رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 35 - 2 الخميس 22/2/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والثلاثون
2
تم النشر يوم الخميس
22/2/2024
❈-❈-❈
ضحك وهو يجيبها:
-كان لسه في الجامعة وفي نفس الوقت انشغل بالشغل في العالمية ﻷنها كانت بتقع فمكانش فاضي لحد ولا كان بيهمه حد في الوقت ده، وغير كده كان يادوب 21 سنه يعني لسه شاب هيقدر يعمل ايه، فارس اللي معانا دلوقتي ده غير فارس اللي أنا عارفه اللي كان بيكره كل العيلة ومش بيهتم بحد غير نفسه ومازن وبس.
تنهد عميقا وتابع:
-كان لينا خال عايش في النمسا تواصلنا معاه عشان يساعدنا نهرب ونروحله وطبعا بابا كان عنده نفوذ ومعارف جامدين أوي محدش عرف يساعدنا إلا لما ماما وافقت انها تفضل على ذمته وانه يزورنا في اي وقت يعوزه ووقتها سابنا نسافر وعيشنا هناك سنتين ماما كانت بتشتغل ليل نهار عشان تكون فلوس تهربنا بيها بعيد عنه.
شعرت بالأسى على حاله ومما يقصه فحاولت إخراجه من تلك الحالة التي تملكته ورأتها هي بوضوح فسألت ساخرة:
-يعني اتعلمت لغة البلد على كده في السنتين دول؟
أومأ فأضافت:
-ويا ترى النمسا اللغة بتاعتها ايه؟ نمساوي!
صدحت ضحكته الرجولية بالمكان ولم يتمالك نفسه وأجابها والضحكات عالقة بصوته وهو متأكد تمام التأكد أنها تعلم الإجابة مسبقا:
-ألماني يا نرمين، اللغة الألماني مش النمساوي سا واد يا نمس انت.
ضحكت معه فوجدته يقطع الحمام بالشوكة والسكين فنظرت له مبتسمة وهتفت ضاحكة:
-هم ولاد الناس بتاكل الحمام بالشوكة والسكينه برده؟
رمقها بنظرة متحيرة فأضافت بسخرية:
-امينه شلبايه أكيد فخوره بيك.
تجلجلت ضحكاته ولكنه انتبه للناس وهي تلتفت لهما فأطرق رأسه هامسا:
-بلاش تضحكيني الناس بتبص علينا.
غمزت له وهي تمسك فرد الحمام بيديها وتقسمه لنصفين وتبدأ بتناوله ففعل مثلها واستمع لها تسأله:
-وبعد النمسا روحتوا فين؟
أجابها وهو يمضغ الطعام:
-إيطاليا شويه والمجر وبالنهاية استقرينا في لندن لما كبرنا وبقى صعب على بابا انه يهدد ماما بينا زي عادته.
سألته متفاجئة:
-كنتوا بتسافروا ولا بتهربوا منه؟
أجابها بغصة علقت بحلقه:
-كنا بنهرب منه، في وقت من الأوقات فارس ساعدنا بالهرب، ماما تعبت وكنا محتاجين فلوس للعملية واضطرينا نبعت لعمي مراد فبابا عرف مكانا وجه ياخدنا وافتاجئت بفارس جاي قبله وأخدنا سفرنا على لندن وعمل ﻷمي العملية وساب لنا فلوس في حسابنا، ولما ماما رفضت قالها دي من ارباح اسهم الشركة ومن وقتها بقى كل فتره يبعت لنا جزء من أرباحنا ويعمل طبعا مشاكل كبيره مع بابا عشان بيخصهما منه بالعافيه، عشان كده لما المنظمة دي جت وساومتنا عشان نوقع فارس مقدرناش نعمل كده بالرغم من انهم كانوا بيهددونا بماما لأن كان له رصيد كبير عندنا بالرغم إن مكانش في بينا ود ولا تعامل.
اتسعت حدقيتها ولمعت من إعجابها بما يقصه عليها فابتسم وشرد بشرودها به وظلا هكذا ولم ينتبها حتى جاء النادل يقدم لهما كعكة مزينة على شكل قلب وهو يهنئهما:
-دي هدية بسيطة للعرسان.
حاولت أن تنفي ما ظنه النادل بهما، ولكنها اختنقت بحروفها عندما شكره يزن دون أن يصحح له الأمر وعندما ابتعد غمز لها:
-بيحسبونا عرسان، أهي حاجه بلاش كده مش هدفع تمنها أحسن فلست انهاردة.
ضحكت وهي تعلم أنه يمزح وعضت على شفتها تسأله:
-أنا مش مستعدة لسه يا يزن ومش عايزه أغلط الغلطة اللي غلطتها وقت ما سبت مازن.
استمع لها تكمل دون أن يقاطعها:
-اتعرفت على مالك ومكنتش مستعدة وحسبت إن هو هيكون الدوا للجرح اللي اتجرحته من مازن بس مقدرش أحبه وحياتي مكانتش أحسن حاجه بعيدا عن اللي حصل من أخوه.
استقام بجسده وتكلم بصوت هادئ:
-بس انا حاسس بحاجه من ناحيتك يا نرمين، انتي بتحاولي تموتيها جواكي بدل ما تكبريها.
أطرقت نظراتها أمامها معقبة:
-عشان مبقاش عندي ثقه في حكمي على الأمور، وغير كده إحنا مش مناسبين لبعض.
سألها بحدة نابعة من لهفته:
-لييييه؟ ليه مش مناسبين لبعض؟
سألته وهي تنظر له بتركيز:
-أنت اتجوزت قبل كده أو حتى ارتبطت؟
نفى فضحكت ساخرة:
-أظن من حقك تاخد بنت مسبقش لها الجواز و...
قاطعها مؤكدا:
-من حقي فعلا أخد بنت مسبقش لها الجواز، ومن حقي كمان آخد اللي قلبي اختارها مهما كانت ظروفها.
دمعت عينيها فسألها بحزن:
-طيب انتي بتعيطي ليه دلوقتي؟
أجابته وهي توبخ نفسها لإظهارها الضعف هكذا أمامه:
-أنت دلوقتي بتعمل نفس غلطة مالك، قولتله مش مستعده وهو أصر وقالي أنا هستنى وبعدها لقيت كل حاجه بتحصل بسرعة ومكنتش ملاحقه حتى أفكر و...
قاطعها عاقدا جبينه بحدة:
-أنا مقبلش تشبيهني باللي اسمه مالك ده، أولا مالك كان عارف بحبك لمازن وقبل على نفسه يدخل معاكي في علاقه وانتي قلبك لسه مش ملكك، لكن أنا متأكد إن مالك مدخلش حياتك أصلا عشان يخرج منها وبالنسبة لمازن فمش هكدب عليكي يمكن شكيت لحظات أنك لسه بتحبيه بس بعدها اتأكدت انه بقى ماضي ولا كلامي غلط؟
أومأت تؤكد:
-صح جدا، المشكلة إن كل اللي حواليا فاكرين لما بجيب سيرته أو بسأل عن حياته اني لسه بحبه، بس الحقيقة هي مجرد فضول عشان أعرف انا قصرت في ايه عشان حياتي معاه تفشل وتنجح مع غيري بس أنا مش عايزه ادخل في حوار مع عيلة الفهد.
سألها بضيق:
-ليه؟ حد ضايقك بكلامه أو لمح برفضه مثلا ولا ايه السبب؟ انا لو كان عندي مشكله مع رأيهم كنت اخدت كلام مازن بعين الاعتبار لما طلب مني ابعد عنك.
ظنت أنه يعلم بكل ما دار فعقبت:
-وعشان الكلام الكتير اللي هيدور بسبب ده وخصوصا بعد الموقف اللي حصل مع مازن وفارس جاي يقولي مازن لسه بيحبك واعترفلي بكده وهيطلق جنى منه لو انا عيزاه.
بكت رغما عنها وهي لم تلاحظ احمرار حدقتيه:
-زعلت من فارس أوي وأنا اول مره أزعل منه بجد، بس أهاني جامد أوي بكلامه وكأني خرابة بيوت وبحوم حوالين جوز اخته عشان كده انا عايزه ابعد خالص عن عيلة الفهد و...
قاطعها محتدا:
-مازن ملوش حق فيكي يا نرمين ولا فارس له دخل بالحوار ده، رأيك انتي وبس هو اللي يهمني وانا بجد رافض تماما تحطيني في مقارنه مع أي حد من العيلة لأني غيرهم كلهم.
هزت رأسها مؤكدة:
-عارفه والله وإلا مكنتش قعدت معاك وفضفضت بحرية كده.
مد راحته وتلمس خاصتها فانتفضت تبتعد عن لمساته، ولكنه أحكم قبضته عليها ونظر بعمق عينها وسألها:
-انا بحبك، ومش عايز غير أعرف إذا في جواكي اي مشاعر ليا حتى لو لسه في البداية لأني مش هقبل على نفسي أفضل أطاردك كده وانتي مش عيزاني بجد.
انتبهت لحديثه وسحبت راحتها منه بخجل وسألته متعجبة:
-تفضل تطاردني؟
أومأ وقد وقع بزلة لسانه ففهمت على الفور:
-أنت مجتش هنا صدفة صح؟
أومأ متحاشيا النظر لها فسألت:
-ياسمين ولا شيرين اللي عرفوك؟
رد مبتسما:
-لا ياسمين ولا شيرين.
تعجبت فسألته بحدة أكبر:
-مين؟ ساجد؟
نفى مجددا وسحب نفسا عميقا وطرده بتمهل وهو يجيبها:
-جدك الحاج السيد غزال.