-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 7 - الإثنين 8/7/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السابع

تم النشر الأحد

8/7/2024



 كانت أشعة الشمس قد بدأت تغزو منزل عنان، حين استيقظت ود، هبطت إلى الدور الارضي، 

بعد أن استمعت إلى صوت سليم وعنان، كل منهم قد صمت فجأة حين شاهدا الفتاة، قالت في صوت منخفض وكأنه لهجة اعتذار:


_أنا اتاخرت في النوم النهاردة، ثواني هجهز الفطار٠

عنان  اتجه مباشرة نحوها وقال:

_الجبن والبيض موجودين على السفرة، يا لا هنفطر كلنا سوا٠


سليم قال في لهجة تبرير:


_لازم أروح الكافيه وعندي تشطيبات لازم أبص عليها ف الشقة٠


عنان نظر لها في استنكار ثم قال:

_خمس دقايق الفطار مش هيتأخر  معاهم العمر٠


كانت نبرة صوت عنان هي لهجة  عتاب مرن  إلى سليم الذي فهم  الرسالة جيداً، وجلس إلى جوار عنان على طاولة الأفطار، قال عنان وهو ينظر إلى ود:


_امتا الوقت المناسب ليك علشان  نستعد للسفر؟ 


سليم ظهر على وجهه بعض الضيق نظر إلى ود بطرف عينيه لم تفهم ود ما يدور بين الجد وحفيده، قالت بعد أن نظرت إلى وجه عنان:


_بعد الساعة تلاتة العصر مناسب جداً للسفر٠



عنان قال في لهجة تأييد:


_فعلاً مناسب اروح وارجع أنا قبل الليل، عارف تفكيرك كويس ولا الوقت دا مافيهوش زحمة مواصلات٠


ابتسمت ود ونظرت إلى سليم  وتابعت:


_ سليم بيحب السواقة بليل، وأنت يا بابا بتحب السواقة الصبح بدري أو وقت العصر٠


رن جرس هاتف سليم في تلك اللحظة نظر إلى اسم طارق على الشاشة، مما دفعه أن ينهض من مكانه وهو يقول:


_دا طارق، اكيد في حاجة في الكافية٠


عنان قال في بساطة:

_اكيد حاجة بسيطة، طارق بس بيرتبك من اقل حاجة لو محدش جنبه٠



ألقى عنان نظرة على سليم الذي يقف في الصالة يجيب على اتصال طارق عبر الهاتف وقال:


_سليم مزاجه مش تمام٠


عبارته كانت كافيه أن تستدعى انتباه ود كلياً فتساءلت:

_ليه؟ اي اللي حصل؟ 


ابتسم عنان وقال:


_علشان أنا رفضت   أن عمر اخو غرام يجيبك من بين الطالبات، رفضت وقلت له أن دي رغبتك انت كمان٠


صمتت ود دقيقة ثم قالت:

_زي ما تحب٠

عنان تابع في صوت هاديء و واثق:

_بلاش عمر يبقى له مساحة معانا، عمر هيسافر بعد فرح سليم ع طول، أنا عايز سليم يبتدي حياته الزوجية لوحده من غير ما يكون في هناك أي صوت تالت في حياته مع غرام٠


نظر عنان إلى سليم عن بعد وقال:

_سليم وغرام لوحدهم٠


ود نظرت إلى عنان وقالت:

_اكيد هو دا الصح، حياتهم هما الاتنين بس اللي يديروها٠


هز عنان رأسه علامة الموافقة وقال وهو يتابع ببصره سليم وهو يغلق الهاتف ويتجه نحوهما:


_خير يا سليم!؟ 


سليم نظر إلى عنان وقال:

_طارق بيعرفني الإيرادات بتاعت امبارح٠


ثم نظر إلى ود وصافح يدها وقال:

_لازم امشي، مش هاكون موجود وقت سفرك٠


هزت ود راسها علامة فهمها إلى ما يريد شرحه وقالت:

_الأوقات جاية كتير اوي، لسه في أيام جاية ٠

لوح سليم بيده مودعاً لهم وقال :

_اكيد٠


عنان نظر إلى ود وقال:


_  في حاجة مهمة اوي  من حاجات مسك، اقدر اقول انها كنز مسك،  كنت محتفظ بيها ل نفسي وقت كبير اوي، كنت حاسس اني أنا اولى بيها من أي حد، بس بعد النهاردة  الحاجة دي لازم تكون معاك٠


صمتت ود تماماً حين ذكر عنان اسم والدتها، نهض عنان من مقعدة في بطء شديد، مثل من يراجع ذاته هل يعود في العطاء أو لأ؟ اتجه مباشرة إلى اليمين حيث إحدى المكتبات  الخشبية التي تحمل  اللون الز يتي،  تحمل في زواياها أحد الإدراج السرية وفتح الدرج وحمل سلسلة ذهبية في يده وقال:


_اوقات كتير كنت بقعد فيها لوحدي، من غيرك ومن غير سليم هنا في البيت، أمسك السلسلة دي وابص في الصورة اللي جواها، مسك كانت زي جذر الشجرة اللي لامم الغصون كويس اوي ومتبت عليها، خايف اي غصن فيها يبعد أو يضعف أو يأثر فيه حاجة٠



كانت ود تستمع في انصات شديد وهي تنظر إلى سلسلة والدتها التي تستقر في قبضة يد عنان أقترب عنان منها وقال:


_كنت بسمع سليم وهو بيقول ماما مسك، أحس أن ربنا بعت مسك ل سليم مش ليا أنا بس، سليم مقلش كلمة ماما ل حد غير ل مسك، كان ناقصه حاجات كتير وأول ما مسك دخلت البيت، كل حاجة اتغيرت، وأنت كمان و وأنت بتقولي بابا عنان، أحس أن أنا اللي ربنا حطني في طريق مسك علشانك،

ابني الوحيد مشي بدري ساب لي سليم وكنت حزين ومد بوح من فراق وحيدي، وجودك في حياتي خلاني أعوض احساس الأبوه و خلى سليم يحس أن له ام٠


وضع عنان السلسلة في عنق ود، وقال وهو يربت على شعرها:


_مكان السلسلة الصحيح معاك أنت، لازم تكون وياك٠


السلسلة  تننتهى بقلب، فتحت ود القلب في رفق شديد وكأنها تخشي أن تكسره، نظرت جيداً داخل القلب، كانت هناك صورة تحتوي على والدتها وعنان ويد سليم تمسك يدها والجميع ينظر الى مسك ويبتسم٠


شعرت ود بخفقان حاد في قلبها، قالت في صوت مرتعش وهي تغالب دموعها:


_أحنا اتصورنا الصورة دي امتا؟ في أي مناسبة؟

 


سليم أخذ نفس عميق وكأنه يوقف هدير الذكريات واجاب:


_أول عيد ميلاد ل سليم، بعد ما اتجوزنا أنا وهي وكان يوم صممت مسك أنها تعمل احتفال  كبيير، عزمت كل صحابه علشان يعرفو أنه مميز هنا في البيت، عملت تورتة كبيرة تلات ادوار  عليها صورته وكتبت اسمه عليها بخط نسخ جميل، عزفت فيه على البيانو، وغنت ل سليم، عملت له بدلة سموكنج مخصوص  وببيونة زرقا، سرحت له شعرها بايدها،  اشترت له جزمة ليها لمعة قوية،  كان عندها إصرار أنه يكون مميز جداً  في اليوم دا، مميز في البيت ومميز في الشياكة اكتر من صحابه ف الوقت دا٠


صمت عنان دقيقة ثم قال:


_بعد اليوم دا  تعلق سليم بيها بقا اكتر من اي وقت،٠



صمتت ود دقيقة نظرت إلى الصورة وقالت:

_بابا أنت ليه عايز سليم يستقل بحياته؟! مع أن معيشته ممكن تستمر لو هو فضل هنا في البيت بعد الجواز، الأيام اللي هتكون فيها لوحدك هتكون صعبة عليك اوي، أنا متأكدة من كدا٠


نظر لها عنان بضع ثوان   دون أن يجيب، نهض من مكانه ونظر من النافذة المغلقة إلى حديقة المنزل  ثم قال وكأنه تذكر أمر ما:


_شجرة الياسمين عطشانه، لازم ترويها يا ود قبل ما تمشي٠



  نهضت ود من  على الطاولة، جمعت الأطباق وذهبت إلى المطبخ، صنعت فنجان واحد من القهوة ل عنان، ثم عادت مرة ثانية إلى المطبخ، دلف عنان خلفها مباشرة، كانت قد بدأت في إخراج بعض الأطعمة من الثلاجة،مما دفع عنان أن يتساءل:


_بتعملي اي يا ود٠


ود قالت في بساطة شديدة وهي تغسل بعض الخضار:

_آخر مرة عملت ليكم صنية نيرجسيكو كانت قبل ما ادخل بيت الطالبات، هعملها بسرعة قبل ما نمشي٠




رفعت بصرها إلى عنان وقالت في لهجة تأكيد:


_مش هنسى  أسقى شجرة الياسمين٠



❈-❈-❈



(داخل الحرم الجامعي)


 دخلت نهال قبل بدء المحاضرة إلى القاعة وجلست في أول الصفوف، بعد مضي عشر دقائق كاملة كان الطلاب قد بدأو يتوافدون على المكان، قبل أن يدخل الدكتور ممدوح، دخل منيب  برفقة سوسن ونظر بعينيه يبحث عن نهال إلى أن استدل على مكانها فجلس إلى جوارها في حين اتخذت سوسن المدرج الذي يليهم، أشارت نهال له قائلة:

_ممكن تتحرك من مكانك عايزة اغير مكاني٠


نظر لها منيب في حيرة ثم قال في هدوء:

_المدرجات اتملت، ممكن متلاقيش مكان، خليك هنا افضل٠


هزت نهال رأسها علامة الرفض القاطع وتابعت:

_أقف اكرم لي بدل ما أشيل تهمة تانية٠


ظهر على وجه منيب العبوس وتابع وهو ينظر من النافذة إلى الدكتور الذي يسير في اتجاه المدرج:

_الدكتور ممدوح داخل المكان، وفي حاجة مهمة لازم الكل يكون منتبه ليها٠


ظهر على وجه نهال رفض الاستماع الى كلمات  منيب، وقالت في إصرار:

_مش هاخد أقل من دقيقة واحدة اتحرك فيها من هنا،واقف في أي زواية، الدكتور مش هيمانع وقوفي، دا ممكن كمان يشوفه عقاب مناسب ليا٠


نظر لها منيب في عمق قبل أن يقول:


_لأ واضح أن أنا السبب اللي عايزة تغيره منه المكان، علشان كدا خليك أنت مرتاحة وأنا اللي هقف في الزواية٠


نهض منيب في خفة وسرعة شديدة، وقف في إحدى الزوايا تزامناً مع دخول الدكتور ممدوح، ساد الصمت والهدوء في المكان، لا حركة، لا صوت، قبل أن يشير منيب إلى الدكتور بيده قائلاً:


_دقيقة من وقتك ومن وقت الزملاء من  فضلك يا دكتور ممدوح٠



أشار له الدكتور على مضض، فاتجه منيب مباشرة إلى حيث يقف الدكتور وقال:


_في موقف حصل من زميلة لينا  في المحاضرة اللي فاتت، تصرف غصب عنها، خلت الدكتور ممدوح  يطردها, وأنا بصفتي رئيس اتحاد الطلبة حاولت اخد عفو من الدكتور والدكتور تكرم وأعطاه ليها٠


اتجهت الأنظار إلى نهال التي نظرت إلى منيب في غضب كبير، ولم تكن النظرة خافية على منيب فلقد  تبادل نظرة مع نهال قبل أن يستطرد قائلاً:


_والحقيقة اني كنت غلطان اني اتوسط ل نهال٠


سادت همهمة في المدرج في حين ظهر نفاذ صبر على وجه الدكتور ممدوح وحاول أن يتحدث ولكن منيب التقط الكلمات في خفة وتابع:

_لأن الغلط اللي حصل المحاضرة اللي فاتت كان من سوسن، غلط غير مقصود، وأنا ببريء ساحة زميلتي نهال من اللي حصل وبشكر سوسن اللي طلبت مني أوضح دا للكل٠


اتجهت الأنظار إلى سوسن التي قالت في لهجة تبرير:


_بعتذر للدكتور ممدوح و لزميلتي نهال٠


أشار الدكتور ممدوح بيده قائلاً وهو ينهي الأمر كله:

_ طيب كدا الموقف كله ظهر ودي شجاعة أدبية كبيرة من سوسن ومنيب٠


ثم استدرك قائلاً وهو يضع نظارته على عينيه:


 _وقت كتير من المحاضرة راح، احنا هنا في محراب علم، نبدأ المحاضرة وعايز تركيز من الكل دا اهم جزء في المقرر كله اللي هنعتمد فيه على حياتنا العملية وأسس النجاح فيها٠


كانت مشاعر نهال متضاربة ما بين سعادة كبيرة وبعض الاحراج من نظرات الجميع لها، كلمات الدكتور ممدوح جعلت لكل هذا حد فاصل، حين انتبه الجميع إلى المحاضرة التي امتدت ساعة ونصف كاملة، قبل أن يقرر الد كتور  أن هذا وقت كاف ويرفع يده قائلاً:

_بعد بكرة محاضرة جديدة٠


خرج الدكتور ممدوح في حين أسرعت نهال في اللحاق به من أجل الخروج من المدرج كاملاً، لم تكن تريد الحديث في أي شيء مع منيب أو سوسن، أو أي شخص من الطلاب، لقد انتهت الموقف وانتهى الجدال وتم تبرئتها ولكن وقع الصدمة على عقلها وكيانها جعلها لا تريد 

الحديث عن هذا الأمر، 

بحثت نهال عن رينو إلى أن وجدتها في المكان المتفق عليه التواجد أمامه أمام مسرح الجامعة، قالت نهال وهي تنظر إلى المسرح المغلق الذي يجلسون أمامه:


_عندك محاضرات ؟! 


نظرت لها رينو دقيقة وقالت:


_ايوا عندي محاضرة٠


تمتمت نهال:

_أنا خلصت محاضرات كدا اليوم خلص، ممكن أحضر معاك محاضرتك٠


نظرت رينو إلى المسرح وقالت:

_التدريب النهاردة بعدالساعة تلاتة، والمحاضرة هتخلص  اتنشر، يا لا نحضر المحاضرة وبعدها نروح بيت الطالبات، بكرة نبقا نشوف وافقوا على مشاركتي معاهم ولا لأ٠


نهال هزت راسها علامة الموافقة في حين قالت رينو وهي تتفحص وجه نهال:


_أنت مخضوضة ليه يا نهال؟ في حاجة حصلت في المحاضرة؟ 


قصت نهال كل الاحداث التي حدثت من منيب وسوسن، مما دفع رينو أن تبتسم وقالت:


_بني  ءادم  شهم٠


همست  نهال في تساؤل:


_مين؟ 


نظرت لها رينو في استنكار وتابعت:

_منيب أكيد، يستاهل يكون رئيس اتحاد الطلبة، خصوصا أن الطرف التاني خطيبته زي ما بتقولي٠


نهال قالت وهي تنظر إلى رينو:

_واضح  من طريقتها وأسلوبها، أنه أجبرها أنها تعترف٠


رينو ألقت نظرة عن بعد إلى حيث يقف منيب مع مجموعة من الطلاب والى جواره سوسن وقالت:


_بس هو ليه زعامة مع الطلبة،  حاجة واضحة اوي هو شكله كمان اجتماعي شوفي شكل  الطلبة معاه  عاملين ازاي؟


لم تجب نهال، كانت تنظر إلى سوسن التي تتحدث إلى منيب في إهتمام شديد، رفع منيب رأسه في إتجاه رينو ونهال الذين يسيرين في الاتجاه المقابل له، تظاهرت نهال بالنظر في الجهه المعاكسه له وتحدثت إلى رينو:


_انا أول مرة أكلمه امبارح، أنا اربع سنين في الجامعة بعتمد على نفسى وبس في أي حاجة، المشكلة دي هما اللي حطوني فيها، علشان كدا شايفة أن اللي حصل دا واجب وفرض عليهم، مش فضل عليا منهم اللي عملوه٠


أكدت رينو على حروف كلماتها:


_هي اللي حطتك فيها، سوسن مش منيب يا نهال، بصي كويس اللي حصل، سوسن كبرت دماغها لما الدكتور ظن أن أنت ووجه غضبه عليك، منيب انصرف بدافع موقعه بين الطلبة،  دافع انساني كمان وواجب  ب اعتبارك زميلة، وبحكم أنه يقدر يشيل عنك نوع من عقاب الدكتور ممدوح اللي كان هيقع عليك، شاف أن دي آخر سنة ليك في الجامعة ومن الأفضل للكل تمر في هدوء لانه عارف انك نوع مش مشاغب، وكمان محدش كان هيقدر ياخد موافقة دكتور ممدوح برفع العقاب عنك غيره هو، لانه واضح أن ليه شعبية كمان عند الدكاترة مش الطلبة بس،  بس لما  عرف منيب الحقيقة كاملة مني ومنك، وعرف أنه اللي عمله بحسن نيه هو تثبيت تهمة وتشويه حقائق، بريء ساحتك،  يعني صلح غلطة خطيبته في حقك  كمان،  رد لك اعتبارك،  رغم أن سوسن الأقرب ليه والأعز طبعاً وأنت شخص مجهول ليه،  حاجة نادرة تحصل، بالعموم هو انسان عنده اخلاق  مش مستهتر أو صاحب قيم مزيفة أو صوت رنان من غير أفعال، الموقف دا 

بيوضح شخصيته

عشان كدا هو يستحق الشكر على كل حاجة٠


نهال لم تجب اكتفت بالصمت ولكن قرارها كان

قد تم أخذه بالفعل سوف تتجنب سوسن ومنيب إلى آخر يوم في الجامعة، فلقد  اكتفت بموقف واحد فقط وإهانة واحدة من طاقم التدريس الجامعي٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة