رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 24 -3
قراءة رواية وصمة عار كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر
قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية وصمة عار
الفصل الرابع والعشرون الجزء 3
❈-❈-❈
في منزل أدم، التالي استيقظت اليزابيث من نومها وجهزت نفسها لتذهب الى الاسفل لتبدا يومها كالعاده في منزل أدم، ولكن قبل ذلك عندما فتحت الباب فوجدت زين جالس على الكرسي الخشبي بالقرب من النافذة يراقب رذاذ المطر وعندما شعر بأن الباب يفتح التفت لها مبتسم بلطف وكان لاحظ أنها تبدو شاحبة وضعيفة اليوم، تنهد واقترب منها قائلا بنبرة ملؤها العطف الزائف
= صباح الخير يا اليزابيث كيف حالك اليوم
فرمشت إليزابيث عينيها مرتين تستوعب أنه هنا أمامها ثم قالت بصوت مرتجف
= صباح النور سيد زين
زم شـ.ـفتيه بزعل مصطنع وقال بعتاب
= ألم نتفق الليله الماضيه بان تقولي لي زين فقط دون ألقاب.. على العموم ليس مهم الان فتبدين شاحبة جداً هل انتٍ مريضه
رفعت نظراتها له وهي ترد عليه بخفوت وتمسك رأسها بألم
= اشعر بصداع برأسي قليلا لا عليك ، ساذهب لاحضر الفطور قبل ان يستيقظ السيد آدم بالاذن
أمـ.ـسك ذراعها بخفه وهو يعقد حاجبيه باهتمام ثم قال بحزم
= انتظري اليزابيث لا تتعبي نفسك اليوم ، اذهبي الى غرفتك وارتاحي و انا سوف احضر الطعام اليوم لا ترهقي نفسك أكثر من ذلك، وايضا السيد ادم قد ذهب الى العمل مبكراً اليوم.
ترك ذراعيها ورحل دون حديث مما جعلها تقف بعدم استيعاب وهي تفكر في اهتمامه الزائد الذي حدث فجاه دون مقدمات؟ و لا تعرف ماذا يريد من وراء ذلك؟ لكنها داخلها شعور ليس راحه !!.
❈-❈-❈
في مكتب ادم، فتح الباب ليتفاجئ بي لارا تجلس أعلي المقعد تضع قدم فوق قدم و ابتسمت باتساع عندما رايته أمامها، بينما جز علي أسنانه بغضب شديد وهو يغلق الباب ونظر إليها ليزم شـ.ـفتيه بعدم رضا
= انتهيت من زياراتك المفاجئه الى منزلي اجدك هنا في مكتبي ماذا تريدين ايضا ، الم تكتفي بما فعلتٍ الايام السابقه
تصنعت لارا براءتها التي تستفزه وهي ترد
= اتقصد بانني كشفت لك هذه العـ.ـاهره عن وظيفتها المخجلة وما فعلته في ذلك الشخص الذي لا اعرفه وشوهت وجهه.. اشعر بالعطف تجاهك آدم لانك وقعت في مصيده فتاه مثلها خبيثه وسوف تضيع مستقبلك قريبا طالما ستظل معها
صمت لحظه فرفع نظراته الغاضبة إليها صائحا بحدة أكبر
= تعلمي قد فقدت الامل فيكٍ و سئمت من الشرح والمبررات اليكٍ لارا والى ابي والى زين افعلوا ما تريده وأخذوا عني الفكر الذي تشهدونها.. فانتم بالاساس لا تريدون ان تصدقوا غير حقيقه واحده ؟ وهي انني يوجد بيني وبينها عـ.ـلاقه في السر.. لذلك سوف اوفر مجهودي في الشرح والمبررات و أصمت افضل
نهضت بحده وقالت بتهور ممزوجا بتهديد
= اتمنى بان تكون تقول الحقيقه يا آدم ، لان اذا كانت غير ذلك الحقيقه، صدقني هذه الفتاه نهايتها ستكون على يدي لاني ليست رخـ.ـيصة حتى تتركني وتذهب الى عـ.ـاهره مثلها تفضلها عني
نظر لها فاغرة العينين والشـ.ـفتين وهمس قائلا ساخراً
= معنى ذلك أنك اذا رايتيني مع فتاه غيرها فلم تعطي الامر اهميه؟ لكن كل ما يهمك الان باني اخترت ارافق عـ.ـاهره ! تعلمي شيء احيانا اشعر انك لا تحبيني ولا شيء انما الفكره مجرد شيء تريدي تمتلكيه وربما لان الشخص الوحيد الذي قلت لكٍ لا أريدك ؟
هزت كتفيها ترد عليه ببساطة مستفزة دون الشعور بمثقال ذرة من حرج من باب قلة الذوق
= ليس صحيح انا احبك وافهم مشاعري جيد.. ما رايك بما اني هنا تعالي نجلس سوا و نشاهد علي الانترنت صور اثاث لبيتنا الجديد
لم يرد عليها، لتتقدم منه ببراءة مصطنعة و جحظ عيناه بصدمة فجاه وهو يجدها تنحني تـ.ـقبل وجنتيه برقة هامسة وهي ترسم ابتسامه سمجة
=الم تسمعي بالمثل القائل أن العمر يمر بسرعة و الإنسان يكبر في غمضه عين صدقني لن تشعر بالوقت يمضي الا وقد تصبح رجل عجوز فالأيام تمضي بسرعة مخيفة يا آدم.. برايي بان تجرب حظك معي فرصه واحده فقط وصدقني لم تندم
رفع حاجبيه بعدم تصديق من وقاحه لارا ناظرا لها ثم ضغط على يده صارخ بحنق واعتراض
= الى الخارج لا اريد ان ابدا صباحي وانا اشعر بالاشمئزاز
امتقع وجهها حرجا ونظرت إليه باستنكار و كبرياء أنثوي جريح لتتحرك بالخطوات غاضبه وهي تاخذ حقيبتها وتذهب الى الخارج و تلعنه في سرها شـ.ـاتمة بغيظ.
❈-❈-❈
في المساء دلف آدم المنزل بتعب شديد لكنه تفاجئ به المنزل مظلم على غير العاده، ليفكر بان الجميع قد خلد للنوم لأنه قد عاد متاخر من العمل اليوم ليتجه الى الاعلى ليصعد لغرفته ينوي الاستحمام.. لكنه تجمد مكانه لحظه بعدم استيعاب عندما وجد زين يخرج من غرفه اليزابيث! أسرع يتقدم منه فيمد يده يمسك بذراعية يسحبه بعـ.ـنف ليعقد زين حاجبيه منه فيرفع نظراته آدم الغاضبة إليه صائحا بحدة
= ما الذي كنت تفعله بغرفه إليزابيث ؟.
مط زين شـ.ـفتيه بعدم فهم ببرود مصطنع قائلا بأسلوب مستفز
= آدم ، مرحبا بك متي وصلت لم أشعر بك. اصعد لتغيير ملابسك وانزل بعد ذلك حتى تتناول الغداء. فأنا حضرته اليوم. بقيت مع إليزابيث طوال اليوم حتى انتهينا.
ضيق آدم عينيه بأهتمام وشك ليتركة بحدة بينما وقف امامة لتشتعل عينيه بالنيران يصرخ بغضب من استفزازة
= زيــن !!. لقد طرحت عليك سؤالاً وأريدك أن تجيبني عما كنت تفعله في غرفة إليزابيث في ذلك الوقت
التفت اليه زين بكامل جـ.ـسد قائلا بخبث وتهكم
= ولا شيء. كنت اتاكد من انخفاض درجة حرارتها فمنذ الصباح كانت مريضة وأنا أعتني بها. آه يا آدم كنت حزينًا جدًا عليها فكانت تتألم طوال الوقت وتحتاجه إلية بجانبها.. المهم أن درجة حرارتها انخفضت بسلام.
شحب وجه آدم وسكنت حركاته من تأثر كلماته الغليظة، ثم تطلع له لحظة ليهتف متسائلا بخشونة
= ما سر تغييرك المفاجئ يا زين مع اليزابيث؟ في البداية كرهت وجودها في المنزل وأصررت باستمرار على أن أطردها وأبقى بعيدًا عنها و إنها فتاة سيئة ، و تخطط بالتأكيد لشيء يؤذيني. ما الذي حدث الان لتقترب منها هكذا؟ أليس خائف من الوقوع في فخها أيضًا؟
علق زين علي حديثه بضحكة ساخرة عالية قائلا باستفزاز
= آدم ، أنت لست طفلًا صغيرًا وأنت تعرف جيدًا ما هو مناسب لك ، لذلك توقفت عن الحديث معك عن ذلك الموضوع ..أما بالنسبة لتقربي من إليزابيث ، فقد حاولتٍ التحدث معي بطريقة لطيفة منذ أيام ، كما أنها اعتذرت لي عندما قطفت الورود دون إذني.. ففكرت في كلامك انها لا تسيء الينا فلماذا لا اتعامل معها بلطف واتجاهل هذه الافكار السيئة.. وبصراحة رأيتها فتاة ظريفة جدا
وقد احس آدم بالاختناق من كلماته ليضغط على يده بعـ.ـنف شديد ثم اقترب منه هامسا بفحيح في اذنيه
= حسنا استمع إلى؟ هذه آخر مرة أراك فيها في غرفتها حتى لو هي طلبت منك ذلك ، لا توافقها. أما بالنسبه لمرضها المفاجئ فكان من الأفضل لك أن تطلب لها طبيبة تعتني بها بدلاً منك.. لكن لا تدخل غرفتها لأي سبب وأنا لست هنا.. هل تفهم كلامي جيد زين ؟؟.
إبتلع زين ريقه بقلق من نظراته فلم يتوقع أن يكون رد فعلة هكذا، لذلك فضل التوقف قليل عن أسلوب الاستفزاز و هز رأسه متنهدا وهو يقول باستسلام
= حسنا كما تشاء، ساذهب اسكب اليك الطعام
ليرفع عينيه آدم الواقف بتأهب قائلا بصوت جفاء
= توقف مكانك لا اريد شيء ساذهب الى غرفتي لارتاح.. تصبح على خير
❈-❈-❈
في غرفة آدم، كان يسير بخطوات غاضبة حد الجنون لطالما كان مسيطر ويتصرف بهدوء في أي موقف ولكن الآن لم يعد قادراً على أن يخمد تصرفاته بالذات إذا يكن الموضوع يخص اليزابيث !! إلي هنا أن لا ينفك عن التفكير بطيش.. لا يعلم ماذا بة؟ أستمر هكذا فترة حتي شعر بالارهاق من كثر التفكير ليهبط الى المطبخ يعد فنجان قهوه له لصداع راسه .
وعندما هبط للاسفل وهو يمر بجانب غرفه اليزابيث استمع الى صوتها وكأنها تناديه علي أحدهم بذعر وتستنجد به؟ عقد آدم حاجبيه بدهشة وقلق ولا يعلم ماذا يفعل لها، حتى بعد قليل من الوقت حسم الأمر ليدخل الغرفة بهدوء ليجد ظلام الغرفة النسبي فجأة وهي ممتده على السرير.. لكن تعالت أصواتها الضعيفة تصل لأسماعه كهمهمات فبقى آدم لحظات فقط ليستوعب أن تلك الأصوات لم تكن سوى من تلك المحتلة الـ.ـفراش وحيدا وهي تتقلب و تتعرق حد الإحتراق !
كانت تعاني بقلب مرتجف ودموعها تهبط لتكسو وجهها الشاحب المتعرق خائفة وكأنها ترى خيالات سوداء وأشياء تسحبها للظلام.. شئ يحوم من حولها مرسلا بجـ.ـسدها رعشة قوية و جـ.ـسدها كله يئن من الألم فتزداد دموعها بينما تعاود النداء وهي تكاد لا تبصر شيئا في هذا الظلام..
حيث كانت تغمض عينيها تتنمي أن تجد نفسها بين أحـ.ـضان عائلتها.. إنها على حافة الإنهيار من كل هذا الذي تعيشه! إنها تمر بأصعب أيامها بالفعل..لتهمس بضعف
= أبي! أريدك يا أبي.. أشتاقك جدا وأريدك .. عم أركون ساعدني أرجوك.. لا تتركني انت ايضا .
انتفض آدم بقلق بالغ ليقترب منها ليجلس بجوارها علي الفـ.ـراش يمسك يدها أولا ثم مد يده لوجهها ليتفاجئ به مبتلا من الدموع بينما هي غارقة في النوم، فلا يعرف ما الذي عليه فعله.. ليفكر هل يوقظها أم يتركها هكذا لكن حرارتها كانت عاليه قليلا
إبتلع ريقه بارتباك وخوف عليها و ارتفعت يده لشعرها مربتا عليه بنعومة وهو يقترب من وجهها فتلفحها أنفــاسه السـ.ـاخنة وهو يقول بقلق
= اليزابيث اهدئي ستكونين بخير .. لا بأس .. لا بأس اهدئي .
أستمر في التحدث بجانبها يهمس بكلمات لطيفه يطمئنها و للحظات لكنه شعر بها تقترب برأسها منه دون أن تمـ.ـسسه وكأنها تبحث عن دفئه أكثر بينما هو مستمرا بكلماته المهدئة فهمس وهو لا يزال يـ.ـتلمس شعرها بشرود ليهمس بصوت متحشرج حد التعب
=لا تخافي إليزابيث أنتِ شجاعة و لن يمسسك سوءا قط طالما أنا هنا بجانبك ..
تعالت دقات قلبة ليرتجف بإستسلام لسحرها قائلا برقه رجولية
= وأنا سأكون هنا من أجلك عندما يكون العالم كله ضدك .
استكانت شيئا فشيئا حتى هدأت أخيرا لتصدر تنهيدة ناعمة فأنزل يده يمسح خديها من دموعها وهو يراقب ملامحها في الضوء الشاحب الذي يتهادى من النافذة بينما رفع يده الأخري يمسك يديها مره ثانيه ويضغط عليها و يطبقها وكأنه يرفض أن يتركها تعاني بمفردها، لكنه تركها رغماً عنه .. .
❈-❈-❈
في الصباح الباكر، استيقظت اليزابيث ترفرف بعينيها عدة لحظات لتشعر بألم عاصف يضرب جسدها بشدة من تعب طوال الليل وعندما حاولت ان تنهض ببطءٍ قد اتسعت عيناها بذهول وعدم استيعاب فكان آدم مستلقياً فوق الأريكة التي بجانب الفـ.ـراش وكان نام! وقفت لحظه تراقبة وهي لا تفهم لماذا هو هنا ؟ وما يكون يفعل بغرفتها؟ لكن الأمر اغضبها كثيرة بأنه قد نام معها بغرفه واحدة !! نهضت بحده وتجاهلت إرهقها واقتربت منه تطرق بيدها علي الأريكة بقوه جانبه حتي يستيقظ ثم تنحنحت قائله بصوت اجش من أثر النوم
= سيد ادم ما الذي تفعله هنا بالغرفه ولما انت نائم هنا ؟.
فتح عينيه بنوم لينظر حوله باستغراب ثم اخذ آدم يتابع بعينيه التي تقف أمامه ونظر إلى ما ترتديه منتبهاً الي جـ.ـسدها الغض في ذلك الفستان الذي كانت ترتديه اخذ يتأملها ممراً عينيه عليها فقد كان الفستان يظهر جمال قوامها الخلاب لكنه كان قصير مما كشف عن جمال سـ.ـاقـ.ـيها ضربت الحرارة جـ.ـسده علي الفور واخذت انفاسه تتعالي بشدة لكن سرعان ما حاول السيطرة علي ذاته والقاء هذه المشاعر بعيداً.. مذكراً ذاته بان زين كان معها طول الوقت وشاهدها بتلك الملابس الـ.ـعـ.ـاريه.. نهض بحده و اجابها آدم ببرود وهو يرمقها بنظرات جامده
= ما خطبك لما منزعجة هكذا؟ هل زين خير مني ليبقى؟ جانبك و أنا لا؟
عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب
= نعم! ماذا تقول؟ زين قد رأيته في الصباح فقط في المطبخ عندما ساعدني في إمساك يدي الجريحة و ..
قاطعها ليصرخ بانفعال وهو يرفع اصابعه في الهواء أمام وجهها يبوخها كطفلة صغيرة
= هل أنتِ طفلة غبية تماماً لتجرحي إصبعك هكذا دائما ، كم مره حذرتك انتبهي الى نفسك ولا تاذي حالك
تمتمت اليزابيث بارتباك في محاولة منها لتبرير الامر باستنكار
= ماذا حدث سيد آدم..الأمر يحدث دائما لأي شخص في المطبخ.. هذا طبيعي هل أقصد إيذاء نفسي ، على سبيل المثال؟
لكنه لم يهدئ وصاح بإنفعال مكبوت بداخله منذ أن رآه زين يخرج من غرفتها الليلة الماضية وقبل ذلك كانت تقف معة وتتضحك بأريحية بينما جـ.ـذبها بعـ.ـنف وهو يضغط على ذراعيها
= ليس طبيعيا.. هذا في الغالب بسبب الشرود من رأيي لا تدخلي المطبخ مرة أخرى حتى لا تتسببي في كارثة فيما بعد نحن لا غنى عنها، لكن أخبرني ، هل كانت المحادثات مع زين جيدة جدًا بالنسبة لكٍ لتكوني بلا وعي وتمرضًي دائمًا ، حتى عندما عُرض عليكٍ تتناولي الطعام معنا؟ لقد وافقتٍ دون تفكير.. ماذا هل بدأتي تنجذبي إلي.. هل تعتقدين أنه سيعجب بفتاة مثلك لمجرد أنه يعاملك بلطف؟
شعرت اليزابيث بالدماء تنسحب من جـ.ـسدها فور سماعها كلماته تلك...فما هو الاخر يري انها تحاول اغـ.ـراء اي رجل يكون قريبا منها، اخفضت رأسها بألم شاعرة بالإهانة وقد هدد الضغط الذي قبض علي صـ.ـدرها بسحق قلبها..اخذت ترفرف عينيها بقوه في محاولة منها لابعاد تلك الدموع التي تحرق عينيها قبل ان تنسكب علي وجهها وتفضح امرها اخذت تتنفس ببطئ محاولة السيطرة علي ذاتها لتنجح في نهايه الامر برفع رأسها والنظر في عينيه بوجه متجمد خالي من المشاعر وهي تجيبه بجفاء
= سيد آدم ، إذا كان وجودي هنا يزعجك إلى هذه الدرجة ، أخبرني مباشرة بدون لف ودوران ، أنك لا تريدني هنا في المنزل .. وسأذهب
وفي نفس الوقت اقترب زين من الخارج علي أصوات الصراخ، ليسير بخطوات بسيطة جدآ نحوه غرفه الباب ليستمع الحديث الدائر بينهما .
لا يعرف لما اغضبة فكره رحيلها لينظر لها آدم بغل وعينيه تشتعلان بحقد ليتحدث وهو يقترب منها برأسه بغضب ليصيح وقد اسود وجهه من شدة
= يا الهي ماذا تقول هذه الغبيه.. هل ساحتاج بان اروغ بالحديث معكٍ حتى لا أقولها مباشره، هل تريني خائف منك مثلا سيدة اليزابيث حتى لا اقول لكٍ اني لا أريدك في بيتي؟ افعلي ما تريدي.. إذا ارادتي أن تذهبي.. أنطلقي فلن أوقفك ..هيا ما الذي تنتظريه !!.
مسحت اليزابيث دموعها بكف يدها قائله بهمس وهي تنظر الي الأرض بعينين تلتمع بانكسار
= حسنًا ، سيد آدم ، أعطني بعض الوقت وساذهب الآن كما تريد ..!
اتسعت عينا آدم بصدمة و ارتباك وقد أنتبه إلي حديثه الان معها والي دموعها؟ ليصمت لحظه شاعراً بالذنب تجاهها ثم تنحنح من قوة المشاعر التي عصفت به والتفت ليرحل بسرعة من أمامها قبل أن يستسلم إلي قلبة ويقترب منها يـ.ـضـ.ـمها ويمسح دموعها الحزينة !.
بينما زين عند خروج آدم من الغرفه أسرع يبتعد بعيد دون أن يراه وهو يبتسم باتساع بأن خطه نجحت و إليزابيث سترحل مثل ما كان يريد ذلك هو و لارا .
❈-❈-❈
بعد فترة قصيرة جدآ، تنهد آدم بضيق شديد ولم يتحدث بل عاد الى غرفته وهو يشعر بالضيق ايضاً وخصوصاً لانه لم يكن يريد ان تحدث تلك المشادة الكلامية بينه وبين اليزابيث لذا عاد لغرفه مع العلم بأن تفكيره كان مشوشاً ، ليفكر هل بالفعل سترحل كما قالت إم كأن مجرد حديث لا أكثر ؟. فهو متاكد بنسبه كبيره بانها ليس لها مكان اخر تذهب اليه، نهض آدم يجوب غرفة المعيشة ذهاباً وإياباً وقد ندم عما فعله اشد الندم مما جعله يحتقر نفسه.. بسبب لحظة الضعف تلك التي جعلته يتصرف بطريقة جنونية و خصوصاً لانه لا يجوز له أن يتجاوز حدود معها هكذا وليس له الحق يحاسبها اصلا ،مما جعله ينزعج أكثر فقال محدثاً نفسه بعصبية
=اللعنة عليك يا ادم ، اللعنة عليك وعلى تصرفاتك الحمقاء وعلى هذه المشاعر التي تكاد أن تفقدك عقلك... كيف ستحل هذه المشكله الان؟
اما اليزابيث بالاسفل فكانت قد استعادت رباطة جأشها والسيطرة على قلبها ومشاعرها التي اهانت كثير لذا قررت ان تتجنب الحديث معه على قدر الإمكان قبل رحيلها علي الرغم بأنها تعرف ان ليس لها مكان آخر تذهب إليه لكن بعد ما حدث لم تستطيع ان تظل هنا؟ فدخلت الى المرحاض تغير ملابسها وبعدها شقت طريقها نحو الخارج دون ان تنظر إلي خلفها ولو لمرة واحدة حتى لا يرى أحد رؤية تعابير الانكسار التي ارتسمت على وجهها بوضوح تام.. وكان زين يقف بالخلف يشاهدها وهي ترحل من المنزل لكنه لم يكن سعيد مثل ما توقع! لم يعرف لماذا؟ رغم انه كان يخطط لذلك من البدايه !؟
أما في الاعلي نظر آدم بعدم اهتمام خلف النافذة وهو ما يزال يجوب غرفة المعيشة ذهاباً وإياباً ليراها قد خرجت من المنزل وتنوي الرحيل بالفعل! خفق قلبة ليرتجف في تلك اللحظة يشعر بالضعف وبأنه سيفقد شيء ثمين لم يعوضه لذلك دون تفكير تحرك إلي الأسفل بسرعه البرق ليوقفها .
❈-❈-❈
هبط آدم بخطوات سريعة فعجل لها راكضاً حين رأها مازالت قريبا منه في منتصف الطريق لينبض قلب آدم ببطئ فهذه اول مرة يكون شاعرا كذلك هو من يتخذ اولى الخطوات تجاه فتاة، وهذا بعث لدية شعوراً دافئاً اسرع ليقف أمامها يسد الطريق عليها وهو يلهث أنفاسه من الركض.. بينما عقدت اليزابيث حاجبيها بصدمه منة عندما أصبح أمامها.. ليقول بين أنفاسه الاهثه بصعوبه
= انتظري لا ترحلي اليزابيث
رأى آدم الدموع تتلألأ في تلك العينين الواسعتين و المعركة التي تخوضها ضد نفسها لتمنع فمها من الارتجاف و السيطرة العنيفة التي تفلت منها حتى وهي تكافح لتفرضها على نفسها ثم تحدثت واجابته بضعف وقد بدأت شـ.ـفتيها بالارتجاف
= لا بأس يا سيد آدم يُمكنني الذهاب فأنا لم انزعج منك.. لأنك الشخص الوحيد الذي عاملني بلطف حتى اذا كانت مجرد فتره وانتهت هنا .
توقف آدم على بعد خطوات منها وراح يحدق إلى وجهها الحزين كانت نظراته كلها ترجي... من كان ليصدق أنة يتراجاها بأن تبقى إلى جانبه ليكرر ما قاله مؤكدا على كل كلمة
= أنا حقاً لا أريدك ان ترحلى.. افهمي هذا...لقد جرحتك بالفعل
أغمض آدم عيناه بحزن علي ما أوصل به حالتها وتحدث مجدداً إلي اليزابيث بنبرة صارمة
= لا ترحلي إذا تركتك تذهبي فسوف أندم على ذلك لبقية حياتي
اعتقدت أنه يقصد شعور بالذنب.. بينما نزلت بنظراتها بحرج غير راغـ.ـبة في الظهور بمظهرها البائسة من جرحه ثم قالت باختناق
= لماذا تريدني أن أعود معك؟ هل هناك إهانات لم تحدث لي في ذلك المنزل؟ لا أعرف لماذا ينظر الجميع لي دائمًا باشمئزاز عندما يعرفون وظيفتي القديمة ، على الرغم من أنني تركتها ، ولم أرغب في ذلك.. دائما تعتقدون انني احاول اغـ.ـراء اي رجل يقع أمامي لاوقعه في غرامي واسلب منه نقوده منه..و رغم كل هذه الشكوك ليس لديكم دليل واحد على أنني أريد أن أفعل هذا عمد، ولكن لماذا تبحث عن دليل وأنا في النهاية عـ.ـاهره ، وسترتكب مئات الأخطاء بدلاً من خـ.ـطيئة واحده دون الشعور بالذنب ..
لتكمل حديثها وهمست من بين شهقاتها بكاءها الحادة
= اليس كذلك؟ اتركني ارحل لو سمحت ولا تلحق بعـ.ـاهره حتى لا تلوثك بخطئها الفـ.ـادح
نظر لها بحُزن تملك من قلبه وكانه لحن حزين، يتردد صداها في روحها فيسلب من حياتها ابتسامتها !. رفع يده فجأة مفاجئة إياه قبل أن تفاجئها وكأنه فقد تحكمه بها بل فقد كل تحكمه بنفسه فيرفع ذقنها بأصابعه وهو يمسد بإبهامه على ذقنها دون شعور
= أنا لم أقصد ذلك أنا اسف اليزابيث.. لم أقصد كل ما حدث لكٍ بسببي
تقدم واقـ.ـترب منها وسـ.ـحب ذراعيها لكن هذه المرة برفق فتناثر شعرها النعاس حتى التصقت بعض الشعيرات بوجهها ، وهي تنظر إليه بتلك العيون الدامعه حزينه لكل ما أصابها.. واحساس بالذنب لايفارق عقل آدم ليقول بتهور ممزوجا بصدق
= من تريد ان تخطأ لن يقيدها شيء اليزابيث، وانتٍ تمسكتي جيد بفرصتك للنجاة من هذه الخطيئه ولا تدعي احد يؤثر عليكٍ بحديثة.. انتٍ لست عـ.ـاهره انتٍ تم اجبارك عنوه على شيء لا تريديه !.
جحظت عيناها بصدمة بحديثه وبرقة المهلكة لأعصابها المسكينة إبتلعت لٌعابها من نوبة المشاعر التي إنتابتها فجاه من حديثه، ليعقد حاجبيه وهو يهمس بتأوه ونبضات بقلبه تتعثر فيما بينها لزعلها الحلو هذا
= اعتذر على كل الكلام الذي قلتة لكٍ من قبل، لكن لقد قلقت عليكٍ جدآ أن تؤذي نفسك.. لا أريدك أن تشعري بالامتنان فترهقي نفسك بالاعمال الشديدة.. لأجل مساعدتي
حاولت اليزابيث الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته حولها مانعاً اياها، ثم ابعدها بحنان متأملاً وجهها الباكى مما جعله يزفر بضيق و هو يـ.ـمرر يديه فوق وجنتها يزيل دموعها برقة قائلاً بلوم
=أنا أنقذتك لأن هذا ما تحتم علي من واجب حينها لكن لست معنا ذلك بان لا تهتمي بصحتك اليزابيث..
رفعت وجهها له متعثرة بأنفاسها ودمعه سقطت وهي ترد عليه بعدم تصديق
= وجاءت خلفي الآن لأجل واجبك.. فقط ايضا
هز رأسه وهو يزفر بعمق فصمت لحظة واحدة فقط وضغط آدم علي يده وتحدث بنبرة جادة
=امسحي دموعك اليزابيث.. لن تبكي بجانبي مره اخرى! لا اريدك ان تتعرضي للاذى مره اخرى بسببي فاذا تركتك ترحلي حالياً.. بالتاكيد ستصل اليكٍ شويكار وتأخذك
نظرت له فاغرة العينين والشـ.ـفتين وهمست دون وعي مأخوذة بسحره ونبرته وعطره ورائحته الرجولية التي اصبحت تستطيع اشتمامها الآن
= وماذا ستفعل حينها؟ هل ستتركني لها؟
ليبتسم لها ابتسامة صغيرة جدا لم ترها منه من قبل أطاحت بالمتبقي من عقلها وهو يردد بما لم تتوقعه ولم يتوقعه هو حتى من نفسه
=اذا حاولت الوصول إليكٍ هي أو غيرها.. حينها بدون تفكير.. سافديكٍ بروحي !.
أطاح بها كلها هذه المرة.. وازدادت نبضات قلبها من تلك المفاجأه وشعرت بالخجل والدهشة الشديد من نظراتة المصوبه تجاهها، ولم تستطيع ان ترفع عينيها لتنظر له بعد هذا الرد...
ولكن عندما نظر آدم لها مطولاً شرد الذهن يحدق بها لعله يكتشف ما هو الشيء الغامض الذي يجذبه اليها ويجعله يرغب بأن يقترب منها دون توقف... فكر ربما تكون الرغـ.ـبة حقاً ؟ هي من تـ.ـجذبه اليها ولكن شعوره نحوها ليس شعور رجل يرغب بامرأة فحسب... نعم هو يـ.ـريدها وهذه حقيقة اعترف بها لنفسة ولكن بالاضافة الى رغـ.ـبته بها هناك شعور آخر غير الانجذاب لا يستطيع تفسيره ،لكن بالتاكيد ليس حباً.. ولكنه شعور غریب عجز عن فهم معناه .
وعلي بعد مسافة كان يتابعهم زين باعين تنطلق منها الشرارات بعـ.ـنف وظل صامت بملامح صارمة فور ان أمسكها آدم واصبح يقترب منها يجفف دموعها ويواسيها والغضب بدأ بث بداخله يتسلل لجميع اطراف جـ.ـسده.. شاعراً بانه على وشك الانفجار وهو يشاهد هذا المشهد الرومانسية القابع أمامه.. لكن كل هذا الغضب لم يكن لانها سوف تعود هذه المره أيضا بل هذه الغضب كان لشئ اخر يجهله.. لكن يتمني أن لا يكون ما يتوقعة !!.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية