رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 28 - 2
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن والعشرين الجزء 2
❈-❈-❈
بداخل المستشفى التي تقطن بها لارا، كان انطون نائم فوق الأريكة وتململ فوقها وهو يفتح عينيه مُستيقظا يشعر بصداع يضـ.ـرب رأسه ضـ.ـربا فهو منذ أيام هنا ياتي في المساء ويرحل في الصباح للعمل.. وسرعان ما هاجمته ذكريات الليلة البائسة عندما وجده شقيقته غارقه بالدماء في الارض فأظلمت نظراته الناعسة ..
ثم نظر إلي الفـ.ـراش متوقع وجود لارا لكن نهض بجذعه مع اكتشافه لعدم وجودها بالغرفة.. لتتسع عيناه واضعا أخطر الإفتراضات عن مكان وجودها ! وأن من الممكن ان تحاول تاذي نفسها مره ثانيه؟ لكن ما هي إلا لحظات حتى خرجت لارا من الحمام الملحق بالغرفة بشعر مبلل وبملابس جديدة.. أنزل ساقيه أرضا وهو يطالعها بارتياح .. فانتبهت له خارجة من شرودها الحزين التفتت له بمحياها المتألم فابتسم لها قائلا
=صباح الخير كيف حالك اليوم.. لارا حبيبتي هيا لتاكلي حتى تاخذي دواكٍ ..ولا اريد اعتراض فيجب ان تهتمي بصحتك .
ظلت واقفة أمامه للحظات بصمت وسرعان ما أغرورقت عيناها بدموع قهر لتتحرك أعلي الفـ.ـراش في إتجاهه.. و هو خلفها فورا متلقفا إياها بين ذراعـ.ـيه هادرا بعـ.ـنف
= لارا هل ستظلي هكذا كثيرا في هذه المعاناه لأجل حقير مثله لا يستحقكٍ، صدقيني هو الان يعيش حياته وغير مهتم بكٍ حتى.. انه حتى لم يكلف نفسه ان ياتي الى هنا ليطمئن عليكٍ و يعتذر وهو السبب في ما انتٍ في الأن؟
تنهدت بإرهاق و زمت شفـ.ـتيها تحدجه بنظرة ضيق وقالت بضعف
=أخي من فضلك توقف عن ذلك الحديث اريد ان اظل بمفردي قليلا
عقد حاجبيه للحظة بسخط ثم صـ.ـرخ بحدة
= كما تشائين، لكن صدقيني هو الذي يستحق الموت وليست انتٍ هو وتلك الفتاه الخبيثة عشيقة.. اقسم لو كان جاء إلي هنا لكنت فعلت به الأفاعيل وأدنيه من الموت مرة بعد مرة.. لأجعلنه يتمناه ولا يطوله ذلك الخسيس
ليرحل انطون دون كلمه اخرى وأغلق الباب خلفه بعـ ـنف، بينما ابتسمت لارا بخبث رغم شحوبها وهي ترمش بعدم انتباهها لذلك من قبل؟ لما قاله أخيها دون قصد ثم عقدت حاجبيها قائلة بشر
= لما لم افكر بذلك من قبل؟ فهو محق ؟ هما من يستحقون الموت والعذاب !!. وليست انا .
❈-❈-❈
بداخل غرفه أدم، وقفت اليزابيث أمام التسريحة تمشط شعرها بشرود فهي لم تنم طوال الليل تفكر في تهديد زين.. مرارا و مرارا حتى أصابها الصداع.. فإنها خائفه من أن يفعل لها شيء سيئا ويضرها فكان حديثه الصارم يقلق حقا! وما يشعرها بالقلق اكثر بانها متواجده معه في نفس المنزل واحيانا تظل بمفردها معه؟ تعلم ان الحل بيدها بأن تخبر آدم وتريح نفسها .
لكن ليست متأكدة من رد فعل ادم ومن ناحيه اخرى لا تريد ان تخلق شجار بينهما بسببها، وتفسد صداقتهم .. رغم ان نعم هو من ابتدأ بالغدر و كشف سر صديقه لها من قبل وزين لم يعد محل ثقة لادم مطلقا، وهو لا يراها غير فتاه رخـ.ـيصه أو قد يتعامل معها بدونية وقلة رجـ.ـولة كما هدد..لكن ورغما عنها .. تألمت .. و تشعر بالحيرة وقله حيلتها
فهي بعد أن رحل آدم للعمل صعدت من الأسفل بالأمس وهي تركض لاهثة كمن تلاحقها العفاريت.. للحظة خافت .. فأغلقت بالمفتاح و للحظة اختفى الشعور بالأمان عندما ذهب آدم.. لتعود لتلك النقطة التي عندما تتذكرها الآن تشعر وكأنها منذ سنين معه ..وفي أثناء شردها فتح آدم الباب ودلفت ليتقدم منها يقف خلفها وينظر الى صورتها في المرايا قائلا مغازلا
= بماذا يفكر الجميلات ياتري عندما ينظرون للمراه؟؟
انتبهت له خلفها ثم قالت ببؤس وقد هدأ ارتجافها
= يفكرون فيه يا ليت حظهم جميل بقدر جمالهم
أدار لها وجهها خلب لبها واحمر خداها ثم تركت المشط أعلي التسريحه وهي تغمض عينيها بقوة وترتجف.. ليمـ.ـسكها من كـ.ـتفيها يدلكهما برفق ويقول بقلق
= ولماذا أنتٍ تعيسه يا اليزابيث
فتحت عينين دامعتين قائلة بتحشرج
= إنني أدرك بأن السعادة التي اعيشها لم تكتمل آدم .. فالسعادة عندما لا تكتمل تظل في الجسد.
ابتسم لها وعيناه تلمعان وهما ترسمان خطوط وجهها وقال مهتما
= توقفي عن هذه الافكار السلبيه اليزابيث لم يحدث شيء من هذه الافكار تاكدي ، بعد الان لم تصبحي وحيدا وسعادتك ستكتمل
ثم ليؤكد لها همسا حارا
= أنا هنا اليزابيث .. لا بأس، و ساظل هنا ولم أتركك
أغمضت عينيها ترتعش وهي تستوعب الآن لو لم تراه لي كادت أن تفقد حياتها قبل حتى أن تجده..و تلقى نفسها بروحه.. وتسكن مقلتيه، تحدثت متألمة
= شكرا لك لأنك أنقذتني .. أنت .. أنت أشجع رجل قابلته في حياتي آدم .
ثم رفعت نظراتها تتأمل وقفته أمامها بملابسه البسيطة فبرزت كل عضلات جـ.ـسده الرجـ.ـولية.. لتفكر اذا لم تقابله في حياتها فماذا كانت ستفعل هل كانت ستضل في منزل شويكار تعيسة بالتأكيد !! عقد آدم حاجبيه وهو يلاحظ تمعن النظر إليه فضحك ضحكة خافتة دغدغت مشاعرها ثم مد يـ.ـديه يحركها أمامها وجهها حتى تنتبه اليه وقال متصنعا الغرور
= هل ستظلين تتأمليني.. عرفت بأني وسيم إلى حد تسمرك هكذا
ازداد احمرار وجهها خجلا و رد وعبر آدم عن اعجابه وقال متشدقا
= يانظرة من بعدها قضيت عمري كله مغرم بكٍ .
ابتسامه خجلة ظهرت على ثغرها رغما عنها ، وأخرج ادم من جيبه إحدي حباة الشيكولا المحببة لديها و وضعها بداخل فمها، أقتضمت نصفها تحت خجلها وقرب هو النصف الآخر من فمه وقام بمضغها، ثم أمسك رأسها وجـ.ـذبها عليه ليلتقط شفـ.ـتيها في قـ.ـبله شغوفة يتذوق من خلالها طعم الشيكولا من فوق شـ.ـفتاها، طالت بينهما القـ.ـبلة بمنتهي المتعة والإشتياق الجارف.. حتي أخرجهما مما هما عليه صوت رنات هاتفه وكانت السكرتيره الخاصة تتصل بة للعمل.. ابتعد آدم عنها وأغلق هاتفة وهو يبتسم بخفه على وجهها الخجول مرددا
= ليت الدنيا حلوه مثل براءتك ! يجب ان اذهب الى العمل الآن .
ابتعدت عنه وانتفضت علي أثر كلماته بخوف فمعناه ان يذهب ويتركها مره اخرى ستظل بمفردها مع زين ومن الممكن يحاول أن يـ.ـلمسها مره ثانيه بالاكراه.. سألته متلهفة غافل هو عن إرتعبها داخلها
= ألا يمكنك البقاء معي اليوم يا آدم؟ تقريبا كل يوم تذهب إلى العمل. لا بأس إذا كنت غائبا اليوم أرجوك وافق لأجلي .
نظر لها بحب وظل شبح ابتسامة يسكن شـ.ـفتيه ويداه تتلاعبان بخصلات شعرها وقال بتفكير
= مممم رغم صعوبة تفويت العمل اليوم ولكن من أجلك سأفعلها .. ولأن هذا هو أول طلب تطلبي مني ولم أستطع رفضة .. حسنًا ، هيا ارتدي ملابسك حتى نذهب الى نزهه للخارج .
رحل آدم ينتظرها الى الاسفل بينما ذهبت اليزابيث بسعادة وأرتدت ملابسها والمكونة من فستان بسيط من اللون الابيض ثم جمعت شعرها في عقدته المعتادة ونظرت إلي نفسها في المرآة وهي تأنب نفسها علي ذوقها زفرت بضيق وأتجهت إلي التسريحة تمشط شعرها وتفردة أعلي ظهرها ، ثم وضعت القليل من المكياج البسيط الذي اشتراه ادم اليها مؤخرا، ثم سارت على الدرج بخطوات سريعة وصعدت بجانبه في السياره بحماس ليسير آدم وهو يرقمها بنظرات مليئه بالحب و الاعجاب..
غافلين عن تلك العيون التي تراقبهم من الاعلى خارج النافذه بغيره حارقه .
❈-❈-❈
صف آدم سيارته جانب ثم نظر إليها وقال مبتسماً
= الشمس تغرب .. لمَ لا تأتين معي لمراقبتها
أومأت اليزابيث بسرعة بسعادة وحماس ليتحرك يجلب سترة جلدية خاصة به من المقعد الخلفي ثم هبط من سيارته يرتديها وذهب يفتح الباب لها و أمسك بـ.ـيدها وهو يسير بالحديقة.. وبعد وقت كأن واقفان بالقرب من السور القصير يتابعان معا غروب الشمس المثير للشجن ومطلقا للعواطف من مكمنها .. ممسكا بـ.ـيدها بقوة وكأنه يخشى عليها حقا من السقوط !! نظرت لوجهه لتجده أيه في الجمال بعينيها كم أحبت شكله في لحظات الغروب .. فيبدو كمن يلمع كالذهب !! لحظتان من الصمت مجددا بينما مزالتٍ تناظر ملامح وجهه.. لكنهم لم يتحدثون كثيرا.. كعادتهما ولا يتساءلان عما يرهقهما .. فقط مستسلمان لمشاعرهما مؤجلين كل الألم والحزن لما بعد ..
نزل آدم بنظراته إليها وكأنه شعر بمراقبتها له ليقبض عليها متلبسة عابسة النظرات لكن يفلت منها بعض الغزل من عينيها ..عينا الألف قصة وقصة تحكي .. لتبعد هي عينيها بسرعه بإحراج
بينما ابتسم آدم وهو يضغط على يـ.ـدها المـ.ـمسك بها بين أصـ.ـابعه فردت له الابتسامة بارتباك تاركة له الفرصة لأخذ دوره هو أيضا في مراقبتها والتشبع بها و وجهها بملامحها الجميلة وما يميزها كثيرا ما يهاجمها الاحمرار بمختلف انفعالاتها فتصبح أكثر جمالا وفاتحة للشهية ..فيتناولها المرء دون شبع وهذا المرء تحديدا هو.. لا سواه ! وشـ.ـفتاها ،سبحان الخالق من رسمهما ! كم اشتاقهما كأنه كان يصوم عنهما لساعات!
أفاق من تأملاته الحارة وهو يجذب يد اليزابيث معه ليمدد جـ.ـسده فوق العشب ثم اجـ.ـلسها بين قدميه لتريح جـ.ـسدها علي صـ.ـدره، ليـ.ـحضن خـ.ـصرها من الخـ.ـلف ومـ.ـدد يدة يـ.ـداعب وجهها بنعومة وحنان قائلا بهمس ماكر
= لو تعرفي كيف احاول ان اتمالك نفسي بصعوبه كي لا اقـ.ـبلك امام الجميع الآن.
شهقت بفزع وهي تطلع بنظرات تنتق بالشر والغضب
= إياك أن تفعل يا ادم ليست بمفردنا هنا تأدب
عقد آدم حاجبيه بزعل مصطنع قائلا
= كم انتٍ قاسي
لاحت ابتسامه حالمه فوق ثغـ.ـرها لأول مرة تعترف وقالت
= المشكلة انني لا استطيع التعبير عن ما بداخلي .
فبدأت هي تهز رأسها بحركه رفض خفيفه وتتوسل له بنظراتها بأن لا يتهور، في حين هو رمقها بحب قائلاً
= حاولي إذا .. اريد ان افهمك حتى دون ان تتحدثي
تنحنحت بخجل ثم عادت تنظر له تتحكم في ملامحها لتصبح أكثر هياما وعشقا وتقول بتميل همسا تضع يدها على يـ.ـده المحيطة بخـ.ـصرها
= آدم أنا أحبك جدا ..لكن فقط أخجل أن أخبرك بها طول الوقت .. لكنك تقرأها في عينيّ بالتأكد.. لكن حقا أريد أن ينطق لساني وأخبرك بها دوماً .. بأني أذوب بك عشقا
أبتسم بسعادة ومد انماله يـ.ـمررها فوق وجنينها التي كستها الحمره بنعومه وببطئ وهو يتابع حركه اصبعه التي هبطت تتحسس رقـ.ـبتها ،ثم تبعها بقـ.ـبله رقيقه فوق شـ.ـفتيها وتابع بهمس مـ.ـثير
= وأنا أيضا اعشقك بجنون حياتي .
شهقت بخجل لتشعر بنفسها تنصهر خجلاً ولكنها لا تستطيع تكذيب حقيقه ان سعاده قلبها باتت معه ولكنها سرعان ما ضرب بعقلها حقيقه انهم في بهو الحديقه وسط الجميع لتحاول ان تبتعد عنه مع رفض مشاعرها لهذا ولكن تعلم جوابه.. لذا حاولت ولكن محاولاتها باتت بالفشل حين شدت انماله فوق خصلات شعرها يثبت رأسها حتي لا تبعتد عنه .. حاولت محاربه الشعور بالفرحه الذي ولد بداخلها حين رأت ضيقه من بعدها ولكنها حاولت مره اخري وهي تمتم بصوت خافت خجل بشده
= آدم أرجوك أبتعد .. لا يصح فعل ذلك هنا وسط الجميع
هز رأسه برفض واجابها هو بعاطفه وهمس
= قربك مني ليس له وقت محدد اليزابيث
..انها لحظة شوق ولن تتكرر أو ربما ستتكرر في وقت لاحق
ثم ابعد استند حك جبينه فوف جبينها وألتهم عينيها بنظره عاصفه بالمشاعر وهو يشد فوق خـ.ـصرها يقـ.ـربها منه وهو يهمس بجانب أذنها باقتراح
= ما رأيك بأن احركك علي الأرجوحة التي هنا جانبنا
تنهدت بهيام ولم تجيب بل شردت فيه ..يا إلهي إنه وسيم جدا بتلك الذقن المنمقة اللامعة التي ينعكس عليها أنوار الشمس الغروبية..وشـ.ـفتاه ..عقدت حاجبيها تنهر نفسها باحراج.. من تفكيرها المـ.ـنحرف الذي بدأت تتخيله داخل عقلها..
لم ترد لكن.. نهضت من على الأرض ونهض هو الأخر جذبها من رسغها وعندما وصل إلى الأرجوحة أمسكها جيد لتجلس فـ.ـوقها، ابتسمت اليزابيث له واقتربت تعطيه ظهرها وامسكت اولا الحبال بـ.ـيدها الاثنين ثم جلست علي مقعد الأرجوحة ليبدأ آدم في هزها وهي فوقها بخفه و رفق، وهي تنظر أمامها ثم على صوتها وهي تقول برقة متحشرجة ومشهد الغروب أثار بها حنينا
= لا تقترب إذا كنت ستترُكني في المُنتصف أنتْ لا تدري كم تكلّفني إستعادة قلبي مثلما كان !
أوقف الأرجوحة وهي ما زالت فوقها، ليمد يـ.ـده حول خـ.ـصرها كانت تشعر بتيبس عضلات جـ.ـسدها ببن يـ.ـديه من كثره التوتر وسيل مشاعرها.. لقد عقد لسانها اثناء غرقها في بحور عينيه التي تنطق بالكثير ليخفض رأسه هو ويطبع قـ.ـبله رقيقه فوق وجنتيها المتوردتين اثر الخجل ومن ثم همس بجانب اذنها
= أنا أعلم شيئاً واحداً ، انني لا استطيع الهرب بدونك
هربت الكلمات منها وهي تحاول استعاد ثباتها الشبه مستعصي الان وهو بهذا القرب ولكنها امائت برأسها في خجل وخفوت ليبتعد هو عنها وفوق ثغره ابتسامه عاشقه قبل ان يعود في دفع الأرجوحة لكن هذه المره بقوة أكبر عن سابق !!
لتترك اليزابيث نفسها في تلك اللحظة تعلي في الهواء اكثر وهي تطلب منه أن يدفعها بقوه أكبر.. ليفعل آدم ذلك مبتسم بشده علي سعادتها و ضحكتها التي بدات تتعالى مع الدفع بشكل أقوى.. لتغمض عينيها برفق وهي تشعر بنسمات الهواء أعلي وجهها تداعبها بلطف وقدمها تطير في الهواء .. وصوت ضحكتها مستمرة وهي تتأرجح، فقد أضاع الوقت بالكثير دون شئ هام فماذا يحل بها معه غير السعاده خلافاً عن العشق والامان..!!
كحلم طفلة تتمنى ان تصل ارجوحتها للسماء وتتمنى ان تصل دعواتها الى رب السماء .
❈-❈-❈
انقضت ساعات من الليل وذهب الغروب مع رحيل الجميع لتحل محلها السماء المليئه بالنجوم تلمع، وقد رحل الجميع معاد العشاق الذي ما زالوا متواجدين تحت السماء ، وهما يفردوا اجـ.ـسادهم أعلي الأعشاب و راسهم تميل بالجانب بعضهم البعض..وهم مستمرين في الثرثرة وهو مستميرا في الاستماع باهتمام بدون ملل.. رمشت اليزابيث بعينيها وهي تشرد قائلة
= كان أبي وأمي .. يحبان مراقبة الغروب معا .. كعشاق في بداية حياتهما .. وكنت أنا أرقبهم أحيانا بهيام .. وقلبي كان يدق بقوة متمنيا يوماً لو أراقب الغروب مع من أحب
نظر لوجهها المنخفض القريب منه قائلا بهدف رؤية خجلها
= وهل وجدتيه ؟ ام مازلتٍ تبحثين عنة
عقدت حاجبيها مستقيمة بجذعها المائل قائلة بتذمر تداري على خجلها
= كفي سخافه.. أنا بالفعل أحب الآن وانت تعرف
ابتسم لها ثم أمـ.ـسكها من خدها بإصبعيه السبابة والإبهام يشده قارصا إياه برفق قائلا
= توقفي عن المراوغة اليزابيث.. و قوليها مباشرة احبك يا ادم
ضحكت وهي تنفض يده بدلال لتقول باهتمام
= حسنا احبك يا ادم ارتحت الان..والآن دورك تحدث انت هل ارتبط قبل سابق وماذا عن الحب .. هل أحببت
رد آدم متنهدا وهو يصطنع التفكير وقال بخبث
= خمس مرات فقط تقريباً
صرخت اليزابيث بإستنكار وهي تنظر إليه بصدمه وبعض الغيره تسأله
= ماذا ! تمزح بالتاكيد فلم يوضح عليك من قبل بانك من هزول الشباب الذي يوعدون كل يوم فتاه غير الأخري .. آدم تكلم هل بالفعل احببت خمس فتيات قبلي
ضحك بشده عليها وقال متراجع في كلامه فورا وهو يعاود النظر لها وهز رأسه وابتسامة صغيرة تشق شـ.ـفتيه
= اهدئي كانت مجرد مزاح .. لم أحب يوما حبا حقيقيا أو غير حقيقي في الواقع
تنهدت بضيق شديد منه ثم هتف آدم متساءلاً بغيرة لا تزال مشتعلة
= لكنك احببتي قبل مني.. هذا الشاب الذي يدعي نيكولا صحيح
رفعت نظراتها له متفاجئه فهل شعرت روحها بالانتماء يوما بالفعل قبل ان تلتقي بادم ! وكانت الاجابه لا بالتاكيد؟ لذلك أجابته وهي دون تفكير
= كأن حب غير حقيقي آدم.. مزيف اقصد نيكولا ظهر في حياتي في وقت كنت متخبطه ومشدده وانا اصارع لكي اعيش حياه ليس حياتي.. لذا كنت في ذلك الوقت بحاجه الى اي شخص جانبي يدعمني..أعتقدت في البدايه بأنه أحيانا قد نتوهم الحب فقط.. أو ربما نشعر بالحب في فترات المراهقة المتقلبة .. أو نحب لمجرد أنه من المفترض أن نحب .. وهناك أيضا مجرد إعجاب بالشكل نتوهم أنه حب.. انما الانجذاب الذي اشعر به نحوك غير ما شعرت بة معه نيكولا.. لذلك الان فقط بدات افرق بين الحب الحقيقي؟ والحب المزيف ؟
أبتسم آدم بسعادة علي كلماتها وقرب وجهه منها متحدث بخفوت حار شعرته يلفحها وهو ينظر لشـ.ـفتيها ثم أردف بعشق
= الذي بيننا ليس انجذاب فقط اليزابيث !! .. هذا تعبير جذري حق ما حدث ، فهذا ليس انجذابا فقط هذا رابط قدري ..خيوط القدر ربطتنا منذ اللحظة الأولى ..أعتقد أن الحب الحقيقي هو حبك للروح.. حب يدخل عليكٍ فجأة دون أخذ الإذن أولا؟ فهذا القيد يرفض قلبينا التحرر منه الآن .. منذ أول لحظة تقابلنا يا ملاكي ..فالحب الحقيقي هو عندما تنظر لمحبوبك.. تشعر بإنتماء الشديد، القدر بيننا دخل بطريقته ليلصقك بي ببساطة بطريقة لا تخطر على خاطر .. لأتشبث بكِ وتكوني أنتِ بحياتك ..
لم تجد رد غير أنها احـ.ـتضنته بقوة وليست بجـ.ـسدها فقط بل قلبها احـ.ـتضن قلبه ايضا.. ويمكنها سماع صوت قلبه.. شعرت برعشة خلايا.. وقبل هو رأسها وشعرها وساد الصمت بينهما وهما ينظران للسماء بينما طيور النورس من حولهما يطير مُلقيا بسهامه على قلبيهما فيقعان في الحب .. مرة بعد مرة بعد مرة
ليخرج صوتها وهي ناظرا إلي وجهه الذي يتلألأ أمامها كماسته
= أحبك يا آدم .. احبك بشده .
❈-❈-❈
بداخل المستشفى التي تقطن بها لارا، كان يسير زين بداخل الممرات فمنذ الصباح الباكر قد أتصلت بة لارا وقالت له بنبرة حادة دون نقاش أنها تريده في أمر هام؟ في البدايه حاول ان يتهرب ويرفض فهو لا يريد أن يـ.ـتورط معها في امر اخر؟ لكنها أصرت بشده ولم يجد مفر للهروب منها.. لكن استغرب بشدة عندما اعطيته العنوان فكان المكان بداخل مستشفى؟
طرق باب غرفتها بخفه وفتح الباب ليدلف بعد أن سمحت له بالدخول، ليراها زين ممتده على الـ.ـسـ.ـرير بوجه شاحب اللون قليله وقد اعتدلت عندما رأته.. ليقترب بخطوات بسيطة يجلس أعلي المقعد أمامها وهتف بهدوء
= مرحبا سيدتي لارا ما هو الشيء المهم الذي اتصلتٍ بي وطلبتي مني الحضور الى المستشفى .. بمناسبة تواجدك هنا في المستشفى ما حدث لكٍ
هز كتفيها مجيبا ببساطة بينما ظهرت إبتسامة صغيرة مستهينة وهي تتحدث بنبرة تعكس الحقد والغل الذي بداخلها
= ما أصابني ببساطة هو أنني حاولت الانتحار .. وفكرت في لحظة من اليأس أن الأفضل أضيع حياتي كفدية لصديقك الحقير ليرتاح .
عقد زين حاجبيه بدهشة وصدمه بينما ثقلت انفاسه قائلا
=لما فعلتٍ ذلك يا سيدتي برأيكٍ هذا هو الحل المناسب للمشكلة .. برأيي ما دام الموقف قد وصل إلي هنا؟ فيجب أن تفكري في نفسك أولا ثم تفكري في كيف تحاولي أن تنسى آدم حتى لا تؤذيٍ نفسك مرة أخرى
ردت عليه بكبرياء وعـ.ـنف صارم بوجه جاد يثير غيظها عندما ظهر ضعفها له
= اخرس ،انا لم ادعيك الي هنا حتى تعطيني حكم ومواعظ.. و بدلا من ان تنصحني الى الطريق الصحيحه أنصحك نفسك اولا؟ فأنا أعلم أيضًا أنك أحببت تلك العـ.ـاهرة، لا أدري ما سر الانجذاب الذي يحدث عندما يراها أي رجل .. لكنها في النهاية لم تحبك يا زين وأنت تعلم جيدًا لمن ستذهب بالاخير، وستفضل آدم عليك.. لذا لقد اتصلت بك حتى نجد حل و كيف الانتقام منهم
زفر وهز رأسه شاعرا بالتوتر من كلماتها وتلك الذبذبات الشريرة التي تنبض من حوله فتصيبه بقلق أخفاء ببراعة بينما تنهد زين بقلة حيلة وقال بنبرة حزينة
= سيدة لارا ، من فضلك ، لا أريد خططًا ومؤامرات كما كان من قبل، رأيتٍ بنفسك كيف تغير الوضع .. وانقلب السحر على الساحر!! فمعك حق يا سيدتي فانا احبها.. بل انني احببتها منذ ان بدأت العمل بالمنزل ولكنني لا اجرؤ على البوح بهذا الحب امامها او امام اي شخص حتى لا اجعل من نفسي محط سخرية
لان أصبح يعشقها صديقي الوحيد الى حد الجنون و من سابع المستحيلات ان تلتفت اليزابيث إلى شخص مثلي
نظرت لارا له ببرود يخفي جحيم من غضب وهي تقول بجمود
= ومن قال لك إنني سأضع خطة مثل سابق حتى تبتعد هذه الفتاة وتترك آدم وتذهب إليك .. لنقولها بصراحة أن هذا لم يحدث مهما حاولنا.. وهذه الفتاة لم تبتعد عن آدم .. لذلك فإن الحل الأسهل والأنسب هو قـ.ـتلها والتخلص منها إلى الأبد
اتسعت زين عينا وهو يشعر فجأة بشيء يـ.ـضـ.ـرب قلبه وكأن قلبه انقبض فجأة منكمشا على نفسه بخوف .. كا من اندفع يـ.ـضـ.ـرب صـ.ـدره يضخ دمـ.ـائه بتسارع وكأنه يعدو ! وكل ذلك حدث لأن تخيل مـ.وتها بالفعل؟ وعلي يـ.ـده أيضا !!. وعندما طال صمت زين، طالعت لارا الجالس أمامها بحيرة وبعض الغضب لكنها سألته بتوجس
= لم اسمع رأيك يا زين؟ لا تقلق سأعطيك مبلغا كبيرا من المال وبعد أن تـ.ـقـ ـتلها سافر إلى أي بلد وعيش حياتك وانساها .. صدقني هذا هو الحل. هؤلاء الحقيرين الاثنين لا يستحقون حبنا إطلاقا .. لذلك يجب أن تموت إليزابيث ، ليعيش آدم طول حياتي في عذاب.
رفع زين وجهه المحني ناظرا أمامه لـ اللاشيء عاقدا حاجبيه وهو يردد طلبها داخل عقله، وامتزجت بأنفاسه الثقيلة.. وكأنها تحدثت من بعيد بسبب الاضطراب المحيط حوله..و وصلت الكلمات لقلبه قبل أذ نـ.ـيه.. فمرت لحظة واحدة قبل أن يهتف فجأة بإستدراك بعينين جاحظتين
= اقـ.ـتـ.ـلها !!.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية