-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 34 - 2 - الخميس 21/12/2023

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الرابع والثلاثون

2

تم النشر يوم الخميس

21/12/202


أما في قصر عواد فبعد ما استمعت إلى صوت الصراخ الذي يأتي من غرفة زوجها اقتحمتها دون استئذان

فأبصرته يقف في منتصف الغرفة التي حطمها بالكامل ويده تنزف بغزارة.

ركضت باتجاهه تسأله بخوف وهي تحتـ ضن يده المجروحة بكلتا يديها: مراد أنت متعور إيه اللي حصل لك وليه كل ده؟


تطلع إلى عينيها الخائفة بحزن عميق ثم جذبها إلى أحضـ انه يعتصرها بقوة وهو يهتف في أذنها باعتذار: أنا آسف حقك عليا كل اللي حصل لك ده بسببي واللي عشتيه أنا اللي كنت السبب فيه كان لازم افهم أنك لسه صغيرة على أنك تدخلي حياة واحد زيي بس الظاهر أن الدنيا استكترتك عليا يا شمس.


شعرت بجـ سده يهتز بين أحضـ انها فأدركت أنه يبكي لذا ضمت نفسها إليه أكثر وراحت تمسد فوق خصلاته وهي تهدهده بكلمات مطمئنة كطفل صغير.

وبعد وقت ليس بالقليل ابتعد عنها

فسألته باهتمام: بقيت أحسن دلوقتي؟


أومأ لها بموافقة

لكنها سرعان ما تذكرت يده والتي يبدو أنها نزفت كثير فصرخت وهي تجذبه خلفها لتجلسه فوق الفـ راش: خليك هنا على ما ادخل أدور على شاش وقطن وحاجة نطهر بيها الجرح ده.


أومأ لها بهدوء عكس العاصفة التي بداخله وعقله يعمل في جميع الاتجاهات وكان أكثر شيء يفكر فيه الآن هو إخفاء تلك الصور والفيديوهات عن أعين تلك الصغيرة وعليه أن يتصرف بحذر كي لا يحدث أكثر من ذلك

لذا هب واقفا يبحث عن هاتفه ريثما تعود فأبصره ملقيا فوق الأرض التقطه سريعا بيده السليمة ووضعه في جيبه واستدار عائدا مكانه ينتظرها وهو يتوعد لتلك الحية بأشد ألوان العـ ذاب.


❈-❈-❈


ولج مكتبه وهو يشعر بالغضب من نفسه فلقد أجل قضيته لوقت آخر

عندما وصل إلى المحكمة شعر بأنه ليس لديه قدرة على الكلام فاضطر أن يؤجل القضية.


وها هو يلقي بجـ سده فوق الأريكة المتواجدة في مكتبه واضعا ذراعه خلف رأسه يفكر كيف تحول من شخص هادئ إلى شخص عصبي ومتهور لطالما كان رقيقا وحنونا خاصة مع النساء

عندما تذكر نظرات مرام الغاضبة وتهديدها الصريح له أغمض عينيه بقوة فقفزت صورة معذبته أمام عينيه تبتسم له برقة ووداعة وترجوه بعينيها أن يأتي إليها

ابتسم تلقائيا ثم فتح عينيه بقوة لكن لم يجدها فشعر بخيبة أمل كبيرة وهب جالسا عازما على التركيز في عمله والذي أهمله في الآونة الأخيرة.

وقبل أن يتجه إلى مكتبه استمع إلى صوت هاتفه فأخرجه من جيب سترته وأجاب على الفور: حج راشيدي فيه حاجة ولا إيه؟


صمت يستمع جوابه على الطرف الآخر.


فسأله بقلق: ليه هو فيه حاجة ولا إيه؟


أجابه بحدة: لما تيجي هتعرف يلا سلام.


اغلق الهاتف وهو يشعر بأن هناك شيئا سيئا سيحدث لذا لم ينتظر والتقط مفاتيح سيارته دالفا للخارج وهو يمني النفس بألا تكن فريدة أخبرته عما حدث بينهما.


❈-❈-❈


بعينين متسعة وقفت تراقبها وهي تحمل أمتعتها وتضعها في حقيبة كبيرة فلقد حاولت مرارا وتكرارا اثنائها عن قرارها المتهور ذاك إلا أن الأخرى أبت الاستماع إليها

فصاحت بكل ما يعتمر في قلبها من غضب: ما تبطلي جنان بقا يا مرام خليكي فكرة أن بكل الهبل اللي بعملية ده أنت بتخسري كل حاجة وبتخلي بنت الفران تنتصر عليكي.


ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق شفـ تيها ثم اجابتها بحدة: لا والله هو أنا لسة ما خسرتش لا يا فيروز هانم أنت غلطانة أنا خسرت من زمان جدا خسرت من ساعة ما ما سمعت كلامك ونفذت خطتك الفاشلة عشان كده من النهاردة ما تتدخليش في حياتي مرة تانية وقراري مش هرجع فيه وأنا باعتراف فعلا إن أنا خسرت وحياتي هكملها زي ما أنا عايزة ويا ريت ابنك يبعت لي ورقتي بهدوء وإلا هاخلعه مفهوم؟


فغرت فاههة بعدم تصديق فلأول مرة تتحدث مرام معها بتلك الطريقة وهنا أيقنت بأن مرام تعرضت لضغط كبير لذا هي انفـ جرت الآن وعليها أن تحتوي الموقف بذكاء كي لا تنتصر عليها غريمتها لذا رسمت ابتسامة صغيرة فوق شفـ تيها وهتفت بهدوء: طيب يا حبيبتي ما فيش مشكلة روحي بس ارتاحي في بيت باباكي كم يوم وبعد كده نبقى نشوف هنعمل إيه وبلاش قرار الطلاق ده يا مرام ماشي يا حبيبتي؟


رمقتها بغضب ثم سحبت حقيبتها ودلفت للخارج وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة

والأخرى تتابعها بغضب شديد مغمغمة: غبية يا مرام بس مش هسمح لك أنك تبوظي كل اللي عملته.


أخرجت هاتفها وبحثت عن رقمه ثم ضغطت زر الاتصال وعندما استمعت إلى صوته على الطرف الآخر هتفت بخفوت: حازم نفذ الخطوة التانية فورا.


❈-❈-❈


تجلس في مكتبه ترتشف قهوتها بهدوء مستفز

والآخر يدور حول نفسه بجنون فبعدما اقتحمت مكتب لارا منذ قليل وصاحت في وجههما

فهبت لارا واقفة ترمقها بغضب هاتفة بتعقل: بلاش جنان يا أروى أنتي في شركة محترمة وخطيبك بيعمل إيه هنا والله هو بيشتغل معايا وطبيعي إن أنتي تشوفيه في أي مكان في الشركة مش بس في مكتبي

المفروض تكوني واثقه في نفسك أكتر من كده وعموما يعني أهو عندك اتفضلي خديه وامشوا من هنا ويا ريت بلاش فضايح وتحلوا مشاكلكم برة الشركة نهائيا مفهوم؟


تطلعت أروى إليها بغضب ثم دلفت للخارج بعدما وجهت حديثها ليوسف: حصلني على مكتبك.


انصاع لطلبها وهو يشعر بالغضب منها ومن نفسه ومن تلك الجميلة التي تغيرت بالكامل وبعد ما ولجت المكتب صاح في وجهها بعد أن أغلق الباب: أنتي اتجننتي يا أروى إيه الطريقة الهمجية اللي أنتي اتعاملتي بيها دي دي حتى مش لايقة عليكي ولا على مستواكي.


مطت شفـ تيها باستفزاز وإجابته ببرود: أنا بشرب القهوة مظبوط.


رمقها بغضب ولم يعقب.

وها هي ذي تجلس بأرياحية وكأنها لم تفعل شيئا يقلل منه منذ قليل لذا استدار إليها وهو يهتف بصرامة: قومي خلينا نقعد في مكان ونتكلم.


أجابته باستفزاز: ليه خايف من الفضايح زي مديرتك ولا إيه؟


رمقها بغضب ثم دنا منها يجذبها من ذراعها ومن ثم امسك بحقيبة يدها وألقاها عليها هاتفا بصرامة: حصليني فورا وخليكي عارفة الجنان اللي أنتي عملتيه ده مش هيعدي بالساهل.


هزت كتفيها بلا مبالاة ثم تبعته للخارج وهي تبتسم بانتصار فهي تعرف لارا عواد جيدا وعلى يقين أنها لن تعود مرة ثانية لذلك هذا الأبله مهما فعل فكرامتها قبل كل شيء وهي فعلت كل هذا كي تستمع إلى تلك الكلمات من فمها شخصيا وللمرة التي لا تعرف عددها لا تخيب لارا عواد ظنها حتى الآن.


❈-❈-❈


استقبله بفتور في المخبز الخاص به فلم يريد التحدث في بيته كي لا تستمع إليهما فريدة وهنا أيقن أدهم بأنه يعرف كل شيء حدث معهما.

لذا تنحنح بهدوء هاتفا باحترام: عم رشيدي أنا دخلت بيتك ده ووعدتك أني هحافظ على بنتك وأنا ربنا يعلم أني وفيت بوعدي واكتر وتقدر تسألها كمان بس اللي عملته فريدة كان فوق طاقتي واظن أنت عارف كل حاجة عشان كده حضرتك ما تبصليش بالطريقة دي أنا عمري ما خلفت وعدي مع حد وخصوصا معاك وأنت عارف أني بقدرك جدا وبحترمك زي والدي.


وكان الحاج رشيدي يستمع إليه بتركيز ولم يستطع إخفاء إعجابه بشخصية ذلك الماثل أمامه لذا ابتسم رغما عنه وربط فوق كتفه مردفا بجدية: أنا عارف ومش جايبك هنا عشان ألومك أو اعاتبك أنا جايبك عشان أتكلم معاك يا ابني بنتي قافلة على نفسها بابها هي وبنتها من ساعة ما جت حتى راحت معانا نخطب لآخوها وكانت ساكتة طول الوقت أول مرة أشرف فريدة في الحالة دي ولما شفت السعادة اللي في عينيها في الفترة اللي كانت معاك عرفت واتأكدت أنك نفذت وعدك معايا عشان كده أنا جبتك

صعبان عليا علاقتكم تنتهي بالشكل ده وأوعى تفتكر أني أنا كده بقلل مني ولا من بنتي بالعكس أنا عارف أنك فاهمني وفاهم أني عملت كده عشان مصلحتها قبل مصلحتك ودلوقتي بقا...


قاطعه أدهم بابتسامة: ودلوقتي أنا اللي جيت من نفسي عشان آخد مراتي وبنت أخويا يا عم رشيدي ومشاكلنا نحلها في بيتنا أنا أصلا كنت ناوي آجي بعد الشغل واخدها بس لما أنت بعت لي رسالة أنا فكرت أن في حاجة حصلت لها عشان كده جيت.


ضحك الحاج رشيدي بقوة هاتفا بمرح: ده أنت واقع بقا قوم بينا نطلع نشوف المجنونة اللي فوق دي أنا عارف أنها غلطت في حقك بس بنتي متربية.


قاطعه أدهم بلهفة: أنا عارف يا حاج رشيدي أنا كل اللي زعلني منها أنها ما بتشاركنيش في أي حاجة بتحصل معاها مش عشان أنا شاكك فيها ولا في أخلاقها لا حاشة لله.


منحه الحاج رشيدي ابتسامة مطمئنة ثم اصطحبه إلى أعلى.



وها هو يجلس في غرفة المعيشة ينتظرها

ثواني وكانت تقف أمامه ترمقه بعتاب خفي.

والآخر ينظر إليها باشتياق فبدون مقدمات دنا منها يجذبها إلى صـ دره يعانقها بقوة ويهمس في أذنها بحرارة: وحشتيني اوي يا ديدة البيت كان من غيرك جحيم والله العظايم.


تنهدت براحة وتشبثت بأحضـ انه بقوة وهي تحمد الله لأنه استجاب لها وعاد كي يصطحبها إلى منزلها.


تنحنح الحاج رشيدي هاتفا بصرامة: ما تلم نفسك أنت وهي وتصبروا لما تروحوا بيتكم عيال غم صحيح.


ارتفعت الضحكات حتى قطعها صوت رنين جرس الباب فاتجه الحاج رشيدي ليفتح فقطب حاجبيه بدهشة عندما أبصره يقف أمامه يمنحه ابتسامة هادئة مردفا بسزاجه: إيه يا حاج رشيدي هتسيبني واقف على الباب كتير ولا إيه؟


افسح له الحاج رشيدي ليلج فتلقائيا اتجهت الأبصار عليه فشعرت فريدة بالخضر في أطرافها وهتفت بعدم تصديق: حازم أنت إيه اللي جابك هنا!؟

..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة