رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 13 - 4 - السبت 17/2/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثالث عشر
4
تم النشر السبت
17/2/2024
بعد شهر
جلست بإنتظاره بعدما أنهت زينتها، استمعت إلى رنين المنزل، توقفت متجهة لفتح الباب
توقفت مذهولة وهي ترى فيروز متوقفة وضحكة سخرية على شفتيها
-مبروك ياخرابة البيوت..تحركت بخطواتها العنجهية وهي تحاوط المنزل بنظراتها ثم تحدثت مستخفة
-دي بقى مملكتك اللي بيقول عليها جاسر..تحركت ترمقها بسخرية
-ايه ياعروسة هتفضلي واقفة كدا، ايه مش ترحبي بضرتك..انعقد لسانها وتاهت مفرادتها تردد داخل عقلها كلماتها، شعرت
بهزة عنيفة أصابت جسدها فهمست بتقطع
-بس إنتِ مش ضرتي، جاسر طلقك
تراجعت فيروز تدور حولها وارتفعت ضحكاتها
-ماهو دا اللي فهمهولك ، معقول ياباشمهندسة ، دا إنت ذكية، معقول الحب اللي حارب الكل علشانه يتنسي بسرعة كدا
دنت تهمس لها
-أنا لسة مراته، وحياتك عندي، ولو مش مصدقة ..اه لحظة ، قامت بإخراج وثيقة الزواج وأشارت لها
-مش دا حبيبك اللي كنت هتموتي علشان اتجوزني، وضعت ابهامها على ذقنها وتحدثت
-اه ..تؤ تؤ..جنى كانت بتحبه وهو اختارني انا وحبني انا، وطبعا بما هو اللي الكبير فكان لازم يتجوز البنت اللي حاولوا ينهشوا في لحمها
جلست تضع ساقًا فوق الأخرى ولوحت بكفيها
-علشان حاجتين الاولى يكون مثالي قدام العيلة ، ويكون جميلة لعمه، اهو اتجوز بنت اللي حاولوا يغتصبوها
والثاني توقفت تطالعها بصمت وهتفت
-انك تخلفيله بيبي ، ضربت على رأسها وتحدثت
-اصلي نسي يقولك مينفعش اجيب ولاد
تسمرت كالجماد وكأن حديثها من السهام المسمومة هزت كيانها وزلزلته حتى جعلت أنفاسها تتثاقل شيئا فشيئا
لم تتحمل المزيد من قسوة كلماتها التي تحولت لألم ينهش بجسدها كحيوان مفترس فهتفت بقوة
-كذابة ..واحدة كذابة وخسيسة، هستنى منها ايه
نهضت فيروز وابتسامة سخرية ترمقها بها ثم استأنفت
-هأكدلك كلامي علشان تعرفي الكدبة اللي عايشاها ..اقتربت منها تتعمق النظر بمقلتيها
-طبعا عايزة تعرفي ليه جيت دلوقتي
أشارت على قلبها وتحدثت بنبرة صادقة
-علشان هنا نار من بُعده، من وقت مااتجوزك نسيني ، وبقى يقرب منك اكتر مني، مبقتش متحملة لدرجة كرهت العيال وقررت اخليه يطلقك وراضية بقضاء ربنا ..لكن طبعا ابن عمك رفض، وقال عايزة تصغريني قدام عمي وبابا
مينفعش ابعد عن جنى
انسابت عبراتها بصدق واقتربت تحتضن كفيها التي أصبحت ببرودة الموتى
-جنى أنا ماليش غير جاسر ،انما انتي عندك فرص لو سمحتي ابعدي عن حياتنا، بلاش تصغريه قدام العيلة
-امشي اطلعي برة ..قالتها جنى بقلبًا يئن الما
ظلت متوقفة لبعض الوقت ثم تحدثت:
-أنا عارفة انك مصدومة، بس دي حياتي وجوزي وحبيبي ومستحيل اتخلى عنهم حتى لو وصل بيا الحال اموتك، دا جوزي وحبيبي قبل ماحضرتك تخطفيه
-برة..قالتها بقوة رغم هشاشة قلبها الذي تفتت اربا
هاكدلك كلامي..قالتها ثم تحركت للخارج
أحست بأن قوتها خارت وسيقانها لم تحملنها، حاوطت احشائها عندما شعرت بألم بأسفل بطنها
تعكزت على أحد المقاعد بوهن وألم يصعب تحمله ..حتى خارت قواها وانسابت عبراتها مرددة
-لأ .. مستحيل دي كدابة، جاسر بيحبني، لا مستحيل يدبحني بالطريقة دي
لفت ذراعيها تحاوط احشائها مرددة كالمجنونة
-لأبيحبني ، هو مش مخادع كدا..أمسكت هاتفها بيد مرتعشة وهاتفته..كان متجها لسيارته
-حبيبي انا عشر دقايق وأكون عندك، صمت متذكر شيئا ثم تحدث:
-آسف ياجنجون عندي شغل مهم هنأجل مشوارنا ساعة كمان ..سلام حبيبي
ذهلت من مهاتفته، وهو لم يستمع حتى لها، أغلق الهاتف قبل حديثها
جلست كالتائهة والمغيبة عن عالمها، صوره قديما مع فيروز تصفعها بقوة
نهضت كالمجنونة :
-أيوة كان بيعمل معاها زي مابيعمل معايا، ازاي كنت غبية لدرجة دي
أطاحت كل ما قابلها بصرخة خرجت من جوف آلامها
-لييييييه!!ليه يابن عمي تدبحني بالطريقة دي ..استحوز عليها شيطانها بالكامل ..فهوت تلتقط أنفاسها بصعوبة:
-لأ .. مستحيل ، انا لازم اسمعه، ماهو دا ابن عمي،مستحيل يكسرني كدا ...مر بعض الوقت ووصل اشعار لهاتفها برسالة فتحته وإذا بها تنصدم مما رأت تسمرت بجلستها حتى شعرت بتوقف اعضائها وهي تراه بأحضانها ..ذهب بصرها لثيابه الملقاه على الأرض، ونومها على صدرها
أغمضت جفونها ورجفة أصابت جسدها حتى شعرت بالأختناق، حاولت الوقوف ولكن كيف وكأن جسدها يعوق حركاتها وكأنه أصيب بشلل كامل
دقائق حاولت وسيطرة على كيانها نهضت متوقفة وتحركت بتخبط، إلى أن وصلت سيارتها
وصلت بعد فترة، بأصابع مرتعشة ضغطت على زر جرس المنزل..فتحت الخادمة وأشارت لها بالدخول
وقفت متصنمة وهي تراه يغلق زر قميصه، همست بإسمه ..استدار ينظر إلي وجودها بصدمة، بخروج فيروز بثياب الحمام
-حبيبي جهزتلك الحمام ..ارتسم الألم داخل مقلتيها وهي تطالعه بصمت، وقفت كعصفور مبتل يرقص على اوتار صاعقة كهربائية..دنت منه بشحوب وهمست بتقطع :
-ليه..زوى مابين حاجبيه
وهتف
-جنى إنتِ فاهمة غلط..رفعت كفيها ورفعته فهوى متساقط على وجنتيه ، ثم استدارت متحركة بخطوات متعثرة وروح متمزقة تنزف بصمت ، وصلت إلى سيارتها هنا انسابت عبراتها وارتجف جسدها كالذي اصابه حمى
بالأعلى
امسك فيروز يضغط على رسغها بعنف
-اصبري عليا بس، صدقيني هحولك حياتك لجحيم ..عقدت ذراعها وهتفت غاضبة
-ليه انا عملت ايه، ماانا كنت معاك، مالي انا بيها، يمكن كانت مراقبك ياحبيبي
دفعها بقوة حتى سقطت على الأرضية ثم انحنى يجذبها من خصلاتها
-للمرة المليون اتغابى في التعامل معاكي، حاولت اخليكي بنأدمة لكن دمك قذر وعمرك ماهتنضفي ،انتِ طالق بالتلاتة، طالق ..طالق، ضغط على كفيها. وتحدث بفحيح
-اقسم بالله لأخليكي تكرهي نفسك ، ويبقى قابليني لو اتوظفتي يامدام
قالها ثم دفعها بقوة حتى اصطدم رأسها بالمقعد ينفض كفيها كأنها عدوة
-حقييييرة صرخ بها مسرعًا خلف جنى..اعتدلت سريعا تهاتف والدتها
-ماما لازم أسافر حالا ، اتصرفي واحجزيلي اول طيارة على امريكا، جواد الألفي اكيد هيجي بسرعة ياماما..ضيقت والدتها عيناها
-ليه عملتي ايه..ابتسمت بنصر واجابتها
-بعدين، المهم لو سمحتي لازم أسافر بسرعة
❈-❈-❈
بمنزل جاسر
ترجلت من السيارة متجهة للداخل تتخبط بسيرها حتى كادت أن تسقط، لا تريد سوى الأختلاء بنفسها ، هي الآن طفلة ضائعة عاشت كابوسا مؤلمًا للغاية حتى كرهت النوم من أثره
دلفت للداخل هنا انهارت حصونها بالكامل واستسلمت لانهيارها فجثت على الأرضية ووانسابت عبراتها بخناجر الطعن والغدر ..صرخة من أعماق روحهها تلكم الأرضية وشهقات مرتفعة تقطع نياط قلبها..ولج للداخل مطأطأ الرأس وضميره يصفعه بقوة ...تحرك إليها وكأنه يتحرك على نيران تحرق أقدامه بقوة
جنى..همس بها..أزالت عبراتها ونهضت تنظر إليه بدموع الخذلان
اقترب وتحدث بنبرة متألمة :
-جنى الموضوع مش زي ماانت متخيلة ، هو
وضعت كفيها أمام وجهه وتسائلت من بين عبراتها
-سؤال واحد وبس
-إنت رجعت فيروز تاني، يعني بقت على ذمتك، اتجوزتها بعد جوازنا
-جنى اسمعيني..صاحت صارخة وكأنها تحولت للجنون
-جاوبني وبس
-رجعت فيروز لعصمتك بعد مااتجوزتني..أومأ برأسه وفتح فاهه للحديث
دفعته بقوة تحطم كل ماتطوله يداه
-كذاب ، مخادع ، واحد كذاب وخاين ..اقترب منها محاولا السيطرة على ثورتها الغاضبة
صرخت مبتعدة عنه تدفعه بكل قوة
-اتجوزتني علشان تجيب عيال، اخدت بنت عمك لنقص في مراتك، دوست على بنت عمك علشان تعيش سعيد مع حبيتك..اقتربت منه كالذي مسها مسًا جنونيا
-دبحتني ..دبحتني ياجاسر ..انت مين، رد عليا وقولي انت مين..مش معقول تبقى تربية جواد الألفي بالحقارة والندالة دي
اقترب يجز على أسنانه
-جنى..بتغلطي ..دفعت المقعد بوجهه وصرخت به
-مش عايزة اسمع صوتك، اخرص
اقترب وحاوط جسدها بذراعه
-اهدي وبطلي جنان، مفيش حاجة حصلت لدا كله
ركلته بقوة متأوه
-إياك تلمسني تاني، ابعد عني متخلنيش اكره نفسي اكتر من كدا ..دنت تغرز مقلتيها بعينيه
-هستنى من واحد زور لبنت عمه وخلاها مغتصبه،..انت ايه ورا وشك البرئ قذارة ..ودلوقتي لو ينفع اتبرأ من شخص ذيك هعملها
احس بضلوعه تتهشم وكأن أحدهم صعقه بصدره حتى تفتت عظامه
نظرت لمقلتيه وانسابت عبراتها
-اتجوزتني علشان تخلف ياجاسر، أشارت على نفسها متألمة
-تحرق قلبي علشان انت تعيش، لدرجة دي مهونتش عليك، دا العدو مكسرنيش كدا
لكمته بقوة وهي تشعر بانسحاب أنفاسها
-قولي صح ولا لأ
احس هنا بأنه طائر ذبح عنقه ولم يعد لديه القدرة على شيئا فأجابها قائلا بنبرة حزينة
-مش انت مقتنعة بكدا يبقى اه
رفعت بنيتها التي تحولت بنيران كقعر جهنم وهمست
-اه ..ارتعش جسدها وإرادت إحراقه ولكن كيف ومازال قلبها ينبض له، استدارت دون حديث فيكفي لها ماصار، تحركت بقلبًا ينتفض من الألم ..وصلت إلى غرفتها وألمًا يغزو جسدها ويحرق قلبها ..نظرت حولها بضياع وذكرياتهما هنا بذاك المكان الذي كتب عليه بنبض قلوبهما جنة عشق الجاسر
أمسكت المقعد وباقصى قوة لها دفعته بالمرآة صارخة
-كذب..كله كذب، كذاب وخاين ومخادع
ااااااهة حارقة صرخت بها تريد من الله أن يزهق روحها
ذهبت ببصرها لتلك القداحة التي توضع على الكومودو
ولم تفكر إلا بشيئا واحد وهو هروبها من تلك الحياة المأسوية لعل الله يكون رحيما بها
عند ربى
تغفو على الشازلونج امام المسبح ، تغمض عيناها وكفيها على احشائها تستمع للموسيقى..وصل إليها وعلى حين غرة حملها متجها إلى سيارته وهي تحاول الفكاك من قبضته
وضعها بالسيارة واقترب يضع محركة على أنفها حتى خارت قواها وذهبت بنومها ابتسم عليها
ثم اقترب وهي بين حالة الوعي واللا وعي
جذب رأسها يحتضن ثغرها مقتحمه بقوة ثم همس من بين أنفاسه
-ابوكي عامل عليكي كرديون من الحرس، ميعرفش اني ممكن احرق كل اللي. يقرب منك ..قالها وقام بتشغيل المحرك متجها لخارج حي الألفي
يتبع...