-->

رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 19

 

قراءة رواية نزيلة المصحة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية نزيلة المصحة

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل التاسع عشر




حاول حمزه مراراً ان يهاتف كريمه وود بعد الذي حدث لود علي مسامعه منذ ساعات،

ولكن محاولاته بائت بالفشل وجاءت دون جدوي، 

ففي كل مرة يحاول الاتصال بهم لا يسمع سوى صوت رنين الهاتف يتكرر مراراً دوه رد الي ان ينقطع الاتصال،

 وها هو يعاود الكرة مرة بعد مرة، 


وفي النهايه زفر بقلة حيله وهو يبعد الهاتف عن اذنه ويضربه علي الفراش بجواره بمنتهي العصبيه، 

ثم مد يده فأمسك الأوراق مرة أخري وبدأ بتصفحهم  ولكن هذه المره بتركيز وأنتباه أعلى. 


 ومن ضمنهم قراء شيئا رآه الاكثر غرابة من غيره، 

وهو عباره عن عقد ملكية لسياره أجرة  بإسم حسام، وتاريخ العقد قديم جداً، من عشر سنواتٍ تقريباً!!


فأخرجه من بين الأوراق الاخري ووضعه جانباً، فقد بدا لحمزه انه اكثر الاوراق التي بين يديه  مصداقية،


اما البقية فمن السهل جداً تزويرهم اليوم، واكمل تصفح باقى الاوراق، والتي كانت عبارة عن عقود وتحويلات بنكيه من حسابات مجهوله لحساب ود، 


ومن بينهم مبلغاً ضخماً بقيمة مليوني جنيه، حولوا الي حسابها مرة واحده!


 وهذا كان منذ سنواتٍ ايضاً، 

اي في بداية مشوارها المهني، ولم تكن تمتلك شركات بعد او اى مصادر لكسب ذلك المبلغ الضخم من المال!

وهذه الورقه كانت الورقه الثانيه التي وضعها جانباً ايضاً، 

فيبدوا ان لكل ورقة  من هاتين الورقتين حكاية كبيره.


واكمل قراءة وتدقيق باقي الاوراق،


 وحين انتهي منهم وجد هاتفه يرن، 


فنظر اليه ليكتشف من المتصل،


ويال فرحة قلبه حينما وجده رقم من تشغل باله وعقله وقلبه ايضاً.

رد متلهفاً لياتيه صوت كريمه الهادئ عبر سماعة الهاتف:


ايوه ياحمزه يابني اسفه انك رنيت دا كله وانا مردتش عليك اصلي سبت التليفون فى البيت، واخدت ود ونزلت بيها ووديتها علي البحر قعدتها شويه لغاية ماهديت وجبتها تاني.


حمزه:  لا ولا يهمك ياخالتي، طيب وهي عامله ايه دلوقتي؟ 


تنهدت كريمه بثقل واردفت: 


والله يابني مكدبش عليك رجعت لسكوتها من تانى  وحالها اتشقلب بدال ماكانت ابتدت تتحسن،

 انا مش عارفه بس ايه اللي جرالها، هو انت قولتلها ايه عمل فيها كده؟


اردف حمزه:

ابداً ياخالتي كل الحكايه اني سألتها باباها مات ازاي بس.

ردت عليه كريمه بعد ان شهقت شهقة عاليه: بس؟!  

وهو انت مستهون بالسؤال دا يادكتور! 


طب دي ود من يوم موت ابوها وهي مش قادره تتخطي اليوم دا ولا تنساه، 


اليوم اللي خسرت فيه اغلي واحن إنسان في حياتها، ومش بس كده دي من بعده شافت الذل الوان، 


معلش يادكتور انا مش دكتوره زيك ولا افهم في شغلك لكن اللي عملته دا كان غلط حتي لو دي طريقتك في العلاج،


 ود من ساعة مكالمتها معاك منطقتش حرف واحد، ورجعت تاني لشرودها وسرحانها. 

وهقولك كلمه وحده اخيره:

اياك يادكتور تصدق كلام حسام ولاأمه فيوم من الأيام،

 دول تعابين وكل دقيقه ممكن يغيروا جلدهم ويبدلوا لونه عشان يخفوا حقيقتهم عن البشر،

ومش هقولك استفتي عقلك فأى حاجه هتسمعها منهم عشان انا متأكده ان عقلك حسام هيقدر يوصله فأي دقيقه ويأثر عليه بكل طريقه ممكنه ويخليه يصدق اللي هو عايزه.. 


لكن انا هقولك استفتي قلبك.. والقلوب مبتكدبش فإحساسها ابداً.


ولو يابني فيوم صدقت حسام وشفت ان ود غلطانه من وجهة نظرك، او انها مجرمه زي ماطول عمره هو وامه بيشيع عليها،


وقتها ابعد عنها وانهي أي اتصال بينك وبينا، 

وانسانا وكأنك ماعرفتناش يوم. 



واما لو مصدقتش، 

وجيت فلحظه وخفت من حسام احسن اذاه يطولك،

 ودا هيحصل اكيد، فاعفي نفسك من اي مسئوليه تجاهنا وانا اهو باقولهالك كتر الف خيرك لغاية هنا يابني ومشكور من الأرض للسما. 

مع اني من اول ماشفتك وانا متأمله فيك خير وقولت مفيش غيرك انت اللي هتنصف المظلوم وتجيب حق البريئ. 


لكن  لو مش هتكون كده، اوعي يابني تاخد صف الظلام وتكون واحد منهم، واللي ظلموا ود كتير وصفوفهم عريضه، 


واللي نصفها ووقف جنبها طول عمرها مفيش غير ناس يتعدوا عالصوابع، انا وابوها.. وهادي بيه. 

وكنت اتمني اسمك ينذكر معانا.


اردف حسام متسائلاً: مين هادي بيه دا ياخالتي؟ 

انتي مجبتليش سيرته قبل كده، ولا قولتيلي انه كان له دور فحياة ود! 


مع ان من الواضح انه كان له دور مهم جداً في حياتها علي حسب كلامك،

ودوره مايقلش عن ادوار رئيسيه زي ابوها وامها، يعني معني كده انه كان واخد حيز كبير في حياتها!


واكمل بنبرة شك:

هو انا ليه حاسس انك خبيتي عليا حاجات كتير ومقولتليش كل حاجه وانتي بتحكيلي قصة ود؟!


اردفت كريمه بعد ان تنهدت:


عشان مش كل حاجه ينفع تنحكي يابني، 


ولا عندي إذن اني اتكلم فيها،انت عارف هادي بيه دا يبقي مين ووضعه ايه في البلد؟ 

 دا اكبر رجل اعمال، وصاحب مجموعة شركات الهادي للإستيراد والتصدير، واسمه مينفعش يتجاب فأي حكايه من حكايات  أي حد. 


 زمان الراجل حصلتله مشكله كبيره بسبب ود، ودلوقتي مش مستعدين تحصل فحياته اي حاجه تانيه بسببها هو ميستحقهاش،

 وصدقني يادكتور هادي باشا لو عرف باللي حاصل مع ود دا كان خرب الدنيا وقلب عاليها واطيها، بس احنا مش عايزينله الأذي من واحد زي حسام عامل زي الإعصار بياخد في وشه الصالح والطالح.


كرر حمزه السؤال علي مسامع كريمه مرة أخري وبإصرار اكبر:

 قوليلي مين هادي دا وكان ايه دوره فحياة ود ومتخافيش، انا دكتورها مش أي حد،

 ولازم اعرف ادق التفاصيل عن حياتها والاشخاص اللى دخلوها واثروا فيها سواء بالسلب او بالايجاب عشان اعرف اعالجها كويس واشوف علتها فين بالظبط.



كريمه : صدقني مش مسموحلي

حمزه : اذن هسمع الحكايه من حد غيرك ومتبقيش تلوميني وقتها لو صدقت الطرف التاني،

ماانا ساعتها هكون مش بسمع غير من طرف واحد وهضطر اصدق اللي هيقوله مهما كان.



تنهدت كريمه واردفت بصوت متعب، ولكن بعد ان صمتت لثوانٍ سمع فيها حمزه صوت البخاخ،

وكم اسعدته هذة الحركه فهذا يعني ان كريمه قد اخذت الاحتياط اللازم كي تتحدث، وكم شعر بأنه ظفر بما سعي اليه وهي تردف:


بص يابني هادي بيه دا يبقي رجل اعمال كبير زي ماقولتلك، وبداية تعرفه علي ود كان في بداية شغلها في الاعلانات وهي في الجامعه،

لما راح الشركه اللي بتشتغل فيها ود عشان يعمل اعلان لشركته،


انهت كريمه جملتها  ثم عادت بالذاكرة لسنوات مضت، 

في اليوم الذى عادت فيه ود من عملها وهي في قمة انهيارها وارتمت فى بين ذراعيها تشكوا اليها ماحدث لها من حسام في ذلك اليوم واكملت:



كنت في المطبخ بعمل الأكل لود زي كل يوم،

 وكان فاضل علي ميعاد رجوعها ساعتين، 


لكن باب الشقه اتفتح مرة. وحده بعنف وبصيت لقيتها هي وجات داخله عليا المطبخ وهي بتعيط بصوت عالي واترمت فحضني،

انا سبت اللي فأيدي وأخدتها فحضني وفضلت اهدي فيها واسألها مالك، مالك، وهي كل اللي عليها.. 

الحيوان، الحيوان الواطي فضحني فضحني. 


ولسه بحاول اهدي فيها عشان افهم اللي حصل ولقيت حسام داخل من باب الشقه، وأول ماشافها جه هاجم عليها زي الغول،


 واخدها من بين اديا وفضل يضرب فيها بكل قوته، كان بيضرب ضرب خساره ضرب غل زي مايكون عايز ينهي حياتها،


 وفين وفين لما قدرت اخلصها من بين اديه انا وامه، 

اللي حتي هي برغم كرهها لود لما شافتها هتنتهي بين ايدين ابنها جات تجري تخلصها منه هي كمان،


 وطبعاً  مكنش خوف علي ود، لكنه كان خوف علي ابنها احسن ود تموت فأيدة ويروح فداهيه.


وبعد ماخلصناها منه ودخلت بيها الأوضه ونيمتها علي السرير وابتديت امسد علي شعرها عشان تهدا وانا بتحسر علي حالها سألتها: 

ايه اللي جرا لدا كله ياود؟ 

ردت عليا من وسط دموعها وشهقاتها:


جاني الشركه وشافني وانا بقبض أجري علي الاعلانين اللي عملتهم لشركة الهادي، وفوق منهم هادي بيه اداني مكافأه عشان شغلى عجبه جداً، وقالي وشك كان وش خير علي الشركه وبفضل الاعلان اللي عملتيه جاتلي صفقتين مكنتش احلم بيهم،

وادانى ٥٠ الف جنيه مكافأه، حسام اول ماشاف الفلوس عيونه زغللت وجه جري عليا عايز ياخدهم مني، ولما رفضت اتهجم عليا وكان عايز يضربني قدام الناس كلها،

وفضحني في الشركه ووسط زمايلي،

 ولما هادي بيه شاف اللي حصل خلى البادي جارد بتوعه مسكوا حسام وخرجوه ورموه  بره الشركه،

 وبنفسه وصلني لحد البنك حطيت الفلوس فيه، وبعدها جابني علي البيت، وطول الطريق وانا منهاره من البكا علي الموقف اللي حصلي، 

ونزلني  قدام العماره ومشي وانا طلعت جري وانا شايفه حسام جاي من بعيد، وعرفت انه مش هيعديهالي، 

وإن حياتي هتكون قصاد الفلوس دي،


 اصل مش حسام اللي يشوف مبلغ زي دا ويسيبه يضيع من اديه ابداً،


 واهو اللي حسبته لقيته وكنت هموت بين ايديه لولا ستر ربنا، وياعالم نفدت منه ولا لسه لحظتي مجاتش. 

سميت عليها من سيرة الموت وحضنتها ونمت جنبها وانا بدعيلها ان ربنا يبدل احوالها ويبعد عنها كل سوء ويجيرها من شرور البشر، 

ومن يومها وهادي بيه وقف في ضهر ود وقفة اب، وكان بيحميها من بعيد لبعيد من حسام،

 وكان هو السبب الي خلى ود تقوي وتقرر انها تقف في وش حسام وتحط حد لطغيانه وجبروته عليها. 


ولما قعد معاها مره بعد مره لما كانت بتجمعهم الاعلانات اللي بتعملها لشركته، عرف اد ايه هي طموحه وعندها احلام كبيره نفسها تحققها،

 وساعدها فأنها تقرب من أحلامها وحط رجلها على اول الطريق بأنه اتوسطلها عند مصمم ازياء كبير وخلاها تشتغل عنده عارضة ازياء. 

ووحدة وحده اتشهرت وابتدا القرش يجري فأيدها،

وكانت في الوقت دا مغيبه بفعل السحر زي ماسبق وقولتلك، وكان اغلب اللي تعمله تصرفه عالبيت، وعلي حسام،


 وفين لما قدرت افكلها السحر وابتدت تشوف حالها وتعملها قرش لنفسها،

وقررت ود وقتها زي ماسبق وقولتلك برضوا، انها تفتح لها شركه خاصه بيها، وطبعاً دا تم بتشجيع هادي بيه ليها ووقوفه جنبها كالعاده،

 

دا حتي اداها مبلغ كبير بدأت بيه شركتها علي المبلغ اللي كان معاها، من غير ماياخد منها او عليها اي ضمانات،

 وسددته بعد كده علي دفعات صغيره علي حسب ظروف شغلها ومكسبها،


وهو ولا مره اتكلم ولا الزمها بشيئ،

وكل دا عشان كان شايف فيها بنته اللي مخلفهاش، وحبها حب ابوي من ساعة ماشاف ضعفها قدام حسام وعرف انها يتيمه ووحيده وملهاش حد فالدنيا يحميها من بطشه.


لكن دا ابداً مكانش مقنع بالنسبه لحسام، وتفكيره القذر وصله لأن فيه حاجه بين ود وهادي بيه، وعشان كده بيساعدها، وكان دايماً يقولها، هو مين يعمل كده مع وحده ميعرفهاش ويديها الفلوس دي كلها؟ 

كان فاكر أن الناس كلها زيه استغلاليه ومبتحبش الخير لغيرها،

ورافض يقتنع ان الدنيا لسه بخير وأن فيه ناس لسه في قلوبهم رحمه،


وطبعاً دا مكانش عاجبه، 

ففضل يحرجم حوالين هادي بيه وعرف عنه كل حاجه وفيوم راح لبيته وهو مش موجود وقابل مراته، وقالها ان فيه علاقه بين جوزها وبين بنت عارضة ازياء من دور ولاده، 

وقوم القيامه علي الراجل الغلبان وخلي بيته كان هيتخرب ومراته طلبت منه الطلاق، 

ياإما كده يأما يبعد عن ود نهائي ويكتبلها الشركه بإسمها.


وطبعا من خوف الراجل علي بيته من الخراب وحرصه علي عيلته اضطر انه يبعد عن ود،

لكنه فضل علي اتصال بيها كل فترات متباعده عشان يسألها عن صحتها واحوالها،

 وعملة حسام دي معداهلوش بالساهل، لأ دا صبر عليه كام شهر وبعدها لفقله قضية سياسه ماتخرش الميه. 

وخلاه من ضمن جماعه ارهابيه واتقبض عليه واخد سنه كامله في السجن محدش كان يعرف عنه حاجه،


 والسنه دي ود عاشت فيها احلي ايام حياتها،

 واشتغلت علي الشركه وكبرتها وبقي ليها اسمها،لغاية ماخرج ورجع  معاه وجع القلب من تاني.


وادي يبني حكاية هادي بيه.. 


وهنا اردف حسام لكريمه وهو يتبسم مع نفسه بظفر:

 

عارفه ياست كريمه ايه هي الحاجه اللي اتعلمتها من شغلتي ومن واقع تجاربي في الحياة.. 

أن الانسان الصادق لو قال الحقيقه بيفضل كلامه ثابت مبيتغيرش حتي لو عاد الروايه الف مره، 

ومهما زود عليها احداث برضوا بيفضل اصل الحكايه هو هو،

وعمر كلامه مابيكون فيه سقطات او تغيير. 


كريمه : وانا كلامي مفهوش اي سقطات، انا كلامي واحد متغيرش، 

انا بس اخفيت جزء شفت من الأئمن ليك ولغيرك اني مااذكرهوش. 


حمزه : طيب مش المفروض ان ود في الوقت دا كانت متجوزه حسام زي ماقولتيلي قبل كده! 

كريمه : ومين قال انهم مكانوش متجوزين! انا قولت كده؟ 


حمزه : دلوقتي مذكرتيش،

 لكنك قبل كده منتجتي سنه كامله من حياة ود مكانش فيها حسام،

 ولا قولتيلي عملت فيها ايه وايه اللي حصلها فيها!

❈-❈-❈



كريمه: لو كنت  قولتلك عن سجن حسام كنت هتسأل عن السبب وكنت وقتها هقولك ان هادي بيه هو السبب وتعرف جانب الحكايه اللي كنت بخفيها عنك، 


ماهو عشان تخفي امر لازم تخفي معاه كل حاجه متعلقه بيه وكل حدث ممكن يوصلك ليه،

 ودا هو اللي انا عملته. 

واديك في الآخر عرفته.. 

ومش هوصيك ان اللي عرفته دا يفضل سر جواك ميطلعش لأي حد، عشان دا استقرار حياة ناس يادكتور، وهادي بيه مش اي ناس. 


صمت الطبيب حمزة قليلاً قبل ان يردف لكريمه:


مش عارف ليه بعض الحلقات بتاعة الحكايه ابتدت تتفك من بعضها وتضيع وبقيت احس انها مبقتش مترابطه! 


طيب وياتري فيه حاجه تانيه مخبياها عليا ومنتجتيها عشان مينفعش كنتي تقوليهالي ولا بس كده؟ 


تنهدت كريمه بقلة حيله وهي تردف:


لا يادكتور مفيش حاجه مستخبيه،

 هي دي كل الحقيقه، ولو يابني اتقالك حاجه غير كده تأكد انها مجرد كدبه مش اكتر، وأنها زور وتلفيق. 


حمزه : حتي وإن كان اللي بيتقال مقرون بأدله وبراهين؟ 


كريمه بنبرة صوت واثقه: 


حتي لو شفت براهين الدنيا، وسكان الارض كلهم وقفوا قدامك صف واحد شهود، صدقني يابني مفيش حقيقه غير اللي قولتهالك.

 


فأومأ لها حمزه برأسه موافقةً وكأنها تراه واتبع ايمائته بهمس حائر:

جايز كلامك دا هو الحقيقه،

 بس الاكيد ان فيه حاجات كتير محتاجه لتفسير وهسألك فيها عشان تفسريهالي. 


فردت عليه كريمه بنفس النبره الواثقه:


وانا تحت أمرك فأي تفسير وأي تبرير،

 بس المهم انك قبل ماتتصرف أي تصرف تندم عليه بعد كده بينك وبين نفسك،


 ترجعلى انا الأول وتسمع مني، وبلاش تسأل ود علي حاجه ممكن تتعبها وتخليها ترجع لذكريات فكرت اكتر من مره انها تنهي حياتها بسببها،

وممكن تفكر انها تعيد الكره من تاني عشان ترتاح من مطاردة الذكريات دي ليها، 


وانت دكتور وسيد الفاهمين ان دا ممكن يحصل بسهولة جداً.


فهمهم حمزه بموافقه علي حديثها وانهي المكالمه بضغطة زر بدون وداع بعد ان ساد الصمت علي الجانبين لثوانٍ علم كل طرف أن لا مزيد من الكلام لدي الآخر. 



وعاد الطبيب حمزه الي حيرته الأولي،

 فهو الآن يصدق كل ماتفوهت به كريمه ويكاد قلبه يقسم انها الحقيقه ولا حقيقة سواها،

وفي الوقت ذاته هو يلتمس بعض الصدق فيما يقصه حسام،

 وبعد ان كان يعتقد أنه بدأ يرى بصيصاً من الحقيقه، 

طُمس البصيص وعاد الابهام يسيطر علي الامور من جديد،

 وعادت رؤيته للأحداث تصبح ضبابية مرة اخرى، 

وعاد عقله للتأرجح بين الطرفين وأكثر وأكثر. 

فضغط بكلتا يديه على جوانب رأسه واغمض عيناه وهو يشعر أنه اصبح  الآن رسمياً على حافة الجنون.


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة