رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 26
قراءة رواية العذاب رجل كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية العذاب رجل
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل السادس والعشرون
ما رأته شهد جعلها في ذهول فقد ظنته يحب قريبته تلك والآن يفعل بها هذا؟!
هل إكتفى منها ويبحث عن شيء جديد مع فقيرة بائسة مثلها؟ تسللت من المكتب دون أن يدرى وبحثت عن هند وقررتا الذهاب لزيارة فرح حينها عاد عز باحثاً عن هند فرؤيته لها تنير دربه الضرير.
❈-❈-❈
إصطحبهما عز إلى المشفى بعد أن إستأذن شريف وحين علم جاسر شعر بالضيق لتصرفها المبهم هذا
ظلت شهد شارده طوال الطريق وحين سألتها هند عما بها أخبرتها بكل ما حدث وما تظنه لكن رأي هند
وعز أنها مخطئه فجاسر على خلق كما ذكرتها حين
تحدث ذات مره عن ذكرياته القديمه فهمست بضيق
-يابخت بنت خالتك.
حينها مال إليها هامسا: بختها ف إيه؟!
تفاجأت به فلم تظنه سمعها: قصدي إنها عاشت معاك
طفولتك وليكم ذكريات كتير سوا
قهقه بقوه جعل الجميع ينظر نحوه متعجباً.
- متضحكنا معاك
-أصلى افتكرت ذكريات طفولتي مع شروق
قضب ليث جبينه: شروق مین! بنت خالتك وهو إحنا
كنا بنشوف خلقتها
-إزاى بقى مش جت مره تتمنظر وبوظت اللعبه بتاعة
عز
ضحك ليث: أنا مشفاش غليلي غير منظرها ف الآخر
-حقه كانت تستاهل صوره
منع عز نفسه بصعوبه من الضحك حين تذكر ما
حدث
تدخل شريف بمرح: طب ما تضحكونا معاكو
أخبره جاسر أن مدللة أبيها كانت تتعالى عليهم وعز
بطبعه البرئ عرض عليها اللعب فألقت بلعبته بإتجاه
الحائط وتركته يبكى لكسرها إياها فتدخل ليث ببسمه جعلتها ترتعب، يأمرها بأن تجمع اللعبه وتلصقها ببعضها وحين رفضت سحبها من شعرها وأمسك باللاصق وألصق شعرها بالحائط وقيد حركتها حتى إلتصقت تماما وكانت والدتها تصرخ به وتهينه وتريد ضربه لكن زینب منعتها وهي تخبرها أنه عبث أطفال وحين غادرت بعد أن قصت شعر إبنتها ربتت زينب على رأس ليث بحنان وهي تثني عليه أخذه بثأر أخاه ولكن هذا لا يعني أنه سيهرب من تنظيف الحائط فمنظر شعرها المقزز على الحائط ليس مريحاً وعانى في ذلك كشط الدهان ليزيل الشعر وأعاد دهان الحائط وساعده أخويه وزينب
ضحكت شهد وهي تتذكر تعابير وجه جاسر حين كان
يقص الأمر ثم بدأت تستذكر ذكريات الأخرى قليلة،
الذكريات التي أعلنوا عنها كانت ممتعه حين إنتهت
جلس الجميع يتحدث عن ذكرياته حتى هتف أحدهم
بمرح يهنئ الجميع بإقتراب شهر رمضان الكريم فأعاد
الذكريات لهذا الشهر فسألت من تجلس بجوارها عن
الحال بالمطعم في هذا الشهر.
-هوهووووه دا أول يوم ف رمضان بيبقى حدوته
المطعم کله بره وجوه بيتفرش ونقلبه مائدة رحمان
وإحنا بنعزم كل حبايبنا وناكل جوه وبعدها اللي عاوز
يروح يروح واللى هيوصل معازيمه يوصل واللي
هيقعد يقعد بقى سهره حلوه وحواديت ودردشه
وترويق للمطبخ ونجى قرب الفجر نحضر السحور
وبعدها نصلى الفجر حاضر وكله يروح.
فهتفت بحماس: الله بجد!
-آه ومستر جاسر بيبقى شيف مع الشيف اللى هنا لأ
ولا الكنافه بتاعته بيقفوا عليها طابور دا إحنا ياللى
شغالین هنا لو عرف حد فينا يشتريله نص كيلو
يزغرط بيعمل كنافه ملهاش حل وسر العجينه بتاعتها
عنده هو وبس وبيعمل من الكميه اللي شالها للمطعم صواني كنافه ريحتها بتوصل لآخر الشارع بتبقى ملهاش حل الناس مبتطلبش إلا هيا وليث بيه بيلبس جارسون ويشتغل معانا ويفرش ويوضب وبتبقى ليله وبعدها من تاني يوم يرجع المطعم عادی ونفرش وراه مائده رحمان لحد العيد
إزداد حماسها: ياحلاوه
- ف العيد بقى بنفرش ونصلى العيد ونوزع كحك
وبسكوت وشيكولاته وتتحط ف صناديق مع ألعاب
للأطفال ونوزعها على بيوت الفقرا زي ما بنعمل ف
رمضان
رفعت حاجبيها: رمضان
-آه لهو أنا مقولتلكيش كل يوم بيبقى في اكل كتير
لرواد المطعم ورواد موائد الرحمان الباقي كله
مبیتسابش لتانى يوم بيتعبى ف كراتين ويتوزع على
بيوت الفقرا ولو حد حابب يتبرع بفلوس بيضيفوها
مع الاكل
- الله دى حاجه حلوه أوى
- الحلاوه بقى ف ليالى العيد من أول ليله لآخر ليله
ف العيد بيعملو طول رمضان مسابقه للى هيتجوز ف
العيد وحالته تعبانه وبيختاروا اللي يستاهلو بجد
وحالتهم زفت ويعملولهم فرح هنا وساعات بيبقى في أكتر من عريسين وبتبقى ليله اكل ورقص ومستر
جاسر وليث بيه بيحبوا الفرح ويهيصوهم ولهم إسبوع شهر عسل ف الفندق بتاع ليث بيه
- هو ليث بيه عنده فندق؟!
- آه اومااال
- كنت فكراها سلسة مطاعم وبس
- لأ دا عنده فندق كبير ومول واراضى وعقارات وهم
مايتلم بس بصراحه عنده ضمير ومتواضع وبيساعد
أي حد يلجأله
- ياااه
- آه يابنتى إحنا أكبر دليل كلنا كنا ميح واتدربنا
واتعلمنا هنا بيختاروا اللي عاوز يشتغل ومحتاج
الشغل بجد مش جای منظره ووسایط
حينها أحست شهد بطعنه تؤلم قلبها هو بالفعل يشفق
عليها يرأف بحالها فقط لا أكثر فخيم الحزن عليها
مجدداً لكن عيناها إلتقطت إحدى اللافتات تعلن عن
المحمصات والتسالي ومن بينهم البلح فتذكرت
حين كان يعاد تجديد ألوان حوائط المطعم كما قررها
أحمد وليث تم عمل حلوى بالبلح وكانت رائعه وطلب منها شريف فجلس الجميع حيث شاركوا جميعهم في
العمل
تلذذ شريف بالحلوى ومدح البلح فهذه الكميه المتبقيه من رمضان الماضي كانت قد نسيت تماما حتى ظنوا أنها لن تصلح لكنها لازالت جيده نظرا للتخزين الجيد بالمطعم
-البلح دا حلو أوى
عقب ليث بغرور مصطنع: طبعا تنقیتی
-مش مقتنع
طار غروره وحل التذمر محله: الله ليه بقى انت
بنفسك بتقول عليه حلو أوى
- آه هو حلو بس تنقيتك دى مشكوك فيها
- ليه بقى
- انت عارف وانا عارف
ـ لا قول وسمعني
تدخل أحمد ليهدئهما: إيه ياجماعه انتو هتتخانقوا ولا
إيه؟
- مهو اللي مش عاجبه حاجه
- دا أنا برضو طب بذمتك يا احمد هو بيفهم ف البيع
ولا الشرا
بيفهم جدا بس مش ف مجال الاكل
-شوفت
كان جاسر يتابعهما مدعي اللامبالاه لكنه يكبح بسمته
بصعوبه بالغه
یوووه بقی
-يلا بتيجى مع الهبل دوبل
إستنكر ليث: أنا اهبل يا عم شريف
- آه
أراد حفظ ماء وجهه ويا ليته لم يفعل :طب دا أنا
جايبه من أحسن محل هناك
- منين ياخويا؟!
أدار جاسر وجهه للجانب الآخر وتمتم بهمس: غبي
فنظر له ليث متعجباً: إيه في إيه
فنظر له جاسر بضيق: طول عمرك فالح
مال إليه هامساً لكن شريف سمعه حين اجاب جاسر قائلاً: الله مهو اللى بيضغط عليا وانا مليش ف الكدب
- ايوه بقى تعالى لي دوغري وقولي الحقيقه ايه اللي حصل بقى
- محصلش حاجه وانا ذنبی انه بياع حرامی
- مش عارف ليه قلبي بيقولى ان في حاجه غلط
- لا مفيش وإسأل جاسر
- ايه اللي حصل یا جاسر
لم يعد يحتمل الصمت فأجاب ساخراً: البيه كان قافش ف زمارة البياعه عشان اتنين جنيه الا قروش
ڈھل شریف: نعم؟!
فأوضح له ومازالت نبرته الساخره تصاحب حدیثه: آه
واحد بیشتری منه وبعد الفصال نزله خمسه جنيه ف
التلاته كيلو والفرق أقل من اتنين جنيه وجه الافندی
المحترم يسأله على نفس البلحه البياع قاله السعر
الأولاني والمفروض ليث يفاصل معاه ولا يقوله آخرها كام لحد ما يرسى معاه على رقم مناسب وأكيد هينزله مبلغ أكبر لأنه هياخد كميه كبيره لكن ليث ملوش ف الحدوته دى وطبق ف زمارة رقبة الراجل وراسه وألف جزمه إنه حرامى وعاوز يوديه القسم وابن الراجل وبلادياته اللي موجودين ف السوق ولولا أحمد ما کلمني وراضيت الراجل كنا طلعنا ليث من تحت ايديهم متشرح ف أفه
- اموت وافهم انت ازاي بتديرها بجنانك ده
اجابه جاسر مازحاً: ببركة دعا الوالدين
فأكمل عنه ليث: دعا والدين جاسر
فعاتبه جاسر: لو سمعتك ماما كنت خدت شبشب محترم
- آه ياجدع تصدق وحشتني شباشبها
اتسعت عينا شهد وسألت بعدم تصديق: انتوا كنتوا بتضربوا بالشباشب
- والجزم والصنادل وكويس ان ماكنشي فيه قباقيب
- معقول؟!
- ماما كانت حنينه آه وطيبه جدا بس مبتحبش تعيد الكلام هى تقول الحاجه مرة، مرتين والتالته تابته، تروح مطيره الشباشب طوالي
- آه وبالجوز
تدخل شريف: انتوا اكيد كنتو بستفزوها
ضحك ليث: فاكر يا جاسر يوم الماتش كان صابح امتحان جت لقتنا مندمجين مع الماتش، قالت سيبوه هيتعاد مهواش امله قوموا ذاكروا قولنا حاضر دقيقه بس
- آه بس الماتش كان لسه ف اوله وجت بعد نص ساعه لقتنا على نفس الحال قالت قوموا قولنا حاضر
- هههههه اول ما جابوا جون ولسه هنقول هاااا لقيتلك الشبشب رزع ف كتفي وبقول اااااه
- احمد ربنا انت لزق ف دماغي
- هههههه كان عز اللي حبيبها اوي وعمره ما طاله شبشبها
كان عز على مقربة منهم دون ان يشعروا به وقد انصت لهما حين ذُكر اسمه
غلق شريف على كلمات ليث: هى مكانش عندها خيار وفقوس، حبيتكم كلكم بس عز كان طيب وعمره ما كان مشاغب مش زيكم انتم فاكر اما رجعلتها مبطوح
اعترض ليث: يعني يزعلوا اخويا واسكتلهم
عاتبه جاسر: طول عمرك متسرع وعصبي
تدخل شريف: انتوا اكيد كنتو بستفزوها
ضحك ليث: فاكر يا جاسر يوم الماتش كان صابح امتحان جت لقتنا مندمجين مع الماتش، قالت سيبوه هيتعاد مهواش امله قوموا ذاكروا قولنا حاضر دقيقه بس
- آه بس الماتش كان لسه ف اوله وجت بعد نص ساعه لقتنا على نفس الحال قالت قوموا قولنا حاضر
- هههههه اول ما جابوا جون ولسه هنقول هاااا لقيتلك الشبشب رزع ف كتفي وبقول اااااه
- احمد ربنا انت لزق ف دماغي
- هههههه كان عز اللي حبيبها اوي وعمره ما طاله شبشبها
كان عز على مقربة منهم دون ان يشعروا به وقد انصت لهما حين ذُكر اسمه
غلق شريف على كلمات ليث: هى مكانش عندها خيار وفقوس، حبيتكم كلكم بس عز كان طيب وعمره ما كان مشاغب مش زيكم انتم فاكر اما رجعلتها مبطوح
اعترض ليث: يعني يزعلوا اخويا واسكتلهم
عاتبه جاسر: طول عمرك متسرع وعصبي
- وانت سوسه
- هههههه كسبت ايه لما ضربتهم، اديك كلت علقه من المدرس والمدير طلب ولي أمرك
سخر منه: وانت بريء اوي مش كده
عقب شريف: جاسرطول عمره هادي
فهزء منه ليث: آه وأليف اوي، ده... إسألني انا عنه
فإبتسم جاسر بمكر: قولتلك اتقل عالرز لما يستوي ماسمعتش كلامي
قضب شريف جبينه: رز إيه؟!
فأوضح له ليث: مانا مفهمتش الا اما خرجنا من المدرسه لقيته واقف مستني الولدين اللي زعلوا عز واتسببوا ف ضربي وهوب لقيتلك جاسر الهادي ده بيشمر وواقف قودامهم وقلب هولاكو ف لحظه وعينك ما تشوف الا النور بقى يفقشهم ف بعض، صحيح اتق شر الحليم إذا غضب
اتسعت عينا شريف ونظر نحو جاسر بذهول: معقول
- معقول اوي، ميغركش هدوئه دا قلباته ترعب
حرك شريف راسه متمتماً بعتاب: ياعيني دي الست زينب كانت مخدوغه فيك
قهقه جاسر بسخرية: مين دي، دي كانت بتفهمنا من اشاره
- كانت عارفه؟!
- آه وبتطنش لأنها عارفه ان ايدي مبتتمدش على مظلوم وباخد حقي وبس من اللي أذاني
- هههه مش قادر انسى منظر المدير، الاهبل كان فاكرها هتترجاه
تعجبت شهد: اومال عملت ايه؟!
- هوهووووه دي فصلت تسمع الدرر اللي بيقولها ف حقي ساعه ودا مخلاش صفه سيئه الا وقالها اصل المحروصين كانوا قرايبه وعرف ان جاسر لسعهم العلقه بره المدرسه ومقدرش يمسكه فبقى متغاظ وبيطلعه عليه قال فاكر نفسه هيذلنا بس اتصدم صدمة عمره يا حرام
- ليه هو ايه اللي حصل؟!
- لقاها ولا ف دماغها. وقالتله العيال متربوش وجم عالواد الصغير واما اخوه ملقاش فيكم راجل يحمي الولد حماه هو ومفتكرتوش تدخلوا الا اما اللي غلطوا من الاول انضربوا والمدرس اللي المفروض اب تاني ليه ضربه بغيظ وتقرير صغير هيحبس المدرس ده ويقفلكم المدرسه بس احنا مرضناش نأذيه وبدل ما تسكتوا جايبني تتهددني تفصل الولد طب افصله وانت هتتفصل بفضيحه قصاده، ليكم اداره تعليميه وفي وزير ووحياة اللي خلفتك ونسيت تخليك راجل لأخليك تبوس جزمتي وما هسامحك
تمتم أحمد بذهول: ياااه أمك دي كانت جباره
- كانت في الحق مبتعرفش حد
- والمدير عمل ايه؟
- قعد هو والمدرس يبصوا لبعض ووشهم اصفر وبدأوا يستسمحوها ويقولولها معلش دول عيال ف بعض بلاش نكبر المسأله قالتله ماشي بس إن الهوا خدش عيل من عيالي انا مش ههدد... انا هنفذ ومتلموش الا نفسكم
- وبعدين؟
- عيشنا ملوك لحد ما اتنقلنا منها بس دا ف المدرسه بس
- يعني ايه؟
- يعني بعد ما روحنا البيت قالتلنا ميغركومش انكم نفدتوا من الفصل اللي هيستعبط ودرجاته تقل هعلقه ف المنور واللي مجموعه مش هيعجبني هيقضي اجازته ف شغل البيت
- ها وايه اللي حصل؟
- كنا مهملين واتسحلنا ف شغل البيت ووحياتك توبنا إلى الله ومن السنه اللي بعدها واحنا من الاوائل
- الأدب حلو برضو
- وأي أدب
ضحكت حتى أعمتها الدموع وهى تتذكر ملامحه، حقا حين يمرخ يصبح رائعاً وحين يغضب يصبح مرعباً.
❈-❈-❈
لم يعد عز إلى المنزل في ذاك اليوم ولا الأيام
التاليه فقد كان يسكن بمنزل ليث ولم يجادله ليث
فعقله بتلك النائمه التي لم تستيقظ فقد أخبره
الطبيب أن هذه وسيلتها للهرب من الواقع وقد ترك
ليث كل شيء وجلس إلى جوارها في حين تجنبت شهد التعامل مع جاسر تماما بعد أن علمت بالصدفه أنه شريك وليس مجرد مدير لمطعم ليث فقد كان جاسر مضغوطاً بشده من كثرة العمل وزجره بغضب
- يا إبن الناس تعالى شوف أكل عيشنا مادامت ف كل
الأحوال نايمه.
أجابه بصوت متعب: مش قادر ولا عارف أركز ف
حاجه وهى كده أرجوك إستحمل یا جاسر شویه کمان عشان خاطری
تنهد جاسر بيأس ورضخ مرغماً لرغبته فنبرة صوته
كانت كفيله بإقناعه وحينها كانت شهد قريبه تحضر لليث عصير منعش فهو لا يفارق الكرسي المجاور لفراش فرح إلا نادراً ولم تعترض شهد أو هند فقد أدركتا أنه عاشق متيم كما أنه يرعاها في غيابهما
خرجت لتجد فارس وقد أتى فقصت ماسمعته وعقبت بما يدور بعقلها: أنا عارفه إنهم إصحاب أوى بس هو مش الشغل محتاج لإمضاءات وموافقات من ليث بيه
- عادی یاستی مهو شریکه
أجابها بلا مبالاه دون أن ينتبه حتى سألته مجدداً:
قصدك إيه هو مش مستر جاسر المدير وبس
صمت للحظه ثم تنهد بضيق من هفوته الحمقاء: لا جاسر وليث شركا ف كل حاجه
شحب وجهها وبحثت بيدها عن الحائط لتستند إليه
لقد كانت تظنه ذا حال ميسور ومكانة رفيعة فحسب
وكانت تخشى أحلامها تجاهه أما الآن لقد إتضح أنها
حتى لم تكن ذرة تراب في أرض كان هو نجمها
الساطع
أخرجها من بؤسها صوت هند: مالك يا شهد
- ممليش أنا هروح مش هتروحی
- آه يلا بينا
❈-❈-❈
لم يكن حال أسعد أفضل منهم فحين علم بخداع
زيزي له أرسل إليها رساله يخبرها بأنه لن يرتبط بها
لقد أخذ رقمها يوم طلب يدها وهذه كانت أول مره
يراسلها
لقد أخبر شريف زوجته ما قصه عليه جاسر ورغم
غضبها من الأمر لكنها تجد تلك الفتاه أفضل من زوجة إبنها الأولى وقد قصت لإبنتيها مادار ولم تعقب الكبرى فالقرار لأسعد وحده لكن كارما كانت ساخطه على قدر أخاها البائس كما كانت تؤكد أن زيزي وهو بينهما تجاذب واضح لذا فيجب أن يتمهل في قراراه لكنه لم يستمع لأحد حتى فاض كيل كارما
- متبقاش جلاد وخليك قاضي رحيم وإسمعلها
- خلیكي ف مذاكرتك وملكيش دعوه بمشاكل الكبار
رمقته بنظره قاتله: الكبار اللي مبيسمعوش ولا
بيفهموش؟ إنت طلبتها بدون سابق إنذار قودام أمها عاوزها تقولك ايه؟!
- محاولتش تفهمني ليه بعدها؟
- وهيا اتنيلت لحقت وأول ما حاولت تقابلك بره
وتحكيلك عرفت من بره وقطعت معاها مش تعرف
الحكايه كلها الأول
صمت للحظه ثم تركها وخرج فعاتبتها أختها التي
ظلت تشاهد بصمت
فلوحت کارما بيدها بغضب:
ياشيخه انتى كمان
❈-❈-❈
لقد هدأ أسعد من جهة جاسر بعد أن هاتفه وإعتذر منه لكنه لم يترك له فرصه للإيضاح في حين عادت زيزي لعملها بعقل شارد وتفكير مشتت حتى أنها لم تلحظ غیاب حسام.
❈-❈-❈
كان قد طلب جاسر من أسعد معاونته في
إدارة الأعمال نظرا لغياب ليث مما إضطر أسعد
للتواجد في المطعم أحيانا وأحيانا أخرى ما كان
ينشغل جاسر فيتركه هو من يدير المطعم مكانه حتى
يعود فكان يراها ولاحظ بوضوح ذبولها وشرودها الدائم ولكنه كان يعاند وظل متشبث برأيه حتى أتى
يوم صدر ضجيج مزعج جعله يخرج من مكتبه
- إيه الدوشه اللي بره دي؟!
فاجابه أحد العاملين: في زبون بره بينه سكران وعمال يضايق ف زيزي ومهما حاولنا معاه مصر على قلة ذوقه طلبنا منه يمشى رفض ومستر أحمد طلبله الأمن وبرضو عامل مولد مش عاوز يمشى
لمعت عينا أسعد بغضب ودون تفكير أصبح أمام هذا
السكير الممسك بزيزي يريد تقبيلها عنوه ويدفع كل
من يقترب منه بقوه مؤلمه وقد آثار الهرج والمرج بين الزبائن
لم يتحدث أسعد فقط أطلق غضبه من كل شيء عليه
فقد هجم عليه فسقط وسقطت معه زيزي فدفعها
أسعد بمجرد أن أرخى الآخر يده قليلاً
لم يستطع أحد التدخل لكن حينا وصل جاسر الذي إتسعت عيناه تفاجؤا مما يرى وأبعد أسعد وظل
ممسكا به وأمر بإخراج الآخر بعد الإطمئنان عليه
لم يترك أسعد إلا داخل المكتب وحين سأله عما حدث وجده يثور ويصرخ بينما يقص له الأمر ويستنكر لمس ذاك السكير لزيزي أو لمس أي رجل آخر لها فإرتخى جسد أكرم على الكرسي وإبتسم بتسليه
- بدل العذاب اللي انت فيه ده إفهم المشكله وحلها
واتجوزوا بدل ما تندم
تنهد أسعد بيأس فحياته أظلمت منذ أبعدها عنه لقد
ظن أنه أحب زوجته الأولى لكن شعوره نحو زيزي جعله يتيقن أنه لم يحب سواها من أول نظره
استمع إلى حديث جاسر كاملاً ورغم غضبه لكنه قرر أن يحل هذه المشكله بهدوء أولاً ثم يتزوجها وحينها
سيجعلها تندم لأنها تزوجت بآخر قبلاً منه
- حسام ده دواه الفلوس وهيعقد عليها رسمى ويطلقها تاني يوم وهنمضيه على إقرار بعدم التراجع لحين تمام شهور العده وإعتبرها فترة خطوبه تجهزوا فيها للفرح
كظم أسعد غضبه بصعوبه بينما أرسل جاسر لطلب
إحدى العاملات الجدد وحين سأله أوضح له
جاسر أنها أخت حسام وقص له سريعاً كل شيء عن عائلة حسام ومعاناتهم وأن الفتاه تعمل هنا لتعيلهم وتقوم بتجهيز أختها الكبرى بعد أن تمت خطبتها أخيرا فإقترح أن يتبرع لها بأثاث منزله الذي أراد بيعه وإحتفظ به جاسر
بلباقه إستطاع جاسر إقناعها بتقبل الأثاث كهديه لزفاف أختها وقد أسعدها هذا كثيراً وخفف عنها عبئها وحين سألها عن أخاها أخبرته أنها لا تعلم لكن هناك أحد أصدقائه أخبرهم أنه تزوج من عجوز شمطاء كان يحوم حولها منذ مده طويله من أجل أموالها وقد حجر عليها أبنائها بعد هذه الزيجه ولم يستطع حسام الفرار منها فقد كتب مؤخر كبير لظنه أنه لن يضطر له فقد ظن أنه سيتحملها حتى ينقضى أجلها ويتمتع بثروتها ولكنها على ما يبدو باقيه لأمد غير قريب فطلب منها جاسر أن ترسل إلى حسام بأنه يرغب في لقائه وأن لديه طوق نجاته من هذه الزيجه
لم يوافق جاسر على إخبار زيزي بشيء حتى يتفق مع حسام ويتأكد من إتمامه للإتفاق حتى لا تنسج آمالا وتنتظر دون ضمان
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية