-->

رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 1 - 3 - الجمعة 22/3/2024


قراءة أسيرة مخاوفي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أسيرة مخاوفي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن

الفصل الأول

3

تم النشر الجمعة

22/3/2024



أوقفه "حسين" مُحاولًا تهدئته من نوبة الحماس تلك التي أمتلكته مُعلقًا بمرح: 


- حيلك حيلك يا فريد واحدة واحدة، هقولك كل حاجة أهو، دي يا سيدى أسمها سيلا وتبقى بنت أخويا. 


ضيق "فريد" ما بين حاجبيه باستنكار مُعفبًا باستفسار: 


- أول مرة أعرف إن ليك أخ يا حسين!! 


أومأ له "حسين" بالموافقه مُجيبًا ببعض من الحزن: 


- أخويا حسام الله يرحمه، ميت بقاله ٣ سنين أهو وعنده بنتين وولد. 


شعر "فريد" بالأسئ عليهم وعزم على أن يكون لها مثل والدها ليُردف بحزن: 


- الله يرحمه، طب والبنت عندعا كام سنة وخريجة إيه ويا ترى هتوافق؟ 


حمحم "حسين" بحرج وهو يشعر بقليل من الارتباك مُردفا بتردد: 


- لا هى لسه معهاش كلية، عندها ١٨ سنة. 


نهض "فريد" من مكانه وعلامات الصدمة قد سيطرت على ملامحه وصاح بوجه "حسين" مُردفا بإنفعال: 


- أيه اللي أنت بتقوله ده يا حسين! أنت أتجننت ولا إيه! دي لسه صغيرة جدًا، دي قد مريم بنتي، مريم اللي بينها وبين يوسف عشر سنين وبتقوله يا أبيه، أجوز أبني لبنت صغيرة كده أزاي يعني؟ 


حاول "حسين" تهدئة صديقه مُحاولًا إقناعه بالأمر مُردفًا بهدوء: 


- يا فريد أفهم دي هيربيها على إيده وهتبقى خام يعرفها اللي هو عايز يعرفهولها، وميعرفهاش اللي هو عايزه ومش هتعمل مشاكل كل شويه، رايح فين وجي منين وهتعمل إيه والكلام الفارغ اللي كلنا بنكره ده، وأهي مراته قدام الناس ويمكن لما يتجوز يرتاح وتقدر تقرب منه وتشغلوا عن السهر والكلام الفاضي ده، وخصوصا إن البت حلوة أوي وهتعجبه. 


شعر "فريد" بقليل من الاقناع بسبب أسلوب "حسين" وحلوله المُغرية، ولكنه يشعر بعدم الرضاء الكامل لهتف باستفسار: 


- طب حتى لو أنا وافقت، هل البنت أو وولدتها هتوافق! 


ابتسم "حسين" مُحاولا إقناعه بشكل كلي مُعلقًا بثقة: 


- أمها أكيد مش هتكره إنها تفرح ببنتها، مفيش أم مش بتحلم تطمن على بنتها يا فريد. 


أقتنع "فريد" بحديثه، ولكنه لم يكن يريد أن يظلم الفتاة ليُردف باصرار: 


- عندك حق بس بردو لازم البنت توافق، شوف الدنيا عندك هتبقى عاملة أزاي وأنا هشوفه وأرد عليك وربنا يتمم بخير. 


جلس كلًا منهما يُفكر فى ردة فعل كلًا منهما عند سماع ذلك الخبر وماذا سيكون قرارهم، "فريد" يريد أن يطمئن على إبنه وإرجاعة عما يفعله، ويظن إنه إذا تزوج ربما يتغير ولو قليلًا عند تحمل مسؤلية الزواج، ولكنه أيضا لا يريد أن يظلم الفتاة ولهذا سيبذل قصاري جهده حتى لا يتم ظلمها. 


أما عن "حسين" فهو كل ما يهمه هو إستمرار شركاته مع "فريد" وذلك حتى لو على حساب إبنة أخيه، فمصلحته فوق كل شيء، ما يشغل تفكيره الأن هو كيف سيجعل والدتها توافق! أو بالأحرى كيف سيجبرها على ذلك؟ 


❈-❈-❈ 


فى المساء كان "حسين" جالسًا مع زوجته "هدى" يتحدثان فيما دار بينه وبين "فريد" فى الشركة والعرض الذي عرضه عليه، لتُصعق "هدى" مما سمعته منه وشعرت بالشفقة على "سيلا"، لتصيح فيه بغضب وانزعاج مُردفة بحدة: 


- وليه عملت كده يا حسين حرام عليك، البنت صغيرة لسه وعندها طموح كبير فى التعليم، وأكيد لسه متعرفش يعني إيه جواز أو مسؤلية، وبعدين بصراحة كده انا كنت حاطه عيني عليها لـ عمر لما يعقل شويه وتكون هي كمان خلصت ولو سنتين من كليتها، ليه تروح أنت تعمل كده؟ 


زفر "حسين" بضيق ثم صاح فى وجهها مُفسرا لها الأمر مُعقبًا بحدة: 


- يووووه، أومال كنتي عايزاني أعمل إيه؟ لو فريد صفا شغله هنا فى مصر وسافر أنا هروح فى داهية، وبعدين تشيل هي شوية من اللي عليهم بقى، من ساعه ما أبوها مات وأنا شايلهم حتى الشقة مكنوش يحلموا بيها وبالنسبة لأبنك نبقى ناخدله سيليا، مهي حلوة هي كمان. 


أتسعت عيني "هدى" بصدمة وصاحت بوجه بمزيد من الغضب والانفعال: 


- سيليا مين يا حسين أنت أتهبلت! وبعدين أنت يعني عشان مقعدهم فى شقتك تقوم تدفعها هي التمن، وهي يا قلب أمها لسه عندها حلم عايزه تحققه، دي كانت بتكلمني النهاردة والدنيا مش سيعاها إنها جابت مجموع كبير فى الثانوية العامة وقالتلي أفرحك، حرام عليك كده، ومعني كلامك كمان إن الواد ده بايظ يعني البنت هتتبهدل معاه أوي، دي لو بنتك هتعمل فيها كده؟ 


نهض "حسين" من مقعده زاجرًا إياها بغضب مُردفا بحزم: 


- بقولك أيه يا هدى أنا غلطان إني ببلغك بحاجة أصلًا، أنا أخدت قرار وهنفذه وأديت الراجل كلمه وبالنسبة لسنها عادي ما أهلينا زمان كلهم كانوا بيتجوزوا صغيرين وأصغر من كده بكتير كمان مفهاش حاجة، وبالنسبه لبوظان الولد عادي كل الشباب كده حتى أبنك، وأنا قررت وخلاص بكره هروح أقول لزينات عشان تجهزها، وفى مسافة شهر سيلا هتتجوز يوسف. 


❈-❈-❈ 


كانت جالسة مع والدتها وشقيقتها يُشاهدون التلفاز، منزل هادئ وعائلته صغيرة وأمًا أحتضنت أبنائها بعد موت والدهم، ولكن لماذا لا يستمر هذا الهدوء؟ الأجابه لأن هناك إناسًا لا يهمهم إلا مصلحتهم فى المقام الأول، يمكن أن يقدموا الكثير من المساعدات، ولكن دائما ما يطلبون المقابل لهذا، وحلم هذه الفتاة المسكينه هو الثمن. 


شعرت "سيلا" بشعورا غريب لم تستطيع أن تُحدد سببه لتهتف موجهة حديثها نحو والدتها مُرددة بضيق صدر: 


- ماما أنا حسيت مرة واحدة كده بخنقه وكأن قلبي أتقبض، مش عارفه ليه حاسة كأن حاجه وحشة هتحصل. 


شعرت "زينات" بالقلق على أبنتها، ولكنها حاولت إخفائه وتطمئنها حتى لا تشعر بالفزع مُردفة بتمني: 


- أعوذ بالله أستعيذي بالله يا بنتي خير إن شاء الله، تلاقيه إرهاق بس عشان لسه مخلصه إمتحانات وكانت أعصابك مشدوده عشان النتيجه، أدخلي نامي وأستريحي دلوقتي. 


وأفقتها "سيلا" الرأى وشعرت بحاجتها فعلًا إلى الراحة، لتنهض من مكانها وتحتضن والدتها وهتفت بنعاس: 


- عندك حق يا ماما، أنا هدخل أنام بقى لأني فعلا محتاجة أنام، تصبحوا على خير. 


بأدلتها "زينات" العناق وأردفت بحب: 


- وأنتي من أهله يا حبيبة قلبي. 


❈-❈-❈


كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل، كان "يوسف" كعادته عائدًا من إحدى سهراته ساكرًا يتمايل بعدم إتزان ورؤيته مشوشة أيضًا، كان صاعدًا إلى غرفته ولكن أوقفه صوت والده الذى صاح بحدة وحزم: 


- أستنى يا يوسف. 


أغمض "يوسف" عينيه بانزعاج وحنق وهو يلتف ليصبح فى مواجهة والده مُجيبًا بنبرة تفتقر الاحترام: 


- أفندم! 


شعر "فريد" بالغضب من وقاحة أبنه ومن تلك الثمالة الواضحة عليه وأيضا المُفسرة من أين هو أتًا، ليصيح فيه زاجرًا إياه مُردفًا بحدة واستفسار: 


- أنت سكران يا بيه؟ 


تنهد "يوسف" بنفاذ صبر وعدم رغبة فى الحديث ليُجيب بتأفف وحنق: 


- لو سمحت أنا تعبان وعايز أطلع أرتاح شويه وبكره نبقى نتكلم و... 


قاطعه "فريد" بحدة مانعًا إياه من تكملة حديثه مُردفًا بحزم: 


- لا بكره ولا بعده هنتكلم دلوقتي يا يوسف، فوقلي كده عشان مش هعيد كلامي مرة تانيه، أنا جبتلك عروسة وفرحك عليها بعد عشر أيام من النهاردة.


وقعت هذة الكلمات على مسامع "يوسف" مثل الصاعقة وجعلته يفيق من تلك الثمالة وكأنه لم يتذوق تلك الخمور قط، هو لا يعترف بفكرة الزواج أو بطريقة أوضح يكره فكرة الزواج ويرتعب منها، لأنه لم يرَ أهم علاقة زواج فى حياته ناجحة، بل تدمر زواج والده ووالدته وهو من دفع الثمن وحده. 


إنه ضحية تلك العلاقة الفاشلة التي تُسمى زواج، ولكنه لن يخوض تلك التجربة مرة أخرى، علق "يوسف" بدهشة مُستفسرًا عما يقوله والده مُردفا باستنكار: 


- نعم! جواز مين بالظبط؟


الصفحة التالية