رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 33 - 2
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والثلاثون
الجزء الثاني
في منزل أدم ،أسرع ينهض من فوق المقعد عندما استمع الى طرقات باب المنزل متمني داخله ان تكون اليزابيث عادت الية، من جديد لكن عندما فتح الباب اختفت لهفته وحلت مكانها الغضب الشديد وهو يجد لارا امامه، تحركت شـ.ـفتاه بإرتعاش مخرج الكلمات متحشرج مخنوق
= ماذا تريدي؟ الم يخبرك اخيك انني لا اريد رؤيه وجهك
ابتسمت لارا له ببرود قاتل وهي تردف بابتسامه عريضه
= هل هكذا تستقبل زو جـ.ـتك يا ز وجـ.ـي العزيز
نظر آدم إليها باشمئزاز وكره فتنساب الأحرف منه
= من ماذا مصنع قلبك لارا؟ احيانا اشعر انك خلقتي دون قلب او مشاعر ولا تشعرين بغيرك ، هل بهذه الطريقه تعتقدي بانني سوف اقع في حبك واغرم بكٍ؟ على العكس تماماً.. لأني كل يوم يزداد غضبي تجاهك وكرهي .. انا لم احب غير اليزابيث حتي أن اصبحتي زوجتي؟ فليس هناك غيرها يستحق حبي؟
صمتت محدقة به بغضب و خيبة أمل وكأن مجرد تأكيد لما ترفض تصديقه حتي الآن منذ أن تركها يوم زفافهما ورحل.. فكان الرفض مثل طـ.ـعنة لقلبها لتقول بصوت تكاد تشهق باكياً
= هل تريد ان تعلم من ماذا مصنوع قلبي؟ حسنا مصنوع من جفائك سيد آدم.. ومشاعري قد تجردت كلها بسبب كبريائك اللعين وقسوتك معي.. لما لا تريد ان تعطيني فرصه واحده ؟ فرصه واحده فقط حتى اثبت اليك انني استحقك وليس هي ؟ لقد تعبت حقا ومليت من معاملتك وكم ارهقني هذا العشق .
لتكمل حديثها ودموعها تجري أكثر وصوتها يختنق أكثر وأكثر بينما قلبها يئن منكمشا بحزن
= اعرف كيف تراني الان؟ مجرد فتاه طائشه عديمه الكرامه وليس لديها احـ.ـاسـ.ـيس ولا مشاعر ولا تشعر بغيرها.. لكنك لا تعرفني حقا ولم تحاول حتى ان تـ.ـقربني منك وتعطيني فرصه وتراني جيد .. دائما فقط تحكم عليه من الخارج دون ان تعرف ما الذي يحوم داخلي.. آدم يكفي ارجوك وحاول مره واحده في حياتك ان تعاملني بلطف .. انت لا تعلم كيف اعاني من معاملتك ورفضك الدائم لي .
أخذ نفس عميق يسحب الهواء بـ.ـعـ.ـنف شاعراً بالاختناق،ليحزمة مشاعرة و الأصعب يكللها الضياع .. وهو يهيم في المنتصف.. فأغمض عينيه هو رافضا كل أقداره اللعينة التي أجبرته علي ترك حبيبته اليزابيث وجرح لارا؟ حتي إذا كان لا يحبها في النهايه لا يريد أن يشعر أحدهم بكسرة القلب.. وعندما وجدت لارا أنه صامت اعتقد انه يفكر في حديثها وربما مع بعض الوقت سيتقبل فكره
زو اجـ.ـهم ويستسلم اليها.. بالنهاية.
ثم إبتلعت ريقها بارتباك وتردد وهي تفكر في فكره مجنونه، ان تفعلها محاوله اغـ.ـراءه فلم يستطع أن يرفضها حينها.. اقتربت لارا منه وأقتربت من وجهه توزع قـ.ـبلات صغيره علية وسرعان ما تحولت قـ.ـبلاتها البطيئة لأخرى محمومة وظل بكائها مستمرا وقـ.ـبلاتها تزداد إشتعالا وهي تردد بهمس
= أنا أحبك آدم .. أحبك وسأظل أحبك بجنون .. يا إلهي أشتاقك واريـ.ـدك في هذه اللحظة .
سكن آدم فجأة يستوعب قـ.ـبلاتها على وجهه ثم أبعد وجهه عنها بحده قائلاً بتعثر يحاول الخروج من حالتها تلك
= لارا .. توقفي .. ما الذي تفعلي، هل جننتي؟
لكنها لم تكن لتتوقف وهي تنزل من وجنته التي أبعدها عن مرمى شـ.ـفتيها لعـ.ـنقه الأسمر مقبلا إياه قـ.ـبلات سـ.ـاخنة وهي لا تزال غارقا معه لا تستوعب أنه الان اصبح
زو جـ ـها ..ومازال لا يريدها ويرفض قربها.
إتسعت حدقتـاه آدم بذهول مجفلة يقاوم تلك المجنونه ويحاول ابعادها لكنه انتفض بذعر وهو يجد يـ.ـديـ.ـها تـ.ـتـ.ـحـ.ـسس صـ.ـدره الجزء الظاهر من فتحه قميصه بجـ.ـرأة لم يقابلها منها أبدا ودون وعي منها، ليـ.ـصرخ بها بعصبية وبسخط
= لارا توقفي الآن .. توقفي قبل ان اصفعك حتى تفوقي من افعالك الواقـ.ـحه.. يا الهي ماذا حل بكٍ
أتى صوتها متحشرجا وهي تقول بنبره جـ.ـريئه بينما كانت شـ.ـفتيها تحاولان الوصول لـ.ـشـ.ـفتيه
= كون لي الآن آدم.. كوني لي وأدمغ مفاتني بجـ.ـسدك مثل ما فعلت مع تلك العـ.ـاهره؟؟ لما هي فقط من تسمح بقـ.ـربها منك.. وأنا لا.. لا أستطيع تركك آدم ، وانت الآن زو جـ.ـي؟ ويحق لك فعل ذلك .
ذهل آدم من فـ.ـداحة كلماتها الفـ.ـظيعة ليحاول التملص منها وهذة المره بكل قوة وحسم.. وكأنه من أمامه إلا حيوانا يحاول افتراسه.. ليحاول السيطرة على اشمئزاز وهو يـ.ـدفعها عنه وما هي إلا لحظات حتى استجمع كل قوة لديه..فتراجع خطوتين للوراء ولم يمهلها فرصه للاستيعاب حتى وهو يرفع يـ.ـده عاليا لتنزل على وجنتيها بقوة صـ.ـارخ بـ.ـعـ.ـنف
= كفي وقـ.ـاحه لارا .. بقيت اشعر باشمئزاز دائما منك كلما نظرت الى وجهك .
اجفلت لارا وتجمدت بعدم تصديق وهي ترتعش عضلة في خـ.ـدها.. ثم رفعت مقلتيها ونظرت له ببطيء غير مستوعبة.. لتجد عيناه تلوح بهما نظرة الوحـ.ـشية بينما يـ.ـديـ.ـه متقبضتان بقوة .. جاعلها ترتعش بقلق .
لكنها ظلت أمامه تنظر له بثبات تزم شـ.ـفتيها تحافظ بشق الأنفس على إرتجافهما ما بين تأثر وحزن و ندم.. ولا تنكر انها شعرت بالإهانة حقا؟ فدائما هي من تقدم بالاول في هذه العلاقه وتستقبل الرفض بطريقه مهينه .. تطالعت بشجاعة في انتظار لرد فعله ولكن طال الصمت للحظات بينما صـ.ـدر كل منهما يتحرك بـ.ـهـ.ـياج كلة له سبب..
حتى تنهد آدم بيأس وضيق منها، مدركا أن هذه أول مرة تمتد عليها يـ.ـدة وتصفعها لكنها كانت تستحقها.. و قطع الصمت وهو يقول بنبرة ميتة بهدوء مخيف
= اركبي السياره الآن وارحلي من هنا ولا تعودي .
نظرت لملامحه الجامدة تحاول أن تتبين منها أي ذرة استعطاف أو أي علامة لنواياه لكنها نهرت نفسها بحزم وهي تخبر قلبها بأن يكفي اهانه الي هذا الحد ويجب ان ترحل بالفعل .. فتحركت بتجاه سيارتها بهدوء تصعد ثم سرعان ما تحركت بها مـ.ـصدرا صوتا عاليا.. متحكمة في غضبها من كبريائه اللعين .
بينما آدم ظل واقفا متخصرا ينظر للبعيد يلجم كل وحوشه التي اهـ.ـتاجت فجأة وكل مشاعره المتداخلة من حب وألم وحزن و .. غضب ليجز على أسنانه وهو يعود إلي الداخل صافعآ الباب خلفه بـ.ـعـ.ـنف ..و يتمتم هامسآ
= أين أنتٍ يا اليزابيث.. احتاج اليكٍ بشده
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع...
كانت اليزابيث نصف نائمة تحاول ان ترتاح بعد موجة الغثيان التى اصابتها للتو، لكنها عندما شعرت باشعه الشمس التي سقطت عليها من النافذه لتعلن عن بدأ يوماً جديد وانة حان الصباح، مما جعلها اعتدلت تتحامل على نفسها و تنهض بتثاقل لتتفاجئ بسافانا ما زالت نائمه على الفراشه الثانيه بجانبها ثم نظرت الى الساعه لتجدها التاسعه صباحاً.. لتتذكر عملها بالمستشفى و حاولت ان تقترب من الفراش حتى تيقظها للذهاب للعمل.. لكن قبل أن تفتح فـ.ـمها وتنطق إسمها ابتلعت جملتها مطلقة تأوه منخفض عندما شعرت بـ.ـمعدتها تؤلمها و قد انتابتها مرة اخرى نوبة من الغثيان لتسرع راكضة نحو الحمام تفرغ ما بجوفها وهي تأن بألم...
وفي نفس الوقت كانت استيقظت سافانا على صوتها لتفتح عينيها باستغراب لكنها عندما استمعت صوتها وهي تتالم فهمت على الفور ما يحدث لتنهض لتلحق بها على الفور و القلق و الخوف عليها يعصفان بداخلها...
لتقف سافانا امامه الحمام وهي تري جـ.ـسد إليزابيث التي كانت منهارة تفرغ ما بجوفها بمقعد المرحاض.. مما جعلها تقترب تربت علي رأسها بحنان مبعداً شعرها للخلف محاولاً التخفيف عنها و قد ألمتها رؤيتها تعانى بهذا الشكل... وعندما انتهت اسندت رأسها بتعب للخلف و هى شبه غائبة عن الوعى و قد كان صـ.ـدرها يعلو و ينخفض بقوة تكافح لالتقاط انفاسها وعينيها غائرة بشدة تحيطها الهالات السوداء التى تدل على مدى مرضها..
ظلت هكذا حتي شعرت بتنفسها اللاهث ينتظم و يعود الي طبيعته.. لتقترب سافانا و هي تساعدها حتي تنهض متجهة بها نحو الحوض تغسل وجهها المحتقن المتعرق و فمها ... وعندما انتهت قامت سافانا بمساعدتها للخروج للخارج وهي تسندها بـ.ـذرعـ.ـها حتي اجلست اياها بلطف فوق الفراش.. ثم تركتها و توجهت سافانا مسرعاً نحو الطاوله التي بالغرفه لتسكب كوب ماء وتعطيه اليها، ثم جلست بجانبها على الفراش يحمل جـ.ـسدها والتي لاحظت انه اصبح انحف من قبل حتى وجهها فقد بريقه و امتلائه المحبب.. اخذت اليزابيث ترتشف الماء ببطئ بينما اخذت هي تمرر يـ.ـدها علي رأسها بحنان و عينيها مظللة بالقلق والخوف لتقول
= هل اصبحتي بخير الان؟ من رايي ان تذهبي الى الطبيب اليوم .. اليزابيث وضعك يسوء وانتٍ لا تهتمي بصحتك وغير ذلك لا توافقي ان اخبر ابي .. الى متى ستظلي متمسكه بعنادك هذا
تطلعت اليزابيث بوجهها وهي تتنفس بتعب لتكمل سافانا بصوت متردد بتوجس
= اذا كنتي خائفه من رده فعل أبي عندما يعرف؟ فانا اضمن لكٍ بانه سينزعج قليلا لكن بعدها عندما يعرف بانك تـ.ـزوجـ.ـتي.. سـ..
قاطعتها اليزابيث هامسة وهي تمسح بيـ.ـدها المرتعشة الدموع العالقة بوجنتيها
= سافانا ساتحدث مع عمي أركون اليوم؟ حسنا لا تقلقي انتٍ محقه يجب ان يعرف.. و ليس مهم اي شيء اخر
تنهدت سافانا بضيق شديد ثم قالت بندم وارتباك
= إليزابيث ، لا تنزعجي مني ، صدقني. أنا أقول هذا من أجل مصلحتك ومصلحتك ، بأن يعرف والدي من البداية ويساعدك. صدقني سأبقى بجانبك وأدافع عنك عندما يكتشف والدي موضوع حملك وز واجـ.ـك.. انا خائفه عليكٍ حقا .
منحتها اليزابيث ابتسامة صغيرة امتنان وهي تهز رأسها بحسم.. وقد اتخذت قرارها بأن سوف تتحدث مع عمها في كل شيء حدث معها، لعله يساعدها بالفعل ويشرها الى الطريقه الصحيحه.. ثم هتفت اليزابيث لتغير الموضوع وهي تبتلع الغصة التى تشكلت بحلقها قائلة يتساءل
= الم تذهبي اليوم الي العمل؟ كنت ناهضه اوقظك للذهاب الى المستشفى حتي لا تتأخري .
هزت راسها برفض هاتفه بابتسامة عريضة
= لا ، لم أذهب انا في إجازة اليوم .. لأنه في غضون ساعتين سيأتي خطيبي إلى هنا ليأخذني إلى نزهة في الخارج ..
ثم أكملت سافانا قائله بسرعه بلهفة
= صحيح ما رأيك في القدوم معنا اليوم .. حتى تستطيعي الاسترخاء قليلا وإستنشقاء بعض الهواء النقي ستشعري بـ.ـتـ.ـحسن عندما يتعدل مزاجك وتتعرفي علي خطيبي أيضًا؟ هو رجلاً صالحاً جدآ صدقيني سترتاحي اليه .
بعد مرور ساعتين...
كانت سافانا في غرفتها تجهز نفسها للذهاب الى موعد خطيبها فقدت رفضت اليزابيث الخروج معها بحجه تعبها الشديد لكنها في الحقيقه لا تريد الخروج من المنزل ولا رؤيه أحد.. بينما
كانت اليزابيث تجلس في الردهة بمفردها تتابع التلفاز بوجه شارد الذهن بحالها وكيف ستواجه عائلتها بكل ما حدث معها؟ ويا ترى ماذا ستكون رده فعلهم؟ تعلم انه حدث كل ذلك رغم عنها وليس بارادتها وقد تـ.ـعرضت للظلم والاستغلال بـ.ـابـ.ـشع الطرق؟ لكن من سيفكر فيها هكذا، ويكون رحيم بها دون ان يحكم عليها ويصـ.ـدر الحكم دون رحمة!! بأنها مجرد عـ.ـاهره.. لكن سافانا محقه يجب ان تخبر العم أركون بكل شيء بالأخص بعدما علمت بخبر حملها ؟!.
أغمضت عينيها بألم و هى تحيط جـ.ـسدها المرتجف بـ.ـذراعـ.ـيها بينما تقاوم بصعوبة الدموع التى انسابت بصمت على وجنتيها و هى تدرك بانه ليس لديها مكان اخر يمكنها ان تذهب اليه سوا الشارع لذا فمن اجل طفلها القادم ستبقى هنا.. لكن ربما ان يتم طردها من هنا ايضا ولا يريد عمها رؤيه وجهها بعدما يعرف ما الذي اصابها في غيابها وما تعرضت الية..
مررت يـ.ـدها بحنان فوق بـ.ـطنها الطفيف فقد كانت حامل بالشهر الاول كما اخبرها الطبيب.. تـ.ـلمست بطـ.ـنها برفق و قلبها يتخلله عاطفة الامومة.. حتى بالرغم من الذي فعله معها والد طفلها آدم و زو اجـ.ـه بغيرها ؟!. لكن بالنهايه هو طفلها ايضا وجزء منها.. ولا تريد ان يتعرض للظلم هو الاخر مثلها.. لذلك ستحاول بكل جهد ان تتجاوز هذه المحنه لاجله فقط !!!. لكنها انتفضت فجاه مبعدة يـ ـدها عن بطـ.ـنها معتدلة في جلستها عندما سمعت صوت طرقات أعلي الباب.. لتتنفس اليزابيث الصعداء وهي تنهض بخطوات بسيطة لتفتح الباب وما أن فتحت الباب ليظهر أمامها
اخر شخص تتمناه وجوده؟ لكن كانت سابقاً تريد رؤيته لعلها تطفي نيران الانتقام الذي كانت تتولد بداخلها يوم بعد يوم بسبب ما فعلة معها ...!!!!
صمتت محدقة به بعدم استيعاب و ضعف مما جعل دقات قلبها تزداد بـ.ـعـ.ـنف حتي ظنت انه سوف يغادر جـ.ـسدها تأثراً بحركتها تلك... كان رؤيتها له بحالتها تلك جعلت صـ.ـدرها ينقبض بألم... وهي تتذكر تلك الايام التي عانت فيها بسببه وتحولت الى اله يحركها كما يشاء؟ و مجرد رغـ.ـبة للـ.ـرجال .
بينما هو إبتلع ريقه بارتباك وصدمه فلم يتوقع وجودها امامه مره ثانيه مطلقاً وفي ذلك المنزل بالاخص.. بعد ان ارسلها الى منزل شويكار وقبض ثمنها ؟؟. نعم فلم يكن غيرة هو نيكولا !!؟. لكن ما الذي يفعله هنا ..؟
هبطت في تلك اللحظة سافانا وهي تقترب من اليزابيث بتعجب تتفحص وجهها الذى كان خالى من اى لون يدل على الحياة و شـ.ـفتيها الشاحبة المرتجفة لكنها عندما وجدت خطيبها امامها ابتسمت في سعاده وهتفت
= نيكولا حبيبي انت هنا.. تفضل لما تقف بالخارج؟ آه صحيح نسيت انا اعرفكم ببعض.. هذه ابنه عمي إليزابيث وهذا هو خطيبي.. نيكولا !!.
دقائق قليله فقط كانت تحتاجها إليزابيث لتفهم لماذا ذلك الخـ.ـسيس الحقير هنا؟ الأن بعد هذه المده الطويله وبالطبع الاجابه ستكون انه هنا ليبحث عن ضحيه جديده غيرها؟ وبكل جـ.ـرأة جاء الى ذلك المنزل ليقع الاختيار على إبنه عمها، بأن تكون الضحيه الثانيه في العيله ...!!!
مرت دقيقة أخري تقريبًا وهي متجمدة مكانها وهو يقف جامد! واخيرًا استطاعت التحرك وبدأت تقترب منه رويدًا رويدًا وعيناها تـ.ـتفحصه تحمل لمحة من السخرية والمرارة بها، وفي أقل من ثانية رفعت يـ ـدها لتهبط علي وجنته بكل بثقة او صلابة...!! لكنها حدثت وفعلتها اخيرا لتشفي نار غللها.. وقبل أن تتسع عين سافانا بعدم تصديق من فعلتها.. هبطت سلسله من الصـ.ـفعات علي وجهه دون توقف والغل هشم دواخلها كالصدئ في الحديد وهي تصيح بجنون
=يا لعين.. لعـ.ـنه الله أمثالك أيها الحقير سـ.ـأقـ.ـتلك... انت شـ.ـيطان لا تستحق الحياه امثالك يجب ان يـ.ـموتون.. يا ابن الـ**
وقفت سافانا بدهشة وهي لا تفهم شيء والآخر كان مذهولاً من رد فعل اليزابيث التي كانت كأعتى الريـاح عندما تهاجم استكانة النسيم... استمرت إليزابيث تضـ.ـربه بعـ.ـنف وقـ.ـسوة وهي تـ.ـلعن وتـ.ـسب فيه بلا توقف
= ما الذي كنت تريده مني؟؟ بماذا أذتك أنا لتفعل ذلك بي بمنتهى القـ.ـسوه؟ لما دمـ.ـرت حياتي وضيعت عمري.. شـ.ـيطان أقسم بالرب انت شـ.ـيطان وليس بشر مثلنا .. ما الذي استفدت عندما دمـ.ـرت حياتي هكذا ؟؟.
بينما فاقت سافانا من صدمتها لتركض تدفـع إليزابيث عنه بقوة لكنها لم تبعد والآخر مزال يقف أمامها مستسلم لافعلها من الذهول ثم صاحت سافانا مستنكرة بشدة
= اليزابيث توقفي ارجوكي.. ما الذي تفعليه.. ابتعدي عنه واتركي في الحال.. إليزابيث أنا أتحدث معكٍ.. ابــي.. أمــي أين أنتم ؟؟؟. ابعدوا هذه المجنونه عن خطيبي .
لكنها لم تسمعها وفي تلك اللحظة خرج أركون يركض علي الدرج ليقف على بُعد مسافة قريبة منهم.. يتابع بصدمه رهيبه ما يحدث وعيناه تكاد تخرج من مكانها وبلهفةً ركض يـ.ـجـ.ـذب اليزابيث بعيد عن نيكولا واخيرا أبعدها بحده.. ثم إلتفت لها أركون يهدر بانفعال
= ما الذي يحدث هنا؟ لما تصفعي هكذا.. ما الذي فعله بكٍ ؟؟
لتخرج لينا زو جـ.ـته هي الأخري من المطبخ تقترب منهم لتعرف ما حدث؟؟ فبدأت سافانا بالحديث بجدية حادة وهي تنظر إلى اليزابيث بعصبية شديدة
= ابي الحقنا هذه المجنونة بنت أخيك.. لا اعرف ما الذي اصابها فجاه؟ عندما هبط رايتها تقترب من نيكولا وتصفعة بعـ.ـنف دون ان يفعل لها شيء ؟؟. هذه مـ ـختلة حقا يا ابي.. صدقني لم يقترب منها .
واخيرًا استطاعت النطق بحروف متقطعة لا يربطها سوى توترها وفزعها المفاجئ من ظهورة أمامها وهي تتحدث بعـ.ـنف شديد وترتعش
= عم أركون... هذا الرجل.. هذا الرجل هو مَن أختطفني ذلك اليوم وارسلني الى منزل شويكار ورجالها !! هو من اضع حياتي وعمري بذلك المنزل.. ذلك اللعين اوهمني انه يحبني.. وفي يوم أختطفني وقبض ثمني ورحل بعدها ولم اراه مره ثانيه غير الآن.. هذا الوغد هو السبب في انني أصبح عـ.ـاهره؟؟ وهو بالتاكيد يريد ان يخطف ابنتك ليحولها مثلي عـ.ـاهره.. ارجوكم لا تثقوا بي وتصدقوا .. هذا شـ.ـيطان اقسم بالله شـ.ـيطان ماكر .. صدقوني انا اقول الحقيقه .
شعر نيكولا بالخوف الشديد والتوتر لذا أسرع وهو يتحدث بعصبية بينما واضع يـ ـده أسفل وجنتيه شاعرا بألم فظيع من أثر ضـ ـربها القوي
= أي حقيقه يا هذة ؟!! ومن أين لي أن اعلم مَن تكوني انتٍ؟! انا بالاساس اول مره اراكي هنا والان!. ابتعدي عني ايتها المجنونه .
إتسعت عينـا إليزابيث بشراسة مبطنة فلم تتحمل كتم شهقة البكاء بصـ.ـدرها وهي تصيح بهسترية بقوة وبكاء مرير
= كذاب لا تصدقوا.. هو يحاول ان يخدعكم كما فعل معي قبل سابق ..هو يعرفني جيدا
ذلك العـ ـاهر
وفجاه ابعدت يـ ـد عمها وركضت وهي تقترب منه تريد ان تضـ.ـربه مره ثانيه، لكن توقفت امامها سافانا لتحميه وهي تطلع فيها بغضب شديد
= انتٍ حمقاء إليزابيث لقد قال انه لا يعرفك.. ما بكٍ من اين سيعرفك حقا وهو عندما ارتبط بي لم يراكي ولا مره.. اسمعيني جيد اذا كنتي تفعلي هذه الاشياء حتى تغطي على فعلتك
الـ ـواقـ ـحه.. فحسنا اسمعني يا ابي؟
وقفت اليزابيث للحظات برهبة وقد فهمت عن ماذا تتحدث؟ لتنظر سافانا بجمود الي والدها وهي تقول بصوت حادة
= يوجد بعض الاشياء التي يجب أن تعلمها إن اردت أن تكمل هذه اللـ ـعينه بنت أخيك حياتها بالمنزل معنا يا أبي .
هزت اليزابيث راسها بسرعه بتحذير شديد و حاولت أن تتحدث لكن قاطعتها سافانا قبل أن تقاطع حديثها وهي تقول بنبره صارمه
= إليزابيث حامل يا أبي... يجب ان تضعي ذلك في حسبانك !!! وتقول بانها تـ ـزوجت لكنني لا اصدقها ولا اعرف الحقيقه حتى الان منها ؟؟.
شهقت لينا بفزع حتى هرعت بخجل متوتره وهي تتقدم من نيكولا واشارت اليه ان يدلف الى الصالون ينتظرهم، ليجلس بعيداً عنهم حتى لا يستمع الى ذلك الحديث! وهو وافق على ذلك بسرعه ودخل معها إلي الداخل دون حديث...
بينما صمت أركون من هول الصدمات وهو لا يصدق بينما كانت تتردد كلماته اليزابيث وابنته داخل علقه.. ليـ.ـصرخ بهم بانفعال شديد
= اصمتوا جميعكم انا لا افهم شيء؟ إليزابيث هل انتٍ حامل بالفعل؟ وما الذي تقصدي بانه حولك إلي عـ.ـاهره؟ الان أريد ان اعرف اين كنتي هذه المده؟،
ثم اقترب من اليزابيث التي أخفضت رأسها بخجل شديد بينما كانت تتأوه بألم وهي ترفع يـ ـدها لموضع قلبها حيث الألم يفوق الحد .. ليقول أركون بصوت حزين
= أشعر بأنكٍ ليست بنت أخي إليزابيث التي اعرفها؟ ما الذي اصابكٍ.. ما الذي حدث معكٍ اوصلك الى تلك الحاله .. لما تخترعي قصص ليس حقيقيه وتريدي ان تدمري العيله بافعالك تلك .
لتهتف اليزابيث بصوت ضعيف ودموعها تنسكب وأنين بكائها يخرج من حنجرتها مخنوقا
= لكنني لا اكذب حقا يا عمي.. هو السبب وراء ما حدث لي.. لما لا يريد احد يصدقني .
خرجت لينا من الداخل وهي لم تحتمل المزيد من حديثها فهي معتقده بانها تشعر بالغيره من ابنتها، لذا اسرعت إليها بنفاذ صبر قائله بصوت عالي بغضب
= يا الهي مزالتٍ مستمره على ذلك الحديث؟ إليزابيث كفي حقا فكل مره تثبتي الينا بانكٍ من المستحيل ان تكوني واحده من العيله وتتغيري .. و اذا كان لديكٍ دليل واحد اثبتي أن نيكولا كان على معرفه بكٍ من قبل.. و اعترفي من والد الطفل الذي تحمليه باحشائك.. اما اذا كنتي لا تريدي التحدث في من الافضل لكٍ أن تذهبي مثل ما جئتي ؟؟. فدائما وجودك هنا يجلب الينا المشاكل و المصائب ..ونحن يكفي ما فيه .
هتف أركون بصوت قوه بحزم
= لينا كفي.. وانتٍ اصعدي إلي غرفتك الأن؟ ساعتذر الى الضيف بشأن ما فعلتي معه.. وبعدها سوف اصعد اليكٍ.. لاعرف كل شيء حدث معكٍ بالتفاصيل و دون كذب..
ثم التفت أركون ذاهب الى الصالون لكن اسرعت إليزابيث بأصـ.ـابعها المرتعشة تمسك كـ.ـتفه الذي أبعده عنها بنفور لتتساقط دموعها أكثر بيأس بينما لتحاول أن تهتف بتحذير من وسط دموعها وشهقاتها المكتومة
= عم أركون ارجوك لا تـ.ـزوجه ابنتك.. صدقني ستندم ..هو ليس رجلاً صالح كما تظنون؟.
لكنه هز رأسه بخيبة أمل بها ورحل ومرت بجانبها سافانا وهي تنظر لها بغضب مكتوم وغيظ.. ثم جـ.ـذبتها لينا من ذراعـ.ـها بعـ.ـنف هاتفه بصوت خشن جفاء
= هيا إلي غرفتك.. ولا تخرجي منها مثل ما قال عمك .
تركتها لينا ورحلت هي الأخري، بينما وقفت اليزابيث للحظات مكانها بـ.ـشـ.ـفتين ترتعشان وسيول من الدموع تتساقط من مقلتيها التي من يراهما يعتقد من شدة احمرار عينيها أنهما ساقطه في بركتي دمـ.ـاء... تطلعت حولها بألم وهي تقف بمفردها لتشعر بان هذا المكان لم يعد مكانها؟ وليتها لم تعود الى هنا مجدداً .!! فجميع الاماكن والجدران حتي لم تعد تتحمل وجودها.. مثل وصمة عـ.ـار لا يعد يطيق احد النظر اليها من الاشمئزاز .
رفعت مقلتيها ونظرت إلى باب المنزل الذي ما زال مفتوح؟ ثم نظرت إلى خلفها لم تجد احد مزال بجانبها يساندها بتلك الحياة.. وقبل أن تفكر مرتين تحركت بخطوات ثقيله الى الخارج قبل ان تنظر إلي المنزل نظرة أخيرة وكأنها تريد وتنتمي أن يمنعها احد من الرحيل؟ فهذه المره حقا لم يعد لها مكان؟
❈-❈-❈
اندفع فجاه صوت الرعد وهي تسير بالشوارع فأغمضت عينيها ودمعة تسيل حارة على وجنتيها ثم لم تتحمل كتم شهقة البكاء أكثر التي شاركت الرعد في كـ.ـسر صمت الليل وقد شعرت أن ثـ.ـقلا يـ.ـجثم على صـ.ـدرها بقوة والغصة المسننه التي تبتلعها تخترق قلبها تجرحه مرارا ليـ.ـنزف دمـ.ـاء على عذابها ..
ارتفع صوت بكائها وهي تشهق مرات متتالية مع ذكريات الماضي التي مر عليها وقلبها الذي تعرض للـ.ـخـ.ـيانه وتذوق ألم الفراق.. كانت تشهق شهقة أكبر وصوت بكائها ينفجر عاليا دون كتمان وهي تـ.ـتأوه أكثر و تنتحب بـ.ـعـ.ـنف تنعي ارهاقها من دوامه الحياه .. حقا قد اكتفت.. اكتفت كثيرا جدا..
لتتوقف فجاه وهي تنظر أمامها ثم ابتسامه ابتسامه عريضه كما لو كأنها رأيت أمامها منقذها في الوقت الحالي لتقول بشجاعة
= أدريان ...!
نظر ارديان لها بشراسة وظهر شبح ابتسامه على جانب فـ.ـمه قائلا بخبث وغل
= نعم أدريان ، من الجيد أنكٍ تعرفتي على ملامحي بعد أن شـ.ـوهتي وجهي.. آه لو تعملي كم كنت أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر .. وبحثت عنكٍ كثيرًا .. حتى علمت أنكٍ عودتي لمنزل شويكار بعد أن أحرقته؟ وكان أحد رجالي هناك يراقبك وظل خلفك.. حتى عرفت عنوانك وجئت إلى هنا من أجلك.
تحولت شبح الابتسامه لابتسامة أخرى مُرة مـ.ـتألمة وهي تغوص أكثر في وجهه لتقول براحه نوعاً ما، هاتفه بصوت متحشرج مهزوز
= انت جئت الى هنا لتاخذ روحي صحيح.. هيا افعلها إذا؟ ما الذي تنتظره .. ارجوك افعلها .
احمر وجهه بشدة ورفع أدريان حاجبيه بدهشة وغضب من عدم خوفها منه وهو يجز علي أسنانه بغل وعينيه تشع حقد كبير
= ولما عاجله في مصيرك هكذا، هل سئمتٍ من الحياة؟ هههه لكن أنا لم آتي إلى هنا لتحقيق رغـ.ـباتك .. وما أريده سيحدث في النهاية ، ولم آتي إلى هنا لأريحك ، بل جئت إليكٍ؟ حتى أجعلك تشعري باضعاف عذابك ؟؟ حتى تظلي تتذكرني طوال حياتك يا اليزابيث كلما نظرتي الى المراه .. !!
وقبل أن تستوعب كلماته أو تهرب؟ لم تشعر إلا بـ.ـذراعه ترفع بقوة ويسكب سائل حـ.ـار بوجهها مثل ما فعلت معه بالضبط ؟؟؟ شعرت اليزابيث خلال لحظات بألم شديد يحرق بوجهها بسبب مـ.ـاء الـ.ـنار التي سكبها ارديان لترتطم ساقطه بقوة علي الارض.. مما جعلها تـ.ـصـ.ـرخ متألمة وهي تنفجر باكية شاعرة بـ.ـألم قوي يعصف بأسفل وجنتيها لم تشعر بي قبل سابق....
بينما ظل ارديان واقف يراقبها عدة دقائق بشماته وانتصار قبل ان يرحل راكض.. بعد أن انتقم منها وحولها إلى مـ.ـسخ دمـ.ـيم، مـ.ـشوهه الوجة مثله .
ظلت تنتحب باكية بـ.ـعـ.ـنف وبصوت عالٍ وهي تـ.ـتلوي بالأرض مرتجفة مستشعرة بألم فـ.ـظيع و بكل قـ.ـوتها بدأت تـ.ـصـ.ـرخ كأنها مـ.ـدمنة تسحب جرعتها ..و بعذاب ظلت تصـ.ـرخ وصوتها يرتفع مع صوت الأمطار في الخارج دون وعي منها حتى..شاعرة كما لو ان روحـ.ـها يتم سحـ.ـبها بقـ.ـسوة من داخل صـ.ـدرها... فألمها دائما لم تمر بمثله يوماً... حتي تتمتم من بين شهقاتها وعـ.ـنف البكاء الصاخب
=ياربي .. أرجوووووك .. ما هذا الألم .. لا أحـ.ـتمل .. لا أحتمل أرجوووووك ارحنمي واجعلني امـ.ـوت .
وبعدها لم تشعر بشيء وقد استسلمت للغمامة السوداء التى ابتلعتها بداخلها..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية