-->

رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 7

 

قراءة رواية نزيلة المصحة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية نزيلة المصحة

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السابع



دقائق مضاها الطبيب حمزه وهو يلعن في نفسه هؤلاء الشياطين الذين استولوا علي استباحوا تدمير تلك البريئه، فالأم قدمت حياتها قربانا لشياطينها حتي تسعد ابنها، والآخر  سيضحي بمستقبلها ثمناً لعدم رجولته واتكاله علي الغير.. 


واصلت كريمه قائلة : 

ومع احتياج ود للفلوس اضطرت انها تنزل تدور علي شغل بعد جامعتها،

 دورت كتير ولفت لغاية ماتعبت، ومتلاقيش فكل مره حاجه مناسبه، المناسب فالمواعيد تلاقي فلوسه مش اللي هي، والمناسب فالفلوس تلاقي مواعيده متناسبش مواعيد الجامعه بتاعتها،

 وفضلت كده لغاية ماربنا كرمها ووحده زميلتها جابتلها شغل فشركة باباها،، كانت شركة اعلانات تلفزيونيه،، ومع توسط صاحبتها باباها وافق يشغلها نص يوم من بعد الضهر والمبلغ كان كويس لحد ما.. 

اشنغلت ود وبقت تجيب مصاريفها ومصاريف البيت، اما مصاريف حسام الشخصيه كانت علي مامته،

 لكن للأسف حسام الفلوس اللي كانت بتديهاله مامته مكنتش بتكفي مصاريفه، فقرر انه ينقل هو وود ويجو يعيشوا معانا فشقتنا ويأجر الشقه اللي هما فيها،وفعلاً عمل كده. 

ورجعت ود تاني لنفس اوضتها ومكانها وحضني،، بس ابداً مرجعتش ود الاولانيه،، كانت مطفيه ودبلانه وتعبانه طول الوقت.. 

استمرت فالشغل لفترة شهور وقدرت تنظم وقتها بين شغل ودراسه وطلبات حسام، 

لغاية مافيوم بتشتغل والبنت اللي المفروض هتمثل اعلان اتأخرت وفضلوا مستنينها كتير مجاتش،، المخرج وقتها اتجنن عشان كان متفق على ميعاد مع الشركه المعلنه ولازم يخلص الاعلان قبل منه ويسلمهولها،

 وفضل كتير يزعق ويشتم لغاية ما بص لود شويه كتار بتركيز وبعدين اتقدم منها وقلها بتصميم:

انتي اللي هتعملى الاعلان،، ود مصدقتش نفسها،، اصلا دا حلم لأي وحده انها تعمل اعلان وتطلع علي التلفزيون،، وبسرعه جالها فريق عمل ولبسوها وعملولها مكياج وعملت الاعلان،، ونزل الاعلان والناس كلها اتجننت من جماله وجمال ود واتشهرت فالجامعه،، ونزلت الطلبات عليها بعد كده عشان تعمل اعلانات،، وفيه اللي طلبها تمثل في التلفزيون،، لكن ود رفضت انها تدخل فموضوع التمثيل دا لانها كانت بتسمع عن الناس اللي بتمثل كلام مش كويس،، واكتفت بالاعلانات اللي كانت بتجيبلها فلوس حلوه اوي وربنا عوضها خير،

 لكن المشكله ان كل الفلوس اللي كانت تفضل معاها بعد مصاريفها الشخصيه تديها لحسام،، ومتخليش حاجه فأيدها ولا حاجه للزمن ابدا،، وتصرف طبعاً على البيت وتديني فلوس اجيب كل طلباته،


 وحسام وامه آخر انبساط وسعادة بالفرخه اللي بقت تبيضلهم بيضه دهب،، وحبيبتي ياعيني تدي من غير ادراك، وتشتغل من غير وعي وكله عشان تسمع كلمه حلوة من حسام ويرضي عنها،، وطبعا كل دا مش بإرادتها.. 

❈-❈-❈


عدت اول سنه على جوازهم ومحصلش حمل،، ومع انشغال ود،، ومع الفلوس اللي كانت بتجيبها محدش دور علي الموضوع ده،، وبصراحه يسامحني ربنا انا مكنتش عايزاه يحصل ولا بنتي تتورط مع حسام وامه اكتر من كده عسي ولعل تحصل معجزه من عند ربنا وتخليها تبعد عنهم ويبعدوا عنها،،


صمتت لتأخذ نفسا عميقا ثم تلته بخة من الرزاز سمعها الطبيب حمزة جيدا،، وثوانٍ وعادت تكمل.. 


وعدت السنه وود نجحت فتانيه كليه وخلاص رايحه تالته والامور تمام،، وهي مشغوله فشغلها،، وحسام مشغول مع صحابه وطلعاته،، والبنات اللي بسمعه يكلم فيهم طول النهار وهي ود فالشغل او فالكليه، ويتواعد معاهم ويطلع يصرف عليهم فلوس بنتي وشقاها،، اما امه فاطول النهار والليل تتكلم فالتليفون،، مره خالتها، مره صاحبتها،، مره تاخد التليفون وتدخل اوضتها والله اعلم تكلم مين،، 


وانا طول النهار يابين غسل وتنضيف، يافالمطبح بعمل لقمه للغلبانه الشقيانه اللي بترجع مهلوكه من الشغل والتعب متلقاش حد غيري ياخد باله منها ويحطلها لقمه تاكلها وتتقوت بيها.. 


واخذت نفساً وزفرته ببطئ ثم اكملت. 


وفضل الحال علي ماهو عليه لغاية ماود جاتلها فرصه من دهب،، جالها عرض انها تشتغل عارضة ازياء عند مصمم معروف..كان مره عايز يعمل اعلان لشركته وراحلهم شركة التسويق والاعلان.. وشاف هناك ود واتهبل على جمالها وجسمها،، وعرض عليها فوراً تشتغل معاه،، لكن ود رفضت الشغل دا نظراً لان عارضات الازياء بيلبسوا كله عريان ومكشوف،، واحيانا مبيلبسوش خالص الا حاجات بسيطه ،، لكنه اخد رقمها من بياناتها فالشركه اللي بتشتغل فيها وابتدا يرن عليها ومصر انه يقنعها انها توافق تشتغل معاه..


فضل يرن ويزن وهي ترفض ويغيب يوم ولا يومين وهي ترفض،، لغايه ماعملتله حظر،

غاب يومين واتصل بيها من رقم تاني وكلمها، 

وهي اول ما عمل كده اتعصبت جدا وفضلت تشتم وتقول له انت ازاي تعمل كده انا رفضت وخلاص ايه التصميم اللي عندك ده! بالصدفه حسام كان جاي من بره ودخل وسمعها وهي بتكلمه اخذ منها التليفون وفتح السماعه وسمع كلام الراجل واللي كان بيقول فيه:

مدام ود صدقيني انا مش عايز غير مصلحتك انا هاديكِ فلوس كثير قوي مقابل شغلك معايا وده غير الشهره والمجد وحاجات كثير تانيه حلوه هتكتشفيها لما توافقي على عرضي. 


حسام قفل السكه وبص لود وسألها : مين دا وعايزك تشتغلي معاه ايه بالظبط؟ 


ود : دا مصمم ازياء وعايزني اشتغل معاه عارضه،، 


حسام بصلها شويه وبعدها بص بعيد وسألها وهو سرحان : طيب وهي العارضه دي بتاخد فلوس كتير علي كده؟ 


ود : اه بتاخد فلوس كتير،، بس المسأله مش مسألة فلوس،، العارضه بتكشف جسمها وملزمه بموجب عقد انها تلبس اي حاجه يعملها المصمم ويقولها تلبسها.. 


حسام : طيب وايه يعني،، متشتغليها الشغلانه دي واهو منها فيها راحه ليكي،، ومنها فيها فلوس كتير عن الملاليم اللي بتاخديها دي.. 


ود باستغراب : بقولك جسمي هيتكشف ياحسام يعني هتعري قدام الناس! سيبك من انه عيب وميصحش لكنه حرام. 


حسام قرب من ودنها وبنبره تشبه فحيح التعبان قالها : طيب وايه يعني،، مانتي بشعرك ومش محجبه، شعرك دا مش حرام؟ 

رقابتك الجميله الباينه دي مش حرام؟ قالها ومشي ضهر ايده علي رقبتها بنعومه،، الروج اللي فشفايفك دا مش حرام؟ ورفع اديده علي شفايفها،، البنطلون والتيشرت الديقين اللي بتلبسيهم وتخرجي بيهم دول مش حرام؟ الحرام مبيتجزأش ياود.. اللي يستحرم يستحرم من كله.. 


ود : استسلمت للمساته وغابت عن الدنيا وردت عليه بهمس وهي مغمضه عنيها وبصوت دايب  :يعني ايه ياحسام؟ 

حسام :يعني تقبلي الشغل ياود ومش اشكال اديكي الحلوين دول يبانوا ولا رجليكي،، ماهو الستات لازم تشوف الجمال دا عشان يعرفوا انهم مش ستات ولا عندهم جمال،، وكمان اي راجل يشوفك هيحسدني عليكي لاني اخدت الجمال دا كله لوحدي.. 

ود انتي جميله اوي،، عارفه كل اللي يشوفك يقولي مراتك فيها شبه من هيفاء وهبي الممثله بس مراتك النسخه الاجمل،، انتي متعرفيش انا بكون مبسوط ازاي وانا بسمع الكلام دا عنك،، هاه ياحبيبي يلا؟ 


ود : بتوهان : يلا ايه؟ 

حسام : يلا ردي عالراجل ياقلبي وقوليله انك موافقه تشتغلي معاه،، وافتحي ليا وليكي ابواب النعيم بقي.. قالها وفتح تليفون ود ورن علي آخر رقم فيه واداهولها بعد مافتح السماعه  ومسك ايدها وباسها،، وفضل يبوس فيها واستمر حتي بعد مالراجل رد علي ود،، ومبطلش غير بعد ماود بلغت المصمم بموافقتها علي انها تشتغل معاه.. 

❈-❈-❈


صمتت كريمه مجددا وهاهي تفعل ماتفعله مراراً وفي هذه الاثناء وقف الطبيب حمزه، وتوجه للمطبخ وبدأ في إعداد قدحاً من القهوه فهو الآن في امس الحاجة لرفيقته لكي تخفف عنه مايشعر به من قهر بسبب ذلك الديوث اشباه الرجال.. 

وقبل انتهائه من قدح قهوته كانت عاودت السيده كريمه حديثها قائلة : 


وبس يبني واخدها حسام بعد كده من ايدها ووداها للمصمم بنفسه ومضت العقد، وفيوم وليله بقت ود اشهر عارضة ازياء في مصر والبلاد اللي حواليها كمان،، وبقت تسافر وتعمل عروض فكل البلاد وتاخد فلوس كتيره والحياة اتغيرت،، اشترتلها شقه جديده ونقلنا فيها وسيبنا القديمه،، وكمان اشترت عربيه والاسم بتاعتها لكنها كانت تحت تصرف حسام،، فلوس لحسام من غير حساب وهدوم من اغلى الماركات،، 

وحسام اللي بتعمل عشانه كل دا هي كانت تسافر عشان تشتغل  من هنا وحسام يقضيها سهر وسكر.. وعربده وستات وقرف.. 


ومع الانشغال والسفر اهملت كُليتها اللي كانت فضلالها سنه وحده بس فيها وتخلصها والنتيجه انها سقطت.. لكنها في ظل الفلوس مهتمتش لسقوطها ده.. بصراحه انا كنت كل ماابصلها اشفق عليها عشان كنت اشوفها عامله زي التور المربوط فساقيه وبتلف عشان تروي الارض والارض تطلع محصول يستفيد بيه غيرها وهي ماينوبهاش غير شوية برسيم قليلين يادوبك يسدوا جوعها.. 


فضلت كده لغاية مامتحملتش اشوفها قدامي بتموت نفسها فالشغل وحسام وسعاد عايشين علي قفاها مبسوطين،، قررت اني هحررها من اللعنه دي واروح افك العمل اللي عاملاهولها سعاد واللي يحصل يحصل.. 


وصمتت قليلاً لتلتقط انفاسها ثم اكملت.. وفي هذه الاثناء كان الطبيب حمزه على وشك الانتهاء من قدح قهوته وبالفعل مع استئنافها للحديث كان قد شرب آخر قطراته،، فتحسن مزاجه قليلاً 


كريمه : رحت يبني لشيخ واخدتله حاجه من اتر ود وابتدا يفك العمل عن بعد، وكان شيخ شاطر كل الناس بتشكر فيه،

 عمل شغله واديته اللي فيه النصيب من الفلوس اللي بتديهاني ود واللي بشيلهالها من ورا حسام وامه،، ورجعت يومها وانا خايفه ان سعاد تكشفني او تعرف انا عملت ايه،، لكن الحكايه عدت علي خير،، وبمجرد مارجعت ود من شغلها عملتلها من الميه اللي اداهاني الشبخ عصير شربتهولها وخليتها غسلت وشها بالميه الباقيه وكل دا من غير ماسعاد تعرف،، طبعا دا بعد ماقالتلها ان دي حاجه بتمنع الحسد والعين بس لازم متقولش قدام حد عليها عشان مفعولها مايرحش،، وهي ياقلبي بتصدقني علي طول وبتعمل اي حاجه بقولها عليها عشان عارفه ان مفيش حد بيحبها ادي ولا يخاف على مصلحتها فالدنيا دي كلها زيي.. 


لكن الحاجه الوحيده اللي كان نفسي اخليها تعملها ومقدرتش،، اني اخليها ترجع تاني للصلاة اللي سابتها من ساعة مااتجوزت حسام،، او اخليها تمسك المصحف وتقرا فيه شويه زي الاول.. لكني قولت اكيد مش بأيدها،، بإذن الله هتخلص من اللي هي فيه دا وترجع تاني تصلي وتقرا وتعمل كل اللي بعدت عنه بفضل سعاد وشياطينها.. 

ابتدت الايام تمر ويوم عن يوم ابتدت ود تنفر من حسام وتنتقد تصرفاته واللي بيعمله،، واللي مكانتش قبل كده بتتكلم عنه ابداً،، ابتدا حسام وامه يستغربوا وخصوصا انها ابتدت تثور عليهم وعلي الاوضاع اللي هما فيها واللي هي فيها،، ومستغربه هي اذاي كانت صابره. وراضيه بتصرفات حسام دي قبل كده،، 


ابتدت سعاد تشغل دماغها عشان تكتشف ايه سر تغيير ود والظاهر انها قدرت تخمن،، 

وفيوم قالت انها رايحه لخالتها وانا عرفتها على طول انها رايحه تعيده من تاني،، هي نزلت من هنا وانا نزلت وراها من هنا،، هي ركبت تاكسي واتحركت، 

وانا ركبت تاكسي ورحت وراها، 

وفضلت ماشيه لغاية ماوصلت عند بيت خالتها، نزلت هي من التاكسي وفضل واقف مستنيها، 

وانا فضلت مستنيه فالتاكسي بعيد، وشويه وخرجت هي وخالتها ركبوا التاكسي واتحركوا وانا وراهم،

فضلوا ماشيين لغاية ماوصلوا لحته شعبيه ووقف التاكسي ونزلوا منه، وانا بعدهم قولت للتاكسي يقف يستناني و نزلت وحصلتهم،

وفضلت ماشيه وراهم من بعيد لبعيد لغاية ما دخلوا بيت، حفظته وحفظت شكله واتداريت بعدها فشارع فرعي، نص ساعه بالظبط قضوها جوا وكانوا خارجين، 

استنيتهم لما مشيوا خالص  ودخلت وراهم البيت بعد ماخبطت وفتحلي ولد صغير، 

ولقيت فيه ستات اشكال والوان قاعده مترصصه وكل وحده مستنيه دورها،، واثناء منا واقفه بتلفت حواليا جاني صوت ست من ورايا خضني.. انتي بتدوري علي حد يامودام ولا جايه للشيخ؟ 


-لللا جايه للشيخ 

الست : ومالك خايفه وبتلجلجي كده ليه،،متخافيش ياحبيبتي،، تعالي قوليلي كشف عادي ولا مستعجل،، العادي ب٢٠٠ واديكي شايفه الناس يعني علينا وعليكي لبليل،، المستعجل ب٥٠٠ وتدخلي بعد اللي جوه علي طول.. 


فتحت الكيس بتاع الفلوس واديتها ٥٠٠ جنيه من غير مااتكلم وهي خدتهم وشاورتلى على كرسي.. 


قعدت عليه وانا بتلفت حواليا بخوف ومفايش دقايق واللي جوا خرجوا والست شاورتلي عشان ادخل،، 

المكان كان مخيف وفيه ريحه غريبه.. دخلت وقعدت قدام الراجل اللي كان قاعد على الارض وقدامه مبخره وبمجرد ماقعدت سألني،، عمل ولا فك ولا كشف؟ 


كريمه : فك وليك اللي عايزه،، انا ام البنت اللي اسمها ود اللي الستات جم من شويه وعملولها عمل بالمحبه لجوزها حسام،، 


الشيخ بصلها بتوجس وسألها : ود مين وحسام مين؟ 

كريمه وهي بتطلعله فلوس من الكيس،، ادوك. كام قولي وانا هديك الضعف وفكه،، 

الشيخ بطمع : ادوني ٢٠٠٠ جنيه، 


كريمه : خمسه اهم،، بس تفكله زي ماعملته، وكمان تعملي حجاب ليها ميخليش اي حاجه تأذيها من الحاجات دي حتي لو انت اللي هتعملها وليك زيهم،، يعني ١٠٠٠٠ جنيه ٥ دلوقتي وال٥ التانيين بعد مااتأكد انك فكيته وان الحجاب بتاعك شغال،، 


الشيخ بعيون بتلمع من الطمع : ماشي،، بس بشرط،، لو الفلوس الباقيه مجاتنيش انا هأذيها اذيه متقدرش تقوم منها.. 


قولتله موافقه واديتله ال٥٠٠٠ وابتدا يقرا ويفك العمل بتاعه اللي عامله، وبعدها ابتدا يكتبلي فطلاسم على ورقه وغلفهالي بجلد وقفلها كويس على شكل مثلت واداهاني، وطلب مني ان الحجاب دا ميفارقهاش خالص ليل او نهار عشان دا فيه تحويطه تعمل حاجز بين جسمها وجنس الجان عشان ميقدروش يمسوها او حتي يقربوا منها،، 

❈-❈-❈



اخدت الحجاب وطلعت وانا مطمنه على بنتي انها هتكون بخير ومفيش حاجه هتحصلها،، اصل لا يفل الحديد الا الحديد 


وصمتت هنا واستمر الصمت طويلاً حتي ظننت انها لن تتحدث مرة اخري،، فكنت سأطلب منها ان تغلق الهاتف وتذهب لتستريح ونكتفى بهذا القدر،، 

لكنها فاجأتني بإن عاودت الحديث وانا حقيقةً لن امنعها عن الحديث ابدا،، 


فأردفت كريمه :ورجعت البيت ودخلت اوضة ود كأني برتبها  وخيطت الحجاب كويس، وفتحت فتحه فى كل البراهات بتاعة ود وحطيت الحجاب فوحده منهم عشان لما تيجي تلبسها،، وبعد كده تنقلها بسهوله من وحده لوحده وإن مرضتش بالزوق يبقي بالعافيه لو هضربها.


يومها جات ود وقولتلها عاللي حصل وحكيتلها كل حاجه لما رفضت تلبس الحجاب وقالتلي كده اوفر وكتير،، وطول الوقت وانا بحكيلها وهي متفاجئه وزي المضروبه علي دماغها،، 

مرضتش ازود عليها واقولها ان هي كمان اللي موتت ابوها بالسحر وحرمتها منه عشان نفسيتها متتعبش ومتتأثرش،، وقولت كفايه عليها اللي عرفته،، واللي خلاها اتأثرت جداً.. 


وابتدت الايام تمر وابتدت ود تاخد بالها من نفسها وتحافظ علي فلوسها شويه،، عملت حساب في البنك من وراهم وابتدت تحط فيه اغلب الفلوس اللي بتعملها،، ودا طبعا جنن حسام لانه كل مايطلب منها طلب ولا يقولها علي فلوس تقوله مفيش او مقبضتش او اي حجه المهم متديهوش لما بقي زي المجنون..

 وامه،، آه من سعاد امه،، كانت طول الوقت بتفرك لا على حامي ولا على بارد وعايزه تعرف ايه اللي حصل المرادي بالظبط وليه العمل والاعمال اللي بعده مش جايبه اى نتيجه،، 

شكت فيا اني اكون عملت لود حاجه وكذا مره تدخل تفتش فأوضتي وأوضة ود لكنها متلقاش حاجه وتطلع تاني.. 


واستمر الحال علي كده سنه كامله،، سنه وصل فيها حسام لقمة انحطاطه لدرجة انه ابتدا يمد ايده على ود عشان مبقتش تديه فلوس زي الاول،، والموضوع دا اتكرر مره واتنين وتلاته لغاية ماود قررت قرار.. 

❈-❈-❈


قررت انها خلاص هتبطل شغل وتقعد لحسام في البيت وتشوف هيعمل ايه،، وكمان عشان تمتحن السنه اللي كانت بتأجل فيها دي وتخلص الكليه بتاعتها،، 


وبالفعل قد كان،، وقعدت ود فالبيت ومبقتش تصرف مليم على حد غير على نفسها وجامعتها وبس،، 

هنا وصلت الحاله بحسام لدرجة انه بقي يسرق الفلوس سرقه،، من امه ومن ود ومني،، حتي دهب امه سرقه وباعه ودا السبب انها سابت الشقه وراحت علي الشقه القديمه تسكن فيها، 


خلصت ود الجامعه بتاعتها ونجحت وقررت بعدها انها ترجع تشتغل مره تانيه،، وكل دا وحسام منفصل عنها خالص ولا بيدخل البيت غير نادراً عشان ياكل ويشرب ويطلب فلوس وياخد منها حقه الشرعي بالغصب ويرجع يخرج تاني.. 


ود لما لقته كده طلبت منه الطلاق مره واتنين وتلاته وهو يرفض ويرفض،، وآخر ماغلبت منه سابته وفضلت علي ذمته وخلاص،، لكن لا طايقاه ولا عايزه تعرفه.. 


رجعت ود اشتغلت بس مرجعتش تشتغل عارضه،، لا دي اشتغلت فالتصميم،، سحبت كل الفلوس اللي كانت محوشاها وعملتلها شركه صغيره وخط انتاج كده بسيط لتنفيذ تصميماتها وابتدت تصمم وتعرض بنفسها وتسوق،، لغاية مالشركه اتشهرت وشغلها اتعرف فأقل من سنه، ودا بسبب شهرتها القديمه فالمجال وخبرتها، وكل حاجه اتعلمتها من شغلها مع المصمم دا استغلتها كويس اوي.. 


وابتدت الفلوس تجري فأيدها زي الرز.. ولما البيه عرف بكده رجع لها من تاني،، بس رجعلها بتوب جديد وشخصيه تانيه.. شخصية التائب النادم الطالب للسماح والمغفره واللي عرف غلطه ومستعد يعمل اي حاجه عشان يكفر عنه.. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة