-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 17 - 1 السبت 23/12/2023

  

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السابع عشر

1

تم النشر يوم السبت

23/12/2023



إختطفت رجوه النقود من يد يحيي ووضعتهم في جيب جلبابها ثم قالت له:

- فرجني الصوره لاتاكد.. فقام يحيي بإعطائها الصورة سريعاً وهو يتمنى أن يجد عندها الجواب، فهي طفلة والاطفال لن يكذبون، فأخذت رجوه الصورة ونظرت اليها بتمعن ثم هزت راسها وكانها تأكدت من شكوكها:

- اي هو هو.. هاد الصبي جا مع ابوه يقضون ليلة سمر عندنا بوه جابه عشان يوريه الجمال والشواهي ، وعيشة البوادي، حتى الوليد كان خايف رعب ويعيط ونكدها على بوه وامه

وكان عنده قرفه من اوكالنا .

 وبعدها خدوه وراحو.

رفع يحيي حاجبيه وهو يراها تعيد عليه كلام قصير بالحرف، وكأنها ببغاء يقلد، فصرخ بها:

- نعم يختي! وانتي قلتي ايه جديد ولا جبتي ايه من عندك؟ مادا الكلام اللي قاله الراجل قدامك!

فردت عليه وهي تتحرك من أمامه غير مبالية

- اي ماهو هاد اللي جرا ويش ودك نقولك يعني وكيف ندلك على واحد مانعرفله طريق؟ وبعدين هاداك اسمه عمك وتاج راسك الشيخ قصير واللي بيكون ابوي 

يحيى :هاتي الفلوس يانصابة

رجوة اخرجت لسانها له ثم قالت له وهي تجري:

- روح لامك فلوسك خديت بيها خدمه.


فتمتم يحيي لنفسه  بأنه كان مخطئ كلياً بشأن ان الاولاد لايكذبون، وهذه الشيطانة الصغيرة خير دليل، فهي لم تكتفي بالكذب فقط، بل تمتلك عدة مواهب، كذب ونصب وسخرية وإستهزاء تعادل سخرية الكبار!


ركب سيارته وانطلق بها مبتعداً وهو لا يعرف ماذا سيقول لمديحه وفريال وهن من دون شيئ يرونه فاشل وقليل حيلة وتصرف..


عادت رجوة الى خيمتهم واعطت النقود لأختها معزوزه كأمانه عندها لحين عودتها، واخبرتها بانها ذاهبة الى حيث المرعى،

 وارتدت نعليها وإنطلقت تغوص اقدامها الصغيرة في رمال الصحراء متجهة نحوهم.. 

وفور أن لمحتهم من بعيد مثلت الإعياء والتعب وافسحت رجليها عن بعضهم ومشت نحوهم وكانها بالكاد تمشي؛ 

حتى لا يراها سالم متعافية ويقطع عنها معونته ويختفي إحساسه بالذنب نحوها، ونادت بكل صوتها:


- ياااهووو،، يارابح ياسالم ياعقاااب اقبلوا واحملوني ماعاد اقدر امشي يااااناااس.

فانتبه سالم لصوتها ورمى عصاه من يده وجرى نحوها وهو يقول لها:

- ويش جابك يامهبوله وانت بهالحاله ويش جاك ياقليلة العقل خافي على حالك اشوي ؟

رجوه:

- ماقدرت انتظر لحين تعاودون وعندي شي يخص عقاب لازم يعرفه. اليوم جا راجل حضري غريب لجدي الشيخ منصور وبوي.. 

ومدلهم صورة ادم وهو صغير وسأل اذا بيعرفونه، وجدي منصور عمل حالا مهبول.. وبوي قال مانعرفه، وانا بعد ضحكت عليه وخدت قروشه وقلتله مانعرفك، وتو رد لديارهم.


 قطب آدم حاجبيه وهو يستروى حديثها جيداً، ويتسائل في قرارة نفسه، ترى من هو هذا الرجل؟ ولم اتى للسوأل عنه، والاهم، لم انكر الشيخ منصور وقصير معرفتهم له! 

فنظر لرجوه وسألها:

- ويش كان اسمه يارجوه ماتعرفين؟

- لا ماانتبهت لاسمه، بس معاه قروش واااجدات وانا اخذت منا كومة قروش وفريت.

نظر الثلاثة لبعضهم البعض متسائلين، فاردف لهم آدم:

- كل شي يبين بس نردو للقبيلة، اما تو خلونا نديرو بالنا عالحلال  ليضيعن ونشبعو بهادل بقد روسنا، اني رايح انشوف هلال ليش غاب بالحصان، المسافة بالروحه والرده ماتاخد كل هالوقت.

 وانت يارابح دير بالك عالحلال انا عارف زين سالم وين حضرت رجوه  وماعاد فيه عقل ويدك منه والارض، بس الحين يتطلعلها و يفشخ ضبه ومايعرف يمينه من شماله.


انهي حديثه وذهب ليتفقد هلال، ورابح عاد لتفقد الأغنام، واما سالم فحمل رجوه على ظهره واجلسها تحت جزع نخلة فى الظل، وجلس بجوارها، واخذ يلومها على خروجها ومجيئها وهي لازالت موجوعة ومتألمة.،

 فاخبرته بأنها ماعادت تحتمل الجلوس داخل الخيام مثل الفتيات، وأنها ستعود للإنضمام اليهم من الغد، وحذرته ان يخرج من البادية بدونها..


إما في هذا الوقت في البادية.. 


راقب الشيخ منصور يحيي وهو يبتعد ثم نظر لقصير وقال له آمراً:


-قصير أسرع ودذ واحد من ارجالك يعطل هالخاين قليل الاصل شي ساعتين، ومايخليه يوصل للمشفا الا نوصل نحن ونشوف ويش فيه والمسكين ومرتا ايش تم فيهم. 

قصير:

-تم ياشيخ

ونادى على احد الشباب يقال له فهد:

- فهد، خذ ريح رفيجك وجطب على هاذيك السيارة وعطلها شي ساعة ولا ساعتين،

 اريدها توحل هانا مو بعد تطلع على القطران، عشان مايلقى من يعاونه فهمت علي. أو تعمل انك ودك تعاونه والعون يكون كذاب. 

فهد:

-بامرك ياعمي.

منصور:

-هيا ياقصير حضر سيارتك وبينا على اقرب مشفى للكيلو اللي قال عليه الخسيس. 

قصير:

-عمي ناخدو سيارة عقاب خير هي اسرع وما حد يعرفها انا سيارتي البر كله عارفها.

- اعمل اللي تشوفا ياقصير انا مافيي عقل يفكر ولا يعقل الحين. 

فقام قصير بتشغيل سيارة ادم والانطلاق بها مع الشيخ منصور..



أما يحيي فبمجرد أن إبتعد قليلاً وإذ بإنتفجار صغير يحدث في السيارة جعل توازنها يختل واصدرت صوتاً مخيفاً..

 فتوقف فوراً وترجل يكتشف ماذا حدث، فإذ بدولاب السيارة قد إنفجر، فتأفف وهو يضربه بقدمه،

 ثم تلفت حوله يحاول إيجاد من يساعده، فتوقفت علي مسافة منه سيارة سوداء دفع رباعي، وترجل منها إثنان واقتربا منه، بعد ان اخفيا المسدس الذي استخدمه احدهم في ثقب إطار السيارة، والذي كان مزود بكاتم للصوت، وسأله احدهم:

- ويش فيها سيارتك خوي لو ودك مساعده نحن في الخدمه.

 فرد علي يحيى على الفور: 

-ما اعرفش العجله فرقعت ومحتاجه تتغير وانا مابعرفش اغيرها، وكمان ما عنديش عده، فلو عندك عده يا ريت تيجي تساعدني، والاستبن في الشنطه بتاعه العربيه. 

فرد عليه الرجل:

- ابشر اخوي الحين بنغير لك الإطار بس انت افتح شنطه السياره لناخذ الاستبن. 

 فذهب يحيى الى مقدمه السياره وفتح صندوقها، وهم الرجال باخراج الدولاب منه، واثناء التهاء  يحيى قام احد  الرجلين باخراج مديه صغيره من جيبه و ثقب بها اطار السياره الآخر، وهم بتركيب الإطار البديل مكان القديم.. 

واخذ يفعل هذا الشيء ببطء شديد، حتى ان يحيى لاحظ البطء الذي يعمل به الرجل، ورغب في ان يساله الاسراع، ولكنه صمت لانه لا يوجد امامه خيار اخر سوى الصمت والانتظار فهو لا يعلم في امور السيارات شيء ..ولا يوجد غيرهم في هذه الصحراء والطريق المقطوعه.

 واثناء وقوفهم مرت بجانبهم سياره الشيخ منصور وقصير، وقد تلثم الاثنان كي يخفيا ملامحهم خوفا من ان يعرفهم يحيى.. ومروا  بجانبه وتجاوزوا سيارته وانطلق قصير باقصى سرعته، بعد ان غمز للرجال بأن يستمروا فيما يفعلون.