-->

رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 23

   قراءة رواية العذاب رجل كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية العذاب رجل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثالث والعشرون

لقد جعل هذا الموقف ليث  فاقد العزم فحاول جاسر تبديد هذا عنه


-بلاش يأس


لكنه تنهد بحزن: يأس.. اليأس ده للي كان عنده أمل وضاع لكن أنا ملحقتش أبني أمل عشان يتهد


أراد إخراجه من حالة اليأس التي تلبسته : خلاص ياعم أجيبلك طوبتين وشكارة اسمنت وابني وهد براحتك


ضحك مرغماً: مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه


-كنت هتعمل عِجه وتحرقها


بدأ الحزن يتبخر تدريجياً خاصه حين تابع جاسر: بقى تبقى صاحب سلسه مطاعم وبنيها على كتافك ومتعرفش تقلى بضتين ياكاسفنى إيش حال إماكنتش اشتغلت فيه من الصفر


- محسسنى إنى كنت الطباخ فى إيه أنا اشتغلت ف النضافه واترقيت لجرسون ومنها للإداره إنت اللى كنت متكفل بالطبيخ


- ياشيخ اتنيل وإحمد ربنا إنك راجل إنت لو ست كنت اتطلقت من أول يوم يافاشل


- اخص عليك ويهون عليك حبنا ياقاسي


ضحك جاسر كما لم يفعل منذ زمن وهو يسمع صوت ليث  الذى حاول بفشل قاتل تقليد صوت أنثى فقد خرج صوته كصوت بطارية سيارة كتمها العادم وستنفجر إذا لم تتوقف عن التشغيل


إلتقف أنفاسه بصعوبه ثم نظر إليه بمرح: إنت متنفعش ست نهائي لو أحسن ست ميطلعش منها الصوت ده ههههههه فكرتني بصوت الموتسيكل اللي كنت عاوز تشتريه بأول ربح كسبناه 


تذمر ليث : متفكرنيش دا صوته كان يجيب فزع إيه ده دا ولا باجور الجاز بتاع زمان حاجه بشعه


- والله عم شريف دا يستاهل السلامه لولاه كانت راحت علينا الفلوس 


- آه بس صاحب الورشه الله يدعقه بجاز لهف ربع المبلغ قال إيه دا خرج من المحل ورجعوه، مش ببلاش، راجل ضلالى


- آه ياجدع مديهولنا مستعمل ومحروق قلبه وبيتأمر بس هو مش غلطان إحنا كنا لسه صغيرين وساذجين


- آه بس اتعلمت درس عمرى اما اجي اشترى أتأكد من الحاجه انها كويسه ومن المكان اللى هتشتريها منه حتى لو غاليه قرشين زياده وتعيش أحسن ما استرخص وأكع تمانها مرتين تلاته والأفضل أبعد عن المستعمل كله


- يلا محدش بيتعلم بالساهل


- مهو عشان كده عاوز أعلم عز مش عاوزه يتعلم بالطريقه الصعبه


- متقلقش عليه عز راجل 


- آه بس لسه ساذج ونضيف وأنا مش عاوزه يتشوه زيى


- ليه كده ياليث  إنت مش وحش دا حتى المزز ملمومه حواليك زى الدبان


- الدبان اللى بيتلم عالزباله مش كده


- وعالحلويات برضو


- إنت أدرى مهما ملمومين عليك برضو ألا بالحق ازي شوشو


تأفف جاسر: الله يسامحك ياشيخ دا أنا كل ما اشوفها ببقى عاوز اطبق ف زمارة رقبتك


- اخص عليك واهون عليك


- تهون بالقوى دى من ساعة ماعرفت إنى  شريكك ف كل حاجه وهيا لزقالى والمتخلفه بتلوى دراعى بأمها


- تستاهل إديها على دماغها بالجزمه وخالتك متردش على تليفوناتها خالص 


- ماهو دا اللى بعمله دلوقت


- طب لو خالتك جاتلك هتعمل ايه لازم تواجهها الهروب مش حل لازم تقطع عرق وتسيح دمه ماما زينب لو موجوده كانت شرشحتهم هما الإتنين خالتك متفرقش عن جوزها حاجه وابنها وبنتها نفس العينه


زوى جانب فمه ساخراً: عارف يا ليث الكلام دا كله بس أعمل إيه تربية أبويا وأمى خلتنى مقدرش أهينها مهما كانت دى خالتى


- بس مش خالتى أنا جوزها نتن وأبوه القرش وأنا مستعد أهدده لو ما بعدوش عن سكتك هشحته إبن البخيله ولا إنت ناوى تفضل تهاودهم لحد ما تدبس ف جوازه


- لأ طبعا دا لو فيها موتى أنا مبقبلش شروق ودلوقتى بقيت بقرف من شكلها 


إبتسم بمرح: عشان الشبر وربع بتاعتك


تنهد بحالميه: آه مجننه أمي يا ليث 


- ليه بس


- مش فهمانى نهائى الغبيه فكرانى بشفق عليها شيفانى البيه وهيا بنت الفقرا وحتى أما إتأكدت إنها بتحبنى المتخلفه مش مستوعبه إنى ببادلها نفس المشاعر تخيل تبقى ف حضنى وفكرانى صحبتها شوفت الهم اللى أنا فيه


- حاول ومتيأسش


نظر له بجانب عينيه: قبالى قول لنفسك


تنهد بحزن: أنا غيرك منتش شايف اللى أنا فيه


نهره جاسر: وانت مالك ما انت زى الفل اهوه دراعك بيتعب شويه اما تحمل عليه عادى ياما ناس حالها أسوأ مليون مره بلاش الناس فرح نفسها اللى مرميه جوه دى عامله سبع رجاله ف بعض وهى اضعف من الريشه ولا هند اللى عندها مشاكل ف الكلام اللى أكيد سببها كوارث شافتها ف حياتها ولا شهد ودول بنات ياليث  أرق من النسمه ورغم كده وقفوا ف وش الريح وعاندوها ولو عندك عله ففرح عندها علل 


- وعاوزها ترضى بيا هيا ناقصه


- ياااه دا انت واقع 


تنهد بعشق: عالآخر


هلل جاسر بحماس: اوبااا الليث وقع ف الشبكه


-اتنيل مهو الحال من بعضه


 ❈-❈-❈


حينها بدأ عز يشعر بالقلق فليث  غادر دون إنذار وجاسر لحق به مدعى أنه سيجرى اتصالا هاتفيا طارئا لكن الأمر طال وهو لديه شعور بأنه كان يكذب وتبع ليث  الذى بدى متعباً بشدة لكنه لم يستطع ترك هند المرتعبه التى كانت ترتجف بجانبه قبل أن يطمئنهم الطبيب على حالة فرح  لكنها الآن غفيت على كتفه فنظر إلى شهد وجدها شارده فحمحم بخشونه حتى انتبهت له فأشار بهمس إلى هند وطلب منها الاعتناء بها حتى يعود ولم تكن لديها طاقه لتتحدث أو تسأله إلى أين سيذهب فأومأت له وجذبت رأس هند بلطف ووضعتها على كتفها بينما أسرع عز يبحث عنهما 


حين وصل آخر الممر وظن أنهما رحلا بالفعل سمع صوتهما يتحدثان بأول منعطف للمر واقترب فوجدهما جالسان يتحدثان ولكنه تخفى بالجدار ليستمع لهما فالحديث يخصه ورغم أنه يكره الفضول وإستراق السمع لكنه قلق على ليث  فهو أباه الذى يعرفه وليس مجرد أخ إنه يراه مثله الأعلى ويعشق وجوده لكنه يريده أن يفخر به كما أنه أحب هند بل يعشقها ويخشى أن يمنعه عنها ليث  فهى بسيطه ضعيفه فقيره وهو للأسف يعد زوجا لفتاه حتى الآن  لا يعلم لما ألصقت به تهمه بشعه لتتزوجه وهو حتى لم يرها سابقا


- آه كلنا ف الهوا سوا


- لا ومنقعش غير ف المعقدين اللى زينا


- قصدك أسوأ مننا ومحتاجين اللى يحتويهم


- عندك حق بس تفتكر عز هيقدر يكمل، البنت خلصانه مش ناقصه ازمه جديده 


أجابه جاسر بثقه: لو على عز اطمن عز راجل وحبها هيقويه


-ياريت يا جاسر نفسى اطمن عليه خايف اسيبه لوحده 


قضب جبينه ونهره بحده: كلام ايه اللى بتقوله ده بلاش الهواجس دي


إبتسم بألم: جاسر أنا تعبان أوى تعبان من كل حاجه ومش عارف بكره شايلى إيه عاوزه قوى يقدر يواجه مصاعب الحياه عاوزه يقدر يحل مشاكله لوحده أنا مش دايمله 


هتف بسخط: يخربيت يأسك


- مبقاش عندى غيره 


- استغفر ربنا كده وروق عز هيبقى بخير وهيتعلم خصوصا انه حابب يفهم ويتعلم ويبقى أد المسؤليه


- نفسى يا جاسر يبقى قوى ميخافش حد ويعرف يجيب حقه 


- هيحصل 


ضاقت عيناه: شايفك واثق فيه أوى خير إيه اللى حصل


أوضح له وجهة نظره: كونه قدر يكسب ثقة هند لدرجة إن حالتها المرضيه تختفى بوجوده دى معجزه وكون إنها تبدأ تحاول وتتحدى مرضها عشانه دى معجزه تانيه وانه يقف قصادك عشانها دى حاجه مش سهله زى ماكنش سهل يحط نفسه ف وضع اتهام بالسرقه عشانها حتى لو ضامن إنه مش هيتأذى 


- الحب بيعمل المعجزات


- الحب حاجه والثقه حاجه ممكن واحده تنجرف ورا مشاعرها مع واحد بس تفضل متردده وأى قرار معاه تبقى قلقانه لكن الثقه بتخليها تمشى وراه عميا من الآخر الحب عاوز ثقه بس لازم يكون الاختيار صح من الأول 


- ياااه بقيت فليسوف زمانك اهوه


- الدنيا بتعلم


- طب يامعلم قوم اما نشوف الدنيا جرى فيها إيه


غمزه بمرح: قصدك نشوف فرح جرلها إيه


بادله المرح: فرح لوحدها 


- الله كل واحد بيدور عاللى له


- طب يلا ياخويا


حين نهضا تفاجئ ليث  بعز يرتمي عليه ويضمه بذراعيه بقوه ويبكى مما جعله يرتعب فدفعه بصعوبه وصرخ يسأله 


- فرح جرالها حاجه


- أنا آسف أنا..


لم يدعه يكمل فقد دفعه وركض مسرعاً فإتسعت عيناه ينظر إلى جاسر متعجباً فأدرك جاسر أنه يبكي ويعتذر لأنه سمع حوارهما بينما تولت الهواجس مخيلة ليث  فتنهد بيأس 


-ربنا رازقنى بأخين أغبى من بعض ماشاء الله يلا أخويا


 ❈-❈-❈


وجه ليث  الشاحب وعيناه الزائغه وركضه نحوهما بهذا الشكل أرعبهما : فرح فين


لكن سؤاله حتما ما جعل شهد تنتفض واقفه غير مباليه بهند المستنده برأسها على كتفها


- فرح جوه هو جرى ايه


- جرالها ايه


صرخت هند بخوف: فرح


كان قد لحق به جاسر وتبعه عز حيث تنهد جاسر بيأس: ارحمو أميوالبت كويسه 


فسأله ليث : اومال عز..


قاطعه جاسر بنفاذ صبر: ماملوش كل الحكايه انه سمع كلامنا وإتأثر


زفر ليث  الهواء من صدره بحدة وتهاوى على أقرب كرسى بينما تبادلت الفتاتين النظرات متعجبتين لما يحدث ثم رفعت شهد كتفيها مادامت فرح بخير فهى لاتأبه بما يحدث 


سألت هند عز كما حدث فلم يعطيها جواباً مقنعاً لكنها لم تعقب فقد إنشغلت بالطبيب الذى أتى ليتابع حالة فرح ويخبرهم أنها تحتاج الراحه فقط لذا ستظل بالمشفى حتى الصباح 


 ❈-❈-❈


طلب ليث  ان يمكث بجوارها فلم يمانع أحد فدخل وجلس بجوارها ممسك بيدها حتى غط فى نومٍ عميق بينما عادت هند للنوم مستنده على كتف عز الذى سند رأسه على رأسها ونام هو أيضا فى حين ظل جاسر يتابع ش المرتبكه التى تتحاشى النظر إليه ولا يفهم لما تفعل هذا


حين وجدها تكاد تغفو وستسقط من على كرسيها إنتقل إلى جوارها سريعاً فمالت على كتفه لكنها لم تغفو بل تفاجئ بها تنهض مجفله فنظر إليها متسألاً لكنها لم تتوقف بل ركضت مبتعده فتمتم بدهشه


-يخربيت الجنان الرسمى اللى أنا فيه دى إتهبلت دى ولا إيه


نهض يتبعها فوجدها تجلس بآخر الممر تخفى وجهها وتبكى فجلس إلى جوارها


-مالك يا شهد


إنتفضت فزعه فتأفف بضيق: جرى إيه هو أنا عفريت كل ما هتشوفينى هتترعبى


تورد وجهها وهى تنظر إلى عينيه: أنا مكسوفه منك اوى


قضب جبينه: ليه


-مكنتش أعرف الصبح انك انت اللى لحقتنى ارجوك متزعلشى منى متطردنيش أنا عمرى ما هضايقك أبدا وإحساسى ده مش هزعجك بيه أبدا


تذكر نصيحة أحمد بمصراحتها مباشرةً كما أنها حمقاء لا تفهم التلميحات


-ممكن تهدى شويه وتسمعينى اللى حصل الصبح مضايقنيش بالعكس الحاجه الوحيده اللى ضايقتنى إنك مقدرتيش تفرقى بين حضنى وحضن صاحبتك لكن مشاعرك ليا تسعدنى متزعلنيش لأنها نفس مشاعرى ليكى حاولت أفهمك كتير ألمحلك لكن للأسف مفهمتيش


قضبت جبينها: قصدك إيه


إقترب منها ببسمه ودوده وهمس بحنان: بحبك يامجنناني


لقد توقعت توبيخ سخريه ربما رفد لكن أن يتضح أنه عاشق مثلها فهذا جنون يستحيل على عقلها تصديقه


كاد أن يقول شيئاً آخر لكن هاتفه المزعج لم أصدر رنيناً صاخباً فأسرع لإخراجه وإغلاق صوته من أجل المرضى النائمين لكنه وجد شريف من يتصل فأجاب سريعاً 


- أنا عارف إننا بقينا وقت بس مقدرتش أستنى للصبح عشان أبلغك وإنت إبقى بلغ ليث وعز عشان مبيردوش على تليفوناتهم


- خير فى حاجه؟


هتف بسعاده: أسعد هيتجوز تخيل؟!


هلل بحماس وعدم تصديق: بتهزر، إمتى دا حصل دا؟ لسه سايبنا من كام ساعه!


- والله يا ابنى انا لقيته بيتصل ويقولى هتجوز وعاوز معاد نحدده مع العروسه


- ومين العروسه؟


- مش هتصدق، زيزي


- زيزي مين، بنت طنط فاديه ههههه لا والله برافو عليكي ياكارما


ردد خلفه متعجباً: كارما!


- كانت بتسألنى عنها النهارده الظاهر لاحظت شوية نظرات وقررت تلحلحهم


- عفريته من يومها بس جدعه والله والحمد لله الست فاديه ماعترضتش لأن أسعد مطلق


- وفيها إيه؟


- فيها إنها كان ممكن ترفض عشان البنت متجوزتش قبل كده على العموم أما تيجى المطعم الصبح إن شاء الله هبقى أحكيلك كل حاجه يلا تصبح على خير


أنهى المكالمه بينما تجمد جاسر للحظه وإكفهر وجهه ثم جلس صامتاً لكن ملامحه المقتضبه وعيناه الحاده جعلته مخيفاً ففضلت شهد الصمت وأسندت رأسها للحائط ولحظات وكانت نائمه بينما ظل يفكر حتى غلبه الإجهاد ونام بمكانه


 ❈-❈-❈


بالصباح تجمعوا لتناول الفطور فى مقهى مجاور للمشفى وحيث كان كل واحد ملتهى بطبق طعامه تفاجأت شهد بجاسر الذى أخرج منديلا حريرا من جيبه ويمد يده نحوها به


- امسحى بوقك


- ليه؟!


- شفايفك غرقانه مربى 


- مش أوى كده وأنا لسه مخلصتش أكل


- ابقى اسمعى الكلام خودى


عنفها بحده ثم دفع المنديل نحوها فأمسكت به وهى تشعر بالضيق ثم مسحت ثغرها بحده فإزداد احمرار فهتف بضيق


- ما كفايه بقى


- فى إيه؟!


- يوووو مفيش


ثم نهض غاضباً وخرج فهمست هند إلى شهد


- جراله إيه ده؟!


- انا عارفاله من ساعة ماجاله تليفون بالليل وهو مقلوب حاله


- يمكن بنت خالته زعلانه انه جه معانا اصلهم بيقولو انها تنكه اوى


اتسعت عيناها للحظه ثم أومأت بصمت وعيناها تحكى قصصا مؤلمه فيبدو أنها حمقاء وصدقت أذنيها أنها سمعت منه كلمات عشق بلهاء فمن تكون هى بينما مال عز نحو فهد


- هو فى ايه؟!


- بص لشفايف هند كده


رفع حاجبيه مندهشا: هند!


-آه بص وقولى منظرهم وهما بيلمعوا والمربى ملوناهم بيخلوك عايز إيه؟


نظر نحوها وتأمل ثغرها فإبتلع ريقه بصعوبه وهمس بشوق


- عاوز اكلهم أكل


- طب ما تعمل كده


تذمر بضيق: مينفعش


-فهمت ليه جاسر اتعفرت


أمسك بمنشفه وألقاها نحو هند: امسحى بوقك بس بالراحه


لقد فطن للأمر فحتى لو مسحت فمها بقوه ستثيره أكثر


- هو فى إيه؟!


- إعملى اللى بقولهولك وخلاص


نفذت ما طلبه وهى تتمتم بتعجب: الرجاله بينها كلها لسعت


 ❈-❈-❈


بينما وقف جاسر أمام المقهى يشعر بالضيق حتى مرت سيدتان تتحدثان عن شراء إحداهن لفاكهه طازجه فتذكر حديثه ذات مره مع شهد عن نفس الفاكهه


-دى أى كلام منظر بس طعمها ماسخ


قضب جبينه متعجباً :انتى كنتى جربتيها قبل كده؟


- آه اومال ولقيتها ماسخه عملتها مربى


- كنتى شرياها منين؟


- بياع من اللى بيلفوا ف الشارع


- ممكن النوعيه اللى معاه اللى مش حلوه لكن الفراوله فاكهه طعمه فعلا


- يمكن


رفع رأسه فرأى متجر قريب ستكون الفراوله وسيلته لإصلاح ما أفسده منذ قليل فقد تركها بوجه حزين آلم قلبه 


توجه إلى المتجر ووجد طلبه وحين عاد إبتسم لها واعطاها لها وأخرج حبة فراوله بعد أن غسلها وأطعمها إياها فأسعدها الطعم ورغبته فى مصالحتها بينما حاول أن يتحجج بأى سبب ليبتعد فرؤيتها تأكل الفراوله بهذا النهم أثارته بشده


 ❈-❈-❈


تنفس الجميع الصعداء حين إستيقظت فرح وتحسنت حالتها وسمح لها الطبيب بمغادرة المشفى وطلب منها المتابعه مع طبيب نفسى لتعالج رهاب الظلمه لديها ولم يتركها ليث للحظه مهما إعترضت ورفضت أن تذهب للمنزل لذا ذهبوا جميعا إلى المطعم وهناك وجدوا الاخبار الساره عن زيجة أسعد وزيزي ولم يكن هناك كاره للأمر سوى حسام  الذى تمتم بحقد حين علم بالأمر 


-والله ووقعتى واقفه يا بنت المحظوظه 


بينما ذهب جاسر إلى مكتبه وطلب من زيزي إتباعه وحين دخلت نظر لها ببرود


-مبروك يا عروسه


قبل ان تجيبه تفاجأت به يقول: اقفلى الباب وتعالي


لم تعى مقصده لأول وهله: باب إيه؟!


زوى جانب فمه ساخراً: المكتب يازيزي هو فى باب هنا غيره


ظنته سينصحها كأخ بخصوص أسعد فأغلقت الباب ونظرت إليه بخجل وقبل ان تجلس وجدته قد دار حول مكتبه ووقف أمامها ودون مقدمات لا فائده منها دخل فى صلب الموضوع


-أما بلغني عم شريف بالخبر فهمت منه إن أسعد كان خايف من رفض والدتك بإعتبار إن كل أم عاوزه أول بخت بنتها ملوش تجارب جواز سابقه فاهمه قصدى إيه؟


إتسعت عيناها بصدمه حين إنتبهت للأمر فتنهد بيأس

-الظاهر إن مش أسعد لوحده اللى مش عارف دى والدتك كمان


ترنحت قليلاً ثم تهاوت على أقرب كرسى وأغرق الدمع وجهها وحين كاد أن يتابع حديثه وجد ليث يفتح الباب مبتسما لكن بسمته تلاشت حين رأى وجه زيزي فإقترب منه


-ايه ده إنتى بتعيطى ليه محدش يقدر يجبرك على حاجه منتش عاوزاها ومع إنك مش هتلاقى زى أسعد لكن إنتى حره ف اختيارك لو مش عاوزاه


قاطعته بصراخ: مش عوزاه إيه أنا بحبه


تنهد بإرتياح: آه فهمت تبقى دى دموع الفرح


صحح له جاسر: وانت الصادق دموع الندم


قضب جبينه: مش فاهم


سريعاً وبالمختصر المفيد قص له جاسر القضيه فغضب ليث بشده وبعد توبيخ حاد منه لها هدأ قليلاً ليفكر بحل بعد أن أنبهه جاسر أن الصراخ والغضب لن يشكلا أى فارق


نظر جاسر نحوها: المشكله حلها ف انك تصارحى أسعد ويقبل بالوضع ده


- وماما؟


- افتكرتيها دلوقت 


ازداد نحيبها فرمقه جاسر بتحذير ونظر نحوها بسخط


-عياطك هيصدعنا مش أكتر فإكتمى خلينى اتكلم


رفعت رأسها إليه وبصيص الأمل يتسلل إليها: كتب الكتاب هيبقى قعدة رجاله وهنخلى والدتك تقعد مع والدة أسعد واخواته ووكيلك والشهود مقدور عليهم كله سهل بس دا بعد رضا أسعد بالوضع ده


-فعلا ولازم إنتى اللى تقوليله عشان لو عرف من بره هتخسريه وخصوصا إن حسام  واطى ومبيحبش الخير لحد وممكن يستغل الوضع


عقب بضيق: وانتى اللى ادتيله الفرصه، حتة ورقه هبله بقت جواز ويبتزك بيها 


-وهو ماله ومالى ما خلاص سيبنا بعض وانتهينا


سخر من كلماتها الحمقاء: والطلاق تم إزاى كتبلك إنتى طالق على ورقه


-طلاق إيه؟!


ضاقت عينا جاسر وقضب جبينه: اومال انفصلتوا ازاى؟


- قطعت الورقتين ورميتهم ف وشه


- الله


هتف متفاجئاً بينما صفع ليث جبهته بغضب ثم مسح على وجهه بقوه واحتدت نظراته


-يعنى مفيش دليل واحد يثبت انك اتجوزتى أصلا


جحظت عيناها بصدمه: إيه؟!


- إيه اتفاجأتى


- اللى مش قادر افهمه ليه رضيتى بوضع زى ده ومع مين، حسام!


- مكنتش اعرف حقيقته وهو...


قاطعها بسخط: هو إيه وانتى إيه وافقتى ليه تتجوزى عرفى من أصله؟


- قال ظروفه


- ظروف ايه خلاص ميته ف هواه لدرجة انك مش قادره تصبرى طب كنتى شورى حد 


- اللى حصل بقى


- بت انتى أنا معنديش مراره للهطل ده وأسعد مش عيل هتلعبى بيه مهواش ناقص خدع جديده كفاياه اللى شافه وامك مش حمل مصيبه زى دى


- اللى هيشلنى انك حتى مفكرتيش فيها لا وياريتك اخترتى حد عدل إلا منقيه اوطى الاندال


بسطت كفيها على وجهها وأجهشت فى البكاء


 ❈-❈-❈


بينما كان حسام  يرسل الأخبار الجديده إلى علياء: أسعد بيه إبن خالته هيتجوز بت الداده فمش بعيد نلاقى ليث بيه بكره خاطب البت فرح خصوصا إنه فضل جنبها طول الليل ف المستشفى


صرخت بغضب وأمرته بأن يأتى لها برقم هاتف فرح


- ليه ياهانم؟


- اومال عاوزنى أنزل لمستواها القذر واقابلها شخصيا دى متستهلش


- ماهيا ممكن تقفله ف وشك دى بيئه وتعملها


- كده يبقى تجبهالي


- ازاى يا هانم؟


- اتصل بيا لما ليث يمشى وانا هستنى بره وتجيبهالى وبرضو تجيبلى نمرة تليفونها لازم تفهم إنى أقدر أوصلها ف أى وقت وف أى مكان 


طلب منها مبلغ كبير منها وقد ادعى أنه فقط من أجلها لا يريد أن يكلفها فهو سيخاطر كثيراً  فوعدته بالمزيد من المال 


 ❈-❈-❈


بينما اضطرت شروق أن تتدبر المبلغ المطلوب وقد أعطاه اياها والدها مع امضائها على سند به لسداده حين تتزوج جاسر وهاتفت حسام  لتتمم خطته ورحب كثيراً فقد دفع ثمن المعلومه من جيبه 


 ❈-❈-❈


لم يأتى المساء حتى إستطاع حسام  إستدراج فرح إلى الخارج لتلتقى بعلياء  التى لم تترك كلمه سيئه إلا وأطلقتها عليها ولا تهديد لم تحذرها به


كلماتها كانت طعنات مؤلمه أفقدتها أى أحاسيس نابضه تجاه ليث وأعادتها لجمودها


-متخافيش يا هانم أنا مبرمرمش، ليث بتاعك كليه 


ثم تركتها رافعه رأسها بكبرياء وهى تعد نفسها أن تتجاهله وتقتل أى شعور ساذج بقلبها تجاهه ولم تخبر صديقتيها عما حدث وقبل أن تدخل المطعم مجدداً وجدتها تهاتفها لتؤكد تهديداتها فصرخت بها تخبرها أنها لا تهتم لليث ولا غيره من الرجال ولتتركها بشأنها


 ❈-❈-❈


باليوم التالى وبين كل هذا القلق والخطط والغضب خرج شريف من مكتبه بعد أن أشغل مكبر الصوت على أغانى أفراح وتجمع كل العاملين حوله وهو يتراقص حينها إقترب منه ليث يبتسم بإتساع وبدأ يتراقص معه والجميع يشاهدهما بإستمتاع وبسمات تعلو وجوجهم حتى خرج جاسر من المكتب ينظر لهما ببسمه مكتومه 


-آه يا أندال من غيري


ثم وكز عز وأشار له بيده بأن يتبعه واندمج بالرقص معهما وحين إقترب عز منهما بدى مرتبكا فوكز جاسر ليث وغمز له تجاه عز فإستدار ليجد وجهه أحمر ويريد التراجع فضحك على هيئته وإقترب من أذنه هامسا


-لأ اتشجع دا ف فرحك هنهد حيلك رقص


إبتسم عز بخجل وحاول مجاراتهم وتبعه كل العاملين وظلت الفتيات تصفقن وتضحكن الجميع كان سعيدا يضحك عدا فرح التى ابتعدت ما إن ظهر ليث واشغلت نفسها بالعمل


بعد أن انتهت نوبة جنونهم سقط الجميع من التعب والضحك وبعد استراحه صغيره عادوا للعمل 


 ❈-❈-❈


إبتسمت هند بمرح وهى تنظر إلى شهد: شوفتى عز هههه شكله أول مره يرقص بس كان حلو


- شوفتى إنتى مستر جاسر يالهوى عليه كان يجنن


- أنا انبسطت أوى


- وأنا الله اومال فين فرح


دخلت حين ذكر إسمها بالصدفه: أنا اهوه خير


فزعت وقفزت مكانها بتفاجؤ: يالهوى فزعتينى إنتى كنتى فين؟


- كنت بشوف شغلى


- فاتك نص عمرك دا إحنا انبسطنا أوى


- طب كويس


- مالك يافرح انتى كنتى واقفه معانا ومبسوطه فجاه بعدتى ليه


- عشان احنا جايين هنا ناكل عيش مش نترقص وياريت احلامك الوردى تفوقى منها بدل ماتاخدى على قفاكى بنت خالته مش هتسيبهولك وهو مش هيرخص قيمته وياخد شحاته زيك ويسيب بنت الاكابر


كلماتها الحاده افقدتهما سعادتهما فأومأت هند بحزن: عندك حق الاحلام مش لينا


-الكلام مش لكى على الاقل عز دا غلبان على أد حالاته زينا مش هيعايرك ولا فى واحده هتحاربك عليه وشاريكى فعلا لكن شهد بتحلم بالمستحيل أنا دخلت بيته وشوفته لا مكانته ولا فلوسه هتخليه يشوفها وفى بنت خالته والأدهى إنه أصلا مش حاسس بيها مش شايفها وهيا بتعشم روحها وخلاص عارفه إن كلامى جارح بس اهون ما تفضلى عايشه ف الوهم وبعدها تتحرقى بنار الحقيقه انا خايفه عليكى وخصوصا انى سمعت ان بنت خالته دى قويه ومفتريه وايدها طايله وابوها واصل اوى

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة