-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 25 - 4 - الأحد 29/12/2024

 

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل الخامس والعشرون

4

تم النشر يوم الأحد

29/12/2024




وبين تخبط من كلاهما إتجه "عيسى" لشقة والديه مبتعدًا عن بقائه مع "غدير" لبعض الوقت ...

لم يكن الحال بأحسنه بين "خالد" و "منار" اللذين غلب عليهم التجهم والضيق فيما دلف "عيسى" ملقيًا تحية الصباح ...

- صباح الخير ، مالكم قاعدين ليه كدة ؟!!

زمت "منار" شفتيها بإمتعاض لتشير بعينيها تجاه "خالد" قائله ...

- شوف باباك ، عاوز يحدد معاد كتب كتاب "رؤوف" من غير ما يقوله ...

جلس "عيسى" وقد تجلت مظاهر التعجب من فرض والده رأيه عليهم فهذا ليس من طبعه المتفاهم ...

- من غير ما يقوله !!! ليه يا بابا ..؟! مش متعودين منك فرض الرأي أبدًا ، إيه إللي حصل ؟!!

بدون توضيح يُريح قلب وفكر "منار" ألقى "خالد" اللوم على تصرفات "رؤوف" الراعنة ...

- مش شايف أخوك و إللي بيعمله !! ده ميتسابش لنفسه ، هو كدة يكتبوا الكتاب الجمعة الجاية ويشتروا العفش عشان حنتمم الفرح على طول ...

لم تتاح حتى الفرصة لـ"منار" للإعتراض فقد قطع حديثهم وقوف "رؤوف" بصدمة أمامهم ...

- إيه ؟!!!!!! كتب كتاب مين ؟؟ أنا ؟!! فجأة كدة من غير ما تاخدوا رأيي ، ليه عيل صغير ؟!!

ما خشيته "منار" قد حدث ، وضعت كفها فوق فمها بفزع من معرفته ومن رد فعل "خالد" فيما بعد ، كرد متوقع نهض "خالد" بملامح مقتضبة قاسية مردفًا بإنفعال ...

- أيوة صغير ، لما تبقى في سنك ده ولسه بتغلط غلطات العيال الصغيرة يبقى لازم نفوقك ونوقفك ...

تهدجت أنفاس "رؤوف" بقوة حتى شعر بتوعك شديد بمعدته تقلصت لها ملامحه بإمتعاض ...

- أنا يا بابا !!! ليه ، اه ، عملت إيه ؟!!

تقوس ألمًا بسبب معدته الثائرة بينما أجابه "خالد" بضيق على وشك الغضب ...

- مشيك تعطف وتلطف مع البنات دي شوية ودي شوية خليت شكلنا وحش قدام خطيبتك وأهلها ، مش مسترجل وجامد كدة ، إللي أعرفه إن الراجل لازم يكون جامد ، ناشف ، الكل يعمل له حساب ، الحنية والنحنحة دي مش للرجاله ، ولا إيه ؟!!

هب "عيسى" يهدئ الأمر بينهما فلا داعي للغضب وإثارة حنق والدهم الذى يكنون له كل الإحترام والرهبة أيضًا ، لحق "عيسى" بـ"رؤوف" قبل أن يقحم نفسه بجدال مع والده سيسبب له الضيق ويقلل من إحترامه له ...

- خلاص يا "رؤوف" ، بابا شايف إنك تتجوز بسرعة أحسن ، وهي كدة كدة "نيره" محدش فارضها عليك عشان تعترض ، يبقى الكلام ملهوش لزوم و إللي كان حيحصل كمان كام شهر نقدمه شويه وتتجوزوا على طول ...

إبتلع "رؤوف" إعتراضه وضيقه ليدلف نحو غرفته ، لا يدري لم الآن يشعر بالغضب والرفض لإتمام تلك الزيجة ، هل لفرض والده عليه الموعد المبكر ، أم لإحساس جديد ولد بقلبه دون إرادة منه ، هل يرفض "نيره" أم إحتلته "مودة" وشتت أفكاره وقراراته ...

جلس فوق الفراش متوعكًا فتقلص معدته أخذ في التزايد ، لكنه عاد لأمر ثابت بنفسه أنه لن يعارض والده ويغضبه وفي نفس الوقت لا ذنب لـ"نيره" بعشق وصل لقلبه متأخرًا سيظلمها به ...

ليرضخ رغمًا عنه لترتيب القدر الذى لم يظن يومًا أنه حين يحين ذلك سيصبح بهذه التعاسة ...

حاول "عيسى" تهدئة والده أولًا قبل أن يدلف لـ"رؤوف" يهدئ من نفسه وتقبله للأمر بطريقة دبلوماسية تجاوب معها "رؤوف" لإنهاء الأمر لا أكثر ، لكن بقى قلبه حزينًا لضياعه لفرصة متأخرة مع "مودة" فليته علم بذلك قبل الآن لكان إستطاع تغيير الأمر بدون أزمات بين أهله وأهل "نيره" لكن الآن لم يعد للأمر بُد وعليه تقبل الأمر الواقع ...


❈-❈-❈


بيت النجار ( شقة فخري) ...

وصلة قاسية ولا مبالاة بها كان ذلك لقاء يومي بين "صباح" و "راويه" بشرفة منزلهما لتنتهي "صباح" بسماعها صوت جرس الباب لتدلف مسرعة نحوه بخطواتها الثقيلة المترنحة ...

- "ريهام" ، تعالي تعالي شوفي النصيبة إللي أنا فيها ...

دلفت "ريهام" بتغنج هادئ غير مكترثة بإنفعال "صباح" لتمتعض بشفتيها الرقيقتين قائله ...

- خير يا حماتي ، جايباني على ملا وشي كدة ليه ؟!! يا ريت يكون حاجة مهمة بس في الآخر !!!

دفعتها "صباح" بخفة نحو الداخل تفرغ ما بداخلها من إنفعال فلا أحد يكترث لأمر ضيقها ...

- شوفتي إللي حصل !!! "مأمون" حيتجوز ...!!!!

ببرود تام كما لو أن من تتحدث عنه ليس بزوجها أطلقت "ريهام" زغرودة ممتعضه قبل أن تردف ...

- يا ألف بركة ، وأنا مالي يا حماتي ..

إتسعت عينا "صباح" بإندهاش لتعقب بإستياء من برود "ريهام" ...

- هو إيه إللي ، يا ألف بركة ، هو ده مش جوزك ولا إيه ؟!! 

أجفلت "ريهام" عيناها بتملل لتردف ساخرة ...

- كان ، كان جوزي ، هو حر ، يتجوز يطلق يغور ، وأنا مالي ...

جلست "صباح" بذهول تام قائله ...

- هو إيه أصله ده !!! إنتِ البعيد باردة !!!

تحفزت ملامح "ريهام" الهادئة لتقتضب بحدة مردفة بإنفعال ...

- إيه باردة دي ؟؟! إنتِ بتتكلمي معايا أنا كدة ؟!! لاااا مش أنا يا حماتي ، أنا محدش يشتمني ولا يقل مني أبدًا ، فاهمة ...

إنفعلت "صباح" صارخة بها فهي لم تعد تتحمل منذ ما حدث بالأمس فأعصابها متوترة بشكل بالغ ...

- إنتِ بتزعقيلي يا بت "سعيدة" ، أنا تزعقيلي وأنا جايباكِ خايفه عليكِ وعلى مصلحة عيالك وفلوسهم ...

وقفت "ريهام" مستكملة غضبها المحتد غير عابئة بقوة تلك المرأة فهي تتحكم بها بما تعرفه عنها لتردف بنبرة تهديدية واضحة ...

- لاااا عيالي وفلوسهم مينقصوش جنية ، والحبة دول يتعملوا على حد غيري مش أنا ، إبنك وإنتِ حره فيه أنا سيبتهولكم تشبعوا بيه ، لكن فلوس عيالي وربنا ما حسكت ...

فهمت "صباح" تهديدها جيدًا لتنهض بتبجح ودون الإهتمام فليس بالبيت سواها وتلك المنزوية بالشرفة ولن تسمع حديثهما مهما حدث لتردف بإستهزاء ...

- أعلى ما في خيلك ، إركبيه ، قولي إللي تقوليه أنا ميهمنيش ...

مطت "ريهام" شفتيها للأمام قبل أن تخرج ما في جعبتها تستكمل تهديهدها لـ"صباح" ...

- خلاص طالما إنتِ مش خايفه ، أنا حقول لعمي "فخري" مراتك الست "صباح" بتعمل لك أعمال عند الشيخ "كرامه" من سنيييييين عشان تفضل مكمل معاها ومتسيبهاش ولا تسيب البيت ، وإنها بتحط الأعمال ليه في كل مكان وفي الأكل إللي بياكله ، وكل ده عشان ميسيبهاش ويروح لغيرها ، تحبي أقول أكتر ولا كدة كفاية ، أقوله إنك مش بترضي تاكلي عند اى حد عشان خايفه حد يعملك عمل زي ما بتعملي للناس ، ولا أقوله على أذيتك للناس وأى حد يزعلك ... 

رفعت "صباح" حاجبها بخيلاء لتعقب مهدده إياها ...

- قولي زي ما تقولي محدش هنا عشان يسمعك ، وأنا بقولك أهو كلمة واحدة توصل لـ"فخري" يا ويلك مني ، مش حتعرفي حيجرالك إيه ، ومش حتشوفي مني مليم ...

صدمت "صباح" حين كان الرد آتيًا من خلفها وليس من "ريهام" فقد إستمعت لصوت جهوري صارخ ينطق بإسمها جعل الأرض تهتز من تحت أقدامها ..

- "صبااااااح" ...

إستدارت "صباح" لتتسع حدقتيها بفزع متمتمة بإرتجاف ...

- فخري !!!!!!!!


❈-❈-❈


شقة (زكيه) ....

عادت "شجن" كما لو أنها لم تقم بشئ من الأساس لتنتظر أن يأتي "بحر" وينهي تلك الأزمة وترتاح من داخلها لنهاية هذا الصراع الأزلي بين زوجة عمها ووالدتها بزواج إحداهن ...

لم يخيب ظنها لتسمع طرقات ببابهم أسرعت نحو الخارج لتشاهد الأمر من بدايته ...

فتحت "زكيه" الباب متفاجئة بوجود "بحر" ، لقد إستطاعت حفظ ملامحه الهادئة بالطبع رغم رؤيتها له مرة واحدة ، كانت مرة لا تنسى ، فغرت فاها بقوة وهي تشهق فزعًا لتكرار الأمر ..

- يا لهوي ، إنت تاني ؟؟!!

على الفور كانت "نغم" تلحق بوالدتها المندهشة لتطالع وجوده بصدمة تحرك رأسها رافضة إستكمال ما حدث بالأمس لتردف مهاجمة دون إنتظار ...

- إنت جاي تاني ليه ؟!! إحنا مش ناقصين مصايب تقع فوق راسنا ...

لم يكترث لرفضهم فزواجها من "مأمون" لأمر مرفوض تمامًا ولن يضيع فرصته معها لمصلحتها أولًا وحياة له بالمقام الثاني ..

- أنا جيت في موضوع مهم مينفعش يتأجل ...

تطلعت "زكيه" بتخوف للسُلم من خلفه خوفًا من مجئ "صباح" كما فعلت بالأمس لتشير نحو الداخل بتردد تدعوه للدخول ..

- طب إدخل قبل ما حد ياخد باله ...

خوفها غير الطبيعي جعله يشعر بالإستياء ، فلم تخشى تلك الوقحة لهذا الحد ، إنها لا تقوم بأي فعل خاطئ لما التخوف إذن ..

إنصاع لها ليدلف نحو الداخل لتشجعه نظرات "شجن" المتحمسة لمجيئه ، جلس بهدوء متابعًا تلك العيون المستاءة لوجوده لكنه بدأ حديثه مباشرة ...

- أنا حدخل في الموضوع على طول ، أنا جاي طالب إيد "نغم" ...

تطلعتا لبعضهما البعض بصدمة ثانية لتجيبه "نغم" بعجالة خوفًا من ضياع فرصتها مع "مأمون" ...

- أنا خلاص إتخطبت إمبارح لـ"مأمون" إبن عمي ..

بإصرار شديد أكمل "بحر" ...

- أنا بطلب إيدك عشان أنا فعلًا عاوزك وشاريكِ مش لإنقاذ موقف ، "نغم" بلاش تسرع ، "مأمون" مينفعكيش ...

بإصرار منها أجابته لتنهي الأمر كافة بلا رجعة ...

- "مأمون" طلبني وأنا وافقت ، أنا بحبه ومش عاوزه غيره ...

نظر نحو "زكيه" يدفعها للتدخل ...

- إتكلمي يا طنط ، أكيد الموضوع ده مش عاجبك ، أنا عارف إنك وافقتي عشان مفيش حل غيره ، لكن أنا بقولك أنا موجود وشاري بنتك وعاوزها ...

تغلب عليها خوفها فبم ستخبر "مأمون" و"فخري" إذا وافقت ، إنها لا حمل لها بمواجهتهم أيضًا لتجيبه بنفس مهترئة ...

- خلاص يا إبني ، القسمة والنصيب ...

سعدت "نغم" لموافقة والدتها لتهب "شجن" تنهرهما بحدة ...

- إنتوا بتقولوا إيه ؟؟! الراجل جاي أهو ، وعاوز يخلصنا من الهم ده ، تقولوله لأ ليه !! بتعملوا ليه كدة ؟!!

تخوفت "زكيه" من أن يسمعها أحد لصوتها العال المحتد لتهتف بـ"بحر"...

- بص يا إبني ، خلاص ، بلاش تيجي هنا وتعمل مشاكل ، إبن عمها عاوزها وخلاص ، إحنا مش ناقصين مشاكل معاهم ، إمشي يا إبني ، ربنا ييسر لك طريقك ...

تطلع نحوهم بغضب مكتوم فيما دفعته "زكيه" بخفة نحو الباب بترجي ...

- أبوس إيدك إمشي ، أنا ما صدقت الدنيا هديت ، سيبنا في حالنا ، إحنا ناس مش بتوع مشاكل ...

إعراض "نغم" عنه جعله يشعر بأن مكانه ليس هنا ، ليخرج من الشقة لكن مازال الأمر لم ينتهي بالنسبة له بعد ...

أغلقت "زكيه" للباب من خلفه ليكون بذلك إشارة لـ"شجن" بإخراج إنفعالها المكتوم لسلبية أمها التى ستقضي عليهن ...

- ليه ، بتعملي ليه كدة ، تعالي نمشي ونروح فأي حته ، بلاش ترخصينا كدة ، بلاش تخلينا سلعة للي يسوى واللي ميسواش ، بلاش الجوازة دي ...

إعترضت "نغم" وهي تقف بمحازاة أمها كمن تدعمها للبقاء ، فأخيرًا سيحقق أملها كما تظن ...

- مالكيش دعوة يا "شجن" ، إحنا راضيين ، وبعدين حنروح فين ، وليه ، أنا عايزة "مأمون" ، عاملاها مشكلة ليه ؟!!

نظرت "شجن" بعيون متوسلة لأمها لتخلصهم من هذا العذاب ...

- يا ماما ، دي هبلة ومش عارفه مصلحتها ، "مأمون" إيه بس ، قوليلها حاجة ، فهميها إن حياتها معاه كلها عذاب ، إنطقي وخلصينا ، خلينا نمشي من البيت ده ...

زاغت عينا "زكيه" الدامعتين بحيرة بين كلتاهما فلأول مرة تختلفا بهذا الأمر ، شعرت "نغم" بتردد والدتها لتردف بترجي ...

- ماما ، أنا بحب "مأمون" وعاوزاه ، أنا مسؤوله عن إختياراتي ، متضيعيش مني حلم عمري ، خلينا هنا ...

بإشفاق على حال إبنتها وبرضوخ لحياة طالما عاشتها أجابت مطأطئة الرأس ...

- خلاص بقى يا "شجن" ، أختك موافقة أهي ، وكمان ممكن بعد جوازها من "مأمون" الأمور تنصلح و"صباح" تسكت ...

تهدلت ملامح "شجن" بصدمة تلي الأخرى ، لا تصدق مدى الخنوع والإستسلام لهذه الوضاعة لتردف بحدة وغضب لم يمر بها من قبل فلم تعد تقوى على تحمل تلك الحياة ...

- أنا خلاص معدتش قادرة أستحمل كل الخوف والجُبن ده ، أنا مش عارفه أعيش ولا أفرح ، حياتي كلها مقضياها خوف ووجع قلب ، عشان إيه !!! شقة في بيت عيلة كلها مشاكل وتُهَم وكلام محدش يتحمله ، لأ ، كفاية بقى ، كفااااية ، عايزين تقعدوا إنتوا براحتكم ، أنا خلاص معدتش قادرة ، أنا ماشيه وسايبة البيت ده ، إنتوا أحرار ، أنا مش حستني لما أترمي أنا كمان في حياة هباب غصب عني ...

دلفت لغرفتها المشتركة مع "نغم" لتخرج بعد دقائق قليلة تحمل حقيبة صغيرة هاتفه بهم بثورة غاضبة ...

- أنا حمشي وحكسر التليفون ، طول ما إنتوا مستحملين القرف ده والله ما أنا راجعه ...

فتحت الباب بقوة لتخرج منه بخطوات سريعة منفعلة بينما أخذت "زكيه" تناديها بصوت متهدج يقطع القلوب ...

- لا يا "شجن" ، يا "شجن" ، "شجــــــــــــــــــــن" .....

...يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة