رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - الفصل 18
قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ومقبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثامن عشر
في شركة منصور
دلف منصور مكتب رئيس مجلس الإدارة وهو يدفع الباب بقدمه لتندهش مديرة المكتب من تصرفه
اسرعت بالدخول خلفه لتسأله بريبة
_ في حاجة يامنصور بيه؟
تقدم منصور من المكتب ليجلس على المقعد وتحدث بأمر
_ أعملي ميتنج حالًا لمدراء الأقسام في الشركة، وكمان كلمي المحامي يحضر معاهم.
لم تفهم شيئًا مما يحدث وردت باستسلام
_ حاضر يافندم
خرجت من المكتب كي تهاتف سمر أولًا لكنها تفاجئن بشريف يتقدم من مكتبه وعندما رآها تخرج من مكتبه سألها بحيرة
_ في أيه يامريم؟
أجابت بإضطراب وهى تنظر للمكتب
_ مش عارفه، منصور بيه طلب إني أعمل ميتنج دلوقت لمدراء الأقسام
أندهش شريف ودلف المكتب فيجد منصور جالسًا على مكتبه مما جعله يندهش أكثر من بروده
فتقدم منه قائلًا
_ في أيه يامنصور؟ وليه عامل اجتماع دلوقت؟
ابتسم منصور بسخرية وعاد بظهره للوراء وهو يتحدث ببرود قـ.ـاتل
_ لأ مفيش حاجة مهمة أنا بس عملت شوية تعديلات في الشركة وعشان كدة عملت الميتنج.
إندهش شريف أكثر ليسأله بجدية
_ تعديلات أيه اللي هتعملها وإزاي ده يحصل من غير متعرفني؟
وضع منصور قدم فوق الأخرى وسأله بهدوء مثير للأعصاب
_ بصفتك أية؟
قطب جبينه بذهول
_ بصفتي رئيس مجلس إدارة
اعتدل منصور في جلسته وقال بثبوت
_ ده كان زمان، إنما دلوقت كل حاجه أتغيرت وأنصحك تنسحب بهدوء من الشركة قبل ما تنسحب بفضيحة أدام اللي شغلين في الشركة
اتسعت دائرة عينيه وقال بحدة
_ لاا أنت شكلك أتجننت.
نهض منصور من مقعده ليقترب منه ويقول بصوت هادر
_ أنت اللي أتجننت لما فكرت انت وبنتك أنكم تلعبوا مع منصور المنشاوي
وأوعى تكون فاكر إني مش عارف حاجة عن تخطيطك انت وبنتك بس سيبتكم لحد مـ أخططلكم أنا كويس وبغباءك أنت مضيتك على تنازل بأسهمك في الشركة أنت والهانم التانية اللي نضفتها وعملتها بني أدمة والآخر بتخطط معاك عشان تخلصوا مني
أقترب منه أكثر ليتابع بتهديد وعينيه تقدح شررًا
_ ولولا إني عامل خاطر لولادي كنت طلقتها ورمتكم في الشارع بس أنا هعمل بأصلي وهسيبلك البيت اللي بردوا كتبته بأسمي تعيش فيه.
هز شريف راسه بعدم أستيعاب لما يحدث
_ لا انت فعلًا اتجننت وأنا…..
قاطعه منصور بغضب
_ ولا كلمة زيادة ولو مش مصدق
أمسك الهاتف وحدث مديرة المكتب
_ مدحت جاه ولا لسه
_ جاه يافندم وهيدخل حالًا
أغلق الهاتف ودلف المحامي ليضع شريف يده على قلبه من هول ما رآى
فقد مضى بيده على كل شئ دون أن يدري فلم يتحمل قلبه تلك الصدمة وسقط على الأرض دون حراك..
❈-❈-❈
في مكتب عصام
دخلت ليلى التي ذبلت كثيرًا وظهر الشحوب واضحًا عليها فشعر عصام بالآسى عليها وقال بتعاطف
_ أتفضلي ياليلى أقعدي
جلست على المقعد أمام مكتبه وسألته بتوجس
_ كنت عايزة أسألك عن أى أخبار بخصوص حالة أمجد؟
زم عصام شفتيه بيأس وأجابها
_ كان فيه حالة مطابقة ليه بس للأسف على ما عملوا التحاليل وعرفوا النتيجة كان القلب وقف، وعشان كده بفضل إننا نسافر في أقرب وقت
أجابته بحيرة
_ بس أنا موضوع السفر ده صعب آوي، أنت عارف كويس أنا جيت هنا بمعجزة، وحتى لو بابا وافق
وسافرت مش هينفع أطول في السفر يعني بالكتير آوى عيكون أسبوع.
اومأ عصام بتفاهم ثم تحدث بجدية
_فاهم ياليلى، بس أنا بردوا شايف إنها فرصة علمية بصرف النظر عن كونها شخصية وهتفيدك كتير في مسيرتك المهنية، دي فرصة أي حد يتمناها
غيركمان إن تواجدك معاه هيكون دافع كبير للمقاومة.
شعرت ليلى بالإحراج مما يرمي إليه وقالت بثبات
_مقدرش أرد على حضرتك دلوقتي بس أنا إن شاء الله هروح البلد بكرة أو بعده بالكتير وهحاول أقنع بابا وإن وافق وده صعب جدًا هكون متواجده معاكم
وإن رفض مش هقدر طبعًا
_ على العموم أنا هبدأ في إجراءات السفر بحيث نكون مستعدين( سألها) إنتي معاكي جواز سفر؟
اومأت برأسها فاردف براحة
_ تمام ولو عايزاني أكلم الحاج عشان أقنعه معنديش مانع
_ لأ مفيش داعي أنا هحاول معاه، بعد إذن حضرتك
خرجت من المكتب وهى تفكر في طريقة تقنع بها أبيها.
مرت امام غرفته ولم تستطيع الولوج بسبب وجود أبيه وفارس
دلفت مكتبها وجلست كي تهاتف والدتها وتعلم منها أمر ذلك الزواج وعندما أجابتها
_ إزيك باأمي عاملة أيه
اجابت وسيلة بلهفة
_ زينة ياجلبي طمنيني عليكي إنتي
حاولت جعل صوتها ثابتًا واخفاء نبرة الحزن التي أحتلت كيانها بأكمله
_ الحمد لله بخير متجلجيش علي، بس الاول أيه الكلام اللي جاله أبويا ده؟
جلست وسيلة على الأريكة وتحدثت
_ والله يابنتي حكاية أغرب من الخيال زي ما بيجولوا، انا طبعًا كنت حكيالك عن سارة بنت عمك منصور لما چات، وشكل أخوكي جاسر حبها وطلبها للجواز
زاد إندهاشها لتسأله بترقب
_ وزينة؟
_ أنتي خابره زين أن جاسر مكنش بيحبها بس جولنا الحب بياچي بعد الجواز، والآخر لا هى قدرت تكمل ولا هو كمان وكل واحد راح لحاله
لم تقتنع بحديثها لأنه تعلم جيدًا مدى بغض جاسر لعمه منصور فكيف إذًا يتزوج ابنته
_ وعمي منصور قال ايه
_ أبوكي كلموا أمبارح واتفجوا على كل حاچة والفرح آخر الاسبوع
لم تقتنع كغيرها بذلك الأمر وشعرت بأن هناك خطب ما وتابعت وسيلة
_ المهم ياغالية لازمن تنزلي البلد عشان تكوني چامبيها انا كلمتلها جاسر وهياخدها وينزلوا المركز عشان تختار خلجاتها بنفسها، وانتي تكملي الباجي معاها
سألتها بحيرة
_ طيب وليه الإستعجال ده؟ مـ تصبروا شوية يدرسوا بعض أكتر.
تنهدت وسيلة بقلة حيلة
_ والله اني كمان مكنتش موافجة على التسرع ده بس أول مرة أخوكي يتفج مع عمك منصور في حاچة والاتنين عايزين يعجلوا بالفرح.
إزداد شكها لكنها لم تريد الأنشغال بذلك الأمر حتى تعود وتتحدث مع كلاهما
_ حاضر ياأمي هحاول أرجع البلد بأسرع وقت بس مش هقدر أطول عندكم
لم تفهم وسيلة شئ وسألتها بأهتمام
_ وايه اللي يمنع؟
أغمضت عينيها بتعب وقالت بثبات رغم تجمع العبرات بداخل عينيها
_ في حالات بتابعها ومش هقدر اتأخر عليها
تحدثت وسيلة بإنفعال
_ يعني عايزة تفهميني إن مفيش دكاترة غيرك في المخروبه دي؟!
دلف جمال على صوت وسيلة ورآى انفعالها ليسألها بحيرة
_ في أيه ياوسيلة بتتعصب أكدة على مين؟
وضعت الهاتف في يده وردت بحدة
_ خد شوف ايه حكايتها بالظبط بدل ما تجلطني دلوجت
أخذ منها الهاتف وتحدث برجاحة
_ في أيه ياليلى؟ مزعلاها ليه؟
حاولت كبح عبراتها وتحدث بإضطراب
_ مفيش حاجة يابابا غير إني بقولها مش هقدر أطول في البلد وعشان كدة أتعصبت عليا
رد جمال بإعتراض
_ ليها حج بردك هى بجالها دلوجت عشرين يوم مشفتكيش وغير كل ده كمان مش عايزة تحضري فرح أخوكي
ردت برجاء
_ ارجوك يابابا أتحملوني الفترة دي بس لحد مـ السنه دي تخلص وبعدها هشتغل في المستشفى اللي عندنا ومش هسيبكم نهائي، وإن كان على فرح جاسر أكيد هحضره بس لازم أمشي تاني يوم.
تنهد جمال بحيرة لا يعرف ماذا يفعل الآن فسألها بتمالك
_ يعني هتاچي أمتى؟
أجابت بإضطراب
_ هاجي يوم الخميس… والسبت لازم أمشي.
زم شفتيه بحيرة وهو ينظر إلى وسيلة التي تأكله بعينيها ورد بحيادية
_ حاضر ياليلى اللي تشوفيه، بس الأچازة الچاية تعوضيها.
اومأت دون تفكير
_ إن شاء الله
أغلقت الهاتف ووضعته على المكتب بإستياء
لا تعرف لما موافقته لها طعنتها في الصميم، وشعرت بأنها خائنة لتلك الثقة التي حُملت إليها
لكنها بررت لنفسها بأنها لم تتجاوز حدها والقلب ليس عليه بسلطان
❈-❈-❈
في غرفة عمران
كان عمران مستلقيًا على الفراش شاردًا في أمر حفيده الذي أصبح مهمومًا شاردًا طوال الوقت، يعلم جيدًا بأن هناك خطب ما يخفيه عليه، لكنه أيضًا يعلم حفيده جيدًا ويعلم أنه يستطيع بجسارة التغلب على الصعوبات التي تواجهه
سألته جلية وهي تجلس بجوارة
_ مالك ياحاچ سرحان في أيه؟
تحدث عمران بقلق
_ أني جلجان من الچوازة دي، جاسر من وجت ما طلبها مني وهو ديمًا مهموم، جلبي بيجولي إن في حاچة وهو رافض يجول
اجابت جليلة بثقة
_ مفيش جلج ولا حاچة ياحاچ أني خابره جاسر زين وخابره أنه بيحبها من أول يوم جات فيه، وده واضح من نظراته ليها مهما حاول يبين عكس إكده، أنت خابره زين مبيحبش يبين مشاعره
رد عمران بإستنكار
_ مشاعر أيه اللي بتتحدتي عنيها وهو كان بيهاچمها كل ما يشوفها
نفت جليلة بثقة
_ ده بيهاجم حبه ليها عشان شايف إن منصور هيفضل بناتهم وأنت خابر هو اد ايه مكدر من ناحيته
_ بس منصور يبجى أبوها يعني هيفضل بيناتهم العمر كله.
وبعدين الولد ده جفل جوي، معرفش أيه اللي عجابها فيه
ضحكت جليلة وقالت بتأكيد
_ بكرة لما تبجى مرته الوضع هيتغير، أديك شوفت أبوه اللي كان بيتكسف من خياله أول ما وسيلة بجت مرته معدش حتى بيستحي منينا.
لاح الحزن على قسمات وجهه وقال بشرود
_ لأن جمال وجتها كان عايز يبين جدامنا أنه سعيد وإن مفيش حاچة تعباه، بس أني كنت حاسس بيه وبتعبه اللي بيحاول يداريه عنينا
إبنك آسى كتير جوي لحد ما جدر يُجف على رچليه من تاني
وده اللي تاعب جاسر وبيخليه يغضب من عمه أكتر.
_ أهي أيام وراحت لحالها والحمد لله ربنا عوضه خير.
طرق الباب فسمحت جليلة للطارق بالدخول فوجدت مصطفى يدلف عليهم، ابتسمت بسعادة
_ تعالي ياولدي.
تقدم منهم ليجلس بجوار جده يقبل يده
_ انا قُلت ألحق أتكلم معاك شوية قبل ما تنام.
ربت عمران على قدمه وقدم فهم سبب مجيئه وتحدث برجاحة
_ خابر ياولدي باللي تاعبك وجالج منامك.
سأله مبتسمًا
_ أيه عرفك ياجدي باللي قالق منامي؟
نظر عمران داخل عينيه التي تحتوى اسأله كثيرة يبحث عن إجابتها
_ أسأله كتير واضحة في عينيك ورايد تعرف إجابتها
عقد مصطفى حاجبيه متسائلًا
_ أيه اللي حصل ياجدي زمان، وياترى اللي سمعته ده حقيقي ولا أية الحكاية بالظبط.
انسحبت جليلة بهدوء لا تريد سماع المزيد من ذلك الأمر
خرجت من الغرفة متجهه إلى غرفة منصور التي إتخذتها منذ ذهابه مكانًا تشكي فيه أوجاعها
وتبكي شوقًا على من رحل تاركًا قلبًا يإن آلمًا بفراقه.
تحدث عمران بشرود وهو يعود بذاكرته للوراء
_ أني خلفت الأتنين مميزتش حد منهم عن التاني والأتنين ربيتهم تربية واحدة
بس عمك جمال من يوم وهو هادي ومصلحة الكل عنده أهم من مصلحته
بس أبوك مختلف عنيه؛ حبه لذاته كان أجوى شوية.
كبروا ودخلوا الچامعة، بس عمك فضل أنه يدخل جامعة قنا عشان مـ يفارجناش ويكون چاري لو احتاچته، إنما أبوك أصر أنه يدرس في الچامعة اللي في مصر لإنه مش حابب العيشة أهنه
بنا أحلامه كلها هناك وقرر أنه يستجر في مصر على طول وأصر على أنه يعمل مشروع التخرچ بتاعه زي ما بيجولوا.
للأسف في الوجت ده كانت السيولة معايا متكفيش ولما واحد جريب مني جالي على مشروع بصراحة مكسبه كان زين جوي
جررت وجتها إني أرهز الأرض وبفلوس الرهنية أدي جزء كبير منيها لأبوك والجزء التاني أدخل بيه المشروع ومن مكسبه أسد بيه الرهنيه
ولجل النصيب الفلوس أتسرجت وراح كل حاچة.
أبوك متخيلش إن الحكاية صعبه آوى إكدة وأخد الفلوس وسافر عشان يبني حلمه، وعمك جمال هو اللي شجي وتعب وأتحمل البهدله لجل مـ يرچع الأرض لينا من تاني وفضل يعاني من سكات لحد مـ سدد ديونها كاملة
كان عمران يتحدث ومصطفى خافضًا رأسه بخزي مما فعله والده، رغم أن عمران لم يخبره الحقيقة كاملة كي لا يشوه صورة أبيه في عينيه وخاصةً عندما لاحظ حزنه
فمد عمران يده رفع رأسه قائلاً
_ أني مش بقولك إكدة عشان تحني راسك لا، أني بحكيلك بس لجل مـ تعرف إنه هو اللي بعد مش إحنا، واني كنت بعرف أخباركم بإستمرار من خالد، وأحيانًا كان بيبعتلنا صوركم يعني أول ما شوفتك عرفتك طوالي.
ابتسم مصطفى بحزن
_ هو فعلًا كان بيكلمنا عنكم كتير آوى وأد أيه أنتوا نفسكم تشفونا، بس لما كنا نسأله عن سبب بعدكم عننا كان بيرفض يقولي ويتحجج بأي حاجة ويتهرب
ربت عمران على يده وقال برباطة جأش
_ المهم أنكم رچعتوا لأصلكم وربنا عوض صبري خير وشوفتكم جدامي
قبل مصطفى تلك اليد التي وضعت على يده بحب ثم تحدث برجاحة
_ أطمن ياجدي مفيش حاجة هتفرقنا بعد النهاردة.
❈-❈-❈
ظلت سمر تزرع الردهه ذهابًا وإيابًا وكأنها تسير على جمر ملتهب لم تتجاوز حتى الآن الصدمة التي اعترتها
لم تتخيل يومًا أن ينكشف كل شئ بتلك السهولة
لتصبح بين ليلة وضحاها حبيسة داخل ذلك المنزل حتى أنه اخذ منها هاتفها ومنع عنها كل شئ.
لابد ان تتواصل مع والدها بأى شكل
تذكرت أمر العاملة فأسرعت إلى المطبخ لتجدها جالسة تحدث ابنتها فقالت بأمر
_ هاتي الفون ده.
أرتبكت العاملة وردت بخوف
_ دا انا بكلم بنتي ياست سمر
تحدثت بحدة
_ قلت هاتي الفون ده.
شعرت المرأة بالخوف من غضبها وناولتها الهاتف لتاخذه منها بحدة ثم تذهب إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها
رنة وراء أخرى ولا تجد من يجيب
إزداد خوفها أكثر عندما أجابت مديرة المكتب
فتسألها بتوجس
_ أنتي بتردي على فون بابا ليه؟
أرتبكت مريم عندما علمت بهويتها وقالت بتلعثم
_ أصل .. أصل يعني
صاحت بها
_ متنطقي في أية؟
تحدثت بخوف وهى تنظر إلى منصور الذي وقف امام غرفة الطوارئ ينتظر الطبيب
_ أصل شريف بيه تعب شوية وجبناه المستشفى
أنقبض قلبها خوفًا وسألتها بخوف
_ مستشفى أيه؟
أخبرتها مريم عندما أشار لها منصور بإخبارها
_ مستشفى…..
أغلقت الهاتف وألقته على الفراش وأسرعت بالخروج من المنزل
هم احد الحرس بمنعها لكن أحدهم منعه قائلاً
_ سيبها يافتحي منصور بيه لسة قافل معايا
اشار لها ناحية السيارة
_ أتفضلي اوصلك
بقلب منقبض أسرعت بالصعود إلى السيارة وتولى الحارس القيادة ذاهبًا إلى المشفى كما أخبره منصور
❈-❈-❈
وقف جاسر بجوار السيارة ينتظر قدومها
خرجت من المنزل وقد أرتدت ذلك الحجاب الذي أمرها بإرتداءه مما جعلها تبدوا بذلك البهاء الذي خطف لبه، وشعر بنغصه حادة تصيبه وهو يتذكر علتها، وتسائل هل هى حقًا ضحية لتدبير شيطاني ام كان بلحظة ضعف منها
لكن إصرارها على عدم العودة والبقاء معهم خوفًا منه يجعله يصدق حقًا أنها ضحية
انتبه على صوتها وهي تقول
_ أنا جاهزة
اومأ لها بصمت ثم أشار لها بالصعود إلى السيارة وتولى القيادة وأنطلق بها.
أخذ يراقبها وهى جالسة على أحد المقاعد داخل المتجر ويقوم العاملين به بعرض الأشياء أمامها فتقبل بإيماءة بسيطة من رأسها وكأنها سجينة حُكم عليها بالإعدام فلم تبالي بما ترتدي
لا يعرف لما شعر بنغصه حادة في قلبه وكأنه هو سبب إحزانها
وقف ينظر إليها بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب
ولكن العتاب الأقوى لذلك القلب الذي عشق من لا أهل لذلك
لما كتب عليه أن يعيش ذلك العذاب وكأن الدنيا لم تجد غيره لتقسوا عليه بتلك الحده
وفرضت عليه أمرًا مجبرًا عليه
لم يكن القدر رحيمًا بقلبه عندما جعله يدق لها منذ أن فتح لها باب منزله وكذلك قلبه لتطعنه في مقتل وهى تخبره بأنها أبنة ذلك الذي لم يبغض أحد سواه
وينصدم بالطامة الكبرى عندما سمع تلك المكالمة التي قسمت ظهرة ويتردد صداها حتى الآن داخل أذنه.
انتبه إليها تحمل بعض الحقائب التي تعد على الأصابع فتقدم منها يحملهم وسألها
_ هتروحي مكان تاني؟
هزت سارة رأسها بنفي
_ لأ أنا خلصت وعايزة أروح
لم يجادل وترك ذلك الأمر بيد والدته.
أنطلقوا بالسيارة عائدين إلى المنزل وكلًا في واديه
كان ينظر إليها بين الحين والآخر يتساءل كيف ستكون حياتهم بعد الزواج
لم يفكر في الأمر من قبل لذا لم يجد إجابة على سؤاله
فأيام قليلة وستجمعهم غرفة واحدة وقد يكون أيضًا فراشًا واحدًا
والأهم من ذلك هل ستقابلهم في الصباح بذلك العبوث!
عند تلك النقطة انعطف جاسر جانب الطريق وأوقف السيارة مقررًا التحدث معها في هذا الأمر
نظر إليها ليقول بإستياء
_ ياريت تفردي وشك شوية، المفروض انتي عروسة وفرحها كمان يومين يعني تبيني إنك مبسوطة مش زي اللي محكوم عليها بالإعدام
نظرت إليه بعينيها التي القت سحرها عليه من النظرة الأولى مما جعله يبعد نظره عنها وهو يزدرء لعابه وخاصةً عندما تحدثت بآسى
_ عايزني أعمل أيه؟
إزدرء ريقة بصعوبة ورد بثبات زائف
_ انا مجصدي يعني إنك تبيني إنك سعيدة عشان محدش منيهم يشك في حاچة إكدة ولا إكدة.
عادت بنظرها للأمام وهى تقول بثبوت
_ متقلقش هما فاكرين إني زعلانة مع بابا وماما وعشان كدة باين إني زعلانه زي ما بتقول.
أومأ برأسه ثم نظر أمامه وقد تلاشت الكلمات التي راجعها مرارًا وتكرارًا كي لا ينسى كلمة منها فتتلاشى كلها من ذاكرته مقررًا العودة للمنزل
❈-❈-❈
كانوا جميعهم ملتفين حوله يحاولوا التخفيف عنها قليلًا
لكنهم لم يلمؤا الفراغ التي تركته هي
كانت عينيه على الباب دائمًا ينتظر عودتها على أحر من الجمر
وكلما انفتح الباب تراقص قلبه فرحًا ظنًا منه بأنها وردته، لكن يخيب أمله بدخول أحدى الممرضات
لم يعد يستطيع تحمل غيابها وبدأ قلبه الواهن بالإعتراض
حتى دخل عصام فأعترض على تواجدهم
_ مش كفاية كدة؟
تحدث صابر بتماسك رغم صعوبته
_ خلينا معاه شوية عشان ميزهقش
تقدم عصام من أمجد كي يتابع مؤشراته وتحدث بجدية
_ لأ كفاية كدة أنتوا أجهدته بالكلام
نظر إلى أمجد وقال بأمر
_ كفاية كدة وأرتاح شوية
قضب أمجد جبينه بملل وقد ضاق به زرعًا بسبب غيابها عنه كل تلك المدة وتحدث بإيباء
_ أنا عايز أخرج من الأوضة دي
رد عصام بحزم
_ مينفعش دلوقت على الأقل.
أيد فارس رأيه
_ دكتور عصام عنده حق ياأمجد معلش أتحمل شوية
غيابها مع نظرات الشفقة التي يراها بأعينهم جعلت تماسكه يتلاشى فلم يعد يستطيع التماسك أكثر من ذلك فصاح بهم رغم تعبه
_ أطلعوا برة
حاول عصام تهدئته
_ أهدى ياأمجد الأنفعال غلط….
لكن أمجد قاطعه بأنفعال أشد
_ مش عايز أسمع حاجة وقلت أطلعوا برة كلكم
أشار لهم عصام بالخروج كي لا ينفعل أكثر من ذلك
وخرجوا جميعًا.
وقف صابر أمام الغرفة وقد تلاشي ثباته وهو يرى ابنه بتلك الحالة وهو مكبل اليدين لا يملك شيئًا إلا التضرع إلى الله كي يشفيه
وضع عصام يده على كتف صابر وتحدث بتعاطف
_ معلش ياصابر أتحمله هو برده معزور.
قال صابر بألم
_ أنا مش زعلانه منه أنا زعلان عليه.
تحدث فارس بتفاؤل
_ تفائلوا بالخير تجدوه، وأنا حاسس أن ربنا هيوفقنا ونلاقي المتبرع
رفع صابر عينيه وهو يقول بتوسل
_ يارب
❈-❈-❈
دلفت سمر المشفى وهى ترتعد خوفًا من حدوث شيئًا لوالدها وهى الآن في أشد أحتياجها له كي يساعدها على التخلص منه
وصلت أمام الغرفة لتجد منصور واقفًا بكل هدوء فأسرعت إليه وهى تصيح به
_ أيه اللي حصل؟ عملت فيه أيه؟
نظر إليها بنظرة محذرة كي تصمت لكنها لم تبالي بأي شئ سوى والدها
فعادت تصيح
_ فين بابا؟
تحدث منصور من بين أسنانه
_ لاحظي إننا في مستشفى؛ وطي صوتك
نظروا إلى الطبيب الذي خرج من الغرفة فتسرع هى إليه تسأله بريبة
_ طمني يادكتور
هز الطبيب رأسه بأسف
_ للأسف الشديد مقدرناش نعمله حاجة، البقاء لله
يُتبع..