رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 12 -2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الثاني عشر
الجزء الثاني
❈-❈-❈
بعد عدة أشهر
حيث غادر ناصف البلاد بعدما صفى الشركة ووضع نصيب سناء والتوأم بأسمائهم في البنك كما تم الإبلاغ عنه بعد سفره من مجهول أنه كان يستخدم أفراداً في الجمارك لتمرير مواد مخدرة وبالفعل تم القبض عليهم متلبسين في قضية تهريب أخرى جعلتهم يعترفون على ناصف من بين الأسماء .
تم وضع إسمه في قائمة المطلوبين للعدالة وذلك حتى لو فكر بالعودة إلى مصر مرة آخرى سيتم القبض عليه فور عودته .
ولكنه لم يهدأ بل يسعى منذ سفره للإنتقام من حمزة خصوصاً بعدما أقنع هؤلاء الجماعة بالعفو عنه ودفع لهم الجزية المناسبة بشرطِ أن يجد لهم مستثمر مصري يسهل دخول تلك الأشياء غيره ،،، وها هو يحاول بكل قوته ومعارفه أن يورط شركة الجواد في الأمر وما يسهل عليه خطته هو وجود ثغرة يدلف منها وهى ( شوقى أبو الذهب) والذى يعرف عنه في سوق الأعمال أنه مثل ( البحر يحب الزيادة ) ويمكن أن يوافق بعد تقديم عرض مغرى له .
خلال تلك الفترة التزمت ريتان منزل والدها تماماً وحاولا حمدى وجميلة التخفيف عنها لشعورهما بالذنب تجاه أبنتهما التى عانت في تلك الزيجة كثيراً خصوصاً بعدما علموا بأمر ناصف وتجارته للمواد المخدرة وتأكدوا من أن هذا سبب الطلاق لذلك فأنها حرمت على نفسها نصيبها من مؤخر صداق وظل كما هو في حسابٍ مسجل بإسمها في أحد البنوك .
تقربت من ربها وبدأت تدريجياً تتعافى من تلك العلاقة السامة وبدأت تدرك قيمتها الحقيقية وتكتسب ثقتها مجدداً ويبقى أمراً واحداً يشغلها هو وظيفتها لذلك ستبحث وتعافر مجدداً ولكن كانت تنتظر لتنتهى عدتها .
أما بسمة شقيقتها فكانت على نفس أفعالها السابقة حيث اللسان السليط الذى لا يرحم خصوصاً بعد طلاقها لذلك فإن ريتان كانت تتجنبها دائماً .
وعن حمزة فأصبحت حياته روتينية بحتة يقضى معظم أوقاته في العمل ويعود ليلاً يرتمى على الفراش بتعب ويذهب في نومٍ عميق ،،، ولكن تبقى سعادته الداخلية مستحوزة على نومه بعدما حرر حبيبته من هذا المختل ،،، تأتيه فى أحلامه يومياً لذلك أصبح يعشق النوم ،،، ينتظر اللحظة المناسبة ليتحدث معها ويخبرها بكل ما يحمله داخله ولن يبخل عليها بعد الآن .
مها التى ندمت على حملها بسبب إرهاقها الذى تسبب لها في المكوث في منزل والدها طوال تلك الفترة رغماً عنها حتى أنها كانت تريد إجهاده لولا سعاد التى حذرتها من فعل ذلك وعليها فقط تحمل تلك التسعة أشهر حتى تنجبه لتلهى حمزة به ولتضمن قيده ثم تتركه لجدته صفية تتحمل مسئوليته ويمكنها تحقيق أحلامها كيفما تريد .
❈-❈-❈
بعد آيام
في قاعة تم تجهيزها لحفل زفاف الإبن الثانى لسالم الجواد ،،، حضر كالعادة أفراد الطبقة الراقية وتلك المرة حضر أفراد الطبقة المتوسطة أيضاً الذين كانوا أكثر طبيعة وتلقائية من هؤلاء الممثلين المبدعين الذين إتخذوا من الغرور حليفاً .
تقف ريتان مع كاريمان في الغرفة التى تتجهز بها تطالعها بسعادة وهى ترتدى فستان زفافها الأبيض الناصع كالأميرات .
أردفت ريتان بتروى وفرحة لأجل صديقتها :
- ألف مبروك يا كارى ،،، طالعة بسم الله ماشاء الله زي القمر .
إلتفتت لها كارى تطالعها بسعادة وحب ثم مدت ذرا عيها لتسرع إليها ريتان تعانــ.قها بحنو وتربت على ظــ.هرها .
طرق سمير والد كاريمان الباب ودلف ينظر ويبتسم بسعادة على أبنته مردفاً :
- يالا يا حبيبتى المأذون وصل ومراد جاب أخره .
خجلت كثيراً تنظر لوالدها بسعادة وتومئ ثم التفتت تتمــ.سك بيــ.د ريتان مردفة برعــ.شة وقلبٍ متراقص :
- ريتان متسبنيش .
أومأت ريتان التى كانت ترتدى فستان أسود محتشم وحجاب كريمي ولم تضع أي مستحضرات تجميل تماماً إلا القليل من الكحل الذى أبرز عيــ.نيها الرماديتين فباتت في كامل براءتها وجمالها الطبيعي .
أردفت ريتان بحب وتأكيد :
- معاكى ومش هسيبك .
تحركت كارى مع والدها للخارج وريتان تخطو مجاورة لها حتى وصلوا إلى الدرج الذى ينتظر مراد أسفله .
نزلا سمير يشبك يد أبنته بهدوء ليسلمها لحبيبها .
وصل إليه ومراد في حالة ثبات ظاهرى بينما قلبه يعصف ويضخ مشاعر قوية خاصة بها تلك التى سلبته الراحة في بعدها وأخذت أفكاره وملكت فؤاده .
مد مراد يــ.ده يلتقطها من والدها الذى أردف بترجي :
- حطها في عيــ.نك يا مراد ،، دى بنتى الوحيدة ونور عيني .
طالعها مراد بعمق ثم رفع كف يــ.دها الصغير الناعم يلثمه برقة وسعادة وأردف بصدق :
- طبعاً يا عمى في عنيا وفي قلبي .
أردفت ريتان من خلفها بسعادة وهدوء :
- ألف مبروك يا مراد .
نظر لها وابتسم يردف بسعادة :
- الله يبارك فيكي يا ريتان ،، شكراً .
بعد ثوانى دلفا العروسان القاعة التى ينتظر بها المدعوين بترقب .
صدحت موسيقى الدخول وانطفأت الأنوار بإستقبال مبهر لهما .
حضرت من حيث لا أحد يدرى الفرقة التى قامت بعرضٍ رائع حول العروسان أبهر عيون الحضور .
القاعة مظلمة إلا من أنوار خافتة مسلطة على المسرح ،،، بينما ريتان تقف في أحدى الزوايا تتابع صديقتها بسعادة وتتنفس بعمق ،،، داخلها متأرجح وندوبها ما زالت في مرحلة التعافي ولكن حقاً هى سعيدة جداً من أجلها .
تحركت ريتان من مكانها قاصدة طاولة والدها ولكن في طريقها كادت أن تصتدم بشخصٍ نبض قلبها بشدة عندما اقترب منها ووقعت عيــ.نيها على حذائه ،،، قبل أن ترفع أنظارها تأكدت أنه هو ،،، تلك النبضة التى تحقد عليها لم تأتى إلا في حضوره ،،، تلك الهزة الجــ.سدية لم تحدث إلا عندما يقترب .
رفعت عيــ.نيها للأعلى تطالعه بأنــ.فاس تحاول إلتقاتها فرأته يطالعها بعمق ،، بإشتياق ،،، بلهفة ،،، بباقة فريدة من أجود المشاعر صممت لها بعناية .
لا تعلم لما أصابها تحذرٌ لحظى ولم تفق إلا عندما إنتهى العرض واشتعلت الأنوار تنير القاعة بأكملها لذلك تنبهت وابتعدت فجأة عنه وخطت متجهة لطاولة والدها وجلست مجاورة لجميلة التى ربتت على كفها بحنو .
أما هو فظل أمامه يتأمل مكانها ،،، جميلة كما عاهدها ولكن انكسرت لمعة عيــ.نيها ،، لم تعد مثل السابق ،،، لذلك نغزه قلبه وأقسم داخــ.له أن يسعى لإعادة ترميم ما هدمه .
بدأ كتب الكتاب وشهد حمزة على عقد قران شقيقه بينما وقعت عين ريتان لا إرادياً على مها التى ظهر حملها حتى إنها غضبت بشدة وكادت أن لا تاتى الزفاف بسبب هيأتها التى تعيق مظهرها ولكنها تذكرت وجود ريتان لذلك أتت وها هى تطالعها بخبث وتشفي حيث أنزلت كفها على حملها تتحــ.سسه أمامها قاصدة إيلامها وبالفعل أصابت هدفها وها هى الدموع تتجمع في تلك العيون الرمادية .
ليس حقداً أو حزناً لحملها بالطبع لها فهى لم تكن يوماً تلك الحقودة ولكن تتحسر على أحلام شيدتها وكانت تظنها ستتحقق يوماً ..
إبعدت ريتان نظرها عنها والتفتت تتنهد بقوة وتطالع كاري التى تطالعها مبتسمة كأنها شعرت بها تألمت لأجلها من وسط سعادتها .
بادلتها ريتان بحب وابتسمت تحت أنظار هذا العاشق الذى اتجه يقف مجاوراً لمراد بعدما انتهى المأذون وعيــ.نه مسلطة عليها مما جعل مها تستشيط غضباً ليس شعور غيرة أو حبٍ لزو جها ولكن حتى لا يسقط مظهرها الإجتماعى أمام الحضور .
بعد ساعات انتهى الحفل وغادر الجميع وانطلق مراد بسيارته إلى المطار فوراً بعدما أبدلا ملابسهما في الفندق حيث سيذهبا لتقضية شهر عسل في إحدى الدول الأوربية الساحرة وكانت تلك هديته من شقيقه حمزة .
❈-❈-❈
بعد عدة أيام في مكتب حمزة وبعد تأكده من إنتهاء عدتها الذى إنتظرها بفارغ الصبر
يجلس يتحدث في الهاتف مع أحد رجاله الموثوق بهم مردفاً :
- أيوة المدرسة الخاصة اللى على طريق **** ... عايزك تروح حالاً وتطلب تقابل أستاذة منال قاسم وتخليني أتكلم معاها .
أردف الرجل وهو يقود إلى وجهته :
حاضر يا حمزة بيه ،، مسافة الطريق .
بعد حوالى نصف ساعة رن هاتف حمزة فأجاب بترقب :
- أيوة يا سعيد ؟
أردف الرجل بإحترام :
: حمزة بيه أستاذة منال مع حضرتك .
أعطى الهاتف لتلك السيدة الوقورة التى أردفت بسعادة :
- أهلا يا حمزة بيه ،، أزي صحتك ؟
أردف حمزة بحنين وود :
- أزي حضرتك يا أستاذة منال ،،، يا ترى فاكرانى ؟
أردفت بتأكيد متذكرة :
- أكيد فكراك ،، حد ينسى حمزة الجواد أكتر ولد كان مطيع وبيسمع كلامى ومريح أساتذته .
إبتسم حمزة على ذكريات طفولته وتنهد يردف بفضفضة :
- ياريت كنا فضلنا هناك يا أستاذة منال ،،، كبرنا وكل شئ كبر معانا ،،، المهم أزى صحتك طمنيني عنك ؟
أردفت منال بود بعدما غير الزمن ملامحها الشبابية إلى أخرى أكثر نضجاً وأكبر سناً :
- أنا كويسة جداً الحمد لله ،،، أخبار سالم بيه وصفية هانم إيه ؟
اردف حمزة بهدوء :
- الحمد لله بخير .
تنهد يتابع بترقب :
- انا كان ليا عند حضرتك رجاء .
ترقبت وأردفت بتمعن :
- أكيد إنت تؤمر ،،، إتفضل ؟
أردف حمزة بترقب :
- من فترة بعيدة شوية فيه واحدة تهمنى قدمت طلب وظيفي لمدرستكم ،،، وأنا أعرفها شخصياً وأعرف أد إيه هى ممتازة في توصيل المعلومات للطفل لأنها كانت مسئولة عن تعليم أطفال أختى وحقيقي النتيجة مبهرة ،،، فأنا طالب منك تراجعى طلبها ولو ممكن تقبليها عندك في المدرسة .
تنهدت منال بقوة فهى ليست من هذا النوع الذى يقبل بالوسطات ففهم حمزة عليها وأردف بتروى :
- أنا عارف أستاذة منال كويس جداً وعارف هي بتتعامل إزاي وده اللى خلانى أتكلم معاكى تحديداً لأنى كان سهل عليا أتواصل مع أي مدرسة تانية بس أنا حابب حضرتك تجربيها ،،،، صدقيني هى مش محتاجة واسطة أو تدخل منى ،،، طريقتها هتخليكي تتمــ.سكى بيها ،،، أنا طلبي بس أنك تعطيها فرصة تظهر مهاراتها قدامك ،، وتأكدى لو حضرتك مقتنعتيش بيها أنا مش هفرض عليكي أى حاجة ،،، تقدرى تخليها شهر تحت التدريب وتشوفي وتقررى بنفسك .
اقتنعت منال بحديثه وأومات تردف بهدوء :
- طيب قولي رقمها وأنا هتواصل معاها ،، مع إننا مكتفيين مدرسات بس لأن حمزة الجواد غالى عندى .
أبتسم بسعادة واردف بامتنان :
- متشكر جداً جداً يا أستاذة منال بجد .
أردفت مبتسمة بهدوء :
- العفو ،،، يالا قولي الرقم .
أملاها الرقم الذى حصل عليه من شقيقته سناء منذ قليل وطلب منها أن لا تخبرها أبداً أنه الفاعل بل تخبرها أنه تم إعادة النظر في طلبها الوظيفي .
❈-❈-❈
كانت ريتان جالسة في غرفتها تتحدث مع سناء عبر الهاتف .
قالت سناء بترقب بعدما ترجاها حمزة :
يالا يا ريتان بقى ،،، هتزعلى سليم وتقى ؟ ،،، هتكسفيهم يعنى ؟
تنهدت ريتان بضيق وأردفت :
- بجد مش عايزة أخرج يا نونا ،،، أنا بقالى فترة مخرجتش وحاسة إنى مش مستعدة بجد ،،، خليها وقت تانى ،،، سلميلي عليهم كتير جداً .
زفرت سناء بإستسلام وأردفت :
- تمام يا ريتان ،،،، زى ما تحبي ،،، بس لو خرجتى في أقرب وقت علشان خاطرى فوتى عليا .
أومأت لها تردف بتأكيد :
- حاضر ،،، بجد لو خرجت أوعدك هتكونى أول واحدة أزورها .
ودعتها وأغلقت معها ووضعت الهاتف جانباً ووقفت تتجه للخارج ولكنها وجدت رقماً غير مسجل يهاتفها ،،، تعجبت واجابت بترقب مردفة :
- ألو ؟
أردفت منال قاسم بترقب :
- أنسة ريتان حمدى الفولي معايا ؟
إبتسمت بألم على لقب أنسة وأردفت بترقب :
- أيوة أنا ،،، مين حضرتك ؟
أردفت منال بتروى :
- أنا منال قاسم مديرة مدرسة **** الخاصة ،،، إنتِ كنتِ قدمتى طلب وظيفي عندنا من فترة .
دق قلبها بسعادة وحماس وترقب وأردفت متلهفة :
- أيوة فعلاً ،،، إتقبلت ؟
أردفت منال بهدوء :
- هتمرى علينا بكرة إن شاء الله وهتتعيني شهر تحت التدريب لو أثبتى كفاءتك هنثبتك في وظيفتك .
إنشرح فؤادها وأردفت ببكاء من شدة سعادتها :
- حاضر ،، إن شاء الله أكون عند حسن ظنك يا فندم ،،، متشكرة لحضرتك جداااا .
أغلقت معها وركضت للخارج كالطفل السعيد تردف بحماس ولهفة :
- ماماااا ،،، ماماااا أنا هتوظف يا مامااا .
أسرعت جميلة من المطبخ تتجه إليها وتعانــ.قها بسعادة ثم ابتعدت عنها وأردفت متسائلة بترقب :
- إحكيلي إيه اللى حصل ؟
بدأت تسرد لوالدتها مكالمة السيدة منال بينما تجلس بسمة تطالعها بضيق فها هو الحظ يحالفها للمرة الثانية على التوالى وهى التى ظنت أن أحلامها ستتحقق على يــ.د ناصف ولكن طار ناصف وطارت أحلامها وستظل ريتان في القمة .
❈-❈-❈
في اليوم التالى صباحاً كانت ريتان تخطو بإتجاه المدرسة بحماس .
دلفت وقابلت السيدة منال قاسم التى بدورها سألتها عن بعض الأسئلة وبدأت ريتان تعرض عليها كيفية التعامل السليم مع الأطفال وتدريبهم على مهارات معينة .
هاتفت ريتان سناء وأخبرتها بما حدث معها كما أخبرتها أنها ستمر عليها حالما تنتهى من يومها الأول فى الوظيفة كما وعدتها .
أغلقت سناء معها وتنهدت بعمق تفكر هل تهاتف حمزة كما وعدته أو لا تفعل حتى لا تنزعج ريتان .
في نهاية الأمر إستسلمت لقلبها وهاتفت حمزة الذى أجاب بتلهف وأستشعار عاشق :
- نونا قولي إنها جاية !
تنهدت نونا بقوة وقلة حيلة على حال شقيقها وأردفت بحنو :
- أيوة يا حمزة جاية ،، طلبوها من مدرسة **** وراحت وهتخلص مشوراها وتمر عليا .
أومأ بحماس يردف :
- تمام ،،، هكون عندك كمان ساعة .
أردفت سناء بتحذير :
- بس أوعى يا حمزة تضغط عليها ،، لو مش حابة تتكلم أمشي وسيبها .
أومأ يردف بلهفة :
- تمام يا سناء حاضر .
❈-❈-❈
بعد ساعة وصلت ريتان إلى فيلا سناء ،،، دلفت تخطو بتمهل وطرقت باب الفيلا الداخلى ففتحت لها سناء تستقبلها بترحاب وفرحة وتسحبها لتعــ.انقها ثم ابتعدت تطالعها مردفة بحنو :
- وحشتيني يا ريتا ،، تعالى يا حبيبتى إتفضلي .
دلفت ريتان معها بعدما أغلقت سناء الباب واتجهتا تجلسان سوياً وأردفت سناء بلهفة :
- كدة يا ريتان ؟ ،،، أهون عليكي طول الفترة دي متجيش تشوفيني ولا حتى تشوفي سليم وتقى ؟
أردفت ريتان معتذرة :
- متزعليش يا نونا ،،، إنتِ عارفة غلاوتك عندى بس كانت عدتى والأحسن إنى مطلعش من البيت زى ما إنتِ عارفة .
أومأت سناء بتفهم وأردفت بسعادة :
- طيب قوليلي بقى تشربي إيه ،،، ولا أقولك إنتِ هتتغدى معايا .
أردفت ريتان بتروى معتذرة :
- مش هينفع يا نونا ،،، مقولتش لبابا وماما علشان ميقلقوش ،،، أنا جيت أشوفك واطمن على الأولاد لأنى وعدتك .
وقفت سناء تردف بتنهيدة واستسلام :
- تمام يا ريتان بس بردو مش هتمشي غير لما أشبع منك ،،،، ثوانى ورجعالك .
خطت سناء بإتجاه المطبخ لتحضر الضيافة بينما تساءلت ريتان بصوت عالى نسبياً :
- أومال فين سليم وتقى يا نونا ؟
عادت سناء تنظر برأسها من خلف جدار المطبخ الجانبي مردفة بترقب :
- هيطلعوا من الSchool على بيت ماما صفية بس أنا خبيت عنك ،،، لو كنت قولتلك مكنتيش هتيجي .
إبتسمت ريتان عليها ثم جلست تنظر حولها إلى أن عادت سناء إليها تحمل صينية الضيافة ثم خطت تضعها على الطاولة أمام ريتان وجلست مجاورة لها تردف بود وترقب :
- يالا دوقى الكوكيز اللى عملتها للأولاد وقوليلي رأيك .
التقطت واحدة تتذوقها قبل أن تستمع لصوت سيارة في الخارج ،،، توقفت عن المضغ وعصف بها قلبها العاشق مجدداً كدائماً يخبرها أنه هو .
حاولت بلع علَقَتها ونظرت لسناء بشك تردف متسائلة بأنــ.فاس مثقلة :
- ده حمزة ؟
تمــ.سكت سناء بيــ.ديها تردف بتروى وتوتر :
- ريتان إسمعيه بس ،، عنده كلام كتير عايز يقولهولك ،، في أمور لازم توضح ما بينكم .
نظرت لها بتعجب وعدم إستيعاب ،،، أي أمورٍ توضح بعد ما وصلا إليه ؟ ،،، فكرت قليلاً .
حسناً لتنهى تلك المسألة التى تنتظرها منذ زمن ،،، لتثبت له أنه لم يعد مهم بالنسبة لها كما يظن نفسه ،،، الآن حصلت على وظيفة وستثبت نفسها دون الإلتفات لأي مشاعر ،،، وها هي فرصتها .
تحلت بالهدوء وأومأ بغموض بينما توقفت سناء لتفتح الباب له .
خطت وفتحت له باب الفيلا وخطى للداخل يصب أنظاره عليها وهى تجلس بثقة أحضرتها بصعوبة بالغة .
نظر لأخته التى تومئ له بأن يتقدم ،،، لقد أتى راكضاً والأن يشعر بتخدر ساقيه ،،، خطواته بطيئة متأهبة كحال أنفــ.اسه ونبضاته حتى توقف أمامها ينظر إليها ويردف بحب وترقب وإشتياق وحنين :
أزيك يا ريتان ؟
رفعت نظرها إليه تخفى الحب ببراعة مردفة بإبتسامة هادئة وواثقة :
أهلاً يا حمزة أزيك .
برغم عدم رؤيته للمعة عيــ.نيها إلا أنه أنشرح من نطقها لإسمه الذى عزف على أوتار فؤاده فعدل من نبضاته .
جلس أمامها يطالعها بإشتياق وحب ويبحث عن الأحرف التى تركته وغادرت في رحلة بعيدة وحل مكانها الصمت والتأمل .
وقفت سناء تتحمحم مردفة بتوتر :
- طيب أنا هجيب حاجة ثوانى ورجعالكم .
غادرت تعطى لهما مساحة الحديث ،،، صخبْ صــ.درها وبعثرة عقلها أخفتهما ببراعة وهى تطالعه متسائلة :
- خير يا أستاذ حمزة ،،، سناء قالت إن إنت عايزنى ؟
توتر واعتدل يستحضر الأحرف بصعوبة ثم نظر لعيــ.نيها وأردف بصدق وعذاب بدون أى مقدمات :
أول حاجة عايزك تعرفيها هو الكلام اللى قولته هنا وإنت سمعتيه قبل جــ.وازك أنا ندمان جداً جداً عليه ،،، من وقت ما لســ.انى نطقه وأنا بتعذب ،،، صدقيني يا ريتان أنا شايفك أحسن واحدة في الدنيا .
تبتسم داخلها بسخرية ،،، لما الآن ؟ ،،، لما يحاول التسلل إليها الآن ؟ ،، هل لإنها تحررت ؟ ،،، أم يظن أنه سيخدعها مجدداً .
أظهرت ملامح التعجب وتساءلت بإستفهام كاذب :
- كلام إيه ؟ ،،، أنا مسمعتش حاجة ؟ ،،، معلش توضحلى إنت بتتكلم عن إيه بالضبط ؟
تعالت وتيرة أنفــ.اسه وهو يطالعها بصدمة وتشتت ،،، لااا مؤكد هناك أمرٍ ما ،،، هى تخفى أمرها عليه ،، هى تكذب ؟
زفر وأردف مترجياً :
- ريتان أنا عارف إنك فاهمة أنا بتكلم عن إيه ،،، لو سمحتِ سامحيني وأنسى وأنا هعوضك ،،، ريتان أنا من وقت ما بعدتى وأنا حياتى وقفت ،،، صدقيني ندمان ونفسي تسامحيني وبتمنى الزمن يرجع وأنا هصلح كل حاجة وهعمل أي حاجة علشان تنسى اللى قولته .
تنظر له وهو يتحدث وتنعته بالكاذب ،،، يجلس أمامها بكل أريحية يتفوه بأي كلام وعلى الجهة الأخرى تنتظره زوجته الحامل ؟
توقف عن الحديث بسبب نظرتها التى بعثرته ،،، لم تكن تلك النظرة الذى يريدها منها ،،، زفر يشعر بتختناق من تحول ملامحها وصمتها ثم تابع بترقب ليرى رد فعلها :
- ريتان أنا عايزك في حياتى ،،، أنا حياتى مش هتكمل غير بيكي .
يكفى ،،، إلى هنا وكفى ،،، وقفت تتناول حقيبتها وتشعر بغضب يأكل داخــ.لها لو حررته تقسم أنها ستحــ.رقه بنار إحتراقها هذه ،،، هل هذه قيمتها عنده ؟ . .
أردفت بصوت حاد تنادى :
- سنااااء ؟ .
خرجت سناء من مكانها تتجه إليهما بتوتر وتنظر لها متسائلة :
- أيوة يا ريتان ؟
لم تنظر له ،،، إن نظرت له ستغضب وهى تحاول التحلى بالثبات لتظهر ببراعة أنها لم تعد ريتان السابقة .
لذلك أردفت ضاغطة على أحرفها متجاهلة وجوده تماماً :
- ياريت تفهمى أستاذ حمزة أن بنات الطبقة المتوسطة المتربيين مهما وصل بيهم الأمر مستحيل يقبلوا براجل متجــ.وز ،،، وكمان ومراته حامل ،،، يظهر الأمور اختلطت عليه ،،، فهميه إن يمكن فهم حاجات غلط أنا مش مسئولة عنها ومعرفش هو بيتكلم كدة بناءاً عن إيه بس اللى أعرفه إنى مش هرتبط مرة تانية وإن إرتبطت مستحيل هيكون هو ،،، ياريت يهتم شوية بزو جته الحامل بدل ما يجرى ورا واحدة مطلقة ومفكر إنها سهلة الوصول .
تنهدت بقوة ثم أردفت بهدوء دون النظر إليه :
عن إذنك .
التفتت تغادر شاعرة بالإنتصار ،،، ثأرت لنفسها ،،، ثأرت لكرامتها ،، إنتظرت تلك اللحظة منذ سنوات وأتت ،،، ليعلم مكانته الحالية لديها ،،، أو ليعلم مكانته التى أرادت هى أن تظهرها ولتظل مكانته الحقيقية مخبأة في أعماقها للأبد .
غادرت تغلق باب الفيلا الذى إنغلق على قلبه ،،، يقف مهزوم في ساحة حرب المشاعر ،،، إنتصرت بكلماتها على حبه ،،، رجمت روحه بحديثها ،،، ولكن ماذا ظنّ ،،، هى لا تعلم شيئاً عن معاناته وأفعاله وحياته ،،، ولا أي شئ ،،، هي فقط ترى ما يراه الجميع ،،، رجل متزوج وقريباً سيصبح أب ،،، لذلك فمعها كل الحق .
إتجهت سناء إليه تحاول التخفيف عنه بعدما رأت حالته مردفة بحنو وهى تتمــ.سك بذ راعه :
- حمزة ؟ ،،، حبيبي إهدى وهنتكلم تانى ،،، أكيد الموضوع مش سهل ،،، يمكن احنا إستعجلنا ؟ ،،، هى معاها حق .
أغلق عيــ.نيه ووقف متصنماً لثوانى ثم رفع يــ.ده يربت على كف شقيقته والتفت يغادر من حيث أتى بصمتٍ تام ،،، فكلٍ منهما الآن أصبح في مفترق طرق .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية