-->

رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 22


  قراءة رواية العذاب رجل كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية العذاب رجل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثاني والعشرون




تسلل حسام من بين زملائه وهاتف شروق يحذرها: بصراحه يا هانم الريحه فاحت


- ريحة إيه؟!


- سى جاسر والبت شهد دا مش عامل حساب لحد يا هانم داير وراها ف كل حته له حق البت حلوه وسهله


صرت أسنانها بغضب لكنه إنتبهت لكلمته الأخيره: قصدك إيه بسهله دى؟!


ضحك بخبث: مهى دى المعلومه اللى هتقدرى تخلصى بيها منها 


سألته بلهفه: إيه هيا هاه؟


- لا يا هانم أنا عاوز زياده عالمبلغ اللى اتفقنا عليه 


- نعم ليه انا اقدر اخلص منها بسهوله


- مكنتيش لجأتيلي


- مفيش زياده وانت الخسران


سخر من ثقتها الحمقاء: انتى الخسرانه هه الفيلم اللى بتعمليه عالخلق ميخيلشى عليا كفايه انه كان هيولع هو والمطبخ لما سمع صوتك ف المطبخ ولا نسيتي


عضت شفتها السفليه بقوه لتهدئ غضبها: ماشى اللى انت عاوزه بس زى ما اتفقنا لو معلوماتك تستاهل


- تستاهل أوى 


- سمعني


- البت طلعت شمال


- بت إيه؟


- شهد طلعت دايره على حل شعرها ولسه الصبح خارجه من حارتها بفضيحه بعد ما جارتها قفشت جوزها وهو طالع من عندها


- مش فاهمه حاجه


همس لنفسه بغيظ: لا دا انتى غبيه بقى 


ثم تنهد بضيق وأوضح لها: الراجل كان بايت معاها ومراته قفشتهم وفضحتهم 


- معقول! حلو اوى وياترى فى دليل صور مثلا


- اى صور هيتقال عليها متفبركه وخصوصا لو انتى اللى ظهرتيها


- اومال اثبت الكلام ده ازاى؟!


- نزغلل عين الراجل اللى باتت معاه بقرشين ونخليه يجى يسأل عنها هنا ف المطعم واول ما يجى اخليه يقابل جاسر 


- حلو اوى هاته


- مش ببلاش يا هانم دا غير ان المعلومه دى كلفتنى كتير دا غير حقى اللى اتفقنا على عليه


- هديك


- لا مهو لازم أخد مقدمه تسد حلق اللى جاب المعلومه وتغرى عشيقها عشان يجى يفضحها هنا وانا ممعيش 


- قولتلك بعدين


تسلل الشك الى نفسه خاصه انها حين سألته عن من تكون من خرج معها جاسر سابقاً وأخبرها أنها فتاه تعمل بالمطعم تدعى شهد أعطته مقابل بسيط وهى تخبره أن المعلومه لا تستحق أكثر من ذلك كما أنها دوما ما كانت تجعل جاسر يدفع ثمن عزائمها الفاخره لم تعطى احدا مطلقا أى إكراميه فأدرك أنه إذا لم يحصل على ماله الآن لن ينال منها فلس بعد أن تصل لمبتغاها


-اسمعينى كويس يا تدفعى كل المبلغ اللى اتقفنا عليه والزياده واللى هياخده صاحب المعلومه وعشيق البت مقدم يا تنسى الموضوع كله انا مش داقق عصافير


صرخت بغضب: انت مجنون بتكدبنى انا قولتلك هديلك كله اول ما اخلص منها 


-هو بعد العيد بيتفتل الكحك لا ياهانم انا مش هشترى سمك ف ميه وعاجبك على كده اهلا وسهلا سلمى الفلوس ومن بكره ننفذ مش عجبك مع السلامه


أنهى المكالمه دون أن ينتظر جوابها وقرر الا يتسرع ويبدى لها لهفته اكثر على المال حتى لا تهرب قبل ان يستفاد منها


 ❈-❈-❈


بينما كان جاسر يزداد إحتضاناً لشهد كلما زاد نحيبها وهى من فرط حزنها لم تعد تعى من يحتنضنها وجلست على الارض فجلس معها ولم يبتعد


- ليه هه ليه يافرح كده ليه هو من غير حاجه مش شايفنى دلوقتى كمان هيقرف منى ليه يا فرح أنا عارفه انه مش عاوزنى لكن انا مكتفيه بس انى اشوفه املي عيني منه عارفه انك بتبعدينى عشان متوجعش عشان قلبى ميتحرقش اما اشوفه مع واحده تانيه بس مش بإيدى بحبه بعشقه من أول مره شوفته


تجمد لوهله فقط ظنها تتحدث عن آخر حتى تابعت بهمس: جاسر دا حتى إسمه حلو أوى وأنا بنطقه


إتسعت عيناه وتوقف تنفسه هنيهه فقد إعترفت لتوها بعشقه فأزهرت دنياه بالأمل وقرر أن يخطو خطوه جديه نحوها ولن ينتظر حتى يتخلص من خالته وإبنتها فقد أصبحت شهد الضوء المنير والمنعش لحياته لكن كل هذا تلاشى حين أكملت بألم


-اليوم دا ماله أنا كنت جايه مرعوبه وأما شوفته نسيت همى عارفه جارنا اللى فوق الواطى اما اتاخرت وانتو سبقتونى الصبح ولسه بفتح باب الشقه زقنى ودخل الشقه وعاوز يتهجم عليا الزباله


ظلت تنتحب وتقص له ما حدث معها فى الصباح وهى تدفن وجهها فى كتفه وقد إبيضت ملامحه من الغضب وبصعوبه بالغه تمالك نفسه لكى لا يدفعها عنه ويسألها عن هذا الحقير الذى هاجمها ليذهب إليه ويهشم رأسه القذر 


فقدت شهد وعيها فحملها إلى مكتبه وظل بجوارها صامت يفكر بهدوء ماذا سيفعل لا يريد إفاقتها قبل أن يهدأ ليحسن التصرف 


 ❈-❈-❈


فى ذلك الحين كانت فرح تشعر بالخزى من حماقتها بينما لم تستطع كارما إمساك لسانها أكثر كما وعدت أسعد حين أخبرها بإصطحابه لها إلى المطعم لتساعدهم


- لا والله برافو عليكى دى لو عدوتك وخاطفه جوزك منك مش هتشرشحيها كده


- كارما ملكيش دعوه


- لا ليه إذا كنتو كلكم معندكمش دم وهتتفرجوا وخلاص انا لأ البت عملتلك ايه عشان تفضحيها كده دى باين عليها غلبانه اوى ومش بتاعة اذيه بتأذيها ليه ثم معنى كل اللى تعرفيه ده انك قريبه منها صاحبتها يخربيت الاصحاب اللى من عينتك ياشيخه صحيح رُب عدو ذكي خير من صديق أحمق


كانت تقف هناك جامده لا تبدى أى ردة فعل وحين إنتهت كارما من توبيخها لم تعلق بكلمه بل عادت تعمل بصمت وكأن شيئاً لم يكن فتعجب الجميع لكن من فهم صمتها كان ليث لم تكن تحتاج لزجر أو توبيخ فعقلها وقلبها يقدمان ذلك لها على فعلتها وصمتها مؤلم أكثر من الحديث أو البكاء لكن كارما لم تفهم ذلك


- يابرودك ياشيخه انتى ايه جبل تلج


- كارما!


صرخ بها ليث لتصمت فحاولت الاعتراض لكن ليث كان فى قمة غضبه فصمتت مرغمه


 ❈-❈-❈


فى خضم هذا الجو المشجون كان حسام يهاتف علياء ليخبرها بالمستجدات فما دام لن يحصل اليوم على مال من شروق سيحصل عليه من علياء فقد اخبرها بان الجميع غاضب من فرح لانها اهانت صديقتها لكن ليث لازال بصفها كما اخبرها عن زفاف علي فقط لان ليث من سيزفه بسيارته


-إيه يحضر فرح وكمان هو اللى هيزف العريس  لا دا أنا لازم أحضر


تفاجئ بطلبها: إزاى سعادتك؟!


-انت مش قولت إن كلهم بيعملولك ألف حساب 


أجابها بثقه مزيفه: آه طبعا


- خلاص أأمره 


- حاضر


وافقها مرغماً وهو لا يعلم كيف سيفعل هذا وبعد تفكير عاد إلى العمل وإستغل أول فرصه ليجد علي وحده ووقف بجواره يهنئه ويثرثر معه حتى عرض عليه الأمر


- ميصحش تعزم ليث بيه من غير عز بيه وحرمه


- اهيه دا انت كنت بتقول معزمش ليث بيه عشان مش قد المقام


- واديه حصل لازم توريه انك بتتباهى بيه وبعيلته


- آه بس أنا معرفش أخوه


- مش لازم 


- حسام 


تفاجئ بإحدى زميلاته تناديه فنظر إليها بسخط فقد كاد أن يقنعه: عايزه إيه؟


- مش أنا دا تليفون جايلك ف مكتب مستر شريف


- طيب ياختى


حين غادر نظرت إلى علي متعجبه شروده: مالك يا علي؟


- حسام


- ماله؟


- بيجر معايا ناعم وعاوزنى اعزم عز بيه ومراته


- مين دول؟


- اخو ليث بيه ومراته


- وتعزمهم بتاع ايه انت تعرفهم؟


- لأ


- الله اومال إيه ثم أنا شوفت مراته دى مره ست خنيقه وبتكلم الناس من طرف مناخيرها ومعتقدش هترضى تحضر ولو جت هتتنك عالخلق وتبوظلك الفرح وممكن جوزها يرفض أصلا ميعرفكش وما هينوبك إلا قلة القيمه والإحباط وينكد عليك وإنت داخل على فرح وممكن أوى ليث بيه يضايق لأنك مكتفتش بيه وعزمت أخوه ومراته خصوصا من اللى سمعته إنه مبيقبلش مرات أخوه دى


- تصدقى آه ويمكن حسام بيلف عشان يخربها على دماغى ويقلب ليث بيه عليا


- بص أنا معرفش بس أقدر ابصملك بالعشره ان حسام ده مبيجيش من وراه خير أبدا ونصيحه اللى يقولك عليه متعملهوش


- أنا بقول كده برضو


 ❈-❈-❈


تفاجئ حسام أن من يهاتفه هو شريف نفسه يطلب منه زيارة عائلته وحاول إثناؤه عن هذا لكى لا ينكشف أمره أمام كلا الجانبين لكنه أصر بل وحدد موعد من تلقاء نفسه وطلب منه الذهاب معه فلا يصح أن يذهب إلى المنزل دون وجود رجل به لذا قرر حسام أن يتحجج بأى سبب ويغادر باكراً وإذا لم يقنع عائلته بأن يلتزموا الصمت سيغادر ويغلق هاتفه وباليوم التالى سيتحجج بأنه ذهب لزياره صديق له مريض بالمشفى ولم يستطع تركه لكنه لم يكن يعلم ان شريف لن يتراجع هذه المره


 ❈-❈-❈


انتهى التنظيف والتقشير والتقطيع وتم فتح المطعم للزوار بينما بدأت منه تستعيد وعيها فإبتسم جاسر حين وجدها انتفضت وهى تنظر حولها بذهول وتحاول تذكر ما حدث بلا فائده فآخر ما تذكره أنها كانت تبكى على كتف فرح 


أخبرها أنها فقد الوعي ولا شيء آخر فعادت إلى العمل دون التفكير بالأمر وتوقع الجميع ان تقاطع فرح أو تتشاجر معها لكنها لم تبدي أي تذمر تجاهها مما زاد من ألم قلب فرح لكنها لم تكن بحالة تسمح لها بالتحدث بالأمر وحين سألتهما هند أجابتا بأنهما بخير ولا تريدا التحدث بالأمر مجدداً لذا فضلت الصمت 


 ❈-❈-❈


لم يكن اليوم مزدحم بالعمل فأمر أكرم بأن يغلقوا باكراً وعرض على الجميع رحلة إلى الملاهي، لقد كان جنوناً حقاً ولم يتوقع أي منهم هذا وقد إدعى أنها رحلة كمكافئة  لعملهم الجاد بينما إعتذر حسام ليتهرب من موعده مع شريف لكن على خلاف ما توقع فلم توافقه عائلته أو ترضخ لتهديداته او توسلاته فقد كانوا غاضبين بشدة منه


 ❈-❈-❈


وقفت هند مع عز أمام بوابة بيت الرعب تبتلع هند لعابها بخوف 

- يالهوي دي عتمه كحل


- وايه يعني خليكي راجل


نظرت له متفاجئة: انت مش خايف؟!


- إطلاقاً، أنا مرعوب بس، يادي الليله الكحلي


زوت جانب فمها بسخرية: طب ماتزوغ


- هيبقى منظري زباله، اقولك.. اعملي زيي


- إيه؟


- ادفسي دماغك ف العربيه وغمصي اوي وصرخي


- الله طب مانا هبقى مغمضه عيني ومستخبيه اصرخ ليه بقى


- احتياطات أمن حد ضامن  مش يمكن لو مصرخناش يزودوا عيار الرعب 


أومأت مقتنعة: عندك حق


 ❈-❈-❈


تفاجئت شهد بأكرم يقف إلى جوارها يعرض عليها مشاركته العربة


- انا خايفه أوى


إبتسم ليطمئنها: متخافيش دي كلها حاجات مش حقيقية


- آه بس الضلمة حقيقة


-بتخافي من الضلمة


- آه انت مش خايف


- لأ، اقولك... اما نركب استخبي فيا وهحميكي تمام


أومأت له موافقة بتلقائية دون ان تدرك الأمر حتى ركبا سويا فوجدت تفسها خائفة فأخفت وجهها بصدره وكلما إزداد الصراخ حولهما كلما تمسكت به أكثر وزاد هو بإحتضانها أكثر ونسى كل ما حوله فقط أنفاسها المضطربة التي تضرب عنقه تجعله لا يبغي لتلك الجولة أن تنتهي أبداً


 ❈-❈-❈


رغم غضب كارما وثورتها على فرح لكنها لم تغفل عن نظرات زيزي الخفية نحو أسعد وبما أنها ممنوعه من الحديث مع عز لكي لا ينكشف أمره رغم أنها لا تفهم سر تخفيه من الأساس ولا يمكنها التحدث إلى ليث لأنه غاضب منذ ثارت على فرح وهذا لا يعنى مطلقاً أنها قد تعتذر عن هذا وأسعد بالطبع سيوبخها للتدخل بشؤنه فتوجهت إلى جاسر لتسأله عنها فمدحها كثيراً وأخبرها أنها إبنة السيدة فاديه مربية ليث السابقه وتحمس لظنونها فلو إرتبط بها أسعد ستجعله أسعد رجل بالدنيا فهى جميله وفيه ذات خلقٍ حسن وأصلٍ طيب 


لذا حين أتى دورها لتركب مع أسعد تفاجئ بها تمسك بيد زيزي وتجرها لتركب معهما ولا يعلم كيف حشرتها بينهما وبعد أن كاد ينزل أحرجته بطلبها بأن يأخذ زيزي بجوله أخرى وحدهما حتى يتثنى لها لعب لعبة دوارة لا تناسبه فقد يصاب بالغثيان وبدأت تثرثر بأمور مزعجه تعلم أنها ستدفعه بها للموافقة ورغم ضيقه تعجب لصمت الأخرى وموافقتها على الأمر بهذه البساطه لكن حين ضرب ضوء مفاجئ دا البيت على إحدى الهياكل المرعبه فصرخت وألقت بنفسها عليه أحس برجفه لم يجربها من قبل فحتى زوجته المختله لم تتخلل إلى نفسه أى مشاعر من هذه نحوها فقد كانت تأخذ كل شئ كمزحه حتى علاقتهما معاً لكنه كان يظن أن مزاحها خجل حتى صدمته الحقيقه 


حين لمع الضوء مجدداً وجد نفسه وجها لوجه معها وعيناها غافله عن كل ما حولها وفقط تتأمله عن قرب ورغم تفاجؤه بجرأتها لكنه صُعِقَ من رغبته المفاجئه فى الإقتراب منها 


إقترب بحذر فوجدها شبه مخدره بين يديه فشجعه ذلك على الإقتراب أكثر وحين كاد يلتهم شفاهها المغويه فاجئه ضوء المخرج من اللعبه فإبتعد سريعاً بينما لملمت شتات نفسها بخجل وإرتباك جعلها تبتعد عنه فور نزلوهما بل وتجنبته حتى باقى الوقت لكنها تركته شارد الذهن يعيد حساباته يريد تجربة الحياة الزوجيه الحقيقه معها وليس ما مر به فظل يختلس نظرات عاشقه نحوها وقد لاحظت كارما أن الامور بينهما تطورت سريعا فإزدادت مرحاً وسعاده من أجل أخاها


 ❈-❈-❈


بينما وجد ليث أنها فرصته لينفرد بفرح فمنذ ما حدث بالصباح وهى شارده صامته وظنها ستعترض لكنها لم تبدي أي ردة فعل مما زاد من قلقه عليها


تمسكت بالعربة بكل قوتها ولم تنبت بأي صوت وقد لاحظ شحوب وجهها قبل أن يركبا وسألها إذا كانت خائفه فنفت بصمت لكن حين وصلا إلى نهاية اللعبه وأرادات النزول ترنحت قليلاً ووجهها متعرق بشده ويكاد اللون يختفى من وجهها الشاحب ثم سقطت أرضاً حين خطت اول خطوه لها 


حاول إفاقتها بلا فائده فحملها سريعاً وركض إلى سيارته وبلحظه إمتلات السيارات الثلاث مجدداً بنفس الوجوه التى تبدلت من المرح للقلق وظل طوال الطريق إلى المشفى يقود بيد واحده والأخرى شبه متشنجه وهاتف المشفى وطلب ناقله بباب المشفى 


حين وصل كان ألم يده أقل حده لكنها لازالت مؤلمه لكنه لم يبالى فحملها مجدداً ولحسن الحظ أن الناقله لم تكن بعيده عن السياره لكن هذا لم يمنع يده من فقد آخر قدرتها على التحمل فبالكاد وضع فرح وسقطت يده بجانبه معلنه عجزها عن تحمل المزيد لكنه كبح ألمه حتى يطمئن على فرح


بعد الفحص أخبرهم الطبيب أنها تعانى من الخوف من الظلمه ولم يكن ينبغى أن تتعرض لها ستكون بخير لكنها ستظل بالمشفى لليوم التالى فتنهد الجميع بإرتياح وغادروا إلى منازلهم وكانت تلك فرصة أسعد فبعد أن أوصل الجميع إلى منازلهم تعمد جعل زيزي تكون آخر من يوصلها وطلبت كارما منها التعرف على والدتها التى سمعت الكثير عنها فرحبت بإرتباك لبساطة مسكنها فنهرتها كارما لهذا التفكير المحدود كما أيدها أسعد


-  الفقر مش فلوس وعقارات يا انسه الفقر فقر الأخلاق


حين علمت والدتها من يكونا رحبت بهما كثيراً وكانت ودوده كما سمعا عنها وأحباها وقضيا معهما سهره مرحه لم تخلو من النظرات المختلسه بين أسعد وزيزي ولا من أسئلة كارما المفاجئه


- بس مقولتليش ياطنط صحيح مين اللى سماها زيزي


- أبوها الله يرحمه كان بيحب افلام زيزي البدراوي  وقال يمكن تطلع حلوه زيها 


غمزتها كارما بمرح: ومغرتيش ياطنط


ضحكت فاديه بخجل: عليكى يا كارما مانا برضو كنت بحب اتفرج عليها


تنهدت بحالميه: ياسلام على كده كنتو متفقين على طول شايف الحب يا أسعد 


لمعت عيناه وهو ينظر إلى زيزي: شايفه 


أشاحت بوجهها الخجول عنه ثم نهضت تحجج بصنع مشروب وتفاجأت بكارما تطلب من أسعد مساعدتها ولدهشة زيزي وجدت والدتها توافق على هذا بل تدفعهما سويا


-  يلا انجزوا احنا عطشنا


حين غادرا يشعران بالحرج غمزتها كارما بمرح: احبك ياطنط وانتى معايا عالخط


ضحكت بخفه: يابت عيب هو انا بنت إمبارح زيزي عمرها ما عزمت حد هنا ومن ساعة ما دخل وهو وهيا مبلمين وعمالين يبصوا لبعض قولت أسيبهم يتكلموا براحتهم


صفقت بمرح: حلاوتك ياطنط


أشارت لها بيدها لتصمت فعضت على شفتها تكتم ضحكتها


بينما كانا كلاهما يتخبط بالأخر كلما تحركا نظرا لضيق المكان وخجلهما حتى يأست زيزي من كل هذا


- ممكن تتفضل تقعد على ما أخلص العصير


- وليه مساعدكيش


- وانت شايف انك كده بتساعدنى


اقترب منها فجأه وأمسك الكوب من يدها ووضعه جانبا: اسمعينى كويس أنا مبحبش اللف والدوران بيتهيألى إن فى إحساس حلو بينا ممكن يبقى أساس لعلاقه جميله


قضبت جبينها: قصدك إيه بعلاقه


- ملهاش أى معنى غير جواز طبعا


تنهدت بخيبة أمل: ونوعه إيه الجواز ده مهو أكيد إبن الأكابر مش هيعلن جوازه عن بنت الداده و...


قاطعها سريعاً: بس بس إيه التخريف ده انتى عايشه ف انهى عصر ثم من امتى الجواز كان انواع طول عمره عروسه وعريش ومأذون وشهود ووكيل للعروسه فرح وأهلهم حواليهم مش صح كده ولا نسيت حاجه.


بهت لونها فجأه لقد جعلها حسام ترى الرجال جميعا مشابهين له لكن هذا لا يعنى أن أسعد قد يكون مختلف


-  يعنى مش هتعمل الفرح عالضيق ولا يمكن نكتب ورقين عرفى على ما تظبط أمورك 


صرخ بها بغضب: انتى عبيطه ولا عاوزه تحرقى دمى ولا شيفانى عيل عشان الهبل اللى بتقوليه ده


تركها وخرج من المطبخ فتبعته سريعاً لتتفاجئ به يجلس أمام والدتها: طنط فاديه بعد إذن حضرتك أنا طالب إيد الانسه زيزي بنت حضرتك


فغرت كارما فاهها فلم تتوقع أن يتم الأمر بهذه السرعه بينما جمدت فاديه لوهله ثم إبتسمت بحرج


- يا ابنى انا مش عارفه اقولك ايه


ابتلع ريقه بقلق: هو حضرتك مش موافقه عشان يعنى انا سبقلى الجواز قبل كده


رفعت حاجبيها متفاجئه: سبقلك الجواز؟!


أنكس راسه بخزى: محصلش نصيب وسيبنا بعض 


تدخلت كارما بغضب: متقولهم الحقيقه


- لأ يا كارما ميصحش نخوض ف سيرتها 


- لكن يصح تشوه صورتك مش كده


نظرت إلى فاديه غير مباليه بإعتراضه: ياطنط دى مختله طلعت مش طبيعيه وابوها واطى وكان رافض تتعالج لحد ما كانت هتودى أسعد ف داهيه ومطلقوش إلا بطلوع الروح طبعا مهو مش هيلاقى بديل له 


- يا ابنى انت من بيت اصل وكفايه ان رغم اللى اختك بتقوله ده كله انت مفكرتش تفضحها القصد هاخد رأى زيزي بس ميصحش تيجى تطلبها لوحدك


- وافقى حضرتك ونحدد معاد اجيب والدى ووالدتى واختى الكبيره وجوزها وولادها ونيجى


- وأنا 


- والمفعوصه دى كمان ولو عاوزه اجيب ليث وعز وجاسر كمان مش ممانع بس هيا توافق واوعدك اعملها فرح محدش عمله قبل كده وكل طلباتها مجابه


- يا ابنى لا بالفرح الكبير ولا يالمجايب دا براحة البال وهدو السر


تهلل وجهه بأمل: أفهم من كده إن حضرتك موافقه


- انا عن نفسى مش هلاقى لبنتى عريس زيك دا ليث ياما قال ومدح فيك المهم رأى العروسه


دون أى إنتظار نهض ووقف أمام زيزي المذهوله مما يحدث وأمسك بيدها مع بسمه حب أخجلتها


- تتجوزينى


تورد وجهها خجلاً فصاحت كارما بمرح: السكوت علامة الرضا يا عريس


- بس يا كارما أنا عاوز أسمعها منها


همست بخجل: موافقه


قفزت كارما بحماس: ياهووووو زغرطى ياطنط


 ❈-❈-❈


لم يبقى بالمشفى سوى شهد وهند اللتان ظلتا أمام غرفة فرح كذلك عز الذى أبى أن يترك هند وحدها 


إنتحبت شهد لما حدث فسأل ليث: انتو اصحابها وعارفين عنها كل حاجه ممكن افهم سبب حالتها دي؟!


اجابته شهد بحزن: مره ابوها خدها مع مراته وابنها ودخلو بيت الرعب وخد عربيه هو ومراته وابنها ركب مع فرح كان عيل رزل من يومه فضل يضايقها ويحاول يلمسها وهيا تزقه وتصوت لكن ف بيت الرعب كله بيصوت وتاه صوتها ف النص ومحدش درى بيها المهم اما اتمادى وملقتش اللى ينجدها نطت من العربيه وفضلت تحسس ف الضلمه لما لقت حيطه قعدت جنبها ومحدش سمعها وهيا بتستغيث وعلى ما خدوا بالهم انها مش معاهم كان فات ساعات وصوتها راح والضلمه والبرد كلوا منها وشربوا وجاعت وتعبت دوروا وملقوهاش وآخر المتمه أبوها اتصل بالبوليس وبرضو ملقوهاش والصبح والعمال بينضفوا لقوها وبدل ما ابوها يفرح ولا يسألها عن اللى جرى ضربها فوقعت مغمى عليها وقعدت ليلتين ف المستشفى وبعدها بقت كل ما مرات ابوها تحب تزعلها تقولها هحبسك ف اوضه ضلمه انتى ملكيش الا كده وابنها الواطى ساعات يستظرف ويطفى عليها النور ف اى وقت واى مكان ووصل بيه الامر انه بقى يفصل الكهربا بالليل عليها اما تدخل الحمام وبقت الضلمه رعبها اللى لحد دلوقت مش عارفه تخلص منه


كان ليث يستمع اليها بغضب يرغب فى الفتك بعائلتها كافه لكن الألم بيده وتواجده بالمشفى منعه من الصراخ بيأس ثم ابتعد بعد أن اطمئن عليها وقد ظنوه غادر لكن جاسر وحده من يعلم وجهته لذا طلب من عز أن يظل مع الفتاتين ولحق بليث وكما توقع وجده بين يدى الطبيب المختص يعطيه دواءاً ليريح ألم ذراعه ثم تركه فجلس منهكا يبدو على الألم والحزن فجلس إلى جواره يربت على كتفه فإبتسم ليث ساخراً


-  تيجى الستات اللى بتجرى ورايا تتفرج دلوقتى على حقيقتى مجرد إنسان محطم عاجز


 ❈-❈-❈


هذا وقد كانت شهد ما تزال تنتحب وتشعر بالندم لغفلتها عن حالة فرح


- إزاى نسيت الموضوع ده إزاى انسى انها بتخاف من الضلمه وبيت الرعب 


عقب عز بغباء: يمكن عشان لسه زعلانه من اللى قالته الصبح


وكزته هند بتحذير فحمحم بحرج لكن شهد أجابت ببلاهه: انا نسيت الموضوع ثم هيا مهانش عليها زعلى وجت ورايا تراضينى


قضبت هند جبينها متعجبه: بس دى فرح متحركتش من مكانها 


- مستر جاسر اللى جه وراكى


إتسعت عيناها وصرخت مستنكره: ميييين!


- ايه صرعتينا احنا ف مستشفى مش سوق


- يالهوى دا انا فكرته فرح


سخر منها: ليه جالك حول دا لا شكل ولا طول ولا حجم بعض بلاش مشمتيش ريحة برفانه


قضمت شفتها السفليه بخجل: يادى الكسوف دا انا قولتله


قضب جبينه متعجباً: قولتيله ايه؟!


همست بخجل: قولتله انى بحبه


ابتسم عز واقترب من أذن هند هامساً: يابخته قالتله انها بتحبه منتش عاوزه تقوليلى حاجه 


إرتجفت هند من همسته وحين نظرت له وجدت نفسها تتنفس أنفاسه وهمس مجدداً 


- آه يا هند لو تريحى قلبى وتبقى ليا


- عيب يا عز


قاطعهما صوت شهد: يالهوى يانا هيقول عليا ايه دلوقت


ابتعدت هند سريعاً فتأفف عز: مش قايل حاجه الراجل معلقش وبطلى ولوله وادعى للبت اللى جوه ربنا يشفيها وتقوم بالسلامه 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة