رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - الفصل 40 - 2
قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وبها متيم أنا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الأربعون
الجزء الثاني
❈-❈-❈
صبا التي مازلت تضمها شهد برعاية ودعم، تبادلت النظر بقلق، مع من تعلقت عينيها عليه منذ بداية الجلسة بل ومنذ دخوله المنزل مستميتًا في الدفاع عنها بإصرار لم يفتر ولو لحظة، ليبث إليها الإطمئنان مع كل لفتة او كلمة تخرج من فمه في هذه المعركة الشرسة في تحديد مصيرها.
عادت تنتبه إلى صديقتها والتي ارتدت اليوم ثوب الشجاعة، في اظهار الحقيقية بشكل زكي وموجز وقد تم قص الجزء الخاص بعدي عزام بناء على اتفاق مسبق معها، منعًا لزيادة الأضرار، فهي الأعلم بطبيعة اشقائها ووالدها:
- شوف يا عم ابو ليلة، لو هجاوبك انا عرفت منين، فلازم تعرف ان الموضوع دا كله يخصني أنا، البنت المؤذية دي ورطتني في قضية سرقة واتحبست وكان هيضيع مستقبلي، لولا ان ربنا وقف جمبي واتقبض عليها هي متلبسة بالمسروقات، أنا بقى خدت براءة بفضل صبا اللي جابتلي محامية الله يسترها دافعت عني ببلاش، وهي اللي لبست مصيبتها في الاَخر، فقررت تنتقم من بنتكم وطلعت الصورة دي ونشرتها وهي في السجن، انا سمعتها والله بوداني قبل ما اخرج، ربنا يجازيها.
رددت خلفها زبيدة تدعو بحرقة على من تسببت في كل ما حدث:
- يجازيها، ويوجفلها اللي ياخد حج بتي منها، ربنا عليها وعلى كل ظالم ما يراعي شرف ولا عرض بنات الناس.
- هوني على نفسك يا حجة زبيدة، ربنا اكيد هجيب حق بنتك والتشهير بيها.
عقبت بها شهد ليضيف على قولها حسن:
- ونحمد ربنا بقى ان مودة عرفت اللي حصل بالصدفة، عشان نفهم احنا واخواتها قبل ما يحصل ما لا يحمد عقباه
خرج صوت فراج مجادلًا بعدم اقتناع رغم كل ما يراه من دلائل:
- وايه الفايدة، بريئة ولا معاها الحج، ما هو كدة كدة، الضرر ماسكنا بالكلام اللي اتشاع عليها، الشباب كلها في البلد ماسكة تلفونات وعارفة مين هي صبا، النسب الزين في واد كبيرنا وكبير العيلة، فض على كدة ومفيش منه رجا، عشان كانت بتتجلع، اهي تحمد ربنا لو لجيت اي حد يرضى بيها.
انتفضت بغضب حانق، ترفض بإباء غير مبالية:
- وانا كمان مش عايزاه، ولا عايزة أي حد يجل مني ولو بنص نظرة حتى.
صاح هو الأخر يقابل غضبها باستهجان:
- شايف بتك وجلة أدبها يابوي، كل اللي حاصل ولسة عينها جوية.
هتف شادي يسبق والدها والجميع بعصبية وانفعال لم يقوى على كبته:
- ما تفهم بقى يا أخ فراج، احنا الاهم عندنا دلوقتي، هو اننا اثبتنا براءتها قدامكم، عشانك انت واخوك ووالدك، وأي حد هنا في القعدة، يعرف يرد كويس أوي على أي حد يجيب سيرتها، اما بقى عن موضوع الجواز ، فصبا جوهرة وأي حد يتشرف انه يمشي في ضيها، مش يمتلكها ويتجوزها.
تلاشت الأصوات وخيم الصمت على الرؤس التي، توقفت بنظرات ساهمة نحوه، هذا الانفعال وهذه المبالغة في رد الفعل، لم تكن من الغباء ان تمر مرور الكرام على من فهم الدنيا واختبرها على رجل مثل أبو ليلة، او العاشق الذي يرى بعين المحب سهم العشق الذي أصاب غيره؛ كشهد وزوجها حسن، اما زبيدة فهي ليست بحاجة لتأكيد أو تخمين، ليتبقى الشيقيقين، حجازي والذي كان يرمقه بتمعن وتسائل عنه، وفراج الذي استفزه وقوف هذا الرجل كسد منيع ضد رغبته في عودة شقيقته إلى الصعيد، والتي كانت في حالة من التضخم لهذه المشاعر الجديدة عليها، انبهار أو إعجاب او هو شيء اَخر، يملأ العين ويسر القلب، حتى يكتفي به عن أي شيء آخر.
دوى جرس المنزل لينتبه الجميع إلى الطارق، والذي تبين بعد فتح باب المنزل وإدخاله انه صاحب المشكلة الأساسية،، عدي عزام!
❈-❈-❈
بكت كثيرًا حتى غفت لتظل متكومة محلها على الفراش، ولم تستقيظ سوى بعد أن أصدر صوتًا بأن ضرب بقبضته على الجدار القريب من المدخل، فانتفضت ترفع رأسها إليه، ثم جلست بجزعها وقلبها يضرب بين جنباتها من الخوف، تنتظر فعل اخر منه، وقد تسمر بجمود يطالع هيئتها المزرية، شعرها الجميل الذي تشعث بالنوم، بشرتها الناعمة، والتي تناثرت بها البقع الحمراء من كثرة البكاء، حتى انتفخ أسفل عينيها، والتي التهبت هي الأخرى كذلك لنفس السبب.
خشن صوته لأصدار الأمر بتجهم:
- قومي اغسلي وشك ونضفي نفسك.
قالها وهم أن يتحرك ولكنها أوقفته بتساؤلها :
- هتعمل فيا ايه يا كارم؟ خلاص قررت تتخلص مني؟
تجعدت ملامحه ونظرة حانقة تطل من عينيه ليرد على قولها بغضب:
- حد قالك اني قتال قتلة؟ انا بعاقب بس اللي يغلط، وانتي بقى مليش نفس اعاقبك دلوقت.
التقطت إجابته لتردد بلهفة وعدم تصديق:
- بجد يا كارم، يعني مش هتموتني ولا هترميني لسمك القرش؟ يعني هرجع لابني من تاني....
قطعت لتجهش في البكاء مرة أخرى، وقد بلغ بها الرعب من هيئته السابقة حتى سلمت بموتها على حق.
بنهنهات ضعيفة، تخشى حتى ان تخرج بصوت فتثير غضبه، وهي لا تعلم بتأثيرها عليه في تلك الحالة، وهذه الطريقة التي تهزم غروره ووحشيته، تجعله على وشك أن يخر راكعًا أمامها ليطلب منها الصفح، ان يحتضنها ليهدئ من روعها، أن يطمئنها كطفلته، ولكن هذا أبدًا لن يحدث، وغضبه منها حتى الآن ما زال مشتعلًا.
- اخلصي قومي يا رباب وبطلي عياط، انا اساسًا وجهت اليخت ع الرجوع، وكلها نص ساعة ولا أقل ونبقى ع البر.
❈-❈-❈
حينما عاد من عمله الذي تأخر فيه اليوم على غير العادة لأمر ضروري وهام، فوجد المنزل ممتلًأ بالافراد المدعوين لمأدبة الغداء، كانت والدته وحولها الفتيات رؤى والأخت الأخرى لشهد في جانب، وهذه المدعوة نرجس والسيدة أنيسة في جانب اخر، القى التحية مرحبًا وعينيه تبحث عنها:
- مساء الخير يا جماعة منورين
ردد الجميع من خلفه التحية وزادت والدته بقولها:
- اخيرًا جيت يا أمين؟ روح غير هدومك ياللا وتعالي عشان ناكل، اخوك وخطيبته زمانهم على وصول.
قطب متسائلًا باستغراب:
- ايه ده؟ هو انتوا لسة ما أكلتوش، دا ميعاد الغدا عدى من زمان، ايه يا مجيدة؟ انتي جايبة الناس تجوعيهم؟
ضحك الجميع وارتفع حاحبيها بذهول لتغمغم بحرج قبل أن تجيبه:
- شوفي يا اختي الواد، حصل ظرف طارق يا حضرة الظابط، والعرسان اللي معمولة العزومة على حسهم اتأخروا، يعني مينفعش ناكل من غيرهم يا ناصح.
مال بوجهه أمامها بابتسامة مشاكسة فضحكت كالبقية، لتعقب رؤى بمرح:
- متقلقش يا حضرة الظابط، احنا اساسًا من ساعة ما جينا بوقنا متقفلش، طنت مجيدة قايمة معانا بالواجب، اشي فاكهة، إشي مسليات، يعني مفيش مكان للجوع اساسًا.
تبسم ليعود لمناكفة والدته بخبث:
- إخص، يعني كدة مش هياكلوا بنفس مفتوحة ع السفرة.
شهقت مجيدة لتأمره بغيظ:
- امشي يا واد من وشي، امشي.
- خلاص يا ستي ماشي اهو متزقيش
قالها وهو يبتعد من أمامها بدراما، وقد امسكت له أحدى الأطباق بتهديد لدفعها نحوه، وأصوات النساء حولها تصدر بضحكات مقهقهة.
انتعش هو الأخر ليستدير ذاهبًا نحو غرفته، ولكن برؤيته لظل خيالها في الشرفة، غير وجهته على الفور ليصل إليها وقد كانت جالسة على مقعد خشبي وحدها ، متكتفة الذراعين بجوار الأزهار المتنوعة، تطالعهم باستمتاع، حتى ارتفعت عينيها إليه، فور أن انتبهت لوجوده، فخاطبها قائلًا:
- مكنتش أعرف انك بتحبي الزهور كدة؟
تبسمت تجيبه بدلال فطري وهذه النعومة بشخصيتها رغم تقلبها الدائم:
- والله دا طبع فيا من الأول، بس انت بقى اللي فهمت غلط المرة اللي فاتت......
ضحك متذكرًا:
- قصدك يوم الخناقة، لما رؤى كسرت القصرية، واللي امي دفعتني تمنها بعد كدة؟
ضحكت هي الأخرى معقبة على قوله:
- معقول! يعني طنت مجيدة دفعتك تمنها؟
- اه وربنا دي ست قادرة اساسًا ودا من اعز ممتلكاتها، استني هنا، هو انتي فرحانة فيا؟
سألها الأخيرة باستدراك متأخر، لتؤكدة به بهز رأسها، وهذه الشقاوة التي تفقده صوابه، ليدعي الامتعاض بقوله:
- دا انتي قلبك اسود اوي.
- اوي وجدًا كمان، عشان تستاهل.
قالتها ليشاركها الضحك قبل أن تتوقف فجأة وتذكره:
- اَه صحيح، أنا نسيت اما أسألك، لسة برضوا ملقتش القلب؟
رمقها بنظرة حانية وابتسامة غير مفهومة، ليجعلها منتظرة عدة لحظات قبل أن يجيبها:
- لا ما انا لاقيته خلاص، بس معلش بقى نسيته في درج المكتب في الشغل، ابقى فكريني اقابلك وادهولك.
التف ليغادر من أمامها، وصوتها يردد من خلفه:
- يعني لسة كمان عايزني افكرك تاني يا أمين؟.
هم ليرد عائدًا لها مرة أخرى ولكنه توقف مثلها على دلوف شقيقه يسحب بيده شهد للداخل مرددًا بتهليل:
- أحنا جينا يا جدعان، فين الأكل يا مجيدة؟ هنموت من الجوع.
❈-❈-❈
- منور يا سعادة الباشا.
هتف بها مسعود مرحبًا بالرجل الغريب وزيارته الغريبة، بحضور أبناءه الاثنان، وابنته صاحبة الشأن على حسب ظنه، والتي ظلت جالسة بلفتة غريبة بالقرب من رئيسها في العمل، شادي جاره في السكن والذي فاجئه بفعله هذا اليوم.
تحمحم عدي بحرج، مانعًا نفسه من تقيم المنزل المتواضع مقارنة بالمستوى الذي نشأ عليه دائمًا، يدعي الدماثة بقوله:
- دا نورك يا حج مسعود، البيت منور بأهله.
تسائل فراج بعفوية يومئ بذقنه غير مباليًا:
- على كدة انت البيه اللي طالع في الصورة مع صبا، اللي معمول عليها الكلام والحديت من امبارح؟
تعرق بحرج متزايد، شاعرًا وكأن دلوًا من الماء البارد القي في وجهه، فقال مصححًا:
- انا عدي عزام صاحب الفندق اللي شغالة فيه صبا وشادي كمان، اما بقى عن حكاية الصورة، فدا سوء تفاهم انا كنت حابب اوضحه.
- وصل يا مستر عدي، وأهلي خلاص فهموا اللي فيها .
خرجت منها بحدة ملفتة، رغم مجاهدتها في كبت الغضب بداخلها نحوه، بعد أن علمت بكل الحقائق الخفية من صديقتها.
انتبه على قولها ليردف بدهشة يشوبها الفضول:
- فهموا اللي فيها! طب كويس والله، انا كنت فاكر غير كدة بحكم البيئة المتحفظة عندكم يعني.
تدخل حجازي الشقيق الأكبر، ليدلي بدلوه:
- دي ملهاش دعوة بالبيئة ولا ناس البندر ولا القرى، دا سيرة بنات الناس، وكلام في العرض، يعني امور تودي في داهية، بس احنا الحمد لله متأكدين من بتنا، دا غير ان صاحبتها حكت الموضوع كله، وعرفنا بت الحرام السبب في كل اللي حصل.
- بنت حرام مين؟
تسائل بها بعدم فهم، فجاءه الرد من شادي، والذي كان هادئًا بسكون مريب، رغم سريان الحمم بأوردته، ورغبة قوية تدفعه لتهشيم الوجه الوسيم، ولكن تقديرًا لها التزم ضبط النفس، ليرد على السؤال بمغزى صريح:
- مودة يا سعادة الباشا، عرفت بكل اللي عملته ميرنا، اصلها كانت في السجن معاها قبل ما تطلع براءة، دا غير انها سمعت بمكالمتها.......
توقف يرى انسحاب الدماء من وجهه، وهلع جلي ابتسم على ملامحه، ليرد بعد فترة من الوقت:
- قصدي لما اتفقت مع شريكتها وشيرت الصورة اللي كانت لاقطاها قبل كدة في عيد الميلاد اياه، اثناء ما كانت هي في الحمام، فاكر يا عدي باشا؟
ابتلع ليومئ برأسه بتشنج، ثم تدارك ليهدر بانفعال مبالغ:
- البنت دي انا لازم اربيها، مكنتش انها بالأخلاق دي، قسمًا بالله ما كنت اعرف انها السبب في الملعوب الخطير ده، ازاي جاتها الجرأة تعمل كدة؟
اثناء قوله كان يتنقل موزعًا انظاره نحو الجميع، حتى اصطدمت عينيه بها، وهذا الجمود الظاهر على هيئتها بشكل أثار توجسه، فكان رد والدها برزانة كعادته:
- مفيش داعي نحرجوا في دمنا ولا نتعصب، وهي اساسًا في السجن، ربنا يجازيها بعملها.
- أمين يارب، هي وكل اللي يتسبب في أذية بتي.
هتفت بها زبيدة وهي تقترب حاملة صنية المشروبات، قبل أن ينتفض فراج يتناولها منها، ليضعها على الطاولة في المنتصف، وقال عدي ردًا عليها:
- أكيد يا حجة انتي معاكي حق، بس انا كنت جاي لغرض تاني النهاردة.
التف الجميع نحوه باستفسار، وتساؤل خرج من مسعود:
- غرض ايه تاني؟ اؤمر يا بيه.
القى عدي بنظره نحو صبا ليجيب الرجل قائلًا:
- انا كنت جاي وعشمان في كرمك يا حج ابو ليلة، انك تجوزني صبا.
بذهول شديد تطلع إليه الجميع، ف استغل الصمت من جهتهم، ليردف مستطردًا:
- انا عارف انكم مستغربين الأمر، بس انا راجل دغري ومليش في اللف ولا الدوران، صبا بنت ممتازة وانا مستعد اتقالها بالدهب، هو بس الأمر في البداية هيبقى غير معلن على ما اظبط نفسي.....
- هو الكلام دا حضرتك، مش لما يبجى فيه موافجة الأول.
هتفت بها مقاطعة استرساله ليرد بصدمة لا تقل صدمة الباقين:
- قصدك ايه يا صبا؟
رمقته بنظرة متحدية، أثارت بداخلها التعجب عن سببها ، قبل أن تفاجأه وتفاجأ الجميع قائلة:
- جصدي اني هوافج ازاي؟ وانا مخطوبة اصلًا، هو انت متعرفش يا عدي باشا، اني مخطوبة لمستر شادي!!!!
❈-❈-❈
توقف بالسيارة في جانب الطريق وبالقرب من إحدى محلات الأطعمة الشهيرة، فخاطبها متسائلًا ليخفف قليلًا من توتر الأجواء حولهما:
- تحبي اجيبلك حاجة تكليها؟
رفضت بهز رأسها وبدون صوت، استفزه عدم الرد منها، وهذا الانكماش على كرسيها المجاور له، بابتعادها حتى كادت أن تلتصق بالباب، لتجعله يهدر بها فاقدًا التحكم في أعصابه؛
- وبعدين بقى، يعني اموتك بجد عشان تستريحي.
رمقته بجزع وأعين ترقرت بها الدموع، لتزيد عليه بشعور الندم، زفر يقلب عينيه بسأم، قبل أن يتدارك وضعها وخوفها الطبيعي منه، فقال ملطفًا:
- اهدي شوية دا كان كلام عادي، انتي عرفاني لما بتعصب.
همست تجيبه بصوت ضعيف:
- عارفة طبعًا، بس انا بصراحة دلوقتي اعصابي مش متحملة أي انفعال.
اومأ بتفهم، فقال نازعًا عنه حزام الأمان:
- عشان كدة بقولك لازم تاكلي حاجة، انا هروح اجيب شوية عصاير، وكام حاجة تيك اواي.
عادت لصمتها بدون اعتراض تلتزم الطاعة، وترجل هو يتركها ليأتي بما نوه عنه، ولم ينسى طبعا ان يغلق السيارة
وفي الناحية الأخرى
كانت سيارة أخرى تجمع سيدتين بملابس سوداء تغطي على جميع الجسد، ثم نقاب في الأعلى لا يظهر سوى العينين، كانتا المرأتان وحدهن، في طريق عودتهما من القاهرة بعد زيارة سريعة للرجل الذي سوف يدبر لهن اوراق السفر إلى الخارج، وحديث لم يهدأ بعد:
- اه يا ناري، كل دي فلوس هبشها ابن الكلب عشان كام ورقة، بيستغل الظرف.
عقبت الأخرى والتي كانت متكفلة بالقيادة:
- طبعًا لازم يستغل، دا لو معملش كدة يبقى أهبل، دي فرصته يا حبيبتي.
- ايوة يا اختي، فرصته عشان ياكلنا ابن الجزمة.
قالتها المرأة قبل أن تفاجأها الأخرى بقولها:
- اي ده اي ده؟ انتي شايفة اللي انا شايفاه يا جريمين؟
سألتها بعدم تركيز:
- شايفة ايه؟ انا مش واخدة بالي.
اشارت لها بذقنها للأمام قائلة:
- حبيبة قلبك، قاعدة في عربية لوحدها، ولا اكنها مستنياكي حتى.
نظرت الأخيرة نحو الجهة التي اشارت لها الأخرى، فاشتعلت عينيها بغضب متأجج ونيران مستعرة بداخلها، تصاعدت أنفاسها الهادرة، كي توجه شريكتها قائلة:
- سوزي، دي فرصتنا الأخيرة، يعني لو راحت مننا، هنفضل طول العمر بعد كدة متحسرين عليها.
التفت له الأخرى بتساؤل خطر:
- قصدك يعني.......
- ايوة هو اللي فهمتيه بالظبط....... جمدي قلبك بقى ودوسي...
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية