رواية جديدة حرمان الهوى لكيان - اقتباس الفصل 14 - الثلاثاء 27/8/2024
قراءة رواية حرمان الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حرمان الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة كيان
اقتباس
الفصل الرابع عشر
تم النشر يوم الثلاثاء
27/8/2024
تجلس فوق الفراش تتابع هاتفه بملل شديد لا جديد به سوى أنها إزالة بعض أصدقائها التي تضمهم قائمة تطبيق الفيسبوك والواتساب، لقد أيقنت أذ أردت أن تحيا سعيدًا أبتعد عن الصداقة الزائفة وهذا ما فعتله.
أبعدت عينيها عن هاتفه لتجده يقف أمامها بطولة يرتدي بنطال غامق اللون وجزعه العلوي عاري تمعننة النظر إليه قليلًا بتلك العضلات ولحيته السوداء تتناسق مع عيونه التي أتخذت نفس اللون.
حمحمت عند أدركه أنه نادى عليها مرتين متتاليتين:
" في حاجه "
جلس بجوارها فوق الفراش:
" بنده عليكي من شوية، بتعملي إيه"
مطت شفتيها في ملل:
"ولا حاجه بظبط كام حاجه في الموبايل، هو أنت مش هتروح المستشفى"
امسك بتلك الخصلة المتمردة برجعها مكانها:
" لا واخد أجازة وعملتلك أجازة عايز افضل معاكِ شوية "
تورد خديها خجلًا ثم همست في امتنان:
"شكرا يا نوح شكرا علي كل حاجه"
شاكسه عندما فتح زرعيه لها:
" طيب ينفع الشكر دا يبقي حضن "
لمَ تنتظر ثواني حتى ارتمت بين أحضن ترمي كل شئ بين ذراعيه مثلها لتصبح هي وكل ما يعنيها بين يديه.
قبل نوح وجنتها بحب شديد، مخرجًا ما يدور بدخله:
" ربنا ممكن ياخد مننا حاجات كتير بنحبها بس بيعوضًا بحاجة بالحاجات دي كلها، أن مكنتش متخيل أنك في يوم هتبقي في حضني كده، فكرت هتعب وهيطلع عيني معاكِ، الحمدلله حكمة ربنا"
أغمضت عنيها تستمتع بحركت رأسه فوق شعرها وتلك الكلمات اللطيفة لينتهي بها المطاف نائمة بين أحضانه.
❈-❈-❈
أصبح مزاجه أفضل تقف تعد مشروبه المفضل وهو الهوت شوكولاتة الفرق بين البارحة واليوم أنه أخبره بحبه، لا تعلم أن كانت تحبه ام لا فهي مزالة صغيرة وأن علمت شهد هتذبحه علي أي حال هي تنجذب له تحب ذلك الراجل الحنون الذي ربها الوسيم الجذاب.
دارات بسعادة وهي تدندن كلمات أغنية عربية ما قادت تكمل دورتها حتى تفاجأ بتلك الحرباء ورد، التي قالت:
" أنتِ مش هتبطلي حركاتك الرخيصة دي "
رفعت منه حاجبه علامة على عدم رضها لم تهذي هذه الحرباء لتكمل ورد:
" جوزي كان بيعمل أيه فى أوضتك الصبح، بطلي تلفي حوليه هو أتجوز فكك منه و شوفي غيره ولا أنتِ واخواتك حالفين أنكم متسبوش واحد في رجالة مهران يطلع براكم… "
توقفت عن الحديث مستغربة كيف لها أن تضحك بتلك السخرية ظنت أنه بهذا الحديث ستفحم دماءه لكنها تضحك، حاولت منه السيطره علي ضحكاتها، وضعت يدها علي فمها وقالت من بين قهقتها:
" معلش والله بس كلمت جوزي موتني ضحك، اصل يعني مبقلكمش كام ساعة وهتطلقوا بعد شهرين، وبعدين يا سكر جوزك هو إلي جه ورايا والله أنا مكنتش عايزه أتكلم معاه بس هو كان هيتجنن لو مبررش ليا هو أتجوزك ليه"
دلو من الماء البارد سُكب فوق رأسها التلك الشمطاء تعرف بسبب جوزه منها، أهي تعلم أنها حامل، أزوجه يرقد خلف تلك ذات السبع عشر عام ويتركها هي.
رفعت سُبابته في وجهه تحذرها للمرة الأخرى:
"أسمعي يا بت أنتِ تروحي تشفيلك حد من سنك تلعبي معاه وجوزي سبيه في حاله"
ثم توجهت للخارج كصاروخ تصعد الدرج ثواني وكانت في الجناح الخاص ، قفت خلفه وهو يجمع ملابس جديدة لتغير تلك التي تلطخت أثناء مساعدة عمه يونس، فرقة يديه وهي تقترب منه:
"أساعدك"
مط شفتيه متلابسًا البرود:
"لا أنا خلصت"
" هو أنت قلت حاجة لمنة "
كانت أجابته برده كحالة منذ زوجه، أبتسمت ساخرة زواجهم الذي لمَ يكمل يومان ولم تقدم خطوة واحدة ظنت الأمر أسهل من هذا بكثير:
" ايوه قلتلها يا ورد أنا مش هبوظ علاقتي بمنه لأني هتجوزها بعد ما اطلقك "
" مش ملاحظ أنها صغيره عليك شوية "
تحرك متجه إلي المرحاض قبل أن يقول:
" لا مش صغيره اول ما تتم العشرين هتجوزها السنتين دول هخطبها "
من ثم اختفى داخل المرحاض، لم تشعر بوجدانها وهي تحطم تلك المزهرية في غضب شديد تبًا لكل ما حولها، تركة الغرفة من ثم توجهت إلي الغرفة الخاصة بجدتها تعرف ماذا فعلت مع هذا المدعو شريف.
لُج لداخل الغرفة لتجد جدتها تجلس فوق الفراش ملابسه السوداء التي خرجت بها تحيط بها، أصبحت أكثر جرأة معها سألتها بصوت أصبح به بعض الثقة:
"عملتي أيه"
قصت عليها ما حدث دون أن تزحزح عنيها عن نقطة وهمية شاردت في ما فعلت لتنهي حديثه بـ:
" بس أنا رفضت "
جحظت أعين ورد تقول في صدمة:
"رفضتي، رفضتي ليه، ليه يا ستي"
وقفت تدور بالغرفة تبغض تشتتها وكرها لمَ فعلت لاول مرة لا تدري ما الصواب وما الغطاء.
" أنتِ متعرفيش مين يونس مهران ولا تعرفي أن مفيش حاجه تخفى عليه، هو عايزني ادمره، هندمره ازي ويونس بدا يدمر شريف من دلوقتي، ورد يونس لولا وصية ابوه عليا والله ما كان رحمني "
أثار حديث جدتها الرعب داخل معدتها، حاولت طمأنت نفسها بنها أنتهت تزوجة ممن تحب وانتهى الأمر سالت في صوت مهتز:
"طيب أحنا هنعمل أيه دلوقتي"
"مش عارفه بس إلي وصلنا ليه لحد دلوقتي كويس أنتِ أتجوزتي سيف حاولي وحده وحده تبعديه عن العيلة ويبني بيت ليكِ ولو شاطرة تقدري تمضيه علي نصيبه باسمك بس كل من غير ما يونس يعرف"
ليس ما تريد لكنها ستجاري جدتها حتى تجد هي الحل:
" ماشي "
❈-❈-❈
لما يرفع بصره عن الاوراق امامه عندما فتح الباب فهو على دراية بضيفه، لستمع لصوت غريمه الذي لم يتحمل اكثر من يوم يهمس:
"يونس بيه"
رفع وجه ليجده يقف أمامه بيده حقيبة سوداء الون وضعه فوق المكتب ثم بدا بحديثه الناعم:
" يا يونس يابني متزعلش مني أنا بس كنت مزنوق في قرشين ومكنش معايا المبلغ "
ارتاح يونس أكثر في جلسته إلي الخلف:
" مع أنك مقلتليش كدا، على العموم المبلغ أتاخد منك مضاعف الارض الى أنا خدتها قد المبلغ دا مرتين كنت هتكسب كتير صدقني "
توسه بكلام معسول:
"حقك عليا يا ابني وانا مستعد أدفعلك ألي أنت عايزه في الارض دي بس رجعهالي أنا هخسر كتير دا وكل المشاريع الي كنت ناوي اعملها عليها كدا مفيش"
" ما أنا عارف ودي قرصة ودن من يونس مهران علشان تبقي تعرف بعد كدا، الصراحه حتت الارض دي عيني كانت عليها وجات من عندك "
أشار للحقيبة فوق مكتبه ثم للباب:
"خد فلوسك وطلع برا هتلاقي عم جابر هيوصلك للباب"
ماذا سيحدث لو أخرج سلاحه الناري ليتخلص من هذا المتعجرف تبًا سيصيب قلبه سكتة قلبية لو لمَ تعد له تلك الأرض، أمسك بحقيبته ثم غادر للخارج.
ليجد سيدة يبدوا عليها الكبر رغم تلك الملامح القاسية فوق وجهها، نفس الطول، والوزن، والعنين، أنها هي التي أعطته الشيكات، اقترب منها علي غفلة من عم جابر وهمس لها:
"لو مسعدتنيش هقول ليونس عليكِ ومعايا الدليل تسجيل صوت، هكلمك بليل"
ثم غادر، أما عنها فتيبست مكانه لقد ظنته يهدده فقد عندما أخبره أنه يعلم من هي أنه حقًا على دراية بحقيقتها.
فور خروج ذلك الغريب دخلت هي بحامل معدني يحوي كوب من عصير المانجو الطازج، لتراجع يونس في كرسيه أكثر يتابع تلك الغزال تتقدمه منه، وضعت الكوب أمامه في خجل شديد، ثم قالت في محاولات للهروب:
"بتبصلي كدا ليه"
امسك بكف يده لتجلس فوق قدمه وبدا في فك وثاق شعرها.
"عجباني"
غزة الحمر وجهها:
" هو الي كان هنا من شوية دا الراجل الي رفض يديك الفلوس "
توقف عن العبث بخصلات شعرها عاقدًا حاجبه علامة علي ضيقه:
" وأنتِ شفتيه فين "
لتجيب هي في سرعة خيفة من غضبه:
" من المطبخ والله كنت جيبالك العصير ولما شفته مع عمي جابر رجعت "
" ايوه هو جاي ويجبلي الفلوس بس رجعته بيه "
سألته وهي تلعب في مقدمة جلبابه في جرأة غير معتادة منها:
" طيب أنت عملته علشان هو يجيلك كدا "
أجبه محاولًا السيطرة بلا يقوم وينسى أين هو:
" ولا حاجه "
نقلة يديه من مقدمة جلبابه إلى عنقه، اقتربت من أذنه في محاولة أغراه قبل أن فجاءته بجملته التي همست بها:
" أصل أنا شفت الراجل الرجل دا واقف يتكلم مع عمتك "
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة كيان، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية