-->

رواية جديدة امتلكتني بضعفها لميادة مأمون - الفصل 13

 

   قراءة رواية امتلكتني بضعفها كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية امتلكتني بضعفها

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميادة مأمون


 الفصل الثالث عشر



مرت ثلاثة أيام عليه و هو مازال غافي في العناية و هذا ما اقلق الجميع جداً و لا يعرفوا السبب


الكل كان في انتظار افاقته منذ مرور اليوم الأول كما قال لهم العم صالح


و لكن هذا لم يحدث، لم يفق لتهتف تهاني و هي تنظر إلى زوجها


تهاني بحزن. 


-انتو مش قولتو هايفوق بعد أربعة وعشرين ساعه عدي تلات تيام دلوقتي و الواد زي ما هو يا عمران 


عمران و هو ينظر لابنه و أخيه الذي يباشر حالته مع الطبيب عبر تلك النافذة الزجاجية. 


-استني بس يا تهاني اما عمه يخرج من عنده هو و الدكتور و نفهم فيه ايه


-طيب يا خويا اديني مستنية اما نشوف هيخرج يقولنا ايه النهارده ما هو كل يوم يقول حاجه جديدة و الواد برضو على وضعه زي ما هو


ترجلوا الأطباء أمامهم خارج الغرفة و وقفوا جميعاً يستمعون لهم


تهاني بلهفة. 


-ها طمنا يا دكتور ابوس ايدك يا أخويا قولي الواد مش بيفوق ليه


الطبيب مهدئاً لها. 


-اهدي يا ستي و اطمني ابنك جسدياً عدي مرحلة الخطر و تعافي كمان بس نفسياً بقي بيهرب من حاجة و مش عايز يفوق 


عمران بصوت عالي. 


-يعني ايه الكلام ده ما تفهمنا يا صالح


وقفو جميعا يتحدثون و لم ينتبهوا الي تلك التي دلفت اليه داخل الغرفة جلست بجواره رافعة يده على قدمها متمسكة بكفه بيد و بالاخرى تملس على ذقنه بكل رقة وحنان


ريناد هامسه له. 


-اانا جييت ليك ااهو اانت مش قوللتلي ااوعي تسيبيني اصصحي اننت ببقى و كفاية ننوم بألك كتير قووي ننايم


وكأنه كان ينتظر مجيئها لتحثه على النهوض من أجلها 


شعرت بأصابعه تضغط بخفة على يدها الصغيره 


ريناد بفرحه وابتسامتها انارت وجهها. 


-شاطر يا باببي برافو عليك فتح عينيك ببقي


نظرت زينب التي كانت تقف بين والدتها و ابيها الي النافذة الزجاجة. وهتفت وهي تشير عليها. 


-الحقوا دي ريناد دخلت عند صالح هي فرحانه كده ليه


هتف الطبيب بحده. 


-ايه الهرجله دي ازاي تعمل كده العناية المركزه مافيش حد بيدخلها


امسك يده والدها موقفاً اياه و هو يشير ليريه عبر النافذه. 


-استنى يا دكتور سيبها ريناد قريبه من صالح و يمكن كلامها ليه يخليه يستجيب


زينب بفرحه. 


-بصو صالح بيفتح عنيه فتح يا ماما برافو يا ريناد 


و كأني احمل على جفناي ثقل كبير لا أقوي على فتحهم و لكني اشتقت إلى عينيكي يا شقيتي، اشتقت إلى تشبثك بي اشتقت الي اسمك الذي أريد أن أملكه لي انا وحدي


ديجَو بألم. 


-ري ناد


ابتسمت بسعادة و أنحنت على وجنته وقبلته وقفزت تلك الملاك من علي الفراش بفرحة تجري لهم خارج الغرفة و هي تصرخ من شدة السعادة


ريناد بفرحة عارمة. 


-صحي باببي صحي يا اننطي و قال اسسمي 


ارتسمت ملامح السعادة على وجهه تهاني وصاحت. 


-يا حبيبي يا بني يا ريتك كنتي دخلتي ليه من بدري يا ريناد، شوفت يا عمران الواد قلبه حاسس بيها ازاي


دلف اليه الطبيب و الممرضين و أغلق الباب من خلفهم حتى يأهلوه ويطمئنو على جسده


وقفو جميعاً ينظرون اليه بسعادة و العبرات تغمر عيونهم


بينما كانت عيونه على شقيته التي كانت سعيده جداً و تريد ان تدلف اليه مرة ثانية


أخرجه من شروده هذا الطبيب و هو يحدثه. 


-صالح انت سامعني حاسس بضغطة ايدي يا صالح


اجابه ديجو مبتسماً لها امراً له أن يدخلها يريدها بجانبه. 


-افتحلها يا دكتور خليها تدخل 


الطبيب وهو يتابع الأجهزة الطبية. 


-هدخلهم ليك كلهم بس الاول نطمن عليك 


و نعمل شوية فحوصات صغيرة


ديجَو و هو عينه عليها. 


-اعمل اللي انت عايزه بس دخلها هي الأول خليها معايا هنا 


أشار الطبيب الي الممرضه بأن تدخلها هي فقط و فتحت لها ثم اغلقته مرة ثانية في وجههم


و سريعاً ما جرت اليه بفرحه 


حاول أن يرفع ذراعه لها فاقتربت بدورها اليه و ضمها بشوق أمام أعينهم جميعاً


-ريناد وهي تلقى بنفسها على صدره : يا حبيبي ييا باببي اانا كنت خايفة اااوي علليك ككنت خايفة تسيبني


ديجَو بشوق متألماً من جرح صدره. 


-اه يا قلب بابي انتي انا رجعت للدنيا بس عشانك انتي وحشتيني يا رينو


نظر إليهم الطبيب بدهشه غير مصدقاً مدى العاطفه بينهم. 


-مش ممكن دي بنتك يا صالح ! 


ابتعدت عنه بخجل ولم ترفع رأسها 


امسك هو يدها و همس للطبيب وهو ينظر في زومردتيها


ديجو بحب. 


-بنتي و حبيبتي و روحي كمان يا دكتور


وقف عمران ينظر لهم بفرحه ثم نظر الي أخيه و هتف


عمران محاولاً جذب موافقة اخيه من أجل ارتباطهم. 


-لسة بردو هترفض يا صالح شوفت بنفسك بقو متعلقين ببعض ازاي


ابتسم لاخيه ثم نظر إليهم مرة ثانية هو يومئ له برأسه


دكتور صالح بتروحي. 


-بنتي عبيطة يا عمران بتتعلق بأي حد بيبقى كويس معاها


❈-❈-❈


كان هذا حاله كل يوم منذ دخول قرينه الي المشفي


جلس على مقعده امام باب المغليء يفكر في من يكون قد فعلها ظل يراقب جميع الشباب بعينٍ كالصقر


يحصدهم جميعاً و كأنه يسجل الحاضر من الغائب


الي ان اتاه شاب من شباب المغلئ سريعا و هو يلهث من شدة سرعة انفاسه


الشاب : معلم عاصَم 


سحب عاصم السيجارة من فمه بأصباعيه منتبهاً له بجدية. 


-أقعد ياض و خد نفسك و بعدين ارمي اللي عندك


الشاب بعد أن جلس. 


-جبتلك أرار الغايبين في الحته


عاصم بتمعن في أمره. 


-مين ياض 


الشاب. 


-تريكة وشيلته 


عاصم ببسمة سخرية ملقي بسيجارته تحت حذائه ساحقاً اياها. 


-كنت عارف ما هو من يوم اللي حصل و هو مختفي بس و رحمة ابويا هاجيبه لو في بطن الحوت هاجيبه


❈-❈-❈


نقل أخيراً الي غرفة عادية والتفوا حوله سعيدين بعودته إليهم وبأنه بدء يسترد صحته

لكنه لم يكن معهم بعقله اصلاً


تهاني و هي تجلس بجواره بمشاكسة. 


-ال و انا اللي قولت الواد يا قلب أمه حاسس بيا و بيشاور ليا عشان ادخله 


اتاريه يا اخويا بيشاور ليها هي لاء و البت تجري تدخله و يقفلوا الباب وراها


عمران بضحك. 


-مش مهم يا ستي يعوزنا احنا المهم انه رجع لينا تاني


ديجَو بألم. 


-هي فين راحت فين


زينب محاولة تهدئته. 


-اهدي يا ديجو عشان جرحك هي روحت البيت مع عمك 


ديجَو بصوت غاضب. 


-و بعدين في ابوها دا بقى


عمران محاولاً تهدئته ومعرفة من فعلها منه. 


-سيبك من ريناد دلوقتي المهم نعرف مين اللي عمل فيك كده


فتح عاصم باب الغرفة و دلف إليهم و هو يهتف. 


-تريكة و شيلته


مش كده يا ديجو حمدلله على سلامتك يا اخويا


مد ديجو له يده ليعانقو بعضهم البعض. 


-الله يسلمك يا عاصم تسلملي يا اخويا كده بقت راسمي ياض و دمك بقى يجري في عروقي


عاصم بتأكيد له. 


-دانا روحي كلها فداك يا ديجو وانت عارف ده كويس


عمران بغضب. 


-تريككككه بقى حتة العيل ال.... ده يتجرء على ديجو على صالح عمران الغوري و الله عال يا ولاد دي القوالب نامت و الانصاص قامت


عاصم مؤكداً له :اهدي يا عم الحج و ماتقلقش بس هو يظهر او اعرف له طريق وانا هاجيبه مربط تحت رجليه


تألم الاخر و هو يحاول ان يعتدل بغضب. 


-ليىه هو صالح الغوري عويل صالح الغوري مابيستناش حد ياخدله حقه يا ابا


انتبهو جميعاً لكلمته و أتمها و هو يعتدل بمساعدة اخته زينب


ديجو بتكملة. 


-الواد ده مضروب طلقة و زمانه بقى...... و هاتلقوه مرمى في اي خرابة 


عاصم بتذكر. 


-كده صح انضرب ساعتها طلقتين واحدة منهم جت في صدرك و التانية من سلاحك اللي كنت ماسكه في ايدك


عمران بتفكير. 


-انت شوفته و هو بيضرب عليك نار يا صالح


أراح ظهره على وسادته و هو يتذكر ما حدث وقتها


بدئ ديجو يحكي لهم ما حدث وقتها بتذكر. 


-انا كنت نازل هفرقع من الغيظ ساعة ما عمي قال انه هيخدها و يمشي و كل تفكيري فيها هي و بس


خرجت من باب البيت و وقفت قصادة فتحت علبة سجايري و طلعت منها واحده لسة برفع الولاعه و باخد منها نفس لمحت بعيني العيال الَ..... دي و في حاجة غريبة بتحصل بينهم


فجأة لقيت واحد فيهم بيقول بصوت عالي. 


-الفار وقع في المصيده لفيت للناحية التانية لقيته


واقف مستخبي جنب بيت البت جميلة و في ايده مسدس


صرخت فيه و انا بسحب مسدسي من جانبي وقولتله 


الفار ده اللي بيستخبي في الحيطان يالاااا انا اهو لو راجل تعالي اضرب ياض متخافش


انتفضت اخته من جواره و هي في قمة غضبها من افعالهَم


صرخت زينب فيه. 


-و لحد امتى هتفضل كدة يا صالح تضرب و تنضرب طب المرة دي كنت هاتروح فيها من عيل مايسواش حرام عليك بقى يا اخي


ديجَو بلا مبالاة لحزنها وخوفها عليه. 


-بس يا بت بطلي هبل و لا أقوملك


عمران بصوت هادئ. 


-طب اهدو بقى كده عشان انت قبل ما تدخل العمليات الحكومه جات هنا و اتعمل محضر 


ديجو بعدم فهم. 


-حكومه ! هو في حكومه في البلد اليومين دول ما كله مشغول في الثورة يا ابا


عاصم بتركيز. 


-ما هو بسبب الثورة دي هتلاقيهم مركزين معاك خصوصا انك كنت لسه راجع من شارع..... انت و ريناد وشوفت الدنيا كانت مقلوبه هناك ازاي وكمان في طلقه خرجت من مسدسك


ديجَو بتفكير. 


-عايز تقول ايه اخلص


عاصم. 


-عايز ابعد عنك اي شبهه يا ديجو الواد ده لو كان مات يبقى هاتلبسهاولو ماظهرش له اثر 


وعرفو انك كنت هناك يبقى هتدخل في حوار تاني و يقولو انك انضربت في المظاهرات و يقولو بقى بتنزل تضرب نار على الشعب و مش بعيد تلاقي نفسك لابس قضية


تهاني بخوف عليه. 


-يا لهوي يا بني يعني تنضرب بالنار و كمان يسجنوك يا ديجو


تحدث عمران أمراً لها. 


-اكتمي يا ولية انتي خلينا نفكر صح المسدس بتاعك ده لازم يختفي يا صالح


ديجو منبهاً لأبيه. 


-بالعكس يا ابا المسدس لازم يظهر انا كنت بدافع عن نفسي، و بدليل الطلقة اللي اخدتها مش كده و لا ايه يا عاصم


عاصم معيد تفكيره. 


-لو احنا في أيام عادية كنت قولتلك ان اي محامي صغير يطلعك منها دفاع عن النفس لكن في الأيام دي ماحدش عارف حاجة خالص


ديجو وقد فاض به الكيل. 


-طب ممكن تسيبوني لوحدي بقى و تروحو كلكم


تهاني ضاربة ما قاله عبر الحائط. 


-لاء انا مش هسيبك و النبي لو حصل ايه مش هاسيبك


ديجو بتألم. 


-يوووه يا اما ابوس ايدك ماتتعبينيش خدي زينب و روحي عشان خاطري


عمران مقترحاً عليه. 


-خلاص ماتعصبش نفسك و أنت تعبان انا هاخدهم ارجعهم البيت بس عاصم هايفضل معاك 


ديجو بنفي. 


-هو انا عيل يا أبا مش هاعرف اخد بالي من نفسي


عاصم بمرح. 


-يا عم ماتقوحش بقى مافيهاش حاجة لما نقعد مع بعض و نريح دمغانا من العالم دي


تهاني بخيبة امل. 


-اه يا أخويا اقعدو مع بعض ما هو اتلم المتعوس على خايب الرجي. 


❈-❈-❈


رحلو من عنده اخيراً و تركوه بمفرده مع صديقه المشاكس و قرينه في كل الصفات


أراد الاخر ان يخرجه من شروده الحزين فقرر ان يمازحه كالعاده


عاصم بمرح. 


-بس ايه ياض اللي انا سمعته ده دا انت طلعت نمس و انا مش واخد بالي


ديجَو بمكر مستدرجه بالحديث. 


-و ايه بقى اللى انت سمعته ان شاء الله يا فريد عصرك و أوانك


انحني بجانب اذنه بمرح و همس وهو يلكزه بأصبعه في كتفه. 


-ال ايه خير اللهم اجعله خير، ال يا اخويا انت كنت ميت بقالك تلات تيام 


و مش راضي تفوق لينا، و البت ريناد تدخلك و اول ما تمسك ايدك هوب تصحي و ترجع لينا تاني


لاء و تاخد البت في حضنك كمان قدام ابوها يا جبار ههههههه


ابتسم له بتذكر. 


-موتة لما تاخدك وتريحني منك يا بعيد ههههههه، اه ريناد تصدق ياض يا عاصم اني خلاص اتعلقت بيها اوي


سحب مقعداً وجلس عليه بجواره و اراح ظهره ممدد قدمه امامه


عاصم وهو يذكره بحديثه معه. 


-و الكلام اللي قولته عليها يعني حتة انها عيلة صغيرة وانك لو كنت اتجوزت بدري شوية كنت خلفت قدها 


ديجو بألم. 


-اوف بتفكرني ليه بس بالحوار ده دلوقتي حرام عليك يا أخي، 


انا ماكنتش عايزها تخسر ميراثها من جدها التاني بسببي و كنت بحاول ابعدها عني على قد ما اقدر


عاصم بتفهم. 


-قولتلي بقى و انا اللي كنت فاكرك بتعط و خلاص اتاريك غرقان في الغرام لشوشتك هههه هات بوسة ياض. 


ديجو و هو يزجة بعيدا عنه. 


-ياه على الرخامه اوعي بقى يلااا يا لزقه انت


ليستمعوا الي دق علي باب الغرفة و يتوقفوا عن هزيهم هذا


انتفض عاصم ليفتحه و يتفاجئ بمن تقف امامه


-يا مسا الخير على معلمين الحتة سلامتك يا معلم صالح


و من تكون غيرها تلك اللعينة التي تسببت في رقدته هذه، و الأن تأتي لتتلذذ و تروي ظمأ روحها الشريرة بالنظر لرؤياه على حالته هذه


عاصم و هو ضامم حاجبيه بأستغراب. 


-جميله ايه اللي جابك هنا


زجته من كتفه و هي تدلف من جانبه الي داخل الغرفة لتقف أمام ديجو مباشرةً


-يوة جاية اعمل الواجب يا اخويا و اقول للمعلم صالح حمدلله على سلامته


التفت الاخر للجهه الاخري بغضب و تفهم ما يريده صديقه من نظرة الكره التي ألقاها بها


عاصم محاولاً زجها خارج الغرفه. 


-طب كتر خيرك يا ست جميلة بس الحقيقة المعلم صالح تعبان و الدكاترة مانعين عنه الزيارة 


جميله مشمئزة و مبتعده عنه بمصمصة شفاهها


-معلش يا اخويا هما كلمتين هاقولهم ليه و امشي علطول مانا بردو مايرضنيش تعبه


كاد ان يرد عليها ليصمته ديجو


ديجو بصوت غاضب. 


-معلش يا عاصم سيبنا لوحدنا شويه خليها تقول الكلمتين و تخلصنا


اومئ له الاخر برأسه و ترجل خارج الغرفه


جلست هي في مقابلته على نفس المقعد الذي كان يجلس عليه ابن خالته ليهتف هو بتألم أثر جرح صدره


ديجو بلهجة كارهة. 


-جايه ليه 


جميلة بشر متشافية فيه. 


-جاية افرح فيك يا معلم صالح!


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة