رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 30 - 3 - الأحد 26/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثلاثون
3
تم النشر الأحد
26/5/2024
بمنزل صهيب
جلست بجوار والدها تحتضن كفيه
-لسة حاسس بتعب
ابتعد ببصره عنها يسحب كفيه
-أنا كويس وعايز انام
توقفت تطالعه بصمت للحظات ثم تحدثت:
-بابا أنا هفضل مُصرة على رأيي، لازم اختار حياتي انا، حياة جنى اللي الكل بيتحكم فيها، انا تعبت كفاية بقى اللي بتعملوه فيا
اقتربت من والدها وانسابت عبراتها رغمًا عنها
-متفكرش ان بنتك مرتاحة وسعيدة، بالعكس اللي قدامك دي بتحاول توقف وتسند نفسها، اتحديت نفسي مش علشان حاجة من اللي حضرتك قولتها علشان ابني جنى من حطام اجبرتوه عليها
وضعت كفيها على صدرها وحاورته بعينين باكيتين
-قلبي مش ملك حد غيره، ومهما تعمل وتحاول معايا خلاص حياتي انتهت على كدا يابابا، أنا مبقتش لاقية جنى البريئة اللي مكنتش عايزة غير حبيبها، حضرتك اتحكمت وهو نفذ
اعتدلت تزيل عبراتها واسترسلت بقلبًا بات خاويًا من النبض:
-حاضر يابابا وعد هعملك اللي حضرتك عايزه وهبعد عنه بس دا علشاني في الأول لأنه كسرني لما ضعف قدامك انت وعمو، كان نفسي يختارني انا
بس طلعت عبيطة، ماهو اكيد هيختاركوا، ماهو أنا حظي كدا لازم اكون التانية في كل حاجة
امسك كفيها واحتضنهم يربت عليهما بحنو ابوي وتحدث بهدوء :
-حبيبتي افهميني انا مش عايز ضعفك دا، عايزك تكوني قوية ، جنى حبك لجاسر لغى شخصيتك، فيه واحدة عاقلة تبقى عارفة جوزها كدا وترضى
تنهد بعمق ورفع عيناه الحزينة إليها:
-جاسر غالي عليا قوي دا ابني التاني، بس عمره ما هيكون في غلاوتك حبيبتي ، وانا شايف علاقتكم مريضة وأنتِ متضررة اكتر
أزالت عبراتها تهز رأسها قائلة:
-خلاص يابابا، الكلام مبقلوش لازمة، انا قررت ومش عايزة اسافر غير برضاك طبعًا، سبني ارتاح لو سمحت
-برضو ياجنى، لسة مصرة على السفر
اومأت له قائلة بتأكيد:
-اسبوع كمان يابابا، لولا تعب حضرتك، وطبعا طنط مليكة لما عرفت زعلت قوي، وأنا على قد مش عايزة احضر، لكن لازم منه
اومأ متفهمًا وغمغم يروادها
-طب وجاسر؟!
ابتسامة ساخرة تجلت على شفتيها قائلة:
-ماله؟!
لو قصدك أنه بيحاول يرجعني تبقى غلطان ، أنا كمان مبقاش ليا نفس احارب علشان شخص رماني
-بس هو مارمكيش، هو عمل اللي انطلب منه
طلعت والدها مستنكرة حديثه، فعقبت بتردد :
-قصدك عمل اللي حضرتك هددته بيه؟!..ولا علشان ضعفه واول حل ريح الجميع غيري ..هو مفكرش فيا ، ودا في حد ذاته سقط في نظري
هز رأسه رافضا حديثها:
-علشان خايف عليكي ..استدارت متحركة للخارج بعدما وجدت لا جدوى من حديثهما:
-آسفة عندي ميعاد بعد إذنك
جنى!!
توقفت على بُعد بعض الخطوات منتظرة حديثه، حمحم بصوت مجهد
-هتعملي ايه لو حاول يرجعك!!
استدارت تنظر إليه بذهول فهمست بتقطع :
-متخافش يابابا، بينا اسوار كتيرة عايزة سنين ..قالتها وتحركت للخارج سريعًا، قابلتها نهى تضمها لأحضانها بعدما استمعت لحديثهما :
-بابا خايف عليكي حبيبتي
وضعت رأسها بأحضانها تبكي بشهقات
-أنا تعبانة ياماما، بحاول اكون قوية بس انا ضعيفة قوي، امبارح قابلته عند عمو جواد
خرجت من أحضان والدتها وانسابت عبراتها بقوة تشير على قلبها:
-قوليلي ياماما هفضل اتعذب كدا، هيفضل في قلبي بالطريقة دي، قوليلي على حاجة تكرهني فيه ياماما ،، رغم اللي عمله ولكن لسة بحبه، بحبه قوي
مسحت نهى دموعها تحتضن وجهها
-لو أي ام مكاني هتقولك دوسي على قلبك علشان كرامتك، بس انا مش هقولك كدا، علشان عارفة ومتأكدة أنه بيتعذب زيك كدا، روحيله ياجنى، بلاش تبني اسوار اكتر من كدا يابنتي، بكرة تندمي، ابوكي مش قادر يعرف أن حبك صافي مش مرضي زي ماهو فاكر
-نهى!!..صاح بها صهيب الذي خرج من غرفته ليخرج لإستنشاق بعض الهواء ولكنه ذهل من حديث زوجته
تراجعت نهى تنظر الى ابنتها ثم توجهت إلى صهيب:
-قبل ماتتكلم انا ام ياصهيب ومش مرتاحة، عجبك قعدتها في بيت لوحدها ، على الأقل مع جاسر بكون مرتاحة
-اقترب منها يرمقها بنظرات مبهمة ثم اتجه الى ابنته
-أنا اه طلبت منه الطلاق وهو وافق ومتمسكش بيكي، ولو راضية بإنعدام كرامتك اسمعي كلام والدتك ...قالها وتحرك للخارج دون حديث آخر
جمعت اشيائها وتحركت بعد تقبيل والدتها
بعد شهر آخر وخاصة اليوم المقرر بحفل خطوبة تقى ابنة حازم ومالك المنشاوي ..
هبطت للأسفل، توقف يحتضنها
-صباح الورد
هزت رأسها مبتسمة ولفت ذراعيها حول خصره:
-صباح الورد ياحبيبي
نظرت حولها تبحث عن ربى فتسائلت:
-هي ربى مجتش معاك!!
سحبها من كفيها متحركًا للأريكة وتحدث:
-لا ياقلبي، بتجهز علشان خطوبة تقى، وغنى جت والبيت فيه دوشة
اومأت متفهمة ، فركت كفيها فاحتواهما متسائلًا:
-النهاردة هنتكلم جد بقى مش كدا
اومأت له قائلة:
-طبعا حبيبي..
رفع ذقنها ينظر لعيناها
-باقي اسبوع في عدتك عارفة معنى الكلام دا ايه!!
هزت كتفها وضغطت على شفتيها حتى لاتنساب عبراتها
-عز الموضوع انتهى خلاص، وانت قولت بعتلك ورقة الطلاق، يعني باعني قوي ياعز، مبقتش عايزة اتوجع خلاص
-وانتِ كدا مش موجوعة ياجنى، مرر أنامله على خصلاتها
-حبيبتي لازم تعرفي عايزة ايه قبل ماعدتك تخلص
ابتلعت غصة بحلقها ثم قالت بتجمد:
-أكيد بتهزر، عايز مني أنا اللي ارجعله ياعز، ..سحبت نفسًا متنهدة وهتفت
-أنا قررت بعد الخطوبة اسافر وابني حياتي وقولت كدا لبابا.
-وبابا وافق؟!..تسائل بها عز
-وبابا يرفض ليه بس، بدل هكون مرتاحة، المهم سيبك مني وقولي
اخبارك ايه مع ربى؟!
توقف يشير إليها بيديه:
-قومي اجهزي، العيلة كلها متجمعة مينفعش متكونيش موجودة وكمان فارس هيوصل بعد ساعتين
توقفت أمامه :
-مش عايزة احضر ينفع
احتوى كتفيها ورد مستنكرًا:
-لا ماينفعش ، لازم تكوني موجودة، ومش بس كدا، لازم تظهري للكل انك قوية ومفيش حاجة تهزك
-مش هقدر ياعز صدقني، انا مش قوية زي مابتحاول تقنع نفسك
-جنى اختي مش ضعيفة، وهتحضر الفرح وهي سعيدة وقوية
-حاضر ياعز هحضر علشان أبين لبابا اني مش مريضة بحب جاسر ...قالتها مع دمعة غادرة انبثقت من عينيها
❈-❈-❈
أزال دموعها بحنو
-أنا كنت مع جاسر امبارح..رفعت نظرها تنتظر حديثه بشق الأنفس
ضمها لأحضانه حزينا على حالهما متذكرًا حديثه منذ يومين:
-جنى عاملة ايه ياعز
امسك ثمرة التفاح وبدأ يلوكها بهدوء دون اجابه..
-بسألك على فكرة..
رمقه عز متسائلاً:
-عايز من جنى ايه ياجاسر، مش انت طلقتها وارتحت، بتسأل عليها ليه
تسطح على الفراش واغمض عيناه وشعور الاشتياق يحرق روحه فهتف له:
-كلمها ياعز عايز اسمع صوتها وحشتني قوي لدرجة عايز اقوم ارحلها حالا، لولا وعدي لعمي صدقني هقوم ارحلها
شعر بنغزة أصابت قلبه من نبرة صوته الحزين ، امسك هاتفه وقام بمهاتفتها
كانت غافية استيقظت فأمسكت الهاتف وأجابت بصوت متحشرج من النوم
-زيزو ..عامل ايه حبيبي !!
اقترب جاسر يخطف الهاتف من ايدي عز يستمع لصوتها الذي جعل قلبه كالفراشة، أشار لعز بالحديث
-عاملة ايه ياجنجون واخبار البنت اللي جات تساعدك في البيت ياقلبي
اعتدلت من نومها وأجابته:
-كويسة حبيبي ، زُرت بابا في المستشفى ولا لا
-اه ياقلبي، قوليلي اخبارك ايه ، وناويتي تسافري امتى ؟!
اعتدلت تنظر بساعتها
-الساعة اتناشر، قوم نام علشان شغلك، انا هقوم اصلي القيام واقعد ارسم شوية وبكرة نتقابل
أشار له جاسر بمواصلة الحديث وأشار على كاميرا الهاتف
-جنجون افتحي الكاميرا عايز اشوفك واطمن عليكي ..ابتسمت تجمع خصلاتها وفتحت الكاميرا
-كدا اطمنت، ابتسم يشير إليها فهتف:
-صح النوم ياكسلانة، رفع نظره لجاسر الصامت يستمع إليها بدقات قلبه العنيفة، جذبت مأزرها تهاتفه:
-اطمنت عليا قوم بقى نام..صمتت للحظة تدقق النظر بصورته، فهمست بتقطع :
-إنت في اوضة جاسر ليه؟!
صمت مذهولا يطالع جاسر الذي ابتسم ساخرا عليه، فجذب الهاتف من كفيه
-جاي ياخدني بحضنه ياجنجون
ارتفعت دقاتها بعنف حتى شعرت بإصابتها بذبحة صدرية وهي تراه أمامها بتلك الهيئة، ذهب بصرها لإصابة ذراعه
-جاسر دراعك ماله ..لمس ذراعيه قائلاً
-مفيش نمت نومة غلط
توقفت ناسية ماترتديه أمام أبصاره التي اخترقت جسدها يرسم تفاصيلها قائلة:
-اتصبت ازاي ؟!
حمحم عز وهو يجذب الهاتف من كفيه
-روحي صلي ياقلبي ومتنسيش تقفلي التكييف هدومك خفيفة...قالها عز بمغزى
هنا فاقت تنظر لنفسها بصدمة، فأغلقت الهاتف سريعًا
عند جاسر تسطح يشير لعز بنبرة باردة:
-قوم روح عايز انام
رفع حاجبه ساخرًا:
-دلوقتي عايز تنام...ربت على كتفه بقوة
-ناوي على ايه، بابا لسة مفكر انك بعت ورقة طلاق جنى
أغمض عيناه يهز كتفه
-لو قولتلك مش عارف هتصدق
-لا ..قالها عز وهو يجذبه يعدل من جلوسه
-جاسر باقي اسبوع وشهور العدة تخلص ولسة مرجعتهاش، خلاص كدا ناوي فعلا تطلقها وتبعد عنها، هتقدر
وضع كفيه خلف عنقه وأجابه
-مش عايز ازعل باباك، جحظت أعين عز، فدنى منه يلكزه بكتفه:
-أكيد بضايقني، امال بجسده يستند على فراشه ونظر لداخل مقلتيه:
-طب ليه حوار الطلاق المزيف دا، وليه تتصل بيها وتشوفها كدا لما ناوي تطلقها
-نعم طلاق مزيف؟! قالها جاسر بإستنكار
اومأ عز برأسه واستطرد قائلاً:
-اومال ايه ياحضرة الظابط، طب ليه قولتلي أفهم بابا انك بعت ورقة طلاق جنى عندي في المكتب
اعتدل جالسًا وأجابه بفظاظة:
-ممكن تسبني عايز انام، ياله روح لمراتك وابنك
اعتدل عز يهز رأسه مغمغمًا برفض:
-خايف لتخسر يابن عمي، انت مشفتش جنى دلوقتي عاملة ازاي، ولا سيرتك عندها بقت ازاي
أشار له بالخروج
-عز ابنك بيعيط ياله شوفه ..تحرك عز يسبه، ابتسم جاسر ساخرًا
-اهبل قال متعرفش سيرتك عند جنى، امسك هاتفه يضغط على شفتيه
-هشوف سيرتي عند جنجون ايه