رواية جديدة ثري العشق والقـسوة لآية العربي - الفصل 12 - 2
رواية جديدة ثري العشق والقـسوة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ثري العشق والقـسوة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الثاني عشر
الجزء الثاني
❈-❈-❈
وصلت نارة إلى الڤيلا وعبرت من البوابة بسيارتها .
سارت إلى أن وصلت للمكان المخصص لصف سيارتها وركنتها ثم ترجلت منها ووقفت تنتظر مجيئه فهي على يقين أنه سيأتي خلفها .
وبالفعل ما هي إلا ثواني ووجدته يدلف متجهاً يخطو إليها بعدما ركن سيارته خارجاً .
كان يتقدم وقد لمح نظرة الغضب منها تجاههُ وهذا لم يرق له أبداً لذا تحولت نظرته لها من العادية إلى نظرة الصقر المعهود بها وقد نجح في تسريب التوتر إليها فرمشت بأهدابها عدة مرات بسبب تلك النظرة .
زفرت بقوة ثم تساءلت بضيق بعدما أصبح أمامها :
- ممكن تقول لي إنت ليه كنت بتراقبني ؟
زفر يغلق عينيه لثوانى ثم عادت نظرته العادية وهو يطالعها قائلاً بثقة وثبات :
- اسمعي ناردين وليكن هذا الحديث موصوماً في عقلكِ ،، ما أشعر به تجاهكِ ليس مجرد إعجاب ،، بل هو أكثر من ذلك بكثير ،، أنا أحبكِ ولن أخفي هذه المشاعر وكنت صريحاً معكِ في كل الأمور ،، ولتعلمي أن قوانين حبي ربما تختلف قليلاً عن غيري ،، أنتِ منذ أن أدخلتكِ حياتى وأصبحت حمايتكِ عهداً علي وإن تطلب الأمر حياتي في المقابل سأقدمها بكل ترحاب ،، لذلك فضلاً تقبلي قوانيني ولا تدعي أن ما فعلته مراقبة ،، بل حماية ،، حسناً جميلتي ؟
لا تمتلك حتى حق الإعتراض ،، نعم فهو يخبرها بحبه وحمايته فكيف لها تعترض ؟ ،، هذا دوماً ما كانت تريده ،، هذا دوماً ما حلمت به ،، أولم تتمني تجربة قصة حب أشبه بالخيال ؟ ،، هاهي يا نارة تقدم إليكِ بكل سهولة .
أومأت عدة مرات ثم قالت بهدوء ورتابة بعدما أستقر حديثه في قلبها :
- شكراً لك ،، كان يفترض أن أشكرك هناك ولكن حقاً كنت مشوشة ،، والآن أخبرني ماذا فعلت مع ذلك المتسول ؟
ابتسم إبتسامة خبيثة وهو يردف بثبات يحسد عليه قائلاً :
- أرسلته للشرطة ،، هيا أراكي على خير في أقرب وقت جميلتى .
ودعها والتفت يغادر وتركها تلتقط أنفاسها التى حبستها أمامه ،، حوله طاقة غريبة لا تستطيع إختراقها ،، كمن يحصن نفسه من تعويذة سحرية ،، تريد أن تخترق جدار شخصيته لتعلم كيف يفكر .
وهي التى عُرفت دوماً بحصانتها ضد المشاعر المفاجئة ،، لقد أخبرها بحبه كمن يخبرها بحالة الطقس دون أي أجواء رومانسية ومع ذلك كان لها تأثيراً قوياًاً عليها ،، تأثيراً جعل يـ.ديها باردتان تحاول تدفأتهما وهي تقبض عليهما بقوة ،، قلبها ينبض راقصاً كطفلٍ حصل على جائرة لرحلة في مدينة الألعاب ، عيـ.نيها سلطت عليه وما زالت ترى هيأته حتى بعد أن غاب عنها .
أخيراً نفضت رأسها وعادت تتنفس بقوة ثم قررت الصعود لغرفتها وتبديل ثيابها ثم الذهاب لفيلا صديقتها خديجة لتنضم إليهم كما أخبرتها .
أما هو فوصل إلى ڤيلته ودلف يضيق عينيه القاسية ،، للحظة كاد يتخلى عن هدوءه أمامها ، بصعوبة تحكم في غضبه النشط حتى لا يَكسر ال 360 عظمة الموجودة عند ذلك المتسول .
يهددها بسكـ.ين وهو حبيبها ؟ ،، كيف تجرأ ؟ ولكن عذره الوحيد جهله بهويتها . بصعوبة منع نفسه وترك لرجله حق التصرف معه فقط أمامها .
صعد غرفته والقى بجـ.سده على المقعد يفكر ،، عليه أن يتدرب على التحكم في غضبه قليلاً ، عليه أن يكن أكثر ثباتاً أمامها ،، لا يجب أن ترى الجزء المظلم منه الآن ،، لا يجب أن تخشاه ، لا يجب أبداً .
وقف يخلع سترته ويتجه للحمام ليأخذ حماماً بارداً يهدئ به غضبه المتبقى .
❈-❈-❈
انتهت نارة من تبديل ثيابها واتجهت لتتوضأ .
عادت بعد دقائق تحمل دلو سقي الزرع التى كادت تنساه واتجهت إلى شرفتها لتسقيه .
دلفت تخطي بإتجاههُ لتبدأ في سكب الماء عليه وهي تبتسم له بحب كأنها تتغزل به بعد أن ترعرع وأصبح خلاباً ذو ألوانٍ زاهية .
في تلك اللحظة خرج صقر من حمامه يرتدى سـ.روالاً فقط وجـ.ذعه عـ.اري ،، مر من أمام شرفته فلمحها تسقي الورود فتوقف مكانه يتابعها ،، للمرة التى لا يعلم عددها يشعر بشئٍ ما داخـ.له يتركه ويسرع إليها ، يپدو أن قلبه الذي كان يبحث عنه يسـ.كن الآن عندها ،، لها قوة جذب أقوى من الجاذبية الأرضية ،، قوة تسحب جـ.سده وكيانه وعقله وكل حواسه إليها دون أن يتحرك إنشاً واحداً .
رفعت نفسها تنوي الدلوف ولكن التقت العيون ببعضها فجأة فتصمنت نارة تطالعه بصمت والدلو الصغير في يـ.دها ساكناً متجمداً كحال جسدها حتى كاد الماء المتبقي داخله أن يتجمد أيضاً .
رفع أصابعه يحييها فأدركت للتو أنه عـ.اري الصـ.در فاحمرت وجنتيها خجلاً وتحركت مسرعة للداخل بخطى مبعثرة وأسرعت للحمام تضع الدلو مكانه ثم نظرت للمرآة التى تعتلي الحوض قائلة بعتاب تعنف نفسها ووجنتيها بلون حبات البندورة :
- ينفع كدة وانتِ راحة تصلي ؟ اتوضي تاني ،، اتوضي تاااني .
وبالفعل أعادت وضوءها وخرجت تأخذ معها إسدالاً وسجادة صلاة وتنطلق إلى وجهتها .
❈-❈-❈
وصل عمر بعد وقتٍ أمام إحدى الصيدليات وتوقف يردف بهدوء لتلك القابعة بجواره :
- انزلي يا مايا يالا اشتري اللي إنتِ عايزاه بس متتأخريش .
نظرت له بترقب وتحدثت :
- روح إنت يا عمر وأنا هستناك هنا ، شعري شكله وحش أوي .
التفت يطالعها وتحدث بنفاذ صبر :
- مهو إنتِ اللي مش عارفة تضبطي الحجاب عليه ، وبعدين أنا هدخل أقوله إيه بس أومال أنا جبتك معايا ليه ؟
زفرت بحنق ثم فتحت الباب تترجل واتجهت تخطو تجاه الصيدلية ودلفت فوقف الشاب الذي كان يجلس أمام الحاسوب يدون شيئاً ما .
اتجه إليها قائلاً بابتسامة وديعة :
- إتفضلي يا فندم ؟
نظرت له ثم تحدثت بنعومة :
- عايزة Hair dye لونها red بس نوع كويس لأني اشتريت نوع من هنا ولونه طلع بشع .
تعجب الشاب فبضاعتهم التجميلية تتميز بالجودة العالية لذا نظر لبداية خصلاتها التى تظهر من أسفل الوشاح قائلاً بإعجاب ظاهري ليمدح منتجه :
- بالعكس يا أنسة أنا شايف إن لونه حلو جداً ولايق عليكي أوي .
غضبت ونظرت له بتهكم قائلة :
-وانت مالك هو شعرك ولا شعري ،
شعر بالحرج وتحدث بضيق قليلاً :
- أوكي أنا أسف ، ثواني هجبلك اللون .
تحرك لجهة مخفية عن عيـ.نيها وغاب لدقائق يبدو أنه يعاقبها على طريقتها الفظة معه .
كان عمر في الخارج يراها تقف تنتظر هذا الشاب ويبدو عليها الضيق ، لذا قرر الذهاب إليها .
ترجل وخطى إليها فوجدها تتأفأف فتساءل بترقب :
- في حاجة ولا إيه ؟
نظرت له بملامح غاضبة وتحدثت :
- دخل يجيب الصبغة ده ولا بيصنعها !
ابتسم عليها ثم التفت ينظر صوب المكان الذي اختفى الشاب خلفه يردف بصوت عالٍ بعض الشئ :
- لو سمحت !
خرج الشاب يحمل في يـ.ده نوعاً جيداً من صبغة الشعر قائلاً وهو ينظر لعمر بابتسامة هادئة :
- أيوة يا فندم ؟
تحدثت مايا بحدة :
- على فكرة أسلوبك ده غلط ، أنت قاصد تعمل كدة .
ادعى الشاب التعجب وتساءل :
- قاصد أعمل إيه يا أنسة هو أنا أعرفك أصلاً !
تحدثت بانزعاج من مكره :
- تمام أنا مش عايزة حاجة منك وده أخر مرة هشتري من عندكوا حاجة لإن حقيقي سواء إنت أو البنت اللي كانت هنا إمبارح طريقتكم غلط مع الزباين .
نظرت لعمر الذي يتابع بصمت وتحدثت بضيق :
- يالا يا عمر .
أوقفها عمر وقد انزعج من غضبها الغير مبرر ليتساءل بترقب :
- استني بس هو عمل إيه دلوقتي ؟
نظرت له بعيون مترجية أن لا يسخر منها أمامه فربما حقاً لا داعي لغضبها لذا تحدثت بهدوء :
- قلتله يجيب نوع صبغة كويس عن اللي أخدته من هنا إمبارح راح قايل لي ده لونه حلو جداً ولايق عليا اوي ولما قلتله إنت مالك اعتذر أه بس اتعمد يتأخر جوة ويوقفني هنا .
كانت تنتظر كلمة معنفة من عمر لها ولكن ذهلت عندما نظر عمر تجاه الشاب بغضب وتحدث بصرامة :
- الأنسة طلبت منك طلب محدد يبقى تجيبه من سكات وملكش دعوة بيها ، وفعلاً ده أخر تعامل لينا مع المكان ده ، يالا يا مايا .
ابتسمت بسعادة وأومأت له وتحركت خلفه للخارج تشعر بلذة انتصار جديدة وفخر بعدما نصرها عمر أمام هذا الشاب المنحرف كما أطلقت عليه فقد لمحت المكر المرتسم في نظراته لها ، ليستقلا السيارة بعد ذلك ويبحث عمر عن صيدلية أخرى تبتاع منها ما تريده .
❈-❈-❈
بعدما ذهبت نارة لڤيلا خديجة ورحبوا بها أهل خديجة ترحاب طيب .
أدت معهم فريضة العشاء وجلست تستمع إلى خطبة والد خديجة ، هذا الرجل الخلوق الذي يعمل معيداً للشريعة الإسلامية في كلية الأزهر ، ألقى خطبة عن دور وحقوق المرأة في الإسلام ، تلك الحقوق التى يجهلها المجتمع الغربي وينظون أن الإسلام ظلم المرأة ، لتجد نارة ما كانت تعرفه وتتزود بمعلومات لم تكن تعلمها ، لذا فهي كلما تعمقت في معرفة دينها افتخرت به أكثر وأكثر .
تحدثت متسائلة بهدوء :
- طيب ممكن يا عمو بهجت تقول لي ، فيه دايماً سؤال جوايا ، هو ليه دايماً بحس إني عايزة عقلي يقتنع بديني بنفسي ، مش عايزة أي تأثيرات من أي حد ، يعنى أه أنا مسلمة الحمد لله بس فيه أمور كثيرة مش فهماها وعايزة أعرفها بنفسي ، بلاقي عليها اختلافات وأراء كتير علشان كدة عايزة أسيب عقلي هو اللي يشرحهالي واقتنع بيها ، زي كلام حضرتك اقنعني لأنه قريب جداً من المنطق ومن أفكاري ، ولا أنا محتاجة وسيط يعرفني ديني بالطريقة الصح ؟
تنفس بهجت بقوة ثم تحدث بتروى بعدما قدر حالتها قائلاً :
- لاء طبعاً مش محتاجة وسيط بينك وبين ربنا ، بس أحياناً فيه حاجات محتاجة شرح وتأمل ، زي ما إنتِ درستي تاريخ الحضارات وممكن تشرحيها لحد معندوش علم بيها فيه بردو أهل الدين اللي درسوا شريعة وتفسير يقدروا يشرحوا للناس أحكام وقواعد الإسلام بكل هدوء وعقل وبعيد عن أي تشدد ، الإسلام زي الحبل بالضبط لو اتشد أوي على المسلم هيفصله ولو ساب أوي هيوقعه ، أسلم حل هو اللين ، الدين يسر مش عسر يا بنتي ، كملي في طريقك واعرفي دينك بالطريقة اللي إنتِ عايزاها المهم تكون طريقة صح توصلك لبر الأمان .
تنفست براحة ونظرت له تبتسم قائلة بثقة :
- شكراً يا عمو بهجت ، والحمد لله طريقتي صح لإنها بتقربني من ديني أكتر وأكتر مش بتبعدني عنه .
أومأ بسعادة ونظر لخديجة نظرة تفهمها جيداً ، لقد كان يرفض صداقتها مع نارة في بادئ الأمر ، ربما حكم من مظهرها وتبرجها ولكن يبدو أن هناك قلوباً مؤمنة أكثر من أجساد محتشمة دون إيمان ، يبدو أن إبنته محقة وهذه الفتاة تمتلك فطرة سليمة ستعيدها إلى الطريق الصحيح .
❈-❈-❈
بعد وقتٍ
توقف محمود بسيارته أمام ڤيلا صقر التى علم عنوانها .
كانت نهى تجاوره وتتطلع إلى الڤيلا بقلبٍ نابض متسائلة بحنو ولهفة :
- هو هنا يا محمود ؟
أومأ لها وهو يردف بترقب :
- أيوة موجود جوة ،، يالا ننزل ؟.
لفت نظرها إليه وتحدثت مترجية :
- معلش يا محمود ،، سبنى أدخـل له لوحدي الأول ،، صدقنى لو احتجت حاجة هبلغك فوراً .
زفر يفكر قليلاً ،، عقله لا يتقبل تركها بمفردها خصوصاً هو لا يعلم عن ذلك الأخ أي شئ ولكنه ودّ راحتها لذلك قال :
- تمام يا نهى ،، بس أنا هقف استناكي هنا على جنب لو حصل أي حاجة أو زعلك بالكلام رني عليا علطول .
أومأت له تربت على يـ.ده بحب وترجلت تتجه إلى بوابة الڤيلا حيث كان يقف خلفها مجموعة من الحرس الذين تبدو ملامحهم غربية إلا واحداً تقدم عندما رآها وتحدث قائلاً :
- مين حضرتك ؟
توترت نهى من هيأتهم وشعرت أنها تقف أمام منزل شخصية سياسية هامة وليس شقيقها ،، ولكن لتحقق ما جاءت لأجله وتغادر لذلك نظرت له قائلة بتوتر :
- عايزة أقابل صقر ،، بلغه إن نهى ناصر الجارحي عايزة تشوفه .
دقق الرجل نظره فيها ثم أردف باحترام بعد أن أدرك أنها شقيقته من إسمها قائلاً :
- ثوانى يا هانم .
رفع الهاتف وطلب سيده الذي يجلس في مكتبه يتابع الكاميرات ويراها وهي تقف تنتظر بعدما كان يراقب منزل بهجت وينتظر خروج نارة منه ،، رفع الخط يستمع دون حديث فقال الحارس :
- صقر باشا فيه هنا واحدة عايزة تقابل حضرتك بتقول إسمها نهى ناصر الجارحي .
علم أنها شقيقته ،، علم قبل أن يخبره الحارس بعدما استمع إلى إسمها ،، ربما هو مِن مَن لا يمتلكون عاطفة ولكن أحياناً كان يتساءل عنها وعن شقيقه ،، كانا يمران على عقله عندما يتذكر والده ، ومع ذلك لم يبادر أبداً بالسؤال عليهما .
لا يعلم سبب قدومها إليه ،، ولا يهتم ،، ربما تريد بعض المال أو الكثير منه ،، فقط سأل ميشيل ذات مرة عنهما وأخبره أنهم في صغره طالبوه بإرثهم في أملاك ناصر التى لم تكن سوى ڤيلا والقليل من الأسهم ،، وقد أعطاهم ميشيل ما أرادوا عبر محاميين ، وكانت تلك كذبة ميشيل له ليخلق داخـ.له قناعة بأنهم لا يبحثون سوى عن المال .
تحدث بعد وقتٍ قائلاً بجمود :
- دعها تدخل .
وبالفعل أسرع الحارس يفتح لها لتدلف تخطو بحذر وهو يصطحبها إلى الداخل حتى توقف أمام مبنى الڤيلا يشير بيده قائلاً :
- اتفضلي .
تركها وعاد فهنا فقط حدوده بينما هي تقدمت تصعد الدرجات وحتى وقفت أمام الباب الذي وجدته مفتوحاً لذلك دفعته بهدوء ودلفت بحذر تبحث بعينيها عنه .
خرج من مكتبه ينظر لها بتمعن ، تقدمت منه ذاهلة حتى وصلت أمامه تتعمق في ملامحه التى تشبه والدها كثيراً ،، جسدها اصبح متجمداً بينما مشاعر الحنين تتوغلها ، وقفت أمامه وعادت الدموع تخنق عينيها وتحجب رؤيته عنها قائلة بنبرة مؤثرة :
- إنت شبه بابا جداً .
تعجب من جملتها فحقاً هو ورث ملامح والده ولكنه تفاجأ بها تعانقه بعد أن حركتها عاطفتها تجاههُ مردفة بنبرة متحشرجة :
-وحشتنى يا صقر ،، وحشتنى أوي ،، كان نفسي أشوفك أوي .
إهتز شيئاً ما بداخـ.له وتحرك تجاهها لذلك لم يبعدها ولكن لم يبادلها حيث وجد نفسه يرحب بذلك العناق ، لم يعترض بل طالبته روحه به ، شيئاً ما بداخـ.له كان بحاجته وحاجتها أيضاً .
بكت تتابع باشتياق وألم وهي تلف يدها حول رقـ.بته بينما يديه تتدلى بجانب جـ.سده :
- كنت خايفة مشوفكش خالص ،، الحمد لله إني قابلتك .
ابتعدت عنه فشعر بالبرودة وهو ينظر لها متعجباً من نفسه قبلها بينما هى تتفحص ملامحه بسعادة قائلة :
- عامل إيه يا أخويا ؟ .
ابتلع لعابه وحاول التحلي بالثبات وهو يردف ببرود ظاهري :
- أهلاً نهى هانم ، اتفضلي .
تحمحمت نهى وهدأ اشتياقها بعد أن رأت ترحابه الأقل من العادي ولكن لايهم المهم أنها رأته .
جلست تنظر له وتبتسم وجلس مقابلاً ووضع ساقاً فوق الأخرى قائلاً بترقب دون مقدمات :
- ممكن أعرف سبب الزيارة ؟
تفاجأت من جموده ولكنها تنفست تردف بحنين وصدق :
- محمود جوزي بيشتغل في الشهر العقاري وجه النهارده قالي إنه قرأ إسمك في العقود اللى بيجردها ،، أول ما قالي مصدقتش نفسي وطلبت منه يجيبنى ليك فوراً ،، أنا بقالي سنين نفسي أشوفك يا صقر .
عاد لقسوته ولم يثق في حديثها ، يحاول ربط حديثها وطريقتها مع ما مر به وما علمه وما تربى داخـ.له .
ليزفر بقوة بعد ثواني ثم قام بإخراج دفتر شيكاته من جيب جاكيته ووضعه على الطاولة أمامها ثم دفعه تجاهها وتبعه لقلمٍ وعاد ينظره لعينيها يترقب ملامحها وردود أفعالها .
لم تفهم حركته في بادئ الأمر ولكن أستوعبتها أخيراً فنظرت له متألمة وقالت :
- إنت مفكرني جيالك علشان فلوس ؟
هز منكبيه يدعي عدم المعرفة ولم يتحدث بل ظل ثابتاً فوقفت نهى تومئ عدة مرات متألمة وأردفت وهي تنظر لعينه :
- لا يا حبيبي أنا مش محتاجة فلوسك أبداً ،، أنا بس كنت حابة أشوف أخويا واتعرف عليه ،، ويكفيني أنى شوفتك كويس ، عن إذنك علشان جوزي مستنيني برا .
تحركت تغادر قبل أن تخـ.ونها دموعها أمامه ،، لم تتوقع أن يكون هذا لقاؤه لها ،، لقد تأملت أنه سيسعد بها وربما عانقها ومزح معها ،، ولكن يبدو أن إشتياقها وحنينها لسنوات كانت من طرفها فقط ، حقاً لقد كُسر خاطرها .
خانتها عبراتها التى حاولت تجفيفها بظـ.هر يـ.دها وهى تتمنى الوصول مسرعة إلى سيارة زوجها وبالفعل أصبحت خارج حدود الفيلا بعد ثواني متجهة لزوجها الذي يقف ينتظرها .
كانت في تلك اللحظة تخرج نارة من ڤيلا خديچة بعد أن انتهوا ورأتها تخرج من ڤيلته باكية .
تعجبت من دموع تلك السيدة ومن خروجها من ڤيلا صقر بتلك الحالة وظلت تتبعها بعينيها إلى إن استقلت السيارة مع زوجها وغادرت .
وقفت حائرة تنظر تارة لڤيلته وتنظر تارة أخرى لها بفضول ليس من طبعها .
أما في الداخل فيجلس صقر الذي لأول مرة يدق الندم باب عقله ،، ربما أخطأ في إستقبالها ، حتى أن ودت المال كان عليه أن يظهر رقيه وذوقه معها قليلاً ، صدمتها من فعلته حقاً لمـ.ست عاطفته التي نادراً ما تظهر على ملامحه .
يتبع
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة آية العربي من رواية ثري العشق والقـسوة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية