رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 19
قراءة رواية العذاب رجل كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية العذاب رجل
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل التاسع عشر
قررت ميرا ونانى إقامة حفل وإدعاء أنه إحتفال بعيد زواج ميرا وعز مع أنه لم يمر على هذا الزواج سوى عدة أشهر حيث جلستا تتحاوران على مائدة الإفطار بعد أن غادر ليث مبكراً وكاد أن ينهض عز بعد أن يرتشف عصيره
بثق عز ما اترشفه حين سمع حديثهما فتذمرتا بتقزز لكنه لم يبالى وسألهما بضيق: وهو مفيش إلا الفرع ده
فأجابته نانى بغرور: أحسن خلي اللى إسمه جاسر دا يعرف مقامه
تتأفف بضيق فهذا يعنى أن حلمه قد إنتهى وحان وقت المواجهه
❈-❈-❈
كان العمل على قدم وساق من أجل الحفل المهيب وقد وافق ليث على دفع تكاليفه فقط لكى يتخلص من إلحاحهما المزعج فقد توالتا عليه حتى فقد قدرته على التحمل ووافق أيضا على الحضور وليثبت أن شائعات ميرا كاذبه وأنه لا يهتم بها ويسمح لها بالتواجد بمنزله فقط لأنها زوجة عز
وبعد أن أقيم الحفل وكل العاملين بالمطعم يركضون هنا وهناك كانت هند حزينه فقد تغيب عز الليله ولا تعلم عنه شئ وكانت تشرد كثيراً واحيانا ما تتيه بهذا المنزل الضخم وكانت فرح وشهد وزيزي تتوالين البحث عنها على مدار اليوم وقد تاهت فرح بين الغرف العلويه وهى تبحث عنها والحفل أوشك على البدأ والأسوأ أنها سمعت خطوات قادمه يرافقها ضحكات رقيعة
رأت إمرأه عجوز وشاب بوضع مقزز وتذكرت فوراً من تكون إنها زوجة أب ليث فتجعد وجهها بإشمئزاز فكيف لإمراه أن تكون بهذه الحقاره لم تكن لتحلم بحياه كهذه ورغم هذا تخون من رفع قدرها ومع من مع صبى يكاد يكون ابنها ويؤجر شبابه لها بالمال فقد كان الحديث بينهما وتصرفاتهما تؤكد أنها إشترت شبابه بالمال لكن من هى لتتدخل أو لتحكم عليهما هى عامله هنا تخدم رزقها لكى تحيا
إقتربا أكثر وكادا يرياها فركضت تختبأ بأول غرفة رأتها فلم يكن من المفترض تواجدها هنا من الأساس لكنه قدرها وظلت تقف خلف باب الغرفه التى دخلتها تسترق النظر من خلف الباب حتى تتأكد من رحيلهما وتخرج وغفلت عن ذلك الذى إنتهى توا من إرتداء ثيابه وأمسك بزجاجة عطره وكاد ينثر بعضاً منه على ثيابه حين تجمدت يداه إثر دخولها المفاجئ فوضع الزجاجه بهدوء وتقدم منها بحذر حتى أصبح خلفها يستمع لسبابها وتأففها ومراقبتها لأحدهم
-بتعدلي ف إيه ياقرعه اخلصى غورى انتى وهو يخربيت اشكالكم يالهوى دى فاكره انها فينوس حاسبى وانتى بتدلعي الباروكه تقع ياباى اخلصو رجلى وجعتنى من الواقفه الهباب دى الله يسامحك ياهند كان عليا من دا بكام بس اوووف الوليه دالقه شوال برفان وتلاته طن مكياج وبتقوله دا طبيعى وحياتك دا هم إيه ده
كان يكبح ضحكته بصعوبه بالغه فقد وقف خلفها تماما ورفع رأسه ليرى ماتراه لم يتعجب فهو يعلم بالأمر يشعر بالغثيان فقط لكنه لا يتدخل لكن كلماتها جعلته ينسى تقززه ويستمتع بالإستماع إلى تعليقاتها حتى أفلتت منه ضحكه خافته جعلتها تلتفت فزعه وتتجمد بأرضها حين وجدت نفسها أمامه وقريبه إلى هذا الحد
نظرت حولها تتصنع الصدمه: إيه ده مش دا الحمام
ثم دفعته ترسم غضباً زائفاً لتخفى خوفها وهى تنهره: انت إزاى تسمح لنفسك تدخل حمام الحريم ايه قلة الادب دى ياكسوفي ياكسوفي
ثم أسرعت بالخروج ركضا إلى الخارج مستغله ذهوله من ردة فعلها وحين افاق نظر حوله بإرتياب
-حمام الحريم
أسرعت راكضه للاسفل فلا طاقة لها لترى المزيد وحين إلتقت بزملائها تابعت عملها وهى لا تنوى البحث مجدداً فحتى لو تاهت هند فلازالت داخل المنزل حين ينتهى العمل ستبحث عنها فى أى مكان بعيد عن الغرف العلويه بينما بدأ الحفل ونزل ليث بطله مبهره لكنه شبه شارد حتى إلتقى بجاسر وبعد إلقاء التحيه سأله مباشرةً
- إنت عارف اوضتى مش كده
- آه مالها؟
- مبتفكركش بحمام الحريم
- بإيه يا اخويا؟!
- هه لا لا مفيش
غير حديثه فورا بالحديث عن العمل لكى يلهى جاسر عن سؤاله الأحمق بينما كانت ميرا تسير بين عاملى المطعم بغرور
-اومال فين ده اللى إسمه جاسر
أجابتها زيزي سريعاً بعد ان امسكت بشهد تمنعها من التهجم على ميرا: مستر جاسر مش هنا
- افندم!
- ايوه هيجى بالليل اصله معزوم ف الحفله
- إيه؟!
تدخل حسام بخبث: ليث باشا عامله قيمه مش فاهم على ايه عشان كده بيطنطط علينا
نظرت له زيزي بمقت فكيف كانت عمياء عن حقده
ضربت ميرا الأرض بقدمها وغادرت تحترق وما إن غادرت حتى إنهالت شهد بالسباب خلفها بينما تسلل حسام من بينهم وخرج من المنزل بعد أن أثبت تواجده الآن يمكنه الركض إلى المطعم ليصور ملفات شهد
❈-❈-❈
هدأت شهد بعد أن أفضت ما تحفظه من كل أنواع السباب ثم تأففت لغياب هند فلو كان عز هنا لسهل معرفة مكانها وحينها شردت تتذكر حديثها مع فرح حين لاحظت تعلق هند وعز ببعضهما قبل أن يبوح صراحةً بحبه لها أمامهما
- واخده بالك
- آه ياختى بطلت تتهته معاه
- تكونشى؟!
- آه تكونشى
إتسعت عينا شهد: هيا قالتلك؟!
فأجابتها بسخريه: هيا الناقه بتطلع النخله مين دى اللى تقول انتى هبله هند تقول حاجه زى دى هه بتستحى من خيالها
عقبت بنبره متأثره: ياريته يحس بيها بدل ما تعيش ف وهم كداب
-صح النوووم دا واقع لشوشته
فسألتها متفاجئه: إيش عرفك هو قالك؟!
-يقلك القل وتعب السر يا بعيده
تذمرت من إهاناتها: ياباى عليكى لسانك دا ايه اوووف القصد عرفتى ازاى؟
- اصله مفقوس اوى شاكله لبخه زيها مخدتيش بالك انه بعد ما كان زهقان من المواعين اول ما اشتغل بقى يستنى المواعين بفارغ الصبر عشان يقف جنبها ويحكو سوا
- لا!
- مخدتيش بالك ان مستر جاسر بلغه انه هيخليه يسيب النضافه ويشتعل ف حاجه تانيه رفض وقاله ان شعلانته عجباه
- لا.. حصل امتى ده؟!
قضمت فرح شفتها السفليه بغيظ: انتى عايشه ف الكوكب ده زينا ولا ايه ظروفك
- عادى مركزتش
- وهتركزى ازاى وانتى عقلك كله مع مستر جاسر
تنهدت بحالميه فحتى شرودها أوصلها له لذا رفعت رأسها تبحث عنه بين الحضور وكان طاغيه يخطف الأبصار بطلته الفخمه لكن هذا لم يسعدها بل على العكس لقد أوضح لها هذا أنها بمكانه أقل من القليل بالنسبة له
❈-❈-❈
لقد خططت ميرا للحفل جيداً لكن جاسر أتى كضيف شرف وليس كموظف بالمطعم، البلهاء إنه يديره وحتى لو لم يكن صاحبه فما الذى سيأتى بمدير المطعم للحفل كعامل بينما هناك طهاة ومساعدينهم ونُدّال والأسوأ أن الحفل كان من أجل الإحتفال بذكرى زواجها دون أن تهتم لوجود زوجها نفسه فلم تضع بحسابها ألا يحضر فقد بات ليلته عند أحد أصدقائه وتركها بوضع صعب أمام الجميع وأولهما والديها ولم تجد من يخرجها من هذا المأزق الحرج ولا حتى نانى التى إختفت بلا مبرر وتركتها بوجه النار وحدها وبدلاً من أن تسخر من جاسر أصبحت هى نفسها سخرية الحفل
❈-❈-❈
كان عز يعانى لعدم رؤيته هند لكن هذا أهون من أن تكتشف كذبه وقرر أن يخبرها لكن فلتواتيه الشجاعة أولاً
❈-❈-❈
كان الحفل الكارثى بالنسبه لميرا فغياب عز كان صفعه لغرورها أمام الجميع وإنتشرت الشائعات عن وجود خلل ما بينهما ولهذا لم يحضر وقد وصلت الشائعات حتى إلى أنهما ينتويان الطلاق وقد عنفها والدها وهددها إذا تطلقت سيزوجها بأحد أقاربه بالقريه الصعيديه التى أتى منها فهو كاره للطلاق وكان هذا التهديد كفيل بإرعابها وقررت أن تحاول مع ليث مجدداً فحين توقعه بحبها ستترك عز وتتزوجه مدعيه أن عز عاجز لأنها لازالت عذراء ولأنه ضعيف وجبان لن يقف أمام ليث وستتخلص منه ومن ضغط أباه فعذرها سيمنع أباها من الجدال خاصه حين تدعى أنها تحملت لكى تتفادى غضبه وبهذا تحيا ملكه كما تريد مع حبيبها الأسطورى
❈-❈-❈
بعد إنتهاء الحفل بدأ عاملى المطعم بجمع حاجياتهم ولا مانع من الثرثره عن الحفل وغيره
نظرت فرح إلى أحمد : الحفله دى ممله أوى إوعى تكون ناوى تعمل فرحك زى كده ف فندق
- لا يا شيخه أنا هعمله ف المطعم بالطريقه اللى تفرحنى
- واشمعنى المطعم
- والله الفرح هناك احسنلى كده هيتقال انه متخفض عشان شغال هناك لكن لو بره أهلى هيفتكروا إن ياما هنا وياما هناك وانى قاعد على كنز ومش هخلص
زوت جانب فمها: أهلك برضو
تنهد بضيق: آه ياختى
فنظرت له بجانب عينيها: انت متأكد إنهم أهلك
- تخيلى سألت نفسى السؤال ده مليون مره ولا مره اقتنعت بالإجابة تحسيهم خلفونى عشان اخد على دماغى بالجزمه
- ههههه معلش كلنا لها
- انتى جربتى الجزم دى ولا ايه؟
- دا انا واخده منها على دماغى لحد ما قربت افتح محل جزمجى
- ههههههههه ياعينى يا بنتى يعنى كلنا ف الهوا سوا
- آه ياخويا هههه
- إنتو هنا ف شغل وأكل عيش مش كافيه عالنيل منك ليها
إنفضت فجأه من صوته الحاد المفاجئ لكنما إن استوعبت كلماته حتى إستدارت تنظر له بغضب
-إحنا خلصنا شغل يا ليث بيه عن إذنك
تركته وتوجهت إلى الخارج تحمل الصندوق التى عبأته بينما نظر ليث إلى أحمد وهو يحاول بصعوبه تهدئة غضبه
-هيا مش عارفه إنك مرتبط
أجابه ساخراً: تصدق إحنا كنا لسه بنتكلم عن جوازي
إتسعت عينا ليث: نعم!
- إنت نسيت إنى هتجوز ولا إيه؟!
- هه آه فعلا
تنهد بيأس: للعلم فرح صديقه وأخت جدعه غير كده لأ
إبتلع ريقه ثم حمحم بخشونه: قصدك إيه؟
-قصدى مكنش فيه داعى للى قولته ده
حاول تبرير موقفه: مهو إنت شوفت استفزتنى ازاى
- انا اللى شوفته انك دخلت زى التيس نطحتها وطفشتها
- تيس! مال لسانك بينقط زفت كده ليه؟!
- تلامذتك يابيه
- يوووه
تأفف بضيق فيبدو أنه أساء التصرف فنصحه أحمد: أنا بقول تروح تقعد مع جاسر يمكن تلاقى معاه حل لمشكلتك
- مشكلة إيه؟!
- الغيره يا عم الحبيب ههههه
ثم تركه وحمل صندوقين وتوجه بهما إلى الشاحنه
❈-❈-❈
بعد أن إطمئن جاسر أن الجميع تناول طعامه وتم تعبئه كل متعلقاتهم وأدواتهم بالشاحنه التابعه للمطعم أمر أن يأخذ الشاحنه السائق وعاملين من الرجال فقط وهما صالح وأحمد ليصلا بالشاحنه ويفرغانها بالمطعم وعلى البقيه الذهاب إلى منازلهم وإطمئن لركوبهم جميعا بالسياره التابعه للمطعم وأكد على السائق أن ينزل كل منهم أمام منزله فالوقت متأخر وفيهم فتيات ولم يمنعه هذا من تأمل وجه شهد التى تتصرف كما لو كانت برحله ولم تنتبه له ولعيناه العاشقه حتى رحلت
❈-❈-❈
ظل ليث طوال الليل يشعر بالإنزعاج وينتظر ضوء النهار ليذهب إلى المطعم عله يجد وسيله يهدأ بها الأوضاع بينه وبين فرح
وفى الصباح أتت فرح إلى العمل ترتدى نظاره شمسيه وتطلب أن يتم إستبدالها اليوم لتعمل بداخل المطبخ لأن عيناها تؤلمها فمال جاسر قليلاً برأسه إلى الجانب فرأى جانب وجهها وعيناها المتورمه خلف النظاره فقد تشعب الورم إلى جانب وجهها
تنهد بضيق لحالها: أنا مش هسألك فى إيه لأن حياتك الشخصيه متخصنيش بس هقولك اللى قولتهولكم أول يوم إحنا هنا أسره واحده فلو فى أى مساعده أقدر أنا أو أى حد هنا يقدمهالك مش هنتأخر للحظه بس قرار طلب المساعده من عدمه يرجعلك إنتى
أنكست رأسها مع بسمه حزينه: أنا متشكره أوى أوى لحضرتك واتمنى تتحملونى كام يوم هشتغل ف المكان اللى تحدده حضرتك جوه المطبخ لحد لحد ما ما..
- لحد ما تقررى ترجعى لمكانك
أومأت بصمت تشكره أنه يعفيها من حرج التوضيح فنهض وأشار لها بإتباعه حتى دلفا إلى داخل المطبخ وأشار إلى شهد
- فرح هتساعدك من النهارده نقول لمده إسبوع كويس؟
نظر إلى فرح يسألها فأومأت بحرج
- اتفضلى على شغلك
حين تحركت من أمامه: شهد
- افندم
- متشغليهاش كتير كفايه عليها غسيل الخضار النهارده
أومأت وقد بدا قليل من الضيق على وجهها: شهد
- افندم
- أنا هعمل كده مع أى حد مكانها مهياش إستثناء
أومأت وغادرت سريعاً فتأفف بضيق فما الذى يعرفه عن ثلاثتهن لا شئ بمن فيهن من أذابته عشقاً ولم يفكر هو ولا أخويه بالتقصي عنهن وما زاده ضيقاً أن ما حل بفرح أى إن كان ليست الحادثه الاولى فقد سبقتها هند عن قريب بنوبة الخوف التى إنتابتها من لا شيء كما أن تلعثمها الغامض مع الرجال لابد وله سبب فماذا فعل بها الرجال لتصل إلى تلك الحاله
أرسل إلى أحمد: بقولك إيه عاوزين نعمل ليلة ذكريات من زمان معملنهاش
- ممتاز الناس بدأت تطلبها أصلا وبيسألوا ليه وقفناها
- كويس عاوز الكلام ده ف أقرب فرصه بس مش عاوزينها تطول
- متطولش إزاى دى ساعات بتخلص الفجر
- مش المره دى خليها قصيره ونبقى نكررها قريب تانى لكن المره دى هنكملها لآخرها مع اللى شغالين ف المطعم
لم يجيبه فوراً بل صمت يفكر: الموضوع ده ليه علاقه بمنظر فرح اللى جت بيه النهارده؟
- أيوه
- وتفتكر لو مخبيين حاجه هيقولوها ف ليلة الذكريات
- معرفش بس دى هتكون آخر فرصه ليهم وبعدها محدش يلومنى عاللى هعمله لو طلعوا مخبيين كارثه منقدرش عليها
أومأ له بصمت وبدأ الترتيب للإعلان عن ليلة الذكريات
❈-❈-❈
فضول شهد جعلها تسأل عن الإعلان ما أن سمعت عنه فأجابها صالح: دى أمسية الذكريات
- ودى بياكلو فيها إيه دي؟
- الفكره بتاعتها مش ف الأكل كل واحد بيطلب اللى يحبه الفكره ف موضوعها الليله دى بتبقى للعزايم الأصحاب القدام الأهل اللى مشافوش بعض من زمان من الآخر دى بتوصل الود اللى اتقطع كل واحد عنده ذكرى مع التانى حلوه بيفتكرها ويقولها وأحلى ذكرى اللى بتعجب كل الناس أصحابها بيبقوا ضيوفنا كل طلبتهم مجاناً
- ياحليله وينفع نشترك
- لأ
تذمرت بضيق: إيه ده؟!
إبتسم بخفه: إنتى واثقه من ذكرياتك المرحه أوى كده
سخرت من كلماته: أنا وذكريات مرحه دا أنا ذكرياتى مقندله
- كمان يبقى عدم اشتراكك أحسن
- بس تعرف دى فكره جديده ومختلفه
- فعلا ف الأول خوفنا منها بس الناس حبيتها ومع الوقت بقوا يطلبوها وكل من عنده خلاف مع حد بيعزمه ف الليله دى ولما الإدارة لقت الموضوع كده بقوا يعملو ليله كل شهرين والناس مبسوطه وإحنا بنعتبرها ليلة فضفضه بعد ما تشطب بنتجمع كلنا ندردش وكل اللى تعباه حاجه بيفضفض حلوه مره مهببه مش مهم وأدينا بنرتاح اما بنزيح الهم بالكلام
ومحدش بيمسك حاجه على حد محدش مجبور يتكلم وكلها هموم قديمه متضرش بس واجعه القلب وخنقاه وبعدين دا إحنا بنقضى هنا وقت اكتر ما بنقضيه مع اهالينا وبقينا حافظين بلاوى بعض من غير حاجه وعارفين الأصيل من الواطي
أومأت بصمت وشردت للحظه ثم عادت تبتسم بحماس وعادت لعملها فتمتم صالح بهمس
- ياترى وراكى إيه ربنا يستر
❈-❈-❈
أتى ليث وجلس إلى طاولته المعتاده لكنه تأفف بغضب حين جلست ميرا أمامه ألن تفهم هذه الفتاة أنه يرفضها ويمقتها بشده ولكن ما زاده غضباً حين أتى النادل فنظر له متعجباً ثم أشار له أن يتركه الآن فيكفيه هذه الحمقاء سيتخلص منها ثم يرى لما أتى نادل آخر غير فرح
- إنتى إيه تلاجه فى واحده عندها نقطتين دم تجرى ورا واحد مش عاوزها لأ وضاربها كمان دا إنتى بارده
- مهو لو حبيت ما...
قاطعتها ضحكته العاليه: روحى يا شاطره إلعبى لعبه غير دى
- إنت ليه مش مصدقني؟!
- ياقطه الحب كرامه وانتى متعرفيهاش
- مفيش كرامه بين العشاق
- دا مين الحمار اللى قالك كده اللى معندهاش كرامه تبقى رخيصه ومحدش بيبصلها فمبالك يحبها هه ثم العشاق دى بتبقى متبادله مش واحده راميه نفسها على واحد مش طايق شكلها
طار هدوئها وهتفت بغضب: ليه هه ليه ناقصنى إيه؟!
أجابها بهدوء: تبقى ست
فاجئها جوابه: إيه، اومال أنا إيه؟!
- مش كل هيكل ست بقت ست الست اللى بجد حياء كرامه إخلاص أمان وانتى عكس كل دول
تاهت الكلمات بعقلها: إنت إنت....
لم يبالى بها وتابع بتهديد واضح: اسمعينى لآخر مره وبعدها متلوميش غير نفسك لو مقتصرتيش عن سكتى مش هكتفى بضربك وبيتهيألى عيلتك المهمه ميشرفهمش نسل من عينتك لما تتفضح بلاويكى ف الجرايد
جحظت عيناها بصدمه: إنت بتقول إيه؟!
أوضح لها بسخريه: دا أنا هشهرك شهره متشهرهاش السفاح
قضمت شفاهها بغضب وقررت المغادره مجبره رغم أنها تكره أن تعترف بالهزيمه لكنه كلما هددها بأمر نفذه وهى لن تتحمل ما سيحدث لها إذا افتضح أمرها ستخسر كل شئ وليست على إستعداد لذلك
زفر ليث الهواء بضيق ثم نهض متجه إلى المطبخ حيث وجد فرح تغسل الخضار ورغم أن الجميع بزى موحد وهو لا يرى سوا ظهرها فقد تعرف عليها فورا وأسرع الخطى نحوها وحين وقف خلفها وكاد أن يتحدث لاحظ أن الخضار الذى تغسلها قد إهترأ من كثرة المياه التى توجهها تجاهه بلا توقف فأيقن أنها شارده وظنها شارده بحبيب لها فإشتعل غضباً
- ساعه بتغسلى ال....
إنتفضت فزعاً إثر صوته العالي المفاجيء فلم تشعر به كان حزنها يغيب وعيها تماما لذا إستدارت فجأه حين صرخ بها فإرتطمت به وسقط ما بيدها فوقه فتبعثرت حبات الخضار بعد أن وقعت المصفاه التى وضعتهم بها على الأرض لكن كل هذا ليس له أهميه مقابل ذاك الثور الهائج الذى أغرقته بالمياه فحين إستدارت كانت تحمل مرش المياه بيد والأخرى تحمل مصفاة الخضار
لو كان يوماً آخر لشحب وجهها خوفاً من طردها من العمل لكن اليوم ليس لديها طاقه حتى للتفكير بشئ
خيم الصمت والجميع ينظر نحوهما وظنو أنها ستنهار فهى بالأساس بحاله بائسه لكنها فاجأت الجميع وهو أولهم حين إستدارت تكمل عملها وكأن شئ لم يكن غير عابئه بغضبه أو بالخضار المبعثر أو أن المصفاه التى تعمل بها ملقاه أمام قدميها
تأملها للحظات ثم إنحنى يلتقف المصفاه من على الأرض وجمع بها حبات الخضار بهدوء جعل الجميع يعودوا إلى أعمالهم دون تعليق
وضع المصفاه ثم أخذ مئزر ووقف إلى جوارها يعمل بصمت وظل هكذا حتى أنهت عملها ووقفت جامده صامته فجفف يده وأمسك بكلا يديها يجففها وهى منصاعه له
ألقى بالمنشفه جانباً ثم أمسك يدها وسحبها خلفه وخرجا من الباب الخلفى للمطعم وهناك على الأريكه الخشبيه القديمه الموضوعه على الحشائش أجلسها ثم جلس بجوارها صامتاً
مرت لحظات وهما على حالهما حتى همست بألم: أنا معملتلهمش حاجه
نظر إليها بإنتباه فصمتت مجدداً لكنه لم ييأس فأول الغيث قطره ومادامت نطقت ستتحدث وتفضى بكل ما يؤلمها وقد كان
- ذنبى إيه إنهم مش طايقين بعض عاوزه أعرف ليه يفتحوا بيت مش عارفين يمشوه ليه يخلفوا بنت كارهينها أنا بعدت مسابونيش ليه؟
سألها بحذر: أهلك؟
فصرخت منفجره فى وجهه: متقولش أهلك دول مينفعوش اهل لحد
توقفت تلهث ثم بكت بألم كما لم تبكى من قبل فإحتضنها بقوه حتى هدأت وإبتعدت تنظر له بحسره
- تحب أحكيلك حدوته؟
أومأ بصمت فأشاحت وجهها عنه تنظر إلى الفراغ تتذكر ما مرت به مع كل كلمه تقولها
- كان فى مره راجل وست حبوا ببعض وإتجوزوا بس كانوا مدلعين فاكرين الجواز لعب وفسح وكل واحد فيهم كان كداب بيمثل عالتانى بوش غير وشه الحقيقى واما اتجوزوا الحقيقه بانت وطلعوا ميفرقوش عن بعض يبعدوا لا إزاى لازم ميشمتوش حد فيهم ويخلفوا كمان عشان تكمل صورتهم الحلوه قودام الناس هه عالم بتاعة منظره عارف حصل إيه؟
- لأ بس إنتى هتقوليلى مش كده؟
- آه هقولك لو مقولتلكش أومال أقول لمين؟ دلوعة أمها معرفتش تتعامل مع بنتها ولا قبلت النصيحه كانت بتزهق من عياطها وتقرف تغيرلها وكانت بتكرهها عشان بوظت شكل جسمها لما حملت وخلفت والبيه كان مضايق إن سموها مش معبراه وفاكر البنت السبب أتاريها شافتلها شوفه تانيه وأما عرف بدل ما يلومها إنتقم من العيله اللى متعرفش حاجه قال إيه هيا السبب إزاى معرفش خد منها البنت عشان يجبرها ترجعله بس طلع غبى هه دى ما صدقت خلعت بطولها عشان حبيب القلب وعشان يوريها إنه مش فارق إتجوز اكتر واحده بتكرهها صراحه دا خلاها شاطت لكن برضو مرجعتلوش ومراته طلعت العلل هيا وإبنها في البنت المسكينه وحملت منه كتير لكن كل مره كانت بتسقط من غير سبب وتقوله بنتك عينها وحشه مش عايزه عيال غيرها يشاركوها الورث بس مكنشى غبى أوى كان نص غبى كتبلها وصيه بكله شرط تفضل مراته لحد ما يموت غير كده تتلغى الوصيه وبقى يشيل ويحط ف البنت لحد ما طفشت لأمها هه أمها اللى راحت إتجوزت واحد كانت مبسوطه أوى إنه مبيخلفش وقال بيربى إبن أخوه اليتيم أهو يعوضه ومن كتر الدلع بقى دلدول وبايظ
تنهدت بيأس فسألها: طب والبنت اللى هربت من أبوها؟
- أمها إتعفرتت لما جت أصل البنت كبرت وأمها فاكره إن أما الخلق يعرفوا إن عندها بنت ف سنها هيعتبروها كبرت ف السن متعرفش إنها قرشانه من يومها
تنهدت ثم تابعت مجدداً: آه لأ والخيبه إنهم بيقولوا عالبنت حلوه تصدق غارت منها على جوزها وكرشتها مع إن الراجل كان بيعاملها زى بنته فعلا يلا أهو راحت لحال سبيلها قابلت إتنين غلابه مبهدلين زى حالاتها وحطوا خيبتهم على بعض وعاشوا وأما ف يوم جوز أمها تعب ونقلوه المستشفى واما خف افتكر ان أجله قرب وعارف ان ابن اخوه فلتان لكن كمان عارف ان بنت مراته ماشيه مظبوط راح عامل وصيه كتب فيها كل اللى حيلته لإبن أخوه شرط يتجوز بنت مراته عشان عارف إنها هتحافظ على قرشه وتمشى ابن اخوه مظبوط لكن ابن اخوه هيضيع الفلوس ويشحت ولو اتجوز هتبقى عيله طمعانه ف فلوسه ومراته عارفها اذا كانت رمت بنتها هتبقى على ابن اخوه المهم ان على اد ما مراته كانت هتفرقع من الغيظ بس قالت اهو كده هيبقى ف عب بنتى قال ايه افتكرت ان ليها بنت تصور هه لا وابو البنت عرف بقى هيطق وخدها تحدى وعاوز يجوز البنت لابن مراته البلطجى وفاكر ان البنت عارفه وموافقه عالتانى وهيا ياعينى عليها ولا تعلم حاجه وبدل ما يسألها من غير تفاهم راحلها اما عرفلها مكان وضربها وامرها تيجى راكعه آخر الاسبوع عشان تتجوز ابن مراته اللى موافقش الا اما شاف البنت كان جاى متغصب هه وامه هتطق بس وافقت مرغمه ليغير وصيته هه شوفت حتى اللى معاه المال مش مرتاح صحيح المال لا بيريح البال ولا بيعلي الأندال
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية