رواية جديدة ذنبي عشقك لميرا كريم - الفصل 21
قراءة رواية ذنبي عشقك كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ذنبي عشقك رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ميرا كريم
الفصل الحادي والعشرون الجزء1
❈-❈-❈
إن كل ما أريده هو أن أبقى قريبًا منها في الهالةِ التي تُحيط بها، في الإشعاع الذي يصدر عنها، إلى الأبد، مدى الحياة
-دوستويفسكي
❈-❈-❈
كان نائم يكـ بل خصرها ويد فن وجـ هه بين ثنـ ايا عنـ قها ينعم بقـ ربها حين تعالى رنين هاتفها يقلق منامها فقد تمـ لمت ترفرف بأهدابها قبل أن تمد يدها وتتناول هاتفها تجيب بصوت ناعس، للغاية يحمل بقايا نومها:
-الو
اتاها صوت "سارة" من الطرف الأخر متسائلًا:
-هو أنتِ لسه نايمة يا "رهف" يظهر انك نسيتي الاجتماع وأهميته بالنسبة لينا
اعتـ صرت عيناها لثوانٍ تستوعب قبل أن تنظر لساعة الحائط قائلة:
-"سارة" أسفة يظهر راحت عليا نومه نص ساعة وهكون عندك
اجابتها "سارة" من الطرف الأخر بصوت عكس استيائها:
-العميل خد موقف وسمعني محاضرة عن الانضباط بسببك وحطتيني معاه في موقف وِحش
ومش هستغرب ابدًا لو لغى تعاقده معانا
ذمت فمها وكررت اعتذارها:
-أسفة بجد يا "سارة" هحاول اشوف طريقة اصلح بيها اللي حصل
-ياريت يا "رهف" ياريت
قالتها قبل أن تغلق الخط لتزفر "رهف" انفاسها و تضـ رب رأ سها تلـ عن تلك الغفلة التي حلت بها وعكرت صفوها في حين هو استيقظ على صوتها ثم رفع رأسه يتسائل بعين ونصف قبل أن يعتدل في نومته:
-إيه اللي حصل؟
تنهدت تجيبه بضيق وهي تضع الهاتف من يدها:
-كان في اجتماع النهاردة مهم مع عميل وراحت عليا نومه و"سارة" متعصبة اوي
-وتتعصب ليه الأجتماع ممكن يتأجل ايه المشكلة
أوضحت وهي مستاءة من ذاتها:
-بصراحة حقها تتضايق الشغل شغل برضو وانا كان لازم اكون منضبطة أكتر من كده بس غصب عني معرفتش انام غير لما اطمن أنك رجعت
تنهد وتجهمت معالمه تضامنًا مع استيائها:
-يعني انا السبب؟
نفت برأسها ساخرة ثم تهكمت وهي تـ مرر انامـ لها بين
خصـ لاته المختلط لونها:
-لأ مش انت خالص ده الفسفور السبب
سحـ بها بغتة لاحـ ضانه وتسائل بعبـ ث ويد ه تسـ ير على طول ظـ هرها:
-طيب هو في احلى من كده بذمتك!
نفت برأسها المستندة على
صـ دره وشبح بسمة تسربلت من ضيقها رافقت قولها:
-مفيش بس بجد اتضايقت من نفسي اوي
داعب خصلاتها وقال بحنو مفعم بالمراعاة كي يخفف وطأة شعورها:
-طيب حقك عليا بس عايزك تعرفي أنه وارد يحصل حاجة زي كده بلاش تأنبي نفسك أنتِ بتجتهدي و بتعملي اللي عليكِ
عقبت وهي تمط فمها وترفع رأسها تطالع عيناه:
-بس "سارة" خدت مني موقف والعميل كمان أكيد اضايق والخوف فعلًا يلغي التعاقد
أجابها يعزز ثقتها بذاتها:
-هو الخـ سران ومع السلامة للتعاقد متخليش حاجة تأثر عليكِ أو تضايقك
اجابته متمنية:
-ياريت الأمر كان راجع ليا مكنش همني
جمدت خضراويتاه عليها و غاب رده لثوانٍ وكأنه يفكر بشيء ثم عقب بثقة نابعة من صميم قلبه وبصدق لطالما كان يأسر قلبها:
-أنا واثق أنك هتصلحي الموقف وخليكِ متأكدة أن مهما حصل هفضل فخور بيكِ وفخور باللي وصلتيله
ابتسمت تلك البسمة التي تأتي بربيعها من تحفيزه الإيجابي لها ثم اقترحت بعدها:
-انا مش هروح الشغل النهاردة لأن خلاص اتأخرت و اليوم اتضرب بس ممكن اروحله الشركة بكرة الصبح و ابرر له تأخيري بس...لتصمت هنيهة متذكرة:
_ المشكلة أن "شريف" بكرة عنده تمرين مهم قبل البطولة
رد بسلاسة دون تعقيد وهو يزيح
خصـ لاتها خلف أُذ نها:
-انا هوديه متشغليش بالك و ركزي في شغلك انا كده ولا كده هاخد بكرة اجازة
وضعت قُـ بلة مطولة على
وجـ نـته وهمست بإمتنان بعدها:
-ربنا يخليك ليا يا "نضال"
تنهد مُسهدًا ثم رد بحـ رارة أمام وجـ هها:
-ويخليكِ ليا يا حبيبي...ممكن
بقى توريني الضحكة الحلوة اللي الدنيا بتضحكلي معاها
ابتسمت بسمة رائقة للغاية تنم عن راحة قلبها وهي تتعلق
بعـ نقه وتتلا عب بأنا ملها داخل
خصـ لاته لتسري القشعريرة
بجـ سده ويطالب بِوصالها فقد عقب
بشقاوة وهو يميل على ثـ غرها ويشـ دد أكثر على خصر ها:
-الفسفور ده عظيم بجد ومفعوله جبار
قهقهت هي على عبثه الذي لم ينفك عنه بينما هو لم يتوانى فقد سـ حبها ليمد دها من جديد كي ينـ هال من نبـ عها وهو يقسم أنه غر ق حد النخاع في عشقها.
❈-❈-❈
في المساء وخاصًة في شقتها نجدها تخرج من المرحاض وهي
تحا وط جـ سدها العـ اري بمنشفة عريضة واخرى صغيرة ملتفة حول شعرها، تسير بتؤدة لغرفة نو مها وفور ان دلفت وجدته عـ اري الصـ در يجلس على الفـ راش يلـ تهم من صنية الطعام التي أعددتها له مُسبقًا، تنهدت بتثاقل وهي تجلس على مقعد تسريحتها المواجه له و تنزع المنشفة عن رأسها تمشط شعرها وهي تطالع انعكاسها في المرآة بنظرات بائسة يصعب عليها نفسها بعد تلك الجولة التى أنهكها بها، فكان عنقها مدموغ
بتلـ ثيماته البنفسجية وشـ فاهها متـ ورمة و مد ماه بشدة أما عن جـ سدها فكان يإِ ن من الأ لم ورغم ذلك لم تشكو ولكن دون ادنى ارادة منها انعكس الأمر على وجهها وبالطبع لم يعجبه ذلك فقد تسائل ببرود وهو يلوك ما بفمه:
-مالك يا بت
ابتلعت ريقها واغـ تصبت بسمة على ثغرها قائلة بصمود حتى لا يتأفف من ألـ مها:
-ابدًا يا "سلطان" انا كويسة
اعتلى جانب فمه يرشقها بنظرة مُشككة:
-شكلك بيقول غير كده؟
تلجلجت تدعي انها بخير:
-ماله بس شكلي قولتلك كويسة
زفر انفاسه وعقب ببجاحة وهو مقتنع تمامًا انها بسبب استسلامها تستحق
إفرا غه لغضبه بها:
-ما انا قولتلك مزاجي مكنش رايق وأنتِ اللي اصريتي وقولتيلي هنسيك اللي مضايقك استحملي بقى
طالعته على أمل أن تلمح في عينه نظرة ندم واحدة ولكن لم تجد وهنا تنهدت بتثاقل وردت بقلة حِيلة:
-انا مقولتش حاجة
نهض عن الفراش ينفض يده واقترب يربت على كتفها العـ اري قائلًا:
-تعجبيني...
نهضت عن مقعدها تواجهه ثم بكل سذاجة تلهفت متسائلة بنبرة كشفت عن كرامتها البالية:
-بجد يا "سلطان" بعجبك
اجابها بود مصطنع يكمن خلفه انانيته في استغلالها:
-وليه لأ يا بت! كفاية انك بتسمعي الكلام
ابتسمت كونه مدح بها، وكادت البسمة تشق وجهها، ليعتلي جانب فمه ساخرًا ثم يقول وهو يلتقط قميصه ويخرج من جيبه حفنة من المال ويمد يده لها قائلًا:
-خدي خلي دول معاكِ هاتي اللي نفسك فيه
-انا معايا فلوس محوشاها أصل المبلغ اللي كنت بتبعتهولي مع "جلال" كل شهر كان كبير وكنت مش بصرفه كله
عقب بغمزة من عينه وهو يسحب يدها ويضعهم بكفها:
-وماله مفيش قرش مبينفعش خدي زيادة الخير خيرين وظبطي نفسك
اغلقت يدها عليهم ثم زاغت نظراتها لثوانٍ وكأنها تفكر بشيء يُرضيه وإن توصلت له بعقلها الصدأ قالت:
-خلاص هروح اصبغ شعري وهجيب
قمـ صان نو م علشان تشوفني علطول حلوة
هز رأسه مستحسنًا اقتراحها الذي يخدم رغبـا ته:
-وماله ما يضرش
ليصمت هنيهة ويُصرح بعدها:
-بس اعملي حسابك انا الفترة الجاية مش هجيلك
انقبض قلبها وتسائلت متخوفة دون ان تُعزز ذاتها:
-ليه زهقت مني؟
أجابها ببرود قا تل وهو يرتدي قميصه:
-لأ...هتجـ وز
شهقت بقوة وكررت مصعوقة من قوله:
-إيه تتجوز!
اعتلى جانب فمه وتسائل متهكمًا:
-ايه سمعك تقل ولا ايه يا"بسمة"!
نطقت والغيرة تنهش قلبها وتسحق روحها:
-"شمس" مش كده؟
أجابها وهو يربت على وجهها برفق متهكمًا:
-نبيها طول عمرك وبتلقطيها على الطاير
نفت برأسها وقد غرغرت الدموع عيناها متسائلة:
-وانا يا "سلطان"؟
رد بلامبالاة يستنكر بها وعوده السابقة:
-أنتِ مالك مش فاهم!
عاتبته والدموع تعرف طريقها وتغرق وجهها:
-انت وعدتني تكتب عليا رسمي ليه مُصر عليها كده ده مفيش حد هيحبك أدي ولا هيعمل علشانك اللي انا عملته
تأفف يلوح بيده بوجهها ثم نطق متخابثًا ليذكرها بأصلها الذي لطالما خجلت منه ويشكل نقطة ضعفها:
-يوووه...بقولك يا بنت الناس لتحين منه بسمة هازئة ويصحح متهكمًا:
-ولا هما فين الناس صح!
كنت هنسى أنك تربية ملجأ
نخزة قوية نـ خرت قلبها بعد تهكمه الجارح لها ولكن بسذاجتها ظل لديها أمل حين استمرت على عتابها لعله يرأف بها:
-بتعايرني يا "سلطان"...انا مليش ذنب إني طلعت مليش أهل ولا انا اللي قولتلهم اتخلوا عني
لم يتأثر بل أجابها بجحود دون ذرة شفقة واحدة يتعمد أن يشعرها بضئالة شأنها:
-معلش ربك سَتار ويمكن مكنش ينفع يسبوكِ بينهم وانتِ بنت
حر ام
كررت بحُرقة وكأنها تتذوق المر مع حروفها:
-بنت حر ام...
وهنا نطق بتجبرت يضغط على بواطن ضعفها أكثر وهو يزرر قميصه ويخطو ينوي المغادرة:
-اومال هتكونِ إيه غير كده احمدي ربنا إني حاميكِ و عايشة من غير ما حد يدوسلك على طرف وياريت متفتحيش بوقك تاني وتبـ ـوسي أيدك وش وضهر إني قبلت اكتبلك ورقة عرفي
رغم سُم حديثه الجارح لها إلا أنها لم تُمل و اصرت على استعطافه بعتابها وكأنها تلغي عقلها فقد نطقت باكية وهي تلاحق خطواته:
-للدرجادي شايفني رخـ يصة ومليش قيمة ولا تمن يا "سلطان"
تأفف من جديد ولكن تلك المرة حديثه كان يحوي تهد يد صريح لها:
-يووه افهميها زي ما تحبي وياريت تسايري امورك يا "بسمة" وبلاش تزعليني... انا زعلي وحش
تمسكت بذراعه تصمم على عتابها المقيت الذي يدل على كرامتها البالية:
-بس انت وعدتني
نزع ذراعه منها هادرًا بصوت
قا سي دون أن تأخذه ذرة رحمة بها:
-رجعت في كلامي
وبعدين عجبك خير وبركة مش عاجبك إحنا فيها هقطع الورقتين ويا دار ما دخلك شر
قالها وهو بالفعل يفتح الباب ويغادر ويرزعه بقوة خلفه تاركها تتطلع لآثاره وهي لا تصدق أن مالك قلبها وصاحب كافة آمالها التي تهاونها بحق ذاتها من أجله استباح كل شيء غير عابيء بتفريطها ليتعالى نحيبها وتنعي حظها بعد أن ادركت انها ستظل بلا قيمة و مهمشة طوال عمرها.
❈-❈-❈
تدلى الدرج وإن خرج من بنايته لاحظ سكون المنطقة، استراب من الأمر بشدة و حين وصل للمقهى الذي يرتاد عليه ولم يجد رجاله زادت دهشته، ليجول المكان من حوله قبل أن يأتي "جلال" ويجلس بجواره وقبل أن يصدر سؤاله أجابه حانقًا:
-الحكومة كانت هنا...
-خير؟
أوضح "جلال":
-جت حملة خدت أصحاب السنترالات اللي في المنطقة كلها
-اشمعنا!
-مخبر من حبايبنا اللي هناك قالي أن الظابط الرخم ده اللي وراها وخدهم علشان بيبيعوا خطوط حرة من غير بيانات للمحمول
اشرأب برأسه متسائلًا:
-طب وفين العوق لمؤاخذة!
جز الآخر على نواجذه وقال متخوفًا:
-ماهو ده اللي قالقني يا"سلطان" يظهر أن هرش من مكالمات
التهد يد
احتدت نبرة "سلطان" حين نهره قائلًا:
-نهارك مش باينله ملامح أنت اتجننت يا "جلال" ما انت عارف الحكومة بتجيب أرار كل حاجة
برر "جلال" وصَرح عن حيطته:
-يامعلم انا كنت حريص وبعد أي مكالمة بقفل المحمول وبرمي الخط بس يظهر بقى أنه الظابط ده مش سهل ابدًا
صك "سلطان" أسنانه وهدر محذر من بينها:
-طب لم تعابينك وكن شوية
لغاية ما نشوف صرفه معاه تانية
لوح "جلال" بيده وقال يأسٍ:
-ده ملهوش داخلة يا "سلطان" وكل يوم والتاني يجي يلم رجالتنا واحد ورا التاني لغاية ما وقف حالنا وحال الشغل
وعند ذكر العمل تسائل "سلطان" مترقبًا:
-بمناسبة الشغل قولي إيه الأخبار ؟
زاغت نظرات "جلال" لثوانٍ قبل أن يلهيه بخبث:
-مش وقته يا معلم أنت عريس متشغلش بالك دلوقتي وشوف تحضيرات ليلتك
ربت "سلطان" على منكبه يؤيد رأيه:
- عندك حق مش عايز حاجة تشغل دماغي وتعكر مزاجي قبل الفرح
-هو ده الكلام يامعلم
ليعتدل يمسد صـ دره بيده ويقول بزهو وهو يرفع نظراته لشُرفتها:
-طيب روح هات العربية عايز اشتري للعروسة فستان الفرح واللذي منه ومتنساش تكلم البت "عبير" الكوافيرة من النجمة تطلعلها وتظبطها من كله
-عيني يا معلم...بس مش واجب وانت بتجيب فستان الفرح تاخدها معاك
نفى برأسه وقال بآمال بالية مصاحبة لبسمته الواسعة:
-لأ خليها انا عارف ذوقي هيعجبها مش عايز انزلها خليها مرتاحة بزهوتها لبكرة
-بس دي نزلت و الرجالة قالوا أنها راحتلك ومن بعدها راحت لبيت "بدور"
اندثرت بسمته وتأهبت نظراته بريبة ليتابع "جلال"مطمئنًا:
-متقلقش فضلت تحت عينهم لغاية ما رجعت لبيتها معززة مكرمة
انزوى حاجبيه يستراب من الأمر ثم نطق:
-راحتلي! طب امتى بالظبط متعرفش؟
-لأ الرجالة هي اللي تجاوبك انا معرفش أصل من ساعة الحملة بتاعة الحكومة ما نزلت وكلهم اختفوا
زفر أنفاسه وسؤال واحد يلح عليه إلا وهو هل من الممكن أن تكون أتت بذات التوقيت و استمعت لحديثه هو وشقيقه! لا بالطبع من المؤكد أنها اتت بوقت لاحق لتخبره شيء ولم تجده أو من الممكن انها كانت تقصد "عماد" ليس إلا...وعند تلك الفكرة تنهد بإرتياح ثم هز رأسه وكأنه ينفض شكوكه بعيدًا قبل أن يحثه قائلًا:
-طيب روح يلا اعمل اللي قولتلك عليه وبعدين نشوف الموضوع ده
إنصاع "جلال" له وذهب ليحضر السيارة بينما هو رفع بُنيتاه المُـ حترقة بعشقها لشُرفتها ثم همس بنبرة ملتاعة تتوق لوِصالها:
-هانت يا زبادي كلها سواد الليل وتكونِ ليا.