قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 

 الفصل التاسع والثلاثون

2

تم النشر يوم الإثنين 

15/1/2024

بعد أن عاونت ابنتها في ارتداء ثيابها مشطت لها خصلاتها ثم اصطحبتها إلى الحافلة التي ستقلها إلى الحضانة ومن ثم عادت إلى المنزل لكنها شعرت بإعياء شديد تغلبت على ذلك الشعور وذهبت إلى المطبخ لتعد وجبة الإفطار لها ولزوجها الذي استيقظ للتو

 لكن عندما اشعلت الموقد وشرعت في قلي البيض.

 انتابها شعور بالغثيان فاتجهت فورا إلى المرحاض وافرغت ما في جوفها بصوت مرتفع مما جعل أدهم يهرع وهو يسألها بلهفة: ما لك يا فريدة يا حبيبتي؟

 أجابته بإعياء وهي تتجه إلى الحوض كي تغسل فمها: مش عارفة يا أدهم صاحية دايخة ومعدتي واجعاني.

دنى منها ملتقطا أحد المحارم الورقية وراح يجفف لها وجهها بلطف ثم اصطحبها للخارج واجلسها فوق أحد المقاعد فخاطبته بسرعة: اطفي عالبيض زمانه اتحرق. 

ذهب لينفذ طلبها

 بينما هي أراحت ظهرها فوق المقعد وأغمضت عينيها بإرهاق فهي تعرف ذلك الشعور جيدا تلك الأعراض حدثت لها عندما حملت في تالين 

ابتسمت بقوة فكان أكثر شيء تتمناه في هذه الحياة أن يرزقها الله بطفل من ذلك الرجل الذي كان عوضا لها عن تلك الحياة القاسية التي عاشتها برفقة شقيقه الراحل. 

اتسعت ابتسامتها عندما جلس فوق ذراع المقعد الذي تجلس عليه مردفا في حنان: احسن دلوقتي؟ انا لازم اتصل بالدكتور عشان اطمن عليكي.

 أجابته وهي تنظر إلى عينيه مباشرة: ما فيش داعي للدكتور يا أدهم انا حامل.

 خفق قلبه بجنون واتسعت ابتسامته حتى أنارت وجهه الجميل ثم هب واقفا منحنيا باتجاهها يحملها وهو يدور بها بسعادة عارمة: الحمد لله يا رب الحمد لله ما تعرفيش الخبر ده خلاني مبسوط قد ايه.

 تشبثت بعنقه ورددت بصدق: مش اكتر مني والله يا ادهم انا ما كنتش بتمنى حاجة بعد ما ربنا عوضني بيك اكتر من ان يكون في طفل يقوي رابط الحب اللي ما بينا. 

ضمها أكثر إلى قلبه وراح يمطرها بوابل من الكلمات المعسولة التي جعلتها تذوب كليا وتشعر بأنها أسعد امرأة على وجه الأرض.

❈-❈-❈

بحرفية شديد نهضت من جواره كي لا توقظه فهي غير مستعدة لمواجهته الآن لأنها تشعر بالخجل الشديد منه

 وعلى الرغم مما حدث بينهما إلا أنها لم تكن تريد ان تتم العلاقة بينهما الآن باختصار لأنها لم تعرفه جيدا وما زالت تخشاه وتخجل منه كثيرا

 لكن ماذا عساها أن تفعل فهي أولا وأخيرا امرأة لم تستطع الصمود أمام هجومه الدار عليها كما أنها لم تجرب شيء كذلك الشعور الرائع من قبل.

 تنهدت بثقل ثم اتجهت إلى المرحاض عازمة على أخذ حمام دافئ كي تتخلص من آلامها البسيطة التي تشعر بها وعلى الرغم من مراعاته لها وحنانه إلا أنها شعرت بالألم نوعا ما فهذه هي ليلتها الأولى معه. 

وبعد وقت ليس بالقليل دلفت بعد أن ارتدت كامل ثيابها فأبصرته يجلس فوق الفـ راش وكأنه ينتظرها فهتف بمشاكسة: صباحية مباركة يا عروسة.

 أطرقت رأسها خجلا ولم تعقب

 فاستطرد وهو يستقيم واقفا ويدنو منها: ماما لسة قفلة معايا وبلغتني انها هتيجي تزورنا بالليل أما بقى أهلك جايين كمان شوية عشان يطمنوا عليك.

  غمز لها بمشاكسة ثم استطرد: جهزي لي بقى الحمام بعد اذنك على ما اطلب لهم حلويات اكيد اللي عندنا في التلاجة نشفت وما يصحش برضو نقدم لهم حاجة بايتة ولا ايه؟

 اومأت له بامتنان ثم شكرته بصوت جاهدت أن يكون طبيعيا وانصرفت تنفذ ما طلبه منها.

 بينما هو بقي مكانه يرمق اثرها بسعادة فعلى الرغم من انه لم يقع في حبها حتى الآن إلا أنه شعر بالسعادة وهو معها بالأمس فهو لا ينكر بأنه معجب جدا بها ويعلم أنها ما زالت تخجل منه وتخشاه فتوعد في نفسه بأن يجعلها تحبه وتعتاد على وجوده في حياتها.

❈-❈-❈

وحيد حزين مهموم هذا حال يوسف في الآونة الأخيرة ولج إلى مكتبه بتثاقل فأبصرها تجلس فوق كرسيه تتأرجح يمينا ويسارا فألقى عليها تحية الصباح باقتضاب ثم جلس فوق أحد الكرسيين المقابلين للمكتب مرحبا بها بفتور لاحظته هي مما جعلها تهتف باستنكار: دي طريقة تقابل خطيبتك بيها يا يوسف؟

 أغمض عينيه بدجر ثم فتحهما ببطء هاتفا بصوت جاهد أن يكون طبيعيا: معلش اصلي ما نمتش كويس يا أروى.

 أومأت له بتفهم ثم أردفت: لقيت نفسي صاحية بدري قلت اجي واعزمك على الفطار طلبت الدليفري وهو جاي في السكة اصلي لقيتك ما بتهتمش قلت اهتم انا مش عيب على فكرة خطيبي برضو وبكرة هتبقى جوزي ان شاء الله. 

ان شاء الله.

 قالها بخففوت مما جعلها تصدق حدسها فيوسف الرشيدي لم يعد يرغب بها كما كان في السابق مما جعلها ترغب به أكثر. 

فهناك نوع من النساء كأروى يركضن خلف الرجل الصعب ويوسف كان بالنسبة لها صعب المنال.

وقفت والتفتت حول المكتب ثم جلست في الكرسي المقابل له وأمسكت بيديه ثم نظرت إلى عينيه مباشرة هاتفة بنعومة: وحشتني اوي يا يوسف.

 وانتي كمان.

 قالها بخشونة لا تليق بالموقف ولا بالطريقة التي تحدثت بها أروى 

مما جعلها تشعر بالاستياء منه فتركت يده ثم صاحت بصوت مرتفع: انت ايه حكايتك بالظبط وايه سبب المعاملة اللي انت بتعاملني بيها دي؟

 هو انا عملت لك حاجة ضايقتك؟

 وهنا أيقن بأنه تمادى معها كثيرا لذا جاهد في رسم ابتسامة مصطنعة على شفـ تيه مغمغم وهو يمسك يدها مرة ثانية: حقك عليا انا بس زي ما قلت لك مش نايم كويس يلا قولي لي جايبة لنا فطار ايه بقى؟

 وعلى الرغم من يقينها بأنه غير سعيد معها إلا أنها قررت أن تربح تلك الجولة حتى لو على حساب كرامتها لذا بادلته الابتسام وراحت تعد له الأصناف التي طلبتها 

والآخر يستمع لها وما زالت تلك الابتسامة مرتسمة فوق محياه.

❈-❈-❈

عند منتصف النهار 

وصل إلى تركيا وبعدها اتجه إلى منزل ناريمان مباشرة

 فتحت له الباب بنفسها وابتسامة واسعة ترتسم على شفـ تيها فها هي ذي انتصرت وعليه أن ينفذ ما طلبته منه وكانه خاتم في اصبعها. 

ألقى عليها تحية المساء باللغة التركية ثم ولج للداخل سارت خلفه حتى وصل إلى منتصف بهو المنزل.

 استدارت حتى وقفت قبالته ورمقته بنظرات منتصرة

بادلها هو بنظرات باردة جعلتها ترتبك قليلا ثواني وتجرأت ثم دنت منه وعانقته فدفعها بكل ما أوتي من قوة ثم رفع اصبعه في وجهها هاتفا باشمئزاز: اياكي تقربي مني ولا تلمسيني انا بقرف منك ومن لمستك انت فاهمة يا ناريمان واوعي تفتكري اني جيت هنا عشان انفذ لك مطالبك لا يا حلوة انا جيت عشان اخلص منك ومن قرفك واطردك برة حياتي وحياة بنتي للأبد.