-->

رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 21

 

قراءة رواية نزيلة المصحة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية نزيلة المصحة

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الواحد و العشرون



دق جرس الباب يعلن عن حضور احد ما، فهرول اليه عبدالله وهو يتمني ان يكون الشخص المنتظر ولا احد سواه ،


 وكم رقص قلبه طرباً وحمد الله الذي استجاب رجائه، حين رأي حسام هو من يقف بالباب ينتظر الاذن بالدخول. 


فرحب به عبدالله ترحيباَ حاراً ودعاه الي الداخل علي الفور، وتقدمه نحو غرفة حمزه وتبعه حسام. 


اما حمزه فبمجرد أن سمع صوت حسام اعتدل في جلسته،

 فقد دلف الي غرفته منذ قليل كي ينال قسطاً من الراحه. وظن أنه سينعم بدقائق قبل مجيئ حسام، يبسط فيها اطرافه وعضلاته التى اجهدها كثيراً اليوم  وهو يتحامل عليها كي يثبت لاخته وزوجها انه شفى تماماً دون ان يكون كذلك. 


دلف عبدالله الي غرفة حمزه اولاً واخبره بسعادة عارمه ان حسام قد اتي ونظر لحسام واردف :

ادخل ياحسام واقف ليه، ادخل ياحبيبي دانا وحمزه مستنينك من بدري. 



وما أنهي جملته حتي دلف حسام علي الفور والقى التحيه علي حمزة، الذي رحب به ورد عليه التحيه بأحسن منها.


وتقدم حسام بعدها نحو الاريكه. وجلس وهو ينزع عنه حقيبته ويتنهد بإجهاد واضح. 


وقام عبدالله بأغلاق باب الغرفه بعد أن اخبر سماح زوجته بلغة الإشاره ان تسرع في إنجاز ماكلفها به منذ قليل. 


وهي فهمت علي الفور، وأومأت له بطاعه. 



واقترب عبدالله كي يجلس بجوار حسام، ولكنه اعدل عن قرار جلوسه الآن، 

وهو ينظر الي حسام ويري التعب بادٍ علي ملامحه، وتاكد من ذلك حين بدأ حسام بفرك مقدمة رأسه بديق. 


فعاد عبدالله وفتح باب الغرفة مرة أخرب وخرج منه، وعاد بعد قليل حاملاً لكوب من الماء البارد وكأس من العصير،


 وقدمهم لحسام الذي اخذ الماء منه سريعاً بعد أن شكره، 

وشربه كله دفعة واحدة كأنه عائد من سباق ماراثون وقد جف حلقه من الجرى فيه. 


ووضع عبدالله الصينية بالعصير علي المنضدة امام حسام وجلس اخيراً بجواره، 

ونظر حسام الي الاثنين حمزة وعبدالله  بعد أن انهي شربه للماء، 

وتبسم وهو يرى الفضول يتناثر من اعينهم. فإعتدل في جلسته واردف متسائلاً:


هاه وصلنا لحد فين امبارح؟ 


فأجابه عبدالله سريعاً:

وصلنا لغاية مااكتشفت ان فيه ناس مؤذيه وعرفت حقيقتهم بس مكنتش قادر تتكلم عشان متتاذيش. 


ها قول بقي مين هما الناس دي واكتشفت عنهم ايه؟ 

انا من امبارح وانا بخمن ومقدرتش اوصل لحاجه! 


أوشك حسام ان يفتح فمه ولكن قاطعه حمزه قائلاً:

ياريت ياحسام تمشى بترتيب الاحداث بحسب ترتيب السنين، وتحكي كل اللي حصل معاك في كل مرحله عمريه. عشان منرجعش بالاحداث تاني للماضي من مرحلة متقدمه من الحكاية. 


فأومأ له حسام بالموافقة وبدأ في إكمال مابدأه من حيث انتهي ورجعوعاً بالاحداث للوراء واردف:



بمجرد ماعشنا مع بعض كلنا فبيت واحد انا وعمي قاسم وامي وود وكريمه. 


بدأت حاجات غريبه تحصل. او مش تحصل، بدأت تظهر. والظاهر انها كانت بتحصل من زمان واحنا مكناش واخدين بالنا ليها. 


امي بدأت تلاحظ انصياع عمي التام لكريمه وكلامها وارائها وتأييد لكل قراراتها. 

وأي حاجه تقولها تبقي هي الصح وتتنفذ بدون تفكير او ادني معارضه. 


وخصوصاً لو الحاجه دي تخص ود. 

وفى كل مره كانت أمي تحاول انها تقرب لود بانها تعملها حاجه حلوة. 


 او تشتريلها حاجه، كانت كريمه ترفض. 


 وحتي الحاجه اللي كانت امي بتشتريها لود  كانت كريمه تاخدها من امي قدام عمي قاسم، وبعد مايمشي ترميها فى الزباله قدام عيونها وتقول أن ود محبتهاش. 

كانت بتتعامل دايماً وكأن ود ملكية حصريه بتقتصر عليها هي وبس. 

حاجه خاصه بيها ومش من حق اي حد في الدنيا انه يتدخل في أي حاجه تخصها. 

اكلها، شربها، لبسها، هي الوحيدة المسئوله عنهم.

 وحتى مصروف البيت كان عمي يمسكهولها هي، ولما امي تتكلم كان يقولها سيبي البيت يمشي علي نظامه القديم. كريمه بتعرف توازن اموره كويس. 


وبرغم حبه لأمي اللي كان واضح جداً فمعاملته معاها ونظراته ليها، الا ان حبه ليهاوأي حاجه تانيه في الدنيا فى كفه، وكلام كريمه واوامرها فالكفه التانيه. 


وكفة كريمه دايماً هي اللي بتطب. 


طبعاً امي زي اي زوجه حست بإهانه وغيره، ازاي وحده ست غيرها تبقي متحكمه فجوزها وبيتها بالطريقة دي وهي تكون عبارة عن صفر عالشمال! 


 دا حتي الأكل، كا بيتعمل علي حسب مزاج كريمه، او مزاج ود، 

وانا وامي مجبورين ناكل اللي يتعمل ويتقرر، حتي لو مش بنحبه. 

وعمي شايف وساكت. 

واقصي حاجه يعملها لما امي تعترض انه يقول هي مقفلتش عليكي المطبخ هي تطبخ اللي هي وود يحبوه، وانتي وحسام اطبخي اللي تحبوه. 


وبالفعل امي عملت كده وبقت تطبخ ليا انا وهي اكل لوحدنا. 

مع انها مكانتش حابه دا، وكانت بتعتبره تبذير وخصوصاً وهي شايفه أن الاكل اللي بيفضل منه كتير ويترمي. 

لكن للصراحه الاكل اللي كان بيترمي هو اكل كريمه، لأن امي كانت تعمل اكل عالقد وعمي قاسم بقي بياكل من اكل امي وساب اكل كريمه خالص. 


وإحقاقاً للحق ومش مجامله خالص مفيش اي وجه مقارنه بين اكل امي واكل كريمه. 

لكن كانت حُجتها انه اكل صحي قليل الدسم والسعرات الحراريه عشان صحة ود وصحة عمي قاسم. 

وإن كان عمي قدر يتخلص من اكلها وياكل معانا،

 الا أن ود المسكينه مقدرتش ابداً، ولا كانت تجرؤ اصلاً انها تزعل كريمه ومتاكلش من اكلها او تخالف امر ليها. 


واستمر الحال بالشكل دا فتره لغاية ماكريمه بقت على آخرها من امي اللي شاركتها فالمطبخ، وشاركتها فى البيت وتوضيبه على مزاجها، وشاركتها فكل اللي عاشت سنين معتبراه ملكيه 

خاصه ليها، ومملكتها هي وبس. 


وابتدا التخطيط لإنهاء الوضع دا بأي طريقه، 

ولكن لسوء حظها انها مكانتش تلاقي من أمي ادني غلطه تخليها تمسكها ضدها او تقلب عمي عليها،

حتي التحكم الكامل بتاعها في البيت والفلوس وفى عمي كانت فاكره انه هيكون سبب في أن امي تاخد موقف وتبتدي تطالب بحقوقها.. ومن هنا تبدأ المشاكل ويتفتح باب للخراب بينهم، 


لكن امي معملتش كده. 

وفضلت صابره ومستحمله ومكتفيه بقربها من عمي، وبستره ليها وحمايته ليا من أي حاجه وحشه. 

ودا كان بالنسبالها قمة العدل وقابلته بكل الرضى، ودفنت اي حاجه تافهه وصغيره تانيه جواها وسكتت. 


بس فيه حاجه وحده بس اللي أمى كانت طول الوقت بتتمني انها تغيرها ودي الحاجه الوحيده اللي سعت لتحقيقها كتير قوي وبكل وسيله ممكنه وفى كل مره كانت مساعيها تُحبط.


والحاجه دي هي ود، 

ود اللي كانت مبرمجه علي طاعة كريمه وبس، وكل اللي تقولهولها كريمه هو قمة الصح واللي لازم يتعمل، نفس قناعة عمي بالظبط. 

ولكن دا كان هيبقي كويس لو كان اسفر عن حاجات كويسه. 


لكنه بالعكس مكانش بيسفر غير عن تسميم لعقل ود بمعتقدات غلط في غلط. 


اولهم ان لبس العريان والقصير شيئ عادي ومش من حق حد يحاسب ود عليه، وانها حرية شخصيه ليها. 

وطبعاً دا كان مصحوب بقعادها بشعرها وتبرجها الدايم سواء في البيت او وهي خارجه. 

والسلوك دا ابتدا في سن صغير واستمر معاها لغاية ماكبرت. 


وثانياً تحررها واختلاطها مع الشباب من الجنسين وكانت الحجه اللي دايما علي لسان كريمه في الدفاع عن ود في النقطه دي:

 أن ود متربيه كويس وعارفه هي بتعمل ايه ومبتغلطش. 

وآخر حاجه خروجها وقعادها بره لساعات متاخره من الليل بحجة انها بتذاكر مع صاحباتها،

 وطبعاً عمي مكنش بيعترض، ولا يقدر اصلاً يعترض علي حاجه كريمه ادت الاذن لود فيها. 

بس انا وامي ابداً مكانش عاجبنا الحال، 


ولأني شاب وعارف ايه اللي بيجرا بره في الشارع قررت اني اراقب ود واشوفها بتروح فين وتيجي منين، اصل دي في الاول وفى الآخر بنت عمى وعاري ومينفعش تفضل من غير حسيب ولا رقيب كده. 


وبالفعل راقبتها، والكارثه انى اكتشفت ان كل خروجاتها بحجة المذاكره دي كانت بتبقي مجرد كدبه عشان تخرج بحريه وتروح حفلات مختلطه للشباب من الجنسين، 

وتفضل ترقص مع البنات اللي اشكالهم مكانتش ابداً مريحه ولا مظبوطه. 


والمرادي شفتها فديسكوا وطالعه عالاستيدج وهاتك يارقص. 

انا شفت المنظر دا والدم غلي في عروقي وعقلي وقف عن التفكير من الصدمه وانا شايف بنت عمي بتتمايل قدام الشباب، 


وهما بيبصولها بعيون عايزه تاكلها اكل، عيون ديابه متربصه بفريسه عمرها ماتعداش ال١٥ سنه! 


ايوه كانت وقتها لسه في تالته اعدادي مكملتش ال١٥ كمان، يعني طفله لسه. 


لكن طفله في جسم انثى مكتملة الانوثه، وكانت دايماً بسبب جسمها وجمالها محط انظار الجميع. 

فجريت عليها وجريتها من وسط القرف اللي كانت فيه دا واخدتها بعيد وهي بتصرخ وتستنجد باللي حواليها عشان يخلصوها مني. 


لكنهم كانوا اجبن من مواجهتي بعد مابصيت للكل بصه معناها إن اللي هيقرب هتكون نهايته على ايدى. 

وفعلاً كل فار لزم جحره وسابوني اخدها من وسطهم بمنتهى السهولة وهما باصين بعنيهم وبس. 

وبمجرد مابعدت بيها سبت ايدها ونزلت فيها ضرب بكل قوتي وقهري وغيظى. 


فضلت اضرب فيها واشتمها باقذر الالفاظ اللي توصف المنظر اللي شفته. ومكنتش حاسس بنفسي ابداً وانا بضربها. 


لغايه مالقيتها مره وحده بتقع مغمي عليها. 


اخدتها فحضنى ولحظة ماحمل جسمها بقي عليا فوقت لنفسي وللي عملته فيها! 


ولمت نفسى وعاتبتها، ازاي قدرت اعمل فيها كده؟ 

وازاي قلبي طاوعني! 

شلتها بين ايديا ومشيت بيها وهي فدنيا تانيه وغايبه عن الوعي. 

وانا كل اللي فى دماغي واللي بسأله لنفسي طول ماانا واخدها فحضني انا ازاي اعمل فى بنتي وبنت قلبى كده؟ 


ايوه كنت بعتبرها بنتي وانا ابوها المسئول عنها. 

كنت بخاف عليها من أي حاجه وكل حاجه. 


كان قلبي يتقطع وانا شايف حالها بيميل ومش قادر اعملها حاجه ولا افهمها أن دا غلط. 


لكن معلش اهي جات الفرصه اللي بيها هتتعدل الموازين. 

وكريمه اللي هي السبب في كل دا هقفلها انا وعمي وقفة رجاله بعد اللي وصلت ود ليه دا بدلعها الزايد. 


وركبت تاكسي انا وود ووصلنا البيت ونزلت وشلتها وطلعت بيها للشقه. 


ولحسن الحظ السواق كان راجل خواف ومرضيش يدخل نفسه في حوارات ويسأل انا مين واقربلها أيه أو واخدها لفين، ولا حتي خاف اكون خاطفها. 

وبمجرد ماقولتله دي اختي وراجعين بيتنا سكت ووصلنا واخد اجرته ومشى. 


وصلت قدام باب الشقه ونزلتها من على اديا وسندتها علي صدرى عشان اعرف افتح الباب، 

وكانت ابتدت تفوق فى الوقت دا. ودخلتها مسندها وبمجرد ماشافونا الكل جه يجرى علينا بخوف، وكريمه صوت صراخها على ود رج العمارة رج. 


دخلتها واخدوها مني وابتدوا يفوقوها ويطمنوا عليها، 

ويسألوني كلهم ايه اللي حصلها؟ 


لكن انا فضلت ساكت منطقتش بحرف ومستني لما تفوق عشان يكون الكلام قدامها وتشوف الغضب فعيون عمي علي اللي كانت بتعمله. 


وتعرف انها كانت بتغلط غلط شنيع. 


وفاقت وبمجرد مافتحت عنيها وبصتلي ابتدت تبكى بصوت عالي وحرقه وهي بتشاور عليا بصباعها ومش عارفه تنطق ولا تتكلم، 

وببص لقيت الكل بيبصلى بنظرة اتهام كأني عملت فيها مصيبه! 


وهنا كان لازم ادافع عن نفسي وابرر موقفي وابتديت احكيلهم كل حاجه حصلت. 

 وعلي عكس كل توقعاتي كان رد فعل عمي صادم بالنسبالى! 

لان كل اللي عمله انه بص لكريمه عشان يشوف رد فعلها وبناء عليه يكون رد فعله. 


وكريمه بقي فرصتها وجاتها لغاية عندها. 


وابتدت تسمعني كل انواع الشتايم والتهم واكترها واللي اتعادت كذا مره اني همجي ومش متربى.

وهنا جه دور امي في التدخل للدفاع عني زي ماكريمه بتدافع عن ود، 

ومن هنا ابتدا تراشق بالتهم والشتايم مابينهم واتطور لمد الايد، 

وكريمه مسكت امي يومها طلعت فيها كل الغل اللي جواها، وامي في المقابل مقصرتش عشان كان جواها لكريمه غل اكبر بكتير، 

وماصدقت انتهزت الفرصه. 

ولا انا ولا عمي قدرنا نفصل بينهم غير لما هما بعدوا عن بعضهم بنفسهم بعد ماتعبوا من الضرب فبعض. 

وبصيت بعدها لعمي لقيته منكس عنيه للأرض ومنطقش ولا كلمه من بعد جمله وحده قالها لود:

قومي ادخلي اوضتك ولينا كلام تاني مع بعض. 

وقولت اكيد الكلام التاني دا هيكون هو حسابها على اللي عملته. 


لكن للأسف الجمله دي كانت هي كل اللي قالهولها عمي وكل رده على الموقف. 

❈-❈-❈



وعدي الموضوع ومر مرور الكرام ومحدش اتأثر باللي حصل من ود غيري انا وأمي بس. 


اما كريمه فكانت شايفه انه عادي. وإن اي بنت فسنها بتعمل كده. 

وانها معملتش حاجه تستدعى اللي حصل دا كله! 


 وان كل الحكايه اني انا اللي كبرت الموضوع.. وانى انا اللي همجي. 


والجمله دي بالذات زرعتها كريمه فعقل ود ومن ساعتها وارتبطت بإسمي جواها: 


حسام الهمجي. 


ومن بعد ماكان حسام اقرب حد ليها في الدنيا اتحول من اليوم دا لعدوها اللدود. 


وانطلقت كريمه من النقطه دي لتغيير فكر ود وعمي من ناحيتي كلياً، ونجحت في دا للأسف الشديد. 


 وبعد ماكنت انا وتصرفي وخوفي علي ود بنت عمى قمة الصح، اتحولت بقدرة قادر وبفضلها هي لقمة الغلط والهمجيه. 


وحتي عمي االي طول العمر معتبرني ابنه وبيحبني لدرجة انه مبيتحملش عليا الهوا الطاير، ابتدا يكرهني وينفر مني وياخد جنب. 

 لدرجة انه قرر يبعدني عنه وعن بيته وود خالص. 

ودا كان بتهمة قذره زرعتها كريمة فدماغه. 

ويشهد ربى اني بريئ منها برائة الذئب من دم ابن يعقوب. 

او بريئ من الطريقه اللي وصلتهاله بيها.


واخد عمي قراره، وبالفعل بعدني عنه وعن ود خوفاً عليها مني. 


ورجعني انا وامي لشقتنا القديمة بحجة اني انا وود مينفعش نكون مع بعض في بيت واحد تجنباً لأي حاجه غلط ممكن تصدر مني اتجاهها. 


وطبعاً هو صدق بسهولة ان ممكن تصدر حاجه زي دي من ابن اخوه الهمجي. 


ودي مكنتش اكتر من طريقه تبعدني بيها كريمه عن طريق ود، اللي من ساعة الموضوع اياه وحريتها اتقيدت، 


 ومبقتش تخرج مع صاحباتها زى الأول خوفاً من اني اعمل فيها زي ماعملت المره اللي فاتت، وكمان عشان كريمه تخلص من امي فطريقها بالمرة وتبقي ضربت عصفورين بحجر واحد. 



يومها عمي بلغ امي بالقرار دا وامي لأول مره اشوفها تثور كده  فوش عمي وتعترض علي قرار يقوله او حاجه يطلبها منها، لكن دا مكانش أي قرار ولا كانت أي حاجه.. دا كان قرار بالتخلى. 


دي حتي اتجرأت ولأول مره  قالتله اللي عاشت كذا سنه كاتماه في قلبها ومش راضيه تقوله. 

قالتله انه ماشي بأوامر كريمه وانه ملوش شخصيه وانها ندمت لانها اتجوزته. 


وندمانه اكتر علي سكوتها علي وضع اي وحده تانيه غيرها متوافقش عليه. 


وفوق التهم رمته بتهمة انه عايز يبعدها عشان يخلاله الجو مع كريمه. 

ودي كانت محاوله منها انها تحسسه ان دا اللي الناس هتقوله بعد ماينفذ قراره ويبعد مراته عنه. 


لكن اللي حصل ان عمي محسش غير انها هانت كريمه اهانه كبيره. 

وهانته هو كمان معاها لما اتهمتهم التهمه المشينه دي. 

وكان رده عليها بإنه مد ايده عليها لأول مره وضربها. 

وغير دا قالها جمله لغاية يومنا دا لسه امي فاكراها. 


وكانت هي الجمله اللي سهلت على امي انها ترمي كل مشاعر حبها لعمي بره قلبها:


(انتي فاكره ان كل الناس قذرة زيك) 


الجمله دي كانت القشة اللي قطمت قلب امي وقضت علي كل اللي بينهم. 


ومن بعدها أمي سكتت ومتكلمتش معاه ولا كلمه ولا عاتبته لانها شافت أن العتاب خلاص ممنوش أي فايدة. 

وقررت يومها انها هتاخدني ونبعد عن حياة عمي قاسم وبيته للابد. عشان من بعد كلامه الاخير لا انا ولا هي بقالنا مكان فيهم. 


ولمت شويه من حاجاتنا وسابت الباقي وخرجت يومها راحت نضفت شقتنا القديمه قبل مانروحلها عشان نروحها وهي نضيفه. 


واثناء ماكانت بره لقيت كريمه دخلت اوضتنا وابتدت تلم هي بنفسها فحاجتنا،


 وتلملنا اى غرض يخصنا من الشقه كأنها بتمحي اى اثر لينا.

وبتزيل اي سبب ممكن حد فينا يرجع عشانه البيت مره تانيه.


 وكل دا تحت انظار عمى اللي منطقش بكلمه وحده وهو شايفها بترمي هدومنا فنص الشقه زي ماتكون بتطردنا شر طرده! 



انا الموقف دا عمري ماهنساه وانا باصص لعمي بعتب وهو حتى ولا اثرت فيه نظراتى، ولا حس بوجع قلبي وانا حاسس انه مش بس بيطلعني من بيته.. 


لأ دا بيطلعني من قلبه كمان، 

وبيسحب مني كل محبته ليا، 


لكني برضوا كنت مديله عذر بسيط، وهو انه كان بيعمل كده غصب عنه.

 

قالها حسام ثم صمت ليستريح قليلاً ومن بعدها يواصل. 


فأردف حمزه معقباً:


ايوكل كل دا تمام وكل حاجه، لكنني شايف انك برضوا اختزلت كذا سنه في النص ماتكلمتش عنهم ولا جبت سيرتهم. 


وهما السنين اللي ففترة طفولتك انت وود لغاية مرحلة مراهقتكم اللي حكيتها دلوقتي دي. 


ودي فترة مهمه جداً فحياة الانسان وبتتمحور عليها باقي حياته. 


عايزك  تحكيلي عن الخمس سنين دول وتعاملكم مع بعض فيهم كان عامل ازاي في الفتره دي؟ 


نظرتك ليها اتغيرت فأي سن وامتا ابتديت تشوفها مش مجرد بنت عم وأخت ليك، 


والاهم من دا كله معاملة كريمه ليك أنت بالذات، وليها هي كانت عامله ازاي؟


واردف عبدالله متمماً لكلام حمزه: 


وكمان عايزين نعرف ايه اللي اكتشفته 

وايه هي الحاجات الغريبه اللي خلتك تعرف ان فيه ناس وحشه،


 ومين الناس دي مع اني كونت فكره واقدر اخمن، بس برضوا التخمين ممكن يطلع غلط. 


فأومأ حسام لهم بالموافقه،

 فهو قد تخطى هذه الفتره عمداً،


 فما كان يحدث معه فيها كان ولا يزال اجمل ما قد حدث له فى كل حياته. 


وكان يود الاحتفاظ بذكرياته السعيدة تلك لنفسه. 

ولكن لابأس بذكرها إن كان هناك فائدة من هذا. 


وفتح فمه وهم أن يبدأ بالكلام، 


ولكن قاطعه صوت سماح الذي بدأ يعلن عن انتهائها من تجهيز الغداء. 


وانها وضعته علي طاولة الطعام ايضاً. 

فأشار حمزه لحسام بأن يصمت الآن، طالباً منه التأجيل الي بعد تناول الغداء. 


وكاد حسام أن يرفض، 

لولا ان عبدالله فتح باب الغرفه فتصاعدت الروائح الذكيه الي انفه. 

فتراجع عن رفضه وذهب معهم صاغراً ملبياً لنداء الجوع.


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة