-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 24 - 4 - الأربعاء 25/12/2024

  

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل الرابع والعشرون

4

تم النشر يوم الأربعاء

25/12/2024



عاد "عيسى" كما لو أنه لم يأت من قبل ليتوقف بالسيارة بنفس الموضع لكن هذه المرة وجد "غدير" في إنتظاره ...

لم يستطع مقابلتها بحنان وحفاوة ككل مرة لكنه كان يناظرها بتفرس يريد إستباط كل الحقيقة وليس الظنون ...

- واقفه بقالك كتير ...

أجابته بعفوية وشقاوة ...

- لسه جاية يا روح الروح ...

بحنكة شديدة فقد طغي عليه شخصية المحامي البارع تسائل "عيسى" دون إبداء قلق أو إهتمام بل كان كأنه مجرد سؤال عابر ...

- إحكيلي بقى ، شوفتي مين بقى النهاردة وعملتي إيه ؟!!

أخذت تقص عليه أحداث يومها المتفرقة كلها بإستثاء أمر واحد فقط "رشيد" فقد ظنت أنها إنتهت من الأمر تمامًا بإخافته منذ قليل فلا داعي لبث الضيق والشك بنفس "عيسى" ، ويا ليتها فعلت لكانت رحمته ورحمت نفسها من أسئلة تخبطت بنفسه فلم لم تخبره عن هذا الشخص ؟!! لم تخفي رؤيتها له ؟؟! هل هو أمر تخفيه عنه ؟؟! ليبقى سؤال وسوس له الشيطان به وأوقعه بالظن ، هل تخونه ؟!! هل لها علاقة بهذا الشخص الذى تخفيه ولم تخبره عنه !!!

أسئلة عدة لاحت بعيناه قبل عقله وهو يناظرها بأعين متشككة لم تنتبه لها تلك الغافلة التى تثرثر بأحاديث لا تنقطع حتى وصلا البيت ...

غفلتها لم تنبهها بأن "عيسى" كان صامتً شاردًا بشكل مقلق ، صعدا لشقتهما مباشرة فـ"عيسى" لم يتحمل أن يُظهر هدوءًا لا يتحلى به أمام والديه ...

❈-❈-❈


بيت محفوظ الأسمر (شقة وعد ومحب) ...

منذ دقائق قليلة خلد الصغير للنوم وإنتهى شعور الأمومة والمسؤولية ويبقى إحساسها الجارف بالقلق والإضطراب ، هي ليست معتادة على التغيير بل كانت تنشد البقاء والثبات ، تعشق الروتينية والرتابة لم تتمنى يومًا أكثر من إحساسها بالأمان والإستقرار ...

لكنها تقف بعتبة حياة جديدة غامضة تمامًا لاتدري إن كانت مثل سابقتها أم إنها بوابة العبور لجسر الأمان والطمأنينة ...

خرجت "وعد" من غرفة "زين" بعد إطمئنانها لخلودة للنوم ليتسرب لجسدها إحساس بالبرودة ، هل هو لتغير الطقس لهذه الأجواء الباردة أم لما هي مقبلة عليه ...؟!!! 

بتفكير مقارن بما إعتادت عليه حياتها مع "عاطف" الذى كان يعاملها ببرود ولا مبالاة كانت تتوقع أن يكون "محب" جالسًا بغرفة المعيشة يقضي وقته بما يشغله عنها لكنها فوجئت به يقف أمامها مباشرة ومازالت تلك النظرة الغريبة تملئ عسليتيه المسلطتين نحوها ...

حاولت الهدوء والإبتسام بينما زاد إحساسها بالبرودة والإرتجاف والذى بدأ يتلاشي تدريجيًا مع نبرة صوته الدافئة حين بدأ حديثه ...

- تعرفي إنِك النهاردة حلوة أوي ، كنت دايمًا شايفك جميلة لكن النهاردة بالذات حاسس إني شايف واحدة تانية قصادي ، حاسس إني قادر أمتع عيني بيكِ من غير ذنب ...

كانت ستنكس رأسها كما إعتادت حين تخجل ليلحقها "محب" ليرفع رأسها بأصابعه التى وضعها أسفل ذقنها مردفًا يذّكرها ...

- مش قولت لك عايز دايمًا راسك فوق ، مش عايزك تنزلي راسك تاني ...

رفعت خضراوتيها تجاهه تحاول فهمه جيدًا هل هو بالفعل يحبها ، لكن متى وكيف حدث ذلك ، العشق لا يكون بين ليلة وضحاها لتجيبه بتوجس ...

- بالراحة عليا يا "محب" ، أنا مش عارفه إمتى وإزاى حبتني كدة ..!!!

حالم رومانسي أم كاذب ماهر ، هكذا تطلعت نحوه ليجيبها بدون توضيح ...

- هو الحب فيه إمتى وإزاى ، أنا بحبك حقيقي يا "وعد" ، عايزك تفكري من النهاردة وبس ، عايزك تنسي كل إللي فات ، ونبدأ حياة جديدة مع بعض ...

ما تفوه به هو كل ما تحلم به فقط لتردف بتمني ...

- يا ريت يا "محب" ، يا ريت أنسى إللي فات وأعيش مبسوطة أنا وإبني ...

ضيق حاجباه بعتاب مستكملًا بصوته الحالم ..

- وأنا ...؟؟! مش معاكِ ولا إيه ؟!!

إبتسمت بخفة لتومئ بالإيجاب ...

- معايا .. 

لاحت عيناه تتفحص تفاصيل وجهها وشعرها المنسدل بنعومة لتصرخ عيناه عشقًا ألقت له "وعد" دروع حمايتها لتترك لقلبها العنان بتصديقه فعشق العيون لا يكذب ...

ومنذ تلك اللحظة ستُحسن الظن به وتصدق عشقه الحالم بها فهذا ما كانت تتمناه يومًا ...


❈-❈-❈


بيت المستشار خالد دويدار ...

بعض الهدوء يدفع ثمنها من سنوات العمر ، فزخم الأفكار يتبعها فهم ثم تعود حتى تصبح الطباع واحدة ، ستدرك مع مرور العمر أنك تدرك رد الفعل قبل القيام بالفعل من الأساس ...

هكذا كانت "منار" تدرك تمامًا ما سيفكر به "خالد" وما سيضغطه من هم حين تخبره بما حل بين "رؤوف" و "نيره" ...

وضعت كوبان من الشاي فوق المنضدة وهي تجلس بحيرة دون التفوه بشئ ليقابلها زوجها الذى كان كظهر العملة تمامًا مباغتًا إياها بسؤال مفاجئ ...

- مخبيه إيه يا "منار" ..!!! 

تطلعت نحوه بإندهاش ما كان لها أن تشعر به فكلاهما يحفظ الآخر عن ظهر قلب لتردف على الفور ...

- عرفت منين ؟!!

بضحكة ساخرة عقب "خالد" ...

- هو أنا لسه حعرفك ، قولي على طول ..

سحبت شهيقًا طويلًا ثم أطلقته دفعة واحدة ليشعر "خالد" بمدى الضيق الذى تحمله بداخل صدرها ليستمع بإنصات ...

- "نيره" كلمتني النهاردة وبتشتكي من "رؤوف" وإنه مجبش العفش ومطنشها وكلام كدة ...

فهم "خالد" المغزى من حديثها ليتجهم بقوة فلم كل الطرق تدفعه نحو طريق وحيد رغمًا عنه ، إنفعل "خالد" بدون قصد قائلًا ..

- وبعدين بقى ، حنعمل لهم إيه طيب ، لا حول ولا قوة إلا بالله ...

إلتزمت "منار" الصمت فهي تعلم أن ضيقه سببه أن لا حيلة له بإنهاء تلك المشكلة بتعجيل زواجهم فأمورهم المادية ليست بأفضل أحوالها ، لكنها تفاجئت بعد صمت دام طويلًا بصوته الرخيم يحدثها دون النظر مباشرة بعينيها ..

- قوليلي لها إن إحنا عايزين نحدد معاد كتب الكتاب وينزلوا بعدها ينقوا العفش كله ، ولا أقولك قوليلهم كتب الكتاب الجمعة الجاية ...

إتسعت عيناها بذهول لتلتف نحوه هاتفه بنبرة منفعلة شاهقة بصدمة ...

- الجمعة الجاية ..!!!!! إزاى ده ؟!!! حنجيب الفلوس منين ؟!!!

بغموض شديد ألقى آخر كلماته قبل أن يغادر الغرفة تاركًا إياها بمفردها ...

- هو كدة وخلاص ، لازم يتجوزوا ونخلص "رؤوف" لازم يتحمل المسؤولية حتى لو بالإجبار ...

تركها تصارع تشتتها بين كيف سيوفي بالمال لسداد ثمن الأثاث وحفل الزفاف وبين إجبار "رؤوف" على الزواج دون تحديد موعد يناسبة وفرض الأمر عليه ، لتقع بحيرة وتخوف من أن يحدث صدام بين "رؤوف" ووالده لمعاملته كالطفل دون الرجوع إليه ...


❈-❈-❈


بيت النجار ...

تلفت أعصاب تلك المتصيدة من الإنتظار لتظل "صباح" تدور حول نفسها بحركات عشوائية فلم تعد تتحمل بقاء "زكيه" وبناتها دون أذى لتغمغم بسخط ...

- اوووف ، ماشي يا شيخ الهم إنت ، من إمتى وإنت بتتأخر في عمايلك دي !!! لحد دلوقتِ محصلش حاجة !!! إيه ... خيبت على آخر الزمن ...!!!

تصنتت خلف باب شقتها تحاول الإستماع لأي شئ يهدئ نفسها الحاقدة لتعود بغمغمتها تضرب أخماسًا بأسداس ..

- برضه مفيش حاجة ، إما وريتك يا شيخ الغفلة ، بكرة حبقى عندك ووريني بقى حتعمل إيه ، هو أنا هفية ، بيضحك عليا ويعمل لي عمل بايظ ...

إستمعت لخطوات "شجن" و "نغم" قد عادتا من العمل لتبقى بغيظها المكتوم تنتظر خبر يريح قلبها المُظلم ...

خطوات تلتهم لتنصت "صباح" بإهتمام بالغ ، ترى من يكون لاحقًا بهن ..؟؟؟



الصفحة التالية