رواية جديدة سرداب الغرام لندا حسن - الفصل 7 - 3 - السبت 14/12/2024
قراءة رواية سرداب الغرام كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سرداب الغرام
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ندا حسن
الفصل السابع
3
تم النشر يوم السبت
14/12/2024
عاد "يوسف" إلى المنزل في نفس اليوم، أثبت حضوره وللأسف الشديد بات مضطر أن ينظم وقته أكثر من ذلك بعد أن أصبحت "نورا" خطيبته، حاولت أن تخرج معه وتتدلل عليه ليس بحسنها بل باغراءها له ولكنه كان صلب للغاية أمامها ولم تحرك شعرة واحدة من رأسه.. مثل أنه مرهق للغاية ولا يستطيع الذهاب معها إلى مكان ولكن مع وعد بعد الحاحها أن يخرج معها في يوم قريب ثم ذهب إلى غرفته ليبتعد عنها ذاهبًا للتحدث مع حبيبته الذي تركها وحدها وليغفو على صوتها..
"اليوم التالي"
ذهب "يوسف" في اليوم التالي في الصباح الباكر قبل أن يرى والده في يوم إجازته، أخذ سيارته وخرج عائدًا إلى الشقة عند "مهرة"
كانت مهرة قبل ذلك الوقت استيقظت من النوم باكرًا هي الأخرى كما تحب يوم الجمعة دومًا، فتحت صوت القرآن ليعلوا في الشقة مع رائحة البخور الذي أشعلتها ودارت بها في انحاءها ثم تركته على رخامة المطبخ ودلفت إلى المرحاض لتأخذ حمام بارد تنعش به جسدها وتبدأ اليوم بنشاط وحب..
فتح باب الشقة، استنشق رائحة البخور واستمع إلى إذاعة القرآن الكريم الذي بعثت داخله الراحة والطمأنينة، أغلق الباب وترك المفاتيح قبل أن يدلف إلى الداخل...
ولج إلى الغرفة فلم يجدها استمع إلى صوت المياة في الخارج فعلم أنها بالمرحاض، خلع جاكيت بدلته وألقى به على الفراش بحماس ثم حذاءه وتقدم من الخزانة الخاصة بها وبدأ بالتفتيش عن ملابس لها يريدها في الحال سريعًا..
أخرج من الخزانة قميص طويل من قماش الحرير بحمالات رفيعة وفتحة صدر واسعة كمعظم ملابسها التي تفضلها لونه زيتوني غريب بلمعة خفيفة للغاية، نظر له باستحسان ووضعه على الفراش ثم عاد إلى الخزانة يبحث عن غيره بنظراتٍ راضية حماسية..
أخرج واحدًا غيره بنفس التفاصيل طويل بحمالات رفيعة وفتحة واسعة لونه أحمر قاتم مزخرف بورود من نفس اللون، شقت الابتسامة وجهه وهو ينظر إليه ثم وضعه هو الآخر على الفراش جوار شقيقه..
أتجه إلى المرآة التي وضع عليها مستحضرات التجميل الخاصة بها فلم يجذب انتباهه سوى تلك الرائحة الخلابة التي تخطف أنفاسه كلما استنشقها، أخذها وألقى بها على الفراش، ضرب على رأسه وعاد إلى الخزانة ليفتح الخاصة به هذه المرة وأخرج منها شورت رجالي أبيض اللون وقميص قطني مثله ثم وضعهم فوق اشياءها
فتح أزرار قميصه ووقف في الغرفة بينما هي خرجت من المرحاض مرتدية الرداء الخاص به منحنية على نفسها تجفف خصلاتها الطويلة في المنشفة بتعثر، دلفت الغرفة فرفعت رأسها لتجد من يقف أمامها وقعت المنشفة من بين يديها وهلع قلبها منطلقة منها صرخة فزع أوقعت قلبه هو الآخر بين قدميه..
صرخت بعنف وهي تضع يدها فوق موضع قلبها تنظر إليه باستياء حقًا:
-أنت مش هتبطل حركاتك دي قولتلك مليون مرة أنت بتخضني
أبصرها بملامح عابثة فلم يكن يقصد حقًا هذه المرة اخافتها ولكنه ارتعب من صرختها مثلها:
-المرة دي مكنتش أقصد بجد أنا آسف
أشاحت بيده بهمجية وهي تنطلق نحوه تنهره بعنف وغلظة تخرج من لسانها السليط:
-مكنتش تقصد ايه مش عارف تقولي إنك موجود
أقترب منها ببطء وتغيرت ملامحه إلى اللين قائلًا:
-مخدتش بالي بجد يا مهرة حقك عليا
تأفأفت زافرة بحنق قائلة بانزعاج:
-هقطع الخلف بسببك وتقولي حقك عليا
أزاح الرداء من على جسدها ناحية قلبها ليكشف عن مقدمة صدرها يميل عليها مقبًلا موضع قلبها هاتفًا برقة:
-خلاص معلش ادي قلبك ابوسه
سخرت باستهزاء:
-والله
أومأ إليها بسخافة متصنعًا البراءة:
-والله.. شوفتي أنا حنين إزاي
نظرت إلى الفراش من خلفه لتجد ملابس لها وله قد وضعها فوقه بعد أن أخرجها من الخزانة فأعادت النظر إليه متسائلة باستغراب:
-أنت بتعمل ايه ومطلع الهدوم دي ليه وبعدين أنت مقولتليش إنك جاي
أبتعد عنها للخلف يخلع عنه قميصه بعد أن فك ازراره:
-عندك معاد مثلًا
كرمشت ملامحها بسخرية وأكملت:
-بايخ أوي.. بتعمل ايه بقولك
-مش قولتلك إني عاملك مفاجأة
أومأت إليه برأسها:
-آه
أجاب سريعًا وهو ينزع باقي ملابسه:
-هي دي.. يلا البسي علشان هننزل
سألته مضيقه ما بين حاجبيها مستغربة من حديثه:
-هنروح فين دلوقتي
وقف بالسروال أمامها بعدما انتهى ليقول بجدية يوضح لها ما يريده أن يحدث سريعًا:
-ممكن بلاش أسئلة كتير اعملي اللي بقوله وبس.. البسي وهاتي شنطة نحط فيها الهدوم دي وأي حاجه أنتي عايزاها علشان هنقضي اليوم بره
تأفأفت تنظر إليه بضيق وحنق:
-مش هعرف كده فضولي هيموتني قولي رايحين فين ولا هنعمل ايه
تحدث "يوسف" بعجلة وهو يبتعد عنها إلى الخارج:
-مهرة.. مش عايز كلام كتير يلا متضيعيش الوقت دي مفاجأة
-طيب
خرج من الغرفة تاركًا إياها وهو يتحدث:
-هدخل أخد شاور أخرج الاقيكي خلصتي
ابتعدت إلى الخزانة الخاصة بها وأخرجت منها ملابس للخروج وضعتهم على الفراش ثم تقدمت من المرآة تنظر إلى مظهرها وجمالها الخلاب الهادئ الأفضل بكثير من مليون مظهر لها وهي تضع مستحضرات التجميل ولكنها دومًا تفضل الظهور بكامل زينتها أمامه..
جففت خصلات شعرها الغجرية وأعتنت به ليعود كما كان شعر أسود غجري طويل ينساب على ظهرها بطوله، ارتدت ملابسها التي كانت عبارة عن فستان أسود طويل إلى كاحليها محتشم مغلق من الصدر والاكمام يتوسطه حزام من نفس لونه بلمعه فضية خفيفة.. بدأت بوضع كحل أسود اللون يبرز جمال عينيها الرمادية غريبة الرسمة والسحر، ثم وضعت أحمر الشفاه الذي تفضله دومًا مع القليل من مورد الوجنتين لتظهر في أبهى صورها
خرج يوسف من المرحاض لينظر إليها بعينان مشتهية كل ما يأتي منها ولو كانت نظرة كمثل الآن تخطف الأنظار وتسلب الأنفاس منه لتتركه وحيد في طريق خالي من الأكسجين يصارع الزمن للخروج منه لاهثًا..
كيف لها أن تكون بكل هذه الفتنة، كيف لها أن تمتلك كل هذا الجمال وحدها! كيف لها أن تخطف قلبه وتأثر عينه وتأخذ كل ما به لها دون مقابل أو مادة للشراء..
أقترب ليقف أمامها قائلًا بنظراتٍ تائهة في سحر أعينها:
-سبحانه اللي حط فيكي كل الجمال ده
ابتسمت برضاء تام وخجل ظهر في نظرتها ولمعة عينيها على الرغم من تلك الجراءة التي تتمتع بها إلا أن تلك الكلمات منه تملئ قلبها بالحب والغرام الذي يفيض منه وإليه..
تنهد بعمق ثم نظر إليها بجدية في لحظة واحدة تغير بها حالة عندما أدرك أنها لم تنتهي بعد:
-أنتي لسه مخلصتيش كل ده
تفاجات بذلك التحول الغريب ونظرت إليه بحنق مجيبة:
-لأ خلصت خلاص على ما تلبس هحط الهدوم دي في الشنطة بس
أبتعدت لتأتي بحقيبة خاصة بها لكنها كبيرة قليلًا وضعت بها الملابس الذي أخرجها من الخزانة بعد طويها وتلك الرائحة العطرة المحببة إليه بعد أن نثرت القليل منها عليها لتثيره فاستدار سريعًا:
-مترشيش من أمها هنا كفاية بقى مش هنمشي كده
وضعتها في الحقيبة:
-خلاص أهو
ثم أخذت بعض الأشياء التي تريدها ووقفت أمامه قائلة بصوتٍ مستهزء:
-اديني خلصت وأنت لسه
كان قد ارتدى بنطال أسود وقميص أبيض رافعًا أكمامه لساعديه ومشط خصلات شعره سريعًا ونثر العطر الخاص به عليه ثم قال:
-وأنا خلصت أهو يلا بينا
ارتدى نظارته الشمسية وفعلت المثل متسائلة بينما تُسير خلفه إلى الخارج بعدما أخذ الحقيبة منها حاملًا إياها:
-مش هتقولي رايحين فين
أخذت هاتفها وهو الآخر ثم فتح باب الشقة وأخرجها ليغلقه قائلًا:
-بطلي تسألي علشان مش هجاوبك
التزمت الصمت إلى أن وصلت معه إلى الأسفل ليأخذ سيارته من الجراش الخاص بسيارات العمارة، صعدت إلى جواره وذهب بها، قليلًا من الوقت وصل إلى منزل صديقة "عز" لم تكن تعرفه لأنها لم تأتي إلى هنا أبدًا بسبب والدته، لكنها نظرت حولها تميل رأسها قليلًا فوجدت "آية" تقف في الشرفة تنظر إليها مُشيرة بحماسٍ وفرحة
نظرت إليه عابثة:
-أنت جايبنا نقضي اليوم عند آية وعز
-اصبري
هبط من السيارة مشيرًا إليها أن تبقى كما هي ليجد "عز" في انتظاره، رأته وهو يعطيه مفاتيح ثم تركه وذهب صاعدًا إلى بيته مرة أخرى وعاد "يوسف" إليها قائلًا:
-انزلي يلا
هبطت من السيارة فأخذت معها الحقيبة وعاد هو إلى حقيبة السيارة في الخلف ليخرج منها أكياس عدة حملها في يده ثم أغلقها جيدًا وأشار إليها أن تُسير ناحية سيارة أخرى والتي كانت الخاصة بـ "عز"
وضع بها الأكياس وصعدت إليها ثم فعل المثل لكنها لم تستطع الصمود أكثر قائلة بفضول:
-أنت بدلت العربية مع عز ليه ما تفهمني
تحرك بالسيارة مبتعدًا وأجابها:
-علشان نمشي بيها.. مش عايز أمشي بعربيتي يا مهرة مالك كأنك مش فاهمه
تنهدت قائلة:
-طب شغلنا حاجه بقى لحد ما نشوف رايحين فين
نظر إليها ثم أعاد نظرة إلى الطريق مبتسمًا:
-عيوني لمهرة قلبي
بدأ في محاولة تشغيل شيء يعجبها ولكن لم يصل إلى الاستحسان منها فقالت بنزق:
-ايه الأغاني دي وقف وقف أنا هشغل على موبايلي
بعد لحظات مرت كانت قد بدأت تدندن مع كلمات الأغنية تنظر إليه بحالمية ونظرات الغرام تقطر من عينيها إليه، مالت تقترب منه تعانقه بينما وهو يسير ببطء بهدوء نثرت شفتيها كلمات الأغنية بكل العشق الذي داخلها:
-مهما يحاولوا يطفوا الشمس، مهما يزيدوا علينا الهمس، مهما يقولوا، مهما يعيدوا أنت في قلبي أنت وبس
رفع كف يدها إلى فمه مُحتضنًا إياه يقبلة بامتنان وهي تُكمل بسعادة وشغف:
-كل كلامهم مش هيأثر وأنا ولا هبعد ولا هتغير يمكن حتى هقرب أكتر مهما يحاولوا الناس بالعكس
بقيت تدندن كلمات الأغنية وغيرها والطريق لا ينتهي، لم تسأله مرة أخرى بل بقيت تستمتع بالرحلة جواره بابتسامة سعادة وفرحة والحماس يتملك منها..
بعد وقت رأت لافتة كتب عليها الإسكندرية، وهي لم تكن تلتفت إلى الطريق من الأساس نظرت إليه باستغراب متسائلة:
-إحنا جاين اسكندرية ليه
رمقها بنظرة سريعة:
-علشان نقضي اليوم سوا بعيد عن كل البشر وبعدين خلاص بلاش أسئلة كتير إحنا قربنا نوصل
وصل إلى شاطئ خاص هبط من السيارة بصحبتها أخذ الأشياء الخاصة بهم معه ليتجه سيرًا ناحية الشاطئ الذي كان يقف به الكثير من المراكب والذي توجه إلى واحدًا منهم وأشار إليها
نظرت إليه باستغراب أكثر من السابق:
-على فين؟
أشار إلى اليخت قائلًا بجدية:
-اليخت يا مهرة
سألته بعدما نظرت إليه مرة أخرى:
-ده بتاعنا؟
أومأ إليها مبتسمًا بهدوء:
-آه تعالي يلا
صعدت معه إليه ببطء وهدوء، تركت ما بيدها وفعل المثل على أحد المقاعد الذي قابلتها، بدأت قدميها تسير به تنظر إلى ما يحتويه في الأسفل أريكة كبيرة مستديرة هذا أول ما وقعت عينيها عليها ومساحة واسعة وأحد المقاعد، سلم يؤدي إلى الأعلى في السطح وغرفة أمامها على بعد قليل..
بينما هي كانت تمتع نظرها به وبمظهر المياة من حولها وجمالها الخلاب الذي خطف أبصارها كان حرر اليخت من وقفته على الشاطئ وعاد إلى الداخل متحركًا به في عمق البحر..
توجهت إليه في الداخل وجدته يقف ينظر إلى الأمام موجهًا اليخت إلى المكان الذي يريده أن يسير به، تابعته قائلة بصوتٍ منبهر:
-أنت بتعرف تتعامل معاه
أجابها بفخر:
-طبعًا.. اومال مشيت بيه إزاي
تابعت بعدما أقتربت منه تقف جواره:
-عمرك ما قولتلي
حرك شفتيه قائلًا:
-مجاتش فرصة قبل كده
نظرت أمامها وتأملت المظهر الذي ستبقى تتمتع به إلى أن تعود ولن تمل أو تكل منه، مالت عليه محتضنة ذراعه قائلة بلين اختلج قلبها:
-مكنتش أعرف أن المفاجأة هتبقى حلوة بالشكل ده.. أنا فعلًا محتاجه الخروجه دي أوي.. معاك أنت بس وسط البحر والسماء وعشقي ليك
مال عليها ليقبل أعلى رأسها برفق ثم تفوه:
-الكلام الكبير ده خليه كمان عشر دقايق بس نبعد عن الشط وهسمعك الأحسن منه مليون مرة
ابتسمت بثقة:
-واثقة من ده
-اطلعي فوق في اوضه غيري هدومك
أومأت إليه برأسها ثم تحركت تعود من جديد لتصعد إلى الأعلى تبدل ملابسها، وجدت مرحاض صغير فدلفت إليه تأخذ حمامًا مرة أخرى بعد طول طريق السفر ولكنها لم تبلل خصلاتها.. ارتدت ذلك القميص الذي الزيتوني، بحملات رفيعة وفتحة واسعة متدلية قليلًا، عانق جسدها بحريره ولامس فتنتها وأنوثتها الفريدة من نوعها، أبصرت نفسها باستحسان كبير بعدما وجدت لون عينيها تحول ليتناسب مع لون الفستان ووضعت القليل من أحمر الشفاه فوقه لامع براق ووجها لم يكن من الأساس يحتاج إلى شيء ليظهر جماله وفتنته، حركت خصلاتها الغجرية بيدها أكثر من مرة لتنعشها حول وجهها وتتدلى على طول ظهرها في مظهر رائع.. ابتسمت ثم تقدمت للخروج ولكنه قد فتح الباب ليدلف إليها بعدما وقف بالخيت بعيدًا في وسط المياة..