-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 36 - 6 - الأربعاء 26/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل السادس والثلاثون

6

تم النشر الأربعاء

26/6/2024 

مرت عدة ساعات فتحت عاليا عيناها على صوت ابنتها، اعتدلت تبحث عنها وجدته جالسًا على الأريكة ويحاول تهدئتها ..جلست تشير إليه 

-هاتها شكلها جعان، وأسأل طنط غزل اكلها ايه ..اقترب منها يضعها بهدوء بأحضانها..رفعت رأسها تنتظر منه أي حديث، تلاقت النظرات بحديث عتاب لكل منهما ..حمحم متراجع 

-ماما نايمة دلوقتي ، استني أشوف في كدا في الصفحات الخاصة ب البيبي ..ظلت تهدهد بها بحنان أموي 


أشارت لتلك الببرونة 

-هات دي ياياسين، شوفت طنط غزل كانت بتشربها منها..اومأ لها وجلبها ، تأوهت متألمة عندما تحركت من مكانها، جلس بجوارها وحاوطها بذراعه

-على مهلك ..هاتيها لما تقعدي كويس، حمل ابنته بذراع وحاوط جسدها بالآخر..وضعت رأسها على كتفه رغمًا عنها واضعة كفيها على بطنها:


-بطني بتوجعني قوي، كنت عايزة أشوف ربى تقولي سبب الألم دا ايه 


وضع البنت بأحضانها 

-سمي الله ياله ورضعيها، علشان تسكت صوتها عالي هتصحي اللي في البيت، تبسمت على حديثه، رفعت رأسها مثلما أخبرتها غزل وبدأت تطعمها من تلك الببرونة ..ثقلت رأسها فوضعتها فوق أكتافه مرة أخرى ،ضمها بقوة لأحضانه يضع رأسه فوق رأسها:

-خفت عليكي النهاردة قوي، أغمضت عيناها وشعور الراحة يغمرها فرفعت رأسها وهمست له:

-الكلام اللي سمعته مش زي ماانت مفكر..صمت منتظر باقي حديثها

-خالد طلع من السجن، وزي ماانت عارف بعد وفاة عمي ، خالد ضغط على أخته، وهددها أنها تسيب خطيبها ، 

نظرت لأبنتها التي غفت، فحملتها على صدرها وهو مازال محاوط جسدها فتسائل:

-حاسة بإيه ياعاليا وهي في حضنك كدا ...انسابت عبرة رغمًا عنها تهز رأسها وبصوت مكتوم 

-إحساس حلو قوي ياياسين، رفعت زروقيتها لعيناه 

-إنت سمتها رسيل ليه، اوعى يكون دي حب قديم ...لاحت ابتسامة لاعوب على وجهه فاقترب من رأسها وبنبرة خافتة:

-هتعملي ايه لو حب قديم 

-هغيره..أجابته سريعا وذهبت ببصرها بعيدًا عن محاصرته وأنفاسه الحارة..رفع أنامله يدير رأسها إليه:

-مكملتيش ليه قولتي لبنت عمك كدا، انا حاسس ورا كلامك دا حاجة

هزت رأسها وأجابته ببكاء 

-خفت عليك، خالد بيدور وراك وبعتلي صور كتير وانت في كل مكان، كنت عايزة أوصله انك مش فارق معايا، بنت عمي مالهاش ذنب دي ضعيفة وهي غصب عنها بتحاول تهرب منه علشان كدا راحت عند ماما وحاولت تعرف اخباري علشان تقوله


كثرت دموعها تزيلها كالاطفال 

-ماما كلمتني قبل مايبعت لي صورك وخوفتني منه، وبعد كدا بدأ يضغط عليا وطلب أطلق منك بعد الولادة، واسبلك الطفلة، ياإما يموتك ..شهقة خرجت من فمها :

-والله خفت وكله كان مجرد كلام، ومن حظي السئ انك سمعته 


انتفض من مكانه بزعر، يكور قبضته حتى ظهرت عروقه يلكمها بقوة بالجدار:

-لأمتى ياعاليا هتحسسيني اني جوزك، حشرة زي دا ، دا انا أفعصه برجلي 

نهضت من مكانها تتشبث بذراعه

-ياسين الله يخليك بلاش توجع قلبي عليك، شوية الفلوس دي أنا مش عايزاه، دا كلب هو عايز نصيبي في ملك ابويا ، ياخده ويبعد عني، عايزة اعيش لبنتي وبس ..حاوطت ذراعيه ورفعت عيناها تترجاه

-دا واحد مجرم علشان خاطري ابعد 


-خايفة عليا ياعاليا !!

هزت رأسها وبكت بصوت مرتفع تضع رأسها بصدره

-آه خايفة عليك مش جوزي ومن حقي اخاف عليك، ولا انت مش شايف من حقي اخاف عليك ياحضرة الظابط..ضمها يسحقها بأحضانه هامسًا لها:

- لا ياروحي حقك ونص واكتر كمان، أنا أقدر أقول لبلقستي حاجة وبعدين يامجنونة، خالد مين دا اللي تخافي منه، لولا باباكي كنت خليته يعفن في السجن، لكن باباكي اللي ضغط عليا أطلعه بعد كام شهر 

رفعت رأسها إليه فأزال دموعها بحنان

-دا حقير قوي ياياسين، لعب بمشاعري وشربني عصير مخدر وصورني الصور اللي وصلتك 


شعر بإنكسار ضلوعه، وكأن أحدهم غرز صدره بخنجر ، ضغط على كتفها بقوة وكأنه فقد السيطرة على غضبه، فاق على صوتها المتألم ..فتراجع معتذرًا 


-آسف ياعاليا، متخافيش منه، ومش عايزك تخبي عليا حاجة بعد كدا، مش انا جوزك زي ماقولتي يبقى ياريت لو سمحتي متخبيش حاجة 


تراجعت بجسدها بعض الخطوات ونظرت بكل الاتجاهات تبتعد عن نظراته متسائلة:

-ياسين إنت لسة بتحب ليليان، لو بتحبها احنا ممكن نفترق عادي وصدقني بنتك مش هبعدها عنك ، كتر خيرك على اللي عملته معايا 


انحنى ليخرصها بطريقته محتضن تلك الشفاة الشهية لتذوقها بلذة .. لأول مرة يقتطف قبلته هنا بشعور آخر عن  المرة السابقة..انقطعت أنفاسها لتستند على جسده حينما شعرت بتراخي ساقيها التي اصبحت كالهلام 


-كل سنة وإنتِ طيبة يابلقيسة حياتي 

اخفضت رأسها خجلًا وتوردت وجنتيها من قبلته ..رفع ذقنها وقهقه عليها 

-فين بلقيس ام أربعة وأربعين لسان 


توترت من قربه وكفيه الذي يتحرك بحرية على جسدها 

-ياسين بتعمل ايه، ابعد كدا 

قربها من رأسها يضع جبينه فوق خاصتها:

-أجمل ياسين بسمعها من التوت اللي عايز يتاكل دا 

قشعريرة لذيذة سارت بجسدها من قربه وأنفاسه التي ضربت وجنتيها ، ابتلعت ريقها بصعوبة

-وسع بقى انت ماسكني كدا ليه..سحب كفيها متجهًا لفراشهما 

-تعالي ننام شوية قبل مابلقيس الصغيرة تصحى 

لكمته بصدره وافلتت ضحكة ناعمة اذهبت المتبقي من سيطرته فتحدث بصعوبة:

-عاليا عايز انام ، لاحظي قلبي ضعيف على الدلع دا 

توقفت عن الحركة وتحدثت بنبرة متقطعة:

-ماجاوبتش ياياسين انت لسة بتحب ليليان ..استدار يطالعها بصمت ثم اقترب يسحب كفيها وتمدد على الفراش 

-تعالي وانا هحكي لك كل حاجة 



بالغرفة المجاورة استيقظت على صوت ابنها، نهضت ببطئ تجذب روبها لتتحرك ببطئ كي لا تيقظ طفلها ..وصلت إلى فراشها تضمه 

-ايه حبيبي مالك..صفق بيديه 

-بابا بابا..ظل يرددها ، شعر بمن يحاوط جسدها من الخلف 

-صباح الخير ياحبيبي ..نظرت إليه مبتسمة 

-عيد سعيد حبيبي ، جذب منها الطفل

-ايهم باشا صاحي وعامل دوشة ليه 


حمله واحتضن زوجته متجهًا إلى الأريكة، جلس عليها وأجلسها بجواره 

-حبيبة قلبي مالك 

-معرفش ياعز معدتي وجعاني، شكلي اخدت برد 

طبع قبلة مطولة على جبينها

-قومي خدي شاور دافي، ممكن يكون المكيف، وأنا هاكل ايهم 

أومأت وتوقفت متحركة للداخل 



مرت الايام سريعًا إلى أن جاء حفل السبوع لأميرة قلب والديها، زينت حديقة الألفي بالألعاب الطفولية، والأغاني الخاصة بتلك المناسبات، بالأعلى انتهت من زينتها واتجهت تحمل طفلتها إلى غرفة جواد ..طرقت على باب الغرفة 

-نٓانٓا احنا خلصنا لبس وحضرتك اللي هتنزلي بيا 

اقتربت غزل بعدما ارتدت حجابها، وقامت بتلبيسها تلك الفلكلورية 

-ايه دا ياطنط غزل ..انحنت تقبل جبينها:

-اسكتي يابت دي خرزة زرقة من العيون زي عيونها كدا، بسم الله ماشاء الله على جميل تيتا ياقلبي عليها، ماشاء الله عليها وعلى مسك بنت أوس واخدين عيونكم انتوا الاتنين واحدة عينها زتوني والتانية زرقة ينفع كدا هتخلو الشباب يعملو مصايب 

ضحكت عاليا حتى وصل إليها 

-ايه يامدام مفيش حد قالك صوت الست عورة ، وبعدين صوتك وحش وطي صوتك


جحظت عيناها تنظر إليه بذهول 

-أنا صوتي عالي ووحش ياياسين

وزعت غزل نظراتها عليهما مبتسمة 


مرت عدة شهور والوضع هادئ بحي الألفي ..ذات مساءٍ عاد جاسر من عمله يبحث عنها في أرجاء جناحه، هبط للأسفل يسأل والدته 

-ماما جنى فين؟!

خرجت ربى تحمل طبقًا من الحلويات 

-مراتك في بيت ابوها، وقبل ماتسأل شوف حضرتك عملت ايه ، وبلاش تزعل عمو صهيب منك 


اقترب يجذب منها مابيديها

-ارحمي نفسك يابت بقيتي شبه الكورة 


رفعت حاجبها ساخرة :

-لا والله روح ياحبيبي شوف مراتك اللي بقى ليل نهار مش وراها غير الأكل



 ❈-❈-❈


تحرك إلى منزل عمه قائلًا:

-مفيش ورا الستات غير اللوك لوك 

وصل بعد قليل 

قابلته نهى على باب المنزل وهي تغادره

-جاسر!!

رجعت امتى..اجابها ونظراته على المنزل 

-لسة راجع ..جنى فوق 


أومأت له ..وشردت كيف لها أن تخرج وتتركها قبل عودة صهيب ..فاقت على سؤاله:

-حضرتك خارجة ولا إيه ؟!

هزت راسها واجابته

-أيوة رايحة مشوار ومش هتأخر، 

اومأ لها موافقًا 

-تمام مفيش حد هنا، عمو صهيب وعز وفارس مش موجودين 

-لا ياحبيبي محدش لسة راجع، 

خطى للأعلى وهو يطلق صفيرًا..وابتسم ساخرا 

-لا قلبك جمد يابنت صهيب، هز رأسه ضاحكًا:

-هبلة مفكرة نفسها بتستخبى، دلف للداخل وجدها تخرج من مرحاضها بثيابها الخاصة وتقوم بتجفيف خصلاتها ..اقترب من وقوفها وتوقف خلفها ينظر إليها بنظرات اختراقية 

-تؤ تؤ ..ياحرام شكلك بقى وحش قوي، بقيتي زي البطيخة، بس بطيخة قرعة 

ألقت المنشفة بوجهه

-اهلا حضرتك شرفت ..جلس على الفراش ومازالت نظراته عليها 

- تعالي هنا ازاي تخرجي من البيت بدون  اذني 

دلفت إلى غرفة ثيابها تحمل بيديها منامة فضفاضة 

-آه ..صح لا ياحبيبي دا كان فيه منه وخلص ، يعني انا حرة اروح المكان اللي يعجبني في الوقت اللي يعجبني 

توقف يضغط على شفتيه، ثم تحرك إليها يطلق صفيرًا 

ارتجف جسدها من اقترابه 

-مالك بتعمل ليه كدا..دفعها بقوة حتى سقطت على الفراش متأوهه تحتضن احشائها 

-ياخربيتك هتسقطني ..امال بجسده يحاوطها بجسده 

-لا ياحبيبي لسة موعد السقوط مجاش، اوعي عقلك الصغير دا يخيل لك أن حملك دا يخليني اتغاضى عن لسانك، والله اسقطك بايدي فاتلمي ومتسوقيش الهبل وقومي البسي اسدالك علشان نرجع بيتنا 


حاولت دفعه صارخة به :

-مش هروح معاك في مكان ياجاسر، وأعلى مافي خيلك اركبه 

دنى يهمس بفحيح 

-متفتكريش، باخد رأيك، و لما تعملي كدا هسامحك يابت وحياة ربي اروح اولع لك في المعرض اللي حضرتك فرحانة بيها، اتلمي وقولي هديت، كفاية عليا بلعت يعقوب الزفت دا بشوال ليمون، أما بقى هتسوقي فيها هروح لحد عنده واجره زي الخروف اللي بيندبح ليلة العيد ..

قومي علشان نرجع بيتنا 

-مش راجعة ياجاسر لحد ماتعتذر ليعقوب هو كان عمل ايه يعني 


انحنى يعاقبها بقسوة بطريقته حتى تصمت للابد ، فصل قبلته


-قومي يابت بدل مااخلعك هدومك بطريقتي

انسابت عبراتها تدفعه بقوة تمسح ثغرها الذي ادماه وتحركت للداخل دون حديث..

نصب عوده وتحرك للخارج توقف بالشرفة وبدأ ينفث تبغه متذكرًا الحفل الذي أقامه بيجاد 


تحرك ليرد على هاتفه لبعض الدقائق ، وحينما عاد وجد ذاك اليعقوب يرفع كفيها ويقبله

فلاش 

-حاضر ياعمو باسم متخفش، ساعة بالكتير إن شاءالله وهتحرك، النهاردة سبوع بنت بيجاد المنشاوي ومينفعش اتحرك دلوقتي 

-جاسر ماتنساش حبيبي الواقي

أطلق تنهيدة عميقة وأومأ له 

-حاضر ياعمو متخفش الحج جواد معاه جدول القضايا كلها وبيزق عليا مراتي ياسيدي، شوفت التلميذ اللي أمه مابتخرجوش من غير الساندوشات، اهو ابويا ومراتي سندوشاتي واقي رصاصي 

قهقه باسم وتحدث 

-مالكش حل يابن جواد محدش يعرف يغلبك يالا

نفث سجائره واستدار برأسه ضاحكًا 

-تربية جواد الألفي يابسوم 

-ربنا مايحرمه منك ياحبيبي ولكنه لم يستمع لما قاله، حينما شاهد ذاك المشهد الذي جعل حدقتاه يندلع منها نيران جحيمية وزمجر بصوت جهوري فزع منه الجميع حتى توقف جواد على صرخات ابنه، وصل إليهما ولكم يعقوب بقوة بوجهه، تراجع على إثرها للخلف 

-بتبوس ايد مراتي ياحيوان..اقتربت جنى تنظر حولها مرتبكة 

-جاسر أهدى..التفت اليها ورمقها بنظرات لو تقتل لألقتها صريعة

-حسابك معايا بعدين..خطى يعقوب إليه قائلا

-ماتلك الهمجية، أنني اقوم بتهنئتها على حملها 

أخرج سلاحه بدون تفكير وأطلق رصاصته التي كادت أن تخترق صدر يعقوب الى أن جواد الذي هرول بعدما وجد الجنون يسيطر على ابنه ودفع ذراعه بقوة لتنطلق بالهواء 


صمت مميتًا وعيونًا جاحظة بعد فعلته، اقترب ريان لتهدئة الوضع 

-عفوًا ياجماعة سوء تفاهم 


هز جواد رأسه بعدم رضا عن انفاعلات ابنه، اقترب ياسين وبيجاد لجذبه، ولكنه دفعهم كالمجنون، وجذبها بقوة من رسغها وتحرك لسيارته:

-أنا دلعتك ، حبي الزيادة دلعك لما نسيتي يعني ايه احترام يامدام 


ارجع جواد خصلاته للخلف يهز رأسه بغضب محموم خرج من مقلتيه يشير إلى ياسين 

-الحقه ليتجنن على البنت وهي حامل..وصل صهيب للتو يوزع نظراته بين الجميع متسائلا 

-في ايه ، وقفتوا الحفل ليه 

تحمحم ريان وأشار بإكتمال الحفل قائلا

-بيجاد كان عايز غنى تنزل بالأميرة ياسيدي لكن جواد قال، استنوا شوية 


عند جاسر وجنى وصل إلى منزله، ترجل من سيارته يجذبها بعنف ويسحبها للداخل، دفعها بقوة على الأريكة

-من إمتى وأنتِ مش محترمة يابت، تمام ياهانم قصرنا بتربيتك، بدأ يحطم كل ما يقابله حتى تحول المكان لأشلاء مبعثرة، من يراه يظن أصابه الجنون 


اقترب منها يهزها بعنف:

-ساكتة ليه انطقي، ايه مكسوفة من نفسك..

تواصل بصريًا بينهما بالألم المحطم لقبيهما على فعلته ذاك، أطبق بقوة على كتفها يعصرها وزمجر بغضب:

-ينفع اللي عملتيه، مش بتردي عليا ليه 


استمع الى طرقات على باب المنزل، اتجه يفتحه، وجد ياسين وتجاوره عاليا، تحركت عاليا سريعًا إليها بعدما وجدت جلوسها بملامح شاحبة، ونظرات خاوية 

-جنى.. حبيبتي سمعاني، اقترب ياسين منها بعدما رمق أخيه بغضب:

-جنى ..توقفت بساقين مرتعشة 

-ياسين عايزة اروح ممكن ترجعني البيت مش عايزة افضل هنا 

رفع عيناه لأخيه الذي اومأ له ، وجلس يمسح على وجهه بغضب ، كاد أن يقتلع جلده وتحدث 

-رجعها ياياسين أنا عندي شغل وهرجع بعد اسبوع

حاوطت عاليا جسدها وتحركت للداخل، تحركت بخطوات متعثرة، وقلبًا ينزف لما فعله بها 


خرج من شروده على صوتها 

-أنا جاهزة، بس بابا هيزعل ..أطبق على رسغها وتحرك للخارج متجهًا إلى منزله


وصل إلى غرفته بعد قليل توقف ينظر للغرفة:

-هدخل اخد شاور بسرعة وانتِ ظبطي  السرير شكل حضرتك مادخلتيش الأوضة من وقت ماخرجت من هنا 

ارتسم الألم داخل مقلتيها محدقة بها بوجوم 

-أي أوامر تانية ياحضرة الظابط 

تحرك للداخل 

-لا عايز انام وبس، واجهزي علشان هتنامي معايا..توقف وثبت عيناه على ثيابها

-غيري هدومك دي، أكيد مش هتنامي معايا بالاسدال ...

دلف لداخل المرحاض لدقائق معدودة وخرج يلف المنشفة حول جزئه الأسفل، وتحرك لغرفة الملابس بخروجها بعدما ابدلت ثيابها، اصطدمت به وكادت أن تسقط لولا ذراعيه القويتين ، جذبها لأحضانه وألصقها بجسده يحاوطها بذراعيه، هاجت بنيتها من قربه، رغم اشتياقها الكامن بصدرها، دفعته وحاولت التملص من بين ذراعيه ولكنه احكم قبضته الفولاذية عليها ودنى منها، يلتقط ثغرها بقبلة شغوفة عاشقة، فصل قبلته وهمس لها بإشتياقه

-وحشتيني ياجنة حياتي 

ترقرت عيناها بالدموع وابتعدت عنه:

-جاسر لو شايف الموضوع عدى عادي فأنا مش موافقة نكمل حياتنا كدا ، طريقتك دي مبقتش اتحملها 


خطى لخزانته، وجذب كنزته وارتدها متحركا إليها 

-طفي النور ياجنى، وتعالي عايز انام، مش عايز كلام فاضي، احنا لسة متحسبناش ياروحي، قاعد اهو وهادي وبلاش افتكر اللي عملتيه علشان متكرهيش نفسك 

استمع الى طرقات قوية على باب غرفته، توجه لفتح الباب، ولكنه ذهل على لكمة صهيب بوجهه

-أزاي ياحيوان تيجي تاخد البت بدون اذني، دلف للداخل وصرخ بها 

-البسي وتعالي، والله ماانتِ مباتة معاه

جذبت اسدالها وارتدته متحركة بجوار والدها وتحركت للخارج دون الالتفات له 

توقف بالغرفة غير مستوعب مافعله عمه، دلفت غزل إليه

-سبها يومين هناك، غلطك كان كبير يابن جواد، فضحت البنت وصورتها للكل أنها مش محترمة، انا مردتش اقولك حاجة لما اشوفك هتعمل ايه، لكن باباك كلمني لما عرف انك رجعت وقال خليه يسبها لحد ماهي تهدى، وعمك كمان 


تحرك للخارج 

-يومين بس ياماما وهرجع وههد المعبد عليها وعلى ابوها نفسه، انا بتغاضى علشان كلمة بابا مش اكتر، بس عمو كدا بيتجاوز حده، دي مراتي وغلطت ومن حقي احاسبها 

أنهى حديثه مغادرًا...وصلت عاليا تحمل طفلتها 

-ماما غزل معرفش ليه راسيل مش مبطلة عياط، وياسين كلمني وقالي اجهزي علشان هنزور بابا 

اخذتها تحتضنها 

-البنت  سخنة ياعاليا ممكن تكون بطلع سنان

-دي لسة اربع شهور ياماما ازاي سنان..خرجت وهي تحملها وجلست على المقعد تنظر بلثتها 

-حبيب نانا كبرت وسنانها بتطلع ..استمعت لحديث مسك ابنة اوس

"نٓانٓا"..ضحك ياسمينا وهي تتحرك خلف ابنتها 

-شوفي ياطنط البنت غيرانة علشان شايلة راسيل وهي لأ

انحنت تحملها وأجلستها فوق ساقيها 

-ياجمال أحفادي الله اكبر


رفعت رأسها إلى عاليا

-اجهزي حبيبتي قبل ماجوزك يوصل، واستدارت لياسمينا

-خلصي شغلك وأنا هنزل بيهم الجنينة لجدهم في بيتكم الجديد..صاحت على المربية 

-خدي راسيل عند جدها في بيت أوس ..

-حاضر يادكتورة


بعد يومين عاد إلى منزل عمه ..صعد للأعلى سريعًا، قابلته الخادمة

-اهلا ياباشا


-اهلا قالها وتحرك إلى غرفتها


قابله صهيب على الدرج توقف صهيب 

-نعمين ايه اللي حدفك علينا 




عايز مراتي 

نظر بإستخفاف بجيب بنطاله ثم رفع نظره إليه:

-مالقتهاش في جيوبي، دور عليها بعيد عن هنا 

حك ذقنه ضاغطًا على شفتيه يهز رأسه ثم رفع عيناه واردف بهدوء عكس حالته:

-خليك فاكر ياعمو انك بتخرجني عن شعوري، اللي باعدني احترامي لحضرتك، لكن كدا إنت بتضغط عليا 


ربت على كتفه بقوة 

- مش عايزك تحترمني ياحلوف، انت من إمتى محترم اصلًا، تقل بتربية بنت عمك قدام الكل يالا، لدرجة دي فلت ومبقاش حد قادرك 



 -تمام ياعمو أنا متربتش، لما أشوف مراتي واحد ماسك ايد مراتي واتفرج عليهم، لا دا انا المفروض اصقف المدام 

انحنى بجسده ينظر بمقلتيه

-أنا مش مربي قرون وبنتك لسة محسبتهاش ، حدجها يشير بسبباته إليها 

-حذرتك مليون مرة من يعقوب، عملتي ايه، فرحانة بنفسك، وبكلامه المعسول، ضغط على كتفها بقوة 

-ايه يامدام كلامه المعسول عجبك

-جاااسر ..احترم نفسك وامشي دلوقتي علشان مزعلكش 


هز رأسه وتحرك 

-ماشي ياعمو حاضر، لكن اسمعني انا مش هتهاون بحقي اللي بنتك هدرته قدام رجولتي وتربيتها 


بعد اسبوعين 



تسحب  يدلف لداخل وجدها تجلس أمام التلفاز بتلك الفراولة التي تلوكها، جز على أسنانه وتحرك بحذر  ليصل إليها وتوقف خلفها..تسللت رائحته لأنفها ، بحثت بعينها حولها، فهزت رأسها تهمس لنفسها

-لا هو مش اهبل علشان يجي اكيد

انحنى يحاوطها بذراعيه يهمس بجوار أذنها:

-وايه الهبل في كدا يامدام 

هبت فزعة من مكانها حتى تساقطت الفواكه على الأرضية تهمس اسمه 

-"جاسر"

-إنت دخلت ازاي ..!!جذبها بقوة ليجلسها فوق المقعد 

-جيت برجلي، ايه هزحف ببطني 

رفعت حاجبها ساخرة:

-يمكن، اصلك مجنون !!

هز رأسه يدور حولها يحك بذقنه يردد حديثها:

-يمكن اصلي مجنون، طيب ياعاقلة دقيقة واحدة لو ماقومتيش تلبسي الزفت اللي جنبك دا وخرجتي معايا بالذوق 

توقفت وهدرت 

-هتعمل ايه أكتر من اللي عملته!! ..انحنى يحملها وتحرك للخارج

-مبحبش الكلام الكتير ياوقحة علشان متعصبش عليك وارميكي من البالكون..فتح الباب إذ وجد ذاك الذي قطع حديثه وهدر غاضبا

-إنت دخلت هنا ازاي يالا!!، وخاطف البت ورايح فين ؟!

انزلها ثم اقترب من صهيب:

-جيت بالطايرة مسمعتش صوتها فوق سطح بيتكو، وايه خاطف البت دي شايفها بترضع ..دي عاملة زي الهيبو من كتر اكلها طول اليوم، ياتاكل ياتستحمى 

انت عرفت ازاي تسائلت بها مصدومة

-اشار بعيناه على الكاميرا التي وضعها بغرفتها وغمز بطرف عينيه واقترب يهمس بجوار أذنها 

-ومستعد أقولك الوان هدومك اللي تحت ايه دا لو كنتي لبساهم اصلًا

جزت على شفتيها

-وقح وقليل الادب ياحضرة الظابط 

دنى يلمس وجنتيها بشفتيه طابعًا قبلة 

-البركة فيكي يابنت عمي




اقترب والدها  يجذبه من تلابيه 

-اه ياوقح ياحقير..:

لوح لها يشير على والدها

-الزارير ابوكي هيقطعها، بلاش هو قطعيها انتِ، منعت ابتسامتها من مشاكسته ولكنها وقفت مصدومة عندما نزع قميصه بقوة يلقيه بوجه صهيب

-خد القميص اهو وروح بيتكم ثم اتجه إليها يجذبها من رسغها 

-وانتِ تعالي هنا علشان تشمي جرعة الهير...وين بتاعتك

صرخ صهيب 

-عزززز، شوفلي عمك فين

يتبع ...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة