-->

رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 9

 

قراءة رواية نزيلة المصحة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية نزيلة المصحة

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل التاسع



يومها رجعت البيت وهي منهاره ومتحطمه وحاسه ان الدنيا كلها سودة فوشها،، واتصلت بحسام وهي بتعيط وطلبت منه يجيلها وهو ساب كل اللي فأيده ومفيش ربع ساعه وكان واصل الشقه،


وأول ماود حكتله اللي حصل اخدها فحضنه وطبطب عليها واحتواها وحسسها ان موضوع الخلفه دا ولا فارق معاه وانه مش عايز من الدنيا غيرها هي وانه ماصدق ان ربنا هداه ليها ورجعها ليه من تاني، وانها عنده بكل اطفال العالم،


 كبر حسام جدا فعين ود بعد موقفه دا، واللي كان الموقف التاني اللي يحسس فيه ود بانه بيحبها فعلا، اما الموقف الأول فكان لما منع امه سعاد انها تيجيله الشقه بتاعت ود او تقعد معاه او تزوره حتي زياره، وقلها بالحرف الواحد دي شقة ود واللي يأذيها او يدايقها ميدخلهاش،


 خليكي فشقتك وانا هبقي آجي ازورك هناك، وخلاها تخرج يومها من الشقه تبكي ومن يومعا معتبتش الشقه تاني..



وبس ياسيدي فضل حسام علي تعامله دا مع ود ،، لأ وكمان كل مادا كان يزيد محبه وحنان ورومانسيه، وفسح وخروجات وصور مع بعض لغاية ماود غفرتله اي زله عملها قبل كده وبقي حسام دا النفس اللي بتتنفسه، وكانت دايما تقول حسام انسان كويس بس امه هي اللي كانت مبوظه اخلاقه،، ولما راجع نفسه وبعد عنها رجع لعقله..


كبر شغل ود اكتر وكانت حاسه انها بقت قويه بوجود حسام معاها ومساندته ليها،، ودايما رجله علي رجلها فكل خطوه جوا مصر وبره مصر وكانت بتتباهى بيه جدا وسط الناس، وبالذات انه بقي لبق فى الكلام والتعامل، وخصوصا وإن اغلب زباين الشغل ستات ولازم يتعامل معاهم بإتيكيت..


اما هو فحياته كلها عباره عن ود بتحب ايه بتعوز ايه ويعملهولها،، وفيوم من الايام ود عملتلنا مفاجأة انا وهو واخدتنا فالعربيه الجديده اللي كانت شارياها قبل كام شهر، ووقفتنا قدام  الفيلا اللي انت شوفتها دي


 ونزلتنا فرجتنا عليها وقالتلنا ان الفيلا دي بقت بتاعتنا وانها اشترتها بكل الفلوس اللي معاها حالباً واللي كانوا شغل ٣ سنين..

طبعا كانت فرحانه بيها وطايره من الفرحه واحنا فرحنا لفرحتها،، والصراحه الفيلا كانت تحفه..

ونقلنا وسكنا فيها وعشنا فيها كام شهر كويسين لغاية اليوم المشئوم اللي حصل فيه المر كله وبنتي كانت هتروح مني بسببه..

❈-❈-❈


حث الطبيب حمزه كريمه بإتكائة من عينيه كي تكمل حديثها، راجياً من الله الا تتوقف لاى سبب من الاسباب فى هذه الجزئية بالذات،، وقد حمد الله  حين اكملت السيدة كريمه :


لغاية اليوم المشئوم اللي عكر على بنتي صفوا حياتها وخلاها وصلت  للموت،

كنت قاعده في الفيلا فى يوم بطبخ لود الاكل قبل ميعاد رجوعها ورن التليفون بتاعي برقمها،،

 رديت عليها وكنت فاكره انها متصله تتطمن عليا زي كل مره وتشوفني طبخت ولا تجيب اكل معاها  وهي راجعه،،


 لكن اول مارديت الاتصال اتقطع.. حاولت ارن عليها انا، تليفونها رن مره واتنين ومردتش فقولت اكيد مشغوله وسبتها على راحتها لما تفضى تبقي تكلمني


وبالفعل بعد شويه لقيت تليفوني رن برقمها، رديت لكن الصوت اللي سمعته مكانش صوت بنتي ود،، كان صوت راجل بيقولي الحقي بنتك ياحجه لقيناها واقعه فالشارع، ونقلناها المستشفى وقدرت افتح تليفونها ببصمتها ولقيت رقمك اخر رقم متصله بيه


معرفتش وقتها اعمل ايه، اصرخ ولا ابكي ولا اقع من طولي، بنتي واقعه فى الشارع ازاي! ومن ايه وايه اللي تعبها لدرجة انها تقع مغمى عليها؟

لبست بسرعه وخرجت اخدت تاكسي ورحت على عنوان المستشفى اللي وصفهولى الراجل، 

وانا فى الطريق اتصلت بحسام عشان يلحقها اسرع مني، وكنت فاكره اني هروح الاقيه هناك، لكن للاسف رحت ملقيتهوش، سألت على بنتي فأنهى اوضه ودلوني عليها..

دخلتلها وشفتها ياحبة قلبي منهاره من العياط ومعلقينلها محلول وشكلها زي ماتكون خارجة من حضن موت..


جريت عليها وحضنتها وانا بسألها بلهفه وخوف فيه ايه يابنتي ، جرالك ايه ياحبية قلبى ؟ 

لكن هي كل اللي جاوبتني بيه انها فضلت تبكى بحرقه قطعت قلبي عليها،، 

وانا شفت منظرها وحالتها وفضلت أسأل روحى ايه اللي وصلها لكده وهي خارجه الصبح زي الورده المفتحه؟ 

معقول يكون دا عمل جديد من سعاد قدر انه يصيب ود ويتملك منها! 


لكني كتمت كل اسئلتي فنفسي عشان لقيتها كل مااسألها بكاها يزيد مايقلش، فسألتها عن حسام فين دلوقتى، واذا كانت اتصلت بيه  وقالتله، وهنا بكاها اللي كنت خايفه عليه يزيد اتحول لصراخ وهي بتقولى :


مش عايزه اسمع سيرته، مش عايزه اشوفه، انا بكرهه بكرهه ربنا ينتقم منه، ربنا ينتقم منه.

ودخلت فنوبة غضب معرفتش اهديها بعدها، ولا هي هديت غير لما جه الدكتور واداها حقنه مهدئة خلاها نامت


وهي نامت من هنا وانا اتصلت فوراً بحسام اشوف ايه اللي حصل بالظبط  وافهم منه ايه سبب حالة ود واللى الظاهر ان هو السبب فيها.


واتصلت عليه ورد عليا بمنتهى البرود عكس اللي كنت متوقعاه من واحد لسه قبل شويه مبلغاه ان مراته حبيبته واقعت فالشارع ونقلوها المستشفى!!


حسام : ايوه ياكريمه 

انا سمعت صوته من هنا وزعقت فيه بعلوا صوتي وفكل قهرتى  : حسام قولى دلوقتي حالاً ايه اللي حصل مع ود وخلاها توصل للحالة دي؟ 


قولي ايه اللي عملته فيها يخليها تصرخ بالشكل دا اول ماسمعت اسمك! عملت ايه فبنتي ياحسام انطق؟ 


حسام بكل برود رد عليا : عملت ايه يعني، اتجوزت ياكريمه وخلفت، خلفتلي ابن يشيل اسمى من بعدي واتونس بيه فكبرى واتسند عليه، ولا عايزينى اقعد على وحده عاقر مبتخلفش طول عمرى، عمل ايه حسام غلط هاه؟


مكدبش عليك يادكتور ساعتها انا حسيت بان الدنيا لفت بيا واني هقع من طولى، 


وقولت مابالك ببنتي حصلها ايه وقت ماعرفت الخبر ده،

 وياتري كان رد حسام عليها كان نفس الرد اللي رده عليا دا ولا كان فيه شوية انسانيه عن كده؟ 


مع ان الاحساس بالخيانه والظلم مفيش اي كلام مهما كان كويس يقدر يخفف حدته ولا يواسي القلب اللي بيموت بسببه. 


وفضلت قاعده يومها جنب ود واسأل نفسى ياترى ايه اللي حصل وخلى حسام اخد القرار دا، ومين اللي اتجوزها دي ومتجوزها من امته،، 

ومعقول كل دا كان بيضحك على بنتي ويمثل عليها الحب وكان بالبراعه دي لدرجة ان انا نفسي صدقته!!


وفضلت ود يومها نايمه لغاية نص الليل لولا ماصحيت، وبمجرد مافتحت عنيها وبصت حواليها رجعت للقهر من تاني وملامح وشها اتغيرت،

 رحت عليها وعدلتها واخدتها فحضني عشان حسيت انها محتاجه لحضني دلوقتي ومحتاجه تحس بالامان عشان الغدر بيضعف.


وهى فحضنى فضلت ساكته وانا مرضيتش اسألها عن اى حاجه خوفت تدخل فنوبه تانيه زي اللي كانت فيها، 

لكنى بعد شوية لقيتها هى اللى بتتكلم من نفسها وابتدت تحكيلى بصوت ضعيف :


كلمتني ياماما وقالتلي انها مراته وانه متجوز عليا ومخلف ولد، وانه بيحبها هي مش انا واني بس مجرد مكنة فلوس بالنسباله،

 مصدقتهاش وشتمتها،، حلفتلي وقالتلي انها بتقول الحقيقه وقالتلي اروحلها وهتديني كل الاثباتات، واللي اولهم كانت قسيمة جوازهم اللي بعتتهالى على الواتس، واللي كان تاريخها من ٣ سنين، يعني من بداية مارجعلي وكان بيمثل عليا وهو متجوزها!! يعني زي مابتقول كان معايا عشان فلوسي!! 

طب ازاي ياماما يتجوزها من ورايا هو مش المفروض ان الزوجه بتعرف ولازم توافق على حاجه زي دي؟!


كريمه : وهو دا هيغلب يعني يابنتي؟ القصد ربنا يسامحه

ود بصوت مخنوق : لأ ياماما لا متقوليش كده 

يارب ماتسامحه يارب انا عايزاك تاخد حق قلبي منه وتوجعه زي ماوجعني، تخيلي معايا كده طلع متجوز مين؟ 


متجوز بنت خالة امه الصغيره، شفتيها ياداده وحشه ازاي،، عارفه لما كلمته وواجهته ومأنكرش انه اتجوزها لما سألته ليه قالي عشان انتي عاقر وكنت عايز اخلف،، قولتله بس عشان كده؟ 

كان نفسي يرد عليا يقولي اه بس كده، 


لكنه دبحني وهو بيقولي لأ مش بس كده،، قالي انه حبها،

 قالي انه التغير اللي حصله كان بسببها هي، قالى كمان اني محاولش  اساومه عليها لانه مش هيقدر يستغنى عنها وعن ابنه، قالى عشان هي  قريبته وبنت خالة امه ومن دمه، طيب وانا ابقي ايه؟ خلاص انكر حتى قرابتي ليه ونسى انى اقربله منها؟


وهنا انا فهمت كل اللي حصل يابني وعرفت ان الساقي سقى بما سقى،، واتأكدت ان اللي سعاد عملته فبنتي اتعمل فأبنها،، ومش بعيد فيها هي كمان.


سعاد خالتها سحرت لابنها عشان يتجوز بنتها وسحرت لسعاد عشان توافق،، لان سعاد لو بحالتها الطبيعيه لايمكن كانت توافق تجوز ابنها لبنت خالتها اللي دايما بصالهم من فوق وحاسه انهم مش اد مقامها ومش بتعرفهم غير عشان المصلحه 


وبعتتنى ود لحسام تاني يوم عشان اقوله يطلع من الفيلا بتاعتها ويسيب كل حاجه ويمشي،، 

ولما رحت لقيت البيه جايب الست هانم بتاعته وابنه وامه ومقعدهم فى الفيلا بتاعة بنتي،،

قولتله اللي ود قالتلي ابلغه بيه لكني بمجرد ماقولتله كده اتحول لوحش كاسر، لغول عنيه بتطق شرار، وفضل يقرب منى وانا ارجع منه لورا لغاية مالحيطه وقفت فطريق رجوعى ووقفتني،، 

وفلحظه لقيت حسام مسك رقابتي بأديه الاتنين  وضغط عليها بكل قوته لدرجة ان الدنيا ابتدت تختفي الوانها من عنيا ومشوفش غير لون واحد بس،، لون اسود،، ثوانى كانت بتفصلني عن الموت ومفيش حاجه نجتني منه غير بس صوت مرات حسام وهي بتقوله بنبره آمره :


حسام سيبها خلاص.

وهو بمجرد مااخد الامر سابني وشال اديه من حوالين رقابتي كأنه انسان آلي اخد الامر من صانعه..

❈-❈-❈


بعد عني خطوتين وفضل باصصلى شويه وانا بحاول آخد نفسى وبعدها قالى بنبره آمره :

تغوري دلوقتي تقولي لود حسام بيقولك هو مش هيسيب الفيلا،، ولا هيطلقك، وبيقولك ارجعي للفيلا بكل احتراَم يأما هترجعيها من غير احترام  وغصب عنك،، وبلغيها كمان انها هتتنازلي عن الفيلا والشركه والعربيه وكل حاجه،، 

اواخليها تفارقها للابد ومتسكنش غير القبور. 


مقدرتش اقول ايه ولا كان عندي كلام يتقال ارد  عليه بيه غير اني اسيبله الفيلا والمكان كله واجرى على بنتي بالعمر الجديد اللي ربنا كتبهولي بأعجوبه ،


 جريت عليها وانا خايفه وبتخيل رقابتها بين اديه زي مارقابتي من شويه كانت..

ووصلت عندها وبلغتها باللي حصل وهي هنا انهارت انهيار تام واتعصبت وخصوصاً انها كانت شايفه منظري مش مظبوط وبالعافيه باخد نفسي،،


ردت عليا بإصرار وقالتلي : مش هيقدر يعمل حاجه سيبك منه دا بيتحنجل..انا هروحله واعرف مااوقفه عند حده،،


وقضينا اليوم التاني كله لغاية ماضغطها اتظبط وخرجنا على بالليل وكانت ود ناويه تطلع على قسم البوليس وتجيب قوة يخرجوا الناس دي من الفيلا بتاعتها لكن حسام الواطي كان مخطط لكل حاجه.


اول ماخرجنا من المستشفي وواقفين عشان نأجر تاكسي وبسرعه وقفلنا تاكسي وركبنا فيه وحمدنا ربنا عشان الدنيا ليل وقلنا مش هنلاقي تكسيات بسهوله..


واول ماركبنا قولناله يطلع بينا عالقسم

فضل يمشي بينا فشوارع كتير واحنا قولنا سواق بقي وبيمشي فشوارع مختصره او عارف طريق تانيه..


لكن لما حسينا انه مشي اكتر من اللازم قلقنا وبصينا لبعض وابتدينا نتوتر ، وود سأئلته بشك، يااستاذ انت متأكد ان دي الطريق المظبوط؟


رد عليها السواق بتأكيد : ايوه ياست واحنا خلاص الشارع الجاى دا ونكون قدام القسم..

وبالفعل وصلنا لآخر الشارع وأخدنا الشارع اللي بعده ووقف بينا التاكسي.


بس وقف بينا فشارع غريب ومنطقه غريبه زي ماتكون مهجوره، ومش هو دا الشارع اللي فيه القسم ابداً..


اتلفتنا حوالينا بإستغراب وفتحنا البيبان انا وبنتي ود ونزلنا نشوف احنا فين، وبصينا للسواق ولسه هسأله هو جابنا فين  


 لقينا ناس طالعه علينا يطلعوا اربع رجاله كتفونا انا وود واخدوا مننا الشنط والتليفونات وكل حاجه وبعدها دخلونا فبيت من البيوت الموجوده في الشارع دا،


ودخلنا واحنا ميتين من الرعب وقولنا خلاص خلصت كده وهيعملوا فينا حاجه اقل تقدير انهم هيدبحونا وياخدوا اعضائنا زي مابنسمع ان الناس بيتعمل فيها كده..


مكنتش خايفه على نفسى اد ماكنت خايفه على ود، انا خلاص اخدت نصيبي من الدنيا ولو مت دلوقتي مفيش اى مشكله عندي والحمد لله علي العمر اللي عشته، انما ود اللي لسه طالعه للدنيا جديد دي شافت ايه لسه عشان حياتها تنتهى فالسن دا!


حاولنا نصرخ لكن لقينا اصواتنا اتكتمت فى ثواني بمناديل محسيناش بعدها بأي حاجه ولا بنفسنا غير واحنا بنصحى، وبصينا لقينا نفسنا متكتفين ومرميين فالارض احنا الاتنين..

فوقنا واتلفتنا حوالينا والمفاجأة الكبيره اننا نبص نلاقي حسام قاعد قبالنا عالكنبه وبيشرب فسجاره بمنتهي الهدوء..


اتعدلت انا بهدوء وبصيتله بعتب ولسه هتكلم لقيته شاورلى بأيده عشان اسكت، وقبل ماانطق سبقنى هو :


بصوا انتوا الاتنين، من غير وجع قلب ولف ودوران،

 انتوا دلوقتي المفروض انكم خارجين من المستشفي ومرجعتوش الفيلا وانا مشفتكمش ولا اعرف عنكم حاجه، وكاميرات مراقبة المستشفي هتجيب انكم ركبتوا تاكسي ومشيتوا اول ماخرجتوا،

 واول ماهيدققوا فالتاكسي لا هيلاقوا ليه نمر ولا هيعرفوا يستدلوا عليه، 

فانا ممكن اوقفكم كده فأي مكان وبنفس التاكسي اللي جيتوا فيه اللي ملوش معالم دا، ادوسكم فلمح البصر وارميكم فأى شارع كأنها حادثه عاديه جداً،، ويتقفل موضوعكم على انه حادثة سير وتنتهي حياتكم وتتقفل سيرتكم للأبد. 


لكن انا مش هعمل كده عارفين ليه؟ 


عشان انا لسه باقي علي عضم التربه وعمي اللي فيوم عمل فيا جميل ومش هكافئه بأني اموتله بنته.. وكمل بخبث وابتسامه صفرا .. بسهوله

لازم اديها فرصه الاول تختار فيها الحياه او الموت..


قالها واتعدل ومسك اوراق من جنبه ومدها لود وقالها بكل تهديد، الفيلا والعربيه والشركه قصاد حياتكم انتوا الاتنين..


وهنا ود اللي كانت زي المضروبه على دماغها من الصدمه ياحبيبي نطقت وهي باصالها كأنها باصه لشيطان متجسد قدامها :

بعينك ياحسام، بعينك تاخد مني اي مليم احمر تاني برضايا او غصب عنى ،، ولعلمك انا عامله وصيه ان كل املاكي لو متت تروح للجمعيات الخيريه وحاطه الوصيه دي عند محامي وقايلاله فحالة موتي الوصيه تتنفذ فوراً،،


حسام رد عليها بغضب الدنيا كله : يعني ايه الكلام دا؟

ردت عليه ود بنفس الهدوء اللي معرفش جابته منين وحافظت عليه ازاى :


زي الناس ياحسام، وحده معندهاش اولاد ومبتخلفش وجوزها وعدها انه هيفضل معاها وهيبقي عليها ومش عايز خلفه ولا اولاد، ولا عايز غيرها من الدنيا، كانت هتعمل ايه بالفلوس والاملاك وتسيبها لمين؟ 

موتنا ياحسام يلا انا اللي بقولك اهو، موتنا ولا هتبقى فيه فيلا ولا عربيه ولا فلوس، 

وهترجع من تاني تشحت تمن علبة السجاير من امك،، ومش بعيد المرادي تخلي مراتك تشتغل رقاصه عشان تصرف عليك،

 اصلها لا هتعرف تصمم ولا عندها الامكانيات انها تشتغل عارضه ياعيني،، قالتها وضحكت ضحكة سخريه على حسام، لكنها طلعت ضحكت وجع، وجع مابعده وجع..


وهو سمع كلامها دا وقام عليها زي التور الهايج وابتدا يضرب فيها بغل وبكل قوته وانا صوتت اول ماعمل كده لكني لقيت راجل جه جري عليا من اللي كانوا واقفين بعيد، 

وحط بلاستر على بوقى كتم صوتي اللي كنت بستنجد بيه بأي حد يجي يخلص بنتي من بين ادين الحيوان دا..


واتلجمت ومبقاش فيا غير عيوني تبص عليها وهي عامله زي العصفورة بين ادين ديب يشيل ويخبط فيها عالارض،، 

ويضرب فيها بأديه ورجليه مسابهاش غير وهي مرميه عالارض زي القتيله،، وخرج يبرطم وسابنا احنا الاتنين وحده بتموت من الضرب والتانيه بتموت عليها من الوجع..

❈-❈-❈


وهنا بدأت السيده كريمه تتقطع انفاسها وتزوغ عينيها بتعب، والتمس لها الطبيب حمزه كل العذر، فقد تحدثت كتيراً هذه المره، بل اكثر من اى مرة سابقه، 

ولكن حالتها المستقره نسبياً هذا اليوم هى بالتاكيد ماساعدتها .. 

فحمد الله الطبيب حمزه على ذلك القدر الوافي هذه المره، 

والذى اوصله لسبب كل ماتعانيه ود من الم وقهر،، وللأمانه لم يكن السبب هيناً بالمره..

فصمت تاركاً المجال للسيدة كريمه ان تستريح قدر الامكان، وخصوصاً وهو يراها قد اسندت رأسها للخلف واغمضت عينيها بتعب، بعد ان اخرجت البخاخ خاصتها واخذت جرعتها المعتادة..


وقد تيقن ان الله استجاب رجائه ومنحها القوة اللازمه لكي تتحدث ولا ينقطع حديثها لأى سبب الي ان اوضحت له كل شيئ ووضعت النقط على الحروف ولا يتبقي سوى نقاط بسيطه سهل تحصيلها فيما بعد ، 

فقد تحدثت اليوم كما لم تفعل من قبل.. 


اما هو فأخذ ينظر الي تلك النائمه فى الكرسى الخلفي، 

والتي تبدوا كملاك نائم وجهه غارق وسط شعره الحريري،

 وقد زادت شفقته عليها اضعاف، فما تحملته هذه المسكينه لا يتحمله بشر،، خيانه، الم، غدر، قسوة، حرمان، معاناة وكفاح، كل هذا كان من نصيبها وحدها وهذا كثير.. كثيراً جداً..


ظل الطبيب حمزه سائقاً بعد ان نامت السيدة كريمه وتأكد من ذلك بإنتظام انفاسها، والجميله النائمه ستنام مالايقل عن ثلاث ساعات اخري واخذ يفكر مع نفسه ترى ماذا سيحدث الآن؟


وهل سيسكت المدعوا حسام على غيابها؟ واجاب حمزه نفسه بنفسه مردفاً:

 بالطبع لا لن يسكت وسيبذل قصارَ جهدة لكي يعيدها إلى براثنه مرة اخري، 


وخصوصا بعد ان علم حمزة ان غياب ود عن حسام وافلاتها من قبضته تعني له كثيراً من الخسارة. بل كل الخسارة..


وتأكد حمزه انه سوف يتحمل هو وحده  اغلب اللوم إن لم يكن كل اللوم، 

وهو وحده من سيواجه فوهة مدفع غضب حسام وتلقى اولى طلقاته،، ولكن لا يهم، لا يهم على الاطلاق، قالها ونظر للخلف بشفقة لمنظرها الذى بث فيه كل القوة والاصرار على اكمال مابدأه بدافع انسانيته، وجعل كل ذرة خوف او ندم داخله تتلاشى..


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة