-->

رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 18

 

  قراءة رواية العذاب رجل كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية العذاب رجل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثامن عشر



 تابع ليث بهدوء: قالت لأبوه بس أبوه قالها أكيد بيدلع ومسمعش منها بس هيا كانت خايفه عالولد ولأنها عارفه أم جاسر اتصلت بيها وطلبت نجدتها والست متأخرتش أبدا زى ماكانت طول عمرها مع كل الناس جابت دكتور وجت وابوه نايم مع زباله من اللى بيجيبهم المهم الدكتور كان عاوز يعمل محضر بس الداده اترجته لانها متعرفش مين اللى عمل كده وهتتأذى لو عرفوا انها جابت دكتور من وراهم وصعبت عليه ومقدرش ياخد الولد يعمله اشعه ويجبسه لان اما الداده اتشجعت وراحت لابوه بعد اما قالها الدكتور ان الشرخ اللى حصل ف الدراع حتى لو إلتئم مش هترجع الايد زى ماكانت أبدا الا لو اتجبست فورا ولازم اشعه عشان يحدد لو كان شرخ فعلا ولا كسر خصوصا ان الدراع كله كان وارم لكن والد الولد زعق للداده وطردها لانها عكرت مزاجه العالى وهددها لو ما غارتش من وشه هيقوم يكسر دراعها هيا كمان ومستكفاش قالها لو خرج الولد من الييت هيسجنها فرجعت مقهوره للدكتور تطلب منه يتصرف من غير ما يخرج الولد ومكانش قودام الدكتور الا انه يتصرف


صرخت بفزع صرع الجميع: يالهوى قطع دراعه


ضحك بقوه وهو يطرق الطاوله فبلاهتها سترديه قتيلاً من كثرة الضحك ثم إستعاد أنفاسه وهو ينفى ما وصلت له أفكارها


- لا دا دكتور مش جزار والصراحه كان بنى آدم مش اهل الولد حيوانات الراجل ملقاش حل غير انه يعمل جبيره تسند الدراع كله وكتبلها على مرهم وراح جابه بنفسه ودهنه للولد وقالها تتابع عليه لحد ما الورم يخف وتحاول تجيبله الولد ف اقرب فرصه عشان الاشعه


- ها وبعدين؟


- ولا قابلين فات يومين تلاته مش فاكر والولد المرهم كان بيهدى الوجع لكن له مواعيد والالم بيزيد خصوصا اوقات نومه لما بيتقلب بالغلط ناحية الدراع المصاب ويقوم يصرخ من الوجع فعود الاب الحنون زهق ونزل ضرب فيه وهو بيقوله مش دا دراعك اللى واجعك وقارفنا بيه اهوه وبالحزام عليه لحد ما اغمى عالولد وطبعا باباه خاف على نفسه فأمر الداده تاخده وترميه ف أى حته خدته وجريت على بيت والدة جاسر


قاطعته ببلاهه: معلش ثانيه واحده هيا والدة جاسر دى مستشفى؟


-لأ مستوصف


أجابها ساخراً ثم انفجر ضاحكاً بينما كاد جاسر أن يقذفها بكرسى فى رأسها هذه المره بالفعل لكن يد أسعد منعته باللحظه الأخيره


-روق يا جاسر هتعمل عقلك بعقلها خد الموضوع ببساطه


برقت عيناه ببسمه مخيفه: لو أمك كنت هتقول كده


إبتلع ريقه بقلق وحاول تهدئته: البنت مأهنتهاش والدتك كانت طبيبه ومدرسه ومركز رعايه ليكم كلكم كانت مؤسسه كامله لتربيتكم


لانت ملامحه وظهرت بسمه خفيفه فلو كانت والدته موجوده لضحكت معهما لكن يبدو أنه لم يستطع السيطره على غيرته فهى تتحدث مع ليث بعفويه وحماس يريدهما لنفسه فقط


 ❈-❈-❈


هدأت ضحكات ليث والضحكات المكتومه لأغلب الموجودين وحاول توضيح الأمر لها


-عارفه مستر جاسر المدير اللى هنا؟


إبتسمت بحب: أيوه طبعا


بسمتها تلك كانت تختلف تماما عن اى بسمه أخرى وهذا ما جعل جاسر يوقن تماما أن غضبه غباء فبمجرد ذكر إسمه فقط تتبدل من بلهاء  إلى عاشقه متيمه


كان ليث يحاول التوضيح لها وكأنها طفله صغيره لتستوعب الأمر وهذا ما جعل قلب فرح يرتجف قليلاً فليث قد يصبح أب رائع


-بصى يا ستى ماما زينب دى تبقى مامة مستر جاسر


هتفت بصدمه: بتهزر يعنى إسم المطعم ده على إسمها؟!


لا حقا ستقتله هذه الفتاه من الضحك لقد وصلتها المعلومه البعيده ولم تصلها القريبه 


حاول مجدداً: والدة جاسر هيا نفسها مامة مستر جاسر فهمتى؟


هتفت بذهول: يا راجل قول كلام غير ده!


صدمتها الحقيقه لهذا الأمر جعلت الكل ينفجر ضاحكاً بما فيهم جاسر


هدأ بعد معاناه: أظن فهمتى إننا بنتكلم عن واحده ست مش مبنى


أومأت بحماس وعيناها تخبره بأن يسترسل فى الحديث فتنهد بيأس تلك الفتاه ستفقد جاسر عقله يوماً ما لكنه تذكر بسمتها حين ذكر إسمه قد يحدث العكس فقد تعيد التوازن المفقود إلى حياته وحينها إنتبه للأمر إنه يحتاج لمن تعيد التوازن إليه لمن تنسيه كل ما مر به ودون تفكير نظر نحو فرح فوجدها شارده بوجهه فإبتسم بحب وظنها ستبتعد أو تنفر منه لكنه وجدها تبادله بسمته بأخرى شبيهه لها فتنهد بإرتياح فهذا قد بعث الأمل بنفسه 


 ❈-❈-❈


أحلام ليث اليقظه لم تدم طويلا فقد صرعته شهد حين أخرجه صوتها المتحمس تطالبه ببقية القصه فتأفف بضيق لقد وقع مع حمقاء والحل الوحيد للتخلص منها هو بإشباع فضولها للنهايه حتى لا تخرج له من كل زاويه لتسأله عن بقية القصه 


-بصى ياستى إحنا كنا وقفنا فين؟


أجابته بحماس: لما الداده خدت الولد المشحور لأم جاسر 


رفع زاوية فمه بسخريه: مشحور الله يكرم خلينا ف المهم والدة جاسر  خدتها هيا والولد وجريوا عالدكتور ومنها عالمستشفى وهناك قدر يجبس الدراع أخيرا بس بعد إيه بعد ما إدمر جدا وبعض الأعصاب فيه اتقطعت وصحيح الجبس والعلاج خلو الدراع بقى سليم بس منظر ميقدرش يشيل ريشه ميقدرش يسند صاحبه


- وبعدها رجعلهم؟


- مرجعش الله يرحمها أم جاسر  قالت مهواش راجع وجابت تقرير من المستشفى بحالته وراحت وقفت ف وش أبوه وقالتله هسجنك انت وامه بالتقرير ده يا اما تسيبهولى اربيه ضحك وقالها ف داهيه خودى الصغير راخر قالتله من عينيا هاخده بس تكتبلى تعهد منك بانهم ف عهدتى ومحدش له يدخل ف عيشتهم لا انت ولا امه عشان متغدرش وصاية الولدين معاه وكان داخل على جوزاه جديده وحبيبته مش عاوزه ازعاج فجتله عالطبطاب ورماهم وهو ميعرفش ان الولد الصغير ف بيت أم جاسر  من شهر فات


- يالهوى هو كان مسطول للدرجه دى؟!


- تقريبا بس الولد كان مع امه وف مره كانت مسطوله هيا وجوزها ونزلوا ضرب ف الولدين فالكبير خبى الصغير واستلم الضرب كله وبما انهم مساطيل محدش فيهم خد باله انهم بيضربوا ف عيل واحد واول ما تعبوا واتخمدوا اخد اخوه وهربه وقال لأمه إن أبوه خده وفضل عندها عشان يتأكد بس انها مش هتدور على اخوه وابوه اصلا مبيسألش عنهم عشان يعرف وبقى جاسر  عنده أخين تفتكرى هيعاملهم ازاى؟


- اوعى تقولى غار وخلى امه تطردهم؟!


- ههههههه تبقى متعرفيش جاسر  لو كنتى قابلتى ابوه ولا امه كنتى عرفتى ان الدنيا لسه بخير كانوا اقرب للملايكه والده كان راجل لحد دلوقتى الناس كلها بتترحم عليه ووالدته كانت بلسم وام حقيقيه وعمرها ما فرقت بينه وبين الولدين لدرجة اللى ميعرفش كان بيفتكر ان التلات ولاد عيالها كانت الحنيه والحب اللى اتحرموا منه كانت كل حاجه حلوه والداده سابت الشغل أصلها حست انها مستحرمه فلوسه وبقت تزور الولاد كل فتره تطمن عليهم وحبتهم اوى زى بنتها تمام


- وحد منهم اتجوز بنتها؟


ضحك بمرح هذه المره فالفتاه اندمجت بالقصه حتى ظنتها خيال ولم تنتبه انها قصته 


- لا اعتبروها اخت ليهم 


- ها وبعدين؟


- لحد هنا وبلاش أكمل لأن اللى جاى هيوجع غيري


- هيوجع مين هاه؟


- جاسر  تحبى تشوفيه موجوع؟


- لا لا 


كانت ترفض محركه رأسها للجانبين بسرعه وتلوح بيديها رافضه الامر مما جعل هيئتها مضحكه


حينها إعتلت بسمه حالمه وجه جاسر  هى بلهاء لكنها بريئه تعشقه بصدق


بينما إبتعد عز ليمنع دموعه وتوجه إلى هند النائمة على أريكة مكتب أخاه وجلس يحتضن كفها ويبكى كالأطفال، لدى ليث كامل الحق ف أن يبدو قاسياً عصبياً فما عاناه يُفقد الإنسان عقله ورغم أنه عايش هذا معه لكنه لا يذكره ولأول مره يعلم ما حدث تفصيلياً لقد كاد ليث يموت أكثر من مره فقط لينقذه


 ❈-❈-❈


نهضت شهد لتتابع العمل فوجدت نفسها فجاءة تقف أمام جاسر الذي أمسك بيدها بحنان، يتأمل وجهها بحب دون ان يتفوه بحرف بينما وقفت فرح تنظر إلى ليث بسخريه


-حلو أوى الفيلم اللى ضحكت على شهد بيه ده، هيا دى طريقتك ف استدراج البنات


أجابها بنفس سخريتها: براڤوا عليكى وعرفتيها لوحدك


تركته وغادرت تخفى غيظها بضغط أسنانها على بعضها وهو ينظر بإثرها، تلك الفتاه تقوده للجنون تجعله يقدم على أشياء ترعبه فقط لتواجدها بالمكان لقد أفضى بسر حياته المؤلم لتوه لكنه لم يتألم ككل مره يتذكره، ما ازعجه بالأمر أنها لا تصدقه وتظنه بهذا الخبث


تنهد بضيق وطوى كمي قميصه وبدأ بالعمل لكنها عادت فجاءة وأرادت تجاهله لكنها تجمدت بمكانها حين سقطت عيناها على ذراعه الأيسر فهناك حرق باهت بطول ذراعه يبدو لأداة طويله رفيعه والضوء الذى سقط على قميصه الأبيض جعله شفافاً نوعاً ما مما جعلها تتبع تلك الندبه لآخرها لقد كانت بطول ذراعه فإقتربت منه تنظر له برعب ودون أن تدرك وضعت يدها على ندبته فإنتفض مبتعداً فقد كان شاردا ولم ينتبه لها


- أأ إن إنت كنت بتحكى الحقيقه؟!


- آه 


إستعاد هدوئه سريعاً وأجابها بلا مبالاه ثم 

فرد كم قميصه مجدداً ليخفى الندبه فلم يهتم لها أحد سابقاً ولم يأبه بإخفائها لكنه أخفاها لكى لا يرى شفقتها


-عارفه المزعج ف الحكايه دي إيه؟!


حاولت أن لا تبدى ردة فعل مبالغ بها: إيه؟


رد فعلها العادى جعله يريد أى شعور منها ولو شفقه 


-إن أنا أعسر


إتسعت عيناها لكنه لم يتركها تعقب بل تابع حديثه: كانت مشكله كبيره وقتها خصوصاً إن كان فى امتحانات وخدت وقت كتير على ما اتدربت على ايدى اليمين دلوقتى بستعمل الإتنين زى بعض مش زى بعض أوى الشمال منظر بس المهم إنى بدأت أنجح واتخرجت بعد ما كنت بعيد كل شويه نوبه عشان مضروب ومش شايف امتحن ونوبه عشان الدراع اللى بكتب به بقى خلاص ممنوش رجا


صرت أسنانها بقوه لتمنع عيناها من البكاء وقلبها من التأثر لكنها فشلت فقد كادت تختنق بعبراتها المكتومه لذا تركته وإبتعدت دون أى تعليق لكنه رأى بعيناها الألم لما سمعته إنها تشعر به ولكنها تعانده وسيظل خلفها حتى يطوع قلبها وعقلها لأجله فقد وجد شغفه ورغبته فى الحياه بوجودها


 ❈-❈-❈


بكى عز كثيراً حتى تعب ثم رفع نظره إلى وجهها البرئ وهو يشعر بالندم فمنذ وقت ليس بقليل كان قد واجه ليث بحده جعلت ليث يتحاشاه نوعاً ما ورغم هذا لازال يهتم لأمره وشرد بذاك اليوم حين دعاه أحد رفاقه إلى حفل زفافه فتغيب عن المطعم لكنه كاد يختنق وشوقه يقتله لرؤية هند ورغم أنها تعلم أنه بخير تماما فقد اخبرها بشأن الحفل حتى أنه نسى جهلها بمعرفة هويته وطلب منها مرافقته لكنها رفضت لكى لا تحرجه فقد أصبح تلعثمها أقل مع الجميع منذ أحبته لكنها لازالت تتلعثم ورغم هذا ظلت تشعر هى الأخرى بالضيق لغيابه فخرجت إلى الباحه الخلفيه للمطعم وجلست تتأمل السماء وقد خيم الليل ليبرز لمعان النجوم


إستأذن مبكراً من الحفل وعاد متسللاً من الخلف للمطعم عله يراها ونسى ما يرتديه وحين لاحظها تجلس بحزن بين طيات الظلام أسرع الخطى نحوها ونسى كل شئ آخر


-هند!


نهضت تنظر له بعدم تصديق: عز.. انت انت بجد هنا؟!


- مالك؟


- انا كويسه اوى عشان عشان شوفتك انت جيت ليه مش كنت ف فرح وواخد النهارده أجازه كده صاحبك يزعل


- أصلك...


كاد أن يخبرها بأن سبب مجيئه هو إشتياقه لها  لكنها هتفت بحماس حين لاحظت ثيابه


-الله إيه البدله الحلوه دى ساليفها من المكومجى أكيد بس الظاهر بيحبك أوى وإدالك حاجه ألاجه نقاوة وش القفص


بدأت تدور حوله تتأمله وهو يشعر بالغضب من نفسه لكذبه عليها 


دارت حتى أصبحت أمامه مجدداً: بس تعرف شكلك حلو فيها اوى


همس بحب: إنتى أحلى 


-بس مش هيضايق صاحبك عشان لابس بدله وطالع احلى منه


أجابها صوت آخر: لأ مش هيضايق


إستدارا ليجدا ليث يقف يتأملهما بعينان ضيقه ويضع كلتا يديه بجيبى بنطاله


أسرعت تقف أمام عز كأنها تحميه  تنظر إلى ليث بإعتذار


-اا اا اانا ااسسفه اانا االلى غغلططاننه ههو مملوش ذذنب


إتسعت عينا عز فتقدم بجوارها ولم يجد كلمات يعبر لها عما يشعر فقد أرادت إنحائه من أى عقاب يصيبه من غضب ليث مضحيه بوظيفتها التى هى كل ماتملك فأمسك برأسها يقبل جبينها بحب غير مهتم لوجود ليث أمامهما وما أن ابتعد حتى وجد وجهها أحمر بالكامل بعيون متسعه 


-إنتى كويسه؟!


استفاقت من صدمتها وركضت مبتعده تختبأ بخجلها بعيداً عنه


فسأله ليث ببسمه بسيطه لم ينتبه لها عز: بتحبها؟


أوما بصمت وهو لازال ينظر بإثرها فسأله ليث بمرح فى عينيه: أد إيه؟


لكنه لم لا يرى مرحه ومحاولته لكسر الحاجز الذى بناه غضبه بينهما وظن أنه يرفضها لفقرها فقد كان حاضراً حينما إعترف لها بحبه فإستدار ينظر له بقوة 


-أد كل لحظه إحتجت فيها لحنيه وملقتهاش


كاد أن يبتعد فمد ليث يده سريعاً يضعها على كتف عز يديره نحوه


- أنا عمرى قصرت معاك ف حاجه ياعز؟


- لأ بس إنت نسيت ف وسط غضبك من كل الدنيا إن من حقى شويه حنان، طيبه، حنيه، أمان ياليث، أنا إدبست ف جوازه من خوفى منك رغم حبى ليك مقدرش أعدى أى حاجز بنيته بينا


ثم تركه مصدوماً وإبتعد جعله يفكر هل كان سئ إلى هذا الحد هل أعماه الغضب عن أخاه الذى يحتاجه بشده وهو من ظن أنه يفعل كل شئ لأجله


عاد عز من تلك الذكرى ينتحب مجدداً لقد قسى عليه كثيراً حتى أبعده وهو أول من أحبه ورعاه بهذه الدنيا 


فتحت هند عيناها ببطأ فوجدت رأسه على كفها الغارق بدموعه فتململت قليلاً وهمست بإسمه  فإنتفض ينظر لها بلهفة أنسته حزنه وأمسك كفها يصرخ بلا تصديق 


- رقيه إنتي بخير إنتي شيفاني طب حاسه بإيه حاجه وجعاكي طب نفسك ف إيه أكل ولا شرب ولا عاوزه تخرجي تحبي تروحي الملاهي


بُكاؤه الحارق الذي ظنته من أجلها وهزيه المؤكِد لخوفه عليها جعل خوفها يهدأ قليلاً جعلها تتناسى أي ذكرى سوداء من ماضيها المؤلم وتجاهد لتخرج بسمة خفيفة على فمها جعلت خوفه يهدأ لكن ذلك جعل هذيه يتضخم حيث قفز فرحاً يصرخ كالأبله


- ضحكتلي يا ناااس بقت كويسه وخفت خلاااص


أتى كل من بالمطعم مهرولين إثر صرخاته البلهاء والظنون تتلاعب بعقولهم خوفاً لأجلها لكنهم توقفوا مذهولين حين وجدوه يتقافز بفرح كأنه نال أكبر جائزة بالعالم وهند تكاد تسقط من فوق الأريكة من كثرة الضحك على حاله فلم يعقب أي منهم وإنسحبوا جميعاً بهدوء فهند لا تحتاج طبيباً فيكفيها حبيبها الأحمق ليفقدها ألمها وعقلها معاً


 ❈-❈-❈


بعد الكثير من التفكير وجد حسام أن كل ما يحتاجه من معلومات عن شهد لينال ما وعدته به شروق من مال وفير حتماً بسجلات الموظفين حيث ملف شهد ولكن هذه السجلات بمكتب جاسر فكيف سوف يصل لها؟!


وأخيراً وجد ان الحل هو تصوير ملف شهد بهاتفه من داخل المكتب دون أن يراه أحد لذا لابد من تمويه ولن يحدث هذا إلا بحفل ضخم ينشغل بالتحضير له كل عمال المطعم ولكن كيف؟!


هنا هاتف ميرا وناني تباعاً وأخبر كلا منهما أن جاسر من يعبث برأس ليث ضدهما لينفر منهما وذلك لينفرد به وحده يقنعه أنه الصديق المخلص الوحيد له فيظفر بأمواله وحده ورغم أن ناني إبتعدت عن تلك الحرب بعد ضرب ليث لها آخر مره حتى كاد يقتلها وقد وجدت غيره لكنها تطمع بماله فهى ليست بلهاء كلياً لقد لاحظت منذ وقت ليس بقصير بأن ليث هو المنفق الوحيد بهذا المنزل والمطاع فلا يأمره أباه ولا قيمة له مطلقاً كذلك زوجها العالم بكل ما تفعله مع غيره لكن كلاهما يتغاضى عن أفعال الآخر لأن كلاهما لن يجد بديلاً للآخر يتحمل عيوبه بصمت


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة