رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 24 - 3 - الأربعاء 25/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الرابع والعشرون
3
تم النشر يوم الأربعاء
25/12/2024
حي النعماني (المكتبة) ...
محلقة أنتِ كنجمة بعيدة المنال أري حُسنك ولا يمكنني الوصول إليكِ ، حال تعس وكسرة قلب لهذا الغارق ببحر هواها ...
تطلع "بحر" بشرود بتلك المستغرقة بمحادثتها يستمع لنغمات أنشودة صوتها التى يفتقدها ...
- خلاص يعني ، أطلع من المكتبة ، أصل الجو صعب أوي ...
لتؤكد أختها عليها بقُربها منها ..
- أيوة ، يلا ، أنا قربت من المكتبة أهو ، متنسيش بس تلفي الشال عليكِ أحسن المطره شديدة ..
سحبت "نغم" شالها الصوفي لتلفه حول رأسها وعنقها أثناء إستكمال مكالمتها ...
- أه خلاص أهو ، بلبسه ، أنا طالعه لك على طول ...
أنهت محادثتها وهي تحكم وضع شالها لتمنع البرودة من التوغل بجسدها مغادرة المكتبة تحت أعين "بحر" الصامتة ...
- أنا مروحة ، سلام ...
خرجت بعجالة حتى أنها لم تنتظر سماعها رد تحيتها منه ليرددها بصوت خافت للغاية ...
- سلام يا حبيبي ...
تشدقت عينا "بحر" مقتربًا من مدخل المكتبة يناظر مجئ "شجن" لمرافقة أختها لتعودا للمنزل ...
تقدمت "شجن" من أختها لتحاوطها بمظلتها التى تحميها من الأمطار الغزيرة التى أخذت بالتساقط بقوة لتلاحظ هذا الهائم من خلفهم يناظر أختها قبل رحيلهم ...
تمنت بتلك اللحظة أن تزال الغشاوة عن أعين أختها تجاه هذا العاشق وتتناسى أمر "مأمون" الذى لا يناسبها البته ، بل هي ذات تفكير سطحي تري موقفه من أمه تجاههم لنوع من البطولة لا أكثر ، إنها متوهمة بعشق ليس له وجود ...
بترابط وحميمية تشبثت "نغم" بذراع أختها تحتمي بمظلتها وهي تتمسك بشالها الدافئ ...
- يلا بسرعة أحسن الدنيا برد أوي يا "شجن" ...
- يلا ، البيت مش بعيد أهو ، نسرع شوية حنبقى هناك ...
ظل يناظرهم حتى غابتا عن عيناه تمامًا ليدلف لداخل المكتبة يطمئن بأن كل شئ بموضعه فعليه الآن إطفاء الإضاءة وإنهاء يوم عمل بالمكتبة بإغلاقها ...
تحرك هنا وهناك ليلاحظ شئ أسود لامع فوق المقعد الذى تتخذه "نغم" ملاذ لها بعيدًا عنه ليقترب أكثر وتتسع عيناه إندهاشًا قائلًا ...
- دي شنطة "نغم" ..!!! الظاهر نسيتها ...
تفكر "بحر" قليلًا ليستأنف ..
- الله ، دي أكيد فيها فلوس القبض إللي أنا إديتهولها ، طيب ووالدتها إللي محتاجة الفلوس وبكرة الجمعة أجازة ...
زاغت عيناه بحيرة متفكرًا بأن عليه إعطائها إياها ، ولا ضرر من المرور ببيتهم فهو يدركه جيدًا لإعطائها حقيبتها فبالتأكيد ستكون قلقة للغاية وهم بحاجة للمال لسد دين والدتها كما أخبرته بالصباح ...
حمل الحقيبة بين يديه مغلقًا المكتبة تمامًا عاقد العزم بالذهاب لبيت النجار لأول مرة للقاء "نغم" لقاء إضطراري لكنه ضروري للغاية ...
❈-❈-❈
وقفت "غدير" تحتمي من الأمطار بمتجر الحلويات الذى يقع بأول شارعهم بعد أن إبتاعت حلواها المفضلة لتنظر بساعتها فبالتأكيد "عيسى" قد إقترب للغاية لتخطو خطواتها الحريصة بين بقع الأمطار التى إنتشرت بالطريق لتفاجئ بصوت مألوف ، صوت قابض للنفس يحدثها هي لا غيرها ...
- وحشتيني يا "ريري" ...
رفعت عيناها بإشمئزاز من الصوت وصاحبه وهذا الإسم المغثي للنفس لتردف بوجه معقود ..
- "ريري" ..!!!
أرادت أن تزيح هذا المتطفل عنها لتزجه بذراعها مستكملة طريقها ...
- وسع كدة ، مش ناقصة تناحة ...
إلتف "رشيد" ليواجهها مرة أخرى ويقطع عليها طريقها بنظرات هائمة مستفزة للغاية كما لو كانت مشهد من فيلم ما ..
- كدة برضه ، وأهون عليكِ تسيبيني وتمشي ...
إتسعت عيناها الواسعتان بتعجب من هذا المستفز فلم لا يفهم أن طريقيهما قد إختلفا تمامًا ولم يعد للقائهما سبيل ، لتنهره بقوة وهي تنفعل محقرة منه ..
- يا أخي إنت البعيد بارد ، ما قلت لك خلاص ، أنا مبطيقكش ، ولا عايزة أشوف خلقتك السِمحه دي تاني ، أنا ست متجوزه ، وبحب جوزي ، إفهم يا أبو مخ مقفول ...
أكمل "رشيد" بإستماته دون تردد كما لو أنه يقوم بمشهد تمثيلي بارع بأحد الأفلام ، دون أن يفكر بحديثها ورفضها المستمر ..
- بس أنا بحبك ...
ضحكت "غدير" ساخرة من الغبي الذى يتسم بالبرود فكيف ظنت يومًا أنها تحب هذا الكريه ...
- إنت مجنون يا إبني ، بقولك إيه أنا مش ناقصة غباء ، إبعد عن طريقي أحسن لك ...
مدت ذراعها مرة أخرى تبعده عن طريقها فعليها التقدم قليلًا فهي تقف بمنتصف الطريق وقد تبللت تمامًا بمياه الأمطار ، لكنه تشبث بكفها بقوة ليثني ركبتيه جاثيًا أرضًا فوق إحداهما رافعًا الأخري دون ترك كفها الذى حاولت جذبه من قبضته دون جدوى ...
أخرج الكتلة الصغيرة من جيب سترته مقدمًا إياها لها ، كانت علبة من القطيفة بلون أرجواني قبيح موضوع بها خاتم براق يبدو أنه باهظ الثمن ، إنحني "رشيد" يُقبّل كفها الذى حاولت جذبه بقوة دون المقدرة على سحبه من كفه المتمسك بها ...
- "غدير" ، تتجوزيني ، سيبك من جوزك ده وتعالي نرجع سوا ، أنا بحبك وإنتِ بتحبيني ، بلاش تموتينا بالشكل ده ...
وقفت للحظة بذهول من معدوم التفكير والإحساس هذا ، صدمة تصرفه الغريب جعلها متيبسة للحظة تحتار بشدة كيف تتصرف معه ...
إنشغالها بهذا الحقير لم يجعلها تنتبه لتلك السيارة التى توقفت بتقاطع الطريق المقابل لهم مشاهدًا هذا المشهد الهزلي ...
توقف "عيسى" كما إتفق مع "غدير" ليشاهد مشهد سحب روحه وتوقف الهواء برئتيه حين رأى زوجته مع آخر يمسك بيدها ويقبلها جاثيًا فوق إحدي ركبتيه لا يدري ماذا يفعل لكنه قريب منها بشكل مريب ، مشهد أشعل النيران بقلبه غيره وغضبًا ليهتف بصدمة ...
- "غدير"....!!!!
نظرات متألمة مصدومة منفعلة كاد يترك السيارة ويذهب إليهما يحطم كلاهما بقبضته ، لكنه ليس عليه أن يكون بهذه الحماقة ، لن يدع الظنون تعبث برأسه فعليه فهم الأمور أولًا ، عليه التحقق من الأمر قبل إصدار الإدانة ...
زاد من سرعة السيارة مبتعدًا لكن بداخله نيران تنهش بقلبه وروحه ، فمن يكون هذا الرجل ولم هي مستسلمة له بهذا الشكل ، لم تقف مع سواه ، أهي خائنة أم أنها الظنون ...
لكنه قرر الإلتفاف مرة أخرى وإجبار نفسه على الهدوء لمعرفة الأمر والتيقن منه أولًا ...
سحبت "غدير" كفها عنوة من هذا المعتوه لترفع حقيبتها بقوة وتنهال بها على رأس غريب الأطوار هذا صارخة بإنفعال ...
- إنت الظاهر دماغك ضربت ، بقولك إيه يلا ، لو مبعدتش عن طريقي وربنا حفتح دماغك ...
كانت تقصدها قولًا وفعلًا لتضربه عدة مرات فوق رأسه المستدير بحقيبتها الثقيلة ليضع كفه فوق رأسه متألمًا وهو يستقيم متأوهًا ...
- أي ، أي ، بالراحة يا "غدير" ...
لم تأخذها شفقة بهذا المعتوه لتستكمل كما لو أنها ستركض خلفه تستكمل ضرباتها له ...
- إمشي من قدامي أحسن حغير ملامح وشك وأخلي أمك متعرفكش يا إبن أمك ...
لحظة ماكره حاول فيها "رشيد" تهدئة "غدير" ليمسك بالحقيبة قبل أن تضربه مرة أخرى ، لكنه وضع علبة الخاتم بداخلها دون أن تشعر ليردف بأنفاس متقطعة ..
- خلاص ، خلاص ، إهدي بس ...
بأعين تتقد شررًا حدجته بقوة وهي ترفع من حقيبتها مرة أخرى تهديدًا له بضربه إن لم يتنحى عن طريقها ...
- ولاااا ، إتجنبني ياااض ، أنا مش ناقصة هبل *** على المسا ، أنا مجنونة وعندي إستعداد أرقدك دلوقت ...
أومئ "رشيد" بقلق من رد فعلها العنيف ليبتعد متراجعًا للخلف وهو يرفع بكفيه لتتوقف ...
- طيب ، طيب ، أنا ماشي أهو ...
رحل تمامًا من أمامها لتستعيد أنفاسها المنفعلة وهي تهندم ملابسها التى إبتلت بفعل الأمطار تحاول الوصول للهدوء الذى كانت عليه لتتذكر مظهره أثناء ضربها له وتبتسم لقوتها وقدرتها على إيقافه عند حده ، لكنها فجأة تذكرت مجئ "عيسى" ورفعت رأسها تجاه الطريق لتتنفس الصعداء فلم يأتي بعد ...
تقدمت نحو مكان تلاقيهم لإنتظاره والتظاهر بأن شيئًا لم يكن رغم إعتدادها بقوتها فقد تغلبت على "رشيد" ولم يعد يمثل لها أى قلق أو تهديد فهي قوية وإستطاعت ذلك بمفردها ، هكذا ظنت لكن الظن لا يأمن المكر ، فإن ظنت قدرتها على تجنب شره فإن بعض الظن إثم