-->

رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - الفصل 43


   قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ومقبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثالث والأربعون



وقفت سارة أمام الغرفة بتردد، تعلم جيدًا بأنها تخطئ فيما تفعله وإن علم جاسر لن يرحمها، لكنها تريد ان ترى في عينيه نظرة الإنكسار التي لازمتها شهورا عدة

لذلك عندما طلبت منها ساندي الحضور وافقت دون تردد 

طرقت الباب لتفتح لها ساندي وتدعوها للدخول 

_ اتفضلي ياسارة 

دلفت سارة للداخل وياليتها لم تفعل.

فور رؤيته عادت إليها تلك الذكريات الأليمة ليهتز داخلها بوجل لكنها استطاعت بصعوبة إظهار عكس ذلك ودلفت بقوة وثبات نجحت في إظهاره بوضوح على حركاتها و سكناتها.

كان في حالة يرثى لها.

ولما لا وهو قد وقع بين براثن جاسر الذي لم تترك مكانًا في وجهه إلا وقد أعطته ما يستحق

فضلا عما حدث لذراعه من كسور مركبة تحتاج وقتاً طويلاً لتشفى  و قد لا تعود لطبيعتها مطلقاً.. ما شهدته أثلج صدرها و شفى غليلها منه.

تلاشى الخوف بداخلها عندما لاحظت نظرات الانكسار في عينيه وصوته الذي امتلأ بالخزى و هو يقول

_ اهلًا ياسارة متشكر أوي إنك جيتي

بثبات وهدوء تام تحدثت 

_ معقول بتشكرني عشان جاية اشمت فيك؟

خفض عينيه بانكسار وهو يقول 

_ عندك حق انتى ربنا انتقملك مننا اشد انتقام، انا بس كنت عايزك تسامحيني وتغفريلي اللي عملته فيكي 

انكسارهما والخزي الذي ظهر عليهما جعلها 

تشتاق اكثر لذلك الذي انتقم لها من ظالميها

فردت بثبات

_ بالعكس انا بعتبره جميل عملته معايا عشان أروح لأهلي واتعرف على جاسر، يمكن لو مكنش ده حصل مكنتش هروح هناك ولا أتعرف عليه، أو يمكن أروح بعد ما يكون فات الاوان ويكون ارتبط بغيري

ودي الحاجة الوحيدة اللي هتخليني أغفرلك اللى حصل 

انا كنت جاية بس عشان أشمت فيكم بس لقيت إنكم حتى متستهلوش إني الشماتة.

 خرجت من الغرفة دون إضافة كلمة أخرى 

لم يكف هاتفها عن الرنين منذ خروجها من الغرفة فقامت بإخراجه من حقيبتها لتجده جاسر مما جعلها تشعر بالقلق من حدوث شيء ما

وصلتها رسالة منه فتحتها لترى محتواها المتوعد 

" افتحي الفون لآجي اكسره على دماغك"

ابتسمت بيأس ممن خدعها فقال " تغير كثيرًا بعد فراقك" 

واهمًا لا محالة، رن هاتفها مرة أخرى 

وما إن فتحت حتى دوى صوته الهادر الذى يكاد يخرق طبلة أذنها مما جعلها تبعد الهاتف عنها بإنزعاج

_ انتي فين ياهانم؟

قلبت عينيها بغيظ وقد وضحت أمامها الرؤية بمراقبته لها وقالت بهدوء

_ وانت مالك؟ بتسأل بصفتك أيه؟

صاح بها بانفعال

_ بصفات كتير ياهانم ولو عايزة تعرفيها هاجي اعرفهالك، وإذا كان منصور سايبك تدوري زي ماانتي عايزة فانتي ليكي أهل يحكموكي

ضغطت على أسنانها بغيظ وتحدثت بحدة

_ وانت بقى اللي هتحكمني؟

تابع هدره

_ ايوة هحكمك لما تروحي تزوري واحد زي ده وبعد اللي عمله فيكي يبقى لازم احكمك

راقتها غيرته عليها رغم غلاظة كلماته وواصلت تحديها له

_ والله اللي ليه كلمة عليه بعد بابا هو جدي وعمي من بعده يعني مفيش حد تاني له كلمة عليا، ولعلمك أنا مش جاية أزوره زي ما الغفير اللي باعته مـ وصلك انا كنت جاية اشوف انتقام ربنا ليا مش أكتر 

إزداد غضبه منها وهى تمحو وجوده من حياتها وقال باحتدام 

_ يظهر إن منصور دلعك بزيادة وانا بقي اللي هعلمك الأدب و أربيكى من أول و جديد 

تابعت إشعال نيران الغضب بداخله قائلة بإستفزاز

_ لما يكون ليك صفة 

أشعلت النار بداخله بالفعل وصاح بها 

_ بصفتي جوزك ياهانم

صححت له بفتور

_ تقصد اللي كان جوزي، انت نسيت إنك طلقتني

كان واقفًا على جمر ملتهب وقد أسود كل شئٍ من حوله من شدة الغضب الذي سيطر عليه تمتم من بين أسنانه

_ متلوعيش معايا وقولي انتي روحتي عنده ليه؟

ردت بنفس فتورها وهي تشير لسيارة أجرة 

_ ساندى قالت لى أن أخوها عايز يعتذر وبصراحة كان نفسي أشوفه وهو مذلول كده، والحمد لله راضيت فضولي وفضولك وتسمحلي اقفل عشان هركب العربية 

لم تمهله فرصة للتحدث وأغلقت الهاتف مما جعله 

يضغط على الهاتف بيده حتى كاد يكسر الهاتف أو أصابعه أيهما أقرب

كان يهدر بقوة مما جعل أمجد وليلى يستمعون لحديثه رغم المسافة بينهم ثم وجدوه يدلف الغرفة ويأخذ مفاتيحه وهو يقول باعتذار 

_ انا مضطر استأذن لإني عندي مشوار ضروري

خرج دون ان يستمع إليهم 

فقالت ليلى بقلق

_ انا هروح أشوف في ايه

منعها أمجد من التحرك

_ لا بلاش تدخلي انا دلوقت مع جدك فـ اللي قاله 

ووممكن اللي حصل ده يكون سبب لرجوعهم لبعض.

ردت بتمني

_ يارب ياأمجد بصراحة الاتنين صعبانين عليا اوي 

طمئنها بهدوء

_ إن شاء الله هيرجعوا لبعض بس سيبك من جاسر 

وخليكي معايا 

اشار لها بعينه وهو يغمز لها 

_ فاكره الاوضة اللي جانبنا دي، متيجي نعيد المشهد من تاني، بس هيكون بطريقة مختلفة عن كدة

زمت فمها بغيظ وقالت بحدة

_ كلمة زيادة وهقوم من قدامك

قال بخبث وهو ينظر إليها بلوع

_ براحتك بس كلها أسبوع وهيتعاد برضاكي، بس لما تيجي تقربي مني هخطفك في حضني

اشتد غيظها منه وهمت بالنهوض وتركه لكنه نهض مسرعًا و قف أمامها يمنعها وقال

_ ايه مالك حمقية كدة ليه، هو انا كنت قلت حاجة عيب.

رفعت حاجبيها بدهشة وقالت بغيظ

_ لا مقلتش حاجة 

ابتسم لها بحب وهو ينظر إلى ملامحها التي حفرت داخل قلبه وعقله وبكل كيانه

تلك الحبيبة التي أسرت قلبه وجعلته يسير وفقًا لرغباتها

فقال بوله

_ مش عارف انتي عملتي فيا ايه.

كل مدى حبك جوايا بيزيد لدرجة إني بقيت مسلوب الإرادة قدامك 

ابتسمت بخجل وقد أخذ قلبها يهدر بقوة من كلماته التي وصل صداها لأعماق قلبها فقالت بخجل

_ انا واقفة قدامك وخايفة اكون بحلم

اكد لها بولع

_ وانا كمان خايف اكون بحلم.

ليقاطعهما صوت متهكم

_ وانا بقى اللي جاي افوقكم من الأحلام دى


❈-❈-❈


عادت سارة إلى المنزل وعاد هاتفها يرن بإزعاج 

تجاهلت وصعدت إلى غرفتها 

محاولات كثير منه لكنها عاندت وقامت بأغلاق هاتفها ووضعته على المنضدة بعناد 


محاولة أخرى منه فوجد هاتفها قيد الأغلاق مما جعله يزداد غضبًا فتمتم متوعدًا

_ ماشي بكرة بالكتير وهطلعه على عينك يا بنت المنياوي

عاود الاتصال بمصطفى الذي ما إن أجابه حتى تحدث باقتضاب 

_ استناني مع أمجد أنا جاي حالًا

ثم اغلق الهاتف وألقاه على المقعد المجاور و بدأ فى استرجاع ذكرى قريبة


فلاش باك


فتح جاسر باب غرفته ليجد مصطفى أمامه يقول بإحراج

_ محتاج مساعدتك هتساعدني ولا اشوف حد تاني

فهم جاسر مقصده فأشار له بالدخول ليجلس مصطفى وهو بجواره لينظر إليه بشك

_ خير عملت أيه تاني؟

رد مصطفى باحراج

_ أنا هربت حلم وهى دلوقت في طريقها للقاهرة 

مسح جاسر على وجهه يحاول تمالك اعصابه كى لا ينفعل عليه وسأله بجمود يحاول به الحفاظ على ثباته الإنفعالى

_ تقصد حلم بنت الهواري

اومأ له في صمت مما جعل جاسر يضغط على قبضته محاولًا السيطرة أكثر على غضبه مما جعله يتمتم من بين أسنانه

_ وديتها فيها؟

حمحم بإحراج وهو يجيب

_ مش عارف لسه، انا كنت عامل حسابي إنها تروح عند أمي بس لقيت انه أول مكان هيدوروا فيه، هما وصلوا دلوقت للقاهرة ومش عارف اخليها تروح بيت جدي ولا اعمل أيه 

هز رأسه وهو يحاول تهدئة انفعاله، فما حدث؛ حدث وانتهى

_ وانت جاي تسألني بعد الدنيا ما خربت؟

هز كتفه مغمغمًا بضيق

_ كنت خايف لتقف قصادي وتمنعني وانا دلوقت بطلب مساعدتك، هتساعدني ولا أشوف حد تاني

تنهد جاسر بيأس 

_ وناوي على أيه بعد اللي عملته ده؟

_ هخدها ونسافر برة نكمل تعليمنا هناك

هز رأسه قائلًا بصعوبة تحكم

_ بما إن المصيبة حصلت وخلاص فغصب عني هساعد 

سأله بتوجس

_ إزاي؟

فكر قليلًا ثم أخرج هاتفه ليجرى مكالمة وعندما أجابه تحدث بدون مقدمات 

_ محتاجين مساعدتك ضروري 

رحب قائلًا

_ أكيد طبعًا قول.


_ الأول في بنت في مشكلة واحنا بنحاول نساعدها، هى دلوقت في القاهرة وعايزين حد نثق فيه تكون عنده الفترة دي لحد ميعاد سفرها 

تردد قليلًا ثم تحدث بجدية

_ قصة بنت دي تقلق بس بما أنها تبعك فـ حاضر هساعد باللي أقدر عليه، هى فين دلوقت؟

نظر جاسر لمصطفى يسأله فأجابه 

_ خليه يبعتلك العنوان وانا هكلمهم 

_ هى في القاهرة دلوقت قول العنوان 



❈-❈-❈


_ وأنا جيت بقى عشان افوقكم من الحلم ده

ضحك أمجد وقال بتسويف

_ بلاش انت لإنك عملت اللي مـ في حد يقدر يعمله.

تحدثت ليلى باستنكار

_ ولا كان هيقدر يعمل حاجة من غيري 

اتسعت عينا أمجد بعدم استيعاب لما تقول وسألها 

_ عملتي ايه ياعملي الاسود 

تحدثت بغرور مصطنع وهي تجلس على المقعد

_ ولا حاجة عرفته طريق سامية اللي حلم بتثق فيها 

نظرت إلى مصطفى وتابعت بغيظ

_ بس كان ممكن يودي نفسه فى دهية بجرئته دي

جلس مصطفى وهو يجيبها 

_ على اساس سفرك لليونان مكنش جرأة بصراحة أحفاد الحاج عمران دول مصيبة كل واحد فيهم ليه حركة جريئة كده إنما أيه تودي في داهية

اتسعت أعينهما بصدمة وسأله أمجد بحيرة

_ وانت عرفت منين؟


قاطعهم دخول جاسر الذي ظهر عليه الهدوء قليلًا بعد تلك العاصفة التي خرج بها

_ السلام عليكم

ردوا جميعًا السلام ثم جلس معهم فقالت ليلى 

_ طيب اسيبكم انا بقى

ظل أمجد ينظر إليها وهي تذهب حتى نبهه جاسر 

_ خليك معانا هنا.. هنعمل ايه؟

التفت اليه أمجد قائلاً 

_ متخافش ياسيدي كل حاجة ماشية زي ما اتفقنا بكرة الصبح هيكون المأذون معانا وإن شاء الله يخلصوا ويطلعوا على الطيارة، بس كل واحد فيهم من طريق

سأله مصطفى بقلق

_ وفيه ايه لما تروح معايا؟

نظر إلى جاسر وقال بيأس

_ تهوره ده هيوديه في داهية، يا ابني انت أكيد هتكون متراقب من وقت ماتخرج من البيت لحد ما تركب الطيارة ولما يشوفوها معاك مش بعيد يقتلوك ويقتلوها.


أيده جاسر 

_ مش ولحدهم كل اللي ساعدهم هيروح معاهم، يعني نهدي كده ونتصرف بحكمة

تحدث أمجد بجدية 

_ مصطفى الموضوع مش سهل زي مـ أنت فاكر فلازم كل خطوة تكون محسوبة ومن غير تهور اتفقنا؟

أومأ له على مضض

_ اتفقنا، بس

قاطعه جاسر بحدة

_ مفيش بس اللي قولنا عليه يتنفذ بالحرف، مش عايز أقولك إن لو جدك وعمك عرفوا حاجة زي دي هما بنفسهم اللي هيقفوا قصادك ويرجعوا البنت لأهلها، وانا أول واحد كنت هعمل كده بس لقيت إن خلاص المصيبة حصلت واللي كان كان.

أيد أمجد رأيه

_ فعلاً جاسر عنده حق ولولا إنى بثق في تصرفاته مكنتش وافقت 

رد مصطفى باستنكار لقسوتهم عليه

_ بس الكلام ده لو هي عايشة مبسوطة مع أهلها وانا جيت خطفتها منهم، دا الجحيم أرحم من اللي هي فيه

وافقه أمجد بتعاطف

_ عارفين وده السبب الوحيد اللي مخلينا واقفين جنبكم واحنا مش بنطلب منك تسيبها إحنا بس عايزينك تكون هادي ومتتصرفش بتهور

اومأ لهم 

_ تمام اللي تشوفوه

اخرج جاسر التذاكر من جيبه وقال بثبات

_ وانا جيبت التذاكر وإن شاء الله الموضوع يعدي على خير 


❈-❈-❈


أصبح مصطفى على أتم الاستعداد للسفر 

وغدًا في الصباح سيذهب مع جاسر وأمجد إلى القاهرة كي يتم عقد قرانه على حلم ويأخذها ذاهبين إلى الخارج.

ترجل مصطفى ورغم فرحته الكبيرة بحلم إلا إنه كان يتمنى أن يشاركهم فرحته 

دلف الغرفة ليجدهم جالسين بوجوم لحزنهم على فراقه 

تقدم منهم ليصافح جده ويقبل يده وهو يقول بأسف

_ عارف إن فراقي صعب عليك بس أوعدك إني هكلمك كل يوم واطمن عليك

ربت عمران على كتفه ورد بحب

_ تروح بألف سلامة ياولدي ويكفيك شر الطريق 

أومأ له بابتسامة ثم تقدم من جليلة التي سبقتها دموعها وقالت بحزن

_ خلاص هتفارقنا 

ابتسم بحب ودنى منها يقبل رأسها وقال بثبات

_ مين قال كده إن شاء الله هكلمك كل يوم وفيديو كمان كأني معاكم 

ثم دنى من عمه الذي كان ومازال بمثابة أب له وقال بصدق

_ بصراحة اتعودت عليك فى حياتي مش عارف إزاى هقعد المدة دي كلها من غيرك 

ابتسم جمال بود ليربت على كتفه بقوة 

_ وانت كمان بعتبرك واحد من ولادي زيك زيهم بالظبط بس ياريت اول ماتخلص علامك ترجع على طول.

ابتسم بحب وقال بتأكيد

_ من غير ما تقول آخر يوم في الامتحانات هرجع على طول.

_ إن شاء الله، انا حولتلك مبلغ بسيط على حسابك تمشي به نفسك لحد ما تستقر هناك

تذكر مصطفى امر الرسالة التي وصلته أمس وقد ظن انها من والده فلم ينتبه لاسم المرسل فقال 

_ بس المبلغ كبير أوي و….

قاطعه جمال

_ مش كبير ولا حاجة انا لسه قايلك انت زيك زي جاسر وطبيعي اني اعمل كده معاه

لم يجد كلمات يصف بها مدي امتنانه له فقال بحب

_ متشكر اوي ياعمي

نظر إلى وسيلة التي وجد معها حنان لا يوصف 

_ هتوحشيني أوي

_ وانت كمان اتعودت عليك معانا

اكد لها 

_ هكون معاكم برده، بس خلي بالك من سارة 

اكدت له

_ سارة جوة قلبي بس ربنا يهديها وترجع 

نظر إلى جاسر وتابع بمغزي

_ هترجع إن شاء الله

اهتزت نظرات جاسر وقال بحدة

_ خلصت محن ولا لسه

اوما له

_ اه خلصت هكمل الباقي في المطار مع حازم ومعتز 


_ وبالمرة تعدي على ليلى في المستشفى 

ضحكوا جميعًا 

_ لأ كفاية المحن اللي هي فيه دلوقت يلا ياسيدي

خرجوا من المنزل ومروا على المشفى وكان أمجد بانتظارهم هناك 


❈-❈-❈


في المشفى 

جلس أمجد معها في كافتريا المشفى وهو ينظر إليها بغيظ

_ عاجبك كده والكل عمال يبصلنا زي اللي اول مرة يشوفوا اتنين مخطوبين؟

ردت هى بغيظ من فعلته

_ طبيعي لإن مجيك أصلًا هنا مينفعش

_ بت اتعدلي لاعدلك أنتي بقيتي خطيبتي خلاص وأشوفك في المكان اللي يعجبني 

نظر إلى تلك العيون التي تراقبهما وقال

_ ولا فيه سبب تاني؟

اتسعت عينيها ذهولًا من حديثه وقالت بحدة

_ ايه سبب تاني ده؟

عاد ينظر إليه بحنق 

_ اللي قاعد مشلش عينيه من علينا ده

لم تستطيع النظر إلى حيث يشير وقالت بعتاب

_ يعني انت جاي عشان كده بس؟

ابتسم لها بحب عندما رآى عبوسها وقال بمرح

_ للسببين وحياتك السبب الاول إنك هتوحشيني والتاني عشان أخليه يفقد الأمل من جواه

لم يعجبها تصرفه وقالت بجدية 

_ بس ياأمجد كده مينفعش احترم مشاعر الناس لإنها حاجة مش بأديهم 

إحنا مش هندخل جواهم ونعاتبهم على احاسيسهم

عقد حاجبيه بغيرة واضحة وسألها بحدة

_ ومالك متعاطفه معاه ليه؟

_ لإني جربت الاحساس ده وعارفه اد أيه هو مؤلم بلاش نخلي غيرنا يعيشه، هو خلاص قطع أي أمل من قبل حتى مانتخطب فمكنش ليه لزوم اللي انت عملته ده

تطلع إليها قليلًا ثم سألها

_ انتي شايفة كده؟

لاحظت الضيق الذي يتحدث به وقالت بهدوء

_ انا مش شايفة حاجة كل اللي بقوله إننا نحترم مشاعر الغير مش أكتر

رن هاتفه ليجد المتصل جاسر فنهض قائلًا بحزم

_ أنا ماشي دلوقت بس أى حد هيفكر بخياله أنه يخدك منى هيكون حسابه عسير معايا 

تركها وغادر من المشفى ليجد جاسر ينتظره بالسيارة أمام المشفى 

صعد بجوارهم 

_ السلام عليكم

ردوا جميعًا السلام

فسأله جاسر بشك

_ والبرد ده مجاش إلا النهاردة ولا ايه؟ انت امبارح كنت كويس

اومأ له متظاهرًا بالتعب

_ اه بالظبط قومت من النوم لقتني بعاني من البرد

هز راسه بشك وسأله

_ البرد راح خلاص؟

أومأ له بتأكيد 

_ اه الحمد لله 

_ ربنا يشفيك.

نظر إلى مصطفى وسأله

_ كلمت أبوك

اومأ له بعدم اهتمام

_ اه كلمته ووافق، تحسه أصلًا هو مش عارف بيوافق على أيه.

ربت جاسر على ساقه

_ المهم إنك تكون مع اللي بتحبها اى حاجة تاني مش مهم 

ابتسم له بود وقال بجدية 

_ خلي بالك من سارة، انا مقدرش أءمن حد عليها غيرك، سارة اه مندفعه وتفكرها يمكن يكون غير منطقي بس اللي انا واثق فيه أنها بتحبك 

التزم جاسر الصمت وعينيه تنظر للطريق أمامه بشرود


" بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"

تلك الجملة التي نهى بها المأذون قرنهما تحت فرحه وسعادة من الجميع 

كان جاسر ينظر إلى سارة بملامح مبهمة مما جعلها تشعر بالقلق منه

هى تعلم جيدًا تلك النظرات يخفى خلفها توعد عسير 

تهربت من عينيه ونهضت لتبارك لأخيها ومازال داخلها يرتعد خوفًا من تلك النظرات التي لا ترأف بها

نهض أمجد ليهنئ الجميع

_ الف مبروك ياجماعة بس خلاص لازم نمشي دلوقت عشان ميعاد الطيارة

نهض جاسر أيضًا وهو يؤيده

_ فعلًا مفيش وقت، انا هاخد سارة وحلم واخرج من الباب الوراني للعمارة واسبقكم على هناك وانتوا حصلوني

ارتعد داخل سارة خوفًا وقد تأكدت بأنه ينوي فعل شئ لكنها استسلمت له وخرجت معه هى وحلم وذهبوا دون نقاش 


في المطار 

ظل مصطفى يبحث عنها لكنه لم يجدها، اتصل على جاسر وليلى لكن لا احد منهم يجيب 

النداء الاخير وهى ليس لها وجود هم بالخروج من المطار لولا تلك الرسالة التي جعلته يتصلب في وقفته…..


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية