رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 33 - 3 الأحد 11/2/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الثالث والثلاثون
3
تم النشر يوم الأحد
11/2/2024
❈-❈-❈
ذهبت لعملها باليوم الأول وهي سعيدة أن الله استمع لدعائها وحقق لها أمنيتها بالعثور على وظيفة بعيدة كل البعد عن عائلة الفهد فقد تعبت واكتفت.
تحركت بتيه حتى تجد مكتبها فتقابلت مع إحدى الموظفات وسألتها:
-ممكن تقوليلي فين مكتب المبيعات؟
أشارت لها لمكانه، فتحركت باتجاه المكتب واستأذنت لتجد أن رئيستها بالعمل هي سيدة جميلة وصغيرة بالسن بل وتحمل بأحشائها جنينا فابتسمت فورا وهي تعرف نفسها وتمد ساعدها:
-نرمين غزال، ال Assistant بتاعة حضرتك.
بادلتها المصافحة وأشارت لتجلس:
-اهلا يا نرمين نورتي المكتب، اتفضلي اقعدي.
جلست والبسمة على وجهها واستمعت لها تتحدث فورا بعملية:
-بصي يا ستي، زي ما انتي شايفه كده أنا قربت افقص وهاخد أجازة طويلة شويه وعشان كده طلبت Assistant تشتغل معايا ﻷول مرة من ساعه ما مسكت ال Position ده.
استندت براحتيها على المكتب وأكملت:
-وعارفه اني مش هعرف اشتغل بنفس كفائتي بعد كده ﻷن هيكون معايا بيبي، فأعرفي انك في فتره اختبار عشان بعد ما أولد انتي اللي هتشيلي مسؤولية المكتب ده كله على كتفاك.
ابتسمت وأكدت لها بثقة:
-أكيد طبعا.
مسحت الأخرى على بطنها وابتسمت تهتف ساخرة:
-آه، شكلي حتى مش هحلق أدربك.
ضحكتا سويا فعادت تخبرها:
-عموما لازم تعرفي نظام الشغل عشان لو عملتها بدري أسيبلك الشغل وأنا مطمنه.
هزت نرمين رأسها بانصات:
-أهم حاجه لازم أعرفها أنتي متجوزه او مخطوبه؟
نفت بحركة من رأسها فأضافت متسائلة:
-طيب أهلك عندهم مشكله في السفر بره؟
لم تفهم تماما مغذى سؤالها فلحقتها الأخرى توضح:
-أصل شغلنا معتمد اعتماد كبير أوي على الترويج والسفر للتعاقد مع الشركات بره فعشان كده بقولك لو هيكون عندهم مشكله في السفر ألحق ألاقي حل.
صفنت قليلا تفكر في ردة فعل عائلتها عندما يعلمون بذلك وهي الأعلم بوالدها الذي لم يوافق بسفرها داخل البلاد حتى من أجل الترفيه أيام دراستها، فهل يقبل الآن بسفرها خارج البلاد وبمفردها:
-انا متحطتش في الموقف ده قبل كده فحقيقي مش عارفه إذا ممكن اهلي يوافقوا ولا ﻷ، بس عايزه اعرف لو رفضوا ده معناه إن مش هينفع أشتغل مش كده؟
نفت الاخرى فورا:
-ﻷ طبعا دي مميزات زياده للشغل بس لو مش هتقدري مفيش مشاكل هشوف حد مكانك يسافر.
انتهى عملها وعادت لمنزلها وهي تستعد لإخبار والدها بطبيعة عملها الذي علمته توا، ولكنها تفاجئت بابنة عمها جالسة تحمل صغيرتها وفارس يداعب صغيره فصاحت بتفاجئ:
-ياسمين! جيتي أمتى؟
تركت الصغيرة برفقة زوجة عمها ووقفت تحتضنها:
-نرمو، وحشتيني أوي.
مدت راحتها لمصافحة فارس فقضم أسفل شفته وهتف:
-آسف يا نرمين مبسلمش على حريم مش من محارمي.
اتسعت حدقيتها وابتسمت له وهو يضيف:
-وأنتي كمان المفروض متسلميش على رجاله بما انك التزمتي بالحجاب.
أومأت مؤيدة رأيه وعقبت:
-معاك حق، عموما حمدالله ع السلامه يا حاج فارس.
غمزت لابنة عمها حتى تلحق بها لغرفتها فحملت الأخيرة الصغيرة مجددا واستأذنت الجميع ودلفت وراءها فضحكت نرمين فورا معقبة:
-مش قادره أصدق إن اللي بره ده فارس، ايه الحلاقة الزيرو دي ؟
ضحكت فبادلتها ياسمين الضحك:
-فاجئني لما عملها بس قمر برده.
عقبت عليها الأخرى:
-بصراحه وشه منور بجد ربنا يكتبهالنا.
نظرت لياسمين بتفحص لما ترتديه من زي محتشم وغطاء للرأس يغطي معظم جسدها وسألتها:
-أنتي خلاص كده اتحجبتي؟
أومأت فأضافت الأولى مناجية ربها:
-يارب عقبال شيري هي كمان أحسن لبسها صعب أوي بجد.
جلستا تحتضنا بعضهما البعض وسألتها ياسمين:
-قوليلي الشغل الجديد كويس؟
أكدت بفرحة:
-الحمد لله الشغل حلو أوي ومديرتي عسل كمان.
ابتعدت ياسمين تنظر لها بتفاجئ:
-مديرك ست؟
أومأت وبدأت باخبارها كل ما حدث باليوم حتى وصلت معها لنقطة السفر فاوقفتها ياسمين معقبة:
-طبعا انتي عارفه عمي مستحيل يوافق، ده كان منشف ريقي عشان أحضر حفلات الجامعه اللي كنت بغني فيها وفي الأخر منعني خالص عنها، وأنتي لما بيكون في رحله كان بيرفض فتفكري ممكن يوافق دلوقتي؟
رفعت نرمين كتفيها بحيرة:
-يمكن رأيه يتغير انا مبقتش نفس البنت الصغيرة اللي خايف عليها من الذئاب البشرية، انا بقيت ست و...
قاطعتها تعلق:
-متزعليش مني يا نرمو، بس المجتمع بتاعنا بيبص للمطلقة انها سلعه سهله ورخيصة و...
قاطعتها نرمين تؤكد:
-عارفه وعشان كده مقولتش في الشركه اني مطلقة والحمد لله إن بطاقتي لسه زي ما هي آنسه، لما ابقى اغيرها ابقى ادفع الغرامه وخلاص.
ربتت ياسمين على كتفها:
-إن شاء الله حبيبي تغيريها لما ربنا يفتح قلبك لحد يستاهلك.
لا تعلم لماذا جاء بخيالها يزن بتلك اللحظة تحديدا عندما استمعت لابنة عمها فشردت لحظة وبالطبع لا يوجد من هو أقرب لها من ابنة عمها التي تفهمهما من عينيها فسألتها الأخيرة:
-سرحتي في مين يا نرمو؟
نزلت عبراتها ولكنها لم تسمح لنفسها ولا لعبراتها بالإنهزام فمسحتها فورا:
-مش قادرة أحدد أنا عايزه ايه وﻷول مرة احس اني مشتته كده، بس الحاجه الوحيدة اللي متأكده منها أني مش مستعدة ﻷي نوع من الارتباط دلوقتي خالص، بس طبعا ماما مش عطياني الفرصه وليل ونهار بتسم بدني بكلامها.
مسحت على ظهرها تواسيها:
-معلش يا نرمو، انتي عارفه طنط هدى بتحبك وبتخاف عليكي، هو آه اسلوبها غلط بس هو ده طبعها للأسف ومش بتفكر غير في سعادتك من وجهة نظرها، بس المهم إنك تتخطي كل الأزمات اللي مريتي بيها عشان تقدري تختاري صح.
بنفس الوقت جلس فارس كل هذا الوقت يداعب صغيره ولا يحاول الدخول بنقاش مع عم زوجته فهو لا زال غاضبا منه، ولكن لم تضيع هدى الفرصة لتسأله:
-مش ناويين تعملوا حفلة كده بمناسبة رجوعكم من الحج؟
ابتسمت بسمة سمجاء عندما انتبه لحديثها وسحب نفسا عميقا لاستجماع هدوءه وأجابها:
-مش حفله بالمعنى الحرفي، هنعمل عزومه نتجمع فيها عشان الفترة اللي فاتت متجمعناش بسبب المشاكل الكتير اللي حصلت.
أومأت بسعادة:
-ايوه والله وبالمرة نشوف الڤيلا الجديدة أحسن نرمين وصفتهالي وهتجنن وأشوفها.
ابتسم لها بسمة مقتضبة وسألها:
-ياسمين كل ده جوه بتعمل ايه؟
أجابت بسماجة وضحكة عالية:
-هتكون بتعمل ايه؟ أكيد قاعدة هي والتانية ماسكين ودان بعض يحكوا كل كبيره وصغيره حصلت لهم من ساعة ما سافرتوا، هم دول بيخبوا حاجه عن بعض؟
زفر بفروغ صبر وحدثها بجمود:
-طيب من فضلك ناديها كفايه كده.
أومأت وتحركت للداخل لتستدعيها فتكلم محمود أخيرا بعد أن استجمع شجاعته:
-أنت عرفت إن جلسة شادي اتحددت للنطق بالحكم؟
أومأ باقتضاب:
-عرفت طبعا وما شاء الله المحامي صاحبك مش موفر مجهوده عشان يتلاعب بالأدله، وأظن انك عرفت برده؟
أومأ له وحاول مداركة الأمر:
-كل محامي بيحاول يكسب قضيته بالشكل اللي هو شايفه.
أومأ فارس وهو زاما شفتيه وابتسم بسمة صفراء:
-طبعا بس في محامي بيستخدم القانون والأدله عشان يثبت الجريمة اللي حصلت ومحامي تاني بيزور ويفتش عن الثغرات عشان يطلع المتهم بريئ، فتفكر كده ربنا هيقف مع مين؟ ولو ربنا له حكمه إن واحد زي ده ياخد براءه فاعرف اني لو هموت مش هسيبه إلا لو اخدت حقي وحق وبنتي وحق اختي وحق مراتي وحق زين منه.
بنفس الوقت كانت ياسمين قد خرجت من غرفتها واستمعت لحديثهما معا فظلت تقف ناظرة لزوجها برجاء أن يتوقف عن تهديد عائلتها وقد رأت نظراته التي استوحشت بشكل لم تره من قبل.
اقتربت منه تمسك ساعده براحتيها وترجوه هامسة:
-يلا يا حبيبي نروح بيتنا.
انتبه لضغطه القوى على أسنانه وقبضته فتنهد بعد ان فك انعقاد جبينه ونظر لها بملامح مرتخية قليلا وأومأ لها وحمل صغيره ومعه حمل حقائب الصغيرين فتحركت صوب نرمين تحمل صغيرتها وتحركت خلفه.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية