رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 8
قراءة رواية كله بالحلال
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كله بالحلال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
تجمدت تطالعها صامتة وعقلها تشتت ما بين التفكير عن حل سريع حتى تخرج لميعادها المتفق عليه، وما بين الحيرة في اخبارها الحقيقة في الرد عن سؤالها، او الكذب عليها في موضوع حضور بسمة معهم جلسة الأمس في النادي، والتي شددت عليها أيضًا بعدم ذكر اسمها، لا تدري لما هذه الحيرة التي يضعنها بها الاثنتان؟ والمهم الاَن هو بماذا ترد، ان كذبت على والدتها ربما تحاسبها ان اكتشفت بعد ذلك كذب روايتها ، وان قالت الحقيقة، ربما تفسد على بسمه خطتها من البداية.
- ما تردي يا زفتة، هو السؤال محتاج تفكير اوي كدة؟
اجفلتها الصيحة الحازمة منها ليخرج ردها بانفعال مفتعل:
- ما هو انا كمان مضايقني امر التحقيق ده اللي فاتحاه معايا وانا متأخرة اساسا على ميعادي، انا مش عارفة والله، واحدة قابلناها بالصدفة وجات سلمت علينا، يبقى خلاص بقى، الستات اصحابك يعمولوا فيها موضوع كبير وحكاية ورواية، نفسي افهم، هي ايه غايتهم في معرفة اسم البنت اللي كانت معانا؟ ولا اكمنها حلوة يبقى عايزين يشوفوا ايه صلتلك بيها؟ وان كانت متاحة ولا عزيز على علاقة بيها، اسلوب رخيص، اقل رد عليه هو التجاهل، عن إذنك يا ماما، انا معنديش مرارة للك والعجن بتاعهم،.
نهضت تكمل محاضرتها دون الاكتراث بالذهول اللذي ارتسم على ملامح منار حتى لا تعطيها فرصة لوقفها:
- انا ماشية يا ماما وياريت تبلغيهم، لو ليهم غرض لبنت الناس يدورا ويسألوا بنفسيهم، مش يلفوا علينا بأساليب ملتوية، سلام يا ماما، وتبقي تبلغي تحياتي لهم
استفاقت منار لتنهض وتتبعها:
- استني يا بنت، انا لسة اديتك الإذن.
بقولها الاخير كانت ليلى تصفق الباب الخارجي، لتسرع بالهروب منها، تعلم انها تستطيع المعرفة بنفسها اذا دققت البحث، او بسؤال عزيز نفسه، ولكن هذا سوف يعتمد في رده على صدق نواياه، اما هي، فقد أوفت بوعدها مع صديقتها، بعدم ذكر اسمها امام منار
❈-❈-❈
بعد قليل
وصلت الى محطتها في اللقاء مع بسمة، والتي كانت تنتظرها بجوار محل الكافيه المتفق عليه، لتتلقفها فور خروجها من سيارة الأجرة:
- اخيرًا جيتي يا زفتة انتي؟ نص ساعة في الشمس لما اتحمصت فيها .
تبسمت ليلى تعقب على قولها بتفكه:
- وما لوا يا بسوم، واهو تبقي خدتي لون جديد، دا عزيز هيفرح قوي لما يلاقيكي متجددة وكل يوم بلون.
وكان الرد من الأخرى هو لكزة قوية بمرفقها على خصرها، تأوهت بها ليلى بخفة قبل ان تجيبها بجدية وهي تدلف خلفها لداخل المحل:
- امي ابتدت تعمل تحرياتها وقرشانات النادي قالولها ان كان في بنت حلوة قاعدة مع عزيز، وهي بقى كانت مصممة تعرف مني اسم البنت.
ردت بسمة بقلق، وهي تسحب كرسي امام الطاولة التي حجزتها سابقًا لتجلس عليه:
- وانتي كان ردك ايه؟ أوعي تكوني قولتلها على اسمي؟
وضعت ليلى حقيبتها اعلى الطاولة بعد ان اتخذت مقعدها جيدًا:
- بصراحة انا احترت اجاوبها بإيه، روحت متهربة وعاملة تمثلية خايبة عليها؟ بس هي في كل الأحوال هتعرف، دي ماما وانا عارفاها، دا غير كمان انها ممكن تسأل عزيز بنفسه ويقولها.
- تفتكري؟
صدرت منها بتساؤل أجابت عليه ليلى بسؤال مضاد:
- من غير ما افتكر، افرضي انه حصل، دا هيعقد الدنيا معاكي بقى ولا يوقفها من البداية؟ بصراحة الافكار دي كانت بتدور في راسي من ساعة ما خرجت من البيت، اصل انتي مشددة اوي في عدم معرفتها.
ردت تجيبها بحالة من الشرود:
- مش عارفة بصراحة اخمن باللي ممكن يحصل، بس انا كل اللي مركزة عليه حاليًا، هي ان اخد فرصتي مع عزيز بدون تدخل منها، انا عارفة بحجم سيطرتها عليكم، حتى مع عزيز وبرغم قوة شخصيته، لكن مامتك زكية وبتعرف تدخله من مناطق مؤثرة، تخليه يقتنع بوجهة نظرها، بدليل رانيا، دي ولا حبها ولا كانت مناسبة له من الأساس، بس هي عرفت تلفه وتقنعه بيها .
- ايوى قبل احنا ما نبوظ عليها الدنيا .
قالتها ليلى بمزاح اثار ابتسامة ضعيفة على ثغر الأخرى، والتي تابعت موضحة:
- ايوة يا حلوة بس برضوا الدنيا مش مضمونة، دي ممكن بسهولة اوي تلاقي غيرها، مدام ليها سكك مع اخوكي في الإقناع
باستفهام بدا جليًا على ملامحها خرج السؤال من ليلى:
- طب وانتي ايه اخبارك بقى معاه؟ عرفتي تظبطيه كدة بقى مع حوار امبارح اللي كان ع الشات، ولا هو اللي ظبطك؟
- لا طبعا هو اللي ظبطتني!
قالتها بسمة بإقرار، لتتابع وابتسامة لاحت على ملامحها بإشراق:
- اخوكي دا بلوة مسيحة، عامل كدة زي الأكلة الحراقة، تبقى عارفة انها هتحرق معدتك، وتتعب قلبك كمان، ومع ذلك بتمستعي بالأكل فيها،
قالتها بحالمية لفتت نظر الأخرى، لتسطرد بعدها:.
- دا غير كمان فرق الخبرة ما بينا، هو باشا كبير في عالم العلاقات، وانا يدوب زقيت دماغي كدة بكام سنتي عشان اكتشف العالم ده، هتصدقيني لو قولتلك ان مش ندمانة على الكام علاقة الخايبة اللي مريت بيهم، وقت التوهة اللي كانت صايباني في الكام سنة اللي فاتوا، قبل ما احدد هدفي واعرف ان لا يمكن ابقى لحد تاني غير عزيز.
ذوت ليلى ما بين حاجبيها لتردد بتعجب:
- يا نهار اسود، دا احنا بنقول توبنا خلاص، ويا حيطة دارينا!
عقبت على قولها باقتناع تام:
- يا بنتي افهمي بقى، انا قصدي خدت فكرة عن تفكير الرجالة، والسيم اللي بيرموه احيانًا وسط الكلام، عشان يعرفوا شخصية البنت.....
توقفت لتخرج تنهيدة معبأة بمشاعر تموج داخلها بصخب:
- بس تعرفي يا ليلى، انا طول الليل امبارح سهرانة ولا قادرة انام، كل شوية اعيد في قراية الرسايل اللي كانت ما بينا ع الشات، افرح بكلمة غزل قالها متغطية، او احلل في جملة قالها في وضع تاني، عشان اعرف قصده من وراها ايه.
- بس دا تعب ووجع قلب يا حبيبتي، دا غير انه مش مضمون، لأنه ببساطة جدا ممكن يكون بيتسلى بيكي، انا اسفة طبعا في اللي بقوله.
قالتها ليلى لتفاجأ بابتسامة ساخرة على وجه الأخرى ترد:
- طب ما انا عارفة من الاول ان دي نيته، بس برضوا عندي رغبة كبيرة ان اخوض التجربة، حتى لو هينوبني من وراها جرح لو لا قدر الله ما نجحتش، بس ع الاقل هقدر اعيش بعدها بعد ما اشيله من فكري .
تأملتها ليلى بمزيد من الدهشة، تستغرب هذا الضعف وهذا المنطق الغريب منها، فلم تقوى على كبت تعليقها المباشر:
- ياريت تجربتك تنجح يا بسمة، لأن بصراحة مضمنش ابدا نتيجة الفشل عليكي، ولا مقتنعة ابدا بالسهولة اللي بتتكلمي بيها دي .
رفضت بسمة الاستسلام لتوترها، لو صدق ما تتحدث به ليلى، لتنفض رأسها على الفور تجلي رأسها من أي افكار سوداء قد تؤثر على عزيمتها عما تنتوي فعله وحماسها للقادم، لتتناول هاتفها مغيرة دفت الحديث:
- طب بقولك ايه؟ احنا خلينا دلوقتي في اللي جاين عشانه النهاردة، ممدوح زمانه في الطريق على وصول، انا اتصلت بيه وقولتله اني خارج البيت قاعدة مع صحبتي، ولو عايزني يجيني على هنا.
ردت بتوتر وأعينها تطوف على الأنحاء حولها:
- معقول؟ طب يجي بحجة ايه؟ اوعي تكوني قولتيلوا اني موجودة؟
ضحكت بسمة حتى ظهرت اسنانها البيضاء ، لتردد خلفها بمشاكسة:
- يخرب بيت عقلك، طب يعني لو مقولتش هو هجيني على اساس إيه؟ ما انا مرزوعة معاه طول اليوم في البيت، هيرضى يقابلني في الكافيه ليه بقى؟ حبيبته مثلًا؟
رفرت ليلى عدة مرات بأهدابها والكلمة تداعب عقلها لتصنع عالم بخيالها يغمره المرح أن تكون هي حبيبته، يالها من كلمة رائعة.
طرقعت بسمة بأصابعها أمام وجهها لتنزعها من شرودها متابعة:
- عايزاكي تطمني يا حلوة، انا بجيب اسمك بذكاء وسط الكلام، وكأني مش قاصدة، يعني انتي لا تعرفي بمجيته ولا نيلة، ياريت بقى تثبتي كدة وتبيني انك متفاجئة بحضوره.
اومأت ليلى رأسها بتفهم، ثم ما لبنت ان تسألها بقلق وكأنها توجه الخطاب لنفسها:
- وانتي تضمني منين انه يجي؟ ما يمكن ما يعبرش اساسًا ويكون مشغول.... دا ايه التوتر ده؟
وكان رد بسمة الضحك بمرح دون توقف لتزيد على توترها وغيظها منها.
- ابو شكلك بجد
❈-❈-❈
وعودة الى منار التي لم تهدأ ابدًا منذ خروح ابنتها هاربة من الرد على سؤالها، وكأن الملعونة بافتعالها المسرحية الهزلية، قاصدة بتشتيتها عن غرضها الاساسي في معرفة اسم البنت، والتي علمت انها رافقتها حتى كانت مشجعة لابنها في مدرجات الجمهور اثناء خوضه لمبارة التنس.
تفعل أعمالها الروتينية في المنزل وعقلها لا ينفك عن التفكير، تريد أن يسير كل شيء تحت بصرها، وبعلمها، لذلك لم تتردد ابدًا حينما أتي عائدًا الى المنزل بعد انتهاء موعد عمله، أن تدلف اليه الغرفة لتستطلع منه الأمر:
- حبيب مامي، حمد الله ع السلامة.
رد يجيبها ويداه مشغولتان في خلع سترته، ثم الجلوس لخلع الحذاء:
- الله يسلمك يا قلبي، ياريت بقى يكون الغدا جاهز، انا جاي من الشغل هموت من الجوع.
- سلامتك يا قلبي من الموت بعد الشر عليك، كله جاهز وفي ثانية اسخنه ع الميكرويف، بس انا كنت عايزة اباركلك على ماتش امبارح، دا كل صحابي جايبين في سيرتك، مستخصرين انك مضيع موهبتك وهاجر اللعبة، انت حقك تاخد بطولة الجمهورية.
قهقه معقبًا بتقليل:
- اصحابك دول بيهولوا والله يا مامي، انا فين وبطولة الجمهورية فين؟ انا راجل بلعبها هواية ساعة ما يجيني مزاجي، لكن البطولات والمسابقات دي عايزة ناس متفرغة وملتزمة، انا مليش في الالتزام يا ست الكل، انا واحد ماشي بمزاجي.
- اه يعني انت كان مزاجك رايق امبارح، عشان كدة عملت الماتش بضمير ولعلعت.
قالتها بمغزى لم يصل اليه، فقد كان غافلًا، عن عينيها التي التمعت بتخمين سريع، جعلها تسأله مباشرةً:
- عزيز هي مين البت الحلوة اللي كانت بتشجعك في المدرج جمب اختك امبارح؟ دي باينها جامدة اوي انها تخلي مزاجك في العالي كدة عشان تظهر لها مواهبك؟
أجفل ليستدير اليها بعد أن كان متوجهًا لخزانة ملابسه، باستدراك متأخر للفخ الذي نصبته له والدته، وقد اسهب في الحديث معها بعدم انتباه،
أخفى اضطرابه ليجيبها بمزاح يدعيه:
- ايه يا ست الكل؟ انتي بتحققي معايا ولا ايه؟ دي واحدة صاحبة اختي شوفتها بالصدفة معاها في النادي، يعني عيلة هبلة قدها، دخلت المدرج تشجع زي كل البنات، عادي خالص يعني!.
رسمت منار على ثغرها ابتسامة صفراء تدعي إقتناع لم يصدقه عزيز، لتتابع بعدها بالسؤال:
- بس اختك مش عيلة يا روح قلبي، ولا اصحابها عيال كمان، ع العموم عادي يعني، المهم بقى هي اسمها ايه؟ صاحبة اختك اللي بتقول عليها عيلة دي؟ يمكن اكون عارفاها.
- لا يعني.... متهيألي متعرفيهاش، لاني بصراحة دي اول مرة اشوفها..... عن اذنك بقى يا ست الكل، اللحق اروح استحمي على ما سختني الاكل
قالها يلتقط منشفته ثم تحرك على الفور نحو وجهته إلى المرحاض، تاركًا منار متسمرة محلها بتفكير عميق، لم تصدق إجابته، وهذا الارتباك المفاجئ برد فعله مهما حاول إخفاءه، زادها توجسًا وريبة
أما هو فلم يدري لم كان رده بالكذب عليها، ربما لمعرفته مقدمًا برأيها في بسمة، أو ربما لم يرد فرض سيطرتها عليه في أمر كهذا، هو قدد حدد هدفه من البداية، بقضاء وقت جميل مع الفتاة التي أثارت اهتمامه برودوها ليلة أمس.
لطالما اطاع والدته في انتقاء الفتاة المناسبة للزواج، إذن لا يحق لها بمعرفة الاسرار الأخرى عن عبثه ولهوه،
هذا ما أقنع به نفسه.
❈-❈-❈
عودة الى الفتيات
حيث دلف ممدوح يبحث بعيناه داخل الكافيه المشهور بمنطتقهم، بعد ان أخبرته شقيقته بقضاء وقت ممتع مع صديقتها العائدة بقوة هذه الأيام لحيز تفكيره، بعد أن اشعلته بسمة بتصريحها عن وجود شبه قبول من ليلى نحوه، لتحيي به امنية قديمة، قد وأدها في مهدها منذ فترة انقاطعها عن زيارتهم، بتفرق الصديقتين واتجاه كل واحدة في مجالها الدراسي لمدة تقترب من العامين، وهي فترة كافية لأن ينسى بها المرء أي شيء، طالما لا يوجد وعود او حتى بذرة أمل صغيرة.
- ممدوح جه يا ليلى.
قالتها بسمة بعد أن أبصرته قادمًا، لتفاجأ بسعال مفاجئ من الأخرى حتى بصقت من فمها العصير الذي بالصدفة كانت ترتشف منه، ليسقط على بلوزتها الخفيفة في الأعلى مخلفًا بقعة كبيرة من اللون الأصفر على القماش الأبيض، لتشهق بسمة بدورها مرددة:
- يخرب بيتك، ايه اللي هببتيه ده بقعتي البلوزة.
- ما انتي اللي خضتيني وانا بشرب العصير
صدرت من ليلى ويدها تلتقط في المحارم تجفف على قدر ما تستطيع، حتى نوت ان تكمل داخل المرحاض، لتنهض فجأة امام استغراب بسمة التي تلجمت مع وصول شقيقها ليفاجأ الأخرى التي بمجرد ان استدارت وجدته أمامها.
- السلام عليكم، اَنسة ليلى؟
تجمدت عن الرد بوجه مخطوف تنقل بأنظارها كالفأر الذي علق بمصيدة، بمشهد كاد أن يضحك بسمة لولا انها استدركت فجأة لتلملم الموقف بتصرف ذكي.
- ممدوح اخويا، انت من امتى هنا؟
رد يجيبها باستغراب وعينيه لا تفارق ليلى:
- انا داخل دلوقتي حالا، لكن هي مالها، مبتردش ليه؟
قالها بمعزى نحو ليلى التي ما زالت على جمودها، للتكلف بسمة بالرد:
- معلش اصل انا كنت بهزر معاها وهي بتشرب العصير، راح اتدلق جزء منه عليها، انا اسفة يا ليلى سامحيني.
تلقفت قولها لتردف به كحجة تخفي بها حرجها:
- ايوة صح، هي اللي دلقته عليا وخلت منظري زباله قدام الناس، وقدامك دلوقتي، يرضيك يا ممدوح.
- لا طبعا ما يرضنيش.
قالها بغضب حقيقي ينقل بنظرة لائمة نحو شقيقته ليخاطبها بلوم:
- مش هتبطلي بقى عمايلك دي واستهبالك، حتى قدام الناس، انا اسف جدا يا اَنسة ليلى.
- يا لهوي على آنسة اللي طالعة من بقك زي العسل، اموت انا واعيد السنة.
رددت بالكلمات داخلها، وقلبها يتراقص طربًا لقوله، وحمائيته عليها مما تسببت فيه شقيقته برعونتها لها، ليزيد بتناوله العديد من المحارم يعطيهم لها، ثم توجه بوجه عابس نحو بسمة يأمرها:
- قومي معاها ع الحمام خليها تنشف هدومها، اخلصي قومي بلاش لكاعة انا هقعد هنا مستنيكم،
كورت بسمة شفتيها تدعي غضبها منه، ثم تنهض مضطرة لتنفيذ رغبته، وما ان تحركت خطوتين مع ليلى التي كانت تناظرها بتشفى حتى وجدته يوقفها:
- استني عندك، خدوا حاجتكم معاكم، عشان انا هطلع مشوار دقيقة بس وراجع لكم .
- رايح فين؟
خرجت من ليلى بدون تفكير، لتثير ابتسامة خفيفة على ثغره قبل ان يجيبها برقة مهلكة:
- خمس دقايق بالكتير ومش هتأخر، ياريت تفضلوا في حمام السيدات تستنوني على ما ابعت لكم او اتصل بالزفتة دي.
لم تتأثر بسمة بالشتيمة، بل غمرها احساس بالفرح، تبتسم داخلها بفخر، وقد وصلها ما ينوي عليه شقيقها، مستبشرة بفعله خيرًا، تردد بحديث نفسها داخله:
- يا ألله، انه بالفعل يستحق فتاة ببرائة ليلى، رغم حمقها وغباءها معظم الأوقات،
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..