رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 24 - 5 - الأربعاء 25/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الرابع والعشرون
5
تم النشر يوم الأربعاء
25/12/2024
دفعة من باب الشقة التى كادت تلتصق به نحو وجهها جعلتها تنتفض بخطوة للخلف بنفس مفزوعة حين وجدت زوجها "فخري" قد عاد من الوكالة لتردف بنبرة مهتزة من مفاجئتها بعودته ...
- "فخري" !!! حمد الله بالسلامة يا أخويا ...
نظر نحوها بوجه مكفهر ليردف بنفور ..
- واقفة كدة ليه لازقة في الباب ..؟؟
أجابته بكذب لا يختلف عن طبعها المخادع ..
- أبدًا يا أخويا ، ده كان فيه قطة على السلم وكنت خايفة منها ، ما إنت عارفني محبش القطط ..
مال بفمه جانبيًا متهكمًا ...
- دي هي اللي تخاف منك ، وسعي كدة خليني أدخل بدل ما إنت سدة السكة ...
تنحت "صباح" بجسدها الممتلئ جانبًا تفسح له الطريق ..
- إدخل يا أخويا ..
دلف نحو غرفة النوم لتبديل ملابسه قبل تناول طعام العشاء ، تلك الوجبة التى تجمعهم جميعًا كل مساء ...
لكنها حين إبتعد "فخري" إنتبهت لسماعها صوت أقدام أخري تصعد الدرج ، إنتظرت قليلًا وهي تستمع بإنصات حين تخطت تلك الخطوات باب شقتهم صاعدًا نحو الدور الأعلى ...
إتسعت عيناها بوميض مختلف ، فهناك زائر يقصد بيت غريمتها وبناتها ، على الفور فتحت الباب لتشهد ما يسر قلبها ، إنه رجل ...
رأت خياله قبل أن يختفي مستكملًا صعوده لتحدث نفسها بإبتهاج ...
- والله وباضت لك في القفص يا بت يا "صباح" ، ده راجل طالع لهم بجد ...
شحذت أسناتها وإستعدت لمواجهة طالما تمنتها فقد جائت فرصتها أمام أقدامها ، فيبدو أن سر هذا الشيخ نافذ بالفعل ، واليوم ستحط من تلك الـ"زكيه" وتمحي وجودها بيديها ...
حمل "بحر" حقيبة "نغم" بين يديه ليمر أولًا ببيت النجار قبل عودته لوالدته ككل يوم ، وصل نحو البيت لاحقًا بـ"نغم" وأختها بدقائق قليلة ليصعد الدرج تجاه شقتهم بالدور الأخير ..
رغم إعراض "نغم" عن حبه إلا أن بداخله شعر ببعض السعادة لوجوده ببيتها ، يشعر كمن أصبح أكثر حميميًا لتلك العائلة التى لم يرها بعد ، طرق الباب بخفة ليفتح الباب دون إبطاء فقد كانت "نغم" و "شجن" قد دلفتا للتو ...
لحظة تفاؤل لِحَظَهُ السعيد فقد كانت معذبته هي المجيبة لطرقاته لتقف بأعين مذهولة متسعة عن آخرها ، ظن لوهلة أنها تخشى من والدتها حين لمح الفزع بعيناها وسط دهشتها ، نظرات متخوفة قابلها بهيام لم يستطع إخفائه ، لكنها هتفت بإضطراب ...
- أستاذ "بحر" ...!!!
تهدج صدره وهو يطالع وجهها القمري وعيناها المحدقة به ليردف بهدوء طبعه ...
- أسف على التطفل ، بس إنتِ نسيتي شنطتك في المكتبة ، وإفتكرت إن فيها القبض وإنتِ كنتِ محتاجاه أوي ...
نعم هو محق بذلك ، لكن تخوفها من وجودة يتعدي لهفتها على حصولها على راتبها لتسحب حقيبتها من بين يديه بحركة خاطفة معقبة وهي تسرع لإغلاق الباب ...
- اه ماشي ، شكرًا ، شكرًا ...
ضيق عيناه من رد فعلها الفزع وقد تيبس بموضعه حين سمع صوت حنون من خلفها يتسائل ...
- مين يا "نغم" ..؟!!
أهلت إمرأة خمسينية لطيفة من خلف "نغم" التى لم تكاد تغلق الباب بعد لتجيبها بنبرة مترددة ...
- ده ااا ، ده الأستاذ "بحر" ، جايب لي شنطتي ، أصل أنا نسيتها في المكتبة ...
ببسمة وحفاوة نظرت "زكيه" نحوه تشكره على صنيعه ..
- ألف شكر يا إبني تعبناك ...
حيرة إعتلت فكره فلم "نغم" متخوفة بهذا الشكل وقد قابلته والدتها بهذا الهدوء والتقبل ، ليجيبها بتوجس من أن يكون فعل شئ يغضب "نغم" هو بالتأكيد في غنى عنه الآن ...
- العفو حضرتك ، أنا إفتكرت إن "نغم" محتاجة المرتب عشان كدة مرضتش أخليها ليوم السبت لما تيجي ..
- كتر خيرك ، عملت طيب ...
قالتها "زكيه" بلين شعر به "بحر" ليدرك كم هي طيبة لينة القلب ...
لكن سرعان هذا الهدوء ما إنقلب لفزع بأنفسهم فقد ثار البركان الخامد ليلقي عليهم نيرانه وقذائفه دون مراعاة لصفاء قلوبهم ...
صرخت "صباح" بأقصى ما يمكنها من صوت خشن تريد أن تجمع الجيران بصوتها الجهوري ...
- ها الله ها الله ، وده إسمه إيه ده يا ست يا شريفة ، إنتِ بتستغفلينا إنتِ وبناتك ..!!! رجااااله !!! جايبة رجاله في إنصاص الليالي ...
ثم مالت بجزعها نحو نافذة السلم المفتوحة لتصرخ بالعامة تتهم "زكيه" وبناتها بشرفهم وسوء خلقهم ...
- إلحقوني يا خلق ، إلحقوا يا ناس ، تعالوا شوفوا اللي بتقول على نفسها شريفة ، جايبة الراجل لبنتها في نصاص الليالي في شقتهم ...
بحمية وشهامة وقف "بحر" يتصدى لتلك الوضيعة التى تلفق لهم الإتهامات وتلقي هؤلاء الشريفات بشرفهن ...
- وطي صوتك يا ست إنتِ ، إنتِ إتجننتِ ، الست دي أشرف من الشرف هي وبناتها ، لمي لسانك بدل ما أقطعهولك ...
شهقت "صباح" بقوة تزيد من سعير النيران تريد إثبات فضيحة لتلك السيدة الشريفة وبناتها ولن تجد مثل هذا الوقت لفعل لذلك ...
- لا يا شيخ ، أخاف أنا ، إتفرجوا يا خلق ، عايزين يسكتوني ، عشان محدش يعرف عمايلهم ****** ، أهو ، راجل ده ولا مش راجل !!! مطلعاه بنفسي من أوضة مقصوفة الرقبة "نغم" ...
إرتعدت "نغم" بفزع وهي تسمع إتهامات زوجة عمها بشرفها أمام الناس فقد بدأ المارة يصعدون للأعلى لمشاهدة ماذا حدث اليوم بين "صباح" و "زكيه" ...
نظرات إتهامات بين العيون المحدقة تطلق كالخناجر بنفوسهم البريئة ، بإرتجاف شديد أخذت "زكيه" بالبكاء وهي تدفع بـ"بحر" مترجية ...
- إمشي من هنا يا إبني الله لا يسيئك ...
رفض "بحر" تمامًا أن يتركهم بهول هذا الأمر الذى يبدو أنه تسبب به دون أن يدري ، الآن فقط علم لم كانت "نغم" متخوفة من مجيئة لبيتهم ، برفض قاطع أجابها "بحر" ...
- لا يمكن يا طنط ، الناس دي لازم تفهم إن مفيش أي حاجة من كلام الست دي حصل ، الست دي كدابة ...
لكن الآذان تصم نفسها عن التصديق فهم يرون شاب غريب بباب "زكيه" وبالتأكيد لن تتهمهم "صباح" بالباطل ...
تعدت "شجن" وقفِة أمها السلبية الخانعة لتدافع عن أختها وشرفها أمام الجميع ...
- أيوة ، أختي معملتش حاجة ، والست دي كدابة ...
كقنبلة مدوية عادت "صباح" لصياحها الهادر ...
- وهو مين إللي بيتكلم !!! ما إنتِ زيها ، الله أعلم يمكن فيه راجل جوه معاكِ إنتِ كمان ...!!!!!
رفعت "شجن" ذراعها للأعلى لتصفع تلك المتطاولة لتخرسها عن كذبها وإلقائهم بتهم باطلة ...
- إخرسي خالص ...
جائت فرصة "صباح" لتستعين بسلاحها الثاني (الإستكانة) لتهتف بجموع الناس من حولها ...
- شوفتوا قليلة الرباية ، بتضربني قدامكم ، عشان إيه ، عشان أنا ست حره ودمي حامي ومبحبش العوج ، وأديني بشهدكم أهو على ***** و ****** والراجل أهو قدامكم ...
ضرب الناس كفوفهم بإستياء وهم يطالعون "زكيه" وبناتها بإشمئزاز ..
- لا حول ولا قوة إلا بالله ...
صدق الناس الظنون ولعبت تلك الحقيرة بأفكارهم حتى شعر ثلاثتهن بأنه قد غلب على أمرهن ...
وقفت "زكيه" تنتحب وهي تحرك رأسها بالنفي ، بينما تيبست "نغم" بحالة صدمة منذ بداية الصراخ ، لكن "شجن" لن تستسلم لتلك الوقحة ليتهدج صدرها بإنفعال مردفة بحدة ...
- لو عندك دليل واحد هاتيه ، إحنا أشرف منك ومن مية زيك ، يا كدابة ...
رفعت "صباح" كفها ترد لها الصفعة الأولى وهي تطالعها بأعين قوية ...
- إخرسي يا قليلة التربية ، صحيح ، حتجيبي الأدب منين ، ما أهو ، قدام الناس كلها ..
تحركت "نغم" أخيرًا نحو "بحر" فهو سبب ما حدث ، وستظل "صباح" تهتف وتصارخ بالحي بأكمله حتى تثبت ذلك لتدفعه بكل قوتها ...
- إمشي من هنا يا أستاذ "بحر" ، إمشي بالله عليك ، كفاية لحد كدة ...
زاغت عيناه بحيرة فهو لا يريد تركهم بمفردهم مع تلك المرأة لكن توسلها له بالرحيل يغرس بقلبه ...
- لا يا "نغم" ، مقدرش أسيبكم ...
كررت توسلها وسط بكائها الذى يقطع نياط قلبه ممزقًا إياه بقوة ..
- عشان خاطري إمشي ، بالله عليك ...
ربما ذلك سيكون حلًا لصمت تلك المرأة ليهتف قبل مغادرته ..
- أنا حمشي مش عشان كلام الست دي لأ ، عشان خاطر الناس الشريفة دي متتأذاش ، لكن إنتِ ست كدابة ، ومفترية ...
أنهى حديثه موجهًا إياه لـ"صباح" التى وصلت لغايتها ...
هبط "بحر" درجات السلم مبتعدًا ربما الأمور تهدأ بعد رحيله لكن قلبه سيظل متوجسًا حتى يطمئن عليهن ..
صعد "فخري" إثر سماعه لصراخ "صباح" وصياحها بوجه مقتضب ...
- إيه ده ، فيه إيه هنا ؟!!
أعادت "صباح" وصلتها الأولى بإتهام "نغم" بوجود شاب بغرفتها وأنها فتاة لعوب سيئة السمعة ..
دارت عينا "فخري" بين جموع الملتفين وبين "زكيه" وبناتها بوجه مقتضب وقبل أن يعلن عقابه الحازم كانت "صباح" تسبق بحديثها ...
- دول عار على عيلة النجار ، لازمن يسيبوا البيت وينطردوا في الشارع ، إحنا منقبلش نعيش مع ناس زي دول ، مين ده إللي حيدخل بيت فيه بنات زي دول ...
لكن الصدمة جائت من خلفهم جميعًا حين صاح صوت ذكوري بحزم ...
- أنا ، أنا حدخل البيت ده و حتجوز "نغم" ....
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..