رواية ذنبي عشقك - ميرا كريم - الفصل السابع عشر
رواية ذنبي عشقك
بقلم الكاتبة ميرا كريم
رواية ذنبي عشقك
الفصل السابع عشر
لا المكوثُ في رحم
الماضي يؤنسني،
ولا الخوض في سباق
الحاضر يُنسيني...أنا الفكرة المتأرجحة
بين ما أقولُ وما أضمر.
-سديم المناصير
❈-❈-❈
كانت
جالسة تهيم في أفكارها تسترجع برأسها ذلك الحلم الذي جمعها به لتحين منها بسمة
مريرة مُـ مزقة على ثغرها فحتى أحلامها تعارض افعالها وتخبرها أن قرارها لم يكن
صائب بوقتها.
-جبتلكم فطار أنما ايه يستاهل بوقكم
انتشلها
صوت "عماد" من شرودها وهو يتقدم منها ويضع ما بيده على الطاولة المواجهة
للأريكة التي تقبع في زاوية السطح، لـ تتأهب هي بجـ سدها، وتعقب "بدور"
التي خرجت من الغرفة على صوته وهي تُمم لف حجابها:
-وتعبت نفسك ليه ده انا أهو كنت نازلة
-مفيش تعب ولا حاجة يلا بس تعالي وهاتي "رامي"
-لأ "رامي" نايم "شمس" تبقى تفطره لما
يصحى
اومأ
لها وهو بالفعل يفتح أكياس الطعام ويفرده على الطاولة
لـ
يشرعوا بالأكل بينما "شمس" كانت صامتة تشعر أن أمعائها
تتـ
لوى بين احـ شائها لذلك كانت تتلكأ في مضغ ما بفمها لحين استسلمت وقالت متنحية بلا
شهية:
-معلش كملوا أكل انتم أنا هروح انا م جنب "رامي" وهبقى
اكمل فطاري معاه لما يصحى
قالتها
بهزل وهي تنهض وبالفعل تدخل الغرفة ليزفر "عماد" أنفاسه ويقول بضيق:
-وبعدين يا "بدور" هنسيبها كده؟
طالعت
"بدور" أثرها وقالت بِحسرة على حالها:
-والله ما عارفة دي مقـ طعة قلبي يا "عماد" ومن امبارح
دموعها منشفتش ولا حطت حاجة في بوقها
-طب والعمل هنقف نتفرج عليها!
تسائلت
"بدور" مُتنهدة:
-طب قولي بأيدنا ايه ونعمله.
اقترح
"عماد" إمكانية خلاصها:
-نروحله ونحكيله واكيد لو بيحبها مش هيتخلى عنها وهيقدر خوفها عليه
وقتها
لوت
"بدور" فمها وقالت
مُـ
تخوفة:
-هي حكتلي بس تفتكر واحد بهيبته هيعدي انها رفضته كده!
-خلينا نجرب مش هنخسر حاجة
-خلاص يبقى سيب الموضوع ده عليا هو جالي قبل كده وقالي لو حصل حاجة
اروحله القسم بس انا خايفة من "صالح" يجي
ويسـ
تفرض بيها وهي لوحدها
-متخافيش انا قولتله انها في حمايتي وانه لو اتعرض ليها انا بنفسي
اللي هكلم "سلطان" واقوله
وهو
عارف انه زعله وحش وما هيصدق يكسب بونط عندي علشان اكلمه
تفائلت
"بدور" وقالت داعية:
-ربنا يستر يا "عماد" وينجي المسكينة دي من شرهم
أمن
"عماد" على دعواتها وشيء واحد دار برأسه وقتها أنه سيفعل المستحيل من
أجل "شمس" ومن أجل خَلاصها.
❈-❈-❈
وقف
تهيب الدخول لعنده ولكن من أجلها تشجعت ودخلت تسأل أحد العساكر عن مكتبه وهاهي تقف
أمامه ويطالعها بملامح جامدة متسائلًا:
-خير عايزة ايه؟
اجابته
متلعثمة من تلك النظرات الثاقبة التي يرمقها بها:
-انت وسبق قولتلي لو احتجتي حاجة اجيلك يا باشا
زفر
أنفاسه بنفاذ صبر ورغم ذلك انتظر باقي حديثها التي تابعته:
-وانا محتاجة منك تسمعني ومش هاخد كتير من وقتك
لم
يصدر منه أي رد فعل فقط كل ما فعله أنه تناول علبة سجائره يخرج واحدة منها
يُشـ
علها أمام نظراتها المُتخوفة من رفضه ولكنه نطق اخيرًا مشككًا:
-هي اللي بعتاكِ؟
نفت
"بدور "بيدها واقسمت صادقة:
-وربنا ما حصل يا باشا ولا عندها علم إني جيالك دي يا حبة عيني في دنيا
غير الدنيا
تكونت
غصة مُسننة بحلقه ابتلعها لتـ مزق جوفه أثر مرورها ورغم فضوله والقلق الذي تملك
منه إلا أنه لم يعقب وظل على ثباته جامدًا لتتابع "بدور" استرسالها:
-" صالح" كان حابسها وحالف ما تشوف الشارع وهي يا حبة
عيني قطعت الزاد وروحنا لقيناها قطعة النفـ س.
جذ
على نواجذه بقوة والغضب يصارع بداخله ولكن شيء واحد لجمه وهو رفضها وعدم ثقتها
به...فإذا كان في الأخير ذلك قرارها فلتتحمل العواقب وحدها.
نفض
افكاره بعيدًا و اطفأ سيجارته داخل المنفضة القريبة وقال بملامح جليدية قاسية:
-وانا دخلي ايه في ده كله؟
-يا باشا انت الوحيد بعد ربنا اللي تقدر تنـ جيها
أجابها
متنهدًا و بصوت بارد كالجليد:
-هي رفضت المساعدة ومشت من عندي بكامل ارادتها
حاولت
"بدور" التبرير لها لعله يرأف بحالها:
-هي حاولت تحميك بس على حساب نفسها أنت متعرفش حالها عامل ازاي يا
باشا ده لو تشوفها هتقـ طع قلبك
وهنا
صرخ قلبه أن يتدخل ويرأف بها ولكن عقله أَبى واستنكر ثائرًا...فلا لن يضعف مرة
أخرى فيكفي خذلان إلى هنا
ذلك
ما كان يضج به رأسه قبل أن يهدر بكل ثبات ويتحجج بفتح أحد الملفات أمامه ويدعي
انشغاله بها:
-انا قولت اللي عندي وياريت تتفضلي علشان عندي شغل ومش فاضي
حاولت
"بدور" إقناعه قائلة:
-بلاش تقـ سى يا باشا مش هتبقى أنت والزمن عليها واديني فرصة افهمك
يمكن تعذرها
وهنا
شبح بسمة ساخرة كادت تظهر على ثغره يسخر بها من ذاته قبل أي شيء فمهما قالت ودافعت
عنها لاشيء سيغير حقيقة رفضها فهو يقسم انه كان على أتم استعداد أن يحـ رق من
أجلها الأخضر واليابس ولكن هي طـ عنت كبريائه برحيلها لذلك هدر بصوت قاطع لا يمت
للين دواخله بشيء:
-مش عايز افهم حاجة واللي عندي قولته والموضوع ده اتقفل بالنسبالي
و ياريت تتفضلي بقى بدل ما اخليهم يطلعوكِ
ترقرقت
الدموع بمقلتيها حسرتًا على تلك المسكينة التي تكاثرت عليها نوائب الدهر...ونطقت
وكل أمالها أن توقظ ضميره بحديثها:
-همشي يا باشا بس عندي أمل أن قلبك الطيب يحن عليها علشان ربنا
شاهد أن ملهاش ذنب في حاجة ولا تستاهل اللي بيجرالها
قالتها
وهي بالفعل تفتح باب مكتبه وتغادر تاركته يكور قبضته بقـ وة ويضـ رب بها سطح مكتبه
بملامح مُمـ يتة مُسـ توحشة وبينه وبين ذاته يستنكر حديثها فإن كان هناك ذ نب فهو
ذ نبه هو؛ هو من تهاون ونحى عقله جانبًا و سمح لها أن تتسلل لداخله وتعلن ثورة
وعصـ يان كل ما به من أجلها ولكن تلك المرة لن يخضع وسيعاند ثأ رًا لكبريائه التي
دهسـ ته برفضها.
❈-❈-❈
أما
عن ذلك اللعين فقد علم من رجال "سلطان" الذين لا يحيدون عينهم عن منزل
"بدور "أنها بمفردها لذلك استغل الامر
وحاول
إعادتها معه ولكن هي أبت
صـ
ارخة:
-ابعد عني مش هروح معاك في حتة
صمم
بكامل صوته الغليظ المحمل بالغل:
-هترجعي معايا ورجـ لك فوق رقـ بتك مش انا اللي حتة عيل يهد دني
صرخت
بعزمها وهي تدفعه عنها ليعاجلها بصـ فعة قاسـ ية هادرًا بلا شفقة:
-لأ هترجعي وهتفضلي تحت عيني واللي حصل ده هيتقال ل "سلطان
"وهخليه يتصرف معاه انا كان ممكن اعلم عليه بس عملت خاطر ليه ما هو برضو
الحيلة اخوه
تمسكت
مكان صـ فعته وهدرت بشراسة:
-انت ايه شيـ طان منـ ك لله
وهنا
صرخت بقوة وهو يجذبها من خصلاتها يكاد يقلـ عهم من منابت شعرها هادرًا بتبجح دون
شفقة:
-كلنا منا لله يا اختي وكلمة كمان هعجنك في بعض
تدخل
الصغير الذي كان يبكي بحـ رقة لما يحدث أمام عينه فقد ضر ب "صالح" بساقه
وقال بحروف متكسرة مرتجفة من شدة ذعره:
-سيب عمتو...عمتو حلوة أنت وِحش... مش بحبك
ودون
أي تأثر نفضه عنه ليسقط الصغير على الأرض ويصرخ متألمًا لتتلهف هي وتحاول الذهاب
لعنده ولكن يد "صالح" القاسـ ية التي تقتلع خصلاتها بالفعل أحالت دون
ذلك
لتضربه
بيده صارخة بصوت بح من شدة صراخها:
-حرام عليك ده ابنك يا مفتري يا جا حد منـ ك لله
شدد أكثر على قبضته وهدر بشر وهو يخرج بيده الأخرى مـ ديته
يشهر نصلها الحاد أمام وجهها كتـ هديد صريح
لترهيـ بها:
-لو خايفة عليه وعلى الشملولة امه تنزلي معايا من سكات
شهقت
هي بصدمة عارمة من تهد يده:
-بتهددني بيهم يا "صالح" حتى هما عايز تأذيهم وتشيلني
ذنبهم
اجابها
بتبجح دون ذرة شفقة واحدة وهو يربت بطرف مـ ديته على وجنـ تها يتعمد خـ دشها:
-حُرمت عليكِ عيشتك يا اختي
وده
اللي عندي قولته وهتمشي ور جلك سابقة ر جلي
تناوبت
نظراتها بينه وبين مد يته وبين الصغير الذي يبكي بحُرقة في الزاوية لتخور
مقاومتها وتقول مسالمة والدموع تشق طريقها لتغرق وجهها:
-طيب سيبني هشيل "رامي" واسكته واحطه عند حد من الجيران
وبعدين هنزل معاك
فكر
لهنيهة قبل أن ينفضها عنه ودون أن يغلق مد يته أخذ يسلك من بين أنامله العالق من
شعيراتها التي نزعهم بالفعل بقسوته، بينما هي هرولت على الصغير تضمه لصدرها وتطمئنه
وبكائها الهستيري يسبق حديثها:
-عمتو كويسة متخافش...متخافش...خلاص بطل عياط كل شيء هيبقى احسن
متخافش... متخافش
كانت
تضم الصغير لحضنها وتد فن وجهها الغارق بالدموع به وكأنها هي من تطمئن ذاتها به
وليس العكس...لتخفت شهقات الصغير تدريجيًا وتخرجه من احضانها تجفف دمعاته بيدها
مطمئنة بحنو وبصوت مخنوق خرج منها بشق الأنفس:
-خلاص قولت متخافش انا كويسة
هز
الصغير رأسه وفعل مثلها رفع يده يزيح دمعاتها لتلتقط كفوف يده وتقبـ لهم بالتناوب
ثم تناولت نفس عميق تغـ تصب بسمة من أجل طمأنته قبل أن تنهض تعود مع
"صالح" لتواجه مصيرها.
❈-❈-❈
في
تلك الأثناء وقبل أن تعود لمنزلها توجهت للورشة التي يعمل بها ليهرول هو عليها ما
أن لمحها من بعيد متسائلًا:
-عملتي ايه؟
قالت
"بدور" متنهدة بضيق:
-قولتله وكرشني من مكتبه
ومعطليش
فرصة احكيله حاجة
استغرب
"عماد" حديثها:
-إزاي!
اجابته"
بدور "بقلة حيله:
-ده اللي حصل
زفر
"عماد" أنفاسه وقال أملًا:
-هو لو فعلًا بيحبها اكيد مش هيسكت لكن لو...
ابتلع
باقي توقعه بجوفه لتكمل هي بالنيابة عنه وهي تلوي فمها:
-لو مش فارقة معاه تبقى مصيبة ومعرفش ساعتها هيبقى ايه العمل
نفى
"عماد" برأسه يرفض الاعتراف بالفكرة ذاتها وقال دون يأس:
-لأ اكيد...لأ اتفائلي
وقبل
أن تجيبه أتاهم احد الصبية قائلًا بلهاث:
-الحقي يا ست "بدور" كان في حد بيصوت في بيتكم
ضربت
"بدور" أعلى صـ درها وغمغمت مُتخوفة:
-يالهوي لتكون "شمس"
لتهرول
ومن خلفها "عماد"
وفي
نصف الطريق وجدوا "صالح" يسحبها كالأضحية التي تقاد لنـ حرها لتشهق
"بدور" وتلـ طم وجهها بينما تدخل "عماد" غاضبًا:
-أنت مبتحرمش ولا ايه حكيتك
رفع
"صالح" سبابته زاعقًا بكامل صوته الغليظ:
-اسمع ياض انت كلامي مش معاك مع اخوك واختي وانا حر فيها ولازم
ارجعها بيتها اولى بيها
تهكم
"عماد" بحدة:
-علشان تحبسها تاني مش كده
-انا حر اعمل اللي اعمله واطلع منها انت
قبض
"عماد" على تلابيبه وهدر من بين أسنانه:
-مش هسيبك تأذيها تاني يا "صالح"
وهنا
تجمهر الكل من حولهم وتعالت الهمهمات دون أن يتدخل أحد سوى رجال "سلطان"
واولهم "جلال" الذي احال بينهم هادرًا:
-لم الدور أنت وهو مش عايزين وجع دماغ
عقب
"صالح" متبجحًا:
-قوله يا "جلال" ملهوش صالح بينا اختي راضية
-كداب
صرخ
بها "عماد" بوجهه ليتحداه "صالح" بخبث مقـ يت يليق به:
-لأ مش كداب وأهي عندك اسألها
وهنا
توجهت نظرات الجميع لها فكانت تشاهد ما يحدث بعيون ذابلة و وجه خالي من كل معالم
الحياة وحين وجه "جلال" سؤاله لها:
-انتِ راضية ترجعي مع اخوكِ يا ست "شمس"
تناوبت
نظراتها الفارغة بين "عماد" وبين شقيقها وكان ردها أنها اومأت بِضعف
برأسها لتشهق "بدور" وتندب حظها ويبتسم "صالح" بزهو منتصر
ويجر ها خلفه تاركين "عماد" يقف كمن خـ سر معاركه كلها وقَبِل بالهزيمة
باستسلامها.
❈-❈-❈
بعد
إلحاحًا شديد وافقت "كريمة" أن تأتي للعيش معهم وتترك منزلها...وها هي
تتقدم هي و "رهف" نحو طاولة الطعام، لتقول فور أن جلست :
-كل ده أكل يا بنتي ده تلاقيكِ في المطبخ من الصبح
تنهدت
"رهف" ومطت فمها قائلة:
-بصراحة مش انا اللي طابخة دي
"وفاء"...أصل"نضال" شرط عليا مدخلش المطبخ يوم الاجازة
-أنا استغربت لما قالي انكم جبتو حد يشوف أمور البيت وكمان مربية
للولاد
هزت
"رهف" رأسها واخبرتها وهي تجلس مواجه لها:
-أنتِ عارفة رأي بس هو اللي صمم يا ماما "كريمة" وانا
مرضتش اعارضه
عقبت
"كريمة" بطيبة:
-وماله يا بنتي اعملي اللي يريحه وفي الأخر هو بيدور على راحتك
ابتسمت
"رهف" بسمة راضية وقالت وهي تلملم شعرها خلف اذنها:
-عارفة والله والحمد لله إحنا في احسن حال بس في موضوع كده مضايقني
وعايزة احكيلك عليه
تسائلت
"كريمة" بأهتمام:
-قولي يا بنتي
كادت
تسترسل ولكنها شعرت بقدومه برفقة اطفالها لتؤشر لها بعيناها وتبتلع الحديث بجو
فها، أما هو فكان يحمل "شريف" أعلى كتفه ويتمسك بيد
"شيري" ، وحين اقتربوا منها انزل "نضال" "شريف"
قائلة وهو يتصنع بشكل درامي اسـ تيائه من الهـ زيمة:
-اهو يا عم شيلتك وكسبت الرهان عايز حاجة تانية
عدل
"شريف" بجامته البيتية وقال يفخر من ذاته:
-لأ انا اتبسطت وأنت شايلنيولأ خلاص مش عايز وكفاية إني
غلبتك في البلاي ستيشن
رفع
"نضال" سبابته بوجهه مشاكسًا:
-ماتخدش على كده انا بس مرضتش اكسفك وسيبتك تغلبني علشان
سمعتك كبطل متبوظش
لوح
"شريف" بيده وذكره:
-ده انا جبت فيك بتاع ٣ جوول وانت معرفتش تجيب جوول واحد
فر
ك "نضال" فروة شعره وقال يؤيده بِخفة:
-عندك حق انا مكنتش في الفورمة النهاردة ليضيف غامزًا:
-تفتكر علشان جعان
-وانا كمان جعانة يا "نضال"
قالتها
"شيري" وهي تمط فـ مها وتشد بنطاله لينخفض لمستواها يقر ص وجنتها بلطف
ويعقب:
-لازم تجوعي يا زئردة من كتر اللعب
تابعت
"كريمة" نقارهم ببسمة راضية وهي ترى ولدها السعادة تنضح من عيناه لتقول
بحنو:
-الاكل هيبرد يا ولاد يلا تعالوا جنبي
استجاب
"شريف" وجلس بجوارها بينما "شيري" اعترضت وهي تهز رأسها
ومازالت تمط فـ مها:
-انا هقعد جنب "نضال" يا تيتة
ليقلدها
"نضال" بخفته المعهودة ويقول وهو يسحب "شيري" معه ليجلسها
بجواره:
-و"نضال" هيقعد جمب "رهف" يا تيتة
ابتسمت
"كريمة" على ما يفعله بينما "رهف" هزت رأسها بلا فائدة
ليباشروا
الطعام بين أحاديث ودية ومناغشاته والعديد من الضحكات التي قطعها رنين هاتفه الذي
فور أن جلس على الطاولة وضعه عليها ليتناوله وفي ثوانِ تجهمت ملامحه البشوشة
وتحولت تحويل جذري لفتت نظر "كريمة" التي تسائلت بقلق:
-مالك يا ابني مين بيتصل؟