رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 40 - 7 - الثلاثاء 9/7/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الأربعون
7
تم النشر الثلاثاء
9/7/2024
بالأسفل بغرفة مكتبه بعلامات الحزن الذي زادت من عمره أعوام فوق عمره
استمع الى طرقات فوق المكتب
-جواد ..دلفت مليكة إليه
-عامل ايه ياحبيبي..رفع رأسه يهزه
-الحمد لله..بعتلك علشان تطلعي لغزل، مبقتش قادر اسيطر على حزنها
اقتربت منه تطالعه بحزن قلبها
-وانت ياجواد هتفضل كدا..
تراجع ينظر إلى جهازه:
-أنا ايه ..أنا شغال اهو وكويس
-كويس ياجواد..تسائلت بها بأسى
-الحمد لله يامليكة، انا الحمد لله
عند جاسر خرج يسير بين الأشجار ينظر للسماء ..لكنه توقف أمام تلك الفتاة التي جذبته تتلفت حولها بخوف
-عامل ايه..دقق النظر بها ولكنه لم يتذكر شيئا ..تراجع للخلف بعض الخطوات
-مش إنتِ اللي جيتي من يومين عروسة حسين النزلاوي
تلفتت بخوف واقتربت تهمس :
-اسمعني كويس قبل ماحد يشوفنا، انت مش اسمك غريب، انت اسمك جاسر الألفي، دول عصابة خاطفينك
دنت أكثر بعدما وجد تحرك يحيى إليهما ينادي عليه
-وشغال ظابط ، لو فعلا خايف على نفسك اهرب من هنا ..وصل يحيى يوزع نظراته بينهما متسائلاً :
-فيه ايه واقفين كدا ليه
كانت نظرات جاسر على سمر بضياع ثم تحرك سريعًا يهرول بين الأشجار دون هدى
ظلت نظراتها عليه حتى اختفى من أمامهم، ثم اتجهت إلى يحيى
-كنت مفكراك غيرهم يابن عمي، هتفضل لحد امتى وانت عبد لعزيز، فوق يا يحيى وانتقم من الناس اللي سرقت حياتك وحياة ابوك
-اسكتي ياسمر لو سمحتي..اسكتي لو سمعوكي هيموتوكي
دفعته بصدره وهدرت معنفة إياه:
-اموت بشرف احسن مااموت وانا عبدة لشوية مجرمين ..بكت بدموع الخذلان وحاولت تترجاه بدموع عيناها
-طيب أنقذه يايحيى، حرام انت مستقبلك ضاع، بلاش تضيعوا مستقبله، تعرف عنده طفل، طيب انت امك و ابوك ماتوا، أهله ذنبهم ايه يعيشوا مفكرين أن ابنهم ميت
احتضنت كفيه تنظر لعيناه برجاء
-وحياة الحب اللي كان بينا يابن عمي تنقذ الظابط، وعد يايحيى هنسى كل حاجة ومستعدة اتجوزك كمان، ولو عايز تفضل شغال معاهم انا موافقة، المهم انقذه، دنت تهمس له
-طيب أقل حاجة بدل الأدوية اللي بياخدها، والله لو اعرف لاعملها،
تراجعت خطوة للخلف تشيعه بنظرة أخيرة قائلة:
-افتكر ان الناس اللي انت عبد عندهم هما اللي حرموك انك تبقى ظابط ياحضرة الظابط
قالتها وتحركت سريعًا ..هوى على الأرض يتذكر آلام الماضي التي دفنت منذ سنوات، ظل عدة ساعات وهو جالس بمكانه لم يتحرك انش واحد إلى أن رجع جاسر يجلس بجواره ينظر للبعيد متسائلًا
-إنت شغال هنا من زمان
استدار أخيرًا إليه ، وأجابه
-مش بعيد قوي، يعني خمس سنين ليه
تراجع جاسر يستند على الشجرة
-يعني كنت عارفني قبل كدا
هز رأسه بالنفي وعيناه تخترقه
-لسة عارفك قريب ، لاني مشفتكش هنا ..طالعه بصدمة:
-يعني ايه!!..هو أنا مش شغال هنا من زمان
اقترب يهمس له:
-لا ..ولو عايز تعرف متاخدش حبوب من اللي بيدهوالك تاني، ولا اي علاج سمعتني ..قالها ونهض من مكانه
دلف للداخل وجد هادي الجيار يصفع سمر على وجهها
-هتتجوزيه غصب عنك، كفاية كل شوية بنأجل، اسمعيني يابت الجوازة دي هي الحل لحياتك، يااما ادفنك ..قالها وهو يدفعها بقوة كادت أن تسقط لولا ذراع يحيى الذي تلقفها
دفعته بقوة تبكي قائلة من بين بكائها
-هموت نفسي ولا إني اتجوز واحد حقير بيتاجر في دم البشر زيكو كدا
سمر ادخلي اوضتك ..صاح بها يحيى، ثم اتجه بنظره الى عمه
-سبيها ياعمو وانا هقنعها
رمقته باحتقار تبصق بوجهه، ثم تحركت للداخل
-عمو لو سمحت سمر مش هتيجي بالشدة، وبعدين متنساش أنها هتفضل كدا طول ماطنط وداد في المستشفى ، فأنا بقترح نأجل الجواز شوية ، كدا كدا لسة على التسليم ست شهور يعني يمكن وقتها تقتنع، اما تجوزها دلوقتي وتهرب من جوزها ويقلب عليك ومتعرفش تسافر بعدها
جلس يفكر بكلامه ثم اومأ له قائلاً
-هشوف !!
بعد شهرين آخرين
مابين عشق لاذع وهجر مؤلم ذكرى مستعصية النسيان شقت القلب من الألم والخذلان، دونتها بدفترها ثم نهضت إلى رسمتها ..
دلفت غزل تجلس خلفها تنظر للذي ترسمه
-بترسمي ايه ياجنى؟!
-تفتكري هرسم ايه ياطنط غزل ، برسم حبيب عمري، أشارت إلى صوره التي ملأت المكان
-شوفي كدا ..منور الأوضة إزاي ..نهضت تمسك تلك اللوحة التي اتقنتها بعناية
-شوفتيه وهو بيعوم ازاي..قربت تحتضنها واردفت بنبرة حزينة
-وحشني قوي، بس معلش أكيد ظروفه أقوى منه
وضعت اللوحة ثم جلست مكانها مرة أخرى ..توقفت غزل إلى أن وصلت إليها ثم انحنت تطبع قبلة على رأسها
-ياريته زي ما بتقولي يابنتي، ياريته
قالتها وتحركت للخارج
بعد قليل استمعت الى طرقات الباب
دلفت نهى تضع طعامها أمامها
-حبيبتي تعالي كلي ..ظلت كما هي ولم تتحرك من مكانها ..اقتربت نهى تجذبها لأحضانها
-حبيبتي ليه مقعدتيش مع الدكتور، أنتِ عارفة دا كام دكتور يجي ويمشي
وضعت رأسها على ساق والدتها
-ماما أنا مش مجنونة، انا عايزة جوزي بس ..رفعت نظرها لوالدتها
-جاسر عايش !!
احتضنت نهى وجهها تنظر لملامحها التي بهتت بالكامل :
-حبيبتي جوزك مات من زمان، داخل على سنة يعني لو لسة عايش كان زمانه ظهر، بلاش تعملي فينا كدا
تراجعت تصرخ تجذب خصلاتها بعنف:
-ليه محدش حاسس بيا ، اضحكي عليا وقولي أنه عايش ..انا جوزي عايش ، سمعتيني..قالتها بحالة جنونية لتجذبها نهى لأحضانه تقبل رأسها باكية:
-حاضر ياجنى، جاسر عايش ..ممكن تعدي ، دلفت الخادمة بصندوق قائلة:
-مدام ..الصندوق دا جه لحضرتك
دفعته بقوة من يديها
-امشي اطلعي برة مش عايزة اشوف حد ..قالتها وهي تهوى بجسدها على الأرض..جلست نهى بجوارها
تضم رأسها لأحضانها:
-طيب اهدي محدش هيجي تاني
❈-❈-❈
ذهبت ببصرها لذاك الصندوق الذي بُعثر مافيها..بسطت كفيها تجذب تلك البطاقة بعدما تسللت رائحته إلى رئتيها ثم هبت من أحضان ولادتها تردد بصوت متقطع:
- الكارت والورد دا من جاسر ياماما..نهضت من مكانها تهرول للأسفل ، إلى أن وصلت للحديقة تتلفت حولها وتحركت تبحث بعيناها، خرجت نهى خلفها تنظر إليها بحزن قائلة:
-جنى حبيبتي ، بلاش تعملي كدا هتزعلي بابا منك يابنتي نظرت للأمام رأته من ظهره متجهًا لسيارة جيب سوداء..تحركت سريعا بأقدامها الحافية تهرول خلفه، وتصيح باسمه :
-"جاسر"..هزة عنيفة أصابت جسده عندما استمع إلى صوتها، ورغم ذاك تحرك بخطوات ضعيفة متهالكة تمنى لو يستدير إليها ولكن كيف، وصل للسيارة واستقلها قائلاً :
-سوق بسرعة..هرولت للخارج تصيح باسمه إلى أن اختفت السيارة من أمامها جثت على الأرض تبكي بشهقات، رآها عز الذي وصل للتو كادت سيارته تصدمها لولا توقفه حتى كادت سيارته بالانقلاب ، ترجل سريعا متجها إليها ينظر إلى حالتها مصدوما، حاوط جسدها يضمها بوصول والدتها إليها
-حبيبتي قاعدة كدا ليه، كانت نظراتها مازالت على أثر السيارة
أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها بصمت، أوقفها يضمها لأحضانه ينظر لوالدته متسائلًا:
-ايه اللي حصلها ياماما، وازاي تخرج من البيت.جذبها بين أحضانه متحركًا للداخل ، تحركت بجسدٍ خاوي من الحياة، طبع قبلة على مقدمة رأسها، ودثرها جيدًا يزيل عبراتها يهز رأسه حزنًا على ماتوصلت إليه
-ارتاحي ياقلبي، أغمضت عيناها، خرج لوالدته بغرفة كنان
-ايه اللي حصل ياماما ..أغلقت الأضاءة على حفيدها وتحركت للخارج
-جالها ورد وصندوق فتحته وفضلت تقول جاسر وخرجت برة زي المجنونة كدا، محلقتهاش خفت الولد يصحى ويعيط
مسح على وجهه بحزن
-تاني ياجنى، بعد مااتحسنت، توقف عن الحديث متسائلًا
-فين الصندوق دا ياماما!!
-في اوضتها ياحبيبي..
بالداخل نهضت من فوق فراشها، واتجهت تجذب ذاك الصندوق، أخرجت تلك البطاقة، تتلمسها بأناملها، ثم رفعتها لانفها تستنشق رائحتها، واتجهت إلى فراشها
-تتمدد تحتضن ذاك الصندوق ودمعاتها تغرق وجنتيها شهقت تضع كفيها على فمها تهمس من بين شهقاتها
-كدا ياجاسر..جنى هانت عليك ، أنا زعلانة منك قوي ..هزت رأسها تحتضن صندوقها بقوة:
-لأ حبيبي مش زعلانة بس تعالى مهلكتك وحشتها قوي قوي
بعد عدة أيام وظلت كما هي بغرفتها ولا تريد رؤية احدٍ..دلفت والدتها ..كانت تجلس بشرفتها تنظر للخارج بشرود
-شوفي ياجنجون مين اللي جه يشوفك ، روح لمامي وقولها وحشتيني يامامي ..وصل الطفل إليها
-ماما..ردد الطفل بضحكات، ظلت كما هي تنظر للخارج، اقتربت والدتها تنظر إليها بحزن :
-حبيبتي ابنك عايزك، شوفي بيمسك ايدك ، حبيبتي ابنك مالوش ذنب
أدارت وجهها إليها تحتضنه :
-جنى ابنك بيكبر يابنتي ومحتاجك جنبه، حبيبتي فوقي علشان ابنك
وضعت رأسها على ركبتيها ومازالت على حالتها قائلة:
-مش عايزاه، خديه عند جده، مش عايزة حد ، عايزة جوزي بس ياماما، تقدري ترجعيلي روحي، أنا مبقتش أنفع حد، عايشة من غير روح ، بنتك مفهاش غير جسم بس
نشجت نهى بمرار والدمع يتساقط
وخرجت كلماتها متقطعة من بكائها
-يابنتي حرام عليكي متعمليش فينا كدا ، ابوكي هيموت من الزعل عليكي..استمعت لصوت الطفل
-بابا ..بابا ..رفعت نظرها إليه اخيرا تطالعه بتدقيق ، نهضت حتى جلست أمامه
-تعرف أنا بكرهك أوي ياكنان، بكرهك علشان انت السبب في كل دا ..جذبت نهى الطفل من أمامها بعدما وجدت حالة ابنتها ونادت على عز
-عز..صرخت نهى بعز عندما وجدت جنى تحمل الطفل وتخرج به قائلة:
-إنت بتعمل ايه هنا، مش عايزة أشوفك ..استيقظ عز على صراخ الطفل وصوت والدته، هب من نومه، اتجه بنظره لربى الغافية على ذراعه، وضعها بهدوء على الوسادة،،وتوجه للخارج ، وجد جنى تهبط للأسفل تحمل طفلها الذي يبكي بأحضانها
هرول خلفها عندما صاحت والدته
-ألحق اختك ، اختك هتعمل حاجة في ابنها..نهضت روبي من نومها على صوت نهى، هرولت للخارج ، توقف عز أمام جنى
-جنجون رايحة فين ياقلبي، احتضنت ابنها متراجعة تبعده عن أيدي عز
-ابعد ياعز ، ايه عايزة أخرج مع ابني مشوار..دنى منها وحاوطها بذراعيه يجذب الطفل من بين أحضانها
-هاتي كنان ياقلبي، ماما تأكله وبعد كدا خديه مشوار، كانت نظراتها على طفلها الذي يبكي بأحضان أخيها ..اقتربت منه تحتضن وجهه
-حبيبي إنت جعان، عايز تاكل، أبعده عز عن يديها
-جنى حبيبتي ، روحي مع ربى وماما هتأكل كنان وتجيبه..دنت تجذب ابنها وصرخت بوجه عز :
-سيب ابني ياعز، محدش له دعوة بيه، ايه مفكرني هعمل في ابني حاجة ..مسدت ربى على خصلاتها
-جنجون حبيبتي، لا ياقلبي هو بس بعيط ومش هتقدري عليه لوحدك، ايه رأيك نتمشى شوية برة..قالتها وهي تنظر إلى عز الذي أومأ لها بعينيه
استدارت تحدجها بهدوء :
-لو هتوديني لجاسر هخرج معاكي
تسمرت ربى بجسدها واعتصر قلبها ألمًا عليها، فدنت تحتضنها وانسابت عبراتها
-جنى بلاش تعملي كدا لو سمحتي ، علشان خاطري ياجنى بلاش توجعي قلوبنا ياقلبي ..خرجت من أحضان ربى ثم هوت على الأرض تبكي بصوت مرتفع
-أنا مش مجنونة، انا عايزة جوزي وبس، مش عايزة غير روحي ترجعلي، انتوا ليه بتعملوا كدا
قالتها وهي تدلف للداخل وبكائها يرتفع بكل مكان ..كان يقف بقلب منفطر على ابنته التي ذهب عقلها بسبب موت زوجها، جلس على المقعد وانسابت عبراته
-مش هقول غير إلا يارب، يارب يشفيكي يابنتي ويصبرك
ربتت نهى على كتفه
-صهيب ..متزعلش بكرة هتخف وتكون أحسن
رفع عيناه الباكية
-سنة يانهى ولسة مصرة أنه عايش، البنت ضاعت يانهى، انا اتكلمت مع جواد النهاردة وأصر ياخدها المستشفى مش قدامنا غير الحل دا
توسعت عيناها تنظر إليه بذهول:
-عايز تودي بنتك مستشفى المجانين ياصهيب ..وضع رأسه بين راحتيه وهتفت بصوت متحشرج:
-عايز بنتي تخف يانهى، يوم عن يوم البنت بتضيع، البنت كارهة ابنها وممكن تعمل فيه حاجة
وضعت رأسها بأحضانه تبكي
-متقوليش بنتي مجنونة ياصهيب لو سمحت