخرجت الأخري تنظر للأوراق التي بيدها بضيق مصتنع وقالت:
-"حرام عليكم توصلوها للحالة دي، أتفضل يا أستاذ أنزل للحسابات تحت عشان عاوزينك هي خلاص تقدر تروح معاكم".
لم يتردد الرجل وغادر بالفعل وطرقت الممرضة الباب فـ خرجت "زينة" بعدما أرتدت بنطال أسود وقميص متسع بنفس اللون ووضعة على رأسها وشاح بعشوائية، أشارت الممرضة نحو أحد الأتجهات فـ ركضت الأخري دون تردد
وبنهايته بالفعل وجدته واقفًا بالخارج ينظر حوله بحرص فـ نطقت أسمه بلهفة:
-"عدي".
ألتفت لها سريعًا وأبتسم لرؤيتها ومد يده يمسك بيدها بيتفقدها وقال بقلق:
-"انتِ كويسة، حد عملك حاجة ".؟
حركت رأسها بالنفي كذبًا فـ جذبها للخارج وهو يقول:
-" مهران خد العربية عشان يمشوا وراها هنمشي من الأتجاة ده".
أومأت وأسرع كلاهما من خطاه قبل أن يتفاجئ بظهور ثلاثة أشخاص يبحثون عنهم فـ دفعها وقال:
-"كملي جري متقفيش وأنا هجري من الناحية التانية عشان ينشغلوا عنك ".
توقفت ونظرت نحوه وقالت بقلق:
-" طب وانتَ".
صرخ في وجهها وقال بخوف من أن يمسكوها مجددًا:
-"هما عاوزينك انتِ، أجري ومهران هيلاقيكِ وأنا هاجي".
وبالفعل أستمعت له وبدأت بالركض رغم خوفها عليه، لم تستمر لوقت طويل ووجدت سيارته تقف أمامها وظهر "مهران" بداخلها وقال بأستغراب:
-"عدي فين".
حركت كتفيها بعجز وقلة حيلة ونبرتها كانت على وشك البكاء:
-"معرفش، جري بعيد عني عشان ينشغلوا بعيد عني، ألحقه".
ضـ ـرب فوق المقود بغضب ونفاذ صبر وأشار لها بالصعود فـ صعدت جواره وتفاجئت به يبتعد عن المنقطة بأكملها فـ صرخت برفض:
-"لأ مش هنسيبه هو أهم".
وفي المقابل صاح هو بغضب:
-"وجودك معانا هيعجزنا، أبعدك عن عنها وهتصرف".
لم يبالي لأعتراضاتها الباقية وتوقف في مكان أمن بقدر كافي وفتح هاتفه فـ وجد رسالة صوتية من "عدي"، فتحها فـ ظهر صوته من بين أنفاسه المتلاحقة:
-" في ناس غير اللي أتحركوا ورانا أكتشفوا اختفاءها وبيدوروا علينا، زينة أمانة في رقبتك يا مهران، أنا مليش لازمة بالنسبة ليهم سواء رجعت او مرجعتش خلي بالك منها ".
أنسابت دموعها وقالت برجاء:
-" عشان خاطري سبني هنا وروحله، معندهمش رحمة أنا مش هسيبه يحصله حاجة بسببي".
عاد "مهران" برأسه للخلف يشعر بالعجز وتوقف تفكيره فـ صاح بغضب وهو يضـ ـرب فوق المقود بغل:
-"أي هما كل شوية هياخدوا واحد مننا أي محدش قادر عليــــهم".
أدار المقود بعزم وتحرك سريعًا لوجهة تجهلها هي، توقف أسفل بناية في حيّ بسيط وهبط يصعد للأعلي بخطوات حارقة يفتح باب المنزل وتجاهل "فجر" التي هرولت للخارج فور سماعها لصوت الباب ودلف للغرفة الموجود بها "نجلاء" يصيح في وجهها بغضب فقد سيطرته عليه:
-"انتوا فاكرين مفيش حد قدكم، جبروتكم ده موديكم فين، عمالين تدوسوا على اللي حواليكم من غير أي رحمة وعاملين لنفسكم قيمة محدش فيكم يستاهلها انتوا مجرد كلاب ".
أما "نجلاء" رغم خوفها من غضبة الواضح كان خوفها الأكبر من ملامح وجهة التي ذكرتها بالكثير، نظرة الأنتقام والنفور تلك جعلت قلبها يخفق بقوة حتي عجزت عن التحدث.
نزع اللاصقة بعـ ـنف جعلها تتأوه بألم وأخرج هاتفها من جيب بنطاله يقول بتهـ ـديد صريح:
-"اللي قدامك ده شاف كتير ومبقاش باقي على حد ولا على نفسه هتصل بالخروف جوزك دلوقتي وتقنعيه بطرقك الرخيصة يسيب عدي سامعة".
حركت رأسها بالموافقة برعـ ـب ظهر بأعينها المتسعة والمثبتة فوقه، أجاب "صفوت" على الأتصال وقال:
-"عاوزة أي أنا مش فاضي دلوقتي ".
حاولت ترطيب حلقها وقالت بتلعثم وخوف:
-" الحقني.. زاهر هنا.. زاهر عايش".
أبعد "مهران" الهاتف عنها وقال بهمجية:
-"أسمع يا روح أمك عدي هتسيبه وهتقعد تستني دورك لحد ما تتربي على القديم والجديد، هوريكم جنهم نفر نفر أنا أعرف عنكم حاجات انتوا ذات نفسكم متعرفوهاش ".
رد" صفوت " بغضب حاول أخفاء توتره به:
-"انتَ مش قد اللي بتعمله ده، رجع زينة ونجلاء وهديك صاحبك وخلصنا ".
صاح" مهران " وقد برزت عروقة بأشتعال وقال:
-"انتَ هتسمع اللي بقولك عليه من غير رغي غصب عنك مش بمزاجك، جه وقت حق زاهر اللي غدرت بيه ".
علم" صفوت" بأن النتيجة لن تكون مرضية له فـ قال بتراجع:
-"طيب هعملك كل اللي عاوزه هات نجلاء وتعالي نتفاهم".
هنا تحديدًا وتدخل "ظافر" بالحديث وقال بأعتراض:
-"لأ لو صفوت خايف منك فـ أنا لأ صاحبك تحت أيدي".
ساد الصمت للحظات قبل أن تدلف "زينة" للغرفة وتقول بلهفة:
-"أنا هجيلك بس تسيبه يمشي وهديك كل اللي انتَ عاوزة، خد كل حاجة بس سيبه".
وبتسلية أردف "ظافر":
-" تعالي يا حلوة ونتفاهم، قدامك تلات ساعات تكوني قررتي او.. للأسف هنبعت حبيب القلب في رحلة ذهاب بلا عودة وانتِ عارفة كويس إني أقدر".
أنهي حديثة وأغلق يتابع أختناق وشحوب "صفوت" فـ صرخ بضيق:
-"انتَ غبي أزاي تسيب عيل زي ده يؤمرك".
وبشرود أردف "صفوت":
-" خلاص وقت الحساب جه.. وقت الحساب جه".
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة شهد السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية