-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 19 - 2 - الإثنين 18/12/2023

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثامن عشر

2

تم النشر يوم الإثنين

18/12/2023


بعد مرور عدة أيام 


قررت " خيرية"  أن  تضع النقاط على الأحرف إما هي و ابنها الذي يكبر بأحشائها أو " نبيلة"  و إن كان على ابنته فـ هي كفيلة بيها و بعشرة من أمثالها  و بالفعل قرر " عبد الكريم "  

ضـ ـرب ز و جته  الأولى و حرمانها من ابنتها  كما تم الإنفصال دون أن تأخذ حقوقها، للمرة الثالثة تنفصل عنه و لن تعود له مهما حدث 

لن تعود حتى و إن توسلته كما فعلت قبل ذلك عادت لبيت أبيها تجر خيبات الأمل في أن تعود بأبنتها، لعنة  تلك المرأة التي وسوست له حتى يرضخ لرغبتها و يقهرها على صغيرتها 


كانت والدتها جالسة في غرفتها نيران الغيظ و الغضب الشديد تلتهمها، نظرت لز و جها و قالت بغضبٍ جم 

- شايف يا ابو نبيلة !! مرتاح كدا ؟!   اهي اطلقت تاني قصدي تالت و بردو ماخدتش بنتها مش لو كانت اتجوزت شهاب كان زمانها دلوقتي  عايشة في هنا و سعادة  بدل الغم اللي هي عايشة في دا ؟! 


رد والد نبيلة بعصبية لا تقل عن عصبية 

ز وجـ ـته  و قال:

- ما خلاص بقى. كفاية   هتفضلي لحد إمتى تسمعيني الكلمتين اللي ملهمش لازمة دول ما عرفنا إن شهاب كان هيعرف يجيب لها حقها 


ردت " نبيلة"  بصراخ قائلة:

- بس خلاص بقى كفاية حرام عليكم كفاية إنتوا إيه مافيش فايدة فيكم  كل اللي هاممكم  مين الجـ ـواز و الطلاق و مش هاممكم بنتي اللي اتحرمت منها دا قبلت الذُل و الإهانة عشانها رضيت و اتحملت اللي محدش اتحمله  عشان خاطرها.


ردت " دعاء" بنبرتها المغتاظة و قالت:

- و في الاخر خدتي على قفاكي  من عيل اهبل مبيعرفش يقول كلمتين على بعض 


صرخت" نبيلة" بصوتها الجهوري قائلة:

- ياسلااام شوفوا مين بيقولي الكلام دا دلوقتي !!  مش أنتِ بردو اللي قلتي لي ارعي حتى لو مافيش بينكم حب ! 

-ايوة أنا اللي قلت محدش غيري. بس مكنتش فاكركي هبلة كدا و هتدوسي على كرامتك و تعيشي لي فيها دور الضحية عشان بس تعيشي مع بنتك 

- اعيش دور الضحية ؟! ما هو أنا ضحبة فعلا يا دعاء 

- لا يا نبيلة أنتِ مش ضحية و أي ست معندهاش كرامة زيك كدا  مش ضحية لأنها هي اللي سمحت لنفسها تتذل لو عبد الكريم شافك قوية زي ما كان متعود منك مكنش بقى دا حالك .


هزت " نبيلة"  رأسها علامة الإيجاب ثم قالت بجدية :

-عندك حق الظاهر إني كنت غلطانة في حاجات كتير  أولهم إني سمعت كلامك و رجعت بـ عبد الكريم 


تابعت بغضبٍ  جم قائلة:

- من النهاردا مش هسمع كلامك حد مهما كان و مش لكلام الناس و اللي عاوزة اعمله هعمله .


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع 


داخل مكتب " شهاب" بشركة والده كان جالسًا يوقع على الملفات العالقة منذ أسبوع و أكثر طرقات خفيفة ثم ولجت بعدها مساعدته الخاصة وقفت أمامه تنحنحت بخفوت قبل أن تقول بنبرتها الهادئة

- مستر شهاب في حد برا و محتاج حضرتك ضروري 


رد بهدوء و قال:

- سهى أنا مش عاوز اشوف حد و ياريت تلغي اي مواعيد النهاردا و ترحليها لبكرا 


فرغ فاها لترد لكن قاطعها دخول " نبيلة"  و هي تقول بنبرتها الهادئة:

- مش هاخد من وقتك كتير يا شهاب بيه 


ترك القلم و عيناها تتحركان بسرعة قبل أن يرفع وجهه لتلك الماثلة أمامه،  حاول أن ينظم ضربات قلبه لكنه فشل، فشل ذريع ابتسم لمساعدته ثم قال:

- اتفضلي أنتِ يا سهى 

- حاضر يا فندم 

- سهى !

- نعم يا فندم !

-  ممنوع أي يدخل هنا مهما كان سامعة مهما كان 

- حاضر يا فندم 


كادت أن تذهب لكنه استوقفه مرةً أخرى قائلًا بعتذار:

- سهى معلش ابعتي لي حد من البوفيه يشوف المدام تشرب إيه ؟! 


ردت " نبيلة" بسرعة قائلة:

- لالا مش عاوزة حاجة شكرًا 

- طب يا سهى روحي شوفي شغلك .


ما إن خرجت " سهى" نظر لها و قال بإشتياق فشل في عدم ظهوره:

- حاولت ابعد معرفتش، حاولت أأقرب خُفت أأذيكي تاني بسبب تسرعي زي كل مرة .


أنا اطلقت للمرة التالتة 


قالتها " نبيلة"  بمرارة  لم تفارقها منذ انفصالها  و حتى هذه اللحظة،  بينما رد " شهاب" و قال بنبرة معاتبة 

- مش قلت لك هيبهدلك يا نبيلة ؟! ليه سبتي نفسك للبهدلة دي ليه ؟! 

- ابو س  ايـ ـدك يا شهاب أنا مش حِمل عتاب أو أي كلام من دا دلوقتي ! 

- أنا مش بعاتب أنا بس صعبان عليا اللي حصلك 


ردت بمرارة في حلقها و قالت:

- أنا عاوزة بنتي يا شهاب، عاوزة بنتي و مستعدة اشتغل اللي باقي من عمري خدامة تحت رجليك 


رد" شهاب" بنبرة معاتبة قائلًا:

- اخس عليكي يا نبيلة بقى دي كلمة تقوليها دا لو طولت اجيب لك نجوم السما و احطها بين ايـ ـدك مش هتأخر لحظة واحدة .


حركت رأسها قائلة بهدوء 

- طب أنا محتاجة إنك تساعدني ارجع بنتي  أنا عرفت إن عبد الكريم زور الورق اللي اتنازلت في عن بنتي 


سألها " شهاب" بفضول  و قال:

- و فين الورق دا ؟! 


ردت من بين دموعها قائلة:

- للأسف  ملوش أثر. دورت عليه في كل مكان يقدر يشيله في قلبت الدنيا و معرفتش اوصله و بعدها جالي وحرقه قصادي عشان عارف إني ممكن اطعن في الورق عبد الكريم مخلاش حاجة واحدة اعرف اضغط عليه بيها   


وقف " شهاب" من خلف مكتبه متجه حيث المقعد المقابل لمقعدها و قال: 

- طب اهدي عشان خاطري بلاش عياط أنا مش قادر اشوفك كدا 


تناولت منه المحارم الورقية  و قالت برجاء:

- بالله عليك يا شهاب ساعدني  ارجع بنتي 


رد " شهاب" قائلًا:

- حاضر يا نبيلة هعمل اللي اقدر عليه عشان ارجع رقية  بنتك هي بنتي و مش هاسيبها تعيش بعيد عننا .


لم تتي آخر كلماته أو تهتم  ظنت أنها مجرد كلمات يطمئنها فيها من خلالهم لذلك لم تكترث له،  وقفت عن مقعدها كادت أن تتجه حيث باب المكتب لكنه استوقفها قائلًا بلهفة

- استني يا نبيلة لسه بدري 

- معلش عشان بابا ميعرفش إني جيت هنا و كمان مش عاوزة اعطلك .


❈-❈-❈


مر يوم ثم يومان ثم عشرة أيام حتى مر شهرًا

كاملًا لم يحدث فيه أي شئ جديد يذكر محاولات  "شهاب" جميعها باءت بالفشل الذريع  لم يستطع أن يصل إلى حلًا يُرضي جميع الأطراف،  حتى عرض المال لم ينجح فيه مع " عبد الكريم" قرر أن يُلقي آخر ما جعبته  قأئلًا بهدوء

- بص يا عبد الكر يم أنا عندي حل حلو إيه رأيك لو تسيب رقية لأمها لحد ما تكبر و هي تقرر بنفسها تقعد مع مين فيكم ؟! 

- لا مش هتنازل عن بنتي 

- اخنا ممكن نلجأ للقانون و وقتها القانون هايبقى في صفنا و ناخدها منك بس احنا مش عاوزين نوصل للنقطة دي 


ابتسم " عبد الكريم" إبتسامة ذات مغزى ثم قال:

- وصلوها مطرح ما تخبوا بنتي هتفضل في حضني 


كاد أن يرد "شهاب" لكن تتدخل " فضل " قائلًا بهدوء 

- بص يا عبده  احنا مش هنلف و ندور على بعض قول عاوز كام و احنا تخت أمرك في حاجة تقولها 

- أنت مبتفهمش زي صاحبك ؟! قلت لك مش هبيع بنتي 

- ماشي يا عبده متزعلش بقى من اللي أنا هعمله مش شهاب واخد لي بالك أنت بقول إيه أنا فضل .


وقف " عبد الكريم" عن مقعده ثم قال بجدية

- اعلى ما خيلكم اركبوا أنا مش هاسيب بنتي غير و أنا ميـ ـت .


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أشهر 


قضاها " عبد الكريم و نبيلة" داخل محاكم الأسرة ربحت تلك الأخيرة قضيتها في ضم ابنتها لحضانتها،  كانت معركة طويلة كادت أن تلفظ فيها انفاسها لولا وقوف "شهاب" بجانبها 

طيلة هذه المدة،  عادت و لأول مرة و السعادة  تغمرها  بقى على تنفيذ الحكم ساعات معدودة 

بعد مرور هذه المدة  عادت ابنتها إليها أخيرًا 

كادت أن تحلق في السماء،  العجيب أن الهدوء الذي يتمتع به " عبد الكريم" يجعلها تشعر بالتوتر و القلق حقا .


عادت المياه لمجراها و كانت ابنتها لها نصيب الأسد من الاهتمام و الرعاية،  توقفت عن عملها و مساعدة أختها ببعض المشغولات اليدوية تحديدًا بعد تعب الصغيرة،  اعتذرت لها قائلة:

- معلش يا دعاء رقية مش مخلياني الف حوالين نفسي و الله مش اعمل حاجة خالص 


ردت " دعاء" و هي تُنهي القلادة قائلة:

- و لا يهمك يا نبيلة أنا خلصتها خلاص خليكي  أنتِ مع بنتك 


سألتها " نبيلة" بفضول و قالت:

- هو أنتِ بتعيطي يا دعاء ؟! 

- لا دا عشان برمز جامد اوي عيني التهبت بس مش أكتر

- طب ما خلاص كفاية كدا 

- ما هو فعلًا كفاية 


حركت " نبيلة" رأسها بعدم فهم متسائلة:

- هو إيه اللي كفاية ؟! 

- أنا خلاص هخلص آخر سلسة في ايدي و مش هشتغل تاني الشغلانة دي تاني 

- اها عشان متعبة يعني ؟! 


وقفت " دعاء" عن المقعد ثم اتجهت حيث الصندوق الخشبي الكبير و قالت بجدية:

- لا عشان فضل 

-فضل ! ماله فضل ؟!  

- بحسه بيستعبط 

- أنا مش فاهمة حاجة ! 

- بصي يا نبيلة أنا واحدة مطلقة و بربي ابني و طليقي الله لا يكسبه  مستقصدني في الطالعة و النازلة و بيستنى لي الغلطة عشان ياخد مني ابني و صراحة ربنا يعني فضل لازق لي في الرايحة و الجاية بحجة الشغل بتاعه فأنا واحدة ملهاش خُلق هخلص له شغله و هاسيب أم الشغلانة دي خالص مش ناقصة وجع دماغ .


ردت " نبيلة " بتوجس من ردة فعلها قائلة:

-  بصراحة يا دعاء فضل كان حابب يتقدم و قالي  من كام يوم عشان افاتحك في الموضوع .


طيب 


قالتها " دعاء" و هي تتأكد من كل شئ داخل الصندوق قبل أن تغلقه جيدًا، بينما عجزت شقيقتها عن فهم ما تقوله أو تفعله،  جلست على الأريكة. بعد وضعت الصندوق جانبًا و قالت:

- الصندوق دا ابعتي لـ فضل و قولي له حسابنا  كدا تمام و مبروك عليك و ربنا يجعلها فاتحة خير عليك 

- ايوة و هرد عليه اقوله إيه موضوع الجواز ؟! 

- قولي له يشوف نصيبه مع حد تاني خالي أنا واحدة معها عيل عاوز هم ما يتلم و مش هاسيب ابني لحد يربي .


حركت " نبيلة" رأسها علامة الإيجاب و لم تعلق على حديثها بكلمة واحدة شقيقتها و تعرفها جيدًا لن تغير رأيها بهذه السهولة و لن تتنازل عن حضانة ولدها مهما حدث .


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع 

كانت " دعاء" جالسة أمام شاشة التلفاز تقلب بين القنوات بمللٍ شديد،  صدح قرع الناقوس في الشقة وقفت عن الأريكة متجهة حيث الباب  فتحته لتجد أبيها يلج و بيـ ـده ماكينة الحياكة التي طلبتها منه، تهللت أساريرها وهي  تتابع بشغف  الماكينة وضعها على سطح المنضدة و قال:

- أنتِ ربنا بيحبك صاحب الماكنة مرضاش ياخد غير الف ونص لما عرف إنك بنتي 


سألته بدهشة ممزوجة بسعادة غامرة

- بجد و الله يابا يعني هو اخد الف ونص بس ؟! 

- اه و الله يا بنتي، مش قلت إنه صاحبي و مش هياخر عني حاجة لما يعرف إنها ليكي 


عناقته بسعادة غامرة و هي تقول بامتنان:

- يارب يخليك ليا يابا و ميحرمنيش منك ابدًا 




خرجت " نبيلة" من غرفة نومها حاملة ابنتها على كتفها و الإبتسامة تزين ثغرها و هي تقول بنبرة مرحة 

- أم جاسر الخياطة وصلت يا حارة 


بينما ردت " دعاء"  قائلة بذات النبرة وهي تحمل ولدها 

- النهاردا أم جاسر الخياطة بكرا بإذن الله ابقى أم وكيل النيابة جاسر بيه وجدي .



كادت أن ترد عليها " نبيلة" لكن قاطعها صوت ناقوس الشقة فتح والدها الباب و قال بترحاب شديد :

- أهلًا أهلًا اتفضل يا ابني نورت و الله 

- دا نورك يا عمي 


 انسحبت " دعاء " بهدوء ما أن ولج " شهاب" و صديقه " فضل"  بينما  اشار والدها للداخل و قال:

-  اتفضلوا دا البيت نور و الله اتفضلوا اتفضلوا 



داخل غرفة الضيوف 


جلس " شهاب و فضل" ثم جلس والد نبيلة 

تبادلوا أطراف الحديث حول هذا و ذاك إلى قرر شهاب أن يُلقي ما بداخله و الذي أتى من أجله 

- عمي أنا عارف إنك زهقت مني و طلبي المتكرر بس بصراحة أنا مزهقتش و مش هازهق  لحد ما حضرتك توافق على جوازي من نبيلة ! 


رد والد نبيلة قائلًا بنبرة حائرة و قال:

- و الله يا شهاب يا ابني الواحد ما عارف يقولك. إيه بس القرار دا بإيـ ـد بنتي و هي اللي توافق و هي اللي ترفض كفاية عليا غلطت قبل كدا و زي ما أنت عارف نتيجة الغلط و عشان كدا مش حابب اضغط عليها  أنا هعرض عليها الأمر و بعدها هي تقرر 

- خير إن شاء الله يا عمي خير .



رد " فضل" و قال بتساؤل 

- اسمح لي يا عمي يعني اسألك سؤال بما إني جيت هنا 

- اتفضل يا ابني 

- هو أنا ضايقت دعاء في حاجة ؟! أصل أنا شايف تعامل مش لطيف منها و كمان قررت متتعاملش معايا تاني 


رد والدها قائلة بهدوء 

- يا ابني هي مش بس مش هتتعامل معاك هي هتبطل الشغلانة كلها أصلًا بنتي مبتحبش وجع الدماغ من الآخر كدا مش عاوزة مشاكل مع طليقها 

- و هو أنا هعملها مشاكل مع طليقها ازاي مش فاهم ؟! 

-  من الآخر كدا  دعاء رافضة الجـ ـواز و  عاوزة تعيش لابنها و بس و خايفة  ابنها يروح منها لو اتجـ ـوزت فـ  انسى إني افاتحها في الموضوع دا اساسًا  .


رد " فضل"  بنبرة مغتاظة و قال:

- معلش يعني هو مين قالك إني عاوز اتقدم لدعاء؟! 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة