-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 5 - 2 - الأحد 2/6/2024

 

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس

2

تم النشر الأحد

2/6/2024


شدد علي يدها وتحرك إلي الداخل وهو يدعي الله أن يرق قلب والديه لملاكه الصغير.

مر من البوابة الرئيسية بعد أن فتح له الحارسين مرحبين به وبمن معه.

وقف أمام الباب الداخلي ورفع يده ووضعها علي الجرس وهو ينظر إلي الجرس تارة وإلي زوجته التي تتمسك بيده بقوة كطفلة صغيرة تخشي فراق والدها .

فتح الباب بعد ثوان ورحبت به الخادمة وأفسحت له المجال كي يمر سأل عن والديه أخبرته أنهم يحتسون القهوة في الشرفة.

تحرك هو وزوجته بيده متجهاً إلي الشرفة آول من رأها كان والده الذي إنتفض من مكانه كالملسوع وهو يشير علي أسما بإذدراء:

-أيه إلي جاب دي بيتي؟

أرتعدت اوصلها وأختبأت خلف ظهر زوجها رمق والده بعتاب وقال:

-دي مراتي يا بابا.

ضحك الآخر ساخراً وعقب:

-أنت نفسك كول ما هي معاك مكانك مش هنا.

نهضت وفاء ووقفت جوار زوجها تحاول تهدأته:

-إهدي يا حبيبي مش كده خلينا نتكلم بعقل.

ألتفت إلي زوجته وتحدث بصلابة:

-مفيش كلام مش إبنك صمم يجيب لينا العار وراح أتجوزها أيه راجع تاني ليه ؟

تحدث قاسم بهدوء:

-جاي أعتذر ليكم يا بابا وأطلب السماح.

إستدار والده له ورمقه بإستهزاء:

-تعتذر وتطلب السماح يبقي تيجي لوحدك سامع لوحدك وقبلها تبقي طلقت الحشرة دي مش علي اخر الزمن بيتي يتنجس بسبب واحدة بنت حرام زيها .

إلي هنا ولم تسعفها قدمها لسماع أكثر من ذلك فهذا أكثر من قدر تحملها لم تشعر سوي بتراخي جسدها وعيناها التي أصبحت مشوشة وبعدها إنتهي كل شئ وهذا اخر ما سمعته وشاهدته قبل أن تسقط مغشياً عليها.

انتفض قلب قاسم وإستدار سريعاً وآخذها في أحضانه بلهفة قبل أن يلتمس جسدها الأرض.

ولكن جملة والده المستهزءة جعلته جعلته يغادر بها دون النطق بأي حرف .

"فوقي يا أختي فاكرة التمثيلية دي هتخيل عليا هقول ايه تربية شوارع"

نطقها أحمد بقسوة لم يعتدها قاسم منه أكتفي أنه نظر له بعتاب صامت وآخذ زوجته وغادر وهو في قرارة نفسه لن يعود إلي هنا مرة أخري .

لم يعهد والده بهذه القسوة فقد ذبح والده هذه البريئة دون أن يتحرك له ساكناً .

تطلعت إلي زوجها معاتبة وقالت:

-ليه كده يا أحمد أنت جرحت البنت وقسيت عليها جامد أحنا رافضين جوازه منها لكن هي ملهاش ذنب أنك تعايرها كده بحياتها.

ألتفت لها وتحدث بحزم:

-لأ ليها ذنب هي إلي علقت إبنك بيها يا هانم وبعدته عنا أنا واثق أنه هيرجع ندمان لما يكتشف الفرق بينه وبينها وأنه هيخسر كل حاجة عشانه.

تطلعت إلي زوجها بشرود وصمتت فنظرة قاسم بها خزي وإنكسار من المؤكد لن يمحيه مرور الزمن.

❈-❈-❈


فور أن وصل إلي المنزل صعد إلي غرفته سريعاً وحمد الله بداخله أن زوجته لما تراه أو تقترب منه لكانت إشتمت رائحة تلك الحية فمازالت عالقة بملابسه حتي الأن.

فتح باب الجناح واغلقه خلفه وقام بإخراج متعلقاته بجيبه وألقي الچاكيت أرضاً يتبعه قميصه الأبيض الذي خلعه بقسوة كأنه يعاقبه علي رائحتها المتعلقة به .

تطلع إلي ملابسه الملقية أرضاً بإشمئزاز وإتجه إلي المرحاض قام بنزع باقي ملابسه وفتح الماء البارد وبدأ يدلك عنقه بقسوة كما لو كان يحاول نزع جلد رقبته الذي لمسته تلك الحية.

علي الطرف الآخر ما أن علمت بوصول زوجها دون أن يبحث عنها أو يراها تعجبت وصعدت إلي الأعلي سريعاً تطمئن عليه تفاجأت بملابسه الملقية أرضاً بهذه الطريقة فطالما كان أدهم الشخص المنظم وكاره الفوضي.

اتجهت إلى ملابسه وقامت بحملها بخفة ولكن ما أن وقع القميص بيدها حتي داعبت رائحة عطر أنوثي آنفها ألقت الملابس أرضاً وبدأت تتفحص القميص وهي تشتم رائحته لتؤكد حدسها وكانت الصدمة الآخري عندما وجدت احمر شفاه عالق بلياقة قميصه.

تجمعت الدموع بعيناها وألقت نظرة خاطفة علي باب المرحاض وكأنها تعاتبه هو علي خيانته.

تركت القميص أرضاً كما كان وغادرت الغرفة قبل أن يخرج من المرحاض ويشعر بوجودها .

خرج بعد قليل وهو يرتدي البرنس الخاص بالإستحمام والمنشفة بيده يجفف شعره.

وضع المنشفة علي كتفه وإتجه إلي ملابسه الملقاه أرضاً وجمعها واتجه إلي المرحاض وضعها في المكان المخصص لها كي لا تراها زوجته ويحدث ما لا يحمد عقباه.

انتهي مما يفعله وأرتدي ترنج رياضي وهبط إلي الأسفل وجد صغيره يجلس أمام التلفاز جلس يداعبه حتي موعد العشاء.

❈-❈-❈

بعد مرور بعض الوقت تجلس العائلة تتناول العشاء بصمت تام كل منهم بملكوته الخاص أسر وهو يفكر في حديث نيڤين وكيف يفاتح به عائلته وتمارا التي تطالع زوجها بنظرات معاتبة علي خيانته لها كما تظن وأدهم الذي يفكر كيف يبعدها عن شقيقه وتقي التي تطالع حبيبها بأسي فقد فارقها وأصبح ملكا لآخري.

قرر أسر قطع هذا الصمت بمرحه المعتاد :

-وحدوه يا جماعة أيه مالكم ساكتين ليه!

ردد الجميع:

-لا اله إلا الله محمد رسول الله.

إبتسم أسر وقال:

-فوقوا كده لأني عندي ليكم خبر هيفرحكم أوي.

تطلع له سراج بحيرة وتسأل:

-وأيه الخبر ده يا أسر ؟

آخذ نفس عميق وألقي كلامه دفعة واحدة:

-أنا قررت أخطب. 

ابتسمت عليا بفرحة وهي توجه نظراتها لآخري بينما تقي فأنقبض قلبها وهي علي يقين علي تعلق قلبه بآخري من جنس حواء.

تسألت عليا بلهفة:

-بجد يا شادي الحمد لله أخيرا هفرح بيك أنت وتقي ؟

ردد أسر ببرود:

-وايه دخل تقي في جوازي يا ماما ؟ أنا هخطب نيڤين أخت لؤي .

وقع الخبر بالصدمة على رؤوس الجميع ماعدا أدهم الذي كان يشك في هذا الأمر وكان علي يقين أنه سيحدث فتسأل بترقب:

-وايه القرار المفاجئ ده يا أسر ؟

ألتفت عليا بعصبية إلي أدهم :

-قرار أيه يا أدهم أنت أتجننت أسر مش هيتجوز غير تقي ما تقول حاجة يا سراج ساكت ؟

تحدث سراج برزانة:

-أيه إلي حصل يا أسر طول عمرك أنت وتقي متعلقين ببعض؟

رد ببرود:

-أنا متعلقتش بحد .

عند هذا الحد ونهضت تقي سريعاً وصعدت إلي غرفتها وتبعتها تمارا بعد أن رمقت أسر بعتاب خفي.

زفرت أسيل بضيق وصاحت بشقيقها:

- أيه إلي بتقوله ده يا أسر أنت مصدق نفسك ؟طول عمرك بتحب تقي.

تنهد بنفاذ صبر وقال:

-هو عشان كنت بعطف عليها وبعملها كويس يبقي بحبها.

صاح سراج بتحذير:

-أسر أعدل كلامك أيه إلي بتقوله ده مش دي تقي إلي كنت هتجنن عشان تتجوزها أيه إلي حصل بقي ؟

رد باللامبالاة:

-اكتشفت أني مش بحبها.

ردت عليا بصدمة:

-اكتشفت أيه أسر أنت اتجننت ؟

تحدث الآخر بإصرار:

- لا عقلت خلاص أنتي كنتي عايزة تجوزيني بنت أختك عشان تفضل جنبك بقي أسيب دكتورة عايشة طول عمرها بره ولا أتجوز بنت أختك لو بتدوري علي مصلحة إبنك فكري كويس بعد إذنكم نهض من مكانه وغادر تاركا إياهم في صدمتهم.

تحدث أدهم برزانة:

ممكن أقول حاجة وتسمعوني للآخر؟

ألتفت سراج إليه وتسأل بهدوء:

قول يا أبني ؟

تحدث بصبر:

-سيبوه يخطبها هو هيعرف غلطه لوحده أنا واثق من ده لو عندنا مش بعيد يبعد عنا عشان خاطرها .

ردت عليا بدموع:

-وقدر معرفش مصير تقي أيه ؟

رد أدهم بإصرار:

-هيعرف يا أمي وساعتها هو الي هيجي بنفسه ويطلب منها السماح.

تطلعت عليا الي ولدها بحزن ولم تتحدث.

نهض أدهم مقبلا رأسها وقال:

-أطمني يا ماما وخليكي جنب تقي دلوقتي هي الي محتاجة ليكي أكتر.

أغمضت عيناها بحزن وقالت:

-ربنا يصبر قلبها.


بينما في الأعلي وتحديدا في غرفة تقي تبكي في أحضان شقيقتها الكبرى.

تحدثت تمارا بحزن وهي تمسد علي ظهرها:

-بس يا حبيبتي إهدي هو إلي خسران مش أنتي.

ردت تقي بحسرة:

-خسرت حب عمري كله ليه أسر  يعمل فيا كده ؟

تنهدت تمارا بحزن:

-كله من ساعة ما العقربة دي أشتغلت معاهم وبقت تلف حوليه زي الحية.

إبتسمت تقي بحسرة وردت :

- لو كان بيحبني بجد مكنش راح ليها 

رنت جملة شقيتها بأذنها كأنها تقصدها هي بجملتها تلك...


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة