رواية جديدة نفوس طاغية لشهد السيد - الفصل 16
قراءة رواية نفوس طاغية كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نفوس طاغية
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة شهد السيد
الفصل السادس عشر
ذ
أستمع كلاهما لضوضاء بالخارج فـ توجهوا نحوها وكان الوضع كالتالي، "عدي" أستطاع الفرار والسيطرة على أحد الرجال ووقف يهـ ـددهم به فـ تحدث "ظافر" ببرود:
-"فكرك كده هنتهز يعني، أقتـ ـله عادي وبرضو مش هتخرج".
وكان حديثة أشارة خضراء بالهجوم عليه والنجاح في السيطرة عليه وأقترب "صفوت" يقول:
-"يابني انتَ دخلت نفسك في دايرة كبيرة أوي عليك، أنا ممكن أسيبك بشرط تعرفني عنوان وجودهم دلوقتي ".
نظر له" عدي" بأستخفاف وصمت فـ تدخل "ظافر" قائلًا:
-"سيبه يا صفوت مش مهم كلها شوية وحبيبة القلب تشرف عشان تفديه".
ورغم قلقه من حديثهم تحدث "عدي" بشجاعة:
-"زينة مش هتيجي وأنا أهلي مش هيسكتوا وهيهدوا المكان ده على دماغكم واحد واحد".
نظر له "ظافر" بأستخفاف وقال لأحد رجاله:
-"خليكم واقفين بيه هنا لحد ما البت دي تيجي ".
دلف وأتبعه" صفوت " وقال "ظافر" بعدما جلس:
-"أحكيلي بقي قتـ ـلت أبو مهران أزاي ".
❈-❈-❈
لم يمر الكثير من الوقت ووجدت" نجلاء " باب الغرفة يفتح ويدلف "مهران" للداخل يغلق الباب من خلفه بأحكام يراقبها بنظرات تبوح بالكثير.
سالت دموعها وهي تتأمل تفاصيل وجهة بشوق وندم، مجرد التعمق بالنظر المتبادل بين كلًا منهما عادو بذاكرتهم للخلف.. ليلة حدوث كل شئ..
قبل عشرون عام...
صف سيارته أمام مدخل البناية ينظر لصغيره القابع جوارة يردف بحنو:
-"يلا يا بطل هات هديتك عشان نطلع".
ضمّ الصغير الحقيبة لصـ ـدره بحماس قائلًا:
-"أطلع حضرتك الأول وقول لماما نسيت تجبني وهاتها وانزلوا نحتفل فى الحديقة اللى ورا البيت وأنا هظهر ليها مفاجأة ".
وأمام أصرار الطفل وافق والده وصعد بخفة للأعلي
يمـ ـسك بيـ ـده قالب مُغلف من الحلوي ليحتفلوا بذكري مولد زو جته ويعتذر عن شجارهم بالصباح، دلف للداخل بخطوات بطيئة حذره حتى يفاجئها لكن كانت المفاجأة من نصيبه هو عند سماعة صوت رفيق دربه يأتي من غرفة نومه مردفًا:
-" ياحبيبتي أنا عاوز نهرب النهاردة قبل بكرة ونغور من وشه هو وأبنه بس لازم نضمن حقنا فلوس زاهر دى حقي وحقك".
أقترب أكثر من باب الغرفة المغلق حتى يستمع حوارهما بشكل أوضح رغم الصدمة التى خشبت جـ ـسـ ـده يستمع لرد زو جته الحاقد:
-"فنيت عمري معاه فى الفقر والجوع ولما مـ ـسـك فلوس والدنيا أحلوت معاه بقى حريص على كل جنية بيصرفه ولازم يشوف هيتصرف فى حاجة ليها لزمه ولا لأ تخيل يا صفوت الصبح بقوله فى عقد ألماظ عاجبني يقولي بيه الفشخرة ما انتِ عندك.!!
بدل ما يقولي هاتي كل اللى نفسك فيه، على طول أنتقاد أنتقاد فيها أى يعنى لما نتمتع ونصرف ويدينا تاني كل حاجة ماشيها بالورقة والقلم معايا أنا تعبت بجد".
أحمرت أعينه من فرط جحوظها وتجمعت الدموع بها وقد أبت الهبوط يشعر برجفة عنيـ ـفة تسري بفؤاده، هو الذى ذهب وجلب العقد لها هدية بعدما تصنع الرفض بالصباح يكون هذا هو نصيبه من الحديث.!!
وجاءه المقتـ ـل بحديث "صفوت" الذى قال:
-"زاهر ده ولا يسوي شئ من غيري أنا اللى خليته بنى أدم وعرفته على ناس مكنش يحلم يسلم عليهم حتى وفى الأخر يقول عليا أناني عشان بس حبيت نكسب مبلغ حلو من ورا ناس رضاهم علينا جنة وهيرفعونا فوق أوي، خليه راضي بحبة الملاليم اللى بتدخلنا كل شهر وطموحه محدود هيفضل طول عمره الفقر بيجري فى دمه راح ولا جه حتة سواق وهيفضل حقير مهما عمل".
صمت "صفوت" للحظات قبل أن يتابع بنبرة حنونة:
-"انتِ تستاهلي كل التقدير والحب يا نجلاء، قريب أوي هنبقي لبعض وهو هيغور.. للأبد".
سالت دموع "زاهر" وسقط قالب الحلوي من يـ ـده محدثًا ضجة أثارت فزعهم بالداخل وقبل أن يتحرك أحدهم كان يقتحم الغرفة باكية وعروق نافرة يبصرهم مُـ ـستلقيين على فراش نومه "صفوت" شبه عـ ـاري
وزو جته مرتدية ثوب فا-ضح لأ يحق لأحد رؤيتها به سواه، يشعر بالقهر والألم يرى بوضوح الخـ ـوف الذى أرتسم على وجه كلًا منهما وتحدث بنبرة مرتجفة يحاول الوقوف ثابتًا:
-"ليـــه.. عملت ليكم أى.. بتخونيني بعد كل اللى عملته عشانك ومع ميــــن ".
أنهي حديثة بصراخ جنوني وضربات قلبه تزداد بشدة ينظر لـ"صفوت " الصامت بخيبة:
-"مع صاحبي.. صاحبي اللى طعني فى ضهري.. كنت أتوقع الغدر من أى حد إلا انتَ.. إلا انتَ يا صفوت انتَ كنت بثق فيك أكتر من نفسي ".
الجنون تعبير بسيط على الحالة الذى كان بها وأقترب دون تفكير يمـ ـسك بسكين الفاكهة الموجودة على مقربة منه مقتربًا بهم وسط صرخات نجلاء التى حاولت الفرار لكنه جذب قدمها يمنعها عن الهروب يشرف عليها
بجـ ـسـده محاولًا طعـ ـنها لكن دفعة" صفوت " صوب الحائط يساعدها على النهوض فـ أقترب "زاهر" يلكمة بغضب أعمي وأشتعل الشجار بينهم بينما سارعت "نجلاء" بجذب أقرب عبائة وجدتها تضعها فوق
جـ ـسـ ـدها سريعًا وهى تشاهد شجارهم بفزع بعدما أعتلى "زاهر" "صفوت" يحاول طعـ ـنه و"صفوت" يحاول أبعاد يـ ـده بكل ما أوتي من قوة قبل أن يغير فجأة أتجاهة السكين نحو صـ ـدر "زاهر" مستغلًا أرتجاف جـ ـسـ ـده وسط صرخات "نجلاء" الفزعة:
-"لأ يا صفوت لأ.. زاهـــــر"
جحظت أعين"زاهر" وسقطت يـ ـده ينظر حوله بتشوش وألم، دفعة "صفوت" بعيدًا عنه ونهض سريعًا يجذب "نجلاء " نحو الخارج صارخًا بها:
-"يـــلا".
وبالفعل حاولت مجاراة يـ ـده المُـ ـمسكة تجذبها مهرولين من فوق سلم البناية يركضون نحو سيارة "صفوت" الموجودة بالجهة الأخري من الطريق غافلين تمامًا عن الجالس بسيارة والده والذى تعجب من هبوط والدته بصحبة "صفوت" صديق والده بدلًا من والده ولم ينظروا ثانية واحدة بل أنطلقوا بعيدًا وهبط هو مُمـ ـسكًا بحقيبة حمراء فى يـ ـده يصعد للطابق الموجود به منزلهم فوجود الباب مفتوح على مصراعيه فـ دلف مغلقًا الباب خلفه يبحث عن والده فى أرجاء المنزل قائلًا:
-"بابا أنا شوفت ماما مشيت هي مش هتيجي معانا.. بابا".!!
أنهى جملته بفزع وقد أرتد جـ ـسده للخلف فور أن أبصر جـ ـسد والده ملقى أرضًا وسكين حاد مغروز بصـ ـدره والد-ماء، تلوث ثيابة كاملة فـ ترك الحقيبة وجثي جوار جـ ـسد والده باكيًا يرى أعينه التى يجاهد لفتحها
وأمـ ـسك الصغير بيـ ـده يرجوه قائلًا:
-"بابا قوم مين عمل فيك كده.. بابا قوم عشان خاطري أنا خايف".
وبثقل شديد وصوت هامـ ـس نطق والده وهو يحاول ألتقاط أنفاسه:
-"متخافش حبيبي...هي...خاينة..هات..حقي منهم".
نطق أخر حديثة بصعوبة شديدة قبل أن يشهق وفـ ـمه ظل مفتوحًا وأعينه جاحظة ينظر داخل أعين ولده الذى أغرقت الدموع وجهة يترجاه بضعف:
-"عشان خاطري قوم أنا بحبك متسبنيش.. بابا".
تقوصت شفتـ ـاه وبكي بصوت مسموع يستند برأسه على صـ ـدر والده يردف من بين بكائه وشهقاته:
-"هشرب اللبن وهبقي بطل.. هجيب حقك مش هزعلك.. ومش هلعب كورة بس قوم.. قوم معايا عشان خاطري.. أنا بحبك يا بابا متسبنيش.. يا بابا".
لم تأتيه أى أستجابة فـ حاوط جـ ـسد والده بذراعه الصغير يبكي يحاول بشتي الطرق قبل أن ينتبة لوقوف أحد أمامه فـ أردف باكيًا:
-"عمو عماد بابا مش بيرد عليا".
عودة للوقت الحالي..
كل شئ تذكره كان كفيلًا بجعله في حالة من الغضب واللاوعي معًا، أعتدل بوقفته وأقترب منها بخطوات بطيئة بتلذذ برؤية الخوف ظاهرًا بأعينها، مد يده نحوها فـ عادت للخلف بقلق، أقترب مجددًا ونزع اللاصقة عن فمها فـ تحدثت هي بلهفة:
-"محمد".
قبض على كف يده بعنـ ـف وضغط على أسنانه
بقوة يردف بحدة:
-"أسكتي، متقوليش الأسم ده".
أبتلعت "نجلاء" لعابها بعدم تصديق وتسرب لقلبها نوعًا من السعادة وهي تقول:
-"انتَ محمد أبني ".
وبأندفاع دفع بحامل الطعام التي وضعته" فجر " فـ سقط متهشمًا وصاح بوحشية شديدة:
-"أوعي تقولي الكلمة دي انتِ واحدة حقيرة ورخيصة أنا بكرهك".
حديثة كان نابعًا من قلبه حتى نظراته لا يوجد بها ولو لمحة من الحب والحنين إليها، كتمت صوت بكائها وقال هو بحرقة:
-"أستنيت اليوم ده كتير أوي عشان أقولك حاجة واحدة بس.. ليه كده ".
أغمضت أعينها بقوة تهرب من نظراته الحارقة فـ قال هو بقهر وحزن دفين:
-" كان بيحبك.. كان دايمًا بيوصيني عليكِ.. عملك كل حاجة حلوة وانتِ حتى مكنش عندك وفاء له.. واحدة معجونة بغدر وخيانة عيشتي حياتك من بعده عادي مع كلب شريك في اللي حصل زيه زيك، محدش فيكم يستاهل أي حاجة عملها عشانكم، تستحقوا أسوأ حاجة في الحياة".
أحمرت أعينه كـ الجمر المشتعل وهو يحذر نفسه من تساقط دموعه المنحبسة قبل أن يردف بغضب نابعًا من وجعه بتلك اللحظة:
-"أنا كل يوم كنت بتمني أقتـ ـلك بدل المرة ألف، ولما جت فرصتي دلوقتي مش قادر أعملها".
أنهي حديثة وعاد وضع اللاصقة على فمها قبل أن تتفوه بأي شئ وغادر سريعًا كـ من تلاحقة الشياطين يستند على الحائط المجاور للغرفة يصدم رأسه بأسف واضعًا يده على صدره يشعر بوجود كتلة من اللهب تحرق روحه وما جعله ينتفض كانت لمسة ناعمة من كف يد وضع فوق يده..
أبتعد وحدق بـ "فجر" لثوانٍ أستطاع بها قراءة الشفقة والحزن فـ أردف بعنـ ـف غير مُبرر بعدما خمن سماعها لحديثهم بالداخل:
-"أي بتبصيلي كده ليه، مين أداكِ الحق تسمعي كلامنا".
همت بتبرير موقفها فـ قاطعها بحدة:
-"سواء سمعتي او لأ تنسي اللي سمعتيه".
تحرك من أمامها يبحث عن "زينة" فـ لم يجدها أحد منهم وصرخ هو بنفاذ صبر:
-"أزاي تسبيها لوحدها أهي مشيت".
أنهي حديثة وهرول نحو الأسفل فـ تفاجئ بوجود "إدريس" وخلفة سيارات ذات صندوق خلفي مُحملة بالرجال وكأنهم أتو لأحتلال المنطقة بأسلحتهم وقوتهم.
أقترب من "إدريس" وقال بهدوء ظاهري:
-"اللي بيحصل ده مش هينفع عدي هيرجع بالعقل".
عقد "إدريس" حاجبيه بشك وقال:
-"ليه هو مش هنا".
أومأ "مهران" بأسف وقال بضيق:
-"خطفوه وزينة هربت عشان تروحله".
أتسعت أعين "إدريس" وقال بتوبيخ وغضب:
-"وانتَ واقف تشرحلي ".
نظر خلفه للرجال الذين هبطوا وقال بحزم:
-" بينا يا رچال نعرفهم جزاء اللي يقرب لحد مننا".
صعد الرجال سريعًا بتحفز ودفع "إدريس" "مهران" نحو سيارة "عدي" وقال:
-"يلا مفيش وقت".
❈-❈-❈
أوقفت "زينة" سيارة الأجرة بعيدًا قليلًا وأعطته المال التي أخذته من حافظة نقود "فجر" بعدما عاهدت نفسها على سدادة بوقت لاحق..
سارت بحذر حتي توقفت أمام الباب الخلفي لذلك المنزل التي كانت بداخله منذ ساعات قليلة، ولحسن حظها وجدت الطريق خالي مما سهل دلوفها، أقتربت أولًا من الغرفة التي كانت محبوسة بداخلها فـ وجدت الباب مفتوح بشكل جزئي ولا يصدر صوتًا من الداخل.
أكملت سيرها ووقفت خلف الجدار تراقب الوضع فـ أنفطر قلبها فور رؤيتها لـ "عدي" الجالس على ركبتيه والجميع يحاوطونه مجهزين أسلحتهم للأطلاق و "ظافر" يتحدث من خلال مكبر الصوت بهاتفه:
-"التلات ساعات فاتوا ومحدش فيكم ظهر، للدرجادي مستغنين عنه".؟
لم تستطيع سماع صوت "مهران" الصادر وثبتت نظراتها على "عدي" الذي لاحظ وجودها ودق قلبه بخوف وهو يصيح بحدة:
-"متخليش زينة تيجي يا مهران، لو خايفة عليا متجيش ".
علمت أن الحديث موجه لها هي مباشرة فـ وقفت بعجز قبل أن يتصلب جسدها عندما شعرت بفوهة سلاح موجة لرأسها من الخلف وصوت خشن يقول:
-" قدامي يا حلوة لتتعوري".
أغمض "عدي" أعينه بغضب يلعنها بداخله ولاحظ الباقيين تقدمها منهم فـ قال "ظافر" ضاحكًا:
-"الله القطة جت برجليها عشان حبيب القلب اهو ".
توقفت أمامه مباشرة وقالت بأستسلام:
-" أنا جيت زي ما طلبت سيبه يمشي وأنا هعمل كل اللي عاوزينه، هديكم فلوس ماما أيمان وهعترف على نفسي هعمل أي حاجة بس عدي يمشي".
ورغمًا عنه صاح "عدي" بغضب:
-"انتِ أتجننتي مبتسمعيش الكلام ليه ".
نظرت خلفها نحوه بأعين باكية وجثت على ركبتيها تبسط كف يدها على وجنته وقالت بألم:
-" عشان بحبك، مش هسمح تضر بسببي".
تنحت لجانبهم فـ أشار "صفوت" لأحد الواقفين بفك "عدي" وقال:
-"لمصلحتك أرجع لأهلك، زينة عملت الصح".
وقف على قدميه ينظر نحوهم بغل وغضب يسيطران عليها ونطق بشراسة وتصميم:
-"مش هسيبها ".
وقبل أن ينطق أحدًا منهم تفاجؤا بأقتحام المنزل وتطاير الطلقات النارية وكل منهم كان ما يشغله هو الفرار بنفسه عدا" صفوت" الذي جذب" زينة " رغمًا عنها يثبتها بسلاحه ويسحبها بعيدًا حتى تكون طوق نجاته، فـوجد "عدي" يجذبه من الخلف بعـ ـنف وأنهال عليه باللكمات..
ووسط الأشتباك أستطاع "ظافر" التحامي في أحد رجالة ووقف يصوب سلاحه نحو "زينة" بعدما تفاجئ الجميع بأقتحام سيارات الشرطة للمنزل، خرجت الرصاصة وأستقرت بذراع "عدي" الذي وقف أمامها بحماية وصرخ بوجع..
أتسعت أعين " زينة " برعب تراه يجثو على ركبتيه بألم لا يُطاق يضع كف يده فوق جرحه يتأوه بألم وجلست هي لجواره وأنسابت دموعها غير مبالية بهروب "صفوت" والقبض على "ظافر".
أرتجف كف يدها وهي تمرره بخوف فوق وجهة تنطق أسمه بقلق:
-" عدي ".
أسرعت بنزع الوشاح من حول عنقها تعقده حول جرحه في محاولة بائسة لمنع د-مـ ـائه من الأنسياب وتم إلقاء القبض على الأغلبية بعدما لم يستطيعوا الهرب ووقف الضابط " جلال " يصرخ في أحد العساكر:
-"أسعاف بسرعة".
❈-❈-❈
شهقت واعتدلت من نومتها تشعر بالضيق يجتاح صدرها، أغلق "شاهين" المصحف الشريف وأخذ كوب المياة يقربها لها وارتشفت "لطيفة" ثم قالت:
-"أتصل بـ عدي طمني عليه، الواد فيه حاجة ".
أستنكر" شاهين" حديثها ونظر للساعة التي تشير للثانية عشر بعد منتصف الليل وقال:
-"الوقت اتأخر أكيد نايم هالحين، كملي نومك ولا تخافي".
تركت الكوب من يدها وقالت بنفاذ صبر:
-"كيف لا أخاف عليه وهو سايب أهله ورايح ورا البت قليلة الحيا اللي هربت منه بعد ما ضحى بكل شي عشانها".
أستغفر "شاهين" بصوت هامس ثم قال:
-"ولدك بيعرف الصح من الغلط وهي ما هربت هي انخطفت من قبل الحريق".
نظرت "لطيفة" نحوه بعدم تصديق تراه يغلق الضوء ويتمدد لجانبها فوق الفراش منتهيًا الحديث حتى لا يضطر للكذب عليها أكثر من ذلك وعزم على إعادة "عدي" بالصباح حتى وأن رفض.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة شهد السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية