-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 25 - 1

 

 قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر

قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد




رواية وصمة عار

الفصل الخامس والعشرون 1

❈-❈-❈


لـيـلا ..


بعد أن خلد الجميع للنوم كان آدم في الغرفة واقفا أعلى بجانب النافذة يراقب حركة القمر المكتمل بدرا اليوم وكأنه يلاحظ تحركه ! الوقت تعدى منتصف الليل الآن.. ظل يتطلع للنجوم والقمر شاردا يفكر بما يحدث له إلا إنه لا يتوقف عن التفكير بكل ما يصدر منة وهذا لا يساعده أبدا على أي إختيار 


ليتذكر كلامة السـ.ـيئه معها وكيف جعلها تبكي وكانت ستغادر بسببة؟ فالذنب ينغز قلبه بسـ.ـكين بارد كلما تذكر.. ليتساءل نفسه منذ متى كان مراعيا هكذا !! بل منذ متى كان متهورا في كلامه، أصبح يـ.ـتعرى ببساطة دون إرادة منة بمشاعر لم يـ.ـرغب بها يوما أن تظهر بة


لا يعرف هذا الشعور تجاهها ما هو ؟! ربما إعجاب بتلك الفتاة التي أنقذها تحديدا ! أغمض عينيه يجز على أسنانه كم يكره هذا التشتت والضياع وهذه الحيرة في وصف شعوره! فكل ذلك احاسيس يعايشها جديده! فمنذ متى لم يحاول وصف شعوره.. منذ سنوات عدة قد توقف عن كل ما يتعلق بالمشاعر والإحاسيس وهذه الترهات


لكن الآن! هناك في قلبه شئ ينمو على اسـ.ـتحياء في أرض قلبه البور ولا يزدهر إلا بوجودها هي تحديدا ! شبح ابتسامه لا يلاحظها أحد تظهر على شـ.ـفتيه وهو يفكر فيها بعبث؟ هل يمكن أن يكون معجبا بها هي و يغار أيضا عليها من تقرب زين لها؟ فهو لم يعرف الفتاة سوى قبل أيام قليلة وهو غير مؤمن أبدا بالحب ولا يريد ان يقع أحد ضحايا العشق؟ فماذا إذا !


سحب نفسا وهو يفكر من جديد بيأس كيف من الممكن أن يكون اعجاب إنه يكاد يشعر بالجنون غيرةً عليها.. من صديقه الوحيد و الجميع !! 


يا إلهي لا يصدق كيف ومتى اصبح يفكر هكذا ! فهو أصبح يعيش لحظات مجنونة التي يفقد فيها عقله و قدرته على التحكم في كل أعضائه خاضعا لإندفاع قلبة بطريقة مـ.ـثيرة للشفقة أحياناً 


لكن أيا كان سبب انجذابه بتلك الفتاه عليه أن يتخلص من هذا الشعور في أقرب وقت.. هو شخص غير صالح لتبادل أي مشاعر الان وتحميل قلبه المزيد من القلق.. فحياته مهما حاول علاجها سيظل يعيش في متاهات ويحمل ذلك الذنب القديم الخاص بوالدته.. لذلك يجب أن يتراجع بل يتخلى في أصعب الأوقات ويتراجع بجبن !!


أحيانا يشعر بأنه قد قسي على قلبه بالتعاسة للأبد لكن يجب ان يفعل ذلك قبل ان يتعلق بها اكثر و يذوقها عذابة.. فهي لا ينقصها هذا العذاب أيضا في حياتها يكفي ما تعيش فيه .


زفر بضيق يهز رأسه برجاء لا يريدها في قلبه .. هنا ليس مكانها من الأساس ستعود يوما ما لوطنها تاركة إياه وحيد كغيرها والاهم..هل هي تشعر تجاه بنفس الشعور؟ أو غير مهتمة به من الاساس! ليعمق في التفكير فيها وبين قراره بالابتعاد عنها؟ يجب ان يفعل ذلك فهو في وضع لا يسمح له بالتقرب منها أو للحب لذاته.. لكن الوقوع في الحب ليس اختيار بل اجبار .. .


❈-❈-❈


في غرفة اليزابيث، كانت ممتده على السرير وهي تبعث بخصلات شعرها المتناثر فوق الفـ.ـراش حولها لتشرد في كلمات ادم للتو؟ هل حقا قال ما قاله !! لقد مرت فقط ساعات متواصله منذ أن قال جملته"أفديكِ بروحي" جملة صغيره لكن قد تسببت فيه كارثية بكل حروفها ومعانيها بالنسبة لها.. شعرت اخيرا ان هناك احد يريد وجودها في حياتة وسوف يحميها من جميع البشر، لكن هل كان يقصدها بالمعنى القولي بالفعل 


فهي في تلك اللحظة ظلت تنظر له غير مصدقة وهناك جمرات تُحرق بطريقة.. مثيرة !! أحيانا تندفع احساس مهاجمة بقوة مجهولة الهوية.. دون أن يقدر الإنسان نفسه على السيطرة عليها؟ 


شردت فجاه عندما انفجرت في البكاء بين ذراعيه عندما صفعتها تلك لارا.. فقد بكت بين ذراعيه وأخذ يربت على ظـ.ـهرها حتى تهدأ.. وعندما كان ثمل احـ.ـتضانها وهو يطبع قـ.ـبلة على خدها.. لا تصدق حتى الأن أنها كانت في حالة بائسة بحيث لم تشعر فعليا إنها بين ذراعيه وإنه من يقـ.ـبلها على خدها.. ابتسمت اليزابيث رغم الحالة التي تمر بها عندما تذكرت أن له تأثيرا عليها بالفعل


فهناك شعور حارق بتنقلها هنا وهناك.. وافكار وتساؤلات ليس لها اجوبه وكأنها تُلهي نفسها حتى لا يتعبها التفكير بحالها البائس !! لكنها غير قادرة ؟. 


وهناك شعور مناقض آخر.. فهي فجاه تتعالي دقات قلبها تضرب بداخلها من رؤيتها له منتشر حولها في كل مكان.. او ينظر لها بلطف؟ او يعاملها باسلوب مهذب؟ او يحميها من غدر البشر؟ يا إلهي كيف لها ان تتجاهل كل ذلك دون الاعجاب به؟ في ظل هذه الأوقات العاصفة


فلن تقدر أن تتجاهل الأمر أكثر وتنكر.. هناك انجذاب صحيح.. لكنها ببساطة لا تستطيع تحديد إن كان هذا الانجذاب لأنه منقذها ! ولأنه يتخلص فيها من ذنب قديم ربما ! لا تعرف المزيد حول ذلك الموضوع.. أم هي منجذبة و معجبة بذلك الرجل الشهم.. النبيل.. والذي يساعد الاخرين دون مقابل.. فهو يحمل كل شئ ونقيضه في خلطة مدهشة تعطي شخصية نكهة مميزة ..


هبت فجاه منتفضه في جلستها خارجة من ذكرياتها تتعجب من حالتها فهي وسط كل ما حدث لها و معاناتها التي لا تنتهي.. إلا إنها كلما تذكرت وجوده سكنت لتشعر بالدفء فعيناه سكن !! انتفضت كل خلاياها وشعرت أن برودة تسري في أوصالها.. تنخر عظامها وهي تهز رأسها برفض تام بغضب شديد تعاتب نفسها بقسوة كيف لها ان تفكر كذلك بهذه الطريقه وتنسى نفسها. 


ابتلعت ريقها تعيد ترتيبات في عقلها ببطيء مذعور مرتعش 


= ما هذا الغباء الذي افكر فيه؟ لا لا فوقي اليزابيث من هذه الافكار لست صحيحه.. هذا وهم بالتاكيد ولن يصبح حقيقه مهما حدث؟؟. 


لتسقط دمعة مواسية تربت على خدها البارد كالثلج و الشاحب للغاية لتشعر بعدها بلا شئ بسبب سقوطها في هوة سوداء استسلمت لها دون جدل بسبب عار الماضي مرددا بمرارة


= فوقي و ذكري نفسك من تكوني الآن و سابقاً.. و ماضيكٍ اللعين الذي لن يغفر من أي سائر بشر !! 


تنهدت تهدئ ضربات قلبها المجفلة وهي تنهض لتقف أمام النافذة المغلقة.. فهي الان اصبحت عيون نفسها والناس! مجرد خادمة ام سابقاً عـ.ـاهره؟ وستظل وصمة الـ.ـعار هذه معها طول حياتها .


فأي اعجاب قد ينشأ بين شخصين لن يتقابلا أبدا إلا بصدفة غريبة جدا ؟ في الحقيقة ككل ما يتعلق بلقائهما .. لا تحدث إلا .. في الأساطير !


❈-❈-❈


في اليوم التالي، هبط آدم بخطوات بسيطة ليذهب للخارج ليلاحظ اليزابيث تقف بالخارج تسقي الورود اقترب منها وهو يراها تتحرك بخفه وسط الزهور والوانها الطبيعيه الرائعه.. و تتلامس بيدها الزهره و تحركها باصعبها الأنثوي الرقيق وهي تبتسم بخفوت رقيق حيث أثارت ذبذباته الناعمة الممزوجة بذبذبات الطبيعة من حولهما في قلبه رجفة دفئ.. تنهد آدم بعمق طويل وهو ينظر لوجهها المرتفع فيضئ وجهها نور الشمس المعكوس عليها بينما عنقها نحيل رقيق يثير الشـ.ـفاه لتـ.ـقبيله ودغدغته.. وعيناها الزرقا كأنهما مرآة للسماء تلمع بنجوم وتضئ بقمر.. 


انتبهت اليزابيث له وكان هو غارق في البراءة في زرق عينيها الذي يلمع من الشمس في هذه اللحظة وهو غارق بمنتهى الضياع في البحر الأزرق في عينيها.. عقدت حاجبيها متحدثه بينما شعرها القصير ذو الموجات يتطاير للوراء محدثا هالة أنثويه متمردة فأصبحت كلوحة تجمع بين الأنـ.ـوثة الناعمة والبرية


= صباح الخير سيد آدم


رد عليها بصوت غريب أجش وهو لا يزال يتطلع لوجهها المطرق


= صباح مليء بالبهجه والنشاط.. لما مستيقظه مبكرا اليوم على غير العاده 


هزت راسها وهي تعود بنظره لحوض الزهور بوجه عام عابسا لتجيب هي بشجن 


= ولا شيء مهم كنت فقط اعتني بالازهار، وعندما رايت الزهور بدات ان تتفتح قليلا.. تذكرت ابي كنت أحب لمعان نظرت ابي الى الزهور بفخر وهو سعيد بانجازي ،وكانت أمي تغار مني أحيانا فتحرمني من الخروج لكن أنا وأبي كنا نذهب لنزهه من ورائها وعندما كانت تعرف امي تعاقبنا احنا الاثنين ههه لكن كان ابي يعرف كيف يشاكسها ويضحك عليها لتنسي الأمر.. تعلم كان بيتنا دائما يعمه الصخب الحلو والضحكات.. لكن بعد رحيل أمي وأبي أصبح كل شيء مظلماً أسأل نفسي دائمًا هل يشعرني أبي وأمي بي؟ وإذا شعروا بي؟ هل أبي مازال فخوراً بي بعد كل ما حدث لي أم أنه حزين علي الآن؟ وإنه لا يريد حتى أن ينظر إلى وجهي 


فرت من عينيها دمعة يتيمة فمسحتها لكن دموعها أصبحت تنزل دون رادع وفجأة شهقت بعنف شهقة بكاء هامسة بوجع 


= يا إلهي سيد آدم.. أنا أشتاق إليهم حد الوجع اتمنى ان يعيدون ولو لحظه واحده حتى اعانقهم لا اشعر بالدفئي و الأمان من جديد 


تطلع ادم ينظر لها عاجزا يعصر يديه حتى ابيضت مفاصل أصابعه.. فهي كلما تحاول أن تبتسم وتبدا من جديد في لحظات تعود تنفجر في البكاء بقهر.. كم يشعر بالحزن لأجلها ويشعر بأنه يشاركها ألمها ولا يعرف لماذا يشعر بهكذا مشاعره تجاه الفتاة.. تنهد آدم بعد فترة وجيزة ومد يده دون تفكير ليمسك بيدها وهي مستسلمة لرغـ.ـبته في مواساتها بإدراك منها هذه المرة فمسح بأصابعه تلك الدموع بصمت وهو يقترب منها وأخذها بين أحـ.ـضانه دون أن يستطع منع نفسه لتنفجر في بكاء جديد وهو صامت يربت عليها فقط !


كانت تشعر اليزابيث بأن ساقيها تحولا لهلام غير قادرين على حملها وهي بين أحـ.ـضانه.. لكنها تحاملت على نفسها.. وكانا الإثنان غافلين عن عينين تلمعان بالحقد تراقبهما من مكان ما في الخفاء ولم يكن غيرة.. هو زين ! حمحم زين فجاه بصوت خشن ليبعدون الاثنين عن بعض بسرعة وشعروا بالخجل والإحراج..


نظرت اليزابيث حولها بتوتر ثم اقتربت لتغسل يدها من الطين لكنها لم تعرف ان تفتح صبور المياه وقبل ان يقترب منها آدم ليساعدها قد تخطي زين بخطوات سريعة و سبقة وفتح لها صنبور المياه لتغسل يدها بينما أغمض آدم عينيه يجز على أسنانه ثم التفتت اليزابيث إلي زين قائله بابتسامه هادئه 


=شكرا زين.. لقد عذبتك معي 


ليرد زين باستمتاع من إغاظت آدم فيزيد علية أكثر بتعمد قائلا


=ولا يهمك.. ليت كل العذاب كعذابك يا فاتنتي الزرقاء

  

تفاجات اليزابيث وأحمرت وجنتيها بسبب حديث زين بينما نظر آدم بطرف عينه فكان يجز على أسنانه رغم وجهته الباردة التي أظهرت بلا مبالاة، لكن بداخله تمنى لو يعاقب زين عقاب قاسي ويبعدة عنها الذي كأن يرمقه الآن ببرود وبساطة.. ثم تنحنحت وقد اشتعل وجهها فاطرقت تنظر للزهور قائلة مرتبكة 


= لقد انتهيت ساذهب لاحضر الفطور و بعدها الغدا هل تريد شيء معين على الغداء اليوم سيد آدم


ليقول آدم مبتسم ببلاهة وسماجة


= نعم .. سمك! و أريدك أن تنزعي الاشواك منه مثل المره السابقه


في تلك اللحظة رفعت مقلتيها تنظر له غير مستوعبة بعد ما ينطق به تفغر فاهها وعينيها بمنظر أبله..


❈-❈-❈


بعد مرور اربع ساعات تقريباً كان آدم جالسة في المكتب و زين في غرفه المعيشة يشاهد فيلم يوناني بينما كانت اليزابيث تقوم بتنظيف المطبخ.. حتى تنهد زين بضيق مكتوم ونهض إلي المطبخ وبينما كانت اليزابيث تقوم بمسح الزجاج الداخلي لغرفة المطبخ حتي سمعت صوت خطوات خلفها لتجد زين يقف بصمت عقدت حاجبيها بتعجب عندما وجدت صامت ولم يتحدث ثم التفتت تكمل عملها.. بينما ربع زين ذراعيه أمام صدره وهو يتابعها بعينيه ليقول بصوت جامد


= لم تتح لي الفرصة للترحيب بكٍ مرة أخرى.. ولابد أن اشكر آدم لإقناعك بالعودة وعدم المغادرة من هنا


ليكمل زين حديثه وهو يجز علي اسنانه بحده


= وكنت أتساءل وافكر ايضا أنكٍ نادره ما ترفضي طلب إلي آدم.. هل يعجبك وحسب؟


لم تنتبه إلي نبرته الساخرا، لتجيب بصوت هادئ 


= شكرا لك زين.. السيد آدم هو انسان ذو اخلاق عاليه وطيب القلب ولم يعاملني بقسوة بعد ان علم بقصتي فمن الطبيعي ان اعجب باخلاقه.


فضغط زين على قبضته وجاهد لأن يخرج صوته هادئاً حيث قال من بين اسنانه ليكمل عنها باستهزاء


=و إنه أيضًا وسيم ولطيف ويعرف كيف يتعامل مع النساء ، وهذا يجعله رجلًا نبيلًا برأيك! والأهم من ذلك كله ، إنه ثري ويتمتع بمكانة عالية ، لذلك قريبًا سيصبح العمدة المستقبلي لتلك القرية


هزت راسها بيأس وضيق لا تعرف حقا ما به أحيانا يعاملها بلطف واحيانا اخرى يعاملها بجفاء.. التفتت له واردفت قائله 


= يمكنك قول هذا أيضا ، لكني لا أهتم بمنصبه ، لأنني أكره هذا المكان لأنه لديه ذكريات سيئة فيه ، ثم قلت إنني معجب بأخلاقه.


فأبتسم زين بسخرية وقال بصوت مكتوم قاصد حديثه ذلك ليضايقها 


=أخلاقة آه حسنا ! وهل تعتقدين بأنه سيعجب بكٍ ايضا، فآدم ليس من هذا النوع الذي يركض خلف الفتيات.. هو يفعل هذا معكٍ لانه يشعر بالعطف تجاهك لا اكثر لانكٍ تذكري بوالدته ؟. 


عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستنكار وعدم فهم


= ماذا لم افهم؟ وما دخل حديثنا بوالدته السيد آدم


نظر لها زين بحدة ليقول بسخرية لاذعة


= أوه ، أنتٍ لا تعرفي هذا يحتمل أن آدم لم يخبرك أن والدته قبل ان تموت مروا بظروف صعبة للغاية بعد أن تركها زوجها ورحل، وكان عليها أن تعمل ولم تجد وظيفه أمامها غير أن تعمل مثلك وتبـ.ـيع نفسها للـ.ـرجال حتى تحصل على المال وتعرف كيف تنفق على نفسها وعلى آدم؟ فوقتها كان آدم صغيرا جدا.. ولم يستطيع مساعدتها لذلك اضطرت والدته للقيام بهذا العمل رغماً عنها وبعد فترة التقت بالسيد نيشان وتـ.ـزوجته! وعندما كبر آدم وتوفت والدته، كان لا يزال يشعر بالذنب الشديد تجاه والدته لما فعلته وكيف ضحت بنفسها لأجله ،ولم يعرف كيف يعوضها عن تضحياتها العظيمة.. لذلك هو ساعدك لأنه يريد أن يتخلص فيكٍ من ذنب قديم فقط ولست لأن معجب بكٍ.. 


لم تكن الصدمه من نصيب اليزابيث فقط بل زين ايضا قد شعر بالصدمه والندم لما قالة وكيف كشف سر صديقه هكذا بكل سهوله؟ لكن كان لديه يقين شديد بأن تعرف اليزابيث هذه الحقيقه، حتى اذا كانت تأمل في شيء فتتراجع علي الفور ولا تنتظر ان يعجب بها في يوم!!.


شحب وجهها اليزابيث بشده و وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بصدمة عده لحظات محاولة استيعاب كلماته تلك غير مصدقة لتشرد بكلمات آدم عندما قال ذاته مرة بأن ملامحها تشبه احد يعرفة.. صمتت قليلاً ثم فرفعت كتفيها وقالت بعدم اكتراث مصطنع 


=لم اكن اعرف هذا الحديث بالفعل.. لكن ليس من الضروري ان اعجبه او اعجب غيره فانا سعيدة بنفسي هكذا ولا احتاج لان يعجب بي شخص آخر كما انني لا انتظر هذا الاعجاب من اي شخص .


التفتت اليزابيث بسرعة تعطي ظهرها له وشعرت بكلماته تلك كنصل حاد ينغرز بداخل صـ.ـدرها بأنها اعتقدت معاملته اللطيفه وراءها شيء آخر؟ لتشعر بالشفقه و السخريه من نفسها فمن المستحيل أن يحدث ما تفكر فيه.. بينما قد اشتعلت عينيه زين بالغضب من تلك الهادئه وهو يرمقها بنظرات باردة كالصعيق قبل أن يغادر للخارج..


❈-❈-❈


انتهت اليزابيث من عمل الطعام والذي كان أسماكا مثل ما طلب آدم.. والذي إكتشف آدم مؤخرا أنة يحب الأسماك مما يجعله يأكل منها بكثرة ولا تقابلة عقبة إلا في نزع الأشواك لذلك تتضر اليزابيث تنزعها له وهو يشاهد ذلك بإستمتاع.. بعد فترة قد دلف آدم المطبخ ونظر نحو زين الذي كان يقطع السلطه بعدم مبالاه.. 


للحظه شعر آدم بضيق شديد منه لا يعلم سر تقربه المفاجاه من اليزابيث حتي الآن لكنه يشعر بعدم الراحه من هذا.. وبعد فترة راى زين تحرك للخارج.. ليقف آدم مكانه يتابع اليزابيث وهي كانت مشغولة بعمل الطعام والذي انتبهت له لترفع راسها نحوه بصمت.


ثم اخذت تحدق به مطولاً وللحظة شعرت بالشفقة عليه عندما تذكرت ما تعرضتٍ له والدته وهو أيضا عندما كأن صغير.. لتعرف لما يرهق نفسه بالعمل ليل نهار لكي يهرب من واقع ان حياته اصبحت تخلو من والدته التي يحبها بجنون فذرفت دمعة متمردة عندما تذكرت الكلام الذي سمعته من زين عن المعاناة التي عاشها ادم مع أمه الراحلة.. الى ان قرر حبل المنية تفريقهما وخطفها منه بين ليلة وضحاها وجعل آدم الطفل الصغير يصبح يتيم الأم ..والاب الجاحد الذي تركهم ورحل.. بينما تنهدت اليزابيث بعمق وهي تتذكر أيضا لما كان يساعدها آدم كذلك فهي عرفت اخيرا السبب الغير متوقع وهو لأجل شعوراً بالذنب تجاه والدته لا اكثر ولا أقل .. 


لتمسح تلك الدمعة بسرعه ونظـرت للأرضية بخجل واحراج فقد طال وصلت النظر بينهما بلا حديث؟ وداخلها تحترق فعلينا والسبب مجهول ثم تنحنحت قائله


= الطعام اصبح جاهز امهلني بعض الوقت سيد آدم فقط وسوف اضعه على السفره بالخارج الآن 


وما إن نظرت لادم التى لم تسمـع صوته حتى الان حتى وجدته تقدم منها هادئ ومن ثم زفـر بضيـق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا بصوت متوتر


= حسنا خذي وقتك انا بالأساس ليست قادم حتى اسالك عن الطعام، كنت اريد ان اقول لكٍ شيء اخر.. واتمنى ان لا تفهمي خطا ،اليزابيث من فضلك عند تناول الطعام بالخارج معنا لا تجلسي بجانب زين ولا تتبادلي معه الاحاديث ابدأ 


رغم أنها لم تفهم جيدا طلبة لكنها اخفضت رأسها وغمغمت بصوت خافت جداً 


= لا تقلق فانا لن اجلس معكم لتناول العشاء اليوم .


قطب آدم حاجبيه وسألها باستفسار


= لما لن تتناولي الطعام معنا ؟


فتنهدت اليزابيث و اجابته مقتضبة 


= لانني متعبة قليلاً كما انني لا ارغب بتناول اي شيء هذه الليلة .


في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجهه حيث انتابه القلق ودون ان يشعر رفع يده ثم وضعها على جبين اليزابيث وبعدها اردف بقلق


= هل مرضتي مره ثانيه؟ فلا يوجد حرارة... ولكن بالنظر إلى وجهك الشاحب تبدين متعبة حقاً لذا اخبريني هل تشعرين بالدوار او اي ألم من نوع آخر ؟


احمرت اليزابيث خجلاً من لمـ.ـسته فهي تقصدي ذلك حتى تبتعد عنه لعلها تستطيع التحكم في مشاعرها.. رفعت يدها وابعدت يده عن وجهها ثم قالت وهي تحدق في عمق عينيه 


= لا شئ يؤلمني الأمر هو أني قد تناولت الطعام قبلكم منذ قليل.. لذلك سوف اسكب اليكم الان انتم فقط


تأفف آدم بنزق معتقد بانها تضايقت من طلبه وقد اساءت الفهم ليقول مسرعًا


= اليزابيث انا لم اقصد ان اضايقكٍ عندما قلت لكٍ لا تتحدثي مع زين، الامر هو فقط اصبح اقتربكم من بعض مبالغ بعض الشيء دون مبرر لذلك افضل أن تبتعدي عنه 


لتنظر له بتوتر مبتلعة ريقها مفكرة بطريقة لتبعده عنها نهائيا ! لكنها ستتالم بلا مفر، ضغطت اليزابيث على نفسها وهي تنطق وتقول بجمود 


= وإذا بلغت في التعامل مع زين او غيره فهل هناك ما يزعجك في ذلك؟ سيد آدم ، صحيح أنني أخبرتك أنني مستعدة لأفعل أي شيء من أجلك لرد الجميل الذي قدمته لي ومساعدتك ، ولكن ليس إلى ذلك الحد الذي تتحكم فيه وتشترط علي أن أتحدث و أجلس مع من؟


أظلمت عيناه حينها وكلماتها التي تقولها ببساطة تضرب قلبه فيتألم ثم تكلم من بين شفتيه بحنق لم يستطع التحكم فيها مراعيا حالتها الغريبة 


= ما خطبكٍ يا إليزابيث؟ لم أقصد كل ذلك القصة كلها أنني ...


رفعت عيناها لحظات بوجهها الشاحب المنكمشة تنظر له لتقاطعه بعصبية وبسخط


= أنا لست مسجونه وأنت لم تشتريني؟ لقد أخبرتني من قبل بهذا الحديث ، صحيح؟


عقد حاجبيه وقد شحب وجهه هو الآخر مصدوما من رد فعلها العـ.ـنيف وهو يقترب منها بخطوات بسيطة قائلا بهدوء حذر


= اليزابيث ما الذي بكٍ.. لم تكوني هكذا في الصباح هل ضايقتكٍ في شيء ! 


ردت بتوتر متهربة النظرات بصوت ضائع مشتت بعدم تركيز 


= أرجوك ابتعد عني.. لا أريدك ان تتحكم بي او تقترب أرجوك ولا تتدخل فيما لا يعنيك سيد آدم


نظرات أخرى متألمة عليه لا يعلم ما الذي حدث لتنظر له تلك النظرة الغريبة.. دهشة وهو يجاهد تعاملها الجفاء لكنه وجد اسلوب منفر فهل اليزابيث تنفر منه تنفر منه هو ! كيف !! ليقول بكبرياء رجولية


=حسنا كما تشائين.. سأبتعد عنكِ كما تريدين.. ولو كان بيدي لما أظهرت لكِ وجهي مره ثانيه .


ثم أومأ لها آدم باقتضاب لينصرف..و تمنت هي للحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها لانها تعامله هكذا لكنها مضطره على ذلك الاسلوب حتى لا تتعلق بشيء مستحيل أن يكون لها.. .


تابع قراءة الفصل